رواية أنا جوزك الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
رواية أنا جوزك الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
رواية أنا جوزك البارت الخامس
رواية أنا جوزك الجزء الخامس
رواية أنا جوزك الحلقة الخامسة
بأحد المولات الكبرى..
مثل الطفلة الصغيرة المتعلقة بيوم العيد بيد والدها، أبتسم شعيب بقلة حيلة رغم غموض تلك الفتاة إلا أنها تحاول إرسال رسالة واضحة للجميع “هذا الرجل ملكي بمفردي” ، جذبها لأحد المحلات الخاصة بالملابس النسائية قائلا بجدية :
_ أي حاجة تعجبك خديها من غير تفكير، الفترة الجاية امتحانات مفيش خروج و كمان ثانوية عامة بعدها الجامعة اختاري اللي يليق بيكي..
هذا ما كانت تريد الوصل إليه من البداية الراحة المادية، لا تريد منه شيء أكثر من أن تعيش معه مرتاحة ماديا تكون احتياجاتها متاحة، ملت و تعبت جداً من الفقر الذي عاشت هي و شقيقتها بداخله بعد وفاة والدها…
ابتسمت إليه بسعادة و أقتربت منه بحركة مفاجأة مقبلة وجهه قائلة :
_ بجد شكراً، أنا هجيب حاجات بسيطة خالص و مش هكلفك كتير…
أومأ إليها بهدوء قائلا و يده تقرص أنفها :
_ مالكيش دعوة بأي تكلفة أختاري بس و أنا تحت أمرك…
_ أنا بحبك جداً… زي حبي لسمارة بالظبط…
مع أول جزء بجملتها تجمد، ارتبك، شعر بخبطة قوية بجدران قلبه تعلن عن الهزيمة أمام تلك الصغيرة مما خرج من بين شفتيها، غلفت مشاعره تلك الضربة إحباط قوية مع تكملتها لما قالت، رفع أحد أصابعه محركا إياه على ذقنه قائلا بوقار :
_ خدي راحتك أنا رايح أجيب حاجة نشربها و هستناكي عند الكاشير…
أومأت إليه بحماس و بدأت بانتقاء بعض الملابس التي كانت تتمنى أن ترتديها حتى و لو بداخل أحلامها، أخذت نفس عميق بعد انتهائها من جولتها الحماسية فهي أتت أيضا ببعض الملابس لسمارة مردفة :
_ أول ما تيجي تزورني هدى ليها الهدوم بتاعتها، أخيرا هقدر أعمل حاجة تفرحك يا سمارة زي ما أنتِ دايماً مفرحة قلبي…
دلفت ببعض التوتر لأحد المحلات الرجالية ثم أخذت طقم لطيف لشعيب على ذوقها و أحضرت أيضا بعض العطور له، أنتهت من جولتها و ذهبت للكاشير نظرت للمكان بتعجب أين هو؟!..
أتى إليها الرجل الواقف على الحساب قائلا باحترام شديد :
_ شعيب باشا مشي مع غادة هانم و دفع حساب حضرتك و طلب إننا نطلب ليكي تاكسي لحد البيت….
ردت على الرجل بصدمة :
_ مشي؟!…
_ أيوة يا فندم مع غادة هانم خطيبة حضرته…
______ شيماء سعيد _____
دفعها الحارس بداخل زنزانة النساء و أغلق الباب عليها من الداخل مع هؤلاء الوحوش، ابتلعت ريقها بتوجز من المشهد أمامها بينها و بين الهلاك خطوة واحدة، انتفض جسدها على إشارة إحدى النساء إليها بالاقتراب، هزت رأسها برفض لتقول إمرأة أخرى بسخرية :
_ قربي من المعلمة يا بت و الا أنتِ عايزة يتعلم عليكي من أول لحظة كدة؟!..
تغيرت ملامح وجهها من الخوف للغضب من تلك التي تقدر على سمارة، وضعت كفيها حول خصرها قائلة :
_ هي مين دي اللي تقدر تعلم على سمارة يا بت منك ليها ما تفوقوا، بدل ما انسل شبشبي على دماغكم…
قامت الزعيمة مقتربة من سمارة بخطوات ثابتة لتعود الأخرى بشكل تلقائي خطوة للخلف، ضربت المرأة على فخذها بقوة قائلة :
_ أنا شوفتك فين قبل كدة يا بت أنتِ الصوت مش غريب عليا…
ابتسمت إليها سمارة ببعض المرح :
_ هو أنا هشوف الوش السمح ده فين يعني أكيد مفيش بنا لقاء يا أم مسعد
ابتلعت ريقها بصعوبة أكثر فهي تعلم تلك المرأة جيدا، هذه هي إحدى جاراتها ذات السمعة السيئة، حاولت فرض سيطرتها على المحل الخاص بها إلا أن سمارة ضربتها بمنتصف الشارع..
قرصت أم مسعد وجهها قائلة :
_ و الغندورة عرفت أسم إبني منين؟!.. أنتِ سمارة الحرباية أخت صافية العقربة صح يا بت؟!…
جذبتها سمارة من خصلاتها بحركة جنونية صارخة بغضب :
_ بقى أنا أختي عقربة يا أم أربعة و أربعين أنتِ، ده يومك النهاردة مش هيطلع له شمس…
بعد خمس دقائق كانت سمارة معلقة بسقف الغرفة بداخل شبكة و كأنها سمكة، جزت على أسنانها بغضب قائلة :
_ مهو أنتِ ست مش جدعة عشان تلمي شوية ستات غرب على بنت حارتك صحيح ولية واطية، أنزل بس و هتشوفي هعمل فيكي و فيهم إيه؟!…
لم تعطي لها واحدة منهن أدنى اهتمام لتكتم غيظها و هي تسب و تلعن بهذا اللعين صالح، بلحظة واحدة تركها بمفردها بهذا المكان ليتم القبض عليها بلا أدنى مجهود، أغلقت عينيها متذكرة تلك اللحظات…
فلاش بااااااااك…
_ نعم!!! أروح في داهية لوحدي يعني إيه هو أنت ناوي تسلم المدام عادي كدة؟!…
وضع يده على فمها يمنعها من الصريخ، لتزيد من حركة جسدها الطري تحت يده و عينيها تشع منها النيران، همس إليها بنبرة صارمة قائلا :
_ أخرسي و وطي صوتك مش عايزين نصحى أهل البيت و نعمل فضايح، مهو أنتِ لو فضلتي تصرخي كدة هسيبك و أمشي و وقتها هتلبسي القضية لوحدك رأيك إيه بقى…
هزت رأسها بنفي و عينيها تشير على يده الموضوعة على فمها، حررها لتقول بتقطع :
_ يلا نجري و بعدين نبقى نتحاسب على قلة أصلك دي…
جذبها خلفه و أردف قبل أن يضعها فوق ظهره و يقفز بها من النافذة :
_ هو أنا أعرفك إلا من يومين عشان أعمل معاكي بأصلي.
_ اااااه..
أطلقت تلك الصغيرة بقوة بعد سقوط جسدها فوق جسده على الأرض رمقها بسخرية من قمة الغباء الذي يسير بعقلها ثم أخذ نفس عميق قبل أن يسحبها و يجبرها على الركض معه..
بعد دقيقتين انتهت قدرتها على التحمل لتقف مكانها قائلة :
_شيلني زي المسلسلات الله يسترك أنا مش قادرة أجرى أكتر من كدة نفسي انقطع…
توقف صالح عن السير و رمقها بسخرية مردفا :
_ هو حد قالك عليا سوبر هيرو، لسة واخد وقعة و جسمك كله فوقي أجرى اخلصي مفيش وقت بدل ما أسيبك و أمشي…
اتسعت عينيها بعدم تصديق أهو من المحتمل يتركها بهذا المكان بمفردها و يهرب؟!… حركة رأسها برفض مستحيل أن يفعل بها هذا ابدأ، ابتسمت إليه قائلة بكل ثقة :
_ و لا تقدر تعمل كدة أنا في ثانية أعترف عليك مهو مش هغرق لوحدي يا دكتور…
قالتها بتهديد كأنها تخبره بحساسية عمله الحقيقي و مكانته أمام الناس، رفع حاجبه لها ثم حرك عنقه يمينا و يسارا قبل أن يقبل أعلى رأسها بحنان غريب عليه اتسعت ابتسامتها مردفة :
_ أنا قولت إنك أصي…
و قبل أن تكمل جملتها رد هو بسخرية مشيراً ليها بيده كعلامة على الوداع قبل أن يتركها و يركض :
_ أشوف وشك بخير يا حضرت المحامية.. يا فاشلة…
أنتهي الفلاش بااااااك…
عادت لأرض المعركة و هي تسب و تلعن به و بتلك اللعينة أم مسعد، عدلت من وضع حجابها ثم أزالت حبيبات العرق الساقطة على وجهها بطرف الحجاب قائلة :
_ ما خلاص بقى يا أم مسعد خلي عندك دم و نزليني الجو نار قربت أبقى بطاطس مهروسة…
ردت عليها أم مسعد ببرود و هي تضع ساقيها على الأرض و تأخذ نفس وراء الآخر من تلك السيجارة السمينة بعض الشيء :
_ أنزلك! ده يوم السعد و الهنا يوم ما أشوفك لا طايلة سما و لا طايلة أرض…
شهقت سمارة بصوت مرتفع :
_ الله يخرب بيتك يا ولية يا قادرة بتشربي حشيش في السجن أمال برة بتشمي بودرة؟!…
ألقت الأخرى السيجارة من يدها على دخول العسكري فجأة، دار بعينه بالمكان ثم أردف بتعجب :
_ أمال فين البت اللي لسة داخلة سمارة عبد الهادي…
نظرت المرأة إليها بتحذير من أن تصدر أي صوت إلا أن صرخت سمارة مردفة :
_ أنا هنا أهو يا باشا في السقف..
رفع الآخر رأسه قائلا :
_ الله أنتِ بتعملي إيه فوق كدة؟!…
ردت عليه ساخرة :
_ أهو قولت الجو زحمة و حر تحت فيها إيه لما أطلع أصيف في السقف، خلاص نزلني الله لا يحرمك من المدام نزلني…
وقف الآخر بضيق من سيرة زوجته قائلا بعناد :
_ مش منزلك إلا لما تدعي ربنا ياخدها..
_ نزلني الله ياخدكم أنتوا الاتنين…
اقترب منها العسكري و قام بمساعدتها على النزول مردفا :
_ طيب يلا حضرة الظابط عايزك…
دلفت لغرفة الظابط لتقف مثل الصنم مع رؤيتها إليه يجلس بكل تلك الراحة و كأنه صاحب المكان، لم تهتم أين هي و ما يحدث من حولها إلا أنها اقتربت منه صارخة :
_ بقى بتخلع أمال لو كنا متجوزين عرفي كنت عملت ايه؟!.. و بعدين مالك قاعدة مرتاح كأنه مكان أبوك كدة ليه..
ريح ظهره على المقعد أكثر قائلا ببعض الحدة :
_ افصلي و أقعدي بدل ما اخليكي تفضلي هنا الباقي من حياتك و أرتاح من قرفك و كلامك الكتير…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أنا جوزك)