روايات

رواية متكئي ومسندي الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي الفصل الرابع 4 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي البارت الرابع

رواية متكئي ومسندي الجزء الرابع

متكئي ومسندي
متكئي ومسندي

رواية متكئي ومسندي الحلقة الرابعة

عمل الكام إجتماع وجه معاد سفره، جه ودع بابا اللي كان في الكافيه وأنا، ولا أخفي عليكم سراً، عيوني مسكتتش وعيطت،هي مالها سودت كدا ليه؟ مال غيابه مضلم الدنيا ليه؟
جوايا فرحة إني أخيراً حققت حلمي، إني بقيت صاحبة ومالكة مكان أحلامي أنا ورقية، بس برضو جوايا في جزء واخد جنب وقاعد حزين لغياب جاد.
وبيتردد في دماغي جملة ” على البال يا أجمل بعيد.”، بس ليه أحب ؟ ليه أقع في الحب؟ أنا أيوة مغرمة في الروايات بس عمري ما توقعت إني ممكن أعيش قصة منهم، مع إني مع فكرة إن أوقات الواقع بيبقى خيال أكتر من الروايات.
النهاردة الكافيه عبارة عن بنات وشباب كانوا قاعدين في المكتبة جوا، وهنا خطرت لرقية فكرة مناقشة غريبة، وقفت في النص وصقفت بإيدها علشان البنات تنتبه ليها وقالت :- بما إننا أغلبنا بنات وكدا كنت حابة نتناقش في حبة مفاهيم.
ردوا عليها البنات بحماس إنهم موافقين، فكملت كلامها وهي بتقول:- تفتكروا في قصص حب حقيقية؟ أو في حد بيوفي بوعوده؟ أو في حد قادر إنه يستاهل نسيب الدنيا علشانه؟
ردت عليها بنت بإبتسامة جميلة وهادئة:- ويسيب كل ماليه، أنا لسة لا اتحبيت ولا حبيت، بس حبيت حب بابا لماما، حنيته وخوفه عليها، ضحكه، هزاره، حكمته المعهودة، كل حاجة فيه جميلة.
كنت قاعدة أنا كمان وبسمعهم، إبتسامة البنات وضحت، حتى رقية، بعدها إتكلمت واحدة تاني وهي بتقول بحماس وابتسامة واضح فيها الحب:- من خمستاشر سنة، كان كل ما ييجي لي عريس ارفضه لحد ما ماما شكت فيا إني أكيد بحب حد، فضلت تضغط عليا لحد ما قولت لها إني بحب ابن خالي، ساعتها صارحتني وقالت لي إني مش هتحمل أعيش معاه في الأرياف، ولما جه ابن خالي هي واجهته وقالت له إنها مش موافقة إني أبعد عنها، ساعتها هو دور في كل حتة وكل مكان علشان يلاقي شقة ولو حتى صغيرة علشان نتجوز فيها، دور كتير، كتير أوي لأن المنطقة بتاعتنا كانت لسة يعتبر مش متعمرة زي دلوقتي، بعدها لقي وإتجوزنا، قصتنا مش الواو، بس حبه مازال، حنيته مستمرة، خفة دمه، ضحكه وهزاره، وسبينا الشقة من كام سنة وبنينا بيتنا، بيت مبني على الحب والسكون والسكن والمودة والرحمة.
سألت بنت باستخفاف:- بس كل كلامكم من كام سنة، من سنين، أنا إيه اللي يضمن لي أعيش تجربة ناجحة بعد كل العلاقات الفاشلة اللي بنشوفها؟
ردت عليها المرة دي ست يمكن عمرها في الاربعينات، إتكلمت بحكمة:- صوابعك مش زي بعض يا بنتي، وكمان فشل غيرك في علاقته مش مقياس أبداً لفشلك، دي حياتك أنتِ وأنتِ اللي بتختاري بعدما تسخيري، يعني لو حد مثلاً جرب أكلة جرب يطبخها مثلاً، هو ماظبطش المقادير، تفتكري هتطلع حلوة معاه؟
هزت البنت رأسها بـ لاء، ساعتها الست كملت:- تفتكري لو أنا جربت وظبطت المقادير هتطلع حلوة؟
ساعتها البنات ردوا بطبعاً، كملت أنا:- علشان كدا مش كل ما نشوف حد فشل في حاجة يبقى إحنا كمان هنفشل؛ ما يمكن مش متوافقين مع بعض.
كملت بنت تالتة:- كتير من العلاقات اللي بنشوفها دلوقتي واو ونستغرب هما ليه بيطلقوا بيبقوا، في كتير بقى منتشر قصة الحب اللي من غير رابط شرعي، بينسوا إن ما بُني على باطل فهو باطل، وإن كل علاقة بدايتها لاترضي الله، نهايتها لن ترضيك أبدًا، يعني اللي عايزني مش هيقعد يكلمني علشان نخرج نتفسح من ورا أهلي ولا إني أعمل أي حاجة من ورا أهلي، المفروض أنت عاوزني يبقى في الحلال علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا.
طلع مجموعة الشباب اللي كانوا جوا، إتكلم منهم واحد:- ينفع نتدخل في النقاش، إحنا سامعين الكلام من أول أوله.
سمحت ليهم رقية بالكلام، إتكلم الشاب اللي طلب إنه يدخل في النقاش وهو بيقعد هو واللي معاه على ترابيزة في الجنب:- الناس هي اللي بتتغير، الحب زي ماهو حلو، وقصص الحب حقيقية، واللي بيوفي بوعوده موجود.
إبتسم بحب وهو بيحرك الدبلة اللي في إيده الشمال وقال:- حفصة مراتي، مكتوب كتابنا وفرحنا خلاص كمان شهر، حاولت واشتغلت كذا شغلانة علشان أجهز شقتنا، اتخانقنا كتير وبرضوا بنرجع لبعض علشان عارفين إننا ملناش غير بعض، استنتني لحد ما خلصت جيش وجهزت الشقة، وقت بوعدها، جدعة ومعدنها أصيل، بإبتسامة منها بعد يوم متعب بحس إن كل التعب يهون لأجل بس أشوف ضحكتها منورة وشها.
شاور على صاحبه اللي جنبه وهو بيقول:- أنور صاحبي، عمل حادثة وقعد ما يقارب سنتين مش قادر يمشي على رجله، ساعتها مراته كانت هي عكازه وقفت معاه في كل حاجة، كانت سبب بعد ربنا إنها تشجعه علشان يرجع يمشي على رجله من تاني وإنه يواظب على جلسات العلاج الطبيعي.
إتكلم صاحبهم التالت:- مش معنى الكلام إن الدنيا وردي وإنها كلها حب، الفكرة إن ساعة ما بنقع بنحتاج سند بعد ربنا طبعاً، وإنه وقت الحزن حد يسندنا، وإنه بعد الخناق والشد إحنا ملناش غير بعض.
بعد كل النقاشات ووجهات النظر اللي سمعناها، أحب أقول كل الحب للناس الناضجة اللي فاهمة صح.
قربت الست الكبيرة من رقية وهي بتطبطب عليها وبتقولها:- زي ما قالوا لك الدنيا مش وردي، بس برضو مش سودة، حياتنا مختلفة وتجاربنا، بس أملنا كلنا في ربنا كبير إنه مهما حصل ومهنا جرى ربنا بيعوضنا .
اليوم خلص، تاني يوم قعدت في البلكونة وجيبت ورقة لونها بيج علشان تليق مع الحيطة، كتبت عليها
“والله إن الشوق فاق تحملي
يا شوق رفقًا بالفؤاد ألا تعي
حاولت أن أُخفِي هواك وكلما
أخفيته بالقلب فاضت أدمُعي.”
مسكت كوباية الشاي بالنعناع وأنا باصة على الشارع والدنيا ماشية، هي ماشية بجد، مش واقفة على حزني، ولا على غيابه، بس أنا من جوايا في stop بسبب غيابه، فات خمس شهور، مازال قلبي بيفكر فيه، مشتاق له، لكنه مختفي.
بصيت على أبيات الشعر اللي كتبتها وعنيا دمعت، اخدتها ولزقتها على الحية جوا وبعدها قررت أروح اتمشى.
– يا سيدرا أنا خايف اتقدم ليها، هروح لأهلها بطولي؟
– أنا معاك.
– هي ترضى بواحد يتيم؟ ملوش لا أهل لا عزوة.
– بس إحنا أهلك وعزوتك يا جاد.
البنت طبطب عليه وهو سند على كتفها، مكانش قصدي اسمعهم والله، أنا كنت رايحه أقف على الكورنيش حبة، كان مابين إني مشتاقة له ومابين إني خايفه، هي دي مين؟ ومين اللي بيفكر يتقدم ليها؟ ممكن تكون أنا مثلاً؟!!
رجعت الكافيه واتنهدت، قعدت على أول كرسي في وشي وأنا دماغي مش شيباني في حالي، هو ممكن يكون بيحب واحدة؛ وأنا مفيش في إيدي أي حاجة أصلاً تثبت ليا إنه بيحبني.
قعدت ساكته بس عقلي مش ساكت، دماغي مش سيباني في حالي .
– مريم، مالك؟
– رقية، أنا شوفته.
– مين؟
حكيت ليها اللي حصل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية متكئي ومسندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *