روايات

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل السابع عشر 17 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل السابع عشر 17 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) البارت السابع عشر

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الجزء السابع عشر

براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)
براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الحلقة السابعة عشر

حبست أنفاسها بترقب ونبضات قلبها تتزايد بشكل سريع، ظل وجهه جامدًا، نظارته خالية من الحياة، تعبيرات وجهه غير مفهومة، حتى هو لا يفهم شيء سوى أن قلبه ينزف بقوة ولا أحد يرى ويشعر بذلك، أعترف بداخله أنه ذُهل حينما وجدها بجواره، لم يتوقع أن يراها مرة أخرى بعد حديثها القاسي معه، أخفض بصره ناحية كف يدها؛ ليتأكد بأنها بالفعل تمسكه، عاد ينظر إليها من جديد ليقول بهمسٍ ضعيف :
_ر.. روان!!..
وضعت يدها على صدرها الذي بدأ يعلو ويهبط كن كثرة التوتر والخوف الذي أعتراها، ردت عليه بإبتسامة مبهجة هاتفة بسرور :
_ط.. طائف!!.. إنت فاكرني صح؟؟!!.. إنت مفقدتش الذاكرة!!.. الحمدلله.. الحمدلله بجد.
لم يجيبها بل عاد إلى وجهه الجامد ونظراته الغير مفهومة، تساءلت بخوف الذي عاد إليها مجدداً :
_طائف، إنت مش بترد عليا ليه؟!!..
بلع “طائف” ريقه بتعب وهو غير قادر على الحديث معها، هبطت دموعها قائلة بصوتٍ مبحوح :
_لأ يا طائف، أرجوك رد عليا، متعملش فيا كده، متعذبنيش بسكوتك، رد عليا يا طائف.
خفق قلبه بقوة وأغمض عينيه للحظة واحدة قبل أن يرفع كف يده بضعف ليمسح دموعها بأنماله، ثم وضع كف يده خلف عنقها ليجذب رأسها إلى صدره، أنهمرت دموعها بغزارة وهي تشهق باكية بقوة على صدره حتى بللت دموعها ما كان يرتديه، شعر بنغزه في قلبه، على رغم من أنها جرحته بكلماتها القاسية إلا أنه رفض أن يبادلها ذات العذاب، سحب نفساً عميقاً ليحرره بعدها على مهل، ثم أغمض عينيه مستمتع بوجودها وبقربها الذي لا يمكن تعويضه ولو بـ مال العالم.
**************
وضع الخادم كأس من العصير البرتقال على الطاولة أمام “رأفت” ثم وضع كأسًا آخر من ذات المشروب لـ “منصور”، أخرج من جيبه علبة سجائره، أشعله واحدة بهدوء مريب، ثم نفث دخانها ببرود قاتل هاتفاً بنبرة باردة :
_زي ما سمعت يا رأفت، أبعد عن عز الدين السيوفي أحسنلك.
قال “رأفت” بتبرم :
_يعني خلاص، أسيب أنتقامي من الكلب ده، الراجل ده ضيعني!!.. هو إللي خلاني أبقى على الحديدة!!..
إبتسم “منصور” بخبث قائلاً :
_بقولك إيه يا رأفت، لو مبعدتش عنه هاتشوف الجحيم بجد من الـ Boss!!..
أسترخي في جلسته قائلًا بخبث أشد :
_وبعدين إحنا مش حارمين من سيادتك حاجة، الـBoss بعتلك خمسة مليون جنيه عشان العملية الجديدة، أظن إنت كل مرّة لما بتحاول تعمل العملية بتفشل لأنك لوحدك والفلوس إللي معاك كانت بتبقى قليلة، المرة دي غير.
نفخ “رأفت” بضجر قائلاً :
_أنا عاوز أتكلم مع الباشا الكبير ده، يعني أنا عمري ما شوفته ولا حتى سمعت صوته!!..
أشاح وجهه عنه قائلاً في حزم :
_الموضوع ده يُخص الباشا و..
لم يتم عبارته عندما أستمع إلى رنين هاتفه، أخرجه ثم أجاب عندما قرأ الأسم مردداً وهو يعتدل في جلسته سريعاً :
_أهلاً يا باشا.
أتاه صوت المتصل وهو يسأله بلهجة حادة، فـ وجه أنظاره ناحية “رأفت” الذي حدق فيه بفضول، رد عليه بجدية :
_ماتقلقش يا باشا أنا بلغته بأوامر حضرتك وهو هينفذها بالحرف.
صمت للحظات قبل أن يقول ببسمة واسعة :
_تمام يا باشا، مع ألف سلامة.
أغلق الهاتف ثم قال بصوتٍ حاد لـ “رأفت” :
_الباشا الكبير بيبلغك للمرة التالتة متقربش من عز الدين السيوفي وإلا مش هيحصلك طيب!!..
برقت عيناه في حنق ولكن أضطر الصمت، زفر زفيرًا حارًا وهو يتمنى ذلك اليوم الذي يرتاح فيه بعد أن يكون حقق أنتقامه، يود حقًا الإنتقام وبشراسة من الذئب “عز الدين السيوفي “.
**************
وقف ذلك الرجل أمام سور الشرفة منفثًا دخان سيجارته بشراهة، ضيق عينيه الامعة ببريق مخيف، تقوس فمه بإبتسامة شيطانية وهو يفكر ما ينوي فعله مع أهم أعدائه، قطب جبينه بقوة وأظلمت عيناه فجأة لظلام دامس يخلو من الحياة، ثم قال بنبرة تُشبه فحيح الأفاعي :
_أقسم بالله لأوريك يا إبن السيوفي، مبقاش طارق الصياد لو مخلصتش على أعز حاجة عندك.
**************
ألقى بسماعة هاتف راكضاً نحو الخارج بعد إبلاغ “إيهاب” له بإفاقة “طائف” ،ظلت الأسئلة التي يود أن يعلمها عالقة في ذهنه، أستقل سيارته ثم أدار المحرك ضاغطاً على دواسة الوقود، ليقود السيارة إلي المشفى.
أخفض بصره الحاد ناحية هاتفه الذي أصدر رنين عالي، ألتقطته ثم ضغط على زر الإيجاب بعد قرائته لأسم المتصل/ـة، حيث رد دون تردد وهو ينظر للمرآة الجانبية :
_أيوة يا حبيبتي.
تساءلت “ياسمين” بقلق :
_إيه يا عز؟؟.. هو إنت مش فالشركة!!..
هتف “عز الدين” نفياً قائلاً :
_لأ مش فالشركة، هو في حاجة ولا إيه؟؟..
أجابته بهدوء :
_أتصلت بيك من على التليفون الشركة ومفيش رد خالص، فـ قلقت عليك.
إبتسم مردداً :
_لأ بس أنا رايح المستشفى عشان طائف وروان.
نهضت من مكانها متسائلة بريبة :
_ليه مالهم؟؟.. إنت مش قولتلي أن روان بقت كويسة الحمدلله.
هتف بضيق :
_للأسف في حادثة تانية حصلت لطائف، الشخص ده إللي أنقذها ويبقى إبن رأفت.
هتفت بشئ لم يتوقعه :
_طب أنا جاية المستشفى.
قال “عز الدين” بإزدراء :
_نعم!!..
هتفت بإصرار :
_بقولك جاية المستشفى يا عز، عشان لازم أشوف روان.
هدر آمراً بصرامة :
_لأ يا ياسمين، مفيش الكلام ده.
هتفت بتحدٍ سافر :
_لأ يا عز الدين!!.. أنا لازم أطمن عليها وكمان هي ملهاش حد، ثانياً هي بنت محترمة ولازم أبقى معاها.
زادت نبرته صارمة قائلاً :
_أنا قولت لأ.
صمتت لبرهة قبل أن تقول :
_عشان خاطري يا عز وافق.
تنهد بحرارة ثم أجابها :
_عشان خاطرك بس، بس خلي السواق محمد يسوق مش إنتي.
قالت “ياسمين” في جدًّ :
_حاضر يا عز، يالا سلام.
أغلق الهاتف ثم وضع الهاتف بداخل جيب بنطاله، هو رأسه بضيق ثم فرك مؤخرة عنقه قائلاً :
_أنا غلط لما قولتلك على إللي حصل.
بعد دقائق، وصل إلى المشفى المتواجد بها إبن عدوه، دخل المشفى بخطوات ثابتة ثم سار ناحية المصعد الذي فتحه أحد العاملين بالمشفى ليدخل وهو يستعد لتلك المقابلة، أستجمع رابطة جأشه وهو يدلف للخارج، ليجد رفيقه ينتظره، سار إتجاهه وهو يقول بصوته الجاد :
_إيه الأخبار؟؟..
رد “إيهاب” وهو يومئ رأسه إيجابياً :
_كله تمام الحمدلله، حالته الصحية أستقرت، وكان في خوف من أحتمالية فقدانه الذاكرة بس ربنا سترها، وفي حاجة تانية الدكتور قالها وهو أنه شايف أن طائف حالته النفسية سيئة جداً، وروان أعدة جوا معاه، بس هو ماتكلمش خالص حتى معاها من ساعة ما فاق، كل إللي قاله أنه عاوز يشوفك، غير كده مش راضي يرد على حد.
هز رأسه بحيرة عاجزاً عن تخمين ما يفكر فيه “طائف”، أشار بإصبعيه آمراً إياه قائلاً :
_طب أدخل الأوضة وخلي روان تطلع، ومتسبهاش، أنا عايز أتكلم معاه، أنا وهو وبس!!..
أومأ برأسه ثم تحرك ليدخل الغرفة، بعد دقيقة.. خرج وبرفقته “روان”، تمعن “عز الدين” وجهها ليجده عابسًا ومتهجماً، رمقها بنظرةً أخيرة قبل أن يتحرك للداخل، فتح الباب بهدوء، فأعتدل الأخير في جلسته على الفور، سار في أتجاه المقعد القريب من فراش “طائف”، جلس عليه ثم وضع ساقه فوق الأخرى مردداً :
_حمدلله على سلامتك.
رد عليه بإقتضاب :
_الله يسلمك.
رفع عينيه ناحيته قائلاً :
_أولاً شكراً على إنقاذك ليا، ثانياً أنا المرة دي حابب أعرف حقيقة أبويا.
قال “عز الدين” ساخراً :
_صعب، صعب ياإبن الحديدي، لأنك بكل بساطة مش هتصدق.
هز رأسه نفياً هاتفاً :
_لأ هصدق.
أسترخي أكثر في جلسته وهو يهتف بحدة :
_يعني هتصدق لو قولتلك أن أبوك تاجر مخدرات!!..
قهقه “طائف” بصوت مخيف ثم قال :
_طب تعرف أني أكتشفت أن أبويا قتال قتلة.
صمت” عز الدين” يتفرس ملامحه بينما قال ساخراً :
_تفتكر أنا وصلت للحالة دي ليه؟!!.. لأني مش مصدق إللي عرفته!!.. مش مصدق كل ده.
صمت للحظات قبل أن يقول بمرار :
_أكيد إنت أتجرحت قبل كده، بس أصعب جرح وإللي عمره ما بيكون في أي دوا، هو إنك تجرح من أهلك.
زادت ظُلمة عيني” عز الدين” حينما تذكر والدته الخائنة وإهمال والده له من أجل عمله، تابع “طائف” بعد أن جعل نبرته جادة :
_أنا مش جايبك عشان تسمع قصتي، أنا طلبت أنك تشوفني عشان أعتذر على كل لحظة أسأت سوء الظن فيك، أعتذر عن نيتي الوحشة وكرهي ليك فالأول، كنت فاكرك ظالم، لكن الظالم طلع أبويا للأسف.
أغمض عينيه بألم كبير وهو ينطق بتلك الكلمة، وثب “عز الدين” واقفاً قائلاً بقوة :
_أنا عمري ما بسامح أي حد أذاني!!..
تعمد الصمت قبل أن يقول وهو يحدجه بجمود :
_إنت أول شخص هقدر أسامحه مع الوقت.
**************
أنطلقت السيارة التي بداخلها “ياسمين” إلى المشفى، تأكدت من شكلها الجديد وهيئتها، خاصةً بعد إرتدائها الحجاب، بدت أجمل بكثير عن ذي قبل، تنفست بإرتياح وعلى وجهها إبتسامة مليئة بالسرور، بينما السائق لم يتحدث منذ أن بدأ بالقيادة، ولكن هتف فجأة لـ سيدته قائلاً في شئ من القلق :
_ياسمين هانم.
أجابته بتعجب :
_نعم؟!..
هتف بخوف :
_في عربيتين ماشيين ورانا من ساعة ما خرجنا!!..
ألتفتت برأسها للخلف لتستشعر ما يشعر به السائق، هتفت بقلق وبدون تفكير :
_أنا هتصل بـ عز دلوقتي يتصرف فالكارثة دي!!..
أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وهي تقول بخوف :
_المشكلة أن الطريق شبه فاضي، الساعة دلوقتي عشرة الصبح.
ضغطت على أسم زوجها بلهفة ثم وضعت على أذنها منتظرة الرد بفارغ الصبر، أتاها الرد بعد ثوانٍ لتقول برعب :
_آلو.. عز!!.. ألحقني يا عز، في عربيتين ماشيين ورانا من الصبح وشكلهم ميطمنش!!..
قال بقلق حاد :
_يعني إيه؟؟.. ط.. طب إنتي فين دلوقتي بظبط؟؟..
أجابت بخوف :
_إحنا قدام المحل الـ.. في شارع رقم…، إحنا دخلنا الشارع ده لأنه طريق مختصر فالمكان شبه فاضي.
بلعت ريقه بصعوبة قبل أن تقول برجاء :
_أرجوك تعالى يا عز، تعالى أنا مرعوبة أوي جداً، وشكلهم يخوف و…
لم تتم عبارتها حيث جحظت عيناها وهي تجد إحدى سيارتين تسد طريق سيارتها، هوى قلبها في قدميها ثم صرخت بهلع منادية على أسمه بقــوة عظيمـــة :
_ألحقنــــــي يــــا عـــــــــز!!..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *