رواية أسرار عائلتي الفصل الحادي عشر 11 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي الفصل الحادي عشر 11 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي البارت الحادي عشر
رواية أسرار عائلتي الجزء الحادي عشر
رواية أسرار عائلتي الحلقة الحادية عشر
قطعت كلامها عندما شعرت بثقل في رأسها فجأة، حاوطته بيدها لكنها لم تستطع المقاومة فسقط رأسها على الطاولة وغابت عن الوعي. إبتسم بخبث وإقترب منها ثم حملها إلى الخارج دون أن يلقي بالا لمن في المقهى فقد كانوا ينظرون إليهما بلا مبالاة.
إتجه إلى إحدى السيارات وفتح الباب الخلفي ليضعها على المقعد ثم ركب مكان السائق وقاد السيارة إلى أن توقف أمام إحدى العمارات.
نزل منها وحملها ثانية ثم صعد إلى شقة شهدت الكثير من قذا’راته ووضعها على سرير بغرفة النوم بعد أن تأكد من إقفال الباب بإحكام. إرتسمت إبتسامة خبيثة على شفتيه وهو ينظر إلى ملامحها البريئة، جلس بجانبها وهو يحدثها بسخرية وكأنها تستمع إليه:
– قولتيلي انك مش هتقبلي بحد لمس وحدة غيرك صح؟
إبتعد عنها ثم خرج قليلا وعاد بآلة تصوير وضعها على التسريحة مردفا بإبتسامته الخبيثة:
– طب ايه رايك بقى انك هتبقي وحدة مش هيقبل بيها اي راجل لان في حد لمسها قبله؟
قام بتشغيل آلة التصوير تلك ثم واصل:
– واه على فكرة، انتِ بجد مش أول بنت المسها بجد، واول ما تصحي هوريكِ فيديوهات هتبهرك ومنهم الفيديو الي هنصوره مع بعض دلوقتي!
أنهى كلامه وهو يقترب منها ويبدأ في فتح أزرار قميصه، جلس بجانبها ثانية وهو يتأمل وجهها ويتابع حديثه:
– مكنتش هعمل كده صدقيني، أنا كنت هتجوزك بجد بس انتِ استفزيتيني.
إمتدت يده إلى شعرها وقام بفكه ثم أخذ يلعب به بين يديه وهم بمتابعة كلامه ولكن رنين جرس منعه عن ذلك.
أطلق شت’يمة من بين شفتيه بصوت عال ثم خطف نظرة نحو بدور قبل أن يتحرك متجها ناحية الباب، نظر عبر العين السحرية فوجد دينا تقف عنده وترن الجرس بإستمرار، علم أنها كانت تتبعه لكنه لم يشغل باله بها وهم بالعودة إلى غرفة النوم لولا شعوره بضربة قوية على رأسه أسقطته أرضا.
صرخ بقوة وهو يضع يده على رأسه ثم إلتفت ليرى الفاعل فتفاجأ ببدور وهي تقف أمامه بملامح كارهة وتمسك بيدها آلة التصوير التي كسر جزء منها نتيجة ضربها له بها، همس بعدم تصديق:
– بدور؟ ا .. ازاي؟
صاحت هي في المقابل بغضب شديد:
– بقى مش مكفيك الي كنت هتعمله فيا لا وكمان عايز تصورني عشان تذ’لني او ممكن عشان تفضحني؟!
حاول النهوض لكنها سارعت بفتح الباب لتدخل من خلاله دينا وخلفها أمجد وللمفاجأة .. رسلان. إبتلع ريقه وهو ينظر إلى الجسدين الضخمين الذين يقفان أمامه، حول أنظاره إلى دينا ورمقها بغضب صائحا:
– انتِ كدبتِ عليا وقولتيلي انك موافقة تساعديني!
هزت كتفيها قائلة بلا مبالاة:
– أنا اتفقت معاك اساعدك عشان تشرحلها سوء التفاهم أصلا مش عشان تعمل الي كنت هتعمله دلوقتي، بس برضه انت غبي لأنك صدقت اني ممكن اديلك صاحبتي على طبق من دهب بس أنا عارفة الأنواع دي كويس وكنت متأكدة من ان نيتك مش كويسة فاتفقت أنا وبدور نعمل خطة عشان نتأكد منها واتعاملنا معاك على أساس انها مش عارفة حاجة وقدرت تفهم انك كنت حاطط مخدر في العصير فوهمتك انها شربته واغمي عليها .. بس ايه رايك فينا؟
ختمت كلامها بغمزة وبسمة ساخرة فشتم كلتاهما بجرأة وصوت عال لكنه شعر إثر ذلك بأحد يلكمه بقوة على وجهه، إلتفت إليه بغضب وحاول الوقوف لكن رسلان لم يسمح له بذلك ولكمه ثانية ثم أمسك بفكه وحرك رأسه ليكون بمواجهته هامسا له بشر:
– عيلة العمري لا! أي حد هيقرب من عيلتي هيشوف مني حاجة مش هتعجبه خالص!
إلتفت إلى بدور وهو لا يزال يمسك بفك الآخر ويضغط عليه بقوة وسألها:
– عمل فيكِ ايه؟ لمسك؟
نفت برأسها سريعا مجيبة:
– لا، ملحقش!
عاد رسلان ينظر إليه بإحتقا’ر ثم تركه قائلا:
– حظك بقى انك ملحقتش، لاني مكنتش هرحمك ابدا!
إنتبه إلى أزرار قميصه المفتوحة فكور قبضته مستعدا للكمه ثانية لكن صوت أمجد أوقفه عن ذلك:
– خلاص يا رسلان سيبه، البوليس هيوصل دلوقتي.
إرتعش جسد نادر من الخوف عندما علم بقدوم الشرطة وإزداد إرتعاشه وهو يستمع إلى حديث بدور:
– هو قالي انه لمس اكتر من بنت قبل كده، احنا لازم نعرفهم بده!
تسارعت دقات قلبه من الخوف الشديد، ذلك الشعور الذي لم يفكر به وهو يستلذ بمعصية الله ويقوم بتلك الأفعال الد’نيئة، عض على شفتيه بندم ولكن بما سينفع الندم الآن؟!
…
دخل غرفة المكتب بعد أن تلقى الإذن بالدخول، وجد جده يجلس خلف المكتب كعادته ووالده أمامه، أغلق الباب وإتجه للجلوس قبالة والده وأخفض رأسه وهو يفرك أصابعه محاولا البدء في الحديث. رفع رأسه إلى جده بعد لحظات قائلا:
– براءة قالتلي انك عارف انها بنتي.
– طبعا عارف! بس انت فاكرني غبي ومش هفكر أعرف أصلها لأنها صغيرة!
أخفض أدهم رأسه ثانية ولم ينطق، تنهد أكرم ثم سأله وهو يطالعه بنظرات حادة:
– خبيتها علينا ليه؟ وأمها فين؟
إبتلع ريقه وحاول الحديث لكنه كان مترددا، سمع والده يواصل بنبرة لم تخلو من اللوم:
– جاوب يا أدهم! في حاجة كبيرة مخبيها صح؟ لانه لو مش كده مكنتش هتخبي.
أخذ نفسا عميقا ثم أجاب:
– لما عرفتنا حكايتك انت وخالي والسبب الي خلى ماما تسيبنا وتمشي دخلت في صدمة كبيرة، وعشان أطلع من الصدمة دي بقيت … بشرب خمر!
أغمض عينيه بشدة وهو يواصل محاولا تجاهل الصدمة التي إعتلت ملامحهما:
– مكنتش بعمل حاجة غير الشرب بس .. في مرة كنت سكران اوي وو …
– وايه؟
قالها عبد الرحمان بقلق من الإجابة فتابع أدهم بنبرة تحمل الكثير من الندم:
– لما صحيت لقيت نفسي نايم في اوضة في شقة معرفهاش وجنبي بنت أول مرة أشوفها ومغمى عليها .. أخدتها للمستشفى عشان أعرف مالها والدكتور قالي انها .. اتعرضت للاغتصا’ب!
إتسعت أعينهما بصدمة كبيرة وهمس أكرم بدون وعي:
– إغت’صبتها؟
تمتم بنبرة تكاد تكون باكية من شدة الندم:
– مكنتش واعي والله!
وضع أكرم رأسه بين يديه يحاول تخطي صدمة أن إبنه الذي ظن أنه رباه أفضل تربية يفعل شيئا كهذا، أغمض عينيه بخذلان ثم تنهد هامسا:
– كمل.
– بعد ما قفلت بق الدكتور من انه يبلغ استنيتها لحد ما تفوق بس للأسف كانت فقدت الذاكرة فاضطريت اسيبها عندي لحد ما اعرف عنها اي حاجة لحد ما عرفنا انها حامل.
– يعني بنتك بنت حرا’م؟
قالها جده بتساءل فنفى برأسه مجيبا:
– لا .. يعني .. أنا كتبت عليها أول ما اتأكدت انها حامل مني.
– وهي فين دلوقتي؟
– ما’تت بعد ما ولدت براءة على طول، وبعدها عرفت ان واحد من اصحابي هو الي رماها عليا غصب عنها لما كنت سكران، وهي .. بنت يتيمة ملهاش حد.
إنتهى أدهم من كلامه ثم رفع رأسه إلى جده ليرى الجمود يغطي وجهه، حول أنظاره إلى والده فوجد دموعه متجمعة في عينيه ولكنها تأبى النزول، عض شفتيه وشعوره بالذنب قد سيطر عليه، حاول الحديث أو تبرير فعلته لكنه لم يستطع سوى أن يهمس:
– بابا أنا .. عارف اني غلطان بس …
قاطعه أكرم بيده قائلا بوجع:
– ليه عملت كده؟ ازاي سمحت للشيطان بانه يوزك عشان تشرب القر’ف ده؟ هي دي تربيتي؟
أجاب بأسف:
– كنت عايز اهرب من الصدمة .. أنا آسف.
حدق به أكرم قليلا قبل أن يقف ويتجه نحو الباب للخروج. كاد يلحق بها إلا أن جده أوقفه قائلا:
– سيبه لوحده.
إلتفت إليه وأومأ برأسه ثم خرج هو الآخر للعودة إلى إبنته حتى لا يتركها لوحدها.
…
دخلت القصر وهي تتقدمهما بنية الصعود إلى غرفتها لكن يده التي سحبتها من يدها بقوة منعتها عن ذلك، إلتفتت إليه وسحبت يدها قائلة بتذمر:
– في ايه يا أمجد؟ سيب ابدي!
رمقها بحدة لم تعهدها منه وقال:
– انتِ ازاي تعملي الي عملتيه ده؟
– عملت ايه؟
تساءلت بإستغراب فردد بنفس الحدة:
– ازاي تعملي خطة زي كده من غير ما تعرفينا؟ افرضي لحق يعملك حاجة قبل ما نوصل!
هزت كتفيها مجيبة ببساطة:
– بس أنا كنت صاحية يعني مكنتش هسمحله يعمل حاجة …
قاطعها بصراخ وعصبية لا تناسبه:
– بس كان ممكن نتأخر وهو يخدرك تاني بسهولة وياخد غرضه منك، معندكش عقل تفكري بيه؟ لا وكمان صاحبتك التانية كانت معاكِ ومشجعاكِ تعملي كده!
لوت شفتيها بتذمر قائلة وملامحها أصبحت تنذر بالبكاء:
– طيب انت بتزعقلي كده ليه؟
تدخل رسلان في تلك اللحظة بعد أن كان يراقبهما في صمت وحدثها بلطف:
– أمجد مكنش قاصد يزعقلك، هو بس خايف عليكِ وكلامه صح .. مكنش ينفع تعملي كده لوحدك من غير ما ترجعيلنا.
لانت ملامحها قليلا وطالعته ببعض الإعجاب ثم صاحت بمرح:
– اييه ده؟! مانت طلعت كيوت اهو امال عامل نفسك بارد طول الوقت ليه؟
نظر إليها بتعجب ثم إلى أمجد الذي إنفجر ضاحكا على كلامها فتنحنحت بدور مردفة:
– المهم، متقلقوش مش هعمل كده تاني ودلوقتي انا رايحة لاوضتي .. باي!
قالت كلمتها الأخيرة وهي ترفع يدها ثم إبتعدت عنهما وصعدت الدرج حتى وصلت إلى الطابق الثاني حيث غرفتها فتمتمت:
– هما مفكروش يعملوا اسانسير ليه؟ لازم أطلع اتنين وأربعين درجة يعني عشان اوصل لاوضتي وانزل اتنين وأربعين درجة تاني عشان اروح المطبخ مثلا؟ يعني لو قمت الصبح ونزلت اتنين وأربعين درجة عشان أفطر وأروح الجامعة ولما ارجع اطلع اتنين وأربعين درجة عشان اروح الاوضة وبعدها انزل اتنين وأربعين درجة عشان اقعد مع بابا مثلا وارجع اطلع اتنين وأربعين درجة عشان اتفرج على فيلم رعب لوحدي في الاوضة او مع أدم وبعدها انزل اتنين وأربعين درجة عشان اتعشى مع العيلة واخيرا اطلع اتنين وأربعين درجة عشان انام .. نضرب بقى اتنين وأربعين في تلاته النتيجة هتطلع …
سكتت قليلا وهي تعد في عقلها قبل أن تصرخ فجأة:
– اييه ده! يعني أنا بطلع كل يوم مية وستة وعشرين درجة وبنزل مية وستة وعشرين درجة برضه!
عقدت ساعديها أمام صدرها وضيقت عينيها بتفكير متمتمة بمكر:
– لا كده مش هينفع، أنا هخليهم يعملوا اسانسير في القصر، مش أنا تبع العيلة برضه؟
– حقك طبعا!
إلتفتت إلى مصدر الصوت لتجده أمجد ومعه رسلان ويقفان خلفها فتساءلت بإحراج:
– هو .. هو انتو هنا من امتى؟
أجابها بضحكة:
– من أول ما بدأتِ تكلمي نفسك، هو انتِ كنتِ بتعِدي الدرجات وانتِ طالعة؟
إبتسمت بغباء ثم نظرت إلى رسلان الذي بادلها نظرة لا مبالية ثم أكمل طريقه متجها إلى غرفته، نظرت إلى إثره ثم إلتفتت إلى أمجد قائلة بتعجب:
– ماله ده؟ مش كان كيوت من شوية؟
ضحك بشدة ثم أجاب:
– مانتِ عشان قولتيله كيوت اتحول تاني.
سكت لبرهة قبل أن يردف ببسمة:
– بس طريقة كلامه معاكِ قبل شوية تأكد انه اتقبلك بسرعة.
إبتسمت بإتساع وحركت شعرها للخلف بظاهر يدها قائلة بغرور مصطنع:
– طبعا هيتقبلني بسرعة، أنا مش أي حد برضه، أنا بدور العمري لو مش عارف!
– لا عارف طبعا!
قالها بسخرية وهو يدخل غرفته فتحركت هي الأخرى لكنها توقفت وهي تستمع إلى صوت بكاء صادر من غرفة والدها، وقفت أمام الباب وألصقت أذنها به وهي تستمع إليه يحدث شخصا ما بنبرة متحشرجة قائلا:
– شفتِ إبنك عمل إيه يا ليليا؟ كان بيشرب .. والسبب هو صدمته من الي حصل زمان! أنا غلطان، مكنش ينفع احكيلهم حاجة .. كان لازم اخبي عليهم ومتسببش في جرح في قلبهم، أنا السبب في الي حصل لإبنك، بس انتِ السبب الرئيسي لأنك لو معملتيش الي عملتيه زمان مكنش ده هيحصل ومكنتش بدور هتبعد عني!
فتحت الباب دون إستئذان عند سماعها تلك الكلمات فتفاجأ من وجودها ومن سؤالها الذي طرحته:
– ماما عملت إيه زمان يا بابا؟ متخبيش عليا أكتر من كده!
إنتبهت إلى الصورة التي كان يمسك بها بين يديه والتي عاد ينظر إليها ثانية بعد إستماعه لسؤالها، إقتربت منه لتراها بعد إغلاقها للباب فوجدتها صورة له مع والدتها والتي كانت تحملها عندما كانت صغيرة. إبتسمت وهي تشاهدها معه ثم قالت:
– الصورة دي عندي منها أنا كمان.
طالعها بإستغراب فواصلت:
– ماما برضه كانت حاطاها في اوضتها وبتبصلها ديما ولما ابقى معاها بتفضل تحكيلي عنك ديما.
– بتحكي عني وحش؟
نفت برأسها قائلة:
– بالعكس، هي ما سابتش حاجة حلوة فيك الا وقالتها.
ظهرت على وجهه ملامح الإستغراب ثم نظر إلى الصورة وقال:
– احكيلي عنها، وعنك، وعن حياتكم مع خالك.
– بشرط ..
– ايه؟
– تحكيلي انت برضه حصل ايه زمان.
نظر إليها قليلا ثم إلى الصورة ومرت دقيقة كاملة قبل أن يتنهد ويقول حاسما أمره:
– تمام.
إبتسمت بإنتصار ثم تحدثت بحماس تخلله بعض الحزن:
– ماما كانت الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي، كنا عايشين في بيت خالي ومراته وخالي كان وحش اوي معانا وخاصة مع ماما، خلاها خدامة عنده وعند مراته وديما بيزعقلها على أقل حاجة وأنا كمان، ماما أقنعته بصعوبة انه يخليني ادرس وهو وافق بشرط انه ميدفعش حاجة وفعلا ماما بقت بتصرف عليا وعلى دراستي لحد ما بقى عندي اتناشر سنة وما’تت بالقلب.
ساد الصمت بينهما لبعض الوقت وهي تحاول كبح دموعها ثم واصلت:
– بعد مو’تها بقيت مكانها وبقيت أنا الخدامة بتاعتهم بس اتمسكت بدراستي وهو معترضش لاني كنت شاطرة وكان بيفكر اني ممكن أنفعه لما اكبر واشتغل لحد ما خالتو فريدة جت من السفر ولانها مكنتش بتتواصل مع أخواتها مكنتش بتعرف ان ماما اتجوزت أصلا وأنا حكيتلها كل الي بعرفه وهي حاولت تاخدني معاها عشان تبعدني عن خالي بس هو كان رافض .. وبعدها قابلتك وانت تعرف الي حصل …
كانت تتحدث بحزن شديد فلم يتردد في إحتضانها بعد إنتهائها والتربيت عليها مطمئنا إياها وهامسا لها بكلمات تؤكد لها وجوده بجانبها إلى الأبد. إبتعدت عنه بعد بضع دقائق قائلة:
– دورك عشان تحكي دلوقتي.
تردد في الحديث لكنه قد إتفق معها على إخبارها فبدأ يحكي لها بعد أن أطلق تنهيدة وجع:
– لما كنت في تالتة إعدادي بابا نقلني لمدرسة تانية عشان في مشاكل حصلت في المدرسة الأولى ولما اتنقلت تقريبا كل الي في المدرسة عرفوا اني غني عشان بابا كان رجل أعمال وكده ولقيت صحاب كتير حواليا من أول يوم بس كنت عارف ان كلهم مهتمين بيا عشان فلوسي وبس .. لاحظت في يوم ان في حد بيدرس معانا والي هو فادي كان ديما بيبصلي بنظرات مش فاهمها بس حسيت انه مش طايقني، لقيت نفسي في مرة بروحله وأسأله عن السبب وهو قالي بكل صراحة انه مش طايقني لاني اخدت منه صحابه .. إستغربت ان كل همه كان صحابه ومكنش طمعان في فلوسي زي الباقي بس الايام كانت بتعدي وأنا كل مرة بكتشف قد ايه شخصيته حلوة ومرحة فحاولت أكلمه لحد ما اتقبلني وبقي انتيمي زي ما بتقولوا …
سكت لبرهة يسترجع أنفاسه التي سلبت من الحديث ثم تابع:
– كبرنا ودخلنا الجامعة سوا .. اتعرفنا على وحدة إسمها سوسن، كانت حلوة وظريفة او انا كنت فاكر كده وهي حبتني وبصراحة مكنش ظاهر عليها انها طماعة وحبتني عشان فلوسي فاتجوزتها، بس بعد الجواز لاحظت ان فادي بدأ يبعد عني، مكنتش عارف السبب وكنت بحاول اتكلم معاه بس هو كان بيتجنبني لحد ما عرفت ان سوسن حامل .. كنت مبسوط اوي بالخبر بس بعد تلاتة شهور تقريبا في حد بعتلي صور صدمتني لسوسن مع فادي في أوضاع مش كويسة وبعدها بالضبط
سوسن طلبت مني الطلاق .. مسألتهاش عن السبب وخبيت عليها اني عارف خيا’نتها بس اشترطت عليها اني لو طلقتها تتنازل عن الولد الي في بطنها ليا وهي وافقت من غير تردد، وفعلا طلقتها وأخدت رسلان وعلى طول عملت تحليل DNA وعرفت انه مش إبني، بس برضه خبيت الحقيقة ونسبته ليا، بعدها سمعت أن فادي اتجوز سوسن وجالي بعد فترة وقالي ان رسلان ممكن يكون إبنه بس أنا كدبت عليه وجبتله تحليل DNA مزور عشان اثبتله انه ابني أنا وهو صدق ومشي …
قاطعته بدور بلوم:
– مفكرتش في ان الي بتعمله ده غلط؟ انت كده بتحرم اب من ابنه وكمان بتنسبه ليك وانت عارف انه مش ابنك!
– عارف بس ساعتها كنت مقهور!
– طب كمل!
تنهد للمرة الثانية وأكمل:
– عدت فترة قصيرة محاولش يضايقني فيها تاني لحد ما بعتلي أخته، والي هي مامتك .. ليليا ..
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)
سبحان الله
استغفرالله
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
لا اله إلا الله محمد رسول الله
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين