روايات

رواية في حي الزمالك الفصل الرابع 4 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك الفصل الرابع 4 بقلم ايمان عادل

رواية في حي الزمالك البارت الرابع

رواية في حي الزمالك الجزء الرابع

رواية في حي الزمالك الحلقة الرابعة

اللِّقَاءُ الثَّانٍ 🦋✨

استيقظت أفنان على صوت المنبه خاصتها، ولأول مرة لقد نهضت سريعاً ولم تتكاسل..

شعرت بآلم يجتاح معدتها وآلم يُغلف رأسها، لم تنم طويلاً فلقد ضيعت الليل كله في المذاكرة والبحث في مجال الصيدلة وبين التردد حول ذهابها إلى المُقابلة الخاصة بالتدريب لكنها قررت أن تُجازف وتذهب بالرغم من أنها تشعر بأنها أنانية..

ارتدت ثياب رسمية مُهندمة قميص باللون الأبيض و ‘بليزر’ باللون الأسود وبنطال أسود كذلك مع وشاح رأس أبيض اللون، لقد بدت مُهندمة وجذابة.. وقفت تتأمل الشكل النهائي لثوبها لتجد أنه جيد.

“ماما أنا نازلة أدعيلي بالتوفيق.” صاحت أفنان وهي تأخذ حقيبتها وتتجه نحو الخارج دون أن تسمع إجابة والدتها، لم ترى ميرال لأنها قد سبقتها وذهبت إلى مقابلة عمل في الصباح الباكر ولم تعد بعد، كانت الساعة العاشرة حينما غادرت أفنان المنزل بينما موعدها في الشركة هو الثانية عشر.

كان مقر الشركة يقع في مدينة العبور داخل المنطقة الصناعية، امتعض وجه أفنان وهي تراجع العنوان الذي بيدها.. إن الموقع يبعد عن منزلها كثيراً.. سيستغرق الأمر الكثير من الوقت والمال..

بعد عناء شديد استطاعت أفنان الوصول إلى مقر الشركة داخل المنطقة الصناعية..

 

كانت الشركة غاية في الخامة يكسوها اللون الأزرق الداكن اللامع الذي يُشبه المرآة مع شُرف بلون موحد باللون الرمادي وكذلك تعكس الضوء والصور كالمرآة، كان هناك مرآب خاص بالشركة يحوي العديد من السيارات باهظة الثمن، تقترب أفنان من مدخل الشركة وتشعر بالتوتر يدب في صدرها، بمجرد وقوفها أمام الباب الزجاجي يُفتح تلقائياً.. تتجه مباشرة نحو موظفو الإستقبال، شاب وفتاتان الشاب يرتدي بذلة رسمية والفتيات كذلك لكن خاصتهم كانت تختلف في كون الجزء السفلي تنورة وليس بنطال.

“صباح الخير..”

“صباح النور، أساعد حضرتك ازاي؟”

“أنا عندي انترڤيو النهاردة بخصوص تدريب طلاب كلية الصيدلة.”

“ممكن أعرف اسم حضرتك والميعاد؟”

“أفنان أحمد، الميعاد بتاعي الساعة ١٢ الضهر.”

“تمام، حضرتك هتطلعي الدور التالت وهتنتظري في ال waiting area ‘منطقة الإنتظار’ لحد ما السكرتارية يبلغوكي أنك تقدري تتفضلي.” شكرت أفنان الموظفة وهي تحاول أن تُخفي إنبهارها بالمكان والموظفين وكل شيء هنا تقريباً.

كان جميع الموظفون يرتدون ثياب تبدو باهظة الثمن والجميع ذو مظهر مُرتب وأنيق.. الأجواء هادئة بالرغم من وجود عشرات الموظفين.

نفذت أفنان ما قيل لها وتوجهت إلى الطابق الثالث وبالفعل وجدت موظفة آخرى ارشدتها إلى غرفة الإنتظار لحين قدوم دورها، أخذت تتأمل المكان كنوع من التسلية.. هذا المكان هو عالم آخر تماماً، البشر هنا يختلفون عما ترى أفنان في العادة.. تشعر وكأنها انتقلت إلى مسلسل تلفزيوني لا حياة واقعية.

“أف..أفنان أحمد.”

“ايوا يا فندم.”

“تقدري تتفضلي.”

تابعت السير خلف الموظفة حتى دلفت إلى داخل مكتب، كان يكسو الأثاث اللون الأسود بينما لون الحائط كان باللون الكريمي.. هناك شرفات كبيرة مُلونة كما رأتها في الخارج وهناك جانب من الغرفة به زجاج شفاف.

“أتفضلي يا دكتورة.” جلست أفنان على الكرسي المُقابل للمكتب وهي تُعدل ثيابها بتوتر حاولت جاهدة أن تُخفيه، كان من يجري المُقابلة هو شاب يبدو في الثلاثين من عمره، يظهر على ملامحه الجدية والإنضباط.

 

بدأ بالأسئلة المُعتادة مثل أن تُعرف نفسها، لما تود الحصول على تدريب في الشركة.

“وحضرتك بقى يا دكتورة شايفة نفسك فين بعد خمس سنين؟”

“مديرة فرع من فروع الشركة.”

“مديرة فرع مرة واحده؟”

“اه وإن شاء الله يبقى فرع من الفروع القريبة عشان ده بعيد أوي.” تحدثت بنبرة بين المزاح والجدية ليبتسم هو ثم يُردف :

“ممكن تقوليلي أيه أهم حاجات في حياتك بالترتيب.”

“بعد علاقتي بربنا طبعاً يجي في المقام الأول عيلتي، دراستي وبعدها شغلي.”

“لو حصل بينك وبين متدرب تاني خلاف هيكون رد فعلك ايه؟” ابتسمت أفنان بهدوء وهي تحاول أن تحصل على إجابة مقنعة وجيدة غير أنها ستقوم بتحطيم الشركة على رأس من يُضايقها.

“هحاول اتناقش معاه بهدوء يمكن نوصل لحل لو لا قدر الله معرفناش هشوف الدكتور المسئول عننا ويشوف هو حل للخلاف.”

“طيب لو الخلاف مع الدكتور اللي هيدربك شخصياً.”

“طبعاً أنا عارفة أن دي كلها افتراضات بس صدقني يا فندم أنا جاية هنا وهدفي الأول والأخير هو الإستفادة من كل لحظة بقضيها هنا وأتعلم كل حاجة بتتم ازاي ومش هيكون في مجال لمواقف زي دي إن شاء الله ولكن لو فرضاً إنها حصلت هحاول اتخطى المشكلة أو الموقف عشان برضوا أقدر استفاد.”

 

“أحنا كده خلصنا الأسئلة العامة ودلوقتي هنبدأ في الجزء التيكنيكال ‘اسئلة حول التخصص’ “

“مع حضرتك يا فندم.”

استمرت المُقابلة لساعة إلا خمسة عشرة دقيقة تقريباً، لقد قام بسؤالها في كل حرفاً قد درسته في الصيدلة تقريباً، لم يُعلق بأي شيء في النهاية فقط اكتفى بشكرها وتمنى حظاً جيد لها.

بعد خروجها قابلتها الموظفة ذاتها التي ارشدتها في البداية وقالت:

“في خلال أسبوع إن شاء الله هنرد على كل المقبولين فحضرتك تقدري تتابعي معانا من خلال الإيميل، ودفع قيمة التدريب هيكون في أول يوم تدريب.”

“تمام، شكراً جداً لحضرتك.” اردفت أفنان بلطف قبل أن تتجه نحو المصعد وبمجرد وصولها إلى الطابق الأرضي وجدت حركة عشوائية في المكان لم تدري سببها، تجاهلت الأمر وتوجهت نحو الداخل بهرولة لا سبب لها هي فقط تُحب أن تسير بمعدل سريع، تصطدم بشخصاً ما بقوة لتُردف بغضب:

“ما تفتح يا أعمى!” لم ترى بمن اصطدمت فقط غادرت المكان وهي تُمسك كفتها بآلم لقد كاد أن يخلعه ذلك الشخص الأحمق!

طلبت سيارة أجرى لتُوصلها إلى خارج المنطقة الصناعية، أوصلتها السيارة إلى المدينة نفسها وفكرت أفنان في أن تجعل السيارة توصلها إلى المنزل لكن ذلك سيتطلب مبلغاً كبيراً ليس بحوزتها على الأغلب، بعد أن غادرت السيارة وقفت تبحث عن أي مواصلة قد توصلها إلى أقرب نقطة من منزلها لكن لم تجد.

“ألو.. أيه يا نوح أنت فين؟”

“كنت بخلص شغل في مصنع أدوية وأنتي؟ أنتي في الشارع؟ في صوت دوشة حواليكي.”

“اه أنا في الشارع.. في العبور ومش لاقيه حاجة اركبها.. ممكن تيجي تاخدني؟”

“تدفعي كام؟”

 

“هديلك تمن البنزين عالدزمة.”

“كفي نفسك يا ظريفة، ابعتلي اللوكيشن وهجيلك.”

بعد خمسة عشرة دقيقة كان نوح يقف أمامها بسيارته ذات الطرز المتوسط لكنها جيدة بالنسبة لشاب في مقتبل العمر.

“ساعة عشان تيجي؟ الشمس كلت دماغي.”

“بلاش لماضة وأركبي، فكراني الشوفير بتاعك يا ماما ولا ايه؟”

“ششش اسكت.. إلا قولي صحيح أنت جيت بسرعة كده ازاي؟”

“صباح الفل قولتلك أني كنت في مصنع، هو بعيد شوية عن هنا يعني بس تمام.”

“كنت بتعمل ايه في المصنع بقى؟” سألت بفضول ليرد عليها بسؤال ايضاً.

“وأنتي كنتي بتعملي ايه في زايد بقى؟”

“ملكش دعوة ومتقوليش أنتي كمان ملكيش دعوة.”

“طب ما هو أنتي ملكيش دعوة بجد.”

“بقولك أيه خلينا حبايب كده مع بعض بدل ما أكرسلك العربية، أمين؟”

“أيه ده هو أحنا كنا حبايب؟” لم تُجيبه وشعرت بوجنتها تشتعل حمرة، لم يكن هذا مقصدها من استخدام الجملة لكنه قام بقطع جزء محدد من حديثها.

“يا سلام.. عشت وشوفت أفنان بتتكسف!” ضربته بقوة في كتفه بواسطة حقيبتها ليُسبها قائلاً :

“بت أنتي مجنونة؟!! أنا بسوق هنعمل حادثة!”

“طب ركز في السواقة واسكت.” جلسوا في هدوء قليلاً قبل أن تقوم أفنان بتشغيل أغنية بصوت مرتفع نسبياً بينما تراقب الطريق من الشرفة.

“برضوا مش هتقوليلي كنتي بتعملي ايه؟”

“كنت بقدم على تدريب يا سيدي.”

“ايوا تدريب ايه يعني؟ وفين؟”

 

“هبقى أقولك لما الموضوع يكمل على خير، عشان أنا عارفة حظي الهباب لو حكيت لحد الموضوع هيبوظ.”

“ماشي ياختي.”

بعد مرور ساعة تقريباً توقفوا أمام منزلها.

“بما أنك كنت جدع معايا ووصلت فهتطلع تتغدى معانا كمكافئة ليك.”

“شكراً يا ستي ماما مستنياني عالغدا.”

“يا عم اطلع بقى بلاش رخامة وبعدين ديه ماما عاملة بامية وفراخ.”

“لا إذا كان في بامية يبقى هطلع طبعاً.”

بعد مرور أسبوع وصلت رسالة القبول إلى أفنان عبر البريد الإلكتروني وبعد الإحتفال الذي أقامته في حجرتها عادت الهواجس تُحيط بها مجدداً.. هل حقاً ستقوم بدفع الألف جنيهًا؟ أم ستتخلى عن تلك الفرصة في مقابل إصلاح سيارة والدها..

“مالك قلبتي وشك ليه؟ ده أنا جاية أقولك على خبر حلو.”

“خير إن شاء الله؟”

“أنا اتقبلت ك Hr في الشركة اللي قدمت فيها الإسبوع اللي فات!!!”

“بتهزري!!!!!” صرخت أفنان وهي تقفز وتضم شقيقتها.

“مبرووك!!”

“دلوقتي بقى يا ستي تقدري تروح التدريب بتاعك ومتشيليش هم الفلوس.” قبلت أفنان شقيقتها وهي تبتسم ابتسامة واسعة.. لقد تم حل نصف المشكلة، ستتكفل ميرام بمصاريفها الشخصية وسيقلل ذلك الحَمل من على كاهل والدهم ووالدتهم.

“هتدفعي الفلوس أمتى بقى؟”

“يوم الأحد إن شاء الله.. أول يوم في التدريب يعني.”

كانت تنتظر أفنان يوم الأحد على أحر من جمر وقد جلست طويلاً في حيرة من أمرها ماذا سترتدي في يومها الأول؟ وقد استقرت في النهاية على ثوب باللون الأرجواني الداكن مع بنطال باللون الأسود ووشاح باللون الأبيض.

استيقظت باكراً في ذلك اليوم بحماس شديد وكأنها طفلة في الثامنة من عمرها مُتحمسة للرحلة المدرسية! تناولت فطورها سريعاً ثم تأكدت أنها أخذت أغراضها كاملة وأن الألف جنيهًا في حقيبتها وأنها لم تنسى المعطف الطبي.

وصلت قبل موعدها بخمسة عشرة دقيقة، تجد موظفة الإستقبال اللطيفة ذاتها لتقترب منها وهي تقول :

“بعد إذنك أنا تبع التدريب.. ممكن أعرف المفروض أستنى فين دلوقتي؟”

“حضرتك هتدفعي فلوس التدريب هنا وتمضي قدام اسمك وبعدين هتطلعي الدور التاني وهتلاقي في طلبه منتظرين في قاعة.. أول باب على ايديك الشمال.”

“شكراً جداً.” نفذت ما قالته الموظفة وبالفعل وصلت للقاعة سريعاً، كانت مساحتها كبيرة ومُنظمة تحوي العديد من الكراسي والأجهزة، كانت مجهزة تماماً للتدريبات..

في الموعد المحدد كان العدد قد اكتمل تقريباً، مئة وخمسون متدرب ومتدربة يجلسون في القاعة.. كانت أفنان تجلس في الصف الثاني كي تسمع وترى بوضوح.

اقتحم القاعة رائحة عطر رجولي ثقيل ثم تبعها صوت خطوات تنتمي لصاحب العطر الذي يُسكر من يشمه.. يدخل هو بقامته الطويلة، يرتدي بذلة رسمية يكسوها السواد ما عدا قميص باللون الأبيض، يرتدي بطاقة تعريفية تحمل اسمه ووظيفته على الأغلب، خصلات شعره السوداء الناعمة مُرتبة بعناية مع ذقن فحمية اللون مُهذبه وزوج من الأعين التي يميل لونها إلى الأخضر.

 

“صباح الخير.. أعرفكوا بنفسي، أنا الدكتور رحيم حامد.. خريج كلية صيدلة وعملت ماچيستير وفي طريقي لتحضير الدكتوراه، أنا اللي هكون مسئول عن تدريبكوا هنا في الشركة مع مساعدة بسيطة من بعض الزملا.” ابتسم الجميع وهم يستمعون إليه بينما نظرت نحوه أفنان بتأمل وهي تشعر أنه يبدو مألوف قليلاً.

“دلوقتي أنا هنده على الأسامي عشان أشوف مين حضر ومين محضرش، and i’ll try my best ‘سأحاول جاهداً’ أني احفظ اساميكوا وشكلكوا.” بدأ في قول الأسامي والتي لم تكن مُرتبة حسب الترتيب الأبجدي بل كان ترتيباً عشوائياً لذا لم يكن اسم أفنان في بداية القائمة.

“أنغام أحمد؟”

“أنغام ايه؟! أفنان يا باشمهندس أفنان!” اردفت
بحنق وهي تستقيم بعصبية من مقعدها.

“خلاص ومالك فخورة أوي كده.. أتفضلي اقعدي.”

جلست وصمت هو لثوانٍ ثم اردف:

“ثانية واحدة.. باشمهندس مين؟ أنا دكتور!!!”

لم تُجيبه بل قلبت عيناها وجلست في مقعدها بينما صمت هو لثوانٍ وقد شعر أن نبرة الصوت وحدة الكلام تلك مألوفة.. لكن لا يذكر أين سمعها.

“طيب أول حاجة هنتكلم عليها النهاردة هي الأدوية المضادة للحساسية أو أدوية الجهاز التنفسي واللي هي اسمها Anti Histamine, respiratory .” بدأ في شرح المستوى النظري، كأشهر العائلات في هذا النوع، التركيبات التي يحويها.. طريقة التصنيع وما إلى ذلك.

“دلوقتي حضراتكوا هتتفضلوا برا في صورة مجموعات عشان تشوفوا جزء عملي على الكلام اللي احنا قولناه ده.” بدأ في قول الأسامي التي ستكون في المجموعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة وكانت أفنان في المجموعة الخامسة لذا هي كانت آخر من يُغادر القاعة تقريباً لكن أوقفها صوت ‘الدكتور’ رحيم.

“انا شوفتك فين قبل كده؟”

“وأنا اعرف منين يعني؟” اردفت بحنق دون أن تلتفت نحوه وأكملت طريقها نحو الباب لكن أوقفها صوته وهو يوبخها بنبرة لا تخلو من الصدمة مُردفًا:

“أنتي ازاي تكلميني بالإسلوب ده! ثانية ثانية.. أنا افتكرتك!”

“أنا عارفة الصوت ده..” همست لنفسها ثم إلتفت لتُقابله وقد وقعت عيناها على معصمة.. بل بشكل أدق ساعة يده!!

“مش انت الواد الخرع اللي اتثبت؟!”

اقترب نحوها بسرعه شديدة قيل أن يضع الملف على فمها لتصمت.

“ششش أخرسي خالص هتفضحيني! وايه خرع دي؟ إيه اللفظ السوقي ده!”

“أبعد يا عم أنتَ!” اردفت وهي تبتعد عنه، ليلحق بها ويقول:

“يا أنغام Please مش عايز فضايح في مكان شغلي!”

“لو قولتلي أنغام دي تاني هاكلك علقة!” قالت بغيظ شديد وهي تتوعد له بيدها.

“أنتي مجنونة يا بنتي؟! بتكلميني ازاي كده!” صاح بغضب ممتزج بالدهشة وهو يتحدث إليها لتُردف هي ببرود:

“بص أهو أنت اللي عامل دوشة وبتفضح نفسك أهو!”

“طب خلاص.. خلاص روحي شوفي مجموعتك راحت فين.” غادرت الحجرة سريعاً وهي تبحث عن المجموعة خاصتها ليقف هو لثوانٍ وقد ارتسمت إبتسامة جانبية على شفتيه.

لم تراه مجدداً ذلك اليوم فلقد كان مسئول عن تدريب المجموعة الثالثة، حاولت أن تُزيح أمر ذلك الأبله من رأسها وأن تصب تركيزها كاملاً على ما يتم شرحه وما تقوم بتجربته.

عادت أفنان إلى منزلها وهي تشعر بإرهاق شديد لقد كان يوماً طويلاً ومُرهق بالفعل، لكنه مازال اليوم الأول.. والتدريب سوف يكون ثلاثة أيام في الإسبوع ولمدة شهر تقريباً، لكن لحسن الحظ أنها لن تذهب في الغد.

“قوليلي عملتي ايه؟” سألت ميرال بحماس فور دخول أفنان إلى الحجرة.

“قوليلي أنتي عملتي أيه في شغلك النهاردة.”

“أنتي نسيتي يا أفنان ولا أيه؟ ما انا حكتلك في التليفون يا بنتي.”

“شكلي جالي الزهايمر بدري بدري.!” اردفت لتقهقه ميرال بسخرية، تُبدل أفنان ثيابها ثم تبدأ في سرد ما حدث لشقيقتها.

“حلو أوي الكلام ده، سيبك بقى من التدريب مقبلتيش حد حلو كده ولا كده؟” سألتها ميرال وهي تغمز بعينيها.

“تاني؟ قولتلك الحاجات دي مبتشغلنيش!”

“أومال أيه اللي بيشغلك؟ الكيمياء!”

 

“بصراحة اه.. شوفتي كنت هنسى احكيلك على حاجة مهمة جداً!”

“سمعيني يختي.”

“مش قابلته النهاردة..” همست أفنان، لتهمس شقيقتها تلقائياً بدون سبب قائلة :

“هو مين ده؟ نوح؟ “

“نوح ايه يا ستي لا..”

“أومال مين .. انجزي!” قالت شقيقتها بحماس مفرط.

“الواد ابو ساعة حلوة..”

“أبو ساعة حلوة؟!!!”

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (في حي الزمالك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *