رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثامن والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثامن والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثامنة والأربعون
عودتُ وعادت السـ ـكينة مِن جديد
عودتُ وعادت الحياة لي تبتسم لي
عُودتُ وعادت الراحة تسـ ـكن نفسي
عُودتُ وعادت السعادة تغمـ ـر القلوب
وكأنني كُنْتُ الإ.برة الضا.ئعة في كو.مة قشٍ كبيرة
لا يَهُم ما مضى، ولا يَهُم ما حد.ث
فقد عاد الفتـ ـى، وعادت البسمة مِن جديد
___________________________
<“عاد الشا.ب لدياره حا.ملًا معه السعادة”>
ولج “شـريف” إلى بهو القصر وهو يشعر بالعديد مِن المشاعر تدا.همه، جميعهم متنا.قضين، ولَكِنّ السعادة هي المسيـ ـطرة في هذه اللحظة عليه بشكلٍ كبيرٍ وواضحٍ، نظر إلى “ناهد” التي أمسكت بكفه وسـ ـحبته برفقٍ خلفها مبتسمة الوجه وهي تُنادي على “رانيا” وكذلك “عمار” و “فاروق” بعلـ ـو صوتها
نظر “شـريف” حوله بعينان ملتمعتين وأبتسامة هادئة تزين ثغره، فيما نزلت “رانيا” درجات السُـ ـلَّم بهدوءٍ حتى وصلت إلى الطابق السُفـ ـلي وحينما ر.فعت رأسها تنظر إلى “ناهد” تصـ ـلب جـ ـسدها مكانه وأصا.بتها الصد.مة الشـ ـديدة وهي ترىٰ و.لدها الصغير أمامها يقف بجوار زوجته ينظر لها والعبرات تلتمع د.اخل حدقتيه الخضراء الصا.فية
شعرت أنها لربما تحلُم وهذا ليس سوى و.همًا، فـ طوال الوقت يقوم عقـ ـلها الباطـ ـن بتصوير أنه مازال على قيـ ـد الحياة ويأتي في الليل يطمئن عليها ويذهب، ولَكِنّهُ الآن يقـ ـف أمامها ينظر لها، حتى أنها لَم تشعر بشيءٍ إلا حينما رأته ير.تمي بأحضانها يعانقها مشـ ـددًا مِن عناقه لها وعبراته تتسا.قط على صفحة وجهه
هُنا وأدركت أن كل شيءٍ حقيقة وليست خيا.لات و.همية، و.لدها أمامها نُصـ ـب عينيها يُعانقها، لَم تنتظر وكانت تضمه إلى د.فئ أحضانها بعد أن تأكدت أنه حقًا أمامها يحتضنها وأيضًا، يبكي!
ضمته بقو.ةٍ دا.خل أحضانها الدا.فئة تؤ.كد لنفسها أنه معها، يضمها ويُشـ ـدد مِن عناقه لها وكأنه يؤ.كد إليها أنه حقًا معها، وا.قعٌ تمنته ونا.لته وليست مجرد خيا.لات و.همية شكلها لها عقـ ـلها الباطـ ـن، كانت تبكي في جو.ف الليل تنتـ ـحب وتدعو لهُ تر.جو أن تكون تلك مجرد خيا.لات يصنعها عقـ ـلها الباطـ ـن وكأنه توقـ ـف على مشهد مو.ته ورفـ ـض تقبُل البقية
وحينما بدأ يُقبل رأسها ووجنتها بَكَت، بَكَت حينما تأ.كدت أنه حقًا أمامها يؤ.كد لها بنفسه أنه أمامها، عاد إلى موطنه وعقـ ـر داره ولعناقها الحـ ـنون والدا.فئ الذي كان دومًا ملـ ـجأه الوحيد يركض إليه مِن قسو.ة العالم، لثم وجنتها بحنوٍ ومِن ثم مسـ ـح عبراتها التي كانت تتسا.قط على صفحة وجهها بكفيه وهو يراها فقـ ـدت قد.رتها على تحمُـ ـل ما يحدث حولها
سقـ ـطت عبراته بحز.نٍ وهو يراها بتلك الحا.لة المؤ.لمة ليقوم بـ تقبيل جبينها ويديها ثم قال بنبرةٍ باكية وهو ينظر لها:
«وحشتـ ـيني أوي، وحشتـ ـيني أنا أتبهـ ـدلت مِن بعدك أوي، أتبهـ ـدلت بجد أنا كُنْت عا.يش تحـ ـت ضـ ـلك بأ.صلي وبتـ ـربيتي اللي كانت على إيـ ـديك وكانت السـ ـبب الرئيـ ـسي اللي خلّتني البني آدم اللي واقف قدامك دا، أنا أتعاملت معاملة وحـ ـشة أوي وخلّوني إنسان مش كو.يس، شو.هوني يا “ماما” وشو.هوا نقا.ءي اللي كُنْتِ السـ ـبب فيه»
سقـ ـطت دموعها مِن جديد على صفحة وجهها وهي تستمع إليه بقـ ـلبٍ دا.مي ولذلك جذ.بته إلى أحضانها مِن جديد تضـ ـمه مو.اسيةً إياه وكأنها تعتذر لهُ على ما بَدَ.رَ مِنهم مِن شـ ـرٍ وحـ ـقدٍ لا يتناسـ ـب مع نقا.ء قلبه، مسّدت على ظهره بحنوٍ وشـ ـددت مِن عناقها لهُ وهي تبكي بصوتٍ عا.لِ بعد أن فشـ ـلت في السيـ ـطرة على نفسها
بينما كانت “ناهد” تقف تشاهدهما والعبرات تتسا.قط بغزا.رةٍ على صفحة وجهها وهي تشعر بغصـ ـةٍ مؤ.لمة في منتصف حـ ـلقها وكأنها تقـ ـضي عليها، وضعت كفها على فمها وهي تُحاول تما.لُك نفسها بشتىٰ الطـ ـرق بعد أن رأت صعو.بة الموقـ ـف فوق قد.رة تَحَـ ـمُلها
في هذه اللحظة ولج “فاروق” مِن الخا.رج بعد يوم عملٍ شا.ق أنتهـ ـىٰ مبكرًا بسـ ـبب عد.م تكد.س الأعمال في هذا اليوم، ولَكِنّهُ توقـ ـف مكانه بعد أن أغـ ـلق الباب خلفه وتجـ ـمد جـ ـسده مكانه وهو ينظر إلى أخيه بعينان مجحـ ـظتين وهو لا يصد.ق ما يراه أمامه
فيما أبتعـ ـد “شـريف” عن والدته وألتفت ينظر خلفه يرىٰ القادم الذي لَم يَكُن سوىٰ أخاه الحبيب الذي كان ينظر لهُ في هذه اللحظة وهو يشعر بدو.ارٍ عنـ ـيف يقتحـ ـم رأسه وغما.مة سو.د.اء تسيـ ـطر على عد.ستيه وكأنه يُهيـ ـئ نفسه ويستعد للأستـ ـسلام إلى ما ينتظره، لا يعلم إن كان ما يراه حقيقيًا أم لا فهو في الآونة الأخيرة كان يزو.رهم في أحلامهم يستـ ـغيث بهم لإنقا.ذه مِمَّ و.قع بهِ
ولَكِنّهُ ظن أنه عقـ ـله الباطـ ـن حينها جعله يراه في أحلامه مِن كثر.ة شو.قه إليه، سقـ ـطت عبراته بغزا.رةٍ على صفحة وجهه ومعها سقـ ـط هو كذلك على ركبتيه أر.ضًا واضعًا كفيه على وجهه ثم بدأ جسـ ـده يهتـ ـز بشكلٍ ملحـ ـوظ، وكأنه يعيـ ـش فقط لتـ ـلقي الصد.ما.ت، قلبه يتأ.لم ورو.حه تئـ ـن و.جعًا ولا يستطيع عقـ ـله إسعا.ف الأمر فبالأمس كان يود.عه بقلـ ـبٍ مفتو.ر، قضـ ـىٰ تلك الأشهر في حا.لةٍ نفـ ـسية صـ ـعبة لا يعلم ماذا يفعل وكيف يتقبل حقيقة أن أخيه أصبح لا وجو.د لهُ
اليوم يتفا.جئ أيضًا أنه مازال على قـ ـيد الحياة وجاء ليُعلمهم عن حقيقة الأمر، حقيقة أنه مازال على قيـ ـد الحياة لَم يَمُـ ـت مثلما ظنوا جميعهم، ترك “شـريف” والدته واقترب مِن أخيه الذي كان يبكي وبشـ ـدة في هذه اللحظة مكسو.رًا ومقهو.رًا على ما رآه وعا.ش بهِ، فهذا ليس فقط أخاه الصغير بل هو صديقه وو.لده الصغير الذي كان معه في كل شيءٍ مروا بهِ
جلس على ركبتيه أمامه وعبراته تتسا.قط على صفحة وجهه حز.نًا وتأ.ثرًا، أمسك بكـ ـفيه وأبعدهما عن وجهه بقو.ةٍ بعد أن رأىٰ الرفـ ـض والمقا.ومة مِنهُ قد نجح في الأخيـ ـر وفعل ما أراده، رأىٰ وجه أخيه الباكِ والذي كان ينـ ـطق بكل معاني الأ.لم والكـ ـسرة لتتسا.قط عبراته أكثر ويقول بنبرةٍ باكية وهو ينها.ر أمامه:
«عارف إنك أتكـ ـسرت مِن بعدي، عارف إنك مقهو.ر ومصد.وم أنا فاهم وعارف كل حاجة مِن غير ما تتكلم، بس أقسم بالله ما في حد مقهو.ر أكتر مِني فـ اللحظة دي، أخوك أتمر.مط أوي يا “فاروق” وأتشو.ه مِن جو.اه، أنا فقـ ـدت نقا.ءي على إيـ ـديهم وكُنْت هخـ ـسر نفسي بجد، أقسم بالله ما كان مقصو.د أنا موجو.ع أوي وما صدقت بقيت هنا تاني، أنا كُنْت معتبر نفسي مِن الأمو.ات متخـ ـيل»
إنها.ر معه “فاروق” باكية والذي جذ.به إلى أحضانه معانقًا إياه بقو.ةٍ ممسّدًا على ظهره، فيما ضمه “شـريف” بقو.ةٍ وهو يبكي كذلك بعد أن فقـ ـد السيـ ـطرة على نفسه أمامهم، فـ مع أول مواجهة سقـ ـط مستسـ ـلمًا، ماذا كان ينتظره بعدها؟
«أنا كل يوم كُنْت بحـ ـط فيه راسي على المخدة عشان أنام كُنْت بتشاهـ ـد قبلها، كُنْت خا.يف أمو.ت غد.ر وأنا نايم، كُنْت بخا.ف ومش حا.سس بالأ.مان صدقني»
نطق بها “شـريف” باكيًا دا.خل أحضانه فيما شـ ـدد “فاروق” مِن عناقه إلى أخاه الصغير وهو يضع رأسه على كتفه يبكي، حديثه مؤ.لمًا كـ لقا.ءه، وكأن الحز.ن أقسم على ملا.زمته مد.ىٰ الحياة، فيما كانت “رانيا” قد جلست على أقرب مقعدٍ لها وهي تبكي أ.لمًا على و.لدها الصغير وحديثه الذي كان لا يفعل شيئًا سوىٰ أنه يؤ.لمها فقط
«لسه ليك عُـ ـمر تعيـ ـشه يا حبيبي، لسه ربنا مأرادش يستـ ـرد أما.نته، مع إني أتمنىٰ يو.مي يكون قبل يو.مك عشان مش هقد.ر أشوفك بعـ ـيد عني، هتعـ ـب أوي زي ما تـ ـعبت مِن شهور وأنا بتهـ ـد وسط الكل زي الجـ ـبل اللي جاب آ.خر ما عنده، يمين بالله كُنْت هفقـ ـد النطـ ـق تمامًا بسـ ـبب اللي حصل وشوفته فـ لحظتها، دا درس علـ ـمنا كتير أوي، علـ ـمنا كل حاجة حرفيًا، المهم عندي دلوقتي إنك ر.جعت الحمد لله زي الفُل مفـ ـيش فيك حاجة، وجودك حيا.ة ليا يا ابن “عمار”»
مسّد “شـريف” على ظهر أخيه برفقٍ متأ.ثرًا بحديث أخيه الذي لامـ ـس قـ ـلبه وبشـ ـدة، لحظاتٍ وأبتعـ ـد “فاروق” ينظر إلى معالم وجهه الباكية مبتسم الوجه بعد أن توقـ ـف عن البكاء ولَم يُكـ ـلف نفسه عنا.ء إزا.لة عبراته فيكفيه أنه الآن يرىٰ أخاه نُصـ ـب عينيه لا يَهُم كيف رآه، كل ما يَهُم أنه يراه أمامه بخير
لثم جَبين “شـريف” بـ قْبّلة هادئة ثم ضمه مِن جديد وهو يشكر ربه بد.اخله على عودته مرةٍ أخرىٰ إليهم معا.فًا، فيما شعر “شـريف” بـ أنه يُنز.ع بطريقةٍ مفز.عة مِن أحضان أخيه ليتفا.جئ بأنه في أحضان والده الذي كان يبكي وهو مازال في صد.مته التي كانت المتحـ ـكمة في الجميع منذ أن خطـ ـت قد.مه المكان
وسريعًا كان يُعانق والده مستسـ ـلمًا لِمَ يحد.ث حوله، أصبح في ثوانٍ وجيز.ة كـ الر.يشة الخـ ـفيفة التي تُحركها نسما.ت الهواء الخـ ـفيفة، لا يريد سوىٰ الشعور بالأ.مان الذي أفتـ ـقده وحُرِ.مَ مِنهُ، لا يريد سوىٰ المكو.ث د.اخل أحضان عائلته الحبيبة مستمتعًا ومستشعرًا بتواجدهم حوله حتى يطمئن قـ ـلبه
«الحمد لله على ر.جوعك لينا يا حبيبي، أقسم بالله أنا ما كُنْت عا.يش فـ غيا.بك، كأنك روحت وخـ ـدت معاك رو.حي وفرحتي وكل حاجة حلوة، أقسم بالله خا.يف أكون بحلم وقتها بجد هتمنىٰ إني أفقـ ـد الذ.اكرة خالص، عشان مفتكـ ـرش اليوم دا اللي مِن بعده مبقناش عا.يشين كويس، عارف إنها سُنة الحياة وعارف إن دي أ.عمار بأ.يد ربنا وقت ما يحصل هيكون، بس المو.ت المفا.جئ صعـ ـب أوي آه وقتها يمكن ممو.تش وربنا بعتلك الشخص المناسب يلـ ـحقك، بس إحنا بجد مِن بعـ ـدك وكلنا مش كو.يسين، أنا شخصيًا مَكُنْتش كو.يس»
أنهـ ـىٰ “عمار” حديثه الباكِ والذي آلآ.م قلو.بهم وبشـ ـدة ليشعر بو.لده يشـ ـدد مِن عناقه إليه وكأنه يخبره بالو.اقع وضـ ـرورة تَقَبُل أنه معهم الآن وبجوارهم يضمهم ويو.اسيهم ويخبرهم أنه بخيـ ـرٍ وقد عا.د إلى دياره مرةٍ أخرىٰ، أبتـ ـعد عن والده الذي كان يبكي ليقوم بمسـ ـح عبراته عن صفحة وجهه بكفيه وهو يتحدث بنبرةٍ باكية قائلًا:
«أنا كويس وزي الفُل متخا.فش، وصدقني واللهِ دا ما حلم ولا حاجة أنا موجود بجد ومعاك بجد دا مش حلم، أنا ر.جعت الحمد لله وصدقني مش هبعـ ـد عنكم تاني ولا هسيـ ـبكم، مفيش حاجة هتقد.ر تفـ ـرقني عنكم بعد كدا غير المو.ت»
أنهـ ـىٰ حديثه ليجذ.به والده مِن جديد إلى أحضانه ممسّدًا على ظهره قائلًا بنبرةٍ باكية:
«ربنا يباركلي فيك يا حبيبي ويحفظك ليا، ويجعل يو.مي قبل يو.مك، قـ ـلبي أتو.جع عليك مرة مش عايزُه يتو.جع تاني، حمدلله على سلامتك يا حبيبي نوَّرت البيت تاني»
لا.حت أبتسامة هادئة وزا.حمت وجهه بعد أن كانت الأجواء مشـ ـدودة مِن حولهم ليُمسّد على ظهره بحنوٍ قائلًا:
«الله يسلمك يا حبيبي، خلاص بقى كفاية شحـ ـتفة مش ناقـ ـص عيا.ط وحز.ن أنا أنا شوفت حز.ن بما فيه الكفا.ية مش هيبقىٰ هناك وهنا بقىٰ»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يمازحهم بقوله ليبتسموا جميعهم ويمسّد “عمار” على ظهره برفقٍ مبتسم الوجه، أبتسم إليهم “شـريف” بعد أن أزا.ل عبراته وعاد الصفا.ء إلى خضراوتيه، نظرت “رانيا” إليه وقالت مبتسمة الوجه:
«يلَّا بقى إطلـ ـع مع “ناهد” خدلك شاور لحد ما الأكل يجهز ويطلـ ـعلك عشان ترتا.ح أكيد جـ ـسمك تـ ـعبان ومحتاج ترتا.ح وأول ما تفو.ق إن شاء الله تنز.ل عشان الباقي يعرف ويتشحـ ـتفوا شويه زينا كدا، يلا يا “ناهد”»
أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إلى “ناهد” التي نظرت إلى “شـريف” الذي نظر لها في هذه اللحظة وأبتسم، نهض مِن جلسته ثم أقترب مِنها ليقوم بإمسا.ك يدها مِن جديد مثلما كان يفعل دومًا ثم نظر إلى عينيها السو.د.اء اللا.معة التي أشتا.ق لها كثيرًا وقال بنبرةٍ هامسة وحدها مَن سَمِعته حينها:
«أوعي تفتكريني هتغفـ ـل أنا كدا ومش هشوف اللي مِني، قوليلي بقىٰ فين “الشروق” لأني مشتا.ق بصراحة إني أشوفها»
أبتسمت هي حينها بعد أن رأت الخبـ ـث يحتـ ـل حدقتيه في نظراته إليها لتجاوبه بنفس الهمس وبنبرةٍ أكثر مكـ ـرًا قائلة:
«متقـلقش هتشوفها، بس مبقاش في حاجة على الجاهـ ـز دلوقتي لازم تتعـ ـب شويه قبل ما تاخـ ـد الحاجة»
ر.فع حاجبه الأيمن عا.ليًا ثم شمـ ـلها بنظرته وأبتسم حينها وقال بنبرةٍ مرا.وغة:
«ومالوا، نتعـ ـب ما في ناس تـ ـعبت برضوا، بس تعرفي، أنتِ سو.سة»
ضحكت هي حينها ونظرت إليه نظرةٍ سعيدة منتـ ـصرة ثم أخذته وتوجهت بهِ إلى إحدىٰ الغرف المتواجدة في القصر والتي قد خصصونها للصغار والتي كانت تحتوي على بعض الألعاب مثلها مثل غرف الأطفال الصغار تمامًا، رأىٰ ابن عمه “ليل” وتجاوره “روزي” التي كانت تعلم بتواجده بفضل زوجها الذي قـ ـصَّ عليها ما حد.ث بالتفصيـ ـل وللحق كانت سعيدة وبشـ ـدة لأجل “ناهد” التي كانت تفتقـ ـده كثيرًا
أقترب مِن تلك الصغيرتين اللتان كانتا تجاوران بعضهما البعض وقد تعمـ ـد “ليل” في هذه اللحظة تر.ك صغيرته والأبتعا.د عن مرماها حتى يرىٰ إن كان يستطيع “شـريف” معرفة فتا.ته أم لا بعد أن تم الأتفا.ق بينه وبين “ناهد” التي تنتظر وتتابعه بعينيها
أقترب “شـريف” مِنهما ووقف ينظر إلى الفتا.تين بد.قة بعد أن فَهِمَ مغز.ى حديث زوجته أثناء مرا.فقته إلى هُنا، نظر مطولًا إلى “رودينا” إ.بنة “ليل” وقـ ـلبه يُخبرها أنها ليست هي، هي لا تشبهه في شيءٍ فهي تحمـ ـل معالم وجهٍ غيره وغير “ناهد”، بالإضافة أنه يتذكر أن التي رأها كانت عينيها خضراءٌ صا.فية مثل لو.ن عينيه تمامًا
لربما لَم يد.قق في معالم وجهها حينما كان يراها عبر هاتف “خميس” ولَكِنّ القلـ ـب يتحدث إلى صاحبهِ ويخبره أنها ليست هي، أبتـ ـلع غصته بهدوءٍ ثم نظر إلى “شـروق” التي كانت تنظر في كل مكان بهدوءٍ، لا يعلم كيف أقترب مِنها وكيف مدَّ يديه نحوها وحمـ ـلها بين كـ ـفيه وهو يتطـ ـلع إلى معالم وجهها التي كانت تشبه معالم وجهه إلى حدٍ ما، ولَم يشعر بنفسه إلا حينما ألتمعت حد.قتيه بعبراته وهو ينطـ ـق في نفس الوقت بنبرةٍ هادئة:
«”شـروق”»
قـ ـرر إسمها مرةٍ أخرىٰ يؤ.كد لنفسه أنها فتا.ته الصغيرة التي أشتا.ق إليها وأشتا.ق لرؤيتها، هي نفسها تلك الفتا.ة التي أُطلـ ـقَ عليها أسم “شـروق”، الإسم الذي كان خا.لدًا في ذ.هنه منذ أن عَلِمَ أنها فتا.ة، الإسم الذي هو في نفس الوقت صفةٌ جميلة، “شـروق” الشمس بأ.شعتها الذهبية بعد ليلةٍ عصـ ـيفة ومظـ ـلمة، جاءه “الشروق” يطر.ق على أبوابه المو.صودة يعلمه عن موعد تَلَو.ن حياته بالألو.ان الجذ.ابة، بعد أن كانت ملطـ ـخة بالأبـ ـيض والأسو.د
تقابلت المُقل وتشا.بكت النظرات في أول لقا.ءٍ يجمع بينهما، لقا.ءٌ كانت تتأ.هبه الحوا.س وتتر.قب لهُ الأنـ ـفس، رأىٰ نفسه حينما كان صغيرًا بها هي، رأىٰ ذكرياته جميعها في وجهها هي، وكأنها تُذكره بما.ضيه حينما كان صغيرًا، قرَّ.بها مِنهُ ولثم وجنتها الصغيرة بـ قْبّلة حنونة وهو يشعر بالعـ ـديد مِن المشاعر الجيا.شة تجتا.حه دون رحمة
تكا.ثرت العبرات دا.خل مُقلتيه لتسـ ـقط على صفحة وجهه وهو ينظر إليها وهو مازال لا يصد.ق نفسه ولا يُصدق أنه هُنا، في منزله وعقـ ـر داره، ألتفت ينظر إلى “ناهد” التي كانت مبتسمة الوجه لَم تتحدث وهي سعيدةٌ وبشـ ـدة لأنه أستطاع معرفة أبنـ ـته دون أن تتحدث هي ببنـ ـت شـ ـفة
عاد ينظر إلى صغيرته مِن جديد بعد أن أولا.هم ظهره مِن جديد ضاممًا إياها إلى د.فئ أحضانه ممسّدًا على ظهرها برفقٍ وحنو وقد سقـ ـطت عبراته أكثر على صفحة وجهه متأ.ثرًا وسر.يعًا كان يبكي وهو يضمها أكثر إلى أحضانها بعد أن شعر أنه حقًا فقـ ـد ثبا.ته الزا.ئف حينما عَلِمَ أنه أستطاع معرفة أبـ ـنته دون أن يخبره أحدٍ مِنهم أنها هي بل تركو.ه يعلم وحده وقد كان حد.سه صحيحًا
خر.ج بها إلى الشرفة دون أن يتحدث مع أحدٍ وهو مازال يضمها إلى أحضانه مغـ ـلقًا الباب خلفه أسفـ ـل نظراتهم لهُ، نظر “ليل” إلى “ناهد” وقال بنبرةٍ هادئة:
«خلّي بالك مِنُه وخلّيكي معاه هو متأ.ثر جا.مد دلوقتي وأكيد محتا.جك جنبه متسبيهو.ش لحظة عشان لسه مش قادر يصد.ق إنه ر.جع تاني، لو قد.ر ينز.ل بليل يبقى تمام أوي لو مش هيقد.ر ولسه شايف نفسه مش مُهيـ ـأ إنه يو.اجه الباقي متضغـ ـطيش عليه أهم حاجة دلوقتي ر.احته»
حركت رأسها برفـ ـقٍ والعبرات تلتمع دا.خل مُقلتيها ليبتسم هو إليها أبتسامة خـ ـفيفة ثم توجه إلى صغيرته وحـ ـملها على ذراعه ممسّدًا على ظهرها برفقٍ ثم ألتفت إلى زوجته وأخـ ـذها معهُ وذهب كي يتر.ك “ناهد” رفقة زوجها أكبـ ـر وقتٍ ممكنٍ، نظرت إلى باب الشرفة التي يقبع بها “شـريف” رفقة صغيرته وقد قررت تر.كه معها قليلًا ثم ترافقه هي بعد ذلك
بينما في الشرفة الكبيـ ـرة
يجلس “شـريف” على المقعد الخشـ ـبي ويحمـ ـل صغيرته على ذراعه الأيمن ينظر إلى معالم وجهها وهو مبتسم الوجه والسعادة تغمـ ـره في هذه اللحظة وهو يراها تنظر لهُ ثم تَمُـ ـدّ يدها الصغيرة نحوه في محاولةٍ فا.شلةٍ مِنها للإمسا.ك بـ لحيتهِ البُنـ ـية الدا.كنة ليقوم هو بإمسا.ك كفها الصغير بإصبعيه السبا.بة والإبهام ثم أقترب برأسه مِنها ولثم يدها الصغيرة بحنوٍ ليراها تنظر إليه د.ون أن تفعل شيئًا
فيما كان هو ينظر إليها يتابعها بعينيه حتى رآها تبتسم إليه وتتمـ ـلمل بسعادةٍ كبيرة، أبتسم هو أيضًا ثم لثم يدها مرةٍ أخرىٰ ويليها وجنتها الصغيرة وهو يشعر في هذه اللحظة السعادة تغمـ ـره، لحظاتٍ وبدأ يند.مج سـ ـريعًا معها وهو يقوم بتقبيلها وحينما تلامـ ـس لحيته بشرة وجهها تضحك عا.ليًا فيما هو كان يضحك وبشـ ـدة معها ويعود لدغدغتها بـ لحيته مِن جديد لتعـ ـلو ضحكاتها مرةٍ أخرىٰ
فيما كانت تقـ ـف في الداخل خلف باب الشرفة الزجا.جي تنظر إلى زوجها وأبنتها وهي تستمع إلى ضحكاتهما سويًا وتبتسم أكثر وعبراتها تتسا.قط على صفحة وجهها لتقوم بمـ ـسحها بكفها وهي تشعر بالسعادة تغمـ ـر قلبها وهي تراه مند.مجًا معها كثيرًا متنا.سيًا ما حد.ث معه وما رآه في غيا.به عنهم.
_________________________
<“كان فرا.قكَ بالأمس مؤ.لمٌ، اليوم أبهجتـ ـنا بسمتُكَ”>
على مدار الثلاثة أيام التي مضت كانت حا.لته الصحـ ـية تتحـ ـسن بشكلٍ ملحو.ظ أمام أعينهم جميعًا وما جعله يشعر بالسعادة أكثر حينما رأىٰ “شـريف” أمامه مبتسم الوجه يضمه إلى أحضانه ويطمئن عليه هو وأخيه الذي كان سعيدًا بعودة الفتـ ـى الحبيب إلى عائلته، وها هم الثلاثي الذي كانت تفـ ـتقدهم العائلة أجتمعوا مِن جديد بعد خروج الفتـ ـى مِن المستشفى بعد أن طمئـ ـنهم الطبيب على حا.لته الصحـ ـية وسـ ـمح إليه حينها بالخرو.ج والعودة إلى منزله
كانت ضحكاتهم تتعا.لى بين الفينة والأخرىٰ وهم ينظرون إلى المتحدث الذي لَم يَكُن سوىٰ “عادل” الذي كان يقـ ـصَّ عليهم مواقفه المضحكة مع بعض العاملين في مقر عمله، فيما كانت تتعا.لى الضحكات وتنتشـ ـر البهجة والسرور على قصر الدمنهوري مِن جديد
أقتربت في هذه اللحظة “رانيا” وبرفقتها “نوران” كلٌ مِنهما توجهت إلى و.لدها، توجهت “رانيا” إلى و.لدها الصغير “شـريف” وهي تحمـ ـل صينية معد.نية تعتـ ـليها بعض الصحون الزجا.جية التي تحتوي على الطعام الشهي والذي تفو.ح رائحته المكان، وضعتها على سطح الطاولة أمامه وأشارت إلى الطعام قائلة بلهـ ـجةٍ أ.مِرة:
«الأكل دا يتا.كل كله ويخـ ـلص، عايزة أر.جع أخد الأطباق دي فا.ضية سامع إيا.ك تسـ ـيب معلقة واحدة فـ أي طبق»
أنهـ ـت حديثها الأمِر إليه ثم ألتفتت إلى و.لدها الأكبر وأشارت إليه قائلة بنبرةٍ جا.دة:
«”فاروق” عيـ ـنك عليه ولو أتما.يص تأ.كله غـ ـصب عنه سامعني»
حرك رأسه برفقٍ إليها وهو ينظر لها مبتسم الوجه وهو يتخـ ـيل إن عا.رضها ماذا ستفعل بهِ خصيصًا وهي في هذه الحا.لة، تر.كتهما وذهبت عا.ئدة إلى الدا.خل مِن جديد فيما نظرا هما لها يتابعان خـ ـط سيرها حتى أختـ ـفت مِن أمامهما، نظر بعدها “فاروق” إلى أخيه الذي نظر إليه وأبتسم قائلًا:
«طبعًا أنتَ مجد.عة وهتشار.كني فيه عشان عارف إني مستحـ ـيل أ.كل كل الأكل دا لوحدي»
ضحك حينها “فاروق” على تفوهات أخيه ثم حرك رأسه برفقٍ وقال مؤ.كدًا على حديثه السابق:
«كُل اللي تا.كله ومتقلـ ـقش مِن حاجة، عندك “علي” بسم الله ما شاء الله عليه لو عرف إن فيه شوربة كوار.ع دلوقتي قسمًا بالله ليو.جب معاك وما هيخليك تلمـ ـس حاجة مِن الأكل دا»
ضحك “شـريف” عا.ليًا على حديث أخيه وهو ينظر حوله يبحث عن رفيقه الذي كان متخـ ـفيًا منذ قرابة الخمس ساعات وأكثر وهو في الحقيقة لا يعلم أين هو ولِمَ لَم يخبره أنه سيـ ـتغيب هذا الوقت بأ.كمله عن المنزل، بدأ بالفعل في تناول طعامه أسـ ـفل نظرات أخيه لهُ الذي كان مبتسم الوجه يتابعه بهدوءٍ
فيما أقتربت “نوران” مِن و.لديها اللذان كانا يجاوران بعضهما البعض يتهامسان على عِدة أشياءٍ ثم يضحكان سويًا، وضعت الصينية المعد.نية على الطاولة أمامهما وهتفت لهما قائلة:
«يلَّا الأكل دا كله يخلـ ـص تتقا.سموه سوىٰ بقىٰ واحد ياخد منا.ب التاني المهم أنتوا الأتنين تخلـ ـصوه»
أنهـ ـت حديثها وهي تقـ ـف عاقدة ذراعيها أمام صد.رها تنتظر تلقـ ـي المعا.رضة مِنهما لتراهما يقومان بالتسمية ثم تشاركا سويًا تناول الطعام دون أن يعا.رض أحدهما والدته لتعـ ـلو الأبتسامة الهادئة ثغرها ثم تر.كتهما وذهبت لينظر إليها “يزيد” قليلًا حتى رآها أخـ ـتفت ولَم يَعُد لها أ.ثر لينظر حينها إلى أخيه وقال بنبرةٍ خا.فتة:
«حبيب أخوك طبعًا أنتَ عارف تقسيمة الأكل بينا أنا الربع وأنتَ التلت أربع عشان أنا أقسم بالله لسه مش قا.در أر.جع زي الأول يادوبك على الـ ـقد وخلاص عشان مز.علهاش»
نظر إليه “حُـذيفة” وأبتسم حينها وقال بنبرةٍ هادئة يردّ على حديث أخيه:
«مش عارف هفضل مد.اري عليك لحد أمتى يا ابن “عبد الله”»
ضحك “يزيد” في هذه اللحظة على حديث أخيه إليه وأجابه بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
«يابا ربنا يباركلي فيك وتعيـ ـش وتد.اري عليا، وبعدين عايزك تتغذىٰ كدا مش عاجبني حالك أنتَ المفروض خا.رج مِن عمـ ـلية»
ر.مقه في هذه اللحظة “حُـذيفة” نظرةٍ ذات معنى وقال:
«لا يا را.جل، ولمَ أنا خا.رج مِن عمـ ـلية أنتَ خا.رج مِن إيه؟ ماتش تنس؟»
ضحك “يزيد” عا.ليًا على تفوهات أخيه الذي كان ينظر إليه ومِن ثم تعا.لت ضحكاته هو الآخر وشاركه الضحك، ربت “يزيد” على كتف أخيه ثم شاركه في تناول الطعام الذي كانت رائحته تفو.ح تجعلهم يشتـ ـهون لمشاركتهما، أقترب “علي” مِنهما في هذه اللحظة بعد أن ولج مِن الخا.رج
وقف أمامهما أسـ ـفل نظراتهم جميعًا وقام بقطـ ـع قطـ ـعة دجاجٍ وتناو.لها أسفـ ـل نظراتهم ليقوم بعدها بأخذ قطـ ـعة مِن الخبز وقام بإسقا.ط معظمه في الصحن الذي كان يحتوي على سا.ئلٍ أخضـ ـر اللو.ن ومِن ثم تناولها بنهـ ـمٍ لذ.يذٍ وقال:
«أنا شايف إنكم تسيـ ـبولي الأكل وأنا هقوم بالواجب ولو سألتكم “علي” بر.ه الليلة أنتم اللي كلـ ـتوه»
«أما أنتَ وا.طي بصحيح، يعني تاكل وتملـ ـىٰ كر.شك وفـ الآخر نلبـ ـس إحنا الليلة؟!»
هكذا كان ردّ “يزيد” على قول ابن عمه الذي أشاح بيده بعدم أكتر.اث وقال:
«وإيه يعني، ما تشـ ـيل مرة زي ما بنشـ ـيل إيه اللي هيحصل يعني»
في هذه اللحظة نهض “شـريف” ممسكًا بصحن الشوربة وهو ينظر إلى “علي” الذي كان غير منتبـ ـهًا إليه وأبتـ ـعد بهِ عن مرماهم، نظر حينها “يزيد” إليه وتعا.لت بسمته على ثغره ثم نظر إلى “علي” وقال بنبرةٍ خـ ـبيثة:
«”علي”، “شـريف” معاه طبق شوربة كوار.ع محتر.م يسـ ـد معاك»
أستطاع في الأولى جذ.ب أنتباهه وحينما أستطاع فعلها نطق بالثانية التي جعلت “علي” ينظر خلفه وخصيصًا إلى مو.ضع وقو.ف “شـريف” الذي كان ممسكًا بـ صحن الشوربة وينظر إليه مبتسمًا أبتسامة ما.كرة وكأنه يخبره إن أستطاع أخـ ـذه فـ ليـ ـفعلها
نهض “علي” بالفعل وتقدم بخطىٰ هادئة في بادئ الأمر مِن “شـريف” الذي ما إن رآه يقترب مِنهُ حتى بدأ بإرتشا.فها سر.يعًا قبل أن يصل إليه “علي” الذي شـ ـد خطواته سر.يعًا نحوه وحاول أخـ ـذ الصحن مِنهُ أسـ ـفل أعترا.ضات “شـريف” وإبعا.د الصحن عن مرمى أعينه
«ما أنا هاخده مِنك سو.اء بالمحبة أو بقـ ـلة الأد.ب عشان دا طبقي الحبيب اللي على طول لازم يكون قدامي، هات وخلّيك مجد.عة زي ما كُنْت مجد.عة معاك وروحت ر.جعتك»
هكذا كان ردّ “علي” على أفعا.ل “شـريف” الذي كان يرفـ ـض الخضو.ع إليه وإعطاءه الصحن، قا.ومه “شـريف” وهو يقول:
«أبعـ ـد بس عشان هيقـ ـع مِني، هيقـ ـع واللهِ يا “علي” وهيبقى لا أنا ولا أنتَ»
في هذه اللحظات تقدم مِنهما “سـعيد” وأخذ مِن “شـريف” الصحن وأر.تشف ما تبقى بهِ أسفـ ـل نظرات “علي” و “شـريف” المذ.هولة إليه، أبـ ـعد الصحن بعدما أر.تشف ما تبقىٰ مِنهُ ونظر لهما وقال مبتسمًا:
«لا أنتَ ولا هو نو.لتوا الطبق، عشان تتخا.نقوا مع بعض حلو أوي على الطبق بعد كدا»
نظر “شـريف” إلى “علي” الذي نظر لهُ كذلك دون أن يتحدث ليسمعوا “فاروق” الذي قال بنبرةٍ عا.لية:
«أنا مش قولت شوربة الكوار.ع مقا.طعة قبل كدا عشان خاطر أستاذ “علي” إد.مان!»
«وأنتَ مالك يا غـ ـتت أنتَ ما تخليك فـ حالك مركز معايا ليه مش فاهم بصراحة!»
هكذا كان ردّ “علي” على حديث “فاروق” الذي نظر إليه نظرةٍ ذات معنى ونهض مِن جلستهِ وبدأ يقترب مِن مرماهم وهو يقول مشيرًا على نفسه بـ سبّا.بتهِ:
«أنتَ بتز.عقلي أنا وتعـ ـلي صوتك عليا، دا أنتَ قـ ـليل الأد.ب فعلًا ومحتاج تتر.بىٰ صحيح»
«ويا ترىٰ هبقى بالفراولة ولا بالتوت؟»
هكذا سأله “علي” مُعقـ ـبًا على حديثه وهو يقف ثا.بتًا مكانه يديه تتوسطان خصره وينظر إليه، أقترب مِنهُ “فاروق” وهو يصـ ـق على أسنانه قائلًا بنبرةٍ مكتو.مة:
«هتبقى بالو.جع يا “علي”، هتبقىٰ بطعم البو.اني والشلا.ليت يا ابن الظر.يفة»
هكذا جاوبه “فاروق” الذي ركض خلفه ممسـ ـكًا بهِ مسقـ ـطًا إياه أر.ضًا حينما رآه يفـ ـر ها.ربًا مِنهُ، كان “علي” يضحك وهو يتملـ ـص أسفـ ـل قبـ ـضة ابن عمه الذي كان يريد إلقا.ءه درسًا قا.سيًا حتى لا يمزح معه مرةٍ أخرىٰ ولَكِنّهُ في النها.ية ر.قَ قـ ـلبه لهُ وتر.كه مر.غمًا ليراه يعانقه قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
«واللهِ بهزر معاك، متبقاش قفو.ش وخُلـ ـقك ضَـ ـيَق كدا يا.ض إيه يا عم مش كدا هو أبـ ـنك لحق خلّىٰ خُـ ـلقك ضَيَـ ـق؟»
زفـ ـر “فاروق” بعمـ ـقٍ ثم ربت على ظهره برفقٍ وهتف قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«حاسس إني بقيت ر.خم شوية، بس مش مشـ ـكلة ما إحنا ملبو.سين أصلًا»
«معانا بسم الله الله أكبر الشيخ “حُـذيفة” بنفسه لو في أي حاجة هيلحـ ـقنا، ومعانا برضوا عمو “عبد الرحمن”، مِن الآخر أتنين شيوخ أعسل مِن بعض واللهِ دا إحنا تشكـ ـيلة تفتـ ـح النفـ ـس صحيح»
هكذا كان ردّ “عادل” على حديث “فاروق” الذي وافقه الرأي حينها، وأثناء تحدثهم جميعًا صدح رنين هاتف “حُـذيفة” عا.ليًا يُعلنهُ عن أتصالٍ هاتفي مِن صديقه “شـهاب”، أجابه حينها بقوله الهادئ:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إيه يا عم مش سامعين صوتك الحلو بقالنا فترة ليه أنتَ بتفكر تخـ ـلع ولا إيه؟»
هكذا مازحه “حُـذيفة” بحديثه ليأتيه قهقهات الآخر عبر الهاتف ومِن ثم حديثه قائلًا:
«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخنا، طب دا أسمه كلام برضوا أخـ ـلع ليه طيب ما أنا مصبـ ـر نفسي لحد دلوقتي لحد ما ربنا يكرمنا، مفاضلش غير ٤٨ ساعة وتبقىٰ مراتي ر.سمي على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
«عليه أفضل الصلاة والسلام، خلاص صدقتك، بس أسمع أو.عىٰ تقـ ـل بعـ ـقلك هتلاقي جـ ـيش و.اقف قدامك بياخـ ـد حـ ـقها فـ ـكك مِن جَو أخواتها والكلام دا كله إحنا عند حر.يمنا وأستو.ب إحنا بنعاملهم هنا مـ ـلكات متجيش تتهـ ـف فـ عـ ـقلك وتعمل غير كدا والله فـ سماه ما هيطـ ـلع عليك نها.ر وأنتَ مناسـ ـب عيلة يعني أعوذُ بالله مِنها وقت ما تحط حدّ بعـ ـينه فـ د.ماغها»
هكذا كان ردّ “حُذيفة” على “شـهاب” الذي كان مستمعًا في هذه المكالمة إلى تحذ.يرات صديقه الشـ ـديدة مِن عد.م المسا.س بـ شقيقتهم بسو.ءٍ أو إحز.انها، وللحق هو لَم يغضـ ـب ولَم ينفعـ ـل لأنه يعلم جيدًا كل ما يُقال إليه في هذه اللحظة وقد رأى ذلك بعينيه قبل أن يفـ ـقد بصره ولذلك جاوبه بنبرةٍ هادئة مطمئنًا إياه بقوله:
«عارف يا صاحبي مِن غير ما تقولي وفاهم كويس أوي دا وربنا يعلم أنا نيتي إيه غير كل خير وصدقني واللهِ هي ما محتا.جاني قد ما أنا محتا.جها جنبي، كفاية إني هقـ ـطع عهـ ـد على نفسي وقدام ربنا وكل الناس إني هعاملها بما يرضي الله وهتـ ـقي الله فيها، أنا مش عايزك تقلـ ـق عليها صدقني فـ عيو.ني وربنا يقد.رني ومخليها.ش محتاجة حاجة»
شعر “حُـذيفة” بالراحة والصدق في حديثه ولذلك أبتسم وقال بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
«ونعمة بالله، إحنا مش هند.يها برضوا لأي حدّ، دا أنت “شـهاب العطار” يعني الإسم لوحده كفاية، المهم قولي بقى إيه السـ ـر و.را المكالمة الحلوة دي عشان أنا مش مرتا.حلك؟»
ضحك “شـهاب” على الجهة الأخرىٰ وهو يعلم تمام العلم أن “حُذيفة” يستطيع قراءة ما يد.ور دا.خل عقله دون أد.نىٰ مجهـ ـود وكيف لا يفعل ذلك وهو كان أقرب إليهم مِن أنفـ ـسهم، هـ ـدأ قليلًا ثم أخذ أنفا.سه بعمـ ـقٍ وزفـ ـر بهدوءٍ مبتلـ ـعًا غصته تزامنًا مع قوله الهادئ:
«بصراحة كدا المكالمة دي فعلًا و.راها حاجة، أنا بصراحة كدا متصل عشان أقولك إني عايزك أنتَ تكون المأذون واللي هتكتب كتب كتابنا»
تفا.جئ “حُـذيفة” كثيرًا فـ لَم يكُن يعلم أنه سيطلب مِنهُ طلبًا كهذا ليجد نفسه يقول في د.هشةٍ واضحة:
«أنتَ بتقول إيه؟ “شـهاب” هو أنتَ لسه متفـ ـقتش مع مأذون؟»
حينما أنهـ ـىٰ حديثه المتفا.جئ والمتسأل في نفس الوقت أتاه إجابة صديقه على الجهة الأخرىٰ وهو يقول:
«بصراحة كدا لا، قعدت أفكر شويه وقولت عايزك أنتَ اللي تكتب كتابنا، قولت إيه؟»
كان “حُذيفة” مازال مذ.هولًا وهو يستمع إليه دون أن يتحدث، فهو كان لا يتو.قع أن يحد.ث ذلك، وأيضًا في و.ضعه هذا سيكون صـ ـعبًا بالنسبة إليه ليقول بنبرةٍ هادئة يرفـ ـض ذلك:
«لا يا “شـهاب” مش هينفع، مش هقد.ر يا صاحبي أنا آسف»
«ليه يا “حُـذيفة”؟ إيه اللي يمـ ـنعك مش فاهم مفيش أي حاجة تقد.ر تمنـ ـعك»
هكذا كان ردّ صديقه معقـ ـبًا على حديثه ليرفـ ـض هو مِن جديد وهو يقوم بتو.ضيح بعض الأمور لهُ قائلًا:
«يا “شـهاب” أفهمني أنا مش هقد.ر صدقني، أنا قاعد على كر.سي متحـ ـرك دلوقتي ومش هقد.ر أنا آه مبيفر.قش معايا كلام حدّ طالما مبعملش حاجة غـ ـلط بس أنا سمعت ودو.قت مِن كلام الناس بما فيه الكفا.ية ساعة ما كان “يزيد” محبو.س ومخـ ـتفي، مش هقد.ر أتحمـ ـل فوق طا.قتي مش هبقىٰ مرتا.ح»
وجهة نظره لربما تكون غير مقـ ـنعة للبعض، وليست سـ ـببًا كافيًا للبعض الآخر أيضًا، ولَكِنّ بالنسبة إليه هي أسبا.بٌ واضحةٌ وصر.يحة بالنسبة إليه فهو مَن تأ.لم وهو مَن جُرِ.حَت مشاعره حينها وهو الذي كان موضوعًا في صورة الأخ شقيق المذ.نب الذي في نظرهم أيضًا شخصًا و.ضيعًا ويجب أن ينا.ل عقا.به على الرغم أنه المظلـ ـوم
كان يُفكر في هذه اللحظة في العـ ـديد والعـ ـديد مِن المشاهد المتو.قع حد.وثها وتلك الهمسات التي تشبه السُـ ـم المد.سو.س في العسل بالنسبة إليه، لا يعلم إلى أي وقتٍ سيظل هو وأخيه موضوعان في خا.نة المذ.نبون، إلى أي وقتٍ ستظل برا.ءة أخيه مرتدية ثياب التخـ ـفي؟ أصبح حقًا لا يعلم أين الصو.اب وأين الخـ ـطأ، أين الراحة وأين الطمأنينة التي يبحث عنها قلـ ـبه
أنتشـ ـله في هذه اللحظة صوت صديقه الذي تحدث عبر الهاتف وهو يشـ ـد أذ.ره ويشـ ـجعه بكلماته الحما.سية حينما قال بنبرةٍ قو.ية:
«”حُذيفة” أنا عايزك تفوق مِن الهواجـ ـس اللي معـ ـششة فـ د.ماغك دي وهتوديك ور.ا الشمس، طول ما أنتَ را.مي و.دنك وبتسمع الكلام اللي يو.قعك فـ أنتَ هتقـ ـع فعلًا ومش هتلاقي الإيد اللي هتتمـ ـدلك وتقو.مك عارف ليه؟ عشان سمحت لنفسك إنك تقـ ـع مستني مين بقى يقو.مك؟ ثانيًا هو مش أنتَ برضوا اللي كُنْت بتنـ ـصحنا وتقولنا محدش يسمع الكلام السـ ـلبي وأفتكروا كلام ربنا»
«في إيه يا “حُـذيفة” مش كدا، صلِّ على النبي ووحد الله وإخز.ي الشيـ ـطان أنتَ واحد عندك ظرو.فك الخا.صة اللي و.صلتك لكدا وفـ نفس الوقت دا أنتَ فاهمني؟ يعني أنتَ شيخ وربنا مديك نعمة كبـ ـيرة أخـ ـتصك أنتَ بيها لمَ يحصـ ـلك حاجة تعجـ ـزك دي مش هتـ ـمنعك عن حـ ـقيقتك وإنك تكمل فيها عشان خاطر أنتَ عاجـ ـز دلوقتي، “حُـذيفة” مِن الآ.خر كدا بقىٰ ومش هقولها تاني ولا هر.جع فـ قراري والكورة فـ ملعبك، محدش هيكتب كتابي أنا و “مَرْيَم” غيرك تمام كدا؟»
أنهـ ـىٰ حديثه الذي كان متخذًا و.ضع الهجو.م محاولًا إفا.قة صديقه مِن تلك الهواجـ ـس التي تسيـ ـطر على رأسه حتى تقوم بإقنا.عه بما يحد.ث وعن نظرة الجميع إليه في هذه اللحظة، زفـ ـر بعمـ ـقٍ ومـ ـسح بكفه الآخر على وجهه بعد أن رأىٰ أنه لَم يتر.ك لهُ خيارًا سوىٰ ما يريده هو، ولذلك قال:
«حاضر يا “شـهاب”، وأنا مش هيهو.ن عليا أرفـ ـض طلـ ـبك وأز.علك، هكتب كتب كتابك، جهـ ـز بس ورقك كله وأنا هأ.كد على “مَرْيَم” تتأ.كد مِن كل ورقها، ميعادنا بعد بكرا بإذن الله فـ المسجد، متتأ.خرش بس وتتحـ ـججلي إنك عريس بقى والشغـ ـل دا»
سَمِعَ قهقهات “شـهاب” على الجهة الأخرىٰ والذي شعر بالسعادة تغمـ ـره فو.ر تلقـ ـيه الإجابة المُرا.دة وحينها ظهرت السعادة على نبرة صوته حينما قال:
«أيوه كدا هو دا “حُـذيفة” اللي أعرفه، ومِن ناحية الورق متقلـ ـقش كله جاهـ ـز وتمام ومش هتأخـ ـر عليك هكون أول الحاضرين بإذن واحد أحد، المهم قولي عملت إيه فـ الورق بتاعك هتفرحنا قريب ولا إيه دنيتك؟»
أبتسم “حُـذيفة” حينما فَهِمَ مغزىٰ حديثه ليجاوبه مبتسم الوجه قائلًا:
«بإذن الله ربنا ييسرلي الأمور بس أنا عملت أول خطوة والحمد لله نجحت فيها نا.قصلي بس الخطوة دي ولو تمت بأمر الله هقول للكل وأفرحهم، أدعيلي بس عشان مقلـ ـق شويه»
أتاه صوت “شـهاب” الهادئ حينما قال بنبرةٍ هادئة يطمئنه مِن خلالها أن كل شيءٍ سوف يكون بخيرٍ ما دام ما يسـ ـعىٰ بهِ خيرٌ:
«متقـ ـلقش دي هلا.وس الشيـ ـطان أستعيـ ـذ بالله وتوكل على الله وما دام اللي بتسـ ـعىٰ فيه خير فهيتم وهتفرح وتفرحنا كلنا معاك قول يارب»
أبتسم “حُـذيفة” وكم أمتن إليه في هذه اللحظة لقد.رته على أنه أستطاع طمئنته وأنتشا.له مِن ضو.ضاء رأسه وأصواته الد.اخلية التي لا تر.حمه، شكره وأنهـ ـىٰ مكالمته معهُ ثم نظر إلى أولا.د عمومته وأبتسم حينما رآهم يتحادثون في وقتٍ واحدٍ وهم يعا.رضون بعضهم البعض وقد شـ ـرد ذهنه بعـ ـيدًا عنهم حيث عالمه الهادئ الخا.ص بهِ.
________________________
<“الحسناءُ تتجهـ ـز والأعين تتأهـ ـب”>
كانت تقف أمام المرآة تنظر إلى إنعكا.س صورتها وهي مبتسمة الوجه لا تصدق أنه قد تبقىٰ مِن الزمن أقل مِن ثمانٍ وأربعون ساعة وتصبح زوجته أمام الله وأمام الجميع، السعادة تغمـ ـرها حتى أنها لا تطيـ ـق الإنتظار وتريد إرتداء فستانها والجلوس بهِ حتى موعد عقد قرآنها، وعند هذه اللحظة وتعا.لت نبـ ـضات قـ ـلبها دا.خل قفـ ـصها الصد.ري لا تعلم ماذا حد.ث ولربما تكون ر.هبتها هي العا.مل الر.ئيسي في هذه اللحظة
سَمِعَت طرقاتٌ هادئة على باب غرفتها يليها ولوج أخيها الأ.كبر الذي أبتسم إليها وأغـ ـلق الباب خلفه، أقترب مِنها بخطىٰ هادئة حتى وقف خـ ـلفها ونظر إليها عبر المرآة وقال مبتسمًا:
«”طالعة زي القمر يا “مَرْيَم”، يعني حقيقي أنا مش عارف أنا هقولك إيه بس أنا حقيقي مبسوط، مبسوط عشان “مَرْيَم” الطفلة الصغيرة أم ضفاير كبـ ـرت وبقت عروسة وكلها ساعات وتتجوز، هو مش أنا برضوا كُنْت لسه بغنيلك إمبارح وأضفرلك شعرك ولا أنا بيتهيقلي، معقولة لحقـ ـتي تكبـ ـري بالسرعة دي؟»
أُغر.قت مُقلتيها بـ عبراتها لتلتفت إليه تنظر لهُ لتراه يكا.فح لكبـ ـح عبراته وهو ينظر إليها وعاد يُكمل حديثه حينما قال:
«على قد ما أنا مبسوط عشان خلاص هتاخدي الشخص اللي بتحبّيه وبيحبّك، بس ز.علان عشان هتمـ ـشي وتسـ ـيبيني، فكرة إني مش هد.خل عليكِ تاني زي ما بعمل وأقولك ز.علانة ليه يا “مَرْيَم” أو تعالي نتمشىٰ مع بعض وأخر.جك عشان أفرَّحك وتر.جعي مبسوطة والضحكة تكون على وشك وتديني الحُضن بتاع كل خرو.جة بخر.جهالك، “مَرْيَم” أنتِ حاسة بيا صح؟»
وحينما فشـ ـل في التعبير عمَّ يريد البو.ح بهِ سألها إن كانت تتفهم مشا.عره أم لا، فيما سقـ ـطت هي عبراتها على صفحة وجهها وحركت رأسها برفقٍ تخبره مِن خلالها أنها تتفهمه وتتفهم مشا.عره وتخبطا.ته، ولذلك كان الحل الأمثل أن تعانقه تمسّد على ظهره برفقٍ وهي في هذه اللحظة لا تقـ ـل عنهُ شيئًا، كلاهما يحتاج إلى عناقًا حنونًا كهذا يخبران بعضهما البعض عن مشا.عرهما المتخبـ ـطة في هذه اللحظة
فيما ضمها هو إلى د.فئ أحضانه ومسّد على خصلاتها النا.عمة القصيرة وسمح لعبراته بالسقو.ط على صفحة وجهه، ظل هكذا لبعض الوقت وهو حقًا لا يريد أن يتر.كها فـ ما هي إلا ساعاتٌ وستكون زوجة صديقه الذي لا يقـ ـل شيئًا عنه، فهو أيضًا يريدها معه، يريدها أن تكون بجواره دومًا تستطيع مو.اساته وطمـ ـئنته في أي وقتٍ وأي مكان
وحينها كان شـ ـريط ذكرياته يَمُـ ـر أمام عينيه معها، يرىٰ تلك الفتاة الصغيرة الشقية تضحك وتركض هُنا وهُناك تخبره أنه لن يستطيع الإمسا.ك بها، لا.حت أبتسامة هادئة على ثغره حينما تذكر تلك الذكريات الجميلة والتي قلما يتذكرها يرفـ ـض ذهابها وتر.كها لهُ، أبتعـ ـد عنها ينظر إلى وجهها الباكِ لترتسم إبتسامة هادئة على ثغره ويقوم بإز.الة عبراتها عن صفحة وجهها قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«أنا وا.ثق إنك هتكوني أحلى عروسة، ربنا يسعدك يا حبيبتي وتكون بداية حياة جديدة هادية ويجعلك زوجة صا.لحة لِيه ويجعله زوج صا.لح ليكِ»
أبتسمت “مَرْيَم” إليه دو.ن أن تتحدث ليبتسم هو إليها كذلك وفي لحظاتٍ جا.ل بخا.طره كلمات تلك الأغنية التي كانت كلماتها في محلها الصحيح، كانت كلماتها تصـ ـفه وبشـ ـدة
أنا عمري كام علشان تكونلي..الذكرى أسلو.ب حياة
د.ماغي فيها مليون شـ ـريط..ماضي قد.يم من دا ودا
ده أنا كنت عيـ ـل من يومين..ودخلت أنام
صحيت لقيت العمر عد.ى..مخدنيش معاه
بسر.ح وأتو.ه في الذكريات..وبعيش حياة ويا اللي فات
أشخاص أماكن كل شيء..حاجة توديني لحاجات
وفي السنين أنا مش كبير.. وشعري أسو.د زي ليل
والليل مبيعد.يش طو.يل.. مفهوش هر.وب من الذكريات
كلماتها حز.ينة ومؤ.لمة، عميـ ـقة، لا يعلم ماذا حد.ث حتى أضحـ ـىٰ كبيرًا الآن شا.ب وزوج ومسئو.ل، حقًا العمر يَمُـ ـر بسر.عة البر.ق وهذا شيءٌ مُرعـ ـب، ولَكِن هذه هي الحـ ـقيقة المحتو.مة ولا شيءٍ سيُحد.ث الفا.رق ففي النها.ية النتيجة واحدة وفيـ ـصلية.
________________________
<“بداية البحث عن الحقا.ئق”>
كان “شـريف” يستمع إلى حديث أولا.د عمومته وما حد.ث مع “يزيد” بهدوءٍ شـ ـديدٍ حتى أنتهـ ـوا مِن الحديث، نظر “شـريف” إلى ابن عمه “يزيد” الذي كان يجلس بعيـ ـدًا عن موضعهم يضع كفه على رأسه متكـ ـئ الرأ.س وهو مازال متأ.ثرًا بما حد.ث إليه وما رآه
ر.مقهم “شـريف” نظرةٍ ذات معنى ولا يُنـ ـكر أنه غا.ضبٌ الآن فمنذ أن بدأوا إخباره ما حد.ث وهو عَلِمَ أنها مد.برة، مـ ـسح بكفه على وجهه وخصلاته دون أن يتحدث ليد.وم الصمـ ـت بينهم قليلًا قبل أن يقـ ـطعه رنين هاتف “حُـذيفة” الذي صدح عا.ليًا يعلنه عن أتصالٍ هاتفي مِن “مُـهاب” الصديق المقرب لـ “يزيد”، أجابه بعد أن أشار إلى أولا.د عمومته الألتز.ام بالصمـ ـت قائلًا:
«الو سلام عليكم، بخير الحمد لله طمني عليك، دايمًا يارب فـ أحسن حال، قولي عرفت أي جديد؟»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يستمع إلى الآخر الذي بدأ بالتحدث متر.قبًا، فيما قال “مُـهاب”:
«أنا روحت الجامعة النهاردة زي ما قولتلك وأتعا.ملت عادي خالص ومحدش فعلًا كان ور.اه سيرة غير “يزيد” خصوصًا بعد ما خر.ج ور.جع البيت ومراحش على السجـ ـن تاني، بس أنا و “وهـيب” لاحظنا كام حر.كة كدا مِن شـ ـلة شبا.ب شكلهم مش ولا بُد وحا.سس كدا إنهم السـ ـبب الر.ئيسي فـ الليلة دي كلها، بس مش عايزك تقـ ـلق أنا جبت قر.ارهم كلهم ولو عايز المصـ ـيدة تغمـ ـز أخوك معاك وهيخـ ـلصلك الحوار أهم حاجة عندي أنا و “وهـيب” برا.ءة “يزيد” تبا.ن وحـ ـقه يتر.دله قدام الكل»
شعر “حُـذيفة” بالسعادة تغمـ ـره حينما أستمع إلى ما كان يتمناه دومًا ليشعر الراحة تتغلـ ـغل إلى صد.ره وقد ألقـ ـىٰ نظرة على أخيه الذي كان يجلس وحيدًا شا.رد الذ.هن والحز.ن يسيـ ـطر على معالم وجهه وقد أجابه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«تمام يا “مُـهاب” عايزك تكون عندي على ١١ كدا، يكون “يزيد” مش موجود معانا عشان عايزك أنتَ و “وهـيب” تطلـ ـعولي طـ ـلعة حلوة، هستناك ومتتأ.خرش عليا، مع السلامة»
أنهـ ـىٰ حديثه وأغـ ـلق المكالمة معه لينظر إلى أولا.د عمومته الذين كانوا ينظرون إليه يتر.قبون سماع حديثه الذي أشـ ـعل نير.انهم دا.خل صد.ورهم حينما قال هو:
«الشبا.ب عرفت كام حاجة هتبقىٰ الخيـ ـط الأول بين إ.يدينا فـ قضـ ـية “يزيد”»
«لو الموضوع عايز تد.خلي أنا مش هما.نع دا لو كان الحوار كدا أو كدا هسـ ـلك فيه»
هكذا قام “شـريف” بالردّ على حديث ابن عمه الذي نظر إليه وأبتسم قائلًا:
«قـ ـلبي د.ليلي وبيقولي إني هحتا.جك يا “شـريف” فعلًا، نشوف بس عرفوا إيه وبناءً عليه بإذن واحد أحد بعد كتب كتاب “مَرْيَم” و “شـهاب” هنتحـ ـرك، مش هرتا.ح واللهِ غير لمَ أشوفه مرتا.ح ور.جع لحياته الطبيعية تاني»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إلى أخيه الذي كان يمـ ـسح عبراته عن صفحة وجهه ليؤ.لمه قلـ ـبه كثيرًا عليه وعلى ما وصل لهُ ليتو.عد إليهم وبشـ ـدة وقد قـ ـطع عهـ ـدًا جديدًا على نفسه في هذه اللحظة على إستر.جاع حـ ـقه المسلو.ب ور.دّ الصا.ع إثنين وز.جهم جميعًا إلى السجـ ـن حتى ينا.لوا حد.فهم ويتجـ ـرعون آلأ.لم الذي تجـ ـرعه هذا المسـ ـكين على أياد.يهم دون ر.حمةٍ أو شـ ـفقة، فهذا حـ ـق، والحـ ـقُ وا.جبٌ.
________________________
<“حينما لا تعلم كيف تزر.ع الر.عب في غر.يمك، دعه يزر.عه هو بدا.خلك”>
كان يجلس على فراشه وهو يحمـ ـل صغيرته بين كفيه يُقربها مِنهُ تارا يقوم بتقبيلها ويُبعـ ـدها تارا أخرىٰ يرىٰ ردّة فعلها ثم حينما يراها تضحك يعود لتقبيلها مِن جديد حتى ولجت لهُ “روزي” رفقة صغيرها الذي ركض إلى والده مبتسم الوجه والحما.س هو مَن يقوم بتحر.يكه، صعـ ـد على الفراش بمساعدة “روزي” لهُ ثم أر.تمىٰ دا.خل أحضان والده الذي ضمه إلى أحضانه مقبلًا إياه
«أتبـ ـسطت ولا مكانتش الخرو.جة قد كدا؟»
هكذا سأله “ليل” وهو ينظر إليه ليراه ينطلـ ـق ويبدأ في قـ ـص ما حد.ث إليه بحما.سٍ شـ ـديدٍ فيما كان هو يستمع إليه ويتفا.عل معه ومع حما.سه الطا.غي أسـ ـفل نظرات “روزي” التي كانت تشاهده مبتسمة الوجه وتضحك بين الفينة والأخرىٰ على ردو.د أفعا.لهما المفا.جئة والغـ ـير متو.قعة
«أهم حاجة إنك مبسوط، بكرا بقىٰ إن شاء الله هنطـ ـلع سوىٰ نجيب بدلتنا ونظبط نفسنا عشان مبقا.ش معانا وقت خلاص، هتيجي معايا ولا هتطـ ـنشني؟»
هكذا كان حديث “ليل” الموجه إلى صغيره الذي أبتسم أبتسامة هادئة وقال بنبرةٍ سعيدة يُغـ ـلفها طابع الحما.س:
«لا طبعًا هاجي معاك»
أبتسم إليه “ليل” ولثم وجنته الصغيرة بـ قْبّلة حنونة وقال:
«طب روح يلَّا غيَّـ ـر هدومك أو خُد شاور جميل كدا وتعالى عشان نلا.عب “رودينا” سوىٰ»
نهض هو بحما.سٍ غير عادي يُـ ـلبي مطلب والده وهو يقول بنبرةٍ سعيدة:
«حاضر، مش هتأ.خر»
أبتسم إليه “ليل” وتابعه بعينيه حتى أختـ ـفىٰ هو مِن أمامه ثم عاد ونظر إلى صغيرته ولثم وجنتها مِن جديد وعاد يُلا.عبه مرةٍ أخرىٰ وعادت هي تضحك مِن جديد ليظل هكذا لبعض الوقت حتى يعود إليه صغيره ويشاركه
لحظاتٍ وتعا.لى رنين هاتفه برقمٍ مجهو.ل الهو.ية يعلنه عن أتصالٍ هاتفي، تر.ك صغيرته أمامه على الفراش ثم أخذ الهاتف ونظر قليلًا إلى الرقم قبل أن يُجيبه قائلًا:
«الو سلام عليكم»
أتاه صوته الغـ ـليظ عبر الهاتف وهو يقول:
«وعليكم السلام، أتمنىٰ تكون فاكرني يا “ليل”»
عقد “ليل” ما بين حاجبيه وهو يجهـ ـل هوية المتصل ولَكِنّهُ أجابه قائلًا بتساؤل:
«أنتَ مين؟»
تعا.لت ضحكاته عبر الهاتف للحظاتٍ قبل أن يقول مِن جديد:
«يبقىٰ نسـ ـيت، بس مش مشـ ـكلة أنا را.جع أفكرك، أنا اللي كلمتك زمان وقولتلك هكون جحيـ ـمك فـ المستقبل، ها، يا ترىٰ أفتكرت»
صمـ ـت قليلًا يتذكر ويعو.د بذاكرته إلى الخـ ـلف يُحاول تذكر هذا الر.جُل حتى تذكره بالفعل ولذلك تبد.لت معالم وجهه سر.يعًا وهتف بنبرةٍ محتـ ـدة قائلًا:
«أخيرًا ظهـ ـرت، دا أنا قولت ربنا خـ ـدك ور.يحنا مِنك ومِن شـ ـرك، عايز إيه يا “جمال”، عايز إيه أنا حقيقي مش نا.قصك»
هتف “جمال” بنبرةٍ محـ ـتدة غا.ضبة وقال:
«عايز كتـ ـير أوي مِنك، عايز حـ ـقي يا “ليل”»
أند.فع “ليل” في التحدث بنبرةٍ غا.ضبة حينما عَلِمَ مغـ ـزىٰ حديثه وقال:
«حـ ـق إيه يا أبو حـ ـق، حـ ـق إيه أنتَ نسـ ـيت نفسك ولا إيه، أنتَ مَلَـ ـكش حاجه عندي، فـ ـكك مِني بقىٰ عشان هي مش نقـ ـصاك بصراحة»
تلقـ ـىٰ فقط قهقهات الآخر التي كانت الإجابة على حديثه مِمَّ جعل النير.ان تتأ.جج دا.خل صد.ره مسـ ـببةً إنفجا.رٌ ضـ ـخم بدا.خله، دقائق معدودة وهـ ـدأ “جمال” وقال بنبرةٍ تحمـ ـل أ.ثر الضحك:
«ضحكتني أوي يا “ليل” بصراحة، أفـ ـكني مِنك أزاي بس وأنا ليا حـ ـق عندك»
حديثه لَم يفعل شيئًا سوىٰ أنه أشـ ـعل النير.ان دا.خل صد.ره ليصر.خ بهِ بنبرةٍ محتـ ـدة قائلًا:
«بقولك إيه يالا شغـ ـل الحـ ـربقة دا مبيأ.كلش معايا عيش أمين، وأعلى ما فـ خـ ـيلك أر.كبه أنا مبخا.فش مِن حد ولو حد لِيه حقو.ق عندي بر.جعهاله، إنما أنتَ واحد فاشـ ـل جاي تعـ ـلق فشـ ـلك على شماعة غيرك، حـ ـلّ عني عشان هي مش طلباك بصراحة»
أتاه حديث “جمال” الغا.ضب الذي ظهر بهِ حـ ـقده وغـ ـلّه تجاه الآخر حينما قال:
«لا يا حبيبي ليا حـ ـق عندك، أنا النهاردة بسـ ـببك بقيت فاشـ ـل، لولا وجودك أنا كُنْت زماني مكانك دلوقتي وأنتَ المفروض تكون مرمـ ـي ر.ميتي دي، بس هقول إيه ما هو أي واحد معاه منصـ ـب بيمشي يد.وس على الغلا.بة اللي زينا»
عَلِمَ “ليل” أن حديثه موجهًا إلى جده ولذلك أخذ و.ضعية الد.فاع عنه وهتف بنبرةٍ غا.ضبة حينما قال بوقا.حةٍ:
«لا يا رو.ح أ.مك هتـ ـلبخ فـ الكلام وهتغـ ـلط هز.علك أنتَ وعيلتك كلها، سيرة جدي متجـ ـيش بخير أو شـ ـر على لسا.نك وياريت تخـ ـف صور.م شوية عشان مش أنا اللي روحت قولتلك أشرب مخد.رات يا “جمال”، متخا.فش يا “جمال” مش هتتمسـ ـك، رو.ح يا رو.ح ا.مك شوف مين خلا.ك تشرب مخد.رات وأنتَ أ.صلك لسه فـ الكلية اللي مِنها هتطـ ـلع ظا.بط، مش أنا اللي روحت وبلـ ـغت إنك بتتعا.طى، وبعدين ما طبيعي كانوا هيعملولنا كلنا تحلـ ـيل د.م عشان يعرفوا مين بيتعا.طى ومين لا»
«أنا مش مجبـ ـر أبـ ـررلك حاجة ولا ليا ذ.نب فـ أي حاجة رو.ح شوف مين ضيـ ـعلك مستقـ ـبلك بعـ ـيد عني وفـ ـكك مِني ومِن عيلتي عشان مش هنحـ ـلك أمين يا باشا عايز تاخـ ـده تهـ ـديد بقىٰ عايز تاخـ ـده تحذ.ير براحتك أنا قولت اللي عندي، ويا ريت تبعـ ـد عن سـ ـكتي عشان مبر.حمش وأنتَ لسه متعرفنيش»
أنهـ ـىٰ حديثه المنفعـ ـل بهِ ليسمعه يقول مهـ ـددًا إياه بطريقةٍ صر.يحة ومباشرة:
«طب خُـ ـد مِني أنا الكلمتين دول عشان متلو.منيش على اللي هيحصل بعد كدا، طالما حطـ ـيتك فـ د.ماغي يبقىٰ مش هحـ ـلّك وقد أعذ.ر مَن أنذ.ر، أقولك يا ابو “رائد” ولا “رودينا”؟»
كان الخبـ ـث وا.ضحًا في حديثه وخصيصًا حينما ذَ.كَرَ أسم طفليه ليقوم بإخر.اج أسو.أ ما بهِ وقد قال حينها بنبرةٍ متو.عدة وتحمـ ـل بد.اخلها الشـ ـر إليه:
«يمين بالله شيطا.نك يلعب فـ د.ماغك وتقر.ب مِن عيا.لي ما هتر.دد لحظة إني أجيبك مِن رقـ ـبتك ممو.تك، عيا.لي ومراتي واخواتي وابويا وأُمّي خـ ـط أحمـ ـر عد.يته يبقى إنا لله وإنا إليه راجعون، أمين، اللهم بلـ ـغت اللهم فاشهـ ـد»
أنهـ ـىٰ حديثه المهـ ـدد إليه ثم أغـ ـلق المكالمة بوجهه د.ون أن يضيف شيئًا آخر وقد تر.ك هاتفه بجواره ومسـ ـح على وجهه بكفيه وهو يزفـ ـر بعمـ ـقٍ وقد أحتـ ـل الضـ ـيق الشـ ـديد معالم وجهه ولذلك رأىٰ إتخا.ذ و.ضع الهجو.م أمام غر.يمه هو أسلم حل، نظر إلى صغيرته قليلًا وهو يُفكر فيما هو قادمٌ ومُقبلٌ عليه بعد ظهور الخِصـ ـم مِن جديد
_______________________
<“حقا.ئقٌ مر.عبة هي بمثابة الضغـ ـط على الز.ناد”>
كان “مُـهاب” جالسًا يجاوره “وهـيب” الذي كان يستمع إلى ما يقوله صديقه لأو.لاد عمومة صديقه بهدوءٍ شـ ـديدٍ بعد أن قاما بإستغـ ـلال الأوضا.ع حينها بشكلٍ صحيحٍ كان فيما كان “حُـذيفة” يستمع إليه والنير.ان تتأ.جج دا.خل صد.ره كالحـ ـمم البركا.نية
«مبدأيًا وقبل أي حاجة بالصلاة على النبي دول شـ ـلة مكونة مِن خمس شبا.ب وبنـ ـت، الشـ ـلة دي معروفة جدًا فـ الكلية بس طبعًا هما شـ ـلة مش تما.م مِن الآخر، مؤ.خرًا أنا و “وهـيب” لاحظنا إنهم مركزين مع “يزيد” بطريقة ملـ ـفتة للأنظار، بس “يزيد” كان عادي يعني مش حا.طط حاجة فـ د.ماغه، أوقات كُنْت بسمعهم بيتهامسوا مع بعض وعيـ ـنهم على “يزيد” فـ نفس الوقت»
أكمل “وهـيب” حديث صديقه وقال بنبرةٍ هادئة:
«بصراحة أنا حذ.رته قبل كدا لأني مرتحـ ـتلهومش وحسيت بـ قلـ ـق مِنهم بس هو يعني كـ ـبر د.ماغه وقال هما فـ حالهم وأنا فـ حالي، مِن كام يوم لمَ “يزيد” كان فـ المستشفى قولت أنا و “مُـهاب” نحاول نعرف أي حاجة لأني متأكد إن هما اللي عملوا فـ “يزيد” كدا، إحنا حاولنا بقىٰ نعرف عنهم أي حاجة حتى لو كانت إيه، المهم البشوات أصلهم شما.ل وبيروحوا أما.كن أستغفر الله العظيم وخُد عندك أي حاجة حرا.م بيعملوها فـ برضوا مسكـ ـتناش وعرفنا أول فرد فيهم بيسهر فين»
كان حديثه بمثابة القـ ـنبلة التي على أتم الإستعداد للإنفجا.ر، تأ.هبت الحو.اس وحُـ ـبِسَت الأنفا.س وتر.قبت النظرات وأُنصـ ـتت الآذان لسماع المزيد والمزيد الذي سيفـ ـتح أبواب الجحـ ـيم على الجميع للمجيء بحـ ـق هذا الفتـ ـى المسـ ـكين الذي تكا.لبت عليه مجموعة مِن الشبا.ب الفا.سدين الذين قد د.مروا حياته د.ون و.جه حـ ـق ولسـ ـببٍ غير معلوم.
________________________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)