رواية لعنة آل دارو الفصل السادس عشر 16 بقلم آية محمد
رواية لعنة آل دارو الفصل السادس عشر 16 بقلم آية محمد
رواية لعنة آل دارو البارت السادس عشر
رواية لعنة آل دارو الجزء السادس عشر
رواية لعنة آل دارو الحلقة السادسة عشر
” متشكر يا رسلان علي وقفتك معايا “..
قال رسـلان بغباء:
” طيب بالمناسبة السعيدة دي بقي انا كنت عاوز اتجـوز داليا!! جوزهالي.. بالله عليك”..
نظر له أدهم بصدمه ثم سأله بضيق:
“هي فين!!”.
سأله بحماس:
” مين داليا؟! “..
” لا يا حبيبي، المناسبة السعيدة اللي أنت بتتكلم عنها واحنا في نص المستشفي!! أنت عبيط يعني!! “..
نظـر له رسلان بضيق فتجـاهله أدهم ثم تحرك للغـرفة ليجد كريم قد عاد لوعيه و أخيرا يجلس مكـانه بصمت بينمـا داليا كانت غافيـه علي الأريكـة لم تنتبـه له..
اقترب أدهم من كريم بإهتمام يسأله بجدية:
” أنت كويس يا كريم؟! حاسس بحاجـه!! “..
ابتسم كريم بخفـوت و ربت علي يده:
” كويس يا أدهم الحمد لله، اللي في العربية التانية جراله حاجه!! “..
” لا متقلقش كويس، هو بس اصابته كانت أشد منك بس أنا علي تواصل مع المستشفي و قالولي انه فاق كمان وبقي أحسن “..
قال كريم بضعف:
” أنا اللي غلطان يا أدهم، بلغـه وبلغ أهله ان تكاليف العلاج و تصليح العربية عليا “..
ابتسم أدهم وأومأ برأسه:
” حاضر، دلوقتي هروح أشوف الدكـتور يطمنا عليك.. رسلان! رسـلان!! أنت يا ابني!!! “..
كان مبتسمـا ببلاهه وهو يتابع تلك النائمـة فنظر له أدهم بغضب وصرخ بإسمه من جديد ليفزع رسلان و ينظر له بدهشه:
” في اي هو أنا في نهاية العـالم!! عاوز اي! “..
” عاوز اي!!؟ يا ابني احترمني شوية أنا مديرك في الشغل!! “..
تأفف بضيق:
” عاوز اي يا أدهم خلصني! “..
” تعالا نروح نشوف الدكـتور “..
” لا ونسيب داليا لوحدها!! افرض حصل حاجـه “..
نظر له كريم بتعجب يسأله بعدم فهم:
” هيحصل اي مش فاهم!! وبعدين هتسيبوها لوحدها فين ما أنا موجود أهو!! “..
قال رسلان بضحك:
” دا أنت مفيش فيك حته سليمـة.. يدوب لو حد هجم عليك تنطق الشهادة “..
قال أدهم بضيق:
” خلاص يا خفيف، روح أنت هات الدكتور وأنا هفضل معاهم “..
” أوف.. حاضر “..
تحرك رسـلان للخـارج فتحرك أدهم تجـاه داليا و بدأ في إيقاظهـا برفق ف فتحت عينيها بتعب لتستوعب المكـان بعد دقائق:
” اي دا أنا نمت!؟ أنا محسيتش بنفسي خالص! “..
ابتسم أدهم يقول بهدوء:
” هنطمن علي كريم و بعديـن هاخدك البيت ترتـاحي، الدكتور جـاي فقولت أصحيكي “..
” كريم فاق!! “..
التفتت تجـاه الفراش لتجده ينظر تجاهها بإبتسامه فتحركـت سريعا تجـاهه:
” الحمد لله انك بخيـر، قالولي انك كنت سايق علي 140 و دا تصرف متهـور يا كريم بجد متوقعتش منك كدا!! “..
” أنا بس..
“كريم؟”
ألتفتـوا جميعهـم علي صوت محـمد يدلف للغـرفة ثم أتجـه لكريم وضمه برفـق و هو ينظر له نظرات متفحصه يسأله بإهتمام:
“أنت كويس يا ابني!!”..
” متقلقش يا بابا أنا كويس “..
” معلشي يا حبيبي أنا مكنتش معاك بس.. مريم ولينا في مستشفي تانيـه، في ناس اتهجـموا عليهم “..
فتح كريم عينه بصدمه يسأل بغضب:
” اي!! ناس مين؟ و هما كويسين ولا لا!!!! ”
أقترب أدهم يصحح ما فعله محـمد ولكنه لا يعلم بأن كريم استعاد وعيه للتو، فقال بهدوء:
” كريم إهدي..الآنسة مريم و لينا كويسين وكمـان هيخرجوا النهاردة و اللي عملوا كدا هما منيـر و الواد اللي كان خطيب الآنسة مريم، قطـعوا عليهم الطريق و ضربوا البنات و كان معاهم خطيب الآنسة مريم دلوقتي يعني، بس متقلقش حازم فهمني كل حاجه و داليا قالتلي اللي منير عمله، وعلمتهم الأدب وسلمتهم للبوليس “..
قال كريم بإمتنان:
” مش عارف أقولك اي يا أدهم، أنت دايما بتثبتلي ان أنا وأنت واحد “..
” أنا!؟ أنا معملتش ربع اللي انت عملته يا كريم “..
عاد رسـلان وأخيرا مع الطبيب الذي قام بفحص كريم فقال بإبتسامة:
” لا حضرتك كويس وتقدر ترجـع البيت كمان، بس لازم ترتاح الفترة الجـاية و تستمر علي العلاج علشان جروحك تلم “..
بالفعـل ساعده رسلان و أدهم للخروج من المستشفي و تحرك به محـمد بسيـارته و لحق به كلا من أدهم و رسـلان و داليا بسيـارة أدهم الذي قال بإهتمام:
” داليا شكلك تعبـان، هروحك البيت الأول “..
” لا لا يا أدهم عاوزة أروح أتطمن علي لينـا، ممكن أبقي أفضل هناك وخلاص “..
ألتفت لها رسلان بضيق ينظر لها بغضب حتي انها خافت نظراته تلك فقالت بصوت خافت:
” او مفيش داعي يعني هتطمن وأروح “..
نظر أدهم لرسلان وقال بجدية:
” خلاص هوصلك أنت يا رسـلان أنت تعبت معانا النهـاردة… و.. بكرا تشرفني انت و والدتك علشان نشوف موضوع الطلب اللي أنت طلبته ده “..
ابتسم رسـلان بسعـادة و هو ينظر لأدهم يتسأل بجدية:
” بجد!!! “..
غمزه أدهم يقول بإبتسامة:
” دا أنت ابو نسب بردو، بس في الاخر الرأي المهم مش رأيي أنا “..
نظـر الإثنين للخـلف لتنظر لهم بتعجب وتسأل بحده:
” مالكم بتبصولي كدا ليه!!! “..
ضحك أدهم و انكمـش رسلان مبتعدا عن صوتها الحاد ينظر للأمام مجددا:
” دي شكـلها هتبقي جوازة فـل الفـل “..
…………………………………………..
كـانت تبكـي بحرقه علي ابناءها و فاتن تحتضنهـا ولم يكـن حالها أفضل لتقول بقـلة حيلة:
” لو نفسي أفهم بس هما حابسينـا ليه؟! عاوزة اشوف الولاد اتطمن عليهم “..
نظر سلوي الجالسه علي الأريكة المقابلة و قالت من بين دموعها:
” طب وأنا حابسيني معاكم ليه طيب.. قلبي واكلني علي بنتي دي لسه يدوب خارجه من حادثه من كام اسبوع “..
دلفـت مريم و لينـا تستند كلا منهمـا علي يد الأخري وخلفهم حـازم يحمل أغراضهـم فركضـت لكـلا منهم أمها و ضمتهـا بحـنان فأقترب حازم من سلوي يقول بحذر:
” الهانم صحتهـا تعبانه، لو سمحتي تطلعيهـا أوضتهـا و الممرضه داخله حالا هتفضل معاها “..
أومأت سلوي برأسها وهي تتمسك بإبنتها ثم أخذتها وصعدت للأعلي، قالت والدة لينا بقلق:
” لينا أنتي لو لسه تعبانه نرجع المستشفي عادي!! “..
قال حازم بإبتسامة:
” لا الآنسة لينا كويسه، هو بس للأسف الأنسة مريم كان عندها نزيف داخلي لكن الدكاترة قالوا انها هتبقي كويسه و كانوا بيرجـحوا انها تفضل يومين لكن هي رفضت و استكفت بالممرضه، و الدكتور هيجي يوميا يطمن عليها “..
وقبـل أن تجيبـه بقلقها علي مريم رأت كريم يدلف للمنـزل يقتـرب منهـا فضمتـه باكيـه وربت هو علي ظهرها ليطمئنهـا ثم خرج من أحضانهـا ينظر لأخته بلهـفه يضم وجهها بيديه:
” أنتي كويسه؟! “..
قال بمزح:
” دا أنا خدت علقه، مخدهاش حمار في مطلع “..
كانت تمـازحه ولكن كانت كـلماتها مؤلمة بالنسبة له فضمهـا بحنان يمسد علي حجـابها:
” لولا ان أدهم اتصرف خـلاص لكنت خليتك ضربتهم بدل الكف عشـره “..
قالت بضحك:
” قولتلكم من زمان أدهم دا خطيبي محدش صدقني “..
ضحك كريم و هو يتذكر مزاح أدهم الدائم ل لينـا منذ كانت طفله ولكنه قال ببعض الحده:
” يا بت اتلمي بقي كبرتي علي الكلام دا ”
ضحكت وقالت ببعض الحرج عندما رأت نظرات حازم النارية تجـاهها:
” بهزر يا كريم ما أنت عارف “..
ابتسم لها كريم ثم سأل بإهتمام:
” أومـال مريم فيـن! “..
قالت لينا بتعب:
” فوق، وطلعوني أنا كمان أوضتي مش قادرة أقف أكتر من كدا “..
اتجـه كريم ليحمـلها ولكن حذره والده قائلا بحده:
” أنت تعبان يا كريم.. تعالي يا لينا أنا هسندك “..
مدت يدها لوالدها ولكنها فاجأها حينما حملها بين يديه وصعـد بها لغرفتها وهي لفت يدها حـول رقبته تستشعر ذلك الحنان الأبوي الذي افتقدته لسـنوات…
وبعدمـا دثرها في فراشها خرج ليجد كريم علي وشك الدلوف لغرفـة مريم فأقترب منه وأخذه لغرفته المجاورة ليستريح ربما سيطول حيدثهم وأخبره بكـل ما حدث من عائـلة صالح…
سأله كريم بهدوء:
” وصالح موقفه اي!؟ “..
” مش عارف والله يا كريم أنا مكنتش فاضي أدخله، بس روحت لأهله وقولتلهم ألف سلامه و وقفت جمبهم كتير بس همـا اتجاهلوني وانا اتلهيت فيكم باقي اليوم، ويمكن مصدوم من موضوع الإعاقة اللي حصلت معاه دي، هما قالوا هيسافروا في اسرع وقت و مستبعدش انهم دلوقتي يكونوا خرجوا برا مصر أصلا “..
” ومريم موقفهـا اي من اللي حصل؟! “..
” هي طـلبت تشوفه أكتر من مره، بس بيني وبينك انا حاسس ان مريم حاسه بس بالذنب ناحيته، مش احساس الخوف علي شخص بتحبه والمفروض خطوبتهم كانت خلاص.. مريم ملحقتش تحبه او تتعلق بيه وهتنسـاه علطـول “…
” خلاص يا بابا أنا هحاول أوصل لصالح و أعتذر عن اللي حصل مع ان ملناش ذنب،بس أنا فعلا عاوز اتطمن عليه… أفوق بس من اللي أنا فيه دا “..
” طيب ارتاح بقي وتبقي تشوف مريم بعدين، انت تعبان… يلا مدد علي سريرك ونام وأنا كمان هروح ارتاح شوية “…
اومأ له كـريم بإبتسامـة ثم قال بألم استطاع وأخيرا معرفه سببه:
” بابا.. لو مريم عاوزاه أنا هسافر ليه ولأهله وأتكلم معاهم “…
قال محمد بآسي:
” ربنا يقدم اللي فيه الخير، فوقوا أنتوا من اللي فيكم الأول وبعدين ربنا يحلها من عنده، تصبح علي خير يا حبيبي”..
…………………………………………….
بعدمـا ارتدت بيجـامتها الحريـرة و تمددت أخيرا علي الفراش و علي قدمهـا طبق مليئ بالطعـام وجدت أدهم يطرق الباب فسمحت له بالدلـوف فأقتـرب وجـلس جوارها يقـول بإبتسامة:
“طبعا عرفتي ان آفرين و رسلان اتطلقوا، وان أنا هتجـوز آفرين قريب”..
” اه عرفت، عرفت من الغريب يا اخويا، او يا اللي كنت فكراك أخويا “..
” بطلي رغي واسمعيني، رسـلان طـالب ايديكي للجـواز “..
احمرت خجـلا وحاولت تمثيل صدمتها بالأمر فقال أدهم بتقزز:
” بطـلي استعباط، انا عارف انك عارفه… ها قولتي اي!! بس قبل ما تقولي رأيك لازم تفهـمي ان رسلان وضعه المادي غيرنا، في حاجـات كتير هو مش هيقدر يعملهالك.. لازم تشوفي الأول هتقدري علي حياته ولا لا وكمـان لازم تحسي ان موضوع انك أغني منه مش فارق معـاه ولا عامله أزمة كرامه زي ما بتحصل لرجـاله كتير “..
قالت بهدوء:
” أنا.. متأكده ان رسـلان مش هيفرق معاه حجم ثروتي، زي ما أنا مش فارق معايا هو معاه كـام.. المهم رأيك فيه و اللي أنت شايفه يا أدهم ”
ضحك أدهم يقول بمشاكسه:
” بقي هي كدا.. ماشي يا داليا أهو هيجي بكرا ونشوف”..
“طب قوم يلا اتكل علي الله عشان أنام علشان بشرتي تبقي مرتاحه”..
ضحك أدهم و تحرك للخارج حيث غرفـتـه و استلقي علي فراشه يُفكر في محبوبته هو، تلك التي لا تفقـه في هذا العالم شيء و اختارتهـا ليكون هو عالمها، ابتسم يغمض عينه براحه بعدمـا انتهت أيام المشقـة و بدأت أيام الراحـه….
…………………………………….
في الصبـاح التـالي..
فتحت مريم عينـاها بتعب علي حركه أحدهم بجـوارها لتجـده هو، أبيهـا الذي فقدته من سنـوات، سألته بتعجب:
” أنت بتعمـل اي هنا!؟ “…
” مكنتش أعرف انك عملتي حادثه، قابلت محمد في صلاة الفجر في الجامع وقالي، واستأذنت منه اني اجي اقعد جمبك، أنا مش عاوز حاجه غير اني افضل بس شايفك قدامي كفاية السنين اللي اتحرمت منك فيها “..
” أنا مش زعلانه منك، أنا فاهمه ازاي الظروف بتحكم أوقات كتير بالفراق و البعد “..
قال بدموع:
” والله يا بنتي فعلا الظروف و الزمن هو اللي حكم علينا،انا تعذبت سنين يا مريم لما عرفت ان شيرين كانت حامـل و انهم مش عارفين مكانها، و سنين عمري بدور علي مراتي وبنتي بس مكانش في اي سبيل ليكم “..
” وأنا مش زعلانه منك يا… بابا “..
بكي عبد الرحمن و اقترب منها يضمهـا بحب لصدره برفق ثم ابتعد عنها لتقول بخفوت:
” والدي اللي ربـاني بردو كان اسمه عبد الرحمن، هو اكتر حد حبني في الدنيا هو وماما سلوي.. انا بحبه أوي بس انا عـاوزة اسمي الحقيقي.. “..
قال بدموع:
” طبعا هتكوني علي اسمي أنا… و حبك ليه علي دماغي كفاية انه رباكي و كبرك بالأخلاق والأدب دا، وصدقيني انا نويت من ساعة ما عرفت عنه و عن كرمه معاكي، جواز بنته التانيه مسئوليتي أنا وهتكفل بيها “..
ابتسمـت براحـه و هي تتمسك بيده وقالت بخفه:
” طيب اي.. ما تجرب تاخدني في موعد علي الفطـار “..
” بس أنتي تعبانه لما تخـفي هاخدك مكان ما تحبي، يا سلام هو انا كنت أطول!! “..
” لا أنا كويسه انا تعبت من الرقدة في السرير “..
” معلشي استحمـلي كام يوم وبعدهـا هخرجك في المكان اللي تحبيه، والله أنا عاوز أكتر منك بس صحتك أهم بكتيـر “..
سألته مريم بخفوت:
” طب اي!! أنا معنديش اخوات!؟ “..
هز رأسه نفيا و قال بحزن:
” محبيتش غير شيرين و مقدرتش لا أحب ولا اتجـوز غيرها، كان عندي أمل ألاقيكم بس صدمتي بموتها وجودك هونه عليا.. الحمد لله “..
” ربنا يرحمهـا “.
” يارب…. اه صحيح انا عرفت موضوع خطيبك دا، هو يا بنتي لو متمسك بيكي وبيحبك هيرجع “..
” احنا كنا لسه في بداية تعارف يعني لسه مكانش خطيبي، انا بس زعلانه انه اتأذي بسببي وحابه اعتذرله و عمتا هـو لو قدر يقنع مامته و يرجع انا مش هركز في اللي حصل واللي قالته ليا “..
” متفكريش كتير دلـوقتي في الموضوع، خلاص اللي حصل حصل “..
دقت سلوي باب الغـرفـة ودلفـت تطمئن علي ابنتهـا:
” يلا يا حبيبتي تعـالي افطري.. انا كنت هجيبلك هنا بس قولت تتمشي كدا أحسن و تنزلي تحت، كريم ولينا نزلوا هما كمان علشان يبقوا أحسن”..
اومأت برأسها:
” حاضر يا ماما، هغير هدومي وأجي”..
قال عبد الرحمن بإبتسامة:
” أنا همشي دلوقتي و هجيلك تاني، خلي والدتك تساعدك و متتعبيش نفسك.. سلام ”
ابتسمت له حتي ترك الغرفـة و تقبلت المساعدة من والدتها و بعد قليل كانت تخطـو لمقعدها علي سفرة الإفطـار، سألها كريم بإهتمام:
“أنتي كويسه دلوقتي!!؟ الدكـتور قدامه نص ساعة هيجي يشوفك! الممرضه كويسه معاكي!!”..
قال محمد بضحك:
” براحه يا كريم، واحده واحده و سؤال سؤال يا ابني “..
قال كريم بإضطراب:
” أنا بس عاوز اتطمن عليها “..
قالت مريم بإبتسامة:
” أنا كويسه يا كريم “..
بعد طـعام الإفطـار كانت مريم بالحديقه الخارجيه تتناول كوبا من العصير و بجـوارها محمد يحتسي الشاي و ينظر لها بإبتسامة، قال بهدوء:
” مريم أنا عاوز أقولك حاجه.. ”
نظرت له بتساؤل فأكمـل حديثه بهدوء:
” كريم بيحبك، بس هو أصله كريم علطول مشاعره مضطربه و مبيفهمش نفسه بسهـولة “..
ابتسمت تجيبه بنفس الهدوء:
” أنا عارفه “…
سألها بتعجب:
” طيب ليه يا بنتي كنتي هتتجوزي صالح!؟ “..
” أولا يا خالي أنا عارفه ان كريم بيحبني بس أنا مقولتش ان مشاعري متبادلـه، هقول لحضرتك أنا أول ما بدأت ألاحظ كنت مبسوطة علشان كريم شخص محترم و كويس بس هو كان موافق تماما علي صالح فأنا قولت أكيد انا فهمته غلط و لأني مكانش عندي مشاعر ناحيته وافقت علي صالح لأنه شاب محترم، وبعدين بدأت غيرة كريم تظهر فعرفت ان كريم شخص بطيئ في فهم مشاعره “…
” ودلوقتي مفيش صالح “..
” مين قال كدا!! أنا مستنيـه صالح يفوق من أزمته ويكلمني، هو بنفسه اللي يقولي مش هكمل أو يقولي لا كلام والدته كان من عصبيتها مش أكتر وهو هيرجع تـاني، أنا مقدرش اتلاعب بمشاعر صالح علشان كريم “…
” عندك حق يا مريم.. عداكي العيب يا بنتي “..
بعـد ذهـابه ظلت مريم بالخـارج و هاتفتهـا سارة صديقتهـا وشاركتهـا مريم ما يحدث معهـا فقالت سارة بهدوء:
” معاكي حق في كـل حاجه يا مريم إلا حاجه واحده “..
” اي هي! “..
” إنك مستنيه مكـالمه من صالح، مع اني شايفه ان أنتي اللي تاخدي الخطوة وتكلميه “..
” كنت بفكر فعلا اتصل بيه، صحيح خايفه من رد فعله بس لازم أكلمه “..
” حبيبتي انتي ملكيش ذنب وصال لازم يفهم دا كويس، انتي مخبتيش عنه انك كنتي مخطوبة و ان خطيبك كان شخص مش كويس، بالعكس دا هو اللي كان ماسك القضيه، انتم بالاتفاق قررتوا متقولوش لأهله وانتي ملكيش ذنب هو اللي المفروض يتصرف معاهم في حاجه زي دي “..
” عندك حق، بقيتي تتصرفي بعقل أهو من ساعة ما رجعتي لخطيبك، هو غيابه اللي كان مطيرلك عقلك ولا اي “..
” بنت عيب كدا.. اسكتي انا اساسا مش مطمنه، ربنا يستر، ابقي قوليلي عملتي اي وكلميني “..
” حاضر، يلا سلام “..
” لا لحظه، عاوزة اسألك سؤال الأول.. قوليلي أنتي محبتيش ولا واحد فيهم! ولا حتي قلبك مايل لواحد منهم!! “..
” يلهوي سؤالك دا محسسني اني مدوراها بجد “..
ضحكت سارة و قالت بأسف:
“أسفه والله، هو فعلا اللي ميعرفش الحكاية ويسمع من بعيد هيفكر كدا.. انا بس عاوزة أعرف بجد، قلبك لمين في النهاية انتي مش حجر ولا بتفكري بعقلك بس، اكيد قلبك بيقولك كلام تاني”..
” قلبي عاوز اللي يحارب علشانه يا سارة “..
…………………………………….
في منتصف اليـوم..
كانت تقف خـارج المبني الذي يعمـل به رسـلان كما أخبرها السائق، وقفت تنتظره وهي تـري ذلك المبني الشاهق الأرتفاع بأعيـن مذهولـه، تتابع المارة وتري الثيـاب الغريبة المتنـوعه التي يرتديهـا الأشخـاص، تأففت بعدها بملل وهي تري ذلك الجهـاز معها يضئ و ينطفئ مرارا ولكنها لم تستطع التعامل معه كما علمها رسـلان فجلست تشعر بالضيق حـتي فتحت عينيهـا بصدمه وهي تري أدهم يسيـر بكل هيبة وشموخ و حولها الكثير من الحراس فأبتسمت بسعادة تنادي إسمه:
” أدهم!! “..
انتبه أدهم لذلك الصوت ولكنه ظن بأنه يتخيـلها فهو حقا اشتـاق لهـا وبرغم ذلك ألتفت حوله ليـجدها تنظر له بإبتسامة من بعيد فتحرك تجاهها آمرا رجاله بإلتزام مكـانهم و اقترب يسألها بتعجب:
” آفرين!؟ أنتي جيتي هنا إزاي!! “..
” لم أتوقع رؤيتك، أخبر رسلان السائق أن يأتي بي لهذا المكـان، لا أعلم ربما هو يعمل هنا، ماذا تفعل أنت!! “..
” أه مهو رسـلان بيشتغل هنا، مهو المكان دا بتاعي أنا “..
فتحت عينيها بصدمه:
” أنت!! يبدو عليك الثراء حقا “..
ضحك بخفه وأومأ برأسه:
” ايوا أنا غني، اي الصدفه القمر دي بقي تعالي نروح نشرب حاجه “..
” أنتظر رسلان هنا كما أخبرتك، سيذهب معي لشراء بعض الثياب “..
عبس أدهم يقـول بضيق:
” وهيساعدك رسلان ازاي يعنـي.. أنا هخـلي داليا تروح معاكي.. تعالي “..
تحـرك لداخـل الشركـة فوقف الموظفيـن بإحترام لـه حتي رسلان الذي نظر بدهشه لتلك التي يحـاول الإتصـال بها منذ دقائق وهي الآن تسيـر بجـوار أدهم و جميع الأعين تعـلقت بهـا لجمالهـا الغير مألوف ليلاحظ أدهم ذلك ليقول بحده:
” اتفضلوا اقعدوا وركـزوا في الشغـل.. رسلان تعاليلي عاوزك “..
انتبهـت آفرين لـه وقبل أن ترفع يدها لتحيـته سحبهـا أدهم للداخـل بضـيق قبل أن ينتبـه لها الموظفـين..
رحـبت بهـا داليا بحـفاوة و ضمتهـا تقول بسعادة:
” وحشتني اتعودت علي وجودك بجد “..
” وأنا اشتقت لكِ عزيـزتي “..
دق البـاب فدلف رسـلان فأنتبهـت له داليا و ابتسمت بخـفوت وخجـل…
قال أدهم بضيق:
” أنت ازاي تسيبها برا الشركـة كدا يا رسـلان وهي لا تعرف حد ولا تعرف حاجه هنا!! “..
” اهدي، انا متفق مع سواق من الشـارع عندنا هيجيبـها بنفسه و قولتلها أول ما توصل تكـلمني “..
نظر لها أدهم بضيق وسألها:
” وحضرتك متصلتيش بيه ليه أول ما وصلتي “..
مدت يديهـا الإثنين بالهاتف وقالت بضيق:
” لم أعرف كيف أستخدمه! “..
أخذه رسلان و فتحـه ليظهر ل أدهم عدد المرات التي هاتفها بهـا و برغم ذلك أخذ نفسا عميقا وقال ببعض الهدوء:
” معلشي حصل خير، هبقي أعلمك تاني عليه يا آفرين، يلا بينا “..
سأله أدهم بغيظ:
” علي فين!! “..
” واخد اجازة نص يـوم، علشان هاخدها تشتري شوية لبس و بعدين هروح أغير علشان عندي مشوار مهم بليل أعتقد يعني حضرتك عارفه كويس “..
قـال أدهم بإستفزاز:
” وتسيب الشغل لمين!! انا مش موافق علي الأجازة و اتفضل علي مكتبك، و بالنسبة لآفرين ف داليا هتروح معاها تشتري اللي هي عاوزاه “..
نظر رسلان له بضيق ثم تحرك تجـاه داليـا وأعطـاها الفيزا الخاصه به و أخبرها برقمها السـري وقال بإبتسامة:
“هاتيلهـا كام طقم خروج علي كام طقم بيتي و كدا يعني، بس بالله عليكي ما تخرميش الميزانية عشان انا واحد داخل علي جواز”..
ضحكـت داليـا وهي تأخذها منه و ابتسمـت له:
” حاضر، احنا بردو تهمنا مصلحتك يا استاذ رسلان “..
غمزها رسلان يقول بإبتسامة:
” ما أنا قولت كدا بردو “..
سحبـه أدهم بيأس ليبعده عن الفـتاتيـن وقال بحده:
” علي شغلك.. و ابقي تعال في استراحه الغدا “..
نظـر له رسلان بغضـب وخرج وهو يلعـنه، حتي استراحـته سيحرمه منـها، التفت أدهم لآفرين و لأخته وقال بجدية:
” لو اللبس كان مكشـوف أو ضيق هرميه في الزبـاله، هاتوا حاجه ساترة و محتشمـة، لحد ما أحجبكم أنتوا الإتنين.. يلا اتفضلوا امشوا علشان متتأخروش “..
قضـت الفتاتيـن يومـا رائـعا بالخـارج تعرفت به آفرين علي القـاهره و رأت العديد من المباني التاريخيـه الفخـمه و اشتروا الكثيـر من الملابـس ثم بالنهايـة أخذتها داليا لمنزلهـا فقد أخبرها أدهم انهـا ستعود مع رسلان و والدته بعدما تنتهي زيـارتهم لـه…
قالت آفرين ببسمة هادئه:
” تبدين في غاية الجمـال، سيذهب عقل رسلان عند رؤيتك “..
ابتسمـت داليا براحـه ثم ألتفتت تجـاه الباب عندما وجدت صفيرا ينبؤها بوجود أخيهـا فوقفت تنتظر رأيه بمظهرها المرتب الأنيق:
” ربنا يحميـكي يا حبيبتي “..
قالها و هو يطبـع قبلة رقيقـة علي جبهـتها فنـظرت آفرين له بتأثر وحب من حنان ذلك الرجـل الذي اختـاره قلبهـا، ليس لفعلته ولكـن لأجل تلك المشاعر التي عبرت عنها عيناه وحـدها و نظرات الحب و الفخر و الحنين التي حملها لأختـه في ذلك الوقـت…
لن تنـدم يوما بأنها اختارته هـو، لن تندم يوما بأنها لم تعترض علي فعـلته و اتفاقه مع رسـلان وقـررت اكمـال ما خطط له لأجل البقـاء معه، في عالم لا تعرف به سـواه..
قال أدهم بهدوء:
” متقلقيش أنا مش هزودهـا معاه ولا هضغط عليه، أنا عارف انه شاريكي ودا بالنسبـالي كفايـة “..
ابتسمـت له بحـب ثم تحركـا للأسفـل واستقبـلهم أدهم مرحبـا بهـم بكل احترام..
جـلست داليـا بجوار أخيها وبدأ أدهم في الحديث المعتاد و رسلان يجـيبه بصدق عن وضعـه المادي و الإجتمـاعي و بالنهاية ابتسم أدهم يقول بإبتسامة:
” انا معنـديش اعتراض يا رسـلان، المهم هو رأي داليا “..
نظـروا جميعا تجـاهها فشعرت بالخجـل و احمر وجهها ليبتسم رسلان فهـي نادرا ما تصل لتلك الحالة من الخجـل لتقول والدته بإبتسامة:
” والله انا شايفه ان السكوت علامة الرضا “..
ضحك أدهم و أمسك بيد أخته فأشارت له بالموافقـة فقال بهدوء:
” يبقي نقرا الفاتحـه، و الخطوبة تبقي معانا انا وآفـرين “.
ابتسمـوا جميعهـم بسعـادة وها هي أخيرا البداية لحياتهم سـويا برابط يجمعهـم أمام الجميـع..
……………………………………..
” صالح! رد عليا، أنا بس عاوزة أتطمن عليك “..
قال بصوت خافت:
” أنا كويس يا مريم الحمد لله “..
” أنا.. أسفة، أنا والله…
” مريم متعتذريش و متشيليش نفسك ذنب حاجه انتي ملكيش أي دخل فيها أساسا، أنا عارف ان ماما قسيت عليكي بالكـلام بس هي كانت موجـوعه علشاني “..
” أنا مش زعلانه منهـا، أنت سافرت علي فين! “..
” مش مهـم أنا فيـن، مريم أنا اتشرفت فعلا بمعرفتي ليكـي، بس أهلي ضاغطين عليا و مش موافقين علي جوازنا بعد اللي حصـل والموضوع كبر لفكره انهم مكانوش عارفين انك مخطوبة، وشايفين ان اللي حصل باب لمشاكل كتير، أنا عندي مشوار علاج كبير محتاجهم جمبي، يعني انا في اختيار بين أهلي اللي أكرموني العمر كله و بينك و…. ”
قالت بهدوء:
” مفيش حاجه فوق الأهل يا صالح، صدقني أنا تعبت أوي من بعدهم عني و مرضاش ليك التجربه.. علي العموم كل شئ قسمة ونصيب و انا اللي كان ليا الشرف بمعرفتك “..
أنهـت المكـالمه وهي تزفر براحه و تبتسم بـرضا، ربمـا يأتي بعد الأشخاص لحياتنا ليكـونوا سببا في تحولها، مثلما حدث لصالح، فها يخوض دربا جديدا في حيـاته بعيدا عن بلاده، حيث نصيبـه من حياة جديدة..
وقف بالشرفـة المجـاورة لشرفتهـا يستمع لحديثهـا، يراها ولا تراه، للمرة الأولي يشعر بمدي جمـالها، عيناهـا و بشرتها الناعمه، خصلاتها المتمرده من أسفل حجـابها و تنهيداتهـا وهي شاردة، كيف لم ينتبـه لها من قبـل! وهي تسكـن معه في نفس داره بـل بالغرفة المجـاورة لغرفته، بل حتي انها و ان كان لسببا أخر قد عرضت عليه الزواج منها و هو الغبي رفض ذلك العرض..
أخذ يصرخ كالأحمق ويردد بأنها أختا له، هو وضع لتلك العلاقة مسمـي قبل ان يفكر لثـواني، وكأنه فرض علي ذاته و عقله شيئا لم يجده القلب منطـقي فتمرد و آبي إلا أن يكـون عاشقـا، والآن هو يقف جوارها يندم علي تسرعه في القرار و تأخره في اكتشاف مكنونات قلبـه..
بعـد مرور اسبـوع…
ارتـدي ثيابه الأنيقـة للذهـاب لخطبـة أصدقائه، كلا منهما للشخص الذي يحـب…
خرج ليجـد الفتاتيـن بإنتظـاره و وجـدها تعترض من جديد:
” أنا مش فاهمه أنا هاجي أعمل اي، أنا معرفش حد هناك “..
” كـل البيت رايح يا مريم مينفعش تفضلي هنـا لوحدك “..
قالت فاتن بإبتسـامة:
” غيري جو يا مريم دا أنتي بقـالك اسبوع مخرجتيش من البيت.. يـلا بينا علشان منتأخرش “..
استسلمـت وتحركت معهـم، تحركت فاتن مع ابنها وزوجـته و تحرك كريم بسيارته معه الفتاتيـن…
………………………………….
اارتفعـتأصوات الزغـاريد بعد أن وضع كل خاطب دبلتـه بيد معشوقـته، ابتسم أدهم بحب تجـاه آفرين التي طـالعته بخجـل بينمـا غمز رسـلان داليـا التي ضحـكت علي فعلته و أخذت دبلته الفضيـة و وضعتهـا بيده ثم إلتقط لهم المصور العديد من اللقطـات العفـويـة..
راقبهـم كريم بإبتسـامة وأخذ إلتفـاته سريعـا تجـاهها ليجدها تبتسـم لتزداد دقـات قلبـه فتحرك ليقف جـوارها وقال بهدوء:
” عقبالك “..
” تفتكر!! “..
سألها بتعجب:
” أفتكـر؟! “..
” اه يعنـي حاسه اني مليش نصيب في الموضـوع دا، عاوزة أجي الشركـة، لسه ليـا مكـان؟ “..
” طبعا ليكي مكـان جوا الشركة.. و جوا قلبي “..
ابتسم لها لتنـظر له بصدمه وهو يتحرك عائدا لموضعه، لم تتوقـع يوما ان تتأثر بحديثه، وبرغم انها كانت تعلم بحقيقـة مشاعره ولكنها لم تتوقع منه تلميحا أو اعتراف ربمـا!! هي لم تنتظـر منه ذلك حتي..
وكـانت كلمتـه لطيفـه حقـا…
وعلي جـهة أخري كان يراقبهـا بإبتسامة خفيفـة يخفيهـا حتي لا يخسر هيبـته بين رجـاله، فهـو معروف بين رجـاله بالقوة و الحزم، فماله أمام تلك الصغيـرة يُهزم..
تنهد حـازم بحيرة و هو يملي علي قلبـه الإنتظـار حتي تنتهي من دراستهـا، سينتظرهـا و سيكـون جوارها حارسا لهـا، وقد قرر بداخـله ان يقت-ل كل من يفكر بالوقوع في حبهـا سواه… بكل بساطه..
كـان ينظر لها وكأنها مكافئته من ذلك العالم، هي جائزته التي ربحـها بعد سنوات فقدهـا، ابتسم أدهم وهي تضع بيده تلك الدبلة بسعادة وهي تشاركه عادات عالمه التي لا تفقـه عنهـا شيئ…
و هو تحرك لأحد الزوايا ثم عاد لها مجـددا و هو يقدم لها زهرة الحب الذابلة بعض الشئ فنظرت لها بأعين دامعه ثم رفعت عينيها له في دهشه فقال بلهجتها:
” أتذكر عندما أخبـرتي داليا عن أمر الزهرة بكل حماس، وقد آتيت بها لهنا منذ قدومنا و أردت الإحتفاظ بها حتي يوم زفافنا ولكنهـا بدأت بفقد بريقها لذا قررت أن أعطيها لكِ اليوم آفريـن “..
همس لها بحنين:
” أعلم بأنك تشتاقين لبلادك و لوالدك وحتي انك لا تفضلين العامية في الحديث، ولـو كل الناس شافوني مجنون علشان بتكلم كدا، اذا أنا مجنون “..
ضحكت عليه لتهرب تلك الدمعه من عيونها و هي تراه يجمـع بين العامية والفصحي في حديثـه فقط لأجل راحتها فقالت بإبتسامة:
” أنا لا أريد سواك.. فأنا أحبك “..
……………………………………..
” أنت لو مش عاوزني اشتغل بعـد الجواز مش هشتغل “..
” ليه مش هعوزك تشتغلي!! أنتي ناجحه و متميزة في شغلك، لو حابة تكملي براحتك و لو عاوزة تقعدي فأوعدك مش هينقصك اي حاجه “..
” هبقي مديرتك! ”
“طب واي يعـني ما أنتي مديرتي دلوقتي في اللحظة دي، داليا أنتي نجـاحك فخر ليا، أنا حقيقي بحترم دا فيكي، أنا حبيت قوتك قبل ما اكتشف باقي جوانب شخصيتك، أكتر حاجه حبيتها اني بحسك معايا حد تاني غير الكـل، معايا بحسك البنت البسيطـة اللي مليانه رقة وأنوثـة، وبحسك مع الكل داليا عادي، وأنا بصراحه حبيت الأتنين”..
” أنا فعلا معاك اكتشفت حاجات كانت اتدفنت خلاص تحت الشخصيه اللي الكل بيشوفني بيهـا، أنا بس خوفت موضوع الشغل دا يضايقك “..
” لا أبدا.. نجـاحك دا يزود مني مش العكس، أنا عيني بتكـون مليانه بالفخر لما بشوفك والكـل بينفذ أوامرك وبيحترمك، و بيبقي فيها شوية حب في الخباثة كدا “..
ضحكت وهي تقول بسخرية:
” في الخباثة اه، دا احنا اسبوعين قاريين فاتحـه و الشركة كـلها شهدت علي نظراتك ليا يا أستاذ، أومال لما نتجوز بقي”..
“ساعتها هحط صباعي في عين التخيـن، اللي عنده كلمه يقـولها، هتبقي مراتي بقي، اتمني بس الخطوبة دي متطولش”..
” يعني سنـة ونص كدا علي ما ندوب الشقة “..
قال بصدمه:
” سنه ونص!! انتي اتجننتي؟ كتييير أوي “..
” اي يا رسلان هو أنت ناسي ان الشقة لسه علي الطوب الأحمر!؟ وانت يا حبيبي مجبتش لسه قشاية في جهازي، وبعدين متنساش ان أنت المسئول عن جواز آفرين، اي احسب المصاريف هتلاقي السنه ونص قليل، وانا عن نفسي هجيب جهازي بالهداوة كدا واحده واحده علشان أجيب حاجه حلوة “..
” يا ستي انتي مالك بجـواز آفرين قولتلك أنا معايا فـلوس، والله ابويا سايبلي فلوس كتير قبل ما يموت وفي محـلين بإسمي اساسا دخلهم بيكفي وزيادة، حبيبتي انا مش علي البلاطه خالص زي ما انتي فاكره “..
” اه بس انا محتاجه وقت استوعب فيه اني هتجوز “..
” أنتي مغيبة ولا اي أومـال الخطوبة دي ما هي بداية التخطيط للجواز “..
قالت بتوتر:
” بصراحه.. الدكتـورة النفسية قالتلي اني أجل الفرح المده دي “..
نـظر لها بتعـجب ثم سحب يدها يتحرك بها بعيدا عن الجميـع يسألها بإهتمام:
” ليه دكـتورة نفسيه!؟ “..
قـالت بتوتر:
” أنا مريت بتجربة سيئـه خلتني أخاف، قصدي قضية محـاولة الإعتد’اء، بص يعني أنا بحبك والله بس محتاجـة وقتي يعني أنا بس حتي لو سنه واحده.. “..
قاطعها رسلان يسألها بإهتمـام:
” أنتي كنتي بترفضي الجواز علشان كدا!؟ “..
اومأت برأسها وهي تنظر أرضا فسألها بحنان:
” وليه روحتي دلوقتي”..
“علشانك.. علشانك وعلشاني ولأني…..
قاطعها يقول بإبتسامة:
” تعرفي اني بحبك أوي…خدي وقتك يا داليا، سنه أو اتنين أو عشرة معنديش مانع.. ولو وصلت بيا نكتب الكتاب و نقضيها زي المخطوبين كدا والله ما يفرق معايا غير انك جمبي “..
ابتسمـت له و قالت بدموع:
” لا أنا هتعـالج وهبقي كويسه، طول ما أنت معايا هبقي كويسه “..
” طب بتعيطـي ليه بس أخوكي يقول معيطها من دلوقتي ودا مديري في الشغل وبعيد عنك دا مدير مفتري “..
ضحكت وقال بين ضحكاتها:
” متقولش علي أخويا مفتري، دا قمر أهوه وجايب لخطيبتـه زهرة الحب اللي لا تقدر بثمن، وأنت ولي عهد دارو كلها ولا شوفت منك حزمة كزبرة حتي “..
قال بضيق:
” والله وصيت علي بوكية ورد بس نسيت أعدي علي الراجل أجيبه وانا جاي “..
” و هي دي حاجه تتنسي!! دا أنت أمرك عجيب والله، بتنسي في الخطوبة!! اومـال بعد الجواز هتعمل اي!! هتجيبلي شلل”..
تعـالت ضحكاته عليها ليزداد استفزازهـا فتحركت للداخل و هو خلفها ليجلسوا بجوار بعضهم البعض و يعودوا لمشاغبتهم من جديد…
……………………………………………
كـانت شـارده في السيارة لولا سؤال لينا الذي نبه كـل خلايا عقلها..
“محسيتش إنك زعلان يعني علشان داليا يا كريم”..
نظـر كريم لهـا وقال بهدوء:
” أوقات احساسك بالمسئولية بيخليك تدي مسميـات غلط للعلاقـات، و أنا كان دايما عندي المشكلة دي، اني بحكم بدري علي علاقتي باللي حـواليا.. تعب أدهم و توافدي المتكرر علي بيت داليا تحت أنظار الناس هو اللي خلاني أطلب منها الجواز و مع الوقت بدأت أحس ان طلبي دا كان نابع من جوا قلبي، و بتتابع السنين قلبي و عقلي صدقوا اني حبيتها “..
” طب و دلوقتي اي اللي حصل!! “..
” دلـوقتي.. أممم، اي دا أنتي مـالك أنتي يا بت انتي لسه صغيـرة علي الكلام دا “..
ضحكـت و تبـادلت معه الحديث في مواضيع أخري و مريم بالخـلف تشعـر بالضيق، توقف عقلهـا لسماع تلك الإجـابة ولكنه آبي ان يتحدث..
تحـرك الجميـع لغرفهـم ولكن توقف مريم أمام محمد تقول بإحترام:
” لو سمحت يا خالي أنا كنت عـاوزة بكرا أروح أقضي اليوم عند بـابا و هو قالي بليل هيرجـعني “..
ابتسم محمد:
” ماشي يا حبيبتي براحـتك “..
بالتدريج ستطـلب منهم الإنتقـال لمنزل أبيهـا، هكذا فكر كريم وهو يصعـد الدرج متجها لغرفته عندما استمع لحـديثهـا، هو اعتادها و اعتاد وجودها بـل أصبح يحب وجودها، عليه فقط إخبـارها بذلك قبل أن يفقدها..
فاق من شروده علي يد والده تربت علي ظهره:
” بس بالطريقة دي يا حبيبي هتقولها وهي عندها عيليـن “..
انتبـه لوالده فنظر له بغضب ليضحك محمـد علي تصرفات ابنه:
” يا ابني اتلحلح شـوية، واه اللي بتفكر فيه صح، ابوها هياخدها و دا حقه ما هي بنته، وساعتها بقي مش هتعرف اذا كان متقدملها حد ولا لا، دا أنا وأنت هنتعزم علي الخطـوبة علطول “..
” بس يا بابا أنا خايف تكون لسه متعلقه بصالح، انا بس مستنيهـا تكون أحسن و بعدين هكلمها “..
” لا هي أحسن اهي وزي الفـل… انجز أنت بس، أنت مش شايف سرعة الأداء بتاعت صاحبك!! جاب البت في تلات اسابيع و حبهـا و خلاها تحبه و خطبهـا.. وحتي رسلان دا بيقولوا لسه جاي الشركة من شهرين، و انت البت قاعده معاك في نفس البيت و مش عارف تتصرف “..
جـاءت فاتن من الخلف تقول بحده:
” ريح نفسك يا محمد، عروسة كريم عندي ومعادنا عندها بكـرا، جهز نفسك يا كريم “..
صرخ كريم بصدمه:
” ااااي؟! لا مستحيل يا تيته.. انا مش هروح انا لعـرايس “..
قالت بحده:
” جهز نفسك بكرا الساعـة 6 هنمشي.. محمد عقل ابنك وعرفه لو مسمعش كلامي اي اللي هيحصل “..
نظـرت لهم بغضب حتي ان محمد خافها وأومأ برأسه بطـاعه و بعد رحيلها التفت لإبنه يقول بجدية:
” اسمع كلامهـا و بعدين ابقي ارفض براحتك “..
تأفف كريم بضيق و تحرك لغرفتـه غاضبا دون أن يجيب والده وقضي ليلته يفـكر بحديث والده، هو يخشي التسرع و والده يخشي التأخير..
و في مسـاء اليوم التـالي كانت جدته تعقـد له جرافيت علي رقبتـه و هي تنظر لها بضيق و هو يتأفف يشعر بها تخنقـه:
” خلاص كفايا يا تيته روحي هتطـلع، اساسا كل دا من غير فايدة، أنا مش هتجـوز غير مريم “..
قالت بغضب:
” دلوقتي عرفت قيمة مريم!! اسمعني كويس تتكلم مع البنت بلطف و وشك دا يتفرد “..
” ما ابوسها كمان أحسن!! “..
ضربته بخفه علي وجهه وقالت بضيق:
” بطـل استفزاز، أنت عنست وعديت التلاتين و بتتأمر كمـان، دي كفاية انها هترضي بيك “..
” وعلي اي تضحيتها الهانم، انا هروح انام انا أصلا تعبان من الشغل “..
” انزل تحـت يا كريم اخلص بدل ما اتعصب عليك “..
” أوف بقي، حـاضر يا تيتـة “..
تحـرك للأسفل وتحركوا بسيـاراتهـم، نظر للخـلف لمكـانها الخالي منهـا، اشتاق لهـا خلال بعض الساعات فقط فقـال بجدية:
” كلمي مريم قوليلها ان احنا و احنا جايين هنعدي عليها “..
” حاضر، بس أنت مش حاسس ان مريم هتحب انها تفضل مع باباها خصوصا ان علاقتهم اتصلحت خلاص، لما كلمتها النهـاردة الضهر كدا قالتلي انها مبسوطـة ومرتاحه مع باباها، و طبيعي هي اتحرمت منه كل السنين دي انها تفضل معاه، وكمان قالتلي انه مينفعش انت تتحمل مصاريفها تاني و هي والدها موجود “..
قال بحده:
” وهو أنا كنت اشتكيتلهـا، عرفيها انها مش هتسيب البيت يا لينا، وانا مش هقبل ان دا يحصل “..
” ليه يعني هتحبسها “..
قال بغضب:
” لا هتجـوزها “..
ابتسمـت لينـا بخبث ثم فضلت الصمت لبقيـة الطريق، توقف كريم بضـيق خلف سيـارة والده و هو ينوي انهاء تلك الزيارة في أسرع وقت حتـي يذهب لمريم، لإختطافها ان أبت العودة معه..
استقبـلهم رجـل يبدو في الخمسينـات من العمر فصافحـه كريم بإحترام وجـلس يحـاول تهدئه نفسه و تمرير ذلك اليوم علي خيـر..
بعـد قليل دلف رجـلا أخر عرفه كريم علي الفور و وقف يسأله بصدمه:
” عمو عبد الرحمن!! “..
ابتسم عبد الرحمن وقال بهدوء:
” تعـالي يا مريم سلمي علي الضيوف “…
نظر له بعدم فهـم ثم نظر لجـدته ينتظر منها شرحـا فضحـكت وهي تقـول بإبتسامة:
” ما انا نسيت أقولك صحيح من العروسة “..
نظر لها بصدمـه ثم اتسعـت ابتسامتـه بسعـادة و هو يتجـه لهـا ويضمهـا وقد علت صوت ضحكـاته واتجـه ل عبد الرحمن يصافحه بحـفاوة:
” أهلا، أهلا وسهـلا بحضـرتك “..
قال محمد ببعض الهدوء:
” تعالي يا كريم اقعـد يا حبيبي، اقعد واهدي “..
عاد ليجلس جوار والده يسأله بجدية:
” أنت كنت عارف انها مريم!! “..
قال محمد بثقة:
” أنا اللي مظبط الليلة دي كلها يا حبيبي، أنا لقيتك خرع كدا وموالك طويل قولت اتصـرف قبل ما بنت اختي تروح من ايديا “..
” ومريم موافقه!! “..
” اقنعتها بصعـوبة، البنت خايفه وقلقانه من عدم فهمك لمشاعرك، بس فرحتك دي طمنتهـا دلـوقتي، مريم عارفه من بدري انك بتحبها يا كريم، بس اعمل فيك اي بقي “..
” ولا حاجه انا مش عاوزها تقلق انا ممكن نكتب الكتاب علطـول “..
” يا ابني هي مش عاوزة تضمن وجودك قد ما عاوزة تضمن حبك ليهـا، و علشان كدا هي طلبت فترة خطوبة طويلـة “…
آتت مريم بعد قليـل و أخبرها والدها ان تجـلس بجـوار كريم فتركت مسافة بينهم ثم جـلست بهدوء و هو ينظر لها بسعادة لا يصدق عيناه، فسألته بقلق:
” اي رأيك في التدبيسه دي!! “..
” أحلي و أجمـل تدبيسـة في حياتي كلها، صدقيني أنا بحبك يا مريم أنا بس دايمـا عندي احساس بمسئوليتي عن كل اللي حواليا، والموضوع عمل عندي خلل في العلاقات و بجد باخد وقت في فهم مشاعري “..
” طيب و أخيرا خلاص فهمت مشاعرك يعني!؟ “..
” أيوا، وقلبي دلوقتي بيصرخ وبيقول مريم وبس “..
ضحكـت بخجل و هي تنظر أرضا و هي تري حمـاسه بها، هي في البداية رفضت مخطط والده و بقوة و شعرت بأن الأمر يمس كرامتهـا حتي ولكـن والده أقنعهـا بالنهاية و هي لا تندم بهذه اللحظة…
…………………………………………..
بعـد مرور أربعـة سنوات…
جـلست داليا علي الأريكـة ببطـنها المنتفـخ وهي تتنهد بتعـب وبجوارها رسلان الذي سأل كريم بإهتمـام:
” كلمـت الطباخ نبهت عليه ميتأخرش!! “..
قال كريم بضيق:
” المفروض كان يبقي هنا من نص ساعـة، هروح أتصل عليـه “..
ظـل رسلان مكـانه يقوم بتقطيـع الفاكهـه و وضعها بفم زوجتـه التي تحمل جنينها الأول وهي تنظر له بحـب وحنان، فكم صبـر لأجلها ذلك الرجل و لم يعترض يومـا، لم يعترض امتداد خطبتهم لعامين بـل انه قضي معـها ببيتهم عاما بأكمـله لم يمسها حتي و تقبل ذلك بصدر رحـب ، اقتربت منه وطبعت قبله رقيقـة علي خده فأبتسم لها يقول بخبث:
” لا دا احنا اتجرأنا و اتطورنا خـالص “..
قالت بضيق:
” لا كدا عاجب و لا كدا عاجب، واسكت بقي عشان ابنك مش راحمني النهـاردة، انا تعبت يا رسلان هو أنا مش هولد بقـي وأرتاح!! “..
ألتفـت الإثنين علي صوت ضحكـات عالية و هي تقترب منهـم و تحمل صغيـرها و خلفها طفـلة أخري تتمسك بثيابهـا فقالت بضيق:
” بس بقي يا شيـرين روحي إلعبي برا مع ايوان، وخليني اقعد اتريق علي طنط داليا بهدوء “..
نظرت لها داليا بضيق وقالت بتأفف:
” بقولك اي انا قابله بأي حاجه بس أخلص من البلـونه دي، يا رب أولد بقي واخلص تعبت يا ناس”..
ضحكت مريم و قالت بين ضحكاتها:
” طب بس اسكـتي لتولدي النهاردة في خطوبة ليـنا، هتخلي حازم ياخد البت و يمشي دا ما صدق يا عيني تعب كتير علي ما اقنع كريم بالخطوبة تقومي تيجي انتي تبوظيهـا “…
قالت بتعب:
” لا لا ان شاء مش هتبوظ متقوليش كدا “…
دلفت آفرين وهي تركض خـلف ابنهـا وتحمل حذاءهـا بيدهـا ثم قذفته بـه ليسقط ايوان أرضا فأقتـربت منه وأمسكته من ذراعه تقول بغضب:
” أنت أيها الأحمق، ان لم تفـعل كما أخبرتك و رب الكـعبه لأكون مديالك حتة علقـه، كن مهذب وإلا أخبرت والدك “..
ضحكـت داليا وقال بين ضحكاتها:
” الواد يا عيني متشتت بين الفصحي والعاميـة ومش فاهم لغة أمه اي بالظبط “..
جـلست آفرين جـوارها وهي تتنهد بتعـب ثم آتي أدهم يأخذ الفاكهـه من أمام رسلان وتنـاولها ثم جلس بجوار زوجـته:
” أخبار بنوتي القمر اي!!؟ “..
أجـابته بإبتسامة:
” أنا كويسه يا حبيبي”..
“لا مش أنتي أنا بتطمن علي بنتي”..
وضع يده علي بطنهـا المنتفخه قليلا فهي في بداية الشهـر الرابـع فنظرت له بغضـب وقالت بضيق:
” طالما بتحبها اوي كدا ما تاخدها تشيلها في بطنك يومين، لعلي أستريح قليلا “..
ضحك أدهم علي حديثهـا ثم قبـل رأسها بحـنان فأستراحت هي علي كتفه..
عاد كريم من الخـارج يقول بجدية:
” كدا كـل حاجه تمـام، يدوب نلبس بقـي علشان نبقي في استقبـال الناس “..
سأله أدهم:
” ومين هيجيب لينا!! “..
أجابه كريم بهدوء:
” هلبس وأروح أجيبهـا أنا قايل لحازم ان أنا اللي هجيبها من الكوافير و هما ناوين يتصـوروا كام صورة قبل ما الدنيا تضلم في الجنينه، ف يدوب اطلع البس علشان ألحق الشمس “..
بالفعـل ارتدي الجميـع ثيابـه من أجل تلك المنـاسبة و ذهـب كريم ليأخذ أختـه و أخيرا بدأ حفلهـم المنتـظر…
طالعهـا حازم بحـب فهي ليست خطبتهم فقط بل عقد قرآنهم و أخيرا ستكـون زوجـته بعد انتظـار لأعوام، ابتسم لهـا بحب و هو يجـلس علي الجهه المقابلة لأخيها و هي بجـوار اخيهـا وبدأ المأذون في عقد القران…
تعـالت الزغاريـد احتفـالا بهـم وأقتـرب منها حـازم يطبع قبلة علي جبينهـا ثم ضمها بحـب له، وأخرج دبـلة ذهبيـة و وضعهـا بيدهـا:
” أنتي أحلي وأرق حاجه حصلتلي يا لينـا “..
نظـر لها كريم بحنان وحب، أصبحت صغيـرته عروس، آتت شيرين لتمسك بيده فحمـلها يقبلهـا يقول بحب:
” عقبالك يا صغنن “…
كـان حفلا هادئا استمتـع به الجميـع و في النهاية جـلست كل عائـلة طـاولة تمزح و تضحك لبقيـة الليـل وهم يتنـاولون الطعام..
وخيـمت السعادة عالمهم في النهـاية….
وعلي بـاب منزلهم وقف يتطـلع لها بإشتياق، دققت آفرين النظر لتفتح عيناها بصدمه:
” أبي! “..
اقتـربت منه آفرين بأعين دامعـه فضمهـا بحب واشتياق ثم قال بغيظ:
” لقد خدعنـي ذلك الأحمق “…
ألتفتت تبحث عن صغيـرها لتجد أدهم يحمـله و يقتـرب فأخذتـه لأبيهـا وقالت بأعين دامعه:
” ايوان صغيري أبي “..
حمـله ايوان يقبـله بحب ثم نظر لأدهم بضيق فقال أدهم بقلق:
” أنا اسف والله بس يعني مكنش عندنا حل تاني “..
قال ايوان بهدوء:
” لقد راقبت صغيرتي لسنوات وأيقنت انها لن تجد سعادتها سوي معك، وإلا لم أكن لأتركهـا أبدا “..
” طيب الحمد لله، تعـالا يا حمايا اتعشـي معانـا، يلا تعالي أهلا وسهـلا بيك “…
تمت..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لعنة آل دارو)