روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت الحادي والثلاثون

رواية الشيطان شاهين الجزء الحادي والثلاثون

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة الحادية والثلاثون

دلف شاهين إلى الفيلا….. إتعترضه فتحية
كعادتها ليمد لها معطفه و حقيبته…
أكمل طريقه نحو المكتب و هو يسألها :”الهانم فين؟؟؟؟+
فتحية بطاعة :” كاميليا هانم كانت بتلعب
مع البيه الصغير و بعدين أخذته على اوضته..
أشار لها بالانصراف ثم توجه إلى باب المكتب
الذي وجده مفتوحا….توقف في المدخل ليسمع همهماتكاميليا :”فادي بليز تعالي خلينا نطلع من هنا….
بابا زمانه جاي و لو شافنا هنا حينفخنا ….. لالا
متلمسش دي…. لااااااا….
سمع أصوات صراخها تلاه أصوات تحطيم….ليدخل
بسرعة و على وجهه علامات القلق… وجد كاميليا تجلس على الأرض تتفحص حاسوبه المحمول
الذي يبدو و أنه قد تحطم تماما بملامح موشكة
على البكاء….
حرك نظره لفادي الذي كان يقف فوق كرسي
المكتب و يطالعها بنظرات بريئة حائرة….
زفر بإرتياح عندما وجدهما سليمين قبل أن
يتقدم بخطوات بطيئة نحو زوجته التي لا تزال
تجلس على ركبتيها تلملم أجزاء الحاسوب المحطم.
إبتلعت المسكينة ريقها بصعوبة و دقات قلبها
تتسارع بسرعة جنونية و هي تتابع حذائه الامع
يتحرك نحوها… رفعت رأسها إليه لتجده يحدق
فيها بنظرات غامضة.
نزل الصغير من فوق الكرسي صارخا بفرح :”بابي
جا….i miss you1
حمله شاهين بين ذراعيه و قبله قبلة كبيرة
على وجنته البيضاء المكتنزة قبل أن يجيبه
بصوت مرح :” و إنت كمان واحشني يا بطل…إحكيلي عملت إيه مع مامي النهاردة؟؟؟
سار نحو الاريكة و هو يحتفظ به بين ذراعيه
ليجلس و يجلسه فوق ساقيه و هو يقبله عدة
قبلات أخرى ليتعلق فادي برقبته قائلا بحماس
:” مامي علمتني الرسمة الجديدة…. عربية حمراء
حلوة جدا يا بابي….والعجلة لونها ابيض،بابي انا
عاوز ابقى مهندس لما اكبر زي مامي….
إنخطف لون تلك التي مازالت جالسة على
الأرض تنتظر مصيرها عندما رفع عينيه نحوها
ليشير لها باصبعه لتتقدم نحوه…
تذكرت قبل أسابيع قليلة كيف كان يعاملها باحتقار
و يعاقبها لأتفه الأسباب… نفس المكان و نفس الجلسة و نفس النظرات كل شيئ و كأنه يعاد
من جديد…
شعرت بخوف شديد لدرجة أنها فقدت التحكم
بارتجاف جسدها لتتقدم نحوه بخطوات مترددة.
وضع شاهين صغيره على الأرض و هو يقول له :”حبيبي إطلع دلوقتي على أوضتك و انا بعد شوية حلحقك علشان توريني الرسمة….
تأفف فادي بتذمر و هو يلوي شفتيه الحمراوتين
قائلا باعتراض:” و هديتي فين؟؟؟؟
قرص شاهين وجنته بخفة ثم إنتقل إلى خصلات شعره القصيرة ليبعثرها باستمتاع و هو يتفرس
ملامح وجهه الحانقة قبل أن يرجع ظهره
ليجلس بارتياح على الاريكة قائلا بنبرة ضاحكا
:” فكر إنت عاوز إيه و انا تحت امرك يا فادي بيه “.تهللت أسارير الصبي فرحا و هو يومئ لوالده
بالايجاب قبل أن ينطلق خارج المكتب راكضا
بحماس……+
توقفت كاميليا عن السير أمامه مباشرة و هي
تتابع بعينيها خروج الصغير تحسده في سرها
على نجاته…
:”أقعدي…. “.
سارت خطوتين إلى الأمام تتجاوزه لتجلس
بجانبه على الاريكة مصممة عدم الخضوع له مرة أخرى حتى لوقتلها فلن تجلس على الأرض عند قدميه كالجواري كما في السابق لن تعود إلى الذل من الجديد بعد أن تمكنت
من إسترجاع بعض من كرامتها طوال الاسبوع الماضى… تراكمت الدموع داخل
مقلتيها الفاتنتين إستعدادا للنزول في أول
فرصة…جذبها نحوه ليجلسها على ساقيه كما فعل
مع فادي منذ قليل ليقطع حبل أفكارها و إفتراصاتها
الوهمية قائلا :”رايحة فين؟؟
تنحنحت قليلا لتتمكن من التحدث بصوت طبيعي
:” كنت رايحة اقعد “.
همهم شاهين و هو يداعب عنقها بشفتيه قبل أن يسترسل باستمتاع :” تؤ تقعدي في حضني هنا….مكانك الطبيعي “.6
أومأت له بطاعة و قد نسيت جميع وعودها التي
كانت تتلوها على نفسها منذ قليل.. أنفاسه الساخنة
على رقبتها و عنقها ارسلت دفئا غريبا على جسدها
لترتخي دون مقاومة بين يديه، شعرت بابتسامته لكنها لم تهتم فجميع حواسها متخدرة الان و لا ترغب في فعل شيئ سوي المكوث للأبد بين
أحضانه لم تكن تشعر بنفسها و هي تشتم رائحته بنهم غريب كقط أليف يشتم رائحة سمك مشوي
من مسافة بعيدة….
قهقه شاهين باستمتاع و هو يستمع إلى صوتها الناعم :”ريحتك حلوة اوي… غيرت إمتى البرفيوم
بتاعك….”.
حاول إبعادها عنه قليلا لكنها تمسكت بعنقه رافضة
ليستسلم مرحبا فهو بدوره كان يبحث عن
أي فرصة تقربه منها…
أجابها من بين ضحكاته :” بتعملي إيه يا مجنونة…. كل داه عشان تفلتي من العقاب”.
كاميليا بهمهمة و هي لاتزال تستنشق رائحته
بقوة :” عقاب إيه؟؟ مش تقلي السبب الأول”.
شاهين بعد أن إنتهى من ضحكه :” مقلتيليش كنتي بتعملي إيه في المكتب؟؟
إبتعدت عنه قليلا لتدير نظرها في أرجاء المكتب و هي تقول بتفسير :”أنا كنت بدرس فادي فوق في
أوضته و هو من الصبح عمال بيسألني عنك
و مستنيك عشان تيجي و انا كنت كل شوية بديه
حجة عشان ينسى بس هو كان مصمم… و بعدين
فجأة نزل جري من فوق و دخل هنا للمكتب
عشان كان مفتكر إنك روحت و إن إنت هنا
و مش عاوز تروحله و بعدين هو مسك الابتوب
و كان عاوز يفتحه بس للاسف الاب طار من إيده
ووقع على الأرض….
حكت له ما حصل و هي تحرك أصابعها بطريقة
لطيفة جلبت إنتباه شاهين الذي إبتسم بخفة عندما سمع آخر ما تفوهت به ليردد كلماتها و قد إرتسمت
على وجهه علامات التسلية :”يعني الابتوب بتاعي
بقى بيطير و يقع على الأرض… بيتعلم الطيران
داه و إلا إيه؟؟ او يمكن لما مسكه فادي هرب منه؟؟إتسعت عينا كاميليا بدهشة قبل أن تجيبه :” لا هو بس وقع من إيدين فادي و… إتكسر “.+
لثم عنقها مطولا قبل أن يجيبها ببرود عكس
نيرانه الثائرة بداخله…
يبذل مجهودا كبيرا حتى لا ينقض عليها و يشبع رغبات قلبه و جسده الذي يطالب بها في كل لحظة لكنه يسيطر على نفسه و يكبح جماح رغباته المتفجرة حتى لا يخيفها منه كما كان يفعل في أيام زفافه الأولى…هذه المرة يريد قلبها و جسدها، يريد
حبها و حنانها….
:”إنت عارفة إن اللابتوب اللي إتكسر داه عليه شغلي
كله…كل الصفقات و الملفات المهمة بتاعتي
موجودة عليه….
شهقت كاميليا بذعر قائلة باعتذار :” طيب و حتعمل إيه دلوقتي… اكيد.. اكيد واحد ثاني إحتياط “.
أومأ لها بنفي و هو يلتهم ملامح وجهها الفاتنة
التي تحولت للذعر و الخوف… هذه الطفلة الصغيرة
تمكنت منه اخيرا و جعلته عاشقا حد النخاع
في كل تفاصيلها…. كلامها صوتها شعرها شفتيها
التي تتراقص بكل كلمة تنطقها.. ضحكاتها
خوفها ،جزعها…..
زفر بيأس من حاله و هو يلعن قلبه الذي
وقع ثانية في حب إمرأة…
:”إفتحي الدرج اللي هناك داه حتلاقي فيه المحاظرات بتاعتك كلها خذيها و إطلعي
فوق عشان تذاكري شوية و انا حروج اشوف
فادي”.
تحدث بنبرة باردة قبل أن يستند على الاريكة
و يمسح وجهه بغضب مخفي….
قفزت كاميليا من مكانها لتتجه نحو الدرج الذي
أشار لها عليه لتأخذ اول ملف يقابلها و تغادر و هي
تسترق النظر إليه لتجده كماهو لم يتحرك من مكانه….
………………………
في شقة أيهم…..
سار بخطوات متثاقلة ليفتح الباب و هو يشتم
في سره هذا الطارق المزعج الذي قطع عليه
خلوته بنفسه….
تأفف بصوت عال عندما وجد أمامه هند
:”عاوزة إيه إنت كمان”.
تجاوزته لتدخل الشقة و هي تتمايل بدلع
ليلوي أيهم فمه بتهكم و هو مازال يقف بحانب
الباب يراقب حركاتها المبتذلة اللتي مل منها….
:” مش بتجاوب على تليفوناتي قلت آجي
أشوفك مالك…قلقت عليك بصراحة و خصوصا
إن بكرة لازم نسافر ألمانيا عشان المؤتمر “.
أنهت كلامها و هي تستدير نحوه لتهز حاحبيها
بحيرة عندما وجدته مازال واقفا بحانب الباب و كأنه
ينتظر خروجها…
أجابها بلامبالاة وهو يمسك نفسه عن رميها
خارجا :” المؤتمر إتأجل و انا دلوقتي مش
فاضيلك حبقى أكلمك لما أعوزك… “.
إحمر وجهها بغضب شديد جراء إهانته لكنها
تمالكت نفسها لتقول :”قصدك إيه؟
أيهم بتأفف:” اوووف بقلك إيه يا هند بلاش
الحركات دي عشان ملتكلش معايا انا و إنت
عارفين الحكاية من الاول… يومين حلوين و قضيناهم مع بعض و أظن إنت وصلك حقك
بالكامل و فوقيه بوسة كمان… يعني شغل
واحشتني و تنطيط لهنا كل مرة مش عاوز مفهوم….و دلوقتي إتفضلي من غير مطرود
و انا لما أفضى حبقى أكلمك “.تسمرت هند مكانها بصدمة من وقاحته التي لم تكن
تتوقعها ابدا…ضيقت عينيها بغضب برعت في إخفائه في محاولة اخيرة منها لكسب وده لتهتف
بهدوء:” إنت ليه بتتكلم معايا كده…. انا بس كنت
عاوزة أطمن عليك مش أكثر…
أجابها الاخر ببرود و هو ينتظر بفارغ الصبر
إختفائها من أمامه :” أنا كويس متقلقيش عليا.. شوية
مشاكل شخصية و ححلها قريب إنشاء الله “.
تقدمت نحوه بعد أن رسمت إبتسامة خبيثة
على ثغرها المطلي بلون نبيذي فاقع :”وحشتني…
وضعت يدها على كتفه و قد تنظر له بإغراء
ليبتسم لها أيهم إبتسامة صفراء و هو يزيل يدها
عنه قائلا بجفاء :” مدام هند مفيش داعي للحركات
دي و أنصحك تدوري على واحد غيري…. “.
توسعت عيناها بصدمة قبل أن تجيبه :” إنت بتقول إيه؟؟؟؟ مش فاهمة قصدك “.
أغمض أيهم عيناه برهة من الزمن قبل أن يمسح وجهه بعنف دلالة عن نفاذ صبره قبل أن يقول
بهمس غاضب :”بقلك إيه أنا مش فاضي لحركات النسوان دي… ورقة فصلك حتلاقيها عند دكتور أنور في المستشفى …..و إحمدي ربك إني مش فاضيلك
دلوقتي بس إستني عليا لما أخلص من مشاكلي
و الله لندمك على اللحظة اللي فكرتي فيها تلعبي
مع أيهم البحيري… الظاهر إنك متعرفينيش كويس
صدقيني حخليكي تتمنى الموت و متلاقيهوش فاكراني أهبل و إلا نايم على وذاني و مش عارف
عمايلك السوداء …
تراجعت هند بخطواتها إلى الوراء و هي تحدق
بهذا الايهم الذي تحول في لحظات إلى وحش
كاسر مستعد للفتك بها في أي لحظة…
إنتفضت بخوف بسبب صراخه في آخر كلامه
ليقبض هو على ذراعها بقسوة و يجرها عدة
خطوات قبل أن يطردها خارج الشقة و هو
يشتمها بعدة شتائم بشعة تليق بمستواها….
أغلق الباب بقوة و هو يتنفس بقوة جراء إنفعاله
ثم إتجه بسرعة ليجلس على الاريكة و يجذب
هاتفه و يعبث بأزراره قليلا قبل أن يضعه على أذنه منتظرا إجابة الطرف الآخر..
حرك ساقه بتوتر عدة مرات قبل أن يأتيه صوت ليليان المتعب…..
ليليان :”الو.. مين معايا؟؟؟
أيهم بصوت غاضب :” متقفليش انا أيهم عاوز أتكلم
معاكي شوية “.
ليليان بصوت مرتجف :” عاوز إيه؟؟ لو عندك كلام
قوله لعمي “.
صاح أيهم بصوت غاضب حد الجحيم و هو يركل كرسي الاريكة بقوة :” و الله يا ليليان لو قفلتي السكة في وشي لكون جايلك دلوقتي و جارك
من شعرك لحد هنا… كلمتين عاوز أقلهملك
تحطيهم حلقة في وذانك طلاق مش حطلقك
و لو إنطبقت السما على الأرض و متفتكريش إن
عشان بابا مساندك حتسوقي فيها و تعملي اللي
إنت عاوزاه…
ليليان ببكاء:”إنت عاوز مني إيه حرام عليك.. مش
مش كفاية إللي إنت عملته فيا..
أيهم و هو يزفر بغضب :” عاوزك تهدي و تعقلي
و تفكري كويس…أكيد مش عاوزة تخربي
بيتك بإيدك… كانت غلطة و راحت لحالها و أكيد
مش حكررها ثاني…قاطعته ليليان و قد تحولت نبرة صوتها إلى
غضب مماثل :” أنا عمري ما شفت إنسان بجح
ووقح زيك انا مش عاوزاك إفهم… بكرهك
و مستعدة
أموت و لا أرجعلك إنت كرهتني في نفسي
و في عيشتي و كل حاجة في الحياة بقيت
شايفاهاسودا من وراك…. مش حرجعلك يا أيهم حقتل
نفسي عشان اريحك مني و أرتاح…+
صرخ أيهم في الجهة الأخرى من الهاتف قائلا بهستيريا :”إخرسي… بقلك إخرسي مفيش حاجة حتفرقنا انا و إنت
حتفضل مع بعض مهما حصل بينا.. عشان إنت بتاعتي… لعبتي الصغيرة، ملكي أنا لوحدي و
لا بابا و لا محمد و لا رئيس الجمهورية ذات
نفسه حيقدر يمنعك مني….
صمت قليلا ليأخذ نفسه وهو يستمع لصوت
شهقاتها التي كانت تكتمها بيديها لتكتسي نبرته
بعض اللين :”ليليان انا أيهم… إبن عمك، انا اللي
إهتميت بيكي زمان لما كان بابا مشغول في
شغله انا اللي كنت بذاكرلك و انا اللي كنت
بهتم بلبسك و خروجك و بختار الناس
اللي بترافقيهم…. وانا اللي بهتم بكل حاجة تخص
دراستك انا اللي إخترت إنك تدرسي طب زيي
عشان كنت عاوز تكوني perfect في كل
حاجة.. كنت عاوز أتباهى بيكي قدام الناس بس
إنت اللي كنتي بتكرهيني من اول يوم دخلتي
فيه بيتنا و كرهك داه كان بيكبر جواكي يوم
بعد يوم انا كنت بعايرك و بسمعك كلام وحش
و بأذيكي عشان إنت عنيدة جدا و انا عمري ما خسرت تحدي في حياتي و إنت كنتي بمثابة أعظم تحدي ليا و كان لازم أفوز بيه…. كنت عاوزك
تكوني ليا بأي ثمن…و بعد ما وصلتلك مستحيل
أفرط فيكي لآخر نفس فيا…سميه زي ما تسميه
جنون، هبل، حب تملك أيا كان….بس لازم
تعرفي حاجة واحدة إنت إتخلقتي عشاني…. انا صحيح عملت حاجات وحشة اوي ما تغتفرش…
أنا…….. انا خنتك بس
توقف قليلا و هو يستمع لصوت بكائها العالي
الممزوج بشهقاتها ليكمل هو بسرعة :” إنت السبب
خليتيني احس النقص و افقد الثقة في نفسي… كل ما قرب منك بشوف نظرات القرف و الاشمئزاز
كإني مريض و خايفة تتعدي مني.. كل حركة
بتعمليهاكل كلمة بحس…. بتحسسيني فيها إني مغصوب عليكي…برودك وجفائك معايا حتى لما بتكوني في حضني بتكوني بتعدي الدقائق و الثواني عشان نخلص تقومي تجري على الحمام
تستحمي و ترجعي السرير تديني ظهرك….
اللي يشوفنا مع بعض يقول عندنا عشرين سنة متجوزين و إحنا مخلصناش شهرين…
صاحت ليليان ببكاء :”كفاية خلاص.. كفاية مش عاوزة اسمع صوتك إنت بقيت دلوقتي ضحية
و مظلوم و انا الظالمة…. طب خلاص انا الوحشة
و الحقيرة و إنت الملاك البريئ….طلقني يا أيهم طلقني عشان مهما قلت و مهما عملت مفيش
حاجة حتبررلك اللي إنت عملته فيا… مش كنت
عاوز تكسرني برافوا عاوزة اهنيك من كل قلبي
عشان إنت مش كسرتني بس إنت قتلتني…
أغلقت سماعة الهاتف في وجهه ليصرخ أيهم بجنون
ويبدأ في تكسير كل شيئ تقابله عيناه في الغرفة حتى أصبحت بعد دقائق معدودة كومة من الخردة
لا تصلح لشيئ.
…………………………
في فيلا الألفي+
ركض شاهين بخطوات مسرعة خارج المكتب
بعد أن أخبرته فتحية بسقوط كاميليا مغمى عليها
أمام الدرج…
حملها بين ذراعيه بلهفة صاعدا بها إلى غرفته
ليضعها برفق على السرير ثم إلتفت إلى فتحية
التي كانت تقف بجانبه و على وجهها علامات القلق11
شاهين بصراخ :”حصلها إيه إنطقي… دي لسه خارجة
من عندي كويسة”.
فتحية بخوف ممزوج بالقلق :” و الله مش عارفة يا بيه انا شفتها كانت بتمشي عادي و ماسكة في إيديها
أوراق و بتقلب فيها و فجأة وقفت و مسكت دماغها شوية وبعدها وقعت على الأرض و انا جيت و قلتلك و سبت ثريا هانم و زينب جنبها زي ما إنت شفتهم…
شاهين بصراخ وهو يتفحص كاميليا بحذر :”خلاص كفاية… هاتي أي برفيوم من التسريحة”.
أسرعت فتحية لتعطيه زجاجة العطر ليأخذها
منها بسرعة و يرش القليل على كفه ثم يقربه من
وجه كاميليا التي بدأت ملامحها تتجعد بانزعاج
و تبدأ في الاستيقاظ تدريجيا…
زفر شاهين بارتياح قبل أن يأمر فتحية قائلا :”إنزلي
تحت و طمني ماما زمانها قلقانة قرليليها إنها كويسة
و انا حطلب دكتور ييجي فورا….
حركت الأخرى رأسها بطاعة و هي تتفحص كاميليا
بنطرها من حين إلى آخر قبل أن تغادر الجناح و
تغلق الباب وراءها بلطف..
تمتم شاهين بغضب عندما وجد هاتف أيهم مشغولا :” بيكلم مين الغبي داه…”.
رمى الهاتف من يده ثم إقترب ليجلس على حافة
السرير بجانبها ثم أخذ يدها برفق بين يديه ليمسد
عليها بحنان هاتفا بقلق :”حاسة بإيه دلوقتي….
كاميليا هي تحرك رأسها بوهن :” أنا حصلي إيه؟؟
دماغي وجعاني “.2
مد يده الأخرى ليضعها فوق جبينها يتحسس حرارتها
ليجدها معتدلة ليقول :” أغمى عليكي تحت من شوية و جبتك هنا…. الحمد لله إنك ما طلعتيش الدرج و إلا كنتي تأذيتي…..
أومأت له بضعف و هي تحاول التجلس في
مكانها لكن شاهين أوقفها قائلا :” خليكي مرتاحة
أنا حطلبلك دكتورة عشان تيجي تفحصك “.
تاوهت كاميليا بصوت خافت و هي تجيبه :” مفيش
داعي انا كويسة…حرتاح شوية و بعدين اقوم….
قاطعها شاهين و هو يحضر هاتفه مرة أخرى
ليهاتف أيهم الذي أجابه هذه المرة بنبرة مختصرة :” أنا مش فاضي دلوقتي…..
شاهين بمقاطعة :” عاوزك تبعثلي دكتورة ضروري للبيت….
ايهم بقلق :” دكتورة ليه ؟؟ طنط ثريا كويسة؟
شاهين و هو يتفرس ملامح زوجته المتعبة
ووجها المصفر :” ماما كويسة متقلقش… مراتي تعبانة و أغمى عليها من شوية….أيهم بلامبالاة :” متخافش تلاقيها حامل….. طيب انا حبعثلك
دكتورة نساء إسمها صفاء يلا إقفل”.
بهت شاهين من كلامه لكنه تمالك نفسه بصعوبة
ليرمي الجهاز من يديه و يحول نظره إلى كاميليا
التي كانت تحاول فتح عينيها بصعوبة….
شبه إبتسامة ظهرت على طرف شفتيه و هو
يتخيل نفسه يصبح ابا مرة أخرى.. حرك رأسه
ليطرد تخيلاته الجميلة مأجلا إياها لحين يتأكد
ثم إنحنى ليقبل يدها قبلة رقيقة متمتما بحنان :”متقلقيش الدكتورة زمانها جاية وحتطمنا
عليكي”.
بعد نصف ساعة أنهت الطبيبة فحصها ثم خرجت من الغرفة حيث يقف شاهين مستندا على الحائط بجانب الباب منتظرا خروجها….
إستقام بسرعة ليسالها وعلى وجهه علامات
القلق و الحيرة: طمنيني هي عاملة إيه “.
إبتسمت له الطبيبة بتوتر قبل أن تجيبه:” المدام حامل… ألف مبروك بس لازم حضرتك تجيبها
المستشفى عشان نطمن عليها أكثر “.
تمالك شاهين نفسه بصعوبة قبل أن يصرخ
مناديا على زينب التي ظهرت من العدم مترقبة
أوامره…أخرج رزمة كبيرة من النقود ليضعها في يد
الطبيبة التي إتسعت عيناها بذهول ليبعدها من
أمامه بعدم مبالاة آمرا زينب :” وصليها للباب…..
دلف بسرعة إلى الغرفة ليجد كاميليا في حالة
غريبة……كانت تنظر أمامها إلى نقطة وهمية و ملامحها جامدة لا يظهر عليها اية تعابير حولت نظرها نحوه فجأة ليشاهد بوضوح سقوط الدموع من عينيها الزرقاوتين لتهتف بصوت ضعيف مبحوح
:” أنا مش عايزاه… مش عايزة البيبي داه… مش
عايزة اي حاجة تربطني أو تفكرني بيك”.
لم يدري شاهين ما أصابه بعد إن إستمع
إلى كلماتها التي أقل ما يقال عنها مؤلمة
و قد إصابته في صميم قلبه…أحس و كأنها
قد أمسكت بسكين حاد و طعنته به….كلماتها
القاسية أماتت فرحته بهذا الصغير الذي ظهر
في الوقت المناسب ليبث الأمل و الاصرار بداخله
حتى يستعيدها من جديد….
تقدم ببطئ نحوها راسما على وجهه ملامح الجمود
جلس على الكرسي بجانب السرير و إنحنى بجسده
إلى الأمام قليلا بحركته المعتادة ليتكئ بمرفقيه
على فخذيه و يشابك كفيه معا تحت ذقنه لينظر إليها
برهة من الزمن قبل أن يتنحنح قليلا لينظف حلقه
من تلك الغصة التي لازمته منذ سماعه لكلماتها اللاذعة ليقول بصوت حذر :”مش فاهم قصدك إيه؟
عاوزة تموتي إبني؟؟؟
سألها باستنكار و هو يحاول توظيف مهارته في
التلاعب بالكلمات كآخر محاولة لاستعطافها
لتغيير رأيها بطريقة خفية…
إلتفتت نحوه و هي تمرر كفها على وجنتيها لتمسح
دموعها المنهمرة بغزارة قبل أن تتحدث بصعوبة :” إنت قلتلي إنك لما حتزهق مني حتطلقني…و انا مش حقدر أتحمل مسؤولية طفل معايا و انا
مطلقة و كمان مقدرش أسيب إبني مع…مرات أب
زي فادي…يمكن فادي محظوظ عشان أنا بحبه
و بحاول أعامله كويس زي ما يكون إبني بس…
بس انا مظمنش إن مراتك اللي إنت حتتجوزها
بعدين تعاملهم كويس….و بعدين حضرتك عارف
إن الطفل داه كان غلطة و إنت أكيد مش
عاوز طفل من واحدة زيي خدامة….قاطعها شاهين و هو يمسح وجهه بعنف محاولا
التحلي بهدوءه المزيف الذي يخفي وراءه بركانا
من الغضب العارم :”خلصتي تخاريفك اللي
مش عارف جايباها منين؟؟ طلاق و مرات أب و
اتجوز ثاني…. إنت بتقولي إيه… إنت واعية بنفسك
بتقولي إيه و إلا هرمونات الحمل إشتغلت
بدري؟؟؟ أنا بقالي فترة بحاول أراضيكي
بأي طريقة و بحاول أنسيكي اللي حصل و أبدأ
معاكي صفحة جديدة كزوجين طبيعيين بيحبوا
بعض او على الاقل حب من طرف واحد…
امسك يدها بين يديه و هو يتابع ناظرا في
عمق عيناها :” كاميليا أنا بحبك…بحبك أوي و مش متخيل نفسي مع واحدة ثانية غيرك بحبك لدرجة إني كل يوم بلوم حظي إني مقابلتكيش من زمان عشان يمكن كانت حياتنا حتبقى أحسن و أجمل
بكثير…. كنتي حتشوفيني على حقيقتي قبل
ما إتقلب لشيطان قاسي مش بيرحم حد…. انا عمري
ماندمت إني اذيت حد إلا إنت و الحمد لله انا فقت
و أديني بحاول على قد ما أقدر أقرب منك
و أرجعك لحظني من ثاني و يمكن البيبي داه
إشارة كويسة عشان يبينلك حسن نيتي..
سحبت كاميليا يدها من بين يديه بعنف قائلة :”
مستحيل اصدقك…. الحاجات دي بتحصل بس
في الأفلام و المسلسلات تقدر تقلي إيه
اللي حيخلي واحد زيك يحب واحدة فقيرة
زيي باعت نفسها عشان الفلوس…إنت حتزهق
مني و تتخلص مني زي ما عملت مع مراتك
الاولانية… هي ماخانتكش إنت اللي إنسان وحش
لما زهقت منها رميتها و حرمتها من إبنها… حرام
عليك إبعد عني و سيبني في حالي إنت أذيتني
مين غير سبب و…..
شاهين بحذر :”أنا بعثت فتحية عشان تقلك كده
عشان كنت عاوز اتأكد من إنك مش زيها…
كاميليا بسخرية :” و إتاكدت حضرتك… تأكدت إني
مش طماعة وخاينة…..
صمتت قليلا و هي تأخذ نفسا طويلا قبل أن
تهتف بتصميم :”مفيش داعي للكلام داه…كل حاجة
إنتهت و خلاص و لو حضرتك بتحبني زي ما قلت
طلقني و سبني في حالي….
شاهين بصوت هادئ و هو ينظر لها بلهفة يريد
أخذها بين أحضانه و تمزيق شفتيها التين تتفوهان بهراء أفسد فرحته :” ليه؟؟ إيه السبب اللي
حيخليني أطلقك….انا عن نفسي معنديش مشاكل
تخيليني آخذ القرار داه.
كاميليا بغضب :” و انا مش مرتاحة…. مش بحبك
و لا حبك طول عمري و إنت عارف كده كويس
أنا بس مستنية إمتى تزهق مني و تسيبني….
شاهين :”أنا بحاول اقنع نفسي إنك تحت تأثير
المفاجأة و إنك لسه مش مستوعبة اللي بيحصل
أنا حسيبك ترتاحي شوية و بعدين نتكلم في المواضيع دي….
كاميليا و هي تصرخ بعنف و قد إحمرت عيناها من كثرة البكاء:” قلتلك طلقني…. بكرهك
و بكره البيبي داه و انا حنزله مش حخليه عايش
مش حخلي حاجة تربطني بيك و تفكرني بأيامات
العذاب اللي انا شفتها معاك… حموت نفسي
و اموته معايا….وجهت قبضتيها نحو بطنها لكن شاهين أمسكها في اللحظة المناسبة ليجذبها نحوه رغما عنها ليحتضنها
بقوة رغم مقاومتها….+
ظلت تصرخ بهستيريا و تدفعه بضعف حتى تعبت
و خارت قواها ليمسد شاهين ظهرها محاولا تهدئتها
حتى لا تتأذي وتأذي الصغير….
سكنت بين أحضانه و بدأ صوت بكائها و شهقاتها تقل
تدريجيا ليبعدها عنه قليلا و يمسح بإبهاميه دموعها
المتساقطة على وجنتيها الحمراوتين هامسا
بصوت حنون :”ششش إهدي خلاص متعمليش
في نفسك كده…. انا حعمل كل اللي إنت عاوزاه
بكرة حنروح المستشفى و حنفذ… كل طلباتك بس
إهدي… إنت كده ممكن تأذي نفسك”.
أومأت له و هي تتراجع للخلف لتضع رأسها على
الفراش و تتكور على نفسها بوضعية الجنين
و تغمض عينيها بتعب…
دثرها شاهين جيدا بالغطاء إنحنى قليلا ليقبل
شعرها و يتنفس رائحتها بعمق قبل أن يبتعد عنها
إستقام من مكانه ليلقي عليها نظرة أخيرة قبل أن
يتوجه نحو الباب ليغادر الغرفة نهائيا…..
………………………………
في فيلا البحيري….
خرجت ليليان من الحمام لتجد زوجة عمها
تجلس على طرف سريرها و في يديها صينيه
من الطعام…
إبتسمت لها ليليان بصعوبة لتبادلها الأخرى
إبتسامة عميقة قبل أن تقول بلهفة تشع من عينيها
:”تعالي يا حبيبتي زمانك جعتي… انا جبتلك كل
الأكلات اللي بتحبيها و عملتلك العصير داه بأيدي…
ليليان و هي تجلس بجانبها :” تسلم إيدك يا طنط
بس مكانش في داعي تتعبي نفسك انا مش جعانة
جعدت كاريمان ملامحها بانزعاج قبل أن تهتف
برفض :”ميصحش كده إنت لازم تاكلي و تتغذي
عشانك و عشان الي في بطنك كمان…
ليليان بلوم :”ارجوكي يا طنط وطي صوتك
لأحسن حد يسمعك…
كاريمان بتأفف :” أنا مش فاهمة لازمتها إيه تخبي
حاجة مهمة زي دي…دي العيلة كلها مستنية
الحفيد داه بفارغ الصبر ليه تحرمينا من الفرحة
دي؟؟
مسحت ليليان دموعها بسرعة قبل أن تراها
كاريمان قبل أن تقول بصوت جاهدت لكي يخرج طبيعيا :” بعد ما أيهم يطلقني حبقى أعلن الخبر داه… انا لو لا حضرتك شفتيني مكنتش حقلك كمان…..
وضعت ليليان الصينية فوق ساقيها و هي تقول
بتشجيع محاولة تغيير الموضوع حتى لا تزيد
من حزنها قائلة بحماس :” طيب يا حبيبتي
إعملي اللي يريحك و دلوقتي لازم تاكلي
عشان النونو باين عليه جعان و لازم يتغذى”.
إغتصبت إبتسامة صغيرة على شفتيها قبل أن
تنظر لزوجة عمها اللطيفة التي ما فتئت تساندها
منذ تلك الليلة….
نزل شاهين الدرج بخطوات مسرعة متجها نحو
غرفة والدته…. دخل دون أن يطرق الباب ليجدها
في شرفة غرفتها تسقي نباتاتها المفضلة التي
زرعتها في أصص صغيرة و تضعها فوق سور الشرفة القصير….
وضعت المرش من يديها على الأرضية عندما
رأت إبنها يدخل الغرفة بوجه متجهم….
إنحنى ليجلس على ركبتيه أمامها و يضع
رأسه في حجرها متمتما بصوت حزين :”بتكرهني
يا أمي…. بتكرهني لدرجة إنها عاوزة تموت
إبننا مش عاوزة حاجة تربطها بيا… مش عاوزاني
مش عاوزاني…صمت قليلا ليتنفس بعنف قبل أن يكمل بنبرة
ضعيفة غريبة عنه :” بحبها و الله العظيم بحبها
أنا تغيرت عشانها، تغيرت بس عشانها… انا ليه
حظي كده ليه؟؟ ليه كل ما إحب واحدة
تغدرني مش من حقي أحب و أتحب زي بقية
الناس….. للدرجة دي وحش و ما أستحقش
لو تشوفي انا تغيرت إزاي عشانها… بقيت زي
الطفل الصغير بفرح بأي كلمة منها…بفكر فيها
في كل لحظة حتى لما أكون بعيد عنها ببقى بعد
الساعات و الدقائق عشان أرجع لحضنها…. في
الليل بقيت بصحي من النوم عشان أتأكد إنها
جنبي و إنها حقيقة مش حلم جميل و حصحى
منه…..
رفع شاهين رأسه لينظر لوجه والدته التي كانت
تطالعه بحزن و أسف ظاهر على إنكساره و ضعفه
الذي لا يبينه لأحد غيرها…+
إستأنف حديثه من جديد بصوت متحشرج:” اول مرة في حياتي بحس بالعجز.. مش عارف أتصرف إزاي
مقدرش اجبرها على حاجة هي مش عاوزاها بس كمان مقدرش أخسرها…. هي بقت روحي و حياتي
الهوا اللي بتنفسه….. انا مش عارف انا إزاي او إمتى
حبيتها كده بس كل اللي عارفه إني مش متخيل
حياتي من غيرها.. إنت و فادي و هي و البيبي
الصغير اللي جاي في السكة اهم ناس في حياتي
بس هي عاوزة تحرمني منها و منه…بتهددني
حتقتل نفسها لو مطلقتهاش.. عاوزة تسيبني
يا أمي…قوليلها متعملش كده هي بتحبك و أكيد حتسمع كلامك… ارجوكي يا ماما ارجوكي
بدأ يتمتم بهذيان و هو ينظر لوالدته باستعطاف
لتحيط ثريا وجهه بيديها قائلة بصوت حنون
يبعث الدفئ و الطمئنينة بداخله:”ششش
إهدى يا حبيبي إهدى….كاميليا متقدرش تعمل
كده دي متقدرش تأذي نملة حتقتل إبنها… دي
كانت بتقول كده عشان مصدومة بالخبر….
كاميليا حنينة و طيبة و لايمكن تعمل حاجة
وحشة زي دي… إهدى و كل حاجة حتتصلح
اصبر شوية و حتشوف بنفسك هي كمان
محتاجة وقت عشان تسامحك إنت كمان
متنساش إن اللي عملته فيها مكانش شوية….
زي ما جرحتها لازم تداويها.. و عشان ترجعها لحضنك لازم تكون صبور….
أومأ لها بإيجاب و قد لمعت عيناه بفرح بسبب
تأثير كلام والدته الذي كان كالبلسم الشافي
قبلت ثريا جبينه بلطف و هي تختم كلامها
بمرح :”فادي حيفرح أوي عشان حيكون عنده
اخ يلعب معاه…”
شاهين :”صح إنشاء الله حيبقى عنده اخوات
كثير…بس ربنا يهدي المجنونة اللي فوق دي
عشان هدت حيلي”.
ثريا بضحك :”آمين…
شاهين و هو يقبل يديها الاثنتين هامسا بامتنان
:” شكرا ليكي يا ست الكل مش عارف من غيرك
كنت حعمل إيه…
منتصف الليل…..
صعد شاهين الدرج بخطوات متثاقلةنحو غرفته بعد أن أمضى بقية وقته في المكتب و إكتفي بسؤال
زينب عن كاميليا من حين لآخر.فتح الباب ببطئ و حذر حتى لا يزعجها ثم
مشى باتجاه السرير بهدوء ليجلس على حافته
مد يده بتردد ليدثرها بالغطاء جيدا قبل أن يتوجه
نحو غرفة الملابس ليغير ثيابه و يخرج ليندس
بجانبها تحت الغطاء تاركا مسافة بينهما حتى
لا يزعجها…
تمدد على ظهره ليحدق في سقف الغرفة بشرود
بعد أن جافاه النوم….منذ ساعات و هو يحاول
التفكير في حل أو طريقة تجعلها تتراجع عن
قرارها ليهديه تفكيره أخيرا إلى الاتصال غدا
صباحا بوالدتهاو إخبارها بكل شيئ.
أعاده صوتها الهادئ من شروده عندما سمعها
تقول بصوت هامس :” أنا عاوزة بنت”.
إلتفت إليها و على وجهه علامات الحيرة….لم
يصدق ما تسمعه أذناه او تراه عيناه كانت مستندة
على ظهر السرير و تضع يدها على بطنها تحسسها
برفق.. تساءل في داخله كيف تحركت بجانبه
و لم يشعر بها الهذه الدرجة كان غارقا في تفكيره
واصلت كاميليا كلامها دون أن تنظر إليه :” أنا
إللي حسميها وانا اللي حختار لبسها و انا
اللي حهتم بيها بنفسي و مش حسمح لحد يلمسها
او يلعب معاها غير طنط ثريا او فادي…..
تنهد شاهين بصوت مسموع و هو يبتسم
على هذه المجنونة التي سيموت بسببها
ذات يوم…رفع جسده قليلا ليجلس على
السرير مثلها و هو يشعر و كأن صخرة عملاقة
قد إنزاحت من على صدره لتعود له أنفاسه
من جديد قائلا بتسلية:”طيب و أنا مليش أي حق فيها دي مهما كان بنتي ؟؟؟
نظرت له بحنق قبل أن تنفي برأسها :” لا
ملكش دعوة بيها دي بنتي أنا و بس….
اجابها بمسايرة :”طيب عاوزة تسميها إيه؟؟؟
هزت كتفيها بلامبالاة قبل أن تجيبه :” مش
عارفة… في دماغي أسامي كثيرة بس لسه
مقررتش “.
شاهين بهمهمة :”طيب نامي دلوقتي عشان
بكرة الصبح لازم نروح المستشفى”.
كاميليا بنفي :” لا مش عاوزة انام انا جعانة….
رمش شاهين قليلا بعينيه قبل أن يبعد الغطاء عنه قائلا :” طيب حنزل أجيبلك حاجة تاكليها……
كاميليا بجدية :” لا انا نفسي في بيتزا و إنت اللي
تعملها….
شاهين باستغراب:”حطلبلك دليفري احسن…
كاميليا باصرار:”لا مش عاوزة دليفري… انا عاوزاك
إنت اللي تعملها….
شاهين :”بتتكلمي جد…
كاميليا :” أيوا داه إسمه وحم يعني مش ذنبي
لو طلبت من حضرتك طلبات غريبة كده…..
شاهين و هو يقف من مكانه متمتما بحنق :”ما انا
عارف إنه زفت وحم بس مكنتش عارف إنه كله حيقع على دماغي انا….و على فكرة انا معرفش
اعمل بيتزا….
جذبت كاميليا روبها من فوق الاريكة لترتديها
فوق ملابسها و هي تجيبه :” ما انا عارفة عشان
كده حنزل معاك…. إسبقني إنت بس على
المطبخ و انا حلبس حاجة ثقيلة و ألحقك….
شاهين برجاء أخير :” طيب مينفعش نطلب
دلفري و بكرة اعملك البيتزا اللي إنت عاوزاها…..
تجاهلته كاميليا لتسير نحو غرفة الملابس و هي تمتم في سرها :”و هو إنت لسه شفت حاجة
داه حخليك تقول حقي برقبتي…مش عاوز فرصة
ثانية إشبع بقى… يا انا يا إنت يا شيطان ”
بعد دقائق عديدة كان شاهين يجلس على طاولة
المطبخ و هو يراقب بذهول كاميليا التي كانت تعلمه
طريقة صنع للبيتزا.
قهقه بسعادة للمرة الالف و هو يتعمد وضع المقادير
بطريقة خاطئة حتى يشاكسها و يتمتع برؤية ملامحها اللذيذة الحانقة حامدا الله في سره
عدة مرات على مرور تلك الغيمة السوداء التي
كادت تدمر حياته من جديد.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *