روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت السادس والعشرون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء السادس والعشرون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة السادسة والعشرون

“يا دكتور؟ أنت تعرف بابا؟!” قلت كلمتي الأخيرة ببص لحسام مستغرب, بصليّ بدهشة فاقت دهشتي بيسأل: هو عمر باباك؟ آسف قصدي الدكتور.
وقبل ما أرد اتقدم بابا ناحيتنا بيبص باتجاه حسام بيقول: ازيك يا حسام, جيت امتى؟ مقولتليش يعني انك جاي.
“كنت هعمل كدا بمجرد ما استقر في مكان لكن اتضح أنك صاحب المكان”.
بصله باستغراب فردت عليه: حسام صاحبي وقررت أني أستضيفه في بيتنا بس واضح انكوا تعرفوا بعض.
سكت بابا لوهلات من غير ما يبص ناحيتي وبعدين ساب المكان بيودع حسام بيقوله: أشوفك في البيت.
كنت عاجز عن الكلام, مكنتش متوقع انه يتجاهلني بعد كل الغياب ده, فكرت انه اول حاجة هيعملها انه يضمني لساعات زي ما كان بيعمل لما كنت بغيب وببيت عند مرسال، هو واضح انه مضايق مني بس.. فوقني من شرودي صوت حسام بيقول: متخيلتش خالص ان عمر ممكن يكون باباك.
“وانا برضو متخيلتش انك ممكن تكون مريض عنده بس ازاي”.
“كنت حد من مرضاه وفي الواقع حتى بعد سفري لفرنسا كنت على تواصل معه”.
“بجد؟ ده معناه انك كلمته عني؟”
تبسم تتدرج ضحكاته بيقول: بصراحة أيوة والطبيعي اني اكيد مكنتش بمدحك يعني.
“مفيش داعي للتوضيح متخيل قلت ايه عني بس الي مش فاهماه أنت محتاج بابا في ايه”.
“طبيب نفسي هحتاجه في ايه مثلًا؟”
“مش غبي للدرجة يعني انا اقصد ليه قررت الذهاب لطبيب نفسي أالأمر يتعلق بوالدتك ولا بخالد؟
تغيرت ملامحه ينظر إليّ مستفهمًا: ازاي عرفت بأمي؟
“سمعت جي ون وهو بيكلمك عنها”.
“قصدك أنك كنت بتتجسس عليّ زي عادتك؟”
“قلتك أني سمعتك بالصدفة”.
نظر إليّ على مضض وقبل أن يحدث ردة فعل سمعت صوتها بتنادي بلهفة ودهشة: ه..هادي؟
بصيت ناحية الصوت تتسع ابتسامتي بتقدم ناحيتها بقول: اشتقتلك.
سابقت خطواتها تركض نحوي, أمسكت بيدها قبل أن تسقط, قبضت على يدي تعانقني بحرارة وشوق بالغ تقول بصوت تسابقها دموعها: يا غبي، هان عليك تبعد عني كل ده.
“مالك يا ستي انا متمتيش حتى الشهر او الاتنين”.
“وده مش وقت كافي يعني علشان تشتاقلي؟
“أيوة طبعا اشتقت حد الموت”.
انفكت عني تمسح دموعها تضرب كتفي على مضض قائلة: طب مقولتليش ليه انك جاي؟
“اضريت امشي عالطول”.
فزعت تتفقدني على خوف: أأصابك مكروه؟
“لا, أنا كويس, أه افتكرت جبتلك مصاصات معي”.
“ايه؟”
“مش قولتلي أنها بتمتص أي طاقة سلبية؟”
تبسمت ضاحكة: لسه فاكر
“في ايه يا ستي انا مش مسافر من سنين يعني”.
“بس كانت كدا بالنسبة لي”.
“يعني عايزة تقعني ان البت المتطفلة دي مخدتيش مكاني؟”
ابتسمت تداعب وجنتي: مفيش حد ممكن يأخذ مكانك يا فلذة ستك
ابتسمت ثم تابعت أقدم لها حسام قائلًا: اه فتكرت, نسيت اعرفك، ده حسام صاحبي.
ابتسمت مرسال تحيه ثم دخلت المنزل داعية إياه للدخول, تركته في غرفة الاستقبال ثم استئاذنته لبعض الوقت, خطوت نحو المكتبة أقدم خطوة وأخر الأخرى حتى استجمعت شجاعتي أطرق الباب, لكن.. ما من رد, فتحت الباب مواربًا فانتبهت ل”حد” شاردًا يبدو عليه الحزن, طرقت الباب أناديه فالتفت ناحيتي وما أن رأني حتى دُهش يتقدم نحوي يسابق خطواته يقول بنبرة حملت سعادته وتفاجئه: هادي؟ ده أنت؟
هاااه, ها أنا أعود لسكنه ثانية كشريدًا وجد منزله وكأن كنفه يسع العالم, لا أدري لمَ لكن دونًا عن الجميع ورغم قلة عناقي له التي لم تتجاوز البضع مرات أشعر بشعور غريب وكأنه الأمان الذي فقدته في غربتي, هو كالمنزل له دفء خاص يبدو أني كنت أحمقًا لأنكر عليهم محبتهم له حتى أنا وقعت في فخاخه بعد كل هذا العداء معه, ويبدو أني غفوت بين أكنافه طويلًا حتى أفقت على صوته الهاديء يقول: مكنتش اعرف انك اشتقتلي كدا
انفككت عنه على حرج أقول: لا لا, الأمر فقط أني لم أرد إحراجك بالانفكاك عنك أولًا.
ابتسم ينظر إليّ دون تعقيب فتابعت: حسنًا بعض الشيء.
“الذي هو؟”
“أني.. اشت..قت”.
ابتسم ثم أجلسني في مكانه يجلس في الكرسي الذي يقابلني: أخبرني إذن عن رحلتك لكن أولًا لمَ لم تخبر أحد فينا عن قدومك أهذه إحدى مفاجأتك أم أنك اضطررت للنزول.
“ف..في الواقع.. اضطررت”.
صمت ثم بدى على ملامحه الحزن قائلًا: لأجل دينا صحيح؟
“اشتد مرضها فخشيت إن بقيت هناك ألا أراها مجددًا كما…”
“ماذا؟”
“لي صديق عاد إلى هنا قبل أن يودعني لهذا أريد لقاؤه أيضًا”.
“صديق؟ هذه المرة الأولى التي أسمعك فيها تحادثني عن صديق ويبدو أن أمره يهمك”.
“هو كذلك لكن…”
“ماذا؟”
“والده صعب المراس ولا أظنه يود مني مقابلته”.
رجع بظهره للخلف يقول بصوت خافت: فهمت.. ثم ابتسم يتابع: لا بأس, لن تخسر شيئًا من المحاولة حتى وإن كان لوالده السيطرة المطلقة عليه, أظن أن حذر والده منك ما هو إلا خوف من تمرد ولده له مستقبلًا.
“ولمَ؟”
“لأنك حر, حر الإرادة والأحرار دومًا ما هم إلا مصدر تهديد لمن يريد أن يفرد سيطرته, هو يخشى أن تؤثر بأفكارك على ابنه وتفك قيوده”.
“أنا حقًا لا أفهمه, ما الذي سيجنيه من استعبده غير كرهه؟”
“هو لا يستعبده, هو فقط يظن أنه يحافظ على ملكيته الخاصة من الضياع”.
“خالد ليس شيء ليمتلكه, هو إنسان له إرادة خاص وحرية قرار مستقلة عن والده”.
“ربما هو فقط لا يثق بقرارته ويرى أن ما يفعله الصواب”.
“لا أدري جدي, لا أراه سوى متسلط كبير”.
ما كدت أنهي جملتي حتى انتبهت إليه ينظر إليّ بابتسامة اعتلت وجنتيه يقول: ماذا قلت لتوك؟
“متسلط كبير؟!”
“لا, ما قبلها, بما ناديتني منذ قليل؟”
“جدي؟”
غازلته ابتسامة كشفت عن أسنانه ولمعة في عينيه كطفل حظي بلعبة, نظرت إليه مستغربًا: أتمثل لك تلك الكلمة أي أهمية؟
“بالكاد أظنك قد ناديتني بها قبلًا لهذا كان لها شعور خاص”.
ابتسمت وما كدت أعقب حتى قطع عليّ حديثي دخول حسام قائلًا: أليس من آداب الضيافة ألا تترك ضيفك ينتظرك طويلًا.
“أولًا أنا لا أعدك ضيفًا أنا بالكاد سأتحمل وجودك لأجل خالد وثانيًا كيف عرفت أني في المكتبة؟”
“مرسال أخبرتني أنك أتيت لرؤية جدك”. قال الاخيرة ثم نظر نحو “حد” يتقدم: أنت السيد حد غريب أليس كذلك؟
ابتسم جدي يومأ رأسه بالإيجاب, صافحه حسام بحفاوة يقول بنبرة ملئها الحماس: لا تتصور مدى رغبتي في رؤيتك منذ اليوم الذي سمعت فيه باسمك لكن.. لا تبدو لي غريبًا كاسمك أو حتى كحفيدك, أراك شخصًا مهذبًا على خلافه, أأواثق أنك جده؟
تبسم جدي ضاحكًا يسألني: أهذا أحد أصدقائك أيضًا؟
“لا, بل ألد أعدائي”.
“ألم أكن صديقك منذ قليل”.
“لو أخبرت مرسال أنك عدوي لطردتك لكن رفقًا بك ادعيت صداقتك لأجل أن تجد مكانًا لتبيت فيه”.
قاطع حديثي دخول مرسال قائلة: لم أكن لأفعل, يبدو لي رفيقك لطيفًا.
ابتسم حسام ابتسامة انتصار قائلًا: يبدو أني كونت قاعدتي الجماهيري سريعًا.
نظرت إليه على مضض: لا تفكر حتى.
قاطعتنا مرسال تضع حاملة العصائر على المكتب قائلة: يكفي جدالًا.
ابتسم حسام يأخذ أحد الأكواب يشرب, قاطعته ساخرًا: لا تبدو لي ضيفًا على الإطلاق.
“وما شأنك؟” ثم التفت إلى مرسال يسأل: ما هذا؟ لا أظنني تذوقت شيئًا كهذا في حياتي.
ابتسمت: سموزي.
“واو, مذاقه طيب, أظنني قد أسرق الوصفة لأعطيه للطهاة حين عودتي”.
“لا بأس يمكنك طلبه متى أردت”.
أخذ حسام كوبي الخاص يشرب من الكوبين قائلًا: بالطبع سأفعل.
“يبدو أني لن أتحملك طويلًا” قلت كلمتي الأخيرة أطارده, في الواقع لم تنتهي مطادرتي له طيلة النهار لسرقته طعامي, كلما أقدمت مرسال على وضعه أمامي أخذه يأكله, حتى حين أتى موعد النوم سرق مني الغطاء, أزحته من فوق الفراش حتى أسقطته أرضًا أقول: أتعلم؟ لقد تغاضيت عن ضيافتك في الغد يمكنك العودة لوالدك أو أي الفناديق التي كدت ترتادها.
نهض من مكانه يدفعني من فوق الفراش أرضًا يسحب الغطاء فوقه يقول: لم يعد الأمر بحيازتك, لقد قررت العيش هنا وانتهى الأمر.
نظرت إليه على مضض وأنا لآزال على الأرض: ماذا تعني بالعيش هنا؟
“أعني أني أحببت جديّك لهذا قررت أن يتكفلا بي وقد وافقا”.
“تمازحني, صحيح؟”
” إن لم يعجبك الأمر يمكنك العودة لوالديك”. قال الأخيرة يسحب الغطاء فوق رأسه.
نهضت من مكاني متذمرًا أدثر رأسه بالوسادة على مضض, ثم هممت لمغادرة الغرفة لكن ما كدت أفتح الباب حتى انتبهت لمرسال تخرج من غرفتها تفتح باب المنزل, كان الظلام بالخارج حالكًا فلم أميز ماهية الطارق لكن من هيئته بدا وكأنه رجل ما أن فتحت الباب حتى عانقها قائلًا: اشتقت إليك.
تصلب جسدي حين أدركت ماهيته التي اتضحت في ضوء المدخل, لقد كان أحمد.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *