روايات

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين 2 البارت التاسع

رواية الشيطان شاهين 2 الجزء التاسع

الشيطان شاهين 2
الشيطان شاهين 2

رواية الشيطان شاهين 2 الحلقة التاسعة

طرق عمر باب الغرفة عدة مرات بتهذيب
قبل أن يفتح الباب و يدخل…. جال ببصره
في كافة أنحاء الغرفة الخالية ليزفر بتعب
و هو يتساءل عن مكانها… هل يعقل أنها
لم تأت إلى هنا و فضلت المكوث في إحدى
الغرف الأخرى و لكنها أخبرته انها سوف تصعد
حتى تتجمع ملابسها و أشياءها وتغادر……
قادته قدماه نحو الحمام ليطرق على بابه
عدة مرات قبل أن ينزل يده نحو المقبض
إستعدادا لفتحه لكنه توقف فجأة بعد أن
سمع صوت سقوط شيئ ما على الأرض
في غرفة الملابس…. لوهلة ما ظن عمر أن
هبة بالداخل و انها من الممكن أن تكون قد أوقعت
احد الأشياء كحقيبة مثلا او…. إن تكون هي
نفسها من وقعت و عند هذه النقطة تحفزت
كامل خلاياه و إزدادت نبضات قلبه ليسارع
دون تفكير نحو الغرفة داعيا الله بصوت
عال ان تكون حبيبته بخير…..
دفع الباب الذي كان نصفه مفتوح بقوة
غير مبال و هو يبحث عنها كالمجنون
حتى وجدها واقعة على أرضية الغرفة
ليسرع نحوها و قلبه و روحه تسبقانه إليها
صرخ بصوت متألم :”هبة… حبيبتي مالك
حصلك إيه؟؟
جثى بجانبها ليرفع نصف جسدها العلوي
على ركبتيه و يبدأ في صفع خدها بلطف
تزامنا مع صراخه باسمها علها تستيقظ :” ردي
عليا يا بيبة مالك….
حملها دون تردد ثم وضعها على السرير
و هو يتفحص وجهها و رأسها خوفا من
أن تكون قد تأذت أثناء سقوطها…تلمس
جيوب بدلته بحثا عن هاتفه و الذي من
حسن حظه أنه لازال يحتفظ به و بأصابع
مرتعشة ضغط على ازراره ليتصل بأيهم
الذي أجابه بعد وقت قصير
عمر بصوت خائف:”أيوا يا أيهم أرجوك
إلحقني…. هبة هبة… ارجوك يا أيهم..
تحرك أيهم من مكانه متوجها نحو سيارته
و هو يحاول بشتى الطرق تهدأة صديقه
حتى يفهم منه ما به
‘” بالراحة يا عمر و فهمني مالك.. انا جايلك
دلوقتي إنت فين؟؟
عمر بارتعاش و هو يضع يده على رأسه ناظرا
لهبة بضياع لا يعلم مالذي يفعله و كيف يتصرف
ليجيب أيهم بصوت باكي:” مش عارف… هبة
أغمى عليها لقيتها على الأرض ارجوك هات
الدكتورة و تعالي… ارجوك يا أيهم….
زفر أيهم بتأسف قبل أن يجيب الاخر
بهدوء :” مسافة السكة و أكون عندك
متقلقش…
أنهى مكالمته مع صديقه ليبدأ بمكالمة
أخرى مع شخص آخر و الذي لم يكن
سوى الدكتورة صفاء التي تعمل منذ سنوات
في المستشفى عنده ليطلب منها المجيئ
إلى العنوان الذي وصفه لها…..
بعد نصف ساعة كان أيهم يجلس بجانب
عمر الذي لم يكن يعي ما يحدث
معه و كأن الحياة فارقته و لم يبق سوى
جسده..
فمنذ قدوم أيهم و تلك الطبيبة
و هو يجلس على نفس حالته ينظر أمامه
بشرود و بصره معلق فقط على باب الغرفة
التي تقبع داخلها حبيبته و قطعة من
روحه ساكنه لاتدري مايحصل من حولها….
هرع من مكانه مسرعا عندما لمح مقبض
الباب يتحرك لتطل من وراءه الدكتورة
صفاء و التي تفاجأت من إمساك عمر
لكتفيها و هو يصرخ دون وعي :”مراتي
مالها يادكتورة….. إنطقي؟؟؟؟
شده أيهم بصعوبه ليبعده عنها قائلا
:” إهدا ياعمر و خلي الدكتورة تتكلم….
عدلت صفاء نظارتها و هي تحدق بعمر
بتوتر قائلة بلهجة عملية تعودت عليها
:”المدام حامل….ألف مبروك…..
حملق فيها عمر ببلاهة و قد إتسعت عيناه
كطفل صغير يرى أمامه شاحنة مثلجات..
ليردد بصوت
:”قلتي إيه؟؟ مين اللي حامل؟؟؟
قهقه أيهم بشدة على مظهر صديقه
قبل أن يدفعه قليلا من أمام صفاء
ثم يكمل هو حديثه معها حيث طمأنته على
صحتها ثم أعطته ورقة تحتوي على أدوية و فيتامينات الإضافة إلى ظرورة إحضارها
للمستشفى حتى تتابع حملها مع دكتورة
نسائية كحال جميع النساء الحوامل…
هذا كله تحت دهشة عمر الذي ظل يحرك شفتيه
بعدة كلمات غير مسموعة إلى أن
تلقى لكمة على كتفه من أيهم جعلته يستيقظ
من توهانه….
:” الف مبروك يا صاحبي”. تحدث أيهم
بفرح صادق لأجل رفيق دربه الذي عانى
و صبر كثيرا حتى سمع هذا الخبر…..
عانقه عمر بقوة و كامل جسده يرتعش
من شدة التأثر قبل أن يبتعد عنه و يمسح
عينيه التي إغرورقتا بدموع الفرح…..
و هو يجيبه بصوت مبحوح :”الله يبارك
يا أيهم…..انا مش عارفة أعمل إيه دلوقتي….
ايهم بضحك :” إجمد ياظ و إنت
شكلك زي عيال المدرسة….يلا روح لمراتك
دلوقتي عشان محتاجالك و متنساش
تجيبها بكرة الصبح المستشفى
عشان تكمل باقي الفحوصات
و نطمن عليها و على البيبي…..
تحولت ملامح وجه عمر هاتفا بقلق:” مالها
هبة يا أيهم هو في….
أجابه أيهم بعد أن قاطع بقية حديثه:” متخافش
هي كويسة و البيبي كمان كويس بس
دي فحوصات روتينية لأي ست حامل…
يعني مفيش قلق و لا حاجة يلا انا مروح
عايز حاجة….
عمر بامتنان :”شكرا يا أيهم بجد مش عارف
من غيرك كنت عملت إيه؟؟
أيهم بابتسامة :”متقلش كده داه إحنا إخوة
مش بس صحاب…انا رايح عاوزة حاجة ثانية
قبل ما امشي؟؟
عمر بنفي:”سلامتك يا صاحبي….
ايهم هو يلتفت لينزل الدرج :” يلا سلام
و متنساش تكلم شاهين و طنط فريدة دول
حيفرحوا اوي…
عمر وهو ينظر في اثره :” ماشي.. مش حنسى
تصبح على خير…
نزل أيهم الدرج راكضا متجها لخارج الفيلا
نحو سيارته حتى يعود لمنزله لكنه توقف
فجأة بعد أن سمع رنين هاتفه….
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا البحيري…..
جميع أفراد الأسرة مجتمعين في الصالون
يتسامرون كعادتهم محمد و سيف، أميرة و
كاريمان و بجانبها صفوت البحيري يلاعب
حفيده أيسم….
فجأة سمعوا صوت صراخ في الطابق العلوي
و تحديدا في غرفة أيهم… اسرع محمد
و سيف نحو مصدر الصوت لكنهم ظلوا
واقفين أمام غرفة أيهم غير قادرين على الدخول
محمد بصراخ و هو يقرع باب الغرفة
:”ليليان…مالك….. في إيه بتصرخي ليه؟؟؟ ….
إلتفت سيف وراءه ليجد أميرة التي
وصلت للتو ليدفعها للداخل قائلا
بصراخ :” بسرعة يا أميرة أدخلي شوفي مالها ؟؟؟
وصلت كاريمان هي الأخرى لتدلف
للداخل تطمئن على زوجة إبنها اللتي
كانت تصرخ و تبكي دون توقف….
كاريمان و هي تنحني نحو ليليان
الجالسة أرضا تنظر حولها بانهيار :” حبيبتي مالك؟؟ إيه اللي حصل و خلاكي بالشكل داه؟؟
نظرت نحوها ليليان التي كانت في
حالة إنهيار تام :” أيهم… سابني يا طنط
سابني من ثاني؟؟
لطمت كاريمان صدرها شاهقة بقوة
و هي تنظر لاميرة التي لم يكن حالها
بأفضل من حال والدتها اتردد بتلعثم
:”أيهم؟؟ ماله حصله حاجة؟؟
أجابتها ليليان من بين شهقاتها :”أيوا يا طنط
سابلي ورقة زي المرة اللي فاتت و قلي
إنه راح و مش حيرجع….
نظرت كاريمان لاميرة من جديد و هي
تحتضن ليليان التي إرتمت داخل أحضانها
تبكي بعنف دون توقف قائلة :”أميرة
روحي كلمي أخوكي و شوفي إيه الحكاية؟؟
أميرة و هي تقف من مكانها :”حاضر يا ماما
أنا حكلمه دلوقتي….
عادت كاريمان لتهدأة ليليان بينما غادرت
أميرة الغرفة لتجد سيف و محمد ينتظران
أمام الباب بقلق بينما والدها يقف غير بعيد
عنهما يحمل حفيده الذي بدأ بسؤاله عما يجري
و صفوت يحاول بكل جهده إلهائه عما يحدث…
محمد باندفاع حالما رأى أخته أمامه :”ليليان
مالها يا أميرة كانت بتصرخ ليه؟؟؟
هزت أميرة كتفيها بجهل قائلة :” مش عارفة
يامحمد… حالتها غريبة اوي بتصرخ و بتقول
إن أيهم سابلها ورقة و قال إنه راح
و مش حيرجع ثاني.. انا مش فاهمة
حاجة…. حروح أكلم أيهم دلوقتي
افهم منه إيه اللي حصل… انا نسيت
تلفوني تحت في الصالون…
أوقفها سيف الذي أخرج هاتفه من جيبه
قائلا بتوتر :”أنا حكلمه خليكي…..
وصله صوت أيهم السعيد قائلا :” سيف
باشا…اكيد وحشتكم انا عارف القعدة
مين غيري ولا…..
سيف مقاطعا إياه بصوت عال :”أيهم إنت رحت
فين؟؟
أيهم بنبرة متحمسة :” كنت عند الواد عمر
و دلوقتي راجع البيت لما اوصل ححكيلك “.
سيف بجدية و قد هدأ قلقه بعض الشيئ
:”طب تعالى بسرعة متأخرش…
أيهم و قد إستشعر نبرة أخيه الغريبة
:”في إيه يا سيف.. مالك صوتك مش عاجبني
في حاجة حصلت في غيابي “.
سيف و هو يحدق في محمد الذي
كان يشير له بيده :”لا مفيش متقلقش
بس تعالى بسرعة…
ايهم و هو يفتح باب سيارته بإستعجال
:”تمام إقفل انا جاي حالا “.
أغلق سيف الهاتف ليروي لأخويه و والده
ماسمعه من أيهم ليزيد إستغرابهم
محمد و هو يحدث أميرة :”ادخلي
قوليلها إن أيهم جاي دلوقتي و إنه
كان عند واحد صاحبه…. يمكن تهدأ
شوية..
أومأت له أميرة قبل أن تدخل للغرفة
حيث وجدت كايمان قد نجحت في
جعل ليليان تقف من على الأرضية
و تجلسها على السرير لتهرول نحوهما
قائلة :” ماما أيهم جاي دلوقتي ووهو
كان عند واحد صاحبه….
رفعت ليليان عينيها الدامعتين نحو
اميرة قائلة ببكاء :” إنت بتكذبي عليا
أيهم مش حيرجع هو خلاص راح…سابني
و ساب إبنه مرة ثانية….
أميرة بنفي ‘” الله سيف كان بيكلمه
من دقيقة و هو اللي قال إنه حييجي…..
إنحنت أميرة جالسة أمام ليليان تربت
على يديها و هي تكمل حديثها من جديد :”
و الله دي الحقيقة مش بكذب…. طب
إستني نص ساعة بالكثير و حتلاقيه قدامك….
نظرت ليليان نحو كاريمان الجالسة
بجانبها قبل أن تتحدث بصوت مرتعش
:” أنا حنزل تحت استناه….
وقفت أميرة من أمامها مؤيدة كلامها
:”طيب خلينا ننزل كلنا نستناه في الصالون
و هو شوية حييجي….
إستقامت ليليان من مكانها ببطئ بسبب
إرتجاف جسدها لتتجه نحو الباب متمتمة
بصوت منخفض و كأنها تحدث نفسها
:”أنا عاوزة أستناه في الجنينة…تحت…..
أسرعت أميرة لتوقفها قائلة :”طيب
ممكن تغيري هدومك قبل ما تنزلي… عشان
إنت….
توقفت عن الحديث و هي تشير ليليان
التي كانت ترتدي ملابس نوم خفيفة
عبارة عن بنطال و قميص حريري
نصف كم لتومئ لها ثم تتجه نحو غرفة
الملابس بخطوات خاوية لا حياة فيها
و كأنها آلة….
إرتدت اول معطف تجده أمامها ثم غطت
رأسها بحجاب و خرجت لتجد كاريمان
و أميرة تنتطرناها…..
بعد دقائق كانت ليليان تجلس على
احد كراسي الحديقة و نظرها معلق
ببوابة الفيلا و كل دقيقة تمر عليها و كأنها
دهر….أغمضت عينيها بألم و هي تتذكر
كلمات تلك الرسالة التي قرأتها منذ قليل
في حلمها لتتجسد أمامها من جديد
و كأنها حقيقة….
لم تستطع تصديق عائلتها التي كانت تحاول
طمئنتها و إزالة تلك الأفكار الحزينة من رأسها
إلا أنها لم تستطع…. كانت خائفة من إختفاء
أيهم هذه المرة للأبد…تظن انه قد رحل و لم
يخبر عائلته بأمر مرضه..
غير بعيد عنها و تحديدا امام باب الفيلا
الرئيسي يقف سيف بجانب محمد متكئين
على الباب الكبير ينتظران هما أيضا قدوم
أخيهما حتى تنتهي هي المشكلة التي حلت
عليهم فجأة….
سيف بسخرية و هو يفرك كتفيه بيديه
لشعوره بالبرد :”الستات دول كائنات غريبة
تحس إنهم نقيض من كل حاجة… بصراحة
أنا عمري مافهمتهم…
محمد بضحك :و لا أنا بس اهو بنحاول…
صمت قليلا قبل أن يتنهد و يتحدث مرة أخرى بصوت خال من المرح:” صعبانة عليا بنت عمك دي إتبهدلت اوي في حياتها…لا أم تحن عليها و لا
أب يحميها و إنت فاكر طبعا أيهم زمان كان
إزاي و دلوقتي لما تغير و بقى إنسان ثاني
بردو ما إرتاحتش…..
سيف مؤيدا :” معاك حق… الظاهر من كثر
الصدمات اللي واجهتها في حياتها عقلها لسه
مش مطمن إنها ممكن تعيش في يوم من الايام
مرتاحة…..
أشار نحوها مكملا :” بص إزاي قاعدة مستنياه
في الجو داه…. دا انا قربت أتجمد مكاني….
قاطعهم صوت أزيز سيارة أيهم التي دخلت
البوابة للتو ثم توقفت بالقرب من مكان
جلوس ليليان و كاريمان بعد أن تركتهم
أميرة لشعورها الشديد بالبرد…
أسرع أيهم ناحيتهم متسائلا بقلق :” في
إيه ياماما…قاعدين هنا ليه؟؟؟
نظر حوله ليجد سيف و محمد مقبلين
نحوهم ليعاود التساؤل من جديد
:” بابا و أيسم و أميرة فين؟؟ هما كويسين صح؟؟
كاريمان بهدوء و هي تتنفس الصعداء بعد
إن رأت إبنها بخير أمامها فهي أيضا لم تكن
مطمئنة بسبب كلام ليليان رغم معرفتها بأن
ماروته لهم لم يكن سوى حلما و لكن هكذا
هو قلب الأم لاتطمئن حتى ترى صغارها
بخير أمامها…
:”ابوك جوا مع أيسم و أميرة و هما كويسين
متقلقش.. خذ مراتك و إطلعوا فوق هي
بس قامت من النوم مرعوبة عشان ملقتكش
جنبها فقلقت عليك عشان كده جبت
تستناك هنا….رواية بقلمي ياسمين عزيز
صفحتي الوحيدة على الواتباد
رفع أيهم حاجبيه بشك و عدم تصديق خوفا
من أنهم يخفون عنه شيئا :” تستنوني هنا في
الجنينة؟؟
سيف بمرح :” حكم القوي بقى…
غمزه مشيرا نحو ليليان برأسه ليبتسم
أيهم قائلا :”طيب خلونا ندخل جوا و نكمل
كلامنا لحسن عندي ليكم خبر بمليون جنيه….
حاوط كتف والدته بذراعه اليمنى و ليليان
بذراعه اليسرى ليسير بهم نحو الداخل
مكملا :” أنا كنت عند عمر…اصل مراته
طلعت حامل…. لو تشوفو شكله إزاي
و هو بيعيط من الفرحة…كان نفسي أصوره فيديو للذكرى…..
كاريمان و هي تبتسم بفرحة :” الحمد لله
عمر طيب و إبن حلال و ربنا عوض صبره
خير… و الله فرحتله انا بكره إن شاء الله
حبقى اكلم مراته و أطمن عليها….
سيف بمزاح:”و انا حبقى أكلمه و أفكره
في الحفلة اللي هو واعدنا بيها لو ربنا
رزقه بطفل….
محمد و هو يدفعه بخفة :”يا إبني
هو إنت دايما كده همك في كرشك….
سيف و هو يتظاهر بالالم :”يا عم إيه داه..
مليون مرة قلتلك بلاش كده… إيدك ثقيلة
عيني عليك يا نور يا أختي….
محمد بتهديد مزيف :”سمعني ثاني إنت قلت
إيه؟؟ كأني سمعت كلمة نور…
كاريمان :” ياإبني سيبه داه اخوك الكبير..
أيهم بمزاح :” كبير بس مخه لاسع…
ركض سيف صاعدا درج الفيلا الامامي
ثم إلتف وراءه قائلا لمحمد بمشاكسة
:” قلت إن نور مراتك رقيقة و زي حتة
البسكوتة إزاي حتتعامل مع ثور زيك…يالهوي
إلحقوني داه حيفرمني…..
صرخ سيف مهرولا للداخل بعد أن رأى
محمد يركض وراءه كعادته عندما يشاكسه
رغم انه أخاه الكبير إلا أن تصرفاته الطفولية
لاتوحي بذلك ابدا…
جلس سيف بجانبه والده يلهث بشدة ثم
إلتفت بجانبه ليجد أيسم يجلس باحضان
جده شبه نائم ليأخذه برفق حاملا إياه
بين ذراعيه يهدهده حتى لا يستيقظ
نظر لمحمد و على وجهه إبتسامة مستفزة
و كأنه يقول له تعالى و اكمل ماكنت تفعله….
محمد بحنق :”بتتحامى في عيل.. ماشي
يا سيف بس اكيد مش حتقعد شايله للأبد….
سيف بغرور :” ساعتها حتنسى….
محمد :”مش حرحمك….
سيف بخوف مصطنع'” و الله انا سمعت
أميرة بتقول كده…. انا أصلا مش فاكر
شكل مراتك إزاي….
وصل البقية لتجلس كاريمان بجانب
سيف حتى تأخذ الصغير لكنه تشبث
به لتزفر بحنق قائلة :” يا إبني هات
الولد أنيمه و بلاش شغل العيال داه
و إنت يا محمد روح اوضتك و بكره
إبقى اللي إنت عاوزه… عاوزين ننام
بقى كفاية دوشة مش كفاية اللي حصل
من شوية ….
أومأ لها بطاعة بينما أعطاها سيف
الصغير ثم توجه الجميع نحو غرفهم بهدوء
غريب و هو ينظرون نحو بعضهم البعض ليستغرب
أيهم من تصرفاتهم و يتأكد انهم يخفون عنه
شيئا …..
داخل غرفة أيهم…
كانت ليليان تتجنب نظرات أيهم المتسائلة
و هي تنزع معطفعها و حجابها ثم إندست
تحت غطاء السرير تدفئ جسدها الذي
كاد يتجمد من شدة البرد….
أنتهى من تغيير ملابسه ثم إستلقى
على الفراش بجانبها… إقترب منها يتحسس
حرارة جبينها ووجهها بعد أن لاحظ برود
جسدها عندما كانا في الحديقة…
همس بارتياح قائلا :”الحمد لله مفيش حرارة
بس انا لسه مش فاهم إنتوا كنتوا بتعملوا
إيه في الجنينة؟؟
أجابته ليليان بصوت متحجرش بسبب
كثرة بكائها :” اصل انا بقيت مجنونة
و بتخيل في حاجات مش موجودة….
رمش أيهم عدة مرات قبل أن يهمهم
بنبرة ضاحكة ظنا منه أنها تمزح :”مممم و إيه
كمان إحكيلي “.
تجلست ليليان مكانها تضم ساقيها بيديها
هي تحاول بصعوبة
التحكم في دموعها التي كانت تهدد بالنزول
:”أصل أنا كنت نايمة…و بعدين صحيت
ادور على مية عشان كنت عطشانة.. و بعدين
لقيت الأوضة كلها ظلمة و البلكونة والشبابيك
كلها مفتوحة و الدنيا برد اوي…و إنت مكنتش
موجود…. انا كنت فاكراك تحت سهران مع
العيلة…انا قمت من السرير علشان أنور الأوضة
و بعدها لقيت ورقة…زي الورقة اللي سبتهالي
زمان… بتقلي فيها إنك رحت و مش حترجع….
كفكفت دموعها التي إنهمرت رغما عنها
قبل أن تلتفت نحو أيهم الذي كان يستمع
لها باهتمام قائلة بعيون باكية متوسلة
:”أيهم صدقني انا مكنتش بحلم زي
ما أميرة و طنط فاكرين.. انا كنت صاحية
وواعية بكل حاجة انا قريت الورقة
كانت هنا بس مش عارفة فين بالضبط
ضاعت او يمكن طارت عشان الأوضة
كان فيها نسمة هواء باردة…و الستاير
كانت بتتحرك…انا كنت خايفة اوي
عشان حتسيبني زي زمان….
إحتضنها أيهم بلهفة و هو يشعر بقلبه
قد تمزق لألاف القطع الصغيرة بسبب
دموعها و بكائها :”شششش متعيطيش
يا حبيبتي… يمكن داه مقلب من سيف
ما إنت عارفاه مخه لاسع و عيل…بكره
حخلي محمد ينفخه عشان يبطل المقالب
السخيفة اللي هو بيعملها كل مرة….
قبل رأسها عدة مرات مهدئا إياها بإكمال
الكذبة التي إخترعها :” إنت نسيتي مقلب
الحشرات البلاستيك اللي حطها في
أوضة أميرة آخر مرة… شفتي حصل
فيها إيه… اغمى عليها و كنا حناخذها
المستشفى لو لا ستر ربنا…إهدي و بلاش
تعيطي عشان قلبي بيوجعني لما تكوني
زعلانة وفي كل مرة بتبكي فيها بكون انا
السبب….
مسحت ليليان دموعها بطاعة و هي تومئ
برأسها كطفلة صغيرة….ليساعدها أيهم
في الاستلقاء واضعا رأسها على ذراعه
وفي كل مرة كان يقبل خدها و يديها
و شعرها ليبث داخل بعض الأمان و الطمئنينة
لا ينكر أن أمر تعلقها به و خوفها الشديد
من بعده عنها قد أسعده كثيرا فهذا ماكان
يحاول بكل جهد تحقيقه منذ عودته…
لكن من جهة أخرى قلق من تدهور حالتها
الصحية بسبب التخيلات و الأوهام التي
أصبح ينسجها عقلها الباطني فاصبحت
بذلك لاتميز بين الحلم و الحقيقة لذلك
عليه أن يجد حلا لهذه المشكلة من البداية
حتى تسوء اكثر في المستقبل إن تجاهلها و لذلك
عزم على الاستعانة بأحد الأطباء النفسيين
الموثوق بهم من المستشفى….
ضمها أكثر إليه و هو يغرس وجهه داخل
شعرها و عنقها ليستنشق اكثر رائحتها الناعمة
التي تميزها….
أحس بارتجاف جسدها ليبتسم بخبث
عازما على إخراجها من حالة الاكتئاب
التي تملكتها فجأة بسببه…
رفع رأسه للأعلى قليلا عن الوسادة ليستند بذراعه
ثم بدأ في تجميع خصلات شعرها و إبعادهم عن رقبتها ثم بدأ في تقبيل وجهها و عنقها قبلات
طويلة و هو يتعمد دغدغتها بشفتيه و إصدار صوت عال كما يفعل عندما يقبل أيسم….
ضحكت ليليان و هي تحاول إبعاده بكفيها
لكن أيهم قيدها بيده الأخرى و هو يكمل
مايفعله قائلا :”ممم ريحتك حلوة اوي
دا برفيوم أيسم صح؟؟؟؟
أجابته ليليان من بين ضحكاتها :” أيهم…
عشان خاطري كفاية…
ايهم و هو ينفي برأسه :”تؤ…مش عاوز ابعد
اصلك واحشاني أوي..
ليليان بتذمر:” طب بالراحة…مش كده انا مش
عيلة صغيرة عشان… تبوسني كده…
أكملت آخر جملتها بهمس و قد تلون وجهها
بالاحمر القاني لشدة خجلها و ندمها على ماتفوهت
به لتغمض عينيها ….
رفع أيهم رأسه ليتفرس ملامح وجهها الجميلة
محررا يديها قبل أن يردف بابتسامة خبيثة
:” لا في دي معاكي حق…كويس إنك نبهتيني….
فتحت ليليان عينيها يترقب بعد أن فهمت
مايلمح له لتجده ينظر إليها بنظرات متسلية
كانت ستتحرك من مكانها لكنه اسرع لتثبيتها
هامسا بنعومة :” رايحة فين؟
ليليان بتأتاة :”لا… مش را.. يحة كنت
عاوزة انام بس….
أيهم و هو يجول باصبعه على خدها
و غمازتيها ثم ينزل نحو ذقنها و رقبتها…
قائلا بنفس النبرة :”نوم إيه بس دلوقتي …طب قوليلي الأول هو انا موحشتكيش؟؟ …..
أومأت ليليان برأسها بالايجاب لتتسع
إبتسامته لكنها سرعان ما نفت برأسها
ليعبس وجهه كطفل صغير قائلا :” كده
يا لولو….طب انا زعلان منك….
تسارعت أنفاس ليليان بسبب تخدرها
تحت لمساته الرقيقة… كانت سنتحدث
لكن إصبعه الذي وصل لشفتيها ليضغط
عليهما بخفة مسكتا إياها تزامنا مع إقترابه
منها حتى أصبحت أنفاسه الدافئة تلفح
وجهها :” و رغم كده انا اللي حصالحك…..
تمتم أيهم قبل أن يلاصق شفتيه مع شفتيها
الناعمتين بقبلة حنونة أنستها ماكانت تعانيه
منذ ساعات قليلة….
~~~~~~~~~~~~~~~~~
عودة لعمر……
دلف عمر الغرفة ليجد هبة مستلقية
على الفراش تمسد بطنها بيديها و ملامح
وجهها السعيدة تظهر جليا فرحتها رغم
تعبها …
إنتبهت لدخوله لتلتفت بوجهها للجهة
الأخرى متجاهلة إياه رغم ان الفضول يكاد
يقتلها لمعرفة ردة فعله عند سماعه بالخبر….
كانت تراقبه بطرف عينيها و هو يقترب من
الفراش بخطوات بطيئة ليجلس بجانبها…
تحركت قليلا مبتعدة عنه لكنه اوقفها بأن
وضع يده على كتفها هامسا برجاء :”ارجوكي
يا هبة… و حياة أغلى حاجة عندك بلاش الليلة دي…أجلي الزعل لبكرة…خليني افرح انا مستني
الخبر داه بقالي سنين..
نفخت هبة الهواء بصوت عال ثم إلتفتت
نحوه تاركة المجال ليديه التي كانت تتحسس
بطنها من فوق ثيابها بحذر….أما وجهه فيكاد
ينطق من شدة الفرح….
همس بصوت مبحوح و كأنه على وشك البكاء
:”إبننا هنا يا هبة…حيبقى عندنا بيبي صغير
يفضل يعيط طول الليل و ميخليناش ننام….
بس متقلقيش انا حبقى أهتم بيه..ححضرله
الببرونة و حغيرله البامبرز …. ضحك قليلا
قبل أن يكمل….. بس هو ييجي بالسلامة
بكرة إن شاء الله حنروح للدكتورة عشان
تتطمن عليكي أكثر و بعدها نروح عشان
نشتريله هدوم كثير و لعب… بس إحنا لسه
مش عارفين… هو ولد و إلا بنت؟؟
تجاهلت هبة فرحته العارمة رغما عنها
فهي فقط أرادت الثأر لكرامتها حيث
أجابته بنبرة مستهزئة :” دلوقتي بقيت
فرحان و مبسوط مش كنت عاوز تتطلقني
إيه نسيت؟؟؟
تجمدت ملامح وجه عمر لكنه ببراعة أخفى
ضيقه… يعلم أنه مخطئ و قد تفوه بكلام
ليس في محله لكن كل ذلك حصل بعدم
إرادته فقد كان متعبا و يائسا….تنبه لحديثها
مرة أخرى حيث قالت :” نفذت اللي دماغك
و رحت قلت لعيلتك إنك مش بتخلف… رغم
إني إترجيتك اكثر من مرة أنك متقلهمش…
شفت لو كنت استنيت شوية…دلوقتي خلاص
اللي حصل حصل…و مش حنقدر نغير الواقع
مهما عملنا إنت كنت عاوزنا ننفصل و كل واحد
فينا يروح لحاله…
قاطعها عمر بانفعال بعد أن فقد سيطرته
على نفسه :”أنا قلت كده عشان كنت تعبان
و خايف… لكن إنت عارفة انا بحبك اوي و
مستحيل أسيبك او أتخلى عنك حتى لو
إنت اللي طلبتي داه….
أجابته بانفعال مماثل و هي تنظر نحوه لتحدي:” و انا دلوقتي بقلك طلقني يا عمر خلي كل واحد فينا
يشوف طريقه….مين غير شوشرة و لا مشاكل
اللي بينا إنتهى و انا إستحملت منك كثير
و مابقتش قادرة اتحمل أكثر من كده…. و لو
على إبنك لما يشرف بالسلامة إن شاء الله
اكيد مش حمنعك إنك تشوفه…..
حدق فيها عمر لعدة ثوان و قد توسعت عيناه
بدهشة من حديثها المفاجئ قبل أن تصدح ضحكته
في كامل أنحاء الغرفة….
توقف بعد دقائق ليمسح وجهه بيديه
متنهدا بحرقة من عنادها :”طيب خلينا نأخل
الخصام لبكرة عشان الليلة دي مميزة…
هبة بتصميم :” ماشي حأجل الكلام في
الموضوع داه لبعدين…بس يكون في علمك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *