رواية خبايا القلوب الفصل الثالث 3 بقلم أسماء محمد
رواية خبايا القلوب الفصل الثالث 3 بقلم أسماء محمد
رواية خبايا القلوب البارت الثالث
رواية خبايا القلوب الجزء الثالث
رواية خبايا القلوب الحلقة الثالثة
نظرتا في إثرها بصدمة وتاهت الكلمات من رأسهم
: وه عتجولي إيه ؟عتحبي سلفك ؟ميتا وفين ؟إيه الكلام ده يا أم يوسف عتسمحوا حالكم إيه إللي عتنطجوه ؟
تاهت الكلمات من عقلها وسالت دموعها تعبر عن قلب ينزف آلاما ولكنها تشعر بالخوف من غضب حماتها والتي سمعت حديثها مع زوجة أبيها فآثرت الصمت
صمت تام فإقتربت نادية (حماتها) وأمسكت زراعها بقوة آلمتها : عتتوجعي ؟ اتوجعي لازم تتوجعي وإنتي بتخوني ولدي إللي لساتك متجوزاه من ليلة واحدة يا بت الناس
اقتربت منها دعاء بحزن وأزالت يد نادية من يد سيليا
دعاء : إسمعي يا ست إحنا عنجول حديت وبننهيه ولو آنتي سمعتي صوح كنتي فهمتي إن مرت ولدك وبتي خلاص عتشيله من راسها عشان ربنا بيجول أجده والأصول بتأكد علي أجده وعشان الاخوات يفضلوا أخوات
ابتسمت نادية : عين العجل يا أم يوسف أيوة والله عين العجل ربنا يديم عجلك يا بتي بس آنتي تعرفي طه منين ؟ولما آنتي عتحبي طه وافجتي أجده بسهولة علي طلبنا كيف ؟
صمتت سيليا ولم تنطق بشئ لكن نادية إصرت عليها وأمام إصرارها أجابتها بقلب ينزف : أنا وطه نعرف بعض بقالنا آكتر من سنة و ٧ شهور
كانت تلك صدمة لنادية ولم تكن لدعاء لأن دعاء تعرف إن سيليا في مصر منذ عامان نعم قضت معهم عاما ولكن كانت قبل ذلك العام بمصر وكانت تبحث عن والدها ومؤكدا تعرفت علي طه وأحبته في تلك الفترة وإلا لما وافقت بهذا الحماس فقد يبدوا إنهم اتفقا علي كل شئ لكن تأتي الريح بما لا تشتهي السفن دائما وقدر الله أن تتزوج غيره وتتقلب حياتها في ليلة واحدة ليلة بين الفرحة وصريخ القلب وهي مع طفل بجسد رجل هذه هي تدابير الله لعل القادم خير
تنهدت نادية : بصي يا بتي الجواز جسمة ونصيب ويمكن آنتي فكرتي اننا عنخطبك لطه لكن حكمة ربنا وبجيتي متحرمة عليه عشان أجده الماضي بجا إسمه ماضي مش هيتنسي بسهولة لكن آنتي عاجلة وواعية الدين عيجول إيه والتجاليد أنا هعتبر روحي مسمعتش حاجة بس تحافظي علي ولدي وتساعديه إنه يخف هيفرج معاه لما يلاجي حد عيحبه ويهتم غير أمه وأبوه ويمكن الشفا علي يدك بعد الله
وفي مجابل أجده هعيشك برنسيسة الريشة معتشيليهاش هخليكي كبيرة الدار وهعلي مجامك وسط نساوينا من الاخر هعيشك عيشة معتحلميش بيها يمكن تكوني شفتي جزء منها في بلاد الخواجات إللي اتربيتي فيها يبجي شئ مقابل شئ ماشي يا مرت ولدي
صمت تام ودموع تحرق وجهها وقلب يتقطع وينقبض ألما الكلام يكون سهلا وما أصعب تنفيذه كيف ستراه أمامها بسهولة وتعتبر كأن لا شئ يكن هذا صعب الصبر يارب
خرجت تجلس بين حماتها وزوجة أبيها الذين يتحدثون ويتمازحون مع الجميع وهي في عالم آخر ودنيا غريبة مليئة بالأشواك
دخل والدها ليطمئن عليها وما إن رأته حتي أسرعت وارتميت بين أحضانه لعله يخفف عنها حملا ثقيلا لعله يحميها من تغيير الأقدار ولكن من المنجي والله موجود الله فوق كل شئ
انفردت مع والدها في غرفتها وما إن أصبحا سويا حتي انفجرت في البكاء وهو يربت علي يدها ويهدهدها
وتحكي له ما حدث معها وتعامل زوجها كي يأخذ حقوقه منها
إنفجر الأب في البكاء علي ابنته التي لم يعش معها تلك الفترة الكافية يعوضها عن غيابه كل تلك السنوات
كشفت سيليا عن يدها وأجزاء منها به أثرا للعنف
لم يتحمل الأب تلك المعاملة فأخذها في أحضانه : عارف يا بابا أول مرة أحس إني محتاجة ماما الله يرحمها صحيح كانت دايما مشغولة عني وأني عشت في مدارس داخلية لكن كان نفسي تكون جنبي رغم إن هي مش هتعملي أي حاجة زي عادتها بس كنت بحبها لأني مفكراها دايما هي إللي ليا في الدنيا لحد ما قالتلي الحقيقة إللي خلتني جيت مصر عشانك بس اكتشفت إن العنوان إللي قالتلي عليه إنت عزلت منه بقيت تايهه ومش عارفة حاجة في بلد غريبة وكمان مش عارفة اكلم كلمة واحدة عربي كان دايما معايا مترجم بس لما اكتشفت إن رحلتي طويلة اكتشفت إن أنا مش بس عايزة أب عايزة أم وهوية عشان كدا اتعلمت عربي وواحدة وواحدة وبمساعدة حد قريب ليا (كانت تقصد طه) قدرت أتكلم مصري واحدة واحدة
حاولت الضحك عارف حاول يعلمني صعيدي (كشرت ثانية) بس فشلت معرفتش لأنها كانت صعبة فعلا
لما لقيتك قولت هتعوضني عن السنين إللي حسيت فيها بوحدتي وبعد ماما عني وجوازاتها بس النهاردة
صمتت تكبح دموعها من الانهيار حسيت إن ماما وحشتني آوي آوي بجد مش عارفة هي كانت هتعمل إيه بس مجرد وجودها كان هيفرق في حياتي بس مش مهم ماما دعاء جنبي وهي بنفسها أكدت عليا ده
أنا حسيت نفس إحساس ماما لما اتجوزت واحد بعيد عن ثقافتها مجتمعها وحتي عقلها ودي النقطة المهمة آوي لأني متجوزة طفل مش عارفة أتعامل معاه ازاي ؟ صعبة
صمتت قليلا تستجمع انفاسها : جسم إنسان بالغ بس عقل طفل ميعرفش يعني إيه جواز دكتوره نصح أهله يجوزوه عشان يحموه من فتنة جسمه وإنه يعمل حاجة غلط بسبب بناء عقله وتكوين جسمه لإنه مش هيكون مسؤول عن تصرفاته لإنه مش واعي
كان يستمع لها وقلبه يتقطع عليها تابعت بسخرية : قرروا يشتروا واحدة تكون ادامه لما يحس إنه عايز يعمل كدا بدل ما يكون في الحرام يكون في الحلال واحدة سوري في اللفظ يا بابا حيوانة جايبنها عشان كدا أسألك سؤال يا بابا ؟
أومأ لها بكل ألم : جولي يا جلبي
جففت دموعها الهاربة وسألت : هل الشرع حلل جواز المجنون ؟سوري في اللفظ بس حالته ملهاش غير المسمي ده
أنا صحيح اتربيت في كانبيرا بس أنا مسلمة ودرست بعض المسميات في الشرع الإسلامي واعتقد من ضمن إللي عرفته إن الله أسقط زواج المجنون ومعليهوش حرج مش كدا ؟
كان يعلم ذلك جيدا ومع ذلك : حبيبتي يعلم ربنا اد إيه أنا بتجطع عليكي وخصوصي من ساعة ما سمعت صريخك إمبارح والنوم طاير مني لكن يا جلبي إني مش مستعد اخسرك وحديتك كله صوح وهما أكيد عارفين أجده بس برضه يمكن يكونوا صوح لإنهم بيحموا ولدهم من إنه يعمل الغلط وتيجي عيبة في حجهم مش في حجه لإنه مش طبيعي عتفهميني صوح ؟ بس يا جلبي إني لجيتك بعد سنين معيهونش عليا أشوفك بتتعذبي إني مستعد اخرج واجولهم ابنهم يطلج بتي ونفضها هي مكنتش تعرف إنه معاق آنتي واخواتك أهم حاجة في حياتك ويكفيني معاناة بتي مي وإللي ساكتة دايما من غير مبرر وجلبها وحياتها بتها معايزش أشوف بجية ولادي عيعيشوا تجارب مميتة أؤمري يا روحي وهحارب الدنيا كلها في مقابل أشوف سعادتكم وبس
ارتمت في أحضانه تبكي وفي قرارة نفسها قرار واحد ترى ما هو ؟
أحمد بغضب : أبويا لو سمحت
قاطعه طه بترجي : احمد لو سمحت إنت
نظر لوالده : مفيش حاجة يا أبوي هو بس زعلان اننا عملنا فرحي أنا وأخوي وهو في شغله معرفش ياخد اجازة
محمود : غصب عننا يا ولدي خواتك كانوا مستعجلين وإنت عارف مليح إن مفيش خطوبة في عيلتنا عتطول البركة فيك يا ولدي فرحني إنت كمان واتجوز عشان تبجي فرحتي كملت
تنهد أحمد بغضب ووزع نظراته بين طه شقيقه الأكبر وبين والده وتركهم ورحل في غضب
محمود : واجف ليه ؟يلا روح عروستك وبكرا من النجمة تستعد تنزل الشغل بلاها دلع وحكاية عريس دي
تركه محمود وخرج إما هو فكان يشعر بالسوء من معاملة والده له منذ الصغر وهو يعامله بجفاء وكأنه خادم يرفه أشقائه ويعامله هو معاملة الخدم
ومن ناحية أخرى قلبه الذي ينزف ألما علي من أحب فهو لا يلوم أحد
ترك المنزل متجها لصوب مكان ما….
ودعتهم سيليا ونزلت مع حماتها في الاسفل
وفي طريقها للخروج كانت تحمل أكياس بها حلويات أعطتها لهم سيليا فهذه من عاداتهم
لم تأخذ بالها وهي تهبط الدرج حتي اصطدمت به وهو صاعد بكل غضب فوقعت بالأكياس فصرخت من الألم : يا حيوان يا متخلف
هنا توقف وأدرك ما فعل فهبط ثانية : إني أسف يا انسه
نظرت له بغضب : وهتعملي إيه كلمة أسف تعال
نظر لها : افندم ؟اجي فين ؟
وعد : تعال صلح غلطك
أحمد : آنتي عبيطة يا بت غلط إيه ؟ إني ما اخدتش بالي واعتذرت واظن آنتي كمان اتعميتي ومشفتنيش طالع
وعد : بطل لت وتعال شدني أنا واقعه والحاجة فوقي
لم يمنع نفسه من الضحك علي منظرها إمامه فهي ساقطة والأكياس ساقطة فوقها ومنظرها يضحك بشدة
وعد بسخرية : ههه هه بتضحك مش كدا ،مصيبة تاخدك
وساعدت نفسها وقامت وهي تتألم بظهرها : كتك نيلة وإنت شبه التور
غضب كثيرا من اطرائها واقترب منها حتي كادت تقع من علي حافة السلم الاخر : قولتي إيه ؟تور ؟أنا تور ؟آنتي متعرفيش أنا مين ؟
أطرئت بسخرية: السفير حسين هههه
أحمد : وكمان بتتريقي ؟امشي من إدامي قبل ما طلع عليكي التور فعلا
لمت وأغراضها وتحركت وهي تتمتم : تور فعلا ومختل كتك نيلة في حلاوتك وعضلاتك دي إمشي يا بنت المجنونة بتقولي إيه ؟
ضحك عليها وعلي تمتمتها المسموعة ولاحظ إنه يبتسم بعد أن كان غاضب تنهد وصعد لوالدته التي كانت طريحة الفراش منذ سنوات : عامله إيه النهاردة يا حبيبتي
ابتسمت الام بحزن : كويسة يا روح أمك ،جيت أمتي ؟
أحمد : لسه واصل من ساعة ،عرفتي إللي حصل ؟
أومأت بحزن : عيني عليهم ربنا يصبرهم
أحمد بغضب : مش عارف ليه طه ساكتلهم يتحكموا فيه كدا ولا عشان أمه ميتة يعملوا فيه ما بدالهم
تنهدت بحزن : أخوك عاجل يا ولدي ومعيحبش مشاكل بسببه
أحمد : ويمحو شخصيته كدا عادي ؟
الام : أنا مربية أخوك بشخصيه مميزة ومش معني استسلامه لمحمود ونادية إنه ملوش شخصية دا احترام مش عايز مشاكل من تحت راسه مش عايز الدنيا تولع
صمتت قليلا ثم تابعت : بص يا أحمد أني عارفاك يا ولدي عصبي بس عاوزاك مش كل دجيجة تعمل خناجة أجده مش بتدافع عن أخوك متنساش إنه الكبير وإنه يجدر يدافع عن نفسه سكوته مش معناه ضعف افهم ده ،وبطل تتخانج كل شوية أخوك ساكت لإنه عنده مشروع وناوي يستجل بيه عن عيلته فهمت هو مش عايز يبجي فيه مشاكل عاوز كل حاجة بهدوء عشان يحافظ علي هدوء العيلة وحتي لما يبعد يبجي بالهدوء
هنا فهم احمد سياسة اخيه في تفكيره مبدأها الهدوء والصبر حقا إنها نافعة جدا ليته يملك نصف هدوئه لكن عمله كضابط أجبره علي عدم صبره رغم إن سياسة اخيه تنفع لأي شئ وخصوصا عمله الذي يحتاج لايمان وصبر لإنه ليس عمل بسهل….
تنهد ثانية حينما تذكر : بس هيستقل دي كانت بعد ما حب سيليا وحب يبعد معاها عن الدنيا دلوقتي
الام بحزن : دلوجتي إيه يا ولدي ،لاه معادتش سيليا دي بجت مرت أخوك إنت عارف العادات يا ولدي ميصوحش من اهنه ورايح تحول سيليا حتي لو أخوك ده هو إيهاب هو أخوك برضك ولد أبوك متنساش العادات عادات وإنت معتفوتكش إلأصول يا ولدي خلاص إللي عايزة ربنا هو إللي بيتم واخوك طه بجي متحرم عليها هتفهمني ؟ربنا يصلح حالهم ويساعدهم ينسوا بعض ويرزجك يا ولدي ببت الحلال إللي يجدرهالك ربنا ويفرحني جبل ما جابل وجهه الكريم
قبل يدها : ربنا يخليكي ليا أنا وطه
الام : ربنا يحميكوا كلكم يا ولدي
كان يبكي بحرقة وقلبه يتمزق وهو يرفع يده متوسلا لله في بيت من بيوت الله : يارب يارب إمحي حبها من جلبي يارب لأني مش هستحمل اشوفها مرت أخوي يارب العالمين إنت كل إللي ليا بعد موت أمي معدليش حد يحبني ويرعاني غيرك وأمي عزيزة هي الحاجة الوحيدة إللي خلتني أشوف الدنيا بطعم تآني ومفاهيم تانية خلتني أفكر خلتني مستعد أعمل أي حاجة عشان احميها وابنيلها حياة مستجلة عن عيلتي ومحدش يتحكم فيها كيف ما يعملوا معاي إني كنت بتحمل هي مش بستحمل عليها الهوا
كيف اشوفها من اهنه ورايح وادور وشي الناحية التانية يارب لو مش هتكون من نصيبي في يوم من الايام إمحي حبها من جلبي يارب
وفجأة شعر بالإختناق ونفسه يقل ويضعف والدنيا تدور به وكأنه يموت
صرخ صرخة دوت أرجاء المسجد وهو يبدو للناس وكأنه يحتضر
وكان الخبر كالصاعقة لها هي علي وجه الخصوص ولكن منعها من الذهاب له تلك اليد بقبضة من حديد
نادية : إطلعي فوج جوزك مستنيكي
هي الوحيدة التي تعلم مقدار الخبر عليها فأمرتها إن تصعد وكأن شيئا لم يكن وكأنها لا لا
ستذهب ولكن كلمتها هي الامرة الناهية للمنزل
في تلك الأثناء هرولت سحر : إني هاجي يا خالتي
نادية : البسي طرحتك وتعالي وإنتي يا مرت ولدي جوزك فوج
وهمست لها : آنتي عارفة لو اتأخرتي عليه يعيني ،فاطلعيله واحفظي هيبتك إللي راح راح معادش ينفع فاهمة ؟
انزلقت دموعها تنزل في صمت وصعدت شقتها وهي تقدم رجل وتؤخر أخرى حتي تاهت الدنيا أمامها ولم تعد ترى شيئا سوى ضباب وأغمضت عينيها وهي تتمني ألا تفتحها ثانية فقد غاب عنها هذا الحبيب للأبد
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خبايا القلوب)