رواية مرسال كل حد الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد البارت التاسع عشر
رواية مرسال كل حد الجزء التاسع عشر
رواية مرسال كل حد الحلقة التاسعة عشر
مسح جده على شعره بدون كلام، “حد” هو كمان كان بيعيط بس من غير ما يحكي ولا كلمة، مجرد احتواء جده ليه وانه يديه المساحة علشان يخرج الي جوه حتة ولو كان في هيئة دموع بس، كان كفيل يريحه شوية، مش لازم ديما علشان نخفف عن حد إننا نتكلم معه أو نواسيه اوقات كتير الاحتواء الصامت بيكفي علشان يخفف عنا، عد الوقت وجه موعد صلاة الجمعة وحد كان مقرر إنه هيقول لأستاذ محمد عن عدم رغبته بأنه يكمل الشغل، وفعلا بعد الجمعة حد قابل الاستاذ محمد في المسجد وكان معه جده قاعد جمبه بدأ حد في الكلام وقاله: ممكن اتكلم معك شوية يا عمي.
_ اه طبعا يابني اتفضل
= بصراحة يا عمي أنا كنت عايز أسيب الشغل
محمد استغرب وسأله: ليه يا ابني هو انا زعلتك في حاجة
=لا خالص يا عمي بالعكس انا اتبسطت جدا باني اتعرفت عليك
_ امال ايه.. اوع تقولي إن مرسال هي السبب انا عارفها البت دي بتاع مشاكل.
حد سكت شوية وبعدين كمل: أنا الي حابب أسيب الشغل.
اتنهد محمد وقال: أنا مش عايز اضغط عليك يا ابني بس انا حقيقي مش عايزك تسيب الشغل لو فيه حاجة مضايقك مني ولا من مرسال بنتي ولا حتى حد من البيت وانا معرفيش قولي ونحل الموضوع سوا.
ابتسم حد وقال: كلكم عيلة أهل كرم وخلق يبقي ايه الي ممكن يزعلني.. انا حقيقي كنت بتمني أكمل بس الظروف حكمت معلش.
اتنهد محمد وقال: الي يريحك يابني.
ابتسم حد وقاله: اتمني يا عمي ما تقطعش عنا زياراتك انا وجدي هنكون مبسوطين بوجودك، أنت خلاص بقيت واحد منا وحتى جدي بقي يشوف فيك ابنه.
_اكيد مش هقطع بإذن الله، انا كمان حبيتكم جدا يا حد انت وجدك ويعلم ربي إني بعتبرك زي ولادي بالظبط متتخيريش لا عن هند ولا مرسال ولا محمود ابني.
ابتسم حد وقال: عارف يا عم، ربنا يديم المعروف.
_آمين.. طب بمناسبة المشاعر اللطيفة دي متجي تتغدي معنا.
=مرة تانية إن شاء الله، لأني لازم اخد جدي دلوقتي ونروح، انت عارف إن الاستاذ احمد مسافر من امبارح ولسه هيرجع بكرا ومفيش غير بنته الآنسة دينا قاعدة لوحدها مع اخوها الصغير ولازم اروح علشان مسبيش البيت لوحده.
طبطب محمد علي كتف حد وقاله: ربنا يبارك فيك يا ابني ويحفظك لشبابك.. محمد قال جملته الأخيرة واستأذن علشان يمشي..
عدي يوم في التاني في التالت لحد ما كمل أسبوعين من ساعة ما حد ساب الشغل ومفيش حتى صدفة واحدة جمعته بمرسال، لأنه بقدر الإمكان كان بيحاول يشتغل في اماكن بعيدة صعبة إنها تروحها، بس رغم كدا ده مكنش بيمنعه من التواصل مع باباها لحد ما في يوم محمد كان عند حد قاعد مع جده في اوضته بيحكليه عن ملخص كتاب لابو الريحان البيروني وعن حياة البيروني بشكل عام وعن حبه ليه وكتبه الي تجاوزت ال١٢٠ كتاب وإن ازي كان عنده شغف بالعالم ده للدرجة إنه قرأ كتبه أكتر من مرة، ومحمد طبعا قاعد ومستمتع جدا ب”هادي” وهو بيحكي خصوصا إنه لأول مرة في حياته يلاقي حد يشاركه اهتمامه بالقراءة كدا، حد كمان كان قاعد وهو بينصت لجده بكل اهتمام علشان ميفوتيش منه كلمة، وفي نص ما هادي بيتكلم، طبطب محمد علي ضهر حد وقال: ربنا يبارك فيك يا ابني ياريت مرسال بنتي كان عندها نص الشغف ده في القراءة او في الاهتمام وهي بتسمع لحد كدا ، الحاجة الوحيدة الي بتسمعها ومستحيل تفوتها الكرتون وسبستون، تقوليش كانوا أهلها
ابتسم حد بس متكلميش، وفجأة جه لمحمد مكالمة رد علي المكالمة وقال: الو.. مالك يا مرسال في ايه؟
قلبه اتقبض فجأة لما عرف إن هي وكمان لما سمع صوتها هو صوت الفون كان مسموع شوية بس الكلمات مكنتش واضحة بس سمعها وهي بتعيط وعلي غير وعي منه كان هياخد من محمد التلفون بس أتراجع في آخر لحظة، باباها حاول يهداها وهو بيقول : اهدي طيب يا بنتي علشان افهم عايزة تقولي ايه؟
ردت وقالت وهي بتعيط: تعال شوف ابنك محمود يابابا هزأني في وسط زمايلي ومشي، انا مش عايزة اروح معه تاني متخلوهش يوصلني تاني، يرضيك يشتمني ويقولي: انا طهقت منك ثم انت مش صغيرة علشان تروحي لوحدك يعني، دنت مررتني انا وابوك معاك جتك القرف، بتخليه يوصلك هو الصبح وانا تقطعي علي نومي وتخليني اجيبك العصر، قولته لو عايز تمشي امشي، وقام مشي وسابني… قالت جملتها الأخيرة وزودتها عياط
محمد حاول يهدأها: طب اهدي طيب يا مرسال ومتعطيش وانا هاجي اجيبك دلوقتي.. صبرك علي بس لما اروحله البيت، انا هوريه يعني ايه يقولك كدا؟ شكلي كدا معرفتش اربيه.
عيطت وهي بتقول : ولما انت مش عارف تربيه بتخليه يوصلني ليه؟
=تصدقي إني معرفتش اربكوا انتوا الاتنين.
وقبل ما محمد يخلص كلامه كانت مرسال قفلت السكة في وشه، اتصدم وتمتم: انا فعلا معرفتش اربي.
بص لحد وجده وقال : أنا آسف يا جماعة بس مضطر أمشي علشان اجيب مرسال من الجامعة.
هادي وقفه وقال: استني لحظة يا استاذ محمد حد هيجي يوصلك
=مفيش داعي يا عم هادي لده انا هاخد اي تاكسي من هنا وخلاص
_لا يا ابني ميصحش.. قوم يا حد علشان توصل عمك.
مكنش ينفع حد يرفض بعد ما جده حطه قدام الأمر الواقع، وفعلا دور التاكسي علشان يجيب مرسال مع باباها، وهو في الطريق كان خايف جدا من انه يقابلها بعد كل الي حصل ده كرامته كانت واجعة بس من ناحية تانية كان متشوق إنه يشوفها، صراع جواه بيرفض يشوفها والتاني ملهوف ويقابلها، وقف حد بالتاكسي قدام الجامعة، خرج محمد من التاكسي عالطول لما لاقيه بنته قاعدة في الشارع علي الرصيف وبتعيط،
شيء جوه كان بيدفعه انه يقوم يشوفها والتاني كان بيخله ميبصيش حتي تجاهها، بمجرد ما شافت ابوها حضنته وهي بتعيط: فكرتك مش هتيجي علشان الموبيل فصل
ابوها ميل راسها علي كتفه وطبطب عليها وقال: طب اهدأي اهو أنا جيت تعالي معي دلوقتي ونتكلم في البيت, قامت مع باباها ناحية التاكسي, أخدت بالها من حد الي كان قاعد في مكان السواقة وباصص قدامه من غير حتي ما يبص ناحيتها, كانت محرجة تركب التاكسي ومن احراجها عيطت أكتر وهي بتركبه, شيء ما جوه كان بيدفعه إنه يكلمها علشان تهدأ بس كان بيمنع نفسه في آخر لحظة لحد ما وصلهم البيت ومرسال كانت نايمة علي كتف باباها بتعيط بس,
وقف حد قدام البيت وخرج منه محمد الي لاحظ وجود ابنه محمود عند باب العمارة واقف مع اصحابه, ناده عليه فواحد من أصحابه أخد باله وقاله: أختك العيوطة وصلت هي وابوك, سمعته مرسال فاتخبت في حضن أبوها وعيطت أكتر, ابوه باصلهم وقبل ما يخلع جذمته يحدفها عليهم, كانوا جروا بسرعة علي الشارع الي ورا, زعق محمد لابنه وقاله: تعالي يا راجل البيت يالي سبت اختك في قلب الشارع تعيط وجيت تقعد مع اصحابك الرمم دول, اتقدم محمود ناحية ابوه وقال بعصبية: يعني كنت عايزني أعمل ايه يعني, كل اما جي انام أو اقعد مع اصحابي أو اعمل اي حاجة قالها بترن علي علشان أجي أخدها أنا مش فاهم أنا هي صغيرة يعني؟ دي شاحطة عندها 21 سنة وأنا 17 سنة لسه يعني المفروض إن هي الي توصلني مش أنا الي أوصلها كل شوية وياريتها كانت مرة ولا مرتين دي كل شوية لحد ما طقهت, طب بزمتك أنت كمان ما طقهتيش كل يوم الصبح تصحي بدري توصلها وبعدين ترجع تروح الشغل تاني, أنا حقيقي مش فاهم ليه كل الخوف والقلق ده عليها دي تخوف بلد، أصل مين يعني ده الي هيخطف واحدة زيها,
حد كان سامع كلامه, وكأن الكلام بيتوجه له هو, يمكن فهم وقتها ليه اتعصبت عليه المرة الي فاتت كدا, هي مشفتيش نفسها وحشة من فراغ, إذا كان أقرب الناس ليها شايفينها وحشة, بص حد عليها من مراية العربية, لاقيها حاضنن باباها جامد وبتعيط أكتر, أما محمد كان بيحاول يتمالك أعصابه من كلام ابنه الي موقفيش عند اهانتها لحد هنا، لحد ما فقد شعوره وضربه بالقلم وهو بيقول: تصدق إنك عيل قليل الربية بصحيح, وأنا حمار علشان أطمن علي بنتي مع عيل زيك, بس للاسف كنت مفكرك راجل وأنت الي هتطلب مني تجبيها وتوديها علشان خايف عليها خصوصًا بعد أخر مرة حصلها الي حصل ده.
محمود بصله وهو بكل نزفزة وقال: أنت بتضربني علشانها,
– واضربك بالجزمة كمان لأنك متربتيش… حد خرج من التاكسي عالطول ووقف حاجز بينه وبين محمود وقال: خلاص يا عمي استهدي بالله أكيد ما يقصديش
قال محمد وهوبيبص لابنه بنظرات كلها عتاب: كل ده وما يقصديش؟! كتر خيرك يا ابني مكنتش أعرف إني لما أموت مش هلاقي السند الي يشيل أمك وإخواتك, إذا كنت وأنا عايش مش طايق تجيب أختك أومال لما أموت هتعمل فيهم ايه؟…
محمود اتعصب وقبل ما يتكلم,. أخده حد من ايده وقال لمحمد: هأخده معي يا عمي معلش.. وانت تعالي معي., فتحله باب التاكسي الي قدم ودخله جوه, وحد ركب ومشي بالتاكسي, محمود بصله وقال: انا عارف انا شغل الحوارات الي هتقوله وجو النصايح ده وإني عيل متربتيش ولا عندي صنف النخوة وإني لازم ولازم وأم الهري ده كله
بصله حد وقال بنبرة هادية: ومين قالك إني كنت هقولك كدا, أنا بس أخدتك بعيدا عن باباك علشان المشكلة متكبريش أكتر من كدا, كل واحد فيكم غضبان دلوقتي وممكن يحصل أي تصرف تندموا عليه انتوا الاتنين بعدين علشان كدا أخدتك علشان تاخد أنت وهو مساحتكم لحد ما تروقوا وبعدين تتكلموا تاني لما تهدوا.
ملامح محمود العصيبة اتحولت لملامح استغراب وسأله: أنت بتتكلم جد؟ قصدي يعني أنك مش شايف إني واحد قليل الأدب زي ما بابا بيقول وبعدين ميل راسه وبص قدامه واتنهد وهو بيقول: ده مش بابا بس الي بيقول, عيلتي كلها بتقول كدا لأني طول الوقت بخانق مع أبوي وبعلي صوتي عليه وكمان مع أخواتي, مأظنيش إن فيه واحدة فيهم بتحبني.
رد حد وهو بيوقف العربية: تحب نشرب حاجة ونتكلم شوية,
باصله محمود وقال في استغراب: نتكلم؟!
“أمممم.”
ابتسم محمود وقال: ماشي.
نزل حد ودخل الكافيه, وقبل ما يقعد في مكانه المعتاد سأله: تحب تقعد جمب الشباك.
= شباك تاني, دنا كرهته بسبب مرسال أختي, كل شوية تخانق عليه, حد ابتسم ومرديش فكمل محمود كلامه بيقول: خلينا نقعد في الزواية أحسن.
ابتسم حد وقعدوا في زواية من زوايا الكافيه بعد ما طلبوا قهوة بدأ محمود كلامه وهو بيقول: أوقات بحس إني ماليش عازة, يمكن الوحيدة الي بحسها بتخاف علي هي أمي, إنما هو طول الوقت بيزعقلي علشان ستي مرسال بتاعته دلوعة بابا والي كل طلباتها مجابة, مش عارف أنا علشان ينفذلي طلباتي لازم أعيط كل شوية زيها؟ أوقات بحس إني مش ابنه, بسبب الي بيعمله, يمكن مش بيضربني وحتي دي أول مرة يضربني فيها وده الي قاهرني بس الي فجعني أكتر إنه حتي لما ضربني ضربني علشانها, أنا بحبه علي فكرة ونفسي يشوفني بس هو مش شايف غير ستي مرسال… وقف محمود الكلام وبص لحد الي كان مركز معه وبعدين سأله: حد هو أنا كدا شخص وحش؟ انت اكيد بتقول عليّ ايه الشخص الحقير الي بيغير من اخته ده؟ بس صدقني أنا مش بيغير منها انا بس نفسي ابوي يشوفني زي ما بيشوفها…
ابتسم حد وقال: لو قلت الحقيقة والي انا شايفه هتسمعني ولا مش هتتقبل إني اكلمك بصراحة.
= لا قول واوعدك اني هسمعك للاخر انا اساسا محدش حاول يسمعني او يكلمني قبل كدا.
– بص يا محمود أنت كشخص مش وحش انا شايف إن فيك جانب حلو بس أنت مش عارف تطلعه ديما بتستسهل إنك تزعق وتخانق علي إنك تكون هادي وتفهم الي قدامك والي عايزه, يعني قبل ما تطلب من الناس إنها تفهمك, افهمهم أنت الأول, يعني عندك مثلا مرسال, هي بنت والبنات بطبيعتها بتتعامل ديما بعاطفة كبيرة وأكتر حاجة ممكن تعبر بها عن الي جوها هي العياط.. زعلانة بتعيط فرحانة بتعيط محرجة بتعيط, حتي وهي متعصبة وغضبانة بتعيط, حياتها معظهم عبارة عن عياط, يمكن دي الطريقة الأسهل بالنسبالها إنها تعبر عن الي جوها خصوصا لو مكنتش بتعرف تعبر عن مشاعرها, بس أنت بطيبعتك كولد المشاعر والعاطفة دي حاجة ناقصة عندك هتخليك تشوف ديما إن عياطها ده دلع وإنها بتعمل كدا علشان طلباتها تُجاب ونظريتك دي في حد ذاتها بتخليها هي تاخد فكرة عن نفسها وحشة أكتر ونظرتك لها بالأستحقار وإنكار عياطها الي علي كل حاجة بيخليها تعيط أكتر وبيبدأ يتبني بينكم حاجز.. هي بتفكر أكتر إنها وحشة وإن حتى أقرب الناس لها مش بيحبها وأنت حاسس إنها بتدلع علشان تخلي باباك يشوفها هي بس ولأن معندكيش القدرة علي العياط زيها وبتفرغ مشاعرك في الزعيق بتشوف إن كل الناس شايفك ابن عاق وأخ سيء.. ضايع من الأخر ومكروه بين الكل وبتفضل الأفكاردي تكبر في عقولكوا مع كل مشكلة لحد ما تتحول لقناعات لحد ما تدمر العلاقة بينكوا خلاص والمحبة والود بينكم يختفي والزعيق يعلي أكتر والمشكلة الصغيرة تكبر بدون سبب يذكر وكل واحد فيكم بيحمل التاني المسؤولية, بس الحكاية مش كدا، الحكاية إن كل واحد فيكم محتاج يفهم عقل التاني مش أكتر يتنازل شوية علشان الدنيا تمشي, ياخد التاني علي قد عقله لو شاف إن ده الي هيحل المشكلة, يعني مثلا باباك مش بيكرهك زي مانت فاكر ولا حتي مش شايفك بالعكس هو شايف إنك الي هتتحمل المسؤولية من بعده لأنك راجل البيت فمتوقع منك إنك تعاملهم زي ما بيعاملهم, يعني هو بيشد عليك لأنك المسؤول من بعده وبيرخي مع مرسال وهند علشان عارف إن مالهميش حد يحن عليهم غيره, وانهم دايما في حاجة له ولك من بعده, وماشي مع رفقا بالقواير لأن المرأة بشكل عام يا محمود ضعيفة جدا وباباك هو الحيطة الي بيسندوا عليها ومستني منك تكون انت الحيطة والسند ده علشان كدا بيزعل وبيتقهر منك لما بتقسي علي حد منهم, بيحس بالخوف إنه مش هسيبهم مع حد آمين, ويا تري هيحصل إيه من بعده, واحساس الخوف ده هو الي بيدفعه ديما إنه يزعقلك ويشد عليك, علي عكس مامتك تماما الي هتلاقيها بتعاملك بكل مودة وحب وبتشد علي هند ومرسال في شغل البيت مثلا لأنهم هم الي هيتولي المسؤولية فيما بعد سواءا في بيوتهم لما يتجوزوا أو في بيتكوا لما هي تروح أي مكان بر ماهو برود شغل البيت من تنضيف وغسل وكوي وطبخ حاجة مش بالشغل السهل ويمكن تلاحظ الفرق بين أكل مرسال أو هند بينه وبين أكل مامتك وازاي اليوم بيتحول والاكل بيبقي طعمه وحش ومودك بيتغير لأن وظفية الست في البيت إنها تكون سكن وعلشان توفر السكن ده محتاجة جهد تقدره أنت كراجل في نهاية اليوم بكلمة حلو, وتطيطب خاطر.. الست ممكن تتحمل جبال من الآلام تشيلها عنك في مقابل إنك تقولها كلمة حلوة علشان كدا ديما بيتقال عليها ناقصة عقل لأن عاطفتها غلابة, وأنت كشخص عاقل ناقصك عاطفة محتاج تحتوي ده, أنت بتكملها بعقلك وهي بتكملك بمحبتها وحنيتها اللامنتهية والي بتنفض عن قلبك غبار الجفاف والقسوة, قلي كام مرة تعبت ومامتك واخواتك البنات كانوا سهرانين علي راحتك وقلقانين عليك وراحين في الشقة راح جاي هاتي العلاج والاكل علشان محمود, اسكتوا علشان محمود نايم, وكام مرة انت شوفتهم تعبانين وعملت نص الي عملوه ولا حتي فكرت إنك بتعملهم وجبة خفيفة علشان تعبهم.. هتلاقي إنه مفيش ولو كان فيه هيكون نادرا.. انت محتاج بس تسكت وانت متعصب وتسمع الي قدامك وتفهمه علشان بناء علي ده تقرر انت هتعمل ايه, مرسال او هند ممكن تكسبهم باظهار حبك ليهم مش بالزعيق ولا فرض سيطرتك كراجل, وابوك ممكن تكسبه بانك تطمنه, انك هتقدر تتحمل مسؤولية, وانك ترفق باخواتك البنات وتعاملهم بمودة وبعدين ضحك وقال: ومامتك انت كدا كدا كاسبها أصلا, يا ننوسة عين ماما.
ضحك محمود وبعدين اتنهد وقال: أنت ازاي قدرت تفهم كل ده في الوقت البسيط الي اشتغلت فيه معنا.
ناغشه حد وضحك: يمكن علشان بستخدم عقلي بشكل كامل الي ربنا ميزني به مثلا, أصل مش شرط إن الست بتبقي ناقصة عقل يبقي كل الرجالة عقلها كامل فيه منهم بيستخدموه زينة او بيركنوه ويحطوا بدله جزمة قديمة.. قال الأخيرة وهو بيخبطه علي جبهته براحة, ضحك محمود وسكت وبعدين قال: تعرف أنك أول واحد اسمعله للاخر يعني كل الناس الي كانت بتجي تنصحني كانت عايزة تعمل الواجب مع أبوي وخلاص ومش مهم عندهم أنا عايز ايه ودايما بيكونوا متحاملين علي وبيطلعوني الشيطان في الآخر وهم الملايكة وفيه نوع منهم بيبقي عايز يثبت للكون إنه السوبر وإنه قدر يغيرك ويعمل إلي محدش عمله على عكسك أنت تمامًا بدات تكلمني بالحلو الي أنا مش شابفه وبعدين شاورتلي علي غلطي وبعدين وجهتني اعمل ايه وقبل كل ده سألتني هل هتقبل منك النصحية ولا لا يعني بتتكلم علشاني أنا مش علشان باباي وانك تعمل الواجب تجاهه ولا إنك عايز تبقي سوبر تغير سيد مجبتهوش ولادة.. شكرا حقيقي يا حد لأني من زمان جدا كان نفسي احس احساس يعني إيه يكون لك أخ ولد أكبر منك يكون فاهمك.
ابتسمله حد وقال: تحب تاخد حضن بمناسبة اللحظة الأخوية اللطيفة دي
بص هو انا مش بحب جو الأحضان والكلام ده وبحس إني هرجع بس هحضنك علشان حبيتك
عدي الوقت لحد ما جات الساعة عشرة بليل, والكل قاعد في البيت قلقان مستني محمود يجي وبمجرد ما محمود دخل البيت جريت عليه مرسال بتضمه وهي بتعيط: أنا آسفة بجد انا مكنتش أعرف إنك هتسيب البيت بسببي ومكنتش اعرف إن بابا كان هيمد ايده عليك أنا بجد آسفة, وبعدين بصت لباباها وهي بتقول: علشان خاطري تعالي صالحه يا بابا هو أكيد مكنش يقصد.. لهفة مرسال علي اخوها وعياطها عليه رغم إنه غلط في حقها اكدت في باله كلام حد وإن الست فعلا عاطفتها غلابة, غلابة فوق الصح والغلط ومين غلط ومين صح هي هبلة وبتمشي ورا مشاعرها, باباها بصله بتردد وكأنه كان عايز يعتذر بس تراجع وقال بكل زعل: هو غلط ويستاهل, ثم أنت يا حمارة كنت بتعيطي منه الصبح وعمالة تقولوي إن مربتوهيش بتعيطي ليه دلوقتي لما ربيته.
بصتله مرسال وقالت: عادي يا بابا بقي ما كلنا مش متربين ومحدش قال حاجة يعني عندك أختي هند مثلا محتاجة يجي مية قلم علي وشها علشان تتربي ورغم كدا مبتضربهاش عادي,
رفع الشبشب ولسه هيحدفه بها وهو بيقول: طبي امشي من هنا يا… جريت بسرعة وقفلت باب أوضتها وراها وبعد ثواني فتحته وهي بتقول لباباها : لأجل خاطر النبي يا حج محمد لتصالحه, حدف عليها الشبشب بيقول: امشي يا بنت الجاموسة مانا معرفتيش اربيك
ماماتها بصتله بكل بنرفز: وأنا مالي يا حاج
رد وقال: معلش يا حاجة غلطة لسان جيت أقولها يا بنت الطور قلتها جاموسة
ابتسمت مامتها وقالت: مفيش مشكلة المهم انك صلحت غلطك
محمود قعد جمب باباه وباس فوق راسه وهو بيقول: أنا آسف
اتنهد باباه وقال: خلاص يا ابني محصليش حاجة انا بس عايزك تعامل اخواتك بحينة
ابتسم محمود وقال: أنا عارف ده أو يمكن عرفت ده النهاردة لما حد نبهني ليه.
ابتسم باباه وقال: حد؟ أنت كل الوقت ده كنت مع حد؟
“اه يا بابا قعدنا شوية في الكافيه وبعدها جده اتصل عليه فطلب مني أجي معه نكمل كلامنا هناك.. حقيقي بابا الرجل ده وجده جمال أوي, وأنت قاعد كدا معهم تحس إنك قاعد مع ناس طاهرة ونضيفة وكلامهم ده ما يتشبعيش منه, انا حبيت حد اوي ياريته كان اخوي بس هو عموما مش هتفرق كتير لأنه من النهاردة أخوي…
من ورا باب الأوضة مرسال كانت سامعة كلام أخوها, ورغم كدا كانت بتعاند من جوها إنها مغلطتتيش, وفجأة سمعت الباب بيخبط وكان باباها دخل الأوضة وهو مبسوط بيقول: أخيرا هنرتاح منك تاني وحد وافق إنه يوصلك ويجيبك لما طلبت ده منه النهاردة, نامي بدري بقي علشان تصحي بدري تصبحي علي خير, باباها قال الكلمتين دول ومشي عالطول من غير حتي ما يشوفها موافقة ولا لا, بمجرد ما باباها قفل الباب, دكت في الأرض وتمتمت: مش عايزه.. مش عايزه
وفجأة فتحت هند باب الاوضة وهي بتنام جمبها السرير وبتقول: وفي الغد اللقاء أه يا حبيبي اللقاء لقاء مراسيل البحر, مسكت مرسال المخدة وهي بتحطها علي وش اختها بتقول: ما تسكتي بقي كرهتني في عشتي.
…
عدي الليل وجه الصبح ومرسال قامت مفزوعة من النوم, خايفة تنزل لأنها أكيد هتقابل حد وغصب عنها لبست ونزلت من البيت وكان حد مستينها بالتاكسي تحت بس المرة دي كان جو التاكسي مش بره بس كان فاتح باب التاكسي الي ورا ومستينها جوه, ركبت التاكسي من غير ولا كلمة وفجاءة وهي حاطة ايدها علي الكرسي لمست حاجة بتبص عليها بتلاقيها علبة بتاع اكل ومكتوب عليها”علشانك.” بصتله باستغراب وفي ايدها العلبة وبتساله: هي ايه دي؟
“رومي وسميوزي.”
= بجد؟
_افتحيها وكلي قبل ما نوصل أكيد مفطرتيش بسبب تفكيرك طول الليل ازاي هتقابلني وانت في قمة احراجك كدا.
=ده ايه الثقة الي حضرتك فيها دي مين قالك اصلا إني كنت بفكر فيك عادي اصلا انا مش غلطانة علشان اتحرج منك.
_شعورك بالاحراج مني هو الي بيخليكي تكابري وتعاندي وفوق كل ده انت لسه شايفة إنه بأي حق أتكلم معك لأنك مش شايفني غير سواقك او علي اقل تقدير حد غريب لو كنت حبيبك مثلا وقتها كان الوضع هيختلف.
= افندم حضرتك؟
_انا بقول لو لان وقتها مكنتيش هتفكري في الصح والغلط وكنت فورا تنازلت واعتذرتي.
=كل الي بتقوله ده غلط وانا مش غلطانة ولو كنت غلطانة كنت اعتذرت عادي.
_يعني عدم اعتذارك لي مش مكابرة ولا عند منك بسبب شعورك بالاحراج من كم الكارثة الي عملتها؟
=تؤتؤ علشان مش غلطانة.
ابتسم وقال ببرود: ماشي الي تشوفيه
ابتسامته الهادية دي ديما غالبا ما بتنرفزها, سكتت وربعت ايدها وكشرت وبعدين فتحت العلبة واكلت وهي متغاظة منه, وقالت : وهي بتاكل لو مكنتش مش غلطانة وانت حاسس بالذنب مكنتش جبتلي الاكل الي بحبه علشان تصالحني.
_لا انا مش بصالحك انا بتصدق عليك
اتصدمت ووقفت اكل وهي بتقوله: نزلني هنا حالا
وقف حد التاكسي ومبصاش حتي عليها, بصتله باستغراب: يعني مش هتمنعني انزل من التاكسي وتقولي بهزر.
_وانا امنعك ليه دي حاجة تخصك
=هو مش انت المفروض بابا كلفك توصلني وتجبني انت كدا بتخلف بوعدك معه ومش بتحافظ علي الامانة
_والمفروض اعمل ايه إذا كانت الامانة نفسها عايزة تنزل هنا؟
=تقولها بهزر وتمشي بالتاكسي ولا انت عايز تسيبها في حتة مقطوعة علشان تتخطف تاني
اتنهد حد وبصلها بنبرة انفعال بسيطة قال: مرسال انت عايزة ايه دلوقتي متعصبينيش؟ اتكلم معاك تقولوي اطلع بر ماتكلميش معك برود تزعلي وتحملني الغلط وفوق كل ده مش شايفة نفسك غلطانة ومكلفتيش نفسك بالاعتذار حتي… كانت بتحاول تمسك نفسها لكن فجاءة بدات تعيط وتخبي وشها وتقول: انت ليه بتعاملني كدا؟
ملامحه بدات تتغير ولف ناحيتها وهو بيحاول يهداها: خلاص انا آسف بجد مكنتش اقصد
=لا يا عم كنت تقصد.. انت وحش اوي
_خلاص انا وحش بس ارجوك متعطتيش
=وحش اوي
_اه وحش اوي
وفجاة عيطت اكتر, سألها: بتعيط ليه تاني طيب قولتك انا آسف؟
=لأن الجبنة طعمها حلو اوي بس دي جبنة صدقة وانا مباخدتيش صدقة من حد
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد)