Uncategorized
رواية غزوة حب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء إيهاب
رواية غزوة حب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء إيهاب
رواية غزوة حب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء إيهاب |
رواية غزوة حب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أسماء إيهاب
وقف حسام بجوار زينة امام السيد حمدي ينظران نحو الاسفل و حمدي يدور حول نفسه و يقطع الارض ذهاباً و اياباً بغضب شديد يفور باوردته لما رأه من مشهد ابنته و ابن شقيقه نعم هو زوجها و لكن لم يكن يتوقع انه سيستغل مجيئها معه الي منزلهم لـ يتمم زواجه بها قبل الزفاف ، جذب خصلات شعره بقوة و هو يسب بهم بصوت مرتفع حانق :
_ يا ولاد الكلب عايز تضربني علي قفايا يا حسام و قال اية هوريها الشقة يا عمي يا ابن نبيلة يا ابن الكلب
رفع حسام وجهه نحو عمه ينظر اليه و ما ان تقدم نحوه ناطقاً :
_ يا عمي اسمعني
حتي قاطعه حمدي يصرخ به بحدة :
_ هششششش مش عايز اسمع صوتك
لـ نكس رأسه مرة أخري و هو يعود لـ محله لـ ينظر اليه تلك الباكية خجلاً من موقفها مع والدها ، أشار حمدي الي الحقائب البلاستيكية الموجودة علي الارض و هو يقول بحدة :
_ لولا ما نسيتوا الاكياس و جيت اجبهالكوا مكنتش عرفت باللي بتعملوا من ورايا
ارتفع صوت بكاءها و هي تتقدم من والدها متحدثة بخجل :
_ يا بابا و الله ما عملت حاجة هو اللي اتغرغر بيا و راح دخلني الاوضة و انا مأمنه و قفل الباب
_ واطية
همس بها حسام إليها حين اندفعت تتحدث الي والدها بدفاع عن نفسها لـ يتقدم منه حمدي يمسك بتلابيب ملابسه و هو يصرخ به بغضب :
_ كمان اتغرغرت بيها يا حيوان
ازاح حسام يد عمه برفق عنه و هو يقول بضيق :
_ يا عمي انت مكبر الموضوع اوي دي مراتي
نظر اليه حمدي شرازاً و هو ينكزه بصدره :
_ ما هي لولا انها مراتك كنت دبحتك
لـ يهمس اليه مجدداً بغيظ :
ما هو فرحكوا اخر الاسبوع يا حيوان
لـ يتأفف حسام و هو يتحدث اليه بضيق :
_ ما خلاص بقي يا عمي كفاية تأنيب ما انت جيت في الوقت المناسب بالظبط و لا هببت حاجة
اتسعت اعين حمدي من وقاحة حسام المتناهية امامه لـ يلتفت الي ابنته يمسك بيدها يصطحبها معه الي الخارج و هو يقول بتوعد :
_ و الله ما هتلحمها غير يوم الفرح يا حيوان لا تجهيزات و لا زفت علي دماغك
خرج حمدي مع ابنته غالقاً الباب خلفه بـقوة لـ يتأفف حسام بضيق و هو يحمل اغراضه و يخرج خلفهم ..
وصل حمدي مع زينة الي المنزل لـ تركض هي سريعاً الي غرفتها قبل ان يلحق بها حمدي الغاضب منها و بشدة و ما كادت ان تغلق الباب حتي دفعه والدها و قد اسرع خطواته حتي واكبت خطواتها السريعة لـ يدلف الي الداخل و هو ينظر اليها بغضب ارتجفت امامه و هي تتراجع الي الخلف بخوف في حين امسك ذراعها بقوة و هو يضغط عليه بقوة قائلاً بصوت حاد :
_ هو دا اللي موصيكي بيه يا زينة هو دا اللي متخلهوش يلمس شعرة منك قبل الفرح
لـ تنطق بارتجاف و الاحرف تتلعثم داخلها :
_ و الله يا بابا معملتش حاجة انا كنت بتفرج علي الشقة و هو قالي انه هيغير لما اتأخر جوا قولت اكيد غير خبط قالي انه خلص و افتح الباب فتحت الباب يدوب دخلت قفل هو الباب عليا و الله يا بابا محصلش حاجة انا اسفة خلاص و الله
دلفت إليهم والدتها حين وجدت اصواتهم تتعالي بحدة لـ تنظر اليهم متسائلة :
_ في اية يا حمدي بتزعق لية
ابعد حمدي يده عن زينة بغضب ناظراً الي زوجته قائلاً :
_ اسألي بنتك
خرج من الغرفة بغضب غالقاً الباب خلفه لـ تتوجه هي الي ابنتها الباكية تحتضنها و هي تتسائل عن سبب صراخ زوجها بهذه الحدة
**********************************
اعينه مشتعلة بنيران الحقد الدفين يود لو يحرق الارض و ما عليها اوقف السيارة امام منزل السيد اكرم بعد ان كان يقودها بسرعة جنونية غير مستوعب ما يحدث معه يوجد تعقيد بكل مرحلة يتقدم منها بها يجد حائل بينه و بينها بدأ عقله بتصديق كلماتها ان هذا عقاب من الله لهم فتح باب السيارة يسرع بالنزول منها يغلقها بحدة توجه بخطوات سريعة نحو البناية لكنه توقف و تراجع ان يصعد الي الاعلي و جلس علي الدرج الذي صعد ثلاث درجات منه يتنفس بقوة و صوت مسموع و صدره يعلو و يهبط بجنون و هو يمرر يده علي وجهه و هو يزفر باختناق حتي هدئ قليلاً و اخرج هاتفه من جيب بنطاله يهاتف فيروز واضعاً الهاتف علي اذنه و ما هي الا دقيقة و اتاه صوتها الهادئ قائلة :
_ الو .. ايوة يا شهاب
و من دون اي مقدمات تحدث بلهجة امر لا يقبل للنقاش :
_ البسي و انزليلي انا تحت
تسألت بقلق و لم ترتاح لـ نبرة صوته :
_ في اية يا شهاب ؟ في حاجة مزعلاك
تحدث بتأفف و هو ينهي الامر :
_ انزلي و خلاص يا فيروز .. و هاتي بطاقتك معاكي
اغلق الهاتف و لم يستمع الي ردها لـ تنظر هي الي الهاتف بتعجب ثم القت الهاتف علي الفراش و تتوجه نحو خزانة الملابس لـ تبدل ثيابها و هي تتنهد قائلة :
_ ربنا يستر
بدلت ملابسها سريعاً و توجهت نحو الخارج نظرت اليها هناء بتساؤل لـ تتقدم منها فيروز تقبل رأسها و هي تتحدث بهدوء :
_ راحة مشوار صغير بس يا ماما و جاية مش هتأخر عليكي و كمان ممكن اعدي علي المستشفى
هزت هناء رأسها بتفهم لـ تتوجه فيروز نحو الاسفل لمن ينتظرها علي احر من الجمر استمع الي صوت قرع اقدام مصطدمة بالارض رفع رأسه نحو الدرج و لا لازم يجلس باخره لـ يجدها تنزل اليه و هي تقول باستفهام :
_ في اية يا شهاب و مالك قاعد كدا لية
_ جبتي بطاقتك معاكي
تسأل دون ان يجيب عليها لـ تنظر الي وجهه متفحصة ملامحه التي دلت انه ليس بخير إطلاقاً لـ تهز رأسها بـايجاب قائلة :
_ اه معايا بس انت عايز بطاقتي في اية
نظر اليها و هو يلتقط انفاسه المضطربة بهدوء حتي يتحدث اليها لـ تسأل هي بقلق :
_ في اية يا شهاب
لـ يتحدث بعد وهلة قائلاً بهدوء مصطنع و داخله يتأجج بالنيران :
_ انتي عارفة ان طارق خطبك
ظهرت ملامح الصدمة علي وجه فيروز و هي تصرخ بذهول :
_ نعم ازاي يعني يعني خطبني من غير ما اعرف هو انا حتة اثاث عندهم و لا اية انت عرفت منين
تنفس بعمق و زفر الهواء علي مهل عندما رأي صدمتها و ذهولها فهي لا تعلم عن هذا الموضوع اي شئ لـ يهز رأسه و هو يرفع يده امامها قائلاً :
_ انا روحت اخطبك من ابوكي النهاردة و اعملهلك مفاجأة بس ممكن الاول تهدي كدا و اسمعيني
رفعت رأسها إليه و هي تتحدث بغضب قائلة :
_ اهدي ازاي يا شهاب هو كل واحد فيهم هيتحكم فيا شوية شوية احمد و شوية طارق هو في اية هما بيعملوا معايا كدا لية
تنهد بضيق و هو يتحدث اليها برفق :
_انا هادي عشانك يا فيروز فاهدي انتي كمان و اسمعي اللي عايزة اقوله
تأففت و هي تحاول كبح دموعها الا أنها لم تستطع لـ تضع يدها علي وجهها بعد ان انفجرت بـالبكاء لـ تستند علي حاجز الدرج حتي استطاعت الجلوس علي الدرج تتحدث بصوت مختنق باكي :
_ انا مش عارفة اية اللي بيحصلنا دا انا تعبت بجد تعبت انا معدتش عايزة اي حاجة لا انت و لا غيرك كفاية اني اكون عايشة في هدوء و بس مش عايزة حاجة تانية سبوني في حالي بقي
جثي علي ركبتيه امامها جذب يدها رغماً عنها يقبل يدها و هو يطلع اليها بحب متحدثاً :
_ خلاص مفيش حاجة هضايقك تاني انا قولتلك هاتي بطاقتك عشان احنا هنتجوز النهاردة ة غصب عن اي حد
اتسعت اعين فيروز بصدمة مما يقول لـ تسحب يدها من يده و هي تتحدث اليه بحدة :
_ انت اتجننت يا شهاب انت عايزني اتجوز من ورا اهلي
وقف مستقيماً يرمقها بغضب و هو يقول بغلظة :
_ ايوة هنتجوز من وراهم ما دام بقينا في ايديهم زي العرايس اللعبة قومي يا فيروز هنروح دلوقتي للمأذون
هزت رأسها بنفي و هي تبكي من جديد تهمس :
_ مش هعمل كدا يا شهاب
لـ تقف عن الدرج و هي تمسح دموعها بعنف تنظر اليه متحدثة بإصرار :
_ انا هروح اكلم بابا هفهم منه لية عمل كدا
لـ يتحدث بنفاذ صبر و قد اختنق من شدة الغضب و طفح به الكيل انتظر اكثر من سبعة سنوات حتي يحظي بقربها و بالنهاية تكون لغيره :
_ مش هتروحي يا فيروز في حتة لو هتروحي لابوكي يبقي نروح مع بعض و الموضوع منتهي و انتي مراتي
حاولت تخطيه و الخروج من البناية و لكنه سد عليها الطريق و هو يهز رأسه بنفي و ملامحه لا تفسر لاول مرة لا تعلم ما تقوله عينه لاول مرة لا تستطيع تفسير ما يجول بخاطره ، ابتلعت ريقها و هي تهدئ من روعها و بالنهاية تحدثت برجاء :
_ ارجوك سيبني يا شهاب اوعدك ان لو صمم علي رأيه هاجي معاك بس سيبني اشوف بابا و اتكلم معاه عشان خاطري
نظرت اليه باعين لامعة بتوسل لوهله كان سيرفض و لكن و كأن سحر اسود جذبه للنظر الي عينه لـ يخرج منه الحديث تائه بعد نظراتها الرائعة لـ بجيبها بعد ان تنهد بضيق :
_ ماشي يا فيروز بس و الله لو حصل حاجة تفرقنا تاني ما هسكت ابدا المرة دي فيها موتي يا فيروز سامعة
هزت رأسها بـايجاب سريعاً لـ يتقدم من الخارج صاعداً الي سيارته و اسرعت هي الي جواره تمسح دموعها و تتحلي ببعض القوة حتي وصلت الي منزل والديها تنفست بعمق و هي تغمض عينها لـ يلتفت اليها شهاب ناظراً الي حالتها قائلاً :
_ انا معاكي
كلمة واحدة منه قادرة علي جعلها تشعر بالطمأنينة و الامان كيف له ان يتملكها بكل ما بها بلحظات نظرت اليه متأملة عينه بدقة و كأنها و لاول مرة تنظر إليه حتي هزت رأسها باستجابة له و هي تلتفت لـ تفتح باب السيارة خارجة منها متقدمة من الداخل و داخلها لا يبرر فعل والدها ابداً اسرعت الي مكتب والدها حين أخبرتها الخادمة انه يجلس به عندما سألت عن مكانه فتحت الباب و دلفت الي الداخل و اغلقت الباب خلفها وجلس شهاب ينتظرها بالخارج حتي تنتهي من الحديث مع والدها ، نظرت الي والدها بهدوء عكس هياج قلبها الملتاع لـ تتحدث باختناق متسائلة :
_ هو فعلا طارق خطبني من حضرتك
نظر اليها عبد العزيز ثم تسأل بهدوء :
_ هو اللي قالك
هزت رأسها بايجاب و ظهرت دموعها بمقلتيها و هي تهمس بقهر :
_ انا مش عايزة طارق يا بابا
وقف عبد العزيز و تحرك باتجاه فيروز التي ترقبت ردة فعله جيداً حتي وقف أمامها انحني يقبل رأسها بحنو يربت علي كتفها متحدثاً اليها برفق :
_ عارف يا حبيبة ابوكي
ابتسمت و هي تنظر اليه بأمل قائلة بحماس زائد :
_ بجد يا بابا يعني خلاص كدا
امسك عبد العزيز بالمقعد يقربه منها يجلس الي جوارها يمسك بيدها و هو يتسأل بهدوء :
_ فاكرة لما حكتيلي علي جواز شهاب من ياسمين
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر اليه باستفسار لـ يبتسم هو مجيباً عليها بهدوء :
_ و هو ميستحقش قرصة ودن علي الحركة دي
_ يعني !
سألت بعدم فهم لما يرمي له لـ تزداد بسمته اتساعاً و هو يتحدث قائلاً :
_ يعني فعلا طارق لمح بالكلام انه يخطبك و انا قولت لا عشان عارف انك بتحبي شهاب لكن فيها اية لما نقرص ودنه شوية
نكست رأسها بخجل و هي تتحدث :
_ بس يا بابا شهاب كان جايلي و هو متعصب و مضايق اوي و كان عايزني اروح معاه للمأذون نتجوز من غير رأي حد بس انا اللي موافقتش
ربت عبد العزيز علي كتفها و هو يهتف بصوت عالي حتي يستمع اليه شهاب الجالس بالخارج و الذي يعلم بوجوده :
_ و انا عمري ما اوافق علي شهاب انتي خلاص هتتجوزي طارق مش عايز اسمع كلام في الموضوع دا تاني انتي فاهمة
كبحت هي ضحكتها علي تعبيرات وجه والدها المضحكة و لغته الصارمة التي لا تليق بما يعبر به و ما ان انتهي من جملته حتي اقتحم شهاب غرفة المكتب بحدة لـ ينظر اليه عبد العزيز بغضب مصطنع و هو يهب واقفاً عن مقعده و هي تقف جوار والدها متحدثاً بحدة :
_ انت ازاي تدخل بالهمجية دي اطلع برا
نظر شهاب الي فيروز يذكر بذلك الوعد لـ تشير بيدها بان يهدئ قليلاً الا انه رمقها بغضب ثم نظر الي والدها قائلاً :
_ انا سمعت منك كتير لما كنت عندك المرة دي بقي هيبقي همجية بجد
تقدم من فيروز سريعاً انتشلها من جوار والدها يحملها علي كتفه و بنطلق بها الي الخارج وسط صراخ عبد العزيز به و اتهامه بعدم التهذب و انه عديم التربية و لكنه لم يهتم شهاب بما يقول أو انها تضرب ظهره و كتفه بقوة و هي تنهره و تطلب منه ان ينزلها عن كتفه ،صرخت به و هي تتحرك بقوة حتي تقع عن كتفه قائلة :
_ نزلني يا شهاب دي قلة ادب نزلني و الله ما هتجوزه و لا حاجة
اسرع نحو البوابة و لكن قد صدر امر من السيد عبد العزيز لـ حارسه ان لا يسمح له ان يتخطي البوابة و يخرج بابنته ، وقف امامه الحارس يسد عنه الطريق و هو يقول :
_ ممنوع تخرج من هنا
انزلها اخيراً عن كتفه لـ تنظر اليه بغيظ و هي تضرب بذراعها بطنه بحدة من شدة الغضب لـ يتاوه هو بألم و هو يضع يده علي بطنه لـ تبتعد عنه و هي تتحدث اليه بعصبية :
_ احسن تستاهل عشان عيب اوي اللي عملته دا
_ انتي قولتي لو ما تفهمتيش معاه هتخرجي معايا عشان نروح للمأذون
تحدث بها بصوت جهوري لـ يتقدم منهم عبد العزيز يحاوط كتفها قائلاً :
_ انت حيوان ازاي تعمل حاجة زي دي
صمت شهاب و لم يتحدث انما بداخله غضب منه يكفي لان يقول له كلمات وقحة لم يتوقعها ابدا انكا فضل ان يري ما نهاية كل ما يحدث معه لـ يشير اليه عبد العزيز الي الخارج قائلاً بصرامة :
_ اطلع برا و مشوفش وشك هنا تاني الا
كاد ان يتحدث شهاب لـ يقاطعه عبد العزيز بذات التعبير قائلاً :
_ الا و معاك اهلك و المأذون
اتسعت اعين شهاب بصدمة و هو ينظر اليه بعدم تصديق و قلبه يدق بقوة حتي ظن انه سيصاب بأزمة قلبية نظر الي فيروز التي ابتسمت بهدوء لـ يتحدث بتلهف :
_ ربع ساعة و اجيب اهلي و المأذون و الجيران و اجي
اسرع ينطلق نحو الخارج الا أن اوقفه عبد العزيز مرة اخري متحدثاً :
_ متستعجلش خليك لاول الشهر عشان انا مسافر
امتعض وجه شهاب بضيق و هو يتظر اليه قائلاً :
_ ما تأجل السفر السفر يتأجل الجواز ميتأجلش
لـ يرد مجيباً عليه :
_ الجواز يتأجل الشغل ميتاجلش يلا بقي اطلع برا و متقربش من فيروز تاني غير لما ارجع
خرج من المنزل و حين كاد ان يغلق الحارس البوابة اسرع شهاب يفتح البوابة مرة أخري ينادي بـاسم فيروز التي انتبهت اليه لـ يرسل اليها قبلة بالهواء و يخرج سريعاً لـ تنظر الي الاسفل هي تكبح ابتسامتها من الظهور
**********************************
دلفت فيروز الي المشفي بعد ان انتهت الايام التي كانت اذن لها مدير المشفي بأخذ اجازة حتي تنتهي فترة الحداد
جلست فيروز علي مكتبها تستعد لاستقبال المرضي في حين رن هاتفها امسكت الهاتف بابتسامة عريضة فتحت الاتصال و وضعته علي اذنها قائلة بمرح :
_ عروستنا احلي عروسة صباح الفل يا عروسة
لـ ترد زينة من الطرف الاخر بضحك :
_ صباح النور يا روحي .. انتي فين يا بنتي سيباني كدا مبتسأليش عليا
تحدثت فيروز بهدوء و هي تمسك ببعض الاوراق بيدها :
_ هو انا انساكي يا هبلة انتي انا اجازتي خلصت و نزلت المستشفى تاني و هجيلك لما اخلص ان شاء الله
لـ تجيب عليها زينة بضيق :
_ ما انتي عارفة ان النهاردة الحنة يا فيروز مستأذنتيش لية
_ معرفتش و الله يا حبيبتي و بعدين متقلقيش هخلص اللي ورايا بسرعة و اجيلك
اجابتها فيروز لـ ترد زينة بعد تنهيدة :
_ ماشي مستنياكي علي الله تتأخري
ما كادت ان ترد عليها فيروز لـ يطرق الباب أذنت للطارق بالدخول لـ تقبل عليها الممرضة بابتسامة هادئة و هي تقول :
_ نورتي المستشفى يا دكتور وحشتيني اوي و الله
_ تسلميلي يا حبيبتي و انتي كمان وحشتيني و الله
مدت الممرضة رسالة مطوية و هي تقول :
_ الجواب دا وصل لحضرتك يوم ما خرجت من المستشفى بسرعة و ملحقتش اوصله لايدك
امسكت فيروز الرسالة تنظر اليها باستغراب ثم نظرت الي الممرضة تشكرها برقة و لطف حتي خرجت من الغرفة لـ يصدح صوت زينة من الهاتف من الطرف الاخر و التي استمعت الي ما دار كله :
_ جواب بقي و حركات اوعي يا معلم
نهرتها فيروز و هي تصك علي اسنانها بغيظ :
_ بس يا جذمة اقفلي اشوف الجواب دا فيه اية و هكلمك تاني
اغلقت الهاتف معها و وضعته علي المكتب و امسكت بالرسالة تفتحها و تري ما بداخلها ، تبدلت ملامحها الي الحزن الشديد و هي تري خط يد ياسمين يدون الكلمات اعلي الورقة البيضاء تبدو انها بعثت لها قبل ان تخضع لتلك العملية تنفست بقوة و هي تقرأ الورقة و ما مدون بها
“” كنا اقرب اتنين لبعض في الدنيا دي يا روز فاكرة كلمة روز اللي كنت اول واحدة اقولها انا عارفة انك اكيد بتكرهيني دلوقتي و ليكي حق انا ندمت علي كل اللي عملته دا يا فيروز يارتني ما خسرت اخت زيك كنتي دايما بتحبيني في يوم كنت معدية من جنب اوضة بابا و ماما لقتهم بيتكلموا انك مش بنتهم و مش اختي زعلت اوي و قعدت اعيط كتير ازاي مش اختي و بعدين لاحظت الفرق بيني و بينك في كل حاجة يعني كنت فاكرة ان بابا و ماما بيعاملوكي كدا عشان انتي الصغيرة لكن انتي أصلاً مش بنتهم لية يعاملوكي احسن مني حتي لية تدخلي كلية اعلي مني و يصرف بابا عليكي كل دا لية بابا و ماما يجيبوا بنت احلي مني و يخلوها اختي و كل ما حد يشوفها يمدح في جمالها و انا لا عينيكي اللي بتدوب كل اللي يشوفك حتي لية يبقي عندك واحد بيحبك الحب دا كله و يتمسك بيكي سبع سنين حتي علي اللي انا حبيته و كنت اتمناله الرضا يرضي بيحبك انتي و عايز يتجوزك انتي و هيموت عليكي و عملت اللي عملته لما عرفت ان علي لما كان في شركة الادوية اخترعه حباية تخليكي مش عارفة تتحكمي في نفسك و في نفس الوقت ناسية كل حاجة يعني في وعيك و مش في وعيك في نفس الوقت حطيتها لشهاب في الاكل و روحتله البيت يا فيروز لمسني لكن مكنتش حامل منه هو انا كنت حامل من قبل ما يلمسني انا كنت حامل من علي بس مرضتش اقوله و فهمته بردو اني حامل من شهاب روحت لعم شهاب عشان يقف جنبي و يخليه يتجوزني و فعلاً وقف جنبي و انا مضيتك علي ورق يبقي سلاح في ايدي ضد شهاب عشان اهدده بيكي و بعد دا كله بردو مكسبتش اي حاجة في قلب شهاب شهاب بيحبك اوي يا فيروز و مش ممكن اي حد يكسب اي غزوة ضدكوا غزوتكوا اقوي كسبت غزوة الحب يا فيروز سامحيني و ادعيلي بالرحمة “”
تركت الرسالة من يدها و هي تبكي بحُرقة و شهقاتها المتتالية تتعالي قلبها يؤلمها و بشدة بالفعل فقدت من كانت تعدها شقيقتها و كانت تحارب حتي لا تصبح سعيدة نظرت الي الرسالة من جديد و هي تجهش بـالبكاء بقوة حتي الآن يظن شهاب ان من كانت تحمل به ياسمين ولده هو يا ليت يعود الزمن و لا تخسر ياسمين و لا يحدث اي مما حدث ، رن هاتفها لـ تمسك بالهاتف تجيب علي شهاب المتصل و لكنها لم تكن تستطيع السيطرة علي بكاءها حتي وصلها صوت شهاب القلق :
_ فيروز مالك انتي تعبانة في اية
ازداد حدة بكاءها و عينها لا تفارق تلك الورقة لـ تتحدث بصعوبة من بين شهقاتها قائلة :
_ شهاب ياسمين كان حامل في ابن علي مش في ابنك انت
***********************************
في الزنزانة المحتجز بها علي كان يجلس علي الارض يضم نفسه بذراعيه و هو شارد الذهن لا يعبر عن اي شئ .. فُتح باب الزنزانة و دلف الي الداخل رجل ضخم الجثة يشبه لاعبي الملاكمة نظر اليه بأعين ضيقة يركز علي ملامح وجهه حتي وجد انه ذاته من اتي هنا لاجله انه ذلك الحقير علي تقدم منه الرجل و نظر اليه باشمئزاز و صرخ به بصوت جهوري :
_ قوم يلا اقف
رفع علي بصره إليه بلامبالاه و لم يرد عليه لـ تظهر ملامح الغضب علب وجهه ذلك الرجل و ينحني يمسك بتلابيب ملابسه يجذبه لـ يقف امامه و هو يقول بغضب :
_ انا مش بكلمك ياض تقوم تقف و ترد عليا سامع
و أيضاً ظل علي مستسلم لا يبدي اي ردة فعل لـ ينظر اليه الرجل مرة اخري من اعلي الي اسفل و هو يقول :
_ انت بقي علي انت اللي بتلعب ببنات الناس و لما يعرفوا انك ابن كلب تقتلهم
حاول علي ابعاده عنه الا انه دفعه بقوة حتي ارتطم بالحائط بحدة لـ يخرج من فمه اداه صغيرة حادة و لوح بها امام وجهه و هو يقول :
_ و الله لهتحصل ميرنا يا ابن الكلب
صك علي اسنانه بغضب شديد و بلحظة و بكل قوته غرسها برقبة علي و سحبها بقوة حتي انتهي علي مذبوح علي الارض و دماءه تغرق الارض لـ يكون مصيره القتل بأبشع الطرق و ينال جزاءه من ما فعله بحياته حتي الآن و اخرهم كان قتل نفس بغير حق
يتبع……
لقراءة الفصل الرابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار