رواية القناع الخفي الفصل السابع 7 بقلم آية محمد رفعت
رواية القناع الخفي الفصل السابع 7 بقلم آية محمد رفعت
رواية القناع الخفي البارت السابع
رواية القناع الخفي الجزء السابع
رواية القناع الخفي الحلقة السابعة
بعنوان(عقابٍ قاسي…)
أبدل أدهم ثيابه لسروال من اللون البني وقميص أبيض اللون مصففاً شعره بحرافية فكان وسيماً للغاية ،توجه للأسفل فتفاجئ بها تجلس على الدرج ولجوارها تجلس شقيقته تتبادلان الحديث بصوتٍ يكاد يكون مسموع …
مكة بغضب :_يعنى أنتِ أختها ومعاها فى بيت واحد ومش عارفة مالها ؟!!
قطعتها بسخرية :_وأنا يعني عشان أختها لازم أعرف كل حاجة عنها !
إبتسمت بسخرية :_لا ميصحش عيب …أنا طول عمري أقول عليكِ بلاء من إبتلاءات الزمن مكنش حد بيصدقني
رمقتها بغضب ثم أنقضت عليها تكيل لها الضربات :_أنا الا غلطانه أنى قاعدة جانب واحدة عبيطة زيك لا وأيه بتكلم معها بعقل وهو مش موجود عندها ..
صرخت مكة بألم ليخرج صوتها بصعوبة :_يخربيتك هتموتيني فى أيدك
جيانا بسخرية :_هو أنتِ لسه شوفتي حاجة
مكة بحزن مصطنع :_كدا يا جوجو وأنا الا بقول عليكِ حبيبتي !
جيانا بغرور :_أنا مش حبيبة حد يا قلبي أسحبي كلماتك
:_لو خلصتم ممكن أنزل ؟!
صعقت الفتيات وتطلعت لبعضهم البعض من سماع صوته فأستدروا سريعاً لتتخشب كلا منهم محلها حينما رأته يقف أمامهم بطالته ونظراته الثابتة ..
مكة بأرتباك وهى تعدل من حجابها قائلة ببراءة مصطنعة:_أنا معملتش حاجة البت دي الا مدت أيدها عليا لكن أنا مقدرش أعملها حاجة لأنها أكبر مني .
صعقت جيانا فتأملتها بصدمة …خرج عن صمته قائلا بسخرية :_مفيش داعي للشرح يا مكة أنا هنا من فترة
إبتلعت ريقها برعب بينما تلون وجه جيانا بحمرة الخجل حينما تردد لعقلها ما فعلته !
أسرعت مكة بالحديث قائلة وهى تسرع بالهبوط :_المغرب قرب يآذن هلحق أجهز العصير ..
تطلعت لها جيانا بغضب بعدما هرولت من أمام النمر لتبقى هى أمام عيناه الساحرة ..
هبط الدرج ليقف أمام عيناه يتأمل خجلها بأبتسامة خبث ليخرج صوته الماكر :_الا عملتيه مع مكة مش غلط بس بستثناء كلمة قولتليها
رفعت عيناها له بزهول فأقترب منها يتأمل عيناها بنبض صدح بصدره ليتمرد على حوافز الزمن …..بقى طويلا هكذا ولكن سرعان ما عاد لأرض الواقع فهمس لها بصوته الرجولي :_أنتِ
حبيبة ليا …سكنتي خلاص جوا نبض القلب يعنى بقيتى ملكِ فاضل بس أعلن للكل
وإبتعد عنها ليجدها جمرة مشتعلة من الخجل فأبتسم بخفوت ثم هبط للأسفل تاركها تستعيد زمام أمورها ..
…بالأسفل …
وضعت ياسمين الأطباق على الطاولة الطويلة فقدمت غادة ومكة الطعام حينما قرب موعد الآذان ،ولج طلعت المنياوي من الخارج ولجواره أبنائه الثلاث فأنضموا للمائدة وكذلك فعل أدهم ويوسف وأحمد ….تجمعت العائلة وشرعت بتناول الطعام حينما صدح الآذان بالمكان بأكمله ،لحق بهم عبد الرحمن فتطلعت له سلوى برعب :_أيه الا حصل لأيدك ؟
أنتبه الجميع له فصمت قليلا يتذكر ما فعلته تلك اللعينة فطبق على يديه بقوة زرعت الشك بقلب أدهم وأحمد …خرج صوت عبد الرحمن بهدوء زائف تحلى به :_متقلقيش يا حبيبتي دا جرح بسيط
وتوجه بها للمقعد لينضم لهم شارد الذهن بتلك الفتاة فرغبة الأنتقام منها تزداد أضعافٍ مضاعفة بداخله …
عم الهدوء والأنتباه حينما تحدث طلعت قائلا بوقاره الدائم :_أبوك جالي أنك عايزني يا أدهم
أنتبه أدهم له قائلا بأحترام :_أيوا يا جدى لو تسمح بس 10 دقايق فى القاعة ..
جفف يديه جيداً مشيراً برأسه بالموافقة فولجوا جميعاً للقاعة …
******
بالمشفى
وبالأخص بغرفة حازم السيوفي …
عاونته رهف على أرتداء ملابسه فأبتسم على خجلها المرسوم على وجهها ليرتدى قميصه بمفرده قائلا بسخرية :_عفونا عنك
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته على مظهرها الطفولي ،جذبها لأحضانه قائلا بخبث :_طب وأنا ذنبي أيه ؟ مش أنتِ الا مصممة تساعديني ؟!!
رفعت عيناها الغاضبة له لتدفشه بعيداً عنها بضيق :_وحضرتك ما صدقت !
قربها منه قائلا بتفكير :_أبقى غبي لو فوت الفرصة
حاولت أخفاء شبح البسمة الظاهرة على وجهها ولكن لم تتمكن ،رفع وجهها بيديه لتتقابل مع سحر عيناه القاتل فعلمت الآن أن الهلاك ببحور عشقه حقيقة ومصير ..
إبتعدت عنه سريعاً حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة فأبتسم وهو يعيد خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه …
ولج للداخل بعدما سمح الآذن بذلك فأعتدل حازم بجلسته بزهول من رؤية من يقف أمامه !
حتى رهف ترى هذا الرجل ذو الخمسون عاماً لأول مرة …جلس إبراهيم السيوفي على المقعد المجاور له قائلا بنبرة جافة تشود للخوف بنجاح :_مش هأخد من وقتك كتير
نبرته الجافة زرعت القلق بقلب رهف وبالأخص ملامح حازم الثابتة كانت سوء لحالتها ،أشار لها حازم بالخروج فأنصاعت له وخرجت على الفور ليتبقي هو بمفرده معه …
خرج صوته بعد مدة طالت بالنظرات الساكنة بينهم :_أيه سر الزيارة الكريمة دي ؟!
أخفض إبراهيم قدميه والغضب يكتاظ ملامح وجهه فخرج صوته الشبيه للرعد :_إسمعني كويس يا حازم أنا معنديش غالي فى حياتي غير بنتي هى كل حياتي مستعد عشانها أحارب الكون كله … فصدقني ممكن أنسى القرابة الا بتجمعنا وأقضي عليك وعلى أخوك بذرة قلم
ضيق عيناه بعدم فهم :_بغض النظر عن تهديدك دا فأنت فى النهاية عمي وأحترامي ليك هو أنى مسمعتش حاجة لأن تهديد حازم السيوفي حفر قبر ليفكر يعملها
بدا الخوف على ملامح وجهه فسترسل حازم حديثه بهدوء تحلى به :_أنا عارف أن حمزة تصرفاته زادت عن الحد بس مش معناه أنى هسيبك تخلص على أخويا وأنا واقف أتفرج عليك ..
تخل عن المقعد قائلا بغضب :_حمزة نهايته هتكون علي ايدي لو مقاليش بنتي فين ؟
صعق حازم فتخل عن فراشه قائلا بصدمة :_تقصد أيه ؟
أخرج إبراهيم من جيب سرواله ظرف مطوى وألقاه بغضب على الفراش قائلا بعصبية لا مثيل لها :_لما تفتح الظرف دا هتعرف وخاليك فاكر كلامي كويس رقبة أخوك قصاد خدش واحد بس ..
أقترب حازم منه قائلا بتفاهم لما يشعر به :_متقلقش يا عمي رتيل فى النهاية هى بنت عمي برضاك أو غصب عنك وأنا مش هسمح لحمزة يأذيها زي ما عمل معايا
شعر بصدق ما يتفوه به فأشار برأسه بأستسلام وغادر تارك بؤرة الغضب تجتاز عين حازم فجذب الظرف ومزقه بلهفة لرؤية ما بداخله وكانت الصدمة حينما رأى رتيل مقيدة بأغلال غليظة ..التعب يتمكن من ملامحها …..والدموع تسرى على وجهها بلا توقف ..
قبض على الصور بغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت :_حمزة
ثم ألقى بالظرف أرضاً وهو يتوعد له بالكثير …
*********
أما على الجانب الأخر هناك قلبٍ حُطم بقوة بعدما حصل على الحياة ….شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئاً ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطر مجدداً ..
بغرفة همس …
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد !…
ولج الطبيب للداخل ثم فحصها بحزن على ما سيخبره به ولكن عليه ذلك …
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب :_فى أيه يا دكتور ؟
ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء :_للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به :_يعنى أيه ؟
رفع الطبيب يديه على كتفيه بحزن :_هى مش محتاجة غير الدعاء مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
وتركه وغادر ليسقط على المقعد بأهمال ونظراته تطوفها وهى تعتلى الفراش بستسلام ..
أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه :_لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا …فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسوة دي …
ولجت الممرضة لتحول بينه وبينها سريعاً ثم أخرجته من الغرفة برجاء بأن الحالة ستسوء أن بقى بالغرفة …
خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة …الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه …كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد ..جروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه ….ولكن هل سيقوى على العيش بدونها ؟!!
أما أن هناك مجهول غامض على الأبواب !
*****
بمنزل طلعت المنياوي ….
بقي ساكناً يتأمل أحفاده بنظراتٍ غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة …
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه :_بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ بخوف :_مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت
تطلع له أدهم بثبات :_يا عمي أحنا بنعرض عليه البيع وبالتمن الا هيعرضه للغرب …وبعدين أنا سمعت من بابا أن جدي كان هيعرضها للبيع فعشان كدا خدنا القرار دا
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح …
كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان ……طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض :_إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه !
تحدث عبد الرحمن سريعاً :_لا يا جدي لو حضرتك مكنتش حابب تبيعها أستحالة كنا فاكرنا فيها ..
أكمل احمد بهدوء:_أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع :_لا يا ولدي أني مش زعلان واصل ..بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم ..
قطعه أدهم بضيق :_لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد بخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة …
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر :_خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك !!
أخفض عيناه بحرج :_العفو با جدي بس ..
قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه :_مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج بخوفٍ شديد ..
جلس الجد على الأريكة مشيراً لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة ….جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له …
تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء :_زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض …أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه ….
صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا :_كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم …
ثم رفع يديه بتحذير :_أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير ..صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم …
أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن :_بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم ..أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخوف ..وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والموت …ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره ..بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت ..
رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة :_قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال ..دلوجت بقيتوا رجال ويعتمد عليكم عشان لما أموت مبجاش ورثتكم المال الا ممكن تخسروه لكن دلوجت تعرفوا القرش كيف يكون طريقه ..
وده كان أخر كلامه رغم أنهم جصرين بس رمموا الشروخ الا كانت جوانا ..
غامت عيناهم بالدمع على حديثه فأبتسم أدهم فالآن علم رسالة جده الصريحة لهم …
رفع طلعت يديه على كتفي أحمد وعبد الرحمن :_كل الا عمالته ده عشانكم يا ولدي لكن مفيش حاجة بتاعتي وبتاعتكم كل المال ده بتاعكم أنتوا وأخواتكم كل الا كنت عايز أقولهالكم أنى لما رجعت من الصعيد بأملاك وأراضي ورثتها من أبوى مكنتش سعادتي زي أول قرش كسبته بعرق جبيني ..
أدهم بفخر :_كل يوم بزيد فيك أحترام يا جدي
إبتسم قائلا بسخرية :_وأنى بيزيد غضبي عليكم وأنى شايفكم بتتغزلوا ببنات أعمامكم إكده
سعل أحمد بقوة فكبت عبد الرحمن ضحكاته قائلا بثبات مخادع :_حاشة لله يا جدي مغازلة أيه بس ؟!
ضيق عيناه ليقول بغضب مصطنع :_فاكرني إصغير إياك
أحمد بخوف :_بمناسبة القعدة العسل دي متجوزني ياسمين بنت عمي وأنا أدعيلك دنيا وأخرة والله العظيم
تعالت ضحكات طلعت لأول مرة قائلا بصعوبة بالحديث:_لع أني وفجت على الأرضية لكن جواز سبونا نفكر ونرد عليكم
تطلع له أحمد بحزن على عكس أدهم يطوفه بنظرات غامضة ..تحلى طلعت بالثبات الدائم قائلا بجدية :_يالا بجا سبوني مع عبده لوحدينا عشان ألحق صلاة العشا
وزع أحمد النظرات بين أدهم وعبد الرحمن برعب فجذبه أدهم للخارج حتى لا يفتضح الأمر ولكن لا يعلم أن الجد على علم بما يحدث !…
خرجوا جميعاً فرفع عبد الرحمن عيناه له ليجده يتطلع له بثبات وغموض نجح عبد الرحمن بمعرفة الخفى وراءهم فأبتسم قائلا بعدم تصديق :_زين لحق يقولك !!
أستند الجد على الأريكة قائلا بهدوء :_زين عمره ما خبي عليا حاجة يا ولدي
تقبل عبد الرحمن الأمر قائلا بجدية :_طب وحضرتك رأيك أيه ؟
صمت طلعت قليلا يتفحص ملامحه بأهتمام فقال بهدوء :_أسمع يا ولدي أنى عمري ما رافضت لزين طلب لكن المرادي مجدرش أخد الخطوة دي فكر زين ورد عليا بقرارك
وتركه الجد وخرج من القاعة بأكملها ليحسم هو أمره الأخير ..
*********
بقصر حازم السيوفي
دلف للقصر بعدما سمح له الطبيب بذلك ..فجلس على الأريكة يتطلع على الباب الفاصل بينه وبين أخيه بشرود ..
جلست رهف لجواره تطلع له بقلق وأرتباك لتخرج عنه قائلة بهدوء مصطنع :_بتفكر فى أيه ؟
رفع حازم عيناه لها بصمت قطعه قائلا بهدوء زائف :_سبيني لوحدي شوية يا رهف
أسرعت بالحديث :_مستحيل أسيبك لوحدك مع الحيوان دا
رمقها بنظرة غامصة فحاول التحكم بزمام أموره قائلا بثبات ؛_هبقى كويس متقلقيش
أشارت برأسها بقوة وخوف ليجيبها بغضب :_مش قولتلك سبيني لوحدي !
أسرعت بالنهوض بفزع من صراخه الغير معهود فشدد على شعره الأسود الغزير بضيق ثم وقف على قدميه وأقترب منها ليحتضن وجهها بيديه :_أنا آسف يا حبيبتي بس بجد محتاج أكون لوحدي
أشارت له بتفهم وتوجهت لغرفتها بصمت وعيناها تطلع لذلك الباب القابض للأنفاس برعبٍ حقيقي ..
أما هو فقطع نظرات الصمت بأن ولج للداخل ليجده مقيد بالأغلال التى أعدها له من قبل …
شعر بحركة خافتة بالغرفة ففتح عيناه ليجده أمامه فأبتسم قائلا بسخرية :_حمدلله على السلامة متوقعتش أنهم هيكتبولك على خروج سريع كدا
جذب المقعد وجلس يتأمله بنظرات جعلت الدماء تتغلل بالعروق فخرج صوته الهادئ :_وليه متقولش أنك وحشتني !
ضيق عيناه بغضب وهو يحاول تحرير يديه قائلا بعصبية :_لو فاكر أن الا بتعمله دا هيأثر فيا تبقى غلطان
أقترب منه حازم وعيناه تشع شرارت الجحيم قائلا بنبرة تلتمس القوة :_رتيل فين يا حمزة ؟
إبتسم وهو يتأمله قائلا بتحدى :_متحاولش …أنت أتعاقبت ودا دورها
صاح بغضب لا مثيل له :_أنت مستحيل تكون بني أدم أنت مريض نفسي
:_البركة فيك وفى أبوك
قالها بصوت يحمل الآلم فدفش حازم المزهرية بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه وبالفعل بعد عدد من المحاولات تمكن من ذلك …
كبت غضبه الجامح وأقترب منه ثم حرر قيده تحت نظرات أستغراب حمزة …فخرج صوته وعيناه تتأمل زهوله :_أنت حر يا حمزة تقدر تخرج من هنا براحتك وبرضو تقدر تقتلني ودلوقتي حالا وأوعدك أنى مش هقاوم
أقترب منه ليقف أمام عيناه بستغراب لما يقوله فصاح حازم بنفس لهجته :_مستني أيه ما تنتقم مني زي ما كنت حابب أه بس للأسف مش هتقدر تنتقم من أبوك لأنه خلاص بين أيدى ربنا لو تقدر ضاعف العقاب ليا وأهو بالك يرتاح ..
شعر بالعار والخجل فوضع عيناه أرضاً…ليجذب حازم السلاح من جيب سرواله ويضعه فى يديه قائلا بسخرية :_يالا مستنى أيه ؟
صراخ قوى عصف بالغرفة فأستدار حازم ليجد رهف تتخبئ خلف الحاجز والدموع تغزو وجهها …جسدها يرتجف بشدة وهى ترى معشوقها يقدم موته ليديه …
ظلت كما هى تبكى بقوة وهى توزع نظراتها بينهم …ألقى حمزة السلاح من يديه ونظراته تطوف حازم بصدمة فتركه وخطى بضع خطوات للخارج بينما ركضت رهف بسرعة جنونية لأحضان معشوقها فشدد من أحتضانها بعدم تصديق بأنه مازال على قيد الحياة …
تطلع له وهو يغادر فقال بغموض :_حمزة
أستدار له ليرى ماذا هناك ؟ …رمقه بقليلا من الصمت ثم قال بثبات :_بابا كاتب نص الأملاك بأسمك من قبل موته
كانت صدمة له الآن صار أنتقامه سراب !! ….
خرج حمزة من القصر مسرعاً وهو بحالة لا يرثي لها …نظرات وأمنيات أخيه تلحقه بأن ما أخبره به يطفئ شعلة الأنتقام بداخله …
أخرجه من بئر أمنياه شهقات بكائها المكبوت فأخرجها من أحضانه يجفف دموعها قائلا بحنان :_متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس
أزاحت يديه عنها ثم هرولت للخارج ببكاء مما كان سيفعله …
فجلس على المقعد بستسلام على ما يحدث له ….
********
صعدت مكة للأعلى لترى ماذا هناك ؟ ولما تريدها ياسمين فى الحال …
طرقت باب الشقة بستغراب من عدم أجابتها ولكنها تفاجئت بيوسف أمام عيناها …
مكة بزهول:_يوسف !
سرعان ما تدرجت وجوده قائلة وعيناها تبحث عنها ؛_ياسمين فين ؟
صرخت بآلم حينما جذبها يوسف للداخل بحركة مفاجئة ثم هوى على وجهها بصفعة قوية للغاية ..
رفعت وجهها المحتضن بين يديها بصدمة ودموع وهى تتأمله ليقترب منها قائلا بغضب لا مثيل له :_النهاردة أتاكدت أنك أوسخ مخلوقة على وش الكون أنا الا بعتلك رسالة من تلفون ياسمين عشان تطلعلي هنا عارفة ليه ؟
بقيت متخشبة محلها لا تعلم أن كانت بحلم أم بحقيقة مأساوية ..
جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوتٍ مزلزل :_حبيت أكون أول واحد يعرفك بحقيقتك الواسخة دي قبل ما أخوكِ وجدك يعرفوا بالا عرفته
بكت بآلم وهى تحاول تحرير نفسها من بين يديه قائلة بدموع :_أبعد عني أنت بأي حق ترفع أيدك عليا !!
إبتسم بسخرية :_هعرفك بأي حق
لم تفهم كلماته الا حينما صفعها عدة صفعات متتالية حتى هوت أرضاً من كثرة الآلآم فربما مجهولهم سوياً على وشك الأبتداء ! …
**********
بمنزل زين …
وبالأخص بغرفته ..
جلس أمام الفراش يتأملها بدموع تهوى بلا توقف ..رفع يديه يحتضن يدها الباردة قائلا بأبتسامة جاهد لرسمها :_تعرفي أحنا فين ؟
تطلع للغرفة بحزن :_فى البيت الا كان هيجمعنا …
ثم مرر يديه على شعرها الحريرى قائلا بعشق :_طلبت من أبوكِ أنك تخرجي من المستشفي على هنا ..عشان تكوني جانبي على طول ..
هوت دمعة من عيناها فأزاحها بلهفة ليضمها لصدره قائلا بهمس عاشق :_أنا عارف أنك سمعاني يا همس وعارف أنك هتعافري وهتقومي عشاني صدقيني عمرى ما هبعد عنك تانى ولا هسمح أن الا حصل دا يتكرر بس لازم تقومي ..
أخرجها من أحضانه ليجدها بغفلة حطمت قلبه …عاد لثباته الطاغي حينما دلفت الخادمة قائلة وعيناها أرضاً أحتراماً له :_فى واحد تحت عايز حضرتك يا فندم
زين بثباته الطاغي :_واحد مين ؟
قالت ومازالت عيناها أرضا :_بيقول أسمه عبد الرحمن
أشار برأسه بهدوء :_شوفي هيشرب أيه وأنا شوية ونازل
أشارت برأسها :_تحت أمرك يا زين بيه
وغادرت على الفور ليضع زين همس بالفراش ثم داثرها جيداً ليرمقها بنظرة مطولة قبل أن يغادر …
غادر الغرفة ففتحت عيناها ببكاء حارق بعدما أستشعرت آمان أحضانه ولكن عليها ذلك فالمجهول يحتمها على تذكرة غالية ولكن ربما لا تعلم بأنها على حافة الهلاك على يد الزين لتعود شامة القسوة تستحوذ عليه من جديد ! …
*******
حاولت تحرير ذاتها ولكن لم تستطيع القيود تزداد قوة كلما جاهدت بالتحرر …تساقطت دموعها بضعف وقلبٍ يآنن بقوة من معشوق كنت له العشق وتوجهته بالعاشق فطعنها بقوة حتى بات العشق كره له ..
ولج حمزة للداخل يبحث عنها بعيناه فوجدها تستكين على الحائط بتعبٍ بدا على ملامح وجهها المجهد ..
أقترب منها فتراجعت للخلف بكره يشع من عيناها بقوة فرفع يديه يمررها على وجهها قائلا بشتياق :_وحشتيني
تراجعت بوجهها للخلف بتقزز قائلة بحقد :_أفتكرتك مت بس للأسف لسه ربنا مستجابش دعائي ..
إبتسم وهو يهمس لها بمشاكسة :_مش قبل ما أنفذ وعدي ليكِ
دفشته بيدها المكبلة بالاغلال :_بتحلم يا حمزة
أغمض عيناه بتلذذ فهمس بسعادة :_بعشق أسمى لما تقوليه
صرخت به بجنون :_أنت أنسان مريض فكني وخالينى أمشي من هنا وأنا هسامحك ومش هقول لبابا أنك أنت الا عملت كدا
تعالت ضحكاته بجنون جذبها لتكون أمام عيناه :_خروجك من هنا هيكون سبب فى كسرة أبوكِ وخاصة لو جوزك من خطيبك دا ساعتها فضحتك أنتِ وأبوكِ هتكون على كل لسان
صعقت حتى تخشبت الكلمات على شفتها فجاهدت كثيراً للحديث والدمع يدنو منها :_أنت عملت أيه ؟!
نظرات المكر بعيناه جعلها تصرخ بجنون بكلمات كره وسبٍ له حتى أخشي عليها من ما فعلته فحملها بين ذراعيه ثم حررها وتوجه بها للفراش ..
جلس لجوارها يتأملها بأعين حاقدة … شيطان الجحيم بداخله يهنئه على أنتصاراته بأنكسارها …ملاك رحمة القلب بداخل النبض يصفعه بقوة ليخبرها بالحقيقة ولكن المعركة ليست عادلة بعد فالأنتصار بحاجة لقوة خارقة بين الجهتين وربما مجهول سيقلب الموزين رأساً على عقب بحرب الجبابرة …
سراع…..حقائق …كذب…خدعة…إنتقام ….مجهول…ألغاز …عشق…جبابرة ….عن قريب بحلقات شبه نارية من
القناع_الخفي_للعشق….(مافيا_الحي_الشعبي)
بقلمي_ملكة_الابداع
آية_محمد_رفعت ..
********
بشكر كل الا قدم التعازي فى اختى الغالية وصديقتي الحبيبة سحر جزاكم الله خيراً ..أما الا بيحاولوا يكلموني خاص فبعتذر منكم جميعاً أنا قافلة صفحتي الشخصية والفيس خالص …تواصلي معاكم عن طريق الأدمنز بالبيدج والجروب عشان الفصول ..أتمنى تعجبكم … متنسونيش بالدعاء لأني بجد محتاجاه ..
آية_محمد
******_____******مافيا_الحي_الشعبي
القناع_الخفي_للعشق
الفصل_السابع …بعنوان(عقابٍ قاسي…)
أبدل أدهم ثيابه لسروال من اللون البني وقميص أبيض اللون مصففاً شعره بحرافية فكان وسيماً للغاية ،توجه للأسفل فتفاجئ بها تجلس على الدرج ولجوارها تجلس شقيقته تتبادلان الحديث بصوتٍ يكاد يكون مسموع …
مكة بغضب :_يعنى أنتِ أختها ومعاها فى بيت واحد ومش عارفة مالها ؟!!
قطعتها بسخرية :_وأنا يعني عشان أختها لازم أعرف كل حاجة عنها !
إبتسمت بسخرية :_لا ميصحش عيب …أنا طول عمري أقول عليكِ بلاء من إبتلاءات الزمن مكنش حد بيصدقني
رمقتها بغضب ثم أنقضت عليها تكيل لها الضربات :_أنا الا غلطانه أنى قاعدة جانب واحدة عبيطة زيك لا وأيه بتكلم معها بعقل وهو مش موجود عندها ..
صرخت مكة بألم ليخرج صوتها بصعوبة :_يخربيتك هتموتيني فى أيدك
جيانا بسخرية :_هو أنتِ لسه شوفتي حاجة
مكة بحزن مصطنع :_كدا يا جوجو وأنا الا بقول عليكِ حبيبتي !
جيانا بغرور :_أنا مش حبيبة حد يا قلبي أسحبي كلماتك
:_لو خلصتم ممكن أنزل ؟!
صعقت الفتيات وتطلعت لبعضهم البعض من سماع صوته فأستدروا سريعاً لتتخشب كلا منهم محلها حينما رأته يقف أمامهم بطالته ونظراته الثابتة ..
مكة بأرتباك وهى تعدل من حجابها قائلة ببراءة مصطنعة:_أنا معملتش حاجة البت دي الا مدت أيدها عليا لكن أنا مقدرش أعملها حاجة لأنها أكبر مني .
صعقت جيانا فتأملتها بصدمة …خرج عن صمته قائلا بسخرية :_مفيش داعي للشرح يا مكة أنا هنا من فترة
إبتلعت ريقها برعب بينما تلون وجه جيانا بحمرة الخجل حينما تردد لعقلها ما فعلته !
أسرعت مكة بالحديث قائلة وهى تسرع بالهبوط :_المغرب قرب يآذن هلحق أجهز العصير ..
تطلعت لها جيانا بغضب بعدما هرولت من أمام النمر لتبقى هى أمام عيناه الساحرة ..
هبط الدرج ليقف أمام عيناه يتأمل خجلها بأبتسامة خبث ليخرج صوته الماكر :_الا عملتيه مع مكة مش غلط بس بستثناء كلمة قولتليها
رفعت عيناها له بزهول فأقترب منها يتأمل عيناها بنبض صدح بصدره ليتمرد على حوافز الزمن …..بقى طويلا هكذا ولكن سرعان ما عاد لأرض الواقع فهمس لها بصوته الرجولي :_أنتِ
حبيبة ليا …سكنتي خلاص جوا نبض القلب يعنى بقيتى ملكِ فاضل بس أعلن للكل
وإبتعد عنها ليجدها جمرة مشتعلة من الخجل فأبتسم بخفوت ثم هبط للأسفل تاركها تستعيد زمام أمورها ..
…بالأسفل …
وضعت ياسمين الأطباق على الطاولة الطويلة فقدمت غادة ومكة الطعام حينما قرب موعد الآذان ،ولج طلعت المنياوي من الخارج ولجواره أبنائه الثلاث فأنضموا للمائدة وكذلك فعل أدهم ويوسف وأحمد ….تجمعت العائلة وشرعت بتناول الطعام حينما صدح الآذان بالمكان بأكمله ،لحق بهم عبد الرحمن فتطلعت له سلوى برعب :_أيه الا حصل لأيدك ؟
أنتبه الجميع له فصمت قليلا يتذكر ما فعلته تلك اللعينة فطبق على يديه بقوة زرعت الشك بقلب أدهم وأحمد …خرج صوت عبد الرحمن بهدوء زائف تحلى به :_متقلقيش يا حبيبتي دا جرح بسيط
وتوجه بها للمقعد لينضم لهم شارد الذهن بتلك الفتاة فرغبة الأنتقام منها تزداد أضعافٍ مضاعفة بداخله …
عم الهدوء والأنتباه حينما تحدث طلعت قائلا بوقاره الدائم :_أبوك جالي أنك عايزني يا أدهم
أنتبه أدهم له قائلا بأحترام :_أيوا يا جدى لو تسمح بس 10 دقايق فى القاعة ..
جفف يديه جيداً مشيراً برأسه بالموافقة فولجوا جميعاً للقاعة …
******
بالمشفى
وبالأخص بغرفة حازم السيوفي …
عاونته رهف على أرتداء ملابسه فأبتسم على خجلها المرسوم على وجهها ليرتدى قميصه بمفرده قائلا بسخرية :_عفونا عنك
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته على مظهرها الطفولي ،جذبها لأحضانه قائلا بخبث :_طب وأنا ذنبي أيه ؟ مش أنتِ الا مصممة تساعديني ؟!!
رفعت عيناها الغاضبة له لتدفشه بعيداً عنها بضيق :_وحضرتك ما صدقت !
قربها منه قائلا بتفكير :_أبقى غبي لو فوت الفرصة
حاولت أخفاء شبح البسمة الظاهرة على وجهها ولكن لم تتمكن ،رفع وجهها بيديه لتتقابل مع سحر عيناه القاتل فعلمت الآن أن الهلاك ببحور عشقه حقيقة ومصير ..
إبتعدت عنه سريعاً حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة فأبتسم وهو يعيد خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه …
ولج للداخل بعدما سمح الآذن بذلك فأعتدل حازم بجلسته بزهول من رؤية من يقف أمامه !
حتى رهف ترى هذا الرجل ذو الخمسون عاماً لأول مرة …جلس إبراهيم السيوفي على المقعد المجاور له قائلا بنبرة جافة تشود للخوف بنجاح :_مش هأخد من وقتك كتير
نبرته الجافة زرعت القلق بقلب رهف وبالأخص ملامح حازم الثابتة كانت سوء لحالتها ،أشار لها حازم بالخروج فأنصاعت له وخرجت على الفور ليتبقي هو بمفرده معه …
خرج صوته بعد مدة طالت بالنظرات الساكنة بينهم :_أيه سر الزيارة الكريمة دي ؟!
أخفض إبراهيم قدميه والغضب يكتاظ ملامح وجهه فخرج صوته الشبيه للرعد :_إسمعني كويس يا حازم أنا معنديش غالي فى حياتي غير بنتي هى كل حياتي مستعد عشانها أحارب الكون كله … فصدقني ممكن أنسى القرابة الا بتجمعنا وأقضي عليك وعلى أخوك بذرة قلم
ضيق عيناه بعدم فهم :_بغض النظر عن تهديدك دا فأنت فى النهاية عمي وأحترامي ليك هو أنى مسمعتش حاجة لأن تهديد حازم السيوفي حفر قبر ليفكر يعملها
بدا الخوف على ملامح وجهه فسترسل حازم حديثه بهدوء تحلى به :_أنا عارف أن حمزة تصرفاته زادت عن الحد بس مش معناه أنى هسيبك تخلص على أخويا وأنا واقف أتفرج عليك ..
تخل عن المقعد قائلا بغضب :_حمزة نهايته هتكون علي ايدي لو مقاليش بنتي فين ؟
صعق حازم فتخل عن فراشه قائلا بصدمة :_تقصد أيه ؟
أخرج إبراهيم من جيب سرواله ظرف مطوى وألقاه بغضب على الفراش قائلا بعصبية لا مثيل لها :_لما تفتح الظرف دا هتعرف وخاليك فاكر كلامي كويس رقبة أخوك قصاد خدش واحد بس ..
أقترب حازم منه قائلا بتفاهم لما يشعر به :_متقلقش يا عمي رتيل فى النهاية هى بنت عمي برضاك أو غصب عنك وأنا مش هسمح لحمزة يأذيها زي ما عمل معايا
شعر بصدق ما يتفوه به فأشار برأسه بأستسلام وغادر تارك بؤرة الغضب تجتاز عين حازم فجذب الظرف ومزقه بلهفة لرؤية ما بداخله وكانت الصدمة حينما رأى رتيل مقيدة بأغلال غليظة ..التعب يتمكن من ملامحها …..والدموع تسرى على وجهها بلا توقف ..
قبض على الصور بغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت :_حمزة
ثم ألقى بالظرف أرضاً وهو يتوعد له بالكثير …
*********
أما على الجانب الأخر هناك قلبٍ حُطم بقوة بعدما حصل على الحياة ….شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئاً ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطر مجدداً ..
بغرفة همس …
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد !…
ولج الطبيب للداخل ثم فحصها بحزن على ما سيخبره به ولكن عليه ذلك …
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب :_فى أيه يا دكتور ؟
ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء :_للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به :_يعنى أيه ؟
رفع الطبيب يديه على كتفيه بحزن :_هى مش محتاجة غير الدعاء مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
وتركه وغادر ليسقط على المقعد بأهمال ونظراته تطوفها وهى تعتلى الفراش بستسلام ..
أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه :_لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا …فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسوة دي …
ولجت الممرضة لتحول بينه وبينها سريعاً ثم أخرجته من الغرفة برجاء بأن الحالة ستسوء أن بقى بالغرفة …
خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة …الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه …كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد ..جروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه ….ولكن هل سيقوى على العيش بدونها ؟!!
أما أن هناك مجهول غامض على الأبواب !
*****
بمنزل طلعت المنياوي ….
بقي ساكناً يتأمل أحفاده بنظراتٍ غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة …
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه :_بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ بخوف :_مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت
تطلع له أدهم بثبات :_يا عمي أحنا بنعرض عليه البيع وبالتمن الا هيعرضه للغرب …وبعدين أنا سمعت من بابا أن جدي كان هيعرضها للبيع فعشان كدا خدنا القرار دا
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح …
كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان ……طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض :_إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه !
تحدث عبد الرحمن سريعاً :_لا يا جدي لو حضرتك مكنتش حابب تبيعها أستحالة كنا فاكرنا فيها ..
أكمل احمد بهدوء:_أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع :_لا يا ولدي أني مش زعلان واصل ..بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم ..
قطعه أدهم بضيق :_لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد بخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة …
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر :_خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك !!
أخفض عيناه بحرج :_العفو با جدي بس ..
قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه :_مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج بخوفٍ شديد ..
جلس الجد على الأريكة مشيراً لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة ….جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له …
تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء :_زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض …أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه ….
صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا :_كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم …
ثم رفع يديه بتحذير :_أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير ..صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم …
أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن :_بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم ..أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخوف ..وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والموت …ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره ..بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت ..
رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة :_قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال ..دلوجت بقيتوا رجال ويعتمد عليكم عشان لما أموت مبجاش ورثتكم المال الا ممكن تخسروه لكن دلوجت تعرفوا القرش كيف يكون طريقه ..
وده كان أخر كلامه رغم أنهم جصرين بس رمموا الشروخ الا كانت جوانا ..
غامت عيناهم بالدمع على حديثه فأبتسم أدهم فالآن علم رسالة جده الصريحة لهم …
رفع طلعت يديه على كتفي أحمد وعبد الرحمن :_كل الا عمالته ده عشانكم يا ولدي لكن مفيش حاجة بتاعتي وبتاعتكم كل المال ده بتاعكم أنتوا وأخواتكم كل الا كنت عايز أقولهالكم أنى لما رجعت من الصعيد بأملاك وأراضي ورثتها من أبوى مكنتش سعادتي زي أول قرش كسبته بعرق جبيني ..
أدهم بفخر :_كل يوم بزيد فيك أحترام يا جدي
إبتسم قائلا بسخرية :_وأنى بيزيد غضبي عليكم وأنى شايفكم بتتغزلوا ببنات أعمامكم إكده
سعل أحمد بقوة فكبت عبد الرحمن ضحكاته قائلا بثبات مخادع :_حاشة لله يا جدي مغازلة أيه بس ؟!
ضيق عيناه ليقول بغضب مصطنع :_فاكرني إصغير إياك
أحمد بخوف :_بمناسبة القعدة العسل دي متجوزني ياسمين بنت عمي وأنا أدعيلك دنيا وأخرة والله العظيم
تعالت ضحكات طلعت لأول مرة قائلا بصعوبة بالحديث:_لع أني وفجت على الأرضية لكن جواز سبونا نفكر ونرد عليكم
تطلع له أحمد بحزن على عكس أدهم يطوفه بنظرات غامضة ..تحلى طلعت بالثبات الدائم قائلا بجدية :_يالا بجا سبوني مع عبده لوحدينا عشان ألحق صلاة العشا
وزع أحمد النظرات بين أدهم وعبد الرحمن برعب فجذبه أدهم للخارج حتى لا يفتضح الأمر ولكن لا يعلم أن الجد على علم بما يحدث !…
خرجوا جميعاً فرفع عبد الرحمن عيناه له ليجده يتطلع له بثبات وغموض نجح عبد الرحمن بمعرفة الخفى وراءهم فأبتسم قائلا بعدم تصديق :_زين لحق يقولك !!
أستند الجد على الأريكة قائلا بهدوء :_زين عمره ما خبي عليا حاجة يا ولدي
تقبل عبد الرحمن الأمر قائلا بجدية :_طب وحضرتك رأيك أيه ؟
صمت طلعت قليلا يتفحص ملامحه بأهتمام فقال بهدوء :_أسمع يا ولدي أنى عمري ما رافضت لزين طلب لكن المرادي مجدرش أخد الخطوة دي فكر زين ورد عليا بقرارك
وتركه الجد وخرج من القاعة بأكملها ليحسم هو أمره الأخير ..
*********
بقصر حازم السيوفي
دلف للقصر بعدما سمح له الطبيب بذلك ..فجلس على الأريكة يتطلع على الباب الفاصل بينه وبين أخيه بشرود ..
جلست رهف لجواره تطلع له بقلق وأرتباك لتخرج عنه قائلة بهدوء مصطنع :_بتفكر فى أيه ؟
رفع حازم عيناه لها بصمت قطعه قائلا بهدوء زائف :_سبيني لوحدي شوية يا رهف
أسرعت بالحديث :_مستحيل أسيبك لوحدك مع الحيوان دا
رمقها بنظرة غامصة فحاول التحكم بزمام أموره قائلا بثبات ؛_هبقى كويس متقلقيش
أشارت برأسها بقوة وخوف ليجيبها بغضب :_مش قولتلك سبيني لوحدي !
أسرعت بالنهوض بفزع من صراخه الغير معهود فشدد على شعره الأسود الغزير بضيق ثم وقف على قدميه وأقترب منها ليحتضن وجهها بيديه :_أنا آسف يا حبيبتي بس بجد محتاج أكون لوحدي
أشارت له بتفهم وتوجهت لغرفتها بصمت وعيناها تطلع لذلك الباب القابض للأنفاس برعبٍ حقيقي ..
أما هو فقطع نظرات الصمت بأن ولج للداخل ليجده مقيد بالأغلال التى أعدها له من قبل …
شعر بحركة خافتة بالغرفة ففتح عيناه ليجده أمامه فأبتسم قائلا بسخرية :_حمدلله على السلامة متوقعتش أنهم هيكتبولك على خروج سريع كدا
جذب المقعد وجلس يتأمله بنظرات جعلت الدماء تتغلل بالعروق فخرج صوته الهادئ :_وليه متقولش أنك وحشتني !
ضيق عيناه بغضب وهو يحاول تحرير يديه قائلا بعصبية :_لو فاكر أن الا بتعمله دا هيأثر فيا تبقى غلطان
أقترب منه حازم وعيناه تشع شرارت الجحيم قائلا بنبرة تلتمس القوة :_رتيل فين يا حمزة ؟
إبتسم وهو يتأمله قائلا بتحدى :_متحاولش …أنت أتعاقبت ودا دورها
صاح بغضب لا مثيل له :_أنت مستحيل تكون بني أدم أنت مريض نفسي
:_البركة فيك وفى أبوك
قالها بصوت يحمل الآلم فدفش حازم المزهرية بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه وبالفعل بعد عدد من المحاولات تمكن من ذلك …
كبت غضبه الجامح وأقترب منه ثم حرر قيده تحت نظرات أستغراب حمزة …فخرج صوته وعيناه تتأمل زهوله :_أنت حر يا حمزة تقدر تخرج من هنا براحتك وبرضو تقدر تقتلني ودلوقتي حالا وأوعدك أنى مش هقاوم
أقترب منه ليقف أمام عيناه بستغراب لما يقوله فصاح حازم بنفس لهجته :_مستني أيه ما تنتقم مني زي ما كنت حابب أه بس للأسف مش هتقدر تنتقم من أبوك لأنه خلاص بين أيدى ربنا لو تقدر ضاعف العقاب ليا وأهو بالك يرتاح ..
شعر بالعار والخجل فوضع عيناه أرضاً…ليجذب حازم السلاح من جيب سرواله ويضعه فى يديه قائلا بسخرية :_يالا مستنى أيه ؟
صراخ قوى عصف بالغرفة فأستدار حازم ليجد رهف تتخبئ خلف الحاجز والدموع تغزو وجهها …جسدها يرتجف بشدة وهى ترى معشوقها يقدم موته ليديه …
ظلت كما هى تبكى بقوة وهى توزع نظراتها بينهم …ألقى حمزة السلاح من يديه ونظراته تطوف حازم بصدمة فتركه وخطى بضع خطوات للخارج بينما ركضت رهف بسرعة جنونية لأحضان معشوقها فشدد من أحتضانها بعدم تصديق بأنه مازال على قيد الحياة …
تطلع له وهو يغادر فقال بغموض :_حمزة
أستدار له ليرى ماذا هناك ؟ …رمقه بقليلا من الصمت ثم قال بثبات :_بابا كاتب نص الأملاك بأسمك من قبل موته
كانت صدمة له الآن صار أنتقامه سراب !! ….
خرج حمزة من القصر مسرعاً وهو بحالة لا يرثي لها …نظرات وأمنيات أخيه تلحقه بأن ما أخبره به يطفئ شعلة الأنتقام بداخله …
أخرجه من بئر أمنياه شهقات بكائها المكبوت فأخرجها من أحضانه يجفف دموعها قائلا بحنان :_متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس
أزاحت يديه عنها ثم هرولت للخارج ببكاء مما كان سيفعله …
فجلس على المقعد بستسلام على ما يحدث له ….
********
صعدت مكة للأعلى لترى ماذا هناك ؟ ولما تريدها ياسمين فى الحال …
طرقت باب الشقة بستغراب من عدم أجابتها ولكنها تفاجئت بيوسف أمام عيناها …
مكة بزهول:_يوسف !
سرعان ما تدرجت وجوده قائلة وعيناها تبحث عنها ؛_ياسمين فين ؟
صرخت بآلم حينما جذبها يوسف للداخل بحركة مفاجئة ثم هوى على وجهها بصفعة قوية للغاية ..
رفعت وجهها المحتضن بين يديها بصدمة ودموع وهى تتأمله ليقترب منها قائلا بغضب لا مثيل له :_النهاردة أتاكدت أنك أوسخ مخلوقة على وش الكون أنا الا بعتلك رسالة من تلفون ياسمين عشان تطلعلي هنا عارفة ليه ؟
بقيت متخشبة محلها لا تعلم أن كانت بحلم أم بحقيقة مأساوية ..
جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوتٍ مزلزل :_حبيت أكون أول واحد يعرفك بحقيقتك الواسخة دي قبل ما أخوكِ وجدك يعرفوا بالا عرفته
بكت بآلم وهى تحاول تحرير نفسها من بين يديه قائلة بدموع :_أبعد عني أنت بأي حق ترفع أيدك عليا !!
إبتسم بسخرية :_هعرفك بأي حق
لم تفهم كلماته الا حينما صفعها عدة صفعات متتالية حتى هوت أرضاً من كثرة الآلآم فربما مجهولهم سوياً على وشك الأبتداء ! …
**********
بمنزل زين …
وبالأخص بغرفته ..
جلس أمام الفراش يتأملها بدموع تهوى بلا توقف ..رفع يديه يحتضن يدها الباردة قائلا بأبتسامة جاهد لرسمها :_تعرفي أحنا فين ؟
تطلع للغرفة بحزن :_فى البيت الا كان هيجمعنا …
ثم مرر يديه على شعرها الحريرى قائلا بعشق :_طلبت من أبوكِ أنك تخرجي من المستشفي على هنا ..عشان تكوني جانبي على طول ..
هوت دمعة من عيناها فأزاحها بلهفة ليضمها لصدره قائلا بهمس عاشق :_أنا عارف أنك سمعاني يا همس وعارف أنك هتعافري وهتقومي عشاني صدقيني عمرى ما هبعد عنك تانى ولا هسمح أن الا حصل دا يتكرر بس لازم تقومي ..
أخرجها من أحضانه ليجدها بغفلة حطمت قلبه …عاد لثباته الطاغي حينما دلفت الخادمة قائلة وعيناها أرضاً أحتراماً له :_فى واحد تحت عايز حضرتك يا فندم
زين بثباته الطاغي :_واحد مين ؟
قالت ومازالت عيناها أرضا :_بيقول أسمه عبد الرحمن
أشار برأسه بهدوء :_شوفي هيشرب أيه وأنا شوية ونازل
أشارت برأسها :_تحت أمرك يا زين بيه
وغادرت على الفور ليضع زين همس بالفراش ثم داثرها جيداً ليرمقها بنظرة مطولة قبل أن يغادر …
غادر الغرفة ففتحت عيناها ببكاء حارق بعدما أستشعرت آمان أحضانه ولكن عليها ذلك فالمجهول يحتمها على تذكرة غالية ولكن ربما لا تعلم بأنها على حافة الهلاك على يد الزين لتعود شامة القسوة تستحوذ عليه من جديد ! …
*******
حاولت تحرير ذاتها ولكن لم تستطيع القيود تزداد قوة كلما جاهدت بالتحرر …تساقطت دموعها بضعف وقلبٍ يآنن بقوة من معشوق كنت له العشق وتوجهته بالعاشق فطعنها بقوة حتى بات العشق كره له ..
ولج حمزة للداخل يبحث عنها بعيناه فوجدها تستكين على الحائط بتعبٍ بدا على ملامح وجهها المجهد ..
أقترب منها فتراجعت للخلف بكره يشع من عيناها بقوة فرفع يديه يمررها على وجهها قائلا بشتياق :_وحشتيني
تراجعت بوجهها للخلف بتقزز قائلة بحقد :_أفتكرتك مت بس للأسف لسه ربنا مستجابش دعائي ..
إبتسم وهو يهمس لها بمشاكسة :_مش قبل ما أنفذ وعدي ليكِ
دفشته بيدها المكبلة بالاغلال :_بتحلم يا حمزة
أغمض عيناه بتلذذ فهمس بسعادة :_بعشق أسمى لما تقوليه
صرخت به بجنون :_أنت أنسان مريض فكني وخالينى أمشي من هنا وأنا هسامحك ومش هقول لبابا أنك أنت الا عملت كدا
تعالت ضحكاته بجنون جذبها لتكون أمام عيناه :_خروجك من هنا هيكون سبب فى كسرة أبوكِ وخاصة لو جوزك من خطيبك دا ساعتها فضحتك أنتِ وأبوكِ هتكون على كل لسان
صعقت حتى تخشبت الكلمات على شفتها فجاهدت كثيراً للحديث والدمع يدنو منها :_أنت عملت أيه ؟!
نظرات المكر بعيناه جعلها تصرخ بجنون بكلمات كره وسبٍ له حتى أخشي عليها من ما فعلته فحملها بين ذراعيه ثم حررها وتوجه بها للفراش ..
جلس لجوارها يتأملها بأعين حاقدة … شيطان الجحيم بداخله يهنئه على أنتصاراته بأنكسارها …ملاك رحمة القلب بداخل النبض يصفعه بقوة ليخبرها بالحقيقة ولكن المعركة ليست عادلة بعد فالأنتصار بحاجة لقوة خارقة بين الجهتين وربما مجهول سيقلب الموزين رأساً على عقب بحرب الجبابرة …
سراع…..حقائق …كذب…خدعة…إنتقام ….مجهول…ألغاز …عشق…جبابرة ….عن قريب بحلقات شبه نارية من
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القناع الخفي)