روايات

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل العاشر 10 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل العاشر 10 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) البارت العاشر

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الجزء العاشر

براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)
براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الحلقة العاشرة

وصلا كُلاً من “إيهاب” و”مُنى” إلى قصر عائلة السيوفي، ترجل عن السيارة صافقًا بابها بقوة وكذلك “مُنى” التي تحركت بخُطوات متعجلة معه نحو الداخل، دخلا القصر بهدوء ثم بحث “إيهاب” بأنظاره عن رفيقه أو زوجته، لم يجد سوى كبيرة الخدم، فركض نحوها ثم سألها بصوتٍ أجش :
_هو فين عز ومراته ؟؟..
أجابتــــه بصوتٍ حزين :
_عز باشا لسه حالاً داخل المكتب، إنما ياسمين هانم فوق فالأوضة!!..
نظر لها نظرةً أخيرة قبل أن يتحرك نحو حجرة المكتب بخُطوات مهرولة وخلفه “مُنى” التي شعرت بالقلق عليهما، كاد أن يقرع على باب المكتب ولكن تخشب جسده للحظة حينما أستمع إلى صوت تهشم وكسر أشياء، وبدون أن يفكر مرتين، كان يمسك بمقبض الباب ثم أداره لينفتح الباب على مصراعيه، وقعت أعينه القلقة عليه وهو يسند بكلتا يديهِ على سطح المكتب، ألتفت” عزّ الدين” بغضب ناحية الباب ليجد رفيقه ينظر له بقلق، صاح به غضباً :
_إنت إزاي تفتح الباب كده من غير ما تخبط؟؟!!..
أقترب منه بحذر شديد وهو يجيبه :
_أنا قلقت عليك لما سمعت صوت كسر، وياريت تهدى يا عز.
ثم ألتفت ناحية زوجته وهو يقول بهدوء :
_أطلعي لـ ياسمين يا مُنى.
هزت رأسها بالموافقة ولكن عندما أستدارت وجدتها تركض ناحيتهم، هتفت “مُنى” وهي تُشير بيدها :
_ياسمين جاية أهو!!..
دخلت “ياسمين” الحجرة ثم توجهت نحو “عزّ الدين” تألقت عيناها ببريق حازم وهي تردد :
_عز إنت لازم تسمعني!!..
أحمرت عيني “عز الدين” حنقًا قائلاً بصرامة :
_وأنا مش عايز أسمعك، أسمعك ليه؟؟.. هَــاا؟!!..
فاض بها الكيل وهي تصرخ به:
_عشان أنا أكتشفت إني مغلطش، هو طلب مني وأنا وعدته.
أمسك برسغها متسائلاً بعصبية :
_أشمعنى إنتي ؟؟!!.. إنتي وقتها كُنتي مُديرة مكتبه!!.. يقولك إنتي وميقولش لإبنه؟!!.. ليه بقــى؟؟!!..
أقترب منهما “إيهاب” وهو يقول :
_ما تهدى يا عز، رغم أنا مش فاهم أي حاجة منكوا بس مينفعش كده!!..
ألتفت ناحية “مُنى” وهو يأمرها بـ :
_خُدي ياسمين يا مُنى، وأطلعوا عشان أتكلم مع عز شوية لوحدينا.
صاح بهم “عزّ الدين” وقد تشنجت عضلات فكه بقسوة :
_لأ أنا مش هتكلم مع حد، أنا ماشي!!!..
وبدون أن ينتظر رد أحد منهم، كان يتحرك بخُطوات سريعة نحو الخارج، أنخرطت “ياسمين” فجأة في بكاء، ووضعت يدها على فمها لتمنع شهاقتها من الخروج، بينما هتف “إيهاب” بضجر:
_خليكوا هنا، أنا رايح ألحقه.
ثم تحرك لخارج المكتب ليلحق به، أنهمرت دموعها بغزارة، لتضمها “مُنى” بداخل أحضانها وهي تسحبها نحو الأريكة، جلسن سويًا وهي مازالت تحتضنها، ظلت تمسح على شعرها بحنان بينما قالت “ياسمين” بكاء مرير :
_أنا مغلطش، دي كانت أمانة، أنا وعدته ومكنش ينفع أخلف وعدي، أنا تعبانة أوي!!..
زادت من ضمها بداخل أحضانها وهي تقول بإبتسامة حانية :
_طب أهدي، أهدي عشان خاطري، وفهميني كده إيه إللي حصل؟؟!!..
تراجعت عنها ثم كفكفت عبراتها بظهر يدها مرددة بإصرار :
_أنا هحكيلك.
**************
كالعادة.. صف سيارته بعد وصوله إلى المكان المفضل إليه حينما يشعر بإختناق حيثُ ترجل عن السيارة لينظر بعينيه على تلك الصحراء، شعر بكف يد على ذراعه، لم يفكر أن يلتفت بل ظل ينظر أمامه بشرود، أبعد “إيهاب” يده عنه ليعقد ساعديه أمام صدره ثم أسند بظهره على السيارة، تطلع “عزّ الدين” أمامه في الفراغ لثوانٍ قبل أن يقول بشرود :
_أنا مش بلحق أفرح!!.. مش عارف ليه حاسس أن في حاجة نقصاني!!..
أصغى إليه بإهتمام ليُتابع بذات الشرود :
_رغم إهماله ليا بس حسيت الفترة الأخيرة دي إنه بيحبني!!..
تراجع عدة خُطوات قائلاً بصراخ :
_أنا إيه إللي بيحصلي ده!!.. أعدائي بيتلموا حواليا، وأبويا سابني فجأة وياسمين خبت عليا أهم سر!!…
صاح بنبرة جهورية :
_ليــــــــــــــــــــــه!!!!…
أنقبض قلبه نوعًا ما، حرر ساعديه وأبعد ظهره عن السيارة قائلاً برجاء :
_أهدى يا عز، إنت كده بتأذي نفسك!!..
نظر “عزّ الدين” إليه وقد هدأت ثورته وقال ساخراً :
_وأنا من إمتى ما أتأذيتش يا إيهاب ؟؟!!!..
دنا منه “إيهاب” وهو يحدجــه بنظراتٍ مُشفقة، وضع يده على كتفه عاجزاً عن إيجاد كلمات مُناسبة لتلك الظروف، أرتخت ساقي “عزّ الدين” حيثُ لم يتحمل الوقوف أكثر من ذلك، جلس على الأرضية مُستندًا بـ ظهره على السيارة، هتف بنبرة واهنة :
_مكنتش أتوقع إني بحبه أوي كده وأرجع أتعذب من أول وجديد !!..
قالها ثم أغمض عينيهِ ليصرخ رفيقـــه برعب :
_لأ!!!.. عـــــز!!!..
جثى على ركبته أمامه ليمسك رأسه براحتي يده، هز رأسه بقوة بين يديه قائلاً بنبرة قوية:
_لأ ماتغمضش عينك!!.. أوعى تعمل كده!!.. إنتي قوي مينفعش تعمل كده!!..
هدر به بصوت جهوري وهو يُضيف :
_فـــوق يا عز، فوق عشان خاطر نفسك، إنت بتنهار وده مش وقت إنهيار وأنا مش هسمحلك بـ ده!!..
فتح “عزّ الدين” عينيه في شئ من البطء وهو يتمتم :
_ماتقلقش عليا، أنا بس دوخت شوية، ساعدني أقوم يا إيهاب.
مد يده نحوه لـ يساعده على النهوض، نهض معه ثم أستقل سيارته بينما أستقل “إيهاب” مقعد القيادة، ألتفت برأسه ناحية رفيقه متسائلاً بنظرة ذات مغزى :
_مش هتقولي بقى أتخانقت مع ياسمين ليه؟؟!!..
**************
مرت ثلاثة أيام عليهم دون أن يتحدث معها ولو بكلمة واحدة، وكذلك هي لم تحاول أن تتحدث معه.
أصبح عصبيًا بشكلاً زائد في تلك الأيام، ظهر ذلك بوضوح في شركته، حيثُ كان يثور غضباً على موظفينه إذا أخطأ أحدهم حتى لو كان خطأٍ صغير، لاحظ “إيهاب” هذا التغير ولكن لم يحاول أن يتحدث معاه حتى يهدأ تماماً.
أما هي.. كانت في أعتكافها ساكنة تقضي أكثر الوقت في فراشها، وتبكي أحياناً ولا تدري ما الذي أبكاها، حتى حال لونها وذبلت نضرتها وأمتلأ صدرها كآبة وهماً، وفي بعض الأحيان تشعر بأنها لم تعد تطيق الحياة.
**************
مضت تلك الأيام عليه بثقل وهو يلازمها بالمشفى مترقبًا إفاقتها بين لحظة وأخرى، كان يقضي لياليه معها، ولم يغادر الغرفة إلا عند الضرورة القصوى، أستعادت وعيها تدريجيًا بعد فترة، حركت رأسها وهي تئن بهمسٍ ضعيف، فتحت جفنيها بتثاقل شديد، تهجمت تعابير وجهها مع محاولتها الأعتياد على الإضاءة القوية، أقترب منها “طائف” وجلس على طرف الفراش قائلاً ببهجة :
_روان، روان إنتي سمعاني؟؟!!..
فتحت عينيها أخيراً، دققت في ملامحه وهي تشعر بالغرابة، وفجأة تذكرت كل شئ، أنتفضت من مكانها قائلة بذعر بيّن:
_هيقتلني!!!..
أمسك ذراعيها وهو يقول بحزم :
_ماتقلقيش محدش هيقرب منك!!..
لمعت عيناها وهي تتسائل بخوف :
_إنت جبتني هنا إزاي؟؟!!..
لم يرد عليها، نظرت له بذات الخوف ولكن تلك المرة أتسعت حدقتاها وهي تقول :
_أبوك هو إللي بعت القاتل عشان يقتلني، صح؟؟!!..
هتف بعيني لامعة :
_روان، أنا حاسس بيكي، بس لازم تعرفي إني أنقذتك، وأنا بوعدك إن محدش هـ..
هتف وقد هبطت دمعة من عينيها :
_حرام عليكوا، أنا مفتحتش بؤي ولا قولت حاجة لمستر عزّ!!!.. ليه تعملوا فيا كده؟؟!!..
مسح تلك الدمعة بأنماله الرقيقة قائلاً بهدوء وعلى وجهه بسمة صغيرة :
_طب أهدي عشان خاطري، ونامي دلوقتي، أنا عايزك ترتاحي وبعدين نتكلم براحتنا.
حقاً كانت في أشد حاجة إلى النوم، أغمضت عيناها لتستسلم بعد لحظات إلى خدر عقلها الطبيعي، مسح على جبينها بنعومة وهو يقول بندم :
_أنا كنت حاسس إنك مقولتيش حاجة، كنت حاسس، بس كل إللي هيحصل ده هيعدي، والأيام هتثبت ده.
ضيق عينيه القاسيتين قائلاً :
_بس لازم دلوقتي أول حاجة أعملها هو إني أروح لـ عز الدين السيوفي.
**************
كانت تجلس بداخل غرفتها، شعرت بالتعب يغدو جسدها بطريقة سلبية، هبطت من على الفراش، ثم توجهت داخل المرحاض، وبعد أن أغتسلت خطت للخارج وهي تزيل عن وجهها قطرات المياة الباردة بمنشفتها القطنية، شعرت بدوار شديد في رأسها، فقاومت ذلك الشعور وأستندت على الحائط لكي لا تسقط أرضًا، ولكن شعورها لم يستسلم قط، لم تعد تشعر بقداماها ورأسها شعرت بثقلها الشديد الذي يزداد كل لحظة، تقدمت نحو الفراش بصعوبة ولم تستطع الصمود أكثر من ذلك فسقطت فوق الفراش، جاهدت فتح عينيها ولكن فشلت في ذلك، أستسلمت لذلك المخدر الذي يتسرب بداخلها، أغمضت عينيها مُتغيبة عن الوعي تمامًا.
**************
كان واقفاً بداخل مكتبه وهو يثور غضباً، صاح فيهم بإنفعال جلي على عدم إنجازهم في العمل حيث قال بغضب :
_خصم ليكوا تلات تيام عشان إهمالكوا ده.
حاول أحدهم الحديث ولكن قبل أن يشرع في ذلك وجد رب عمله يُصيح فيهم بأمر :
_بـــــرا!!..
تحركوا نحو الخارج وفي ذات الوقت دخل “إيهاب” المكتب وهو ينظر إليه نظرات ذات مغزى، لم يحتاج الأخير تفسيرها على الإطلاق، قال بخُبث :
_يا أخي طالمًا مش قادر على بُعدها، منشف دماغك ليه؟؟!!..
لم يرد عليه فتابع الأخير بصدق :
_على فكرة ياسمين مغلطتش فالموضوع ده، دي مقالتش لـ صديقة عُمرها حتى، هي أحتفظت بالسر، حرام عليك إللي بتعملوا ده!!.. إنت حتى مش بتشوفها ولا بتطمن عليها!!..
قال “عزّ الدين” متبرمًا :
_مين قالك كده؟؟!!.. سُعاد بتبلغني كل حاجة أول بأول، وبتقولي عملت إيه و…
لم يكد يتم عبارته حتى أصدر هاتفه رنينًا صاخبًا، سحبه من على سطح المكتب ثم حدق في الأسم قائلاً بإقتضاب :
_أهيه جت على السيرة.
ضغط على زر الإيجاب ثم وضع الهاتف على أذنه مُتسائلاً بغلظة :
_أيوة يا سُعاد، خير في جديد؟؟!!..
هتف بنبرة قلقة للغاية :
_ألحق يا عز باشا، ياسمين هانم مُغمى عليها فأوضتها وأنا مش عارفة أتصرف!!!..
خفق قلبه بقوة للغاية، هب واقفاً من مكانه قائلاً بصدمة جلية :
_إيـــــــــــــه!!!!…

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *