رواية متكئي ومسندي الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
رواية متكئي ومسندي الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
رواية متكئي ومسندي البارت الثاني
رواية متكئي ومسندي الجزء الثاني
رواية متكئي ومسندي الحلقة الثانية
حط رجل على رجل وهو بيقول:- من خلال خبرتي في التصميم والإعلان والترويج حابب أقولك لو حابة يعني من باب النصيحة إنك محتاجة شوية تعديلات هتساعدك إن مكانك يتعرف، خصوصاً إن الكافيه على الناصية ودي حاجة لصالحك.
سألته، ما أهو أكيد مفيش حد هيعمل حاجة بدون مقابل:- وأنت هتستفيد إيه ؟ إيه اللي هيعود عليك؟
– هتعرفي وقتها، أو بعدما ءأدي مهمتي وأحسن المكان ليكي.
– ليه برضوا ؟
قام من مكانه وهو بيمسك شنطته ورافع رأسه، لبس نضارته ومشي.
– ما أنا برضوا مش فاهمة يا رقية، هو ليه يعمل كدا؟ وهيستفيد إيه ؟
– سيبيها لوقتها خلاص.
– ولو، هيستفيد إيه ؟ تفتكري ممكن يستغلنا ويبقى شريك معانا؟ يعني بعدما يساعدنا وينجح المكان يطلب مننا بقى مقابل، وإحنا مش معانا فلوس، فإيه بقى، يروح قايل يدخل معانا بالفلوس دي.
– مريم بالله، بالله عليكي يا شيخة ما تفكري ولا تشغلي دماغك تاني، علشان دي حاجة خطر على البشرية بجد.
هي مش مقتنعة بدماغي وتفكيري ليه؟ هاه ليه؟
روحت كالعادة أكلت ونمت، وروتيني أنا وماما الصباحي وبعدها دخلت لبابا كان بيقرأ وِرده.
– صباح الخير يا حاج
– يسعد صباحك يا ست الحلوين.
– كنت جاية أقولك على حاجة كدا.
دخلت في الموضوع بدون مقدمات:- جاد، الشاب اللي جالك أول امبارح، عرض عليا امبارح يساعدني في إنه يقوم الكافيه بتاعي ويساعدني أنسقه ويعمله إعلانات.
– ما هو رن عليا وقالي.
– طيب هو مش عايز يأخد مقابل يا بابا.
– لما يخلص طيب نبقى ساعتها نشوف.
– أنا خايفة يا بابا، بقالي كتير بحاول أقوم المكان، بس مش عارفة.
طبطب عليا وهو بيقولي:- يمكن جه الأوان إن مكانك يتعرف ويبقي من أحسن الكافيهات.
– أتمنى كدا فعلاً، يلا سلام بقى
نزلت وأنا بفكر في كلامه، يعني ممكن فعلاً حلمي يتعرف؟ ممكن حلمي يطلع للنور وتكاد الدنيا لاتسعها اجنحتي من الفرحة؟ ممكن ألاقي ناس بتقرأ وبتحب الشاي بالنعناع؟ بتحب القهوة بأنوعها؟
روحت لرقية، مجاش غير ناس بسيطة، لحد ما كنا خلاص قربنا على وقت المغرب، دخل هو.
قعد على أقرب كرسي وهو بيتنفس بسرعة، دخلت جيبت ليه مايه، خدها وشكرني وبعدها قال:- معلش، أنا آسف على التأخير، بس كان عندي ضغط شغل شوية.
– ولا يهمك.
– طيب هنبدأ من النهاردة، بوصي هاجي كل يوم في الوقت دا، أكون خلصت شغل، المهم عايز ألقي نظرة أولى على كل المكان.
أخدته وريته المكان، بدايةً من المكان اللي كان فيه لحد آخر جزء في المكان.
– طيب بوصي، أولاً المكتبة اللي موجودة دي اللي كان عمو هادي بيحط فيها الكتب في الأول صح؟
– أيوا.
– طيب دا مش هينفع، لأن شكلها تقليدي ومش Attractive، تاني حاجة الإضاءة مش متناسقة، أنتِ حابة تعملي ركن للقراءة صح؟
– آه.
– طيب تمام، كدا هنعدل الإضاءة ونخليها مريحة، لا هيا الوات بتعاها عالي ولا منخفض، حاجة كدا مريحة للعين.
– عندك زي ورق شجر صناعي، دا هيتحط على جزء من حيطة بحيث إن شكلها يجذب الشخص حتى ولو بلمحة بسيطة، لأننا هنجيب ورق كتب وورق جرايد أصفر قديم.
– ليه؟
– هيتحط على الحيطة وجنبه ورق الشجر الصناعي.
سألته بإستفسار:- إحنا ليه نعمل كدا؟
رد وهو بيوضح:- علشان المكان يبقى متناسق مع بعضه.
بعدها كمل :- أنتِ وسط البلد، يعني سهل ناس كتير تروح وتيجي هنا، عم هادي كان عنده كتب وروايات مستعملة صح؟
– آه لسة موجودين.
– تمام، هنأخد منهم اللي مش محتاجاه ونروح بيه الأزبكية نبدله مع كتب وروايات مطلوبة.
– ليه؟
– علشان هنعمل زي كروت بتمكن الشخص من إنه يستعير الكتاب لمدة أسبوع ويرجعه ويبقى كمان بإشتراك بحيث اللي حابب يعمل كدا كذا مرة يبقى قادر.
قام من مكانه، خلع جاكت البدلة وحطه على الكرسي وقعد بالقميص الأسود ودخل عند المكتبة.
– أنت هتعمل إيه ؟
– هفضي المكتبة، وهفكها علشان علشان هأخد بكرا عند نجار أعرفه وهخليه يعدلها، خامة الخشب كدا كدا حلوة، يعني هنغير التصميم بس الخشب زي ما هو.
– طيب هتتكلف كام؟
– هبقى أتواصل مع والدك .
كان العشاء أذن، طلع وقال رايح يصلي، بعدها لقيته راجع هو وبابا.
– خلاص يا مريم، روحي أنتِ وأنا هقعد مع جاد، ونشوف هنعمل إيه.
– يا بابا لأحسن تتعب.
– متخافيش جاد معايا.
– مش هسيبك.
بص ليا وهو متعصب بس بيتكلم بنبرة هادئة:- قولتلك روحي، وأنا إن شاء الله هروح بعدك بشوية.
طلعت أنا ورقية، كنت مقموصة، إزاي مخلانيش أقعد معاهم، كنت عايزه أعرف وأشوف إيه هيتعمل تاني.
– مش فاهمة بجد هو ليه مخلانيش أقعد معاهم.
– مكانش ينفع يا مريم، هما رجالة خليهم مع بعض.
– يعني أنا كنت هعضهم؟!!!
جينا عند مفترق الطرق وكل واحدة راحت بيتها، بس رقية وهي ماشية قالت:- ما هما مش انا علشان كل ما تتعصبي عليهم تعضيهم.
ضحكت على جملتها وبعدها دخلت البيت .
دخلت المكتبة اللي في البيت وقعدت اختار شوية كتب من ذوقي، على حبة كتب، لحد ما نمت جنبهم من غير ما أخد باللي.
– الهانم اللي مفكرة نفسها في مملكة الكتب ممكن تصحى؟
شِبه فوقت، قومت وأنا بقوله:- يا بابا ماكنت بختار كتب.
دخل البلكونة وقعد على الكرسي بتاعه، قعدت على مخدة في الأرض جنبه وأنا بقول:- أنا مش عارفه دلوقتي لما جاد هيساعدنا هدفع له منين!.
– جاد بيعمل كل دا ومش عايز يأخد مقابل لأي حاجة.
– إيه؟! ليه؟
– بيحاول يرد اللي عملته معاه.
سألته بعدما كنت نسيت:- أيوا صح، أنت عملت له إيه؟ أنت ما كملتليش.
– مُصِرة؟
– أيون.
– بعدما قابلته قعدنا ندور على مكان، وكان معانا الشيخ عبدالقادر، اقترح إنه يقضي فترة امتحاناته في الاوضة اللي فوق المسجد، في الفترة دي إحنا كنا بنبدل أنا والشيخ، أنا أودي الأكل ليه يوم وهو يوم، لحد ما خلص امتحانات، ساعتها كنا أنا والشيخ عبده دورنا ليه على شغل، وساعدنا يلاقي مكان يقعد فيه، بقى ييجي لي كتير ويقعد معايا ويذاكر عندي.
– غريبة، أنا كنت فين من كل دا؟
– أنتِ مكنتيش بتطلعي غير لمدرستك أو درسك.
– أنا آسفة انسجمت وعيشت الدور،كمل يا حاج.
أنا كنت إنطوائية فعلاً لحد ما اتصاحبت على رقية، وبقيت ماشاءالله إجتماعية بطريقة.
– كان بييجي يذاكر زي ما قولتلك، كان بيحاول يوازن بين شغله ومذاكرته، لحد بقى ما خلص ولقى شغل في شركة كويسة بس كان بيسافر ليها، استقر هناك فترة وبعدين أهو رجع من تاني.
– هو كدا لوحده؟ يعني هو معندوش حد؟ ولا حد يقعد معاه ولا حد يتكلم معاه ؟
– جاد مقضي وقته كله يعتبر في الشغل بسبب كدا.
دخلت وسيبت بابا علشان أنام، بس الحقيقة إني معرفتش أنام وأنا دماغي مليانة، إزاي حد قادر يعيش في الدنيا بطوله وقادر ينصب طوله ويسند نفسه؟ إزاي بيعدي كل الوقت اللي فيه لوحده؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية متكئي ومسندي)