رواية من قلب الواقع الفصل الأول 1 بقلم نورا سعد
رواية من قلب الواقع الفصل الأول 1 بقلم نورا سعد
رواية من قلب الواقع البارت الأول
رواية من قلب الواقع الجزء الأول
رواية من قلب الواقع الحلقة الأولى
_ أنتِ كل شوية عايزة أكل وعايزة فلوس؟ ما ترحمي شوية!
_ يعني مناكلش عشان ترتاح مثلًا؟
قولتها بعصبية وأنا ساندة نفسي بالعافية وشايله الولد على أيدي، وبكل برود كان بيديني ضهره وهو بيقولي:
_ طلبات طلبات كفاية بقى قرفتيني!
حاولت أسند نفسي، قربت خطوة وأنا بسند على الكرسي وبقوله بقِلة حيلة:
_ طلبات إيه وزفت إيه؟ أنا بقولك محتاجة أكل! أكل أنا لسه والده ومحتاجة أكل عشان أعرف أرضع وأعرف أقف على رجلي! ليه محسسني أني بطلب حاجة غريبة؟
وبكل برود كان بيأفأف ويقول:
_ ما أمك جابتلك أكل ٣ ايام ما كفاية، كلي أي حاجة معيش فلوس أو خلي أمك تجبلك اللي أنتِ عايزاه متصدعنيش.
سبني ومِشي ومهتمش لأي شيء! كنت حاسه أن من كتر ما ضغطي عِلي منه هيغم عليا، مش قادرة أسند طولي والولد اللي مش مكمل شهر على أيدي على صرخة وحدة، قعدت على أقرب كرسي وبدأت أبصله أنا وبسأل نفسي ذنبه إيه اللي جيه للدنيا ده؟ دموعي نزلت وأنا بتأسفله، ظلمته قبل ما أظلم نفسي! الدنيا صعبة وهو مش عايز يتحمل المسؤلية! كل حاجة شايفها أنها دلع، حتى الأكل! أنا لسه مكملتش أيام نَفَاس الولادة وهو مستخسر يجيب أكل في بيته! والعلاج…حتى العلاج شايف أنه مش لازم منا كويسة! أنا تعبت…فعلًا تعبت.
______________
_ راضي شيل الولد عشان بيعيط عايزة أدخل أخد دش بسرعة .
_ وأنا مالي! ما تعملي اللي وراكي وهو نايم.
مقدرتش استحمل، أنفجرت فيه أنا وحرفيًا شكلي قدامه بينهار! من أول منظر شعري البشع لحد ريحة جسمي اللي بقت متضاقش! كل ده عشان الولد تعبان بقاله فترة ودايمًا عايزني اشيله ولما بينام يدوب بقوم أظبط الشقة وأعمل الغدا عشان ميتقالش عليا أني مهملة وقاعدة زي قِلتي في البيت! بس أني أفكر في نفسي؟ مينفعش..مش من حقي!
_ هو أنا المفروض أعمل إيه ولا إيه هو نايم؟ أعمل لحضرتك الأكل ولا أروق الشقة ولا أهتم بنفسي ولا أخد بالي منه ولا أهبب إيه؟ أنت نفسك إيه دورك في الدنيا دي؟ هو مش أبنك ده ولا ده مسؤليتي لوحدي؟؟
_ مسؤليتك يا نور.
قالها ببرود! وقف ومسك الجاكت بتاعه والمفتاح وهو بيقول:
_ أنتِ مش أول وحدة تخلفي، لازم تتعلمي تشيلي المسؤلية لوحدك، أومال لو عندك عيل واتنين هتعملي إيه بقى؟
ضحكني! في عز غيظي من كلامه ضحكني! ضحكت بجد أنا وبسأله بكل جدية:
_ عيل تاني؟ مش لما تصرف على الأول، أنا تعبت…بجد تعبت من دي عيشة ومن كلامي اللي ملوش إي أهمية بالنسبالك!
_ والله أنا اللي تعبت من نكدك ده أنتِ بقيتي زنانة ونكدية وفيكِ كل العِبر!
خلص كلامه وسبني ونزل، وأنا تعبت…مش قادرة أعمل حاجة، حاسه أني متكتفة بطريقة لا توصف! مفيش حاجة في أيدي غير أني أبكي وبس، والولد حس بيا وبكى هو كمان، خدته في حضني وبدأنا نبكي سوا على حالنا وعلى اللي بيحصلنا، بحاول أدور على حل غير أني أروح لأهلي، مش هقدر أتحمل أني أسمع نفس الكلمتين من أهلي كمان..هه أصل هما كمان هيكون رأيهم من رأيه! أن أي ست بتعمل اللي بعمله، إذن فين مشكلتي؟ أنا اللي بتدلع..أنا اللي مش قد المسؤلية…أنا اللي غلطانة..الحقيقة أني تعبت!
___________
_ ما تقعد معايا شوية يا راضي، بقالنا كتير مقعدناش سوا.
كانت محاولة بائسة أني أصلح اللي بنا، رغم حزني وتعبي منه لكني كنت مازلت بحاول.
_ طب هو في حد عايز يقعد مع جوزه يبقى بالمنظر ده يا نور برضه؟
مفهمتش كلامه، وبهدوء سألته:
_ تقصد إيه؟
حاول يذوق كلامه لكنه وصلني زي ما كان يقصد لما قال:
_ يعني مثلًا تلبسي حاجة كويس، تهتمي بنضافة جسمك ومظهر وشك قدام جوزم، كده يعني يا نور.
_أنت تقصد أني مهملة في نفسي يا راضي؟
معجبوش كلامي، ولا نبرة صوتي الهجومية، لف وشه الناحية التانية وهو بيقول:
_ هنبدأ..
رجع يبصلي وهو بيقول:
_ هو محدش يعرف يتكلم معاكِ يا نور؟ في أيه!
_ يعني أنك تتهمني بالأهمال ده عادي؟ طب ما تشيل عني شوية وتديني مصاريف شخصية ليا عشان أعرف اهتم بنفسي كويس!
الكلام معجبوش، وقف وهو بيزعق وبيقول:
_ هو أنتِ مفيش في بوقك غير هات هات هات! يختي أنضفي الأول في بيتك وبعدين دوري على فلوس! جاتك القرف ست مقرفة!
حرقلي دمي وسبني ودخل الأوضة! مكنتش مستوعبة..كل شوية بيثبتلي اكتر أنه شخص غير سوي نفسيًا، عايز كل حاجة مثالية في حين أنه هو نفسه في كل العِبر اللي في الدنيا! في وسط زعلي وتفكيري اللي مبينتهيش ابني بدأ يبكي، مسحت دموعي وخدته شِلته على أيدي، لما حس بيا هِدي وسكت، وبدأ يحرك أيده ورجله في الهوا وهوا بيبتسم ليا، غصب عني ابتسمت أنا وبقوله:
_ هعمل كل اللي في وسعي عشان تكون شخص سوي، مسؤل، جميل ومش مؤذي!
_____________
_ إيه يا نور مش ناوية تمشي يا بنتي هتتأخري على جوزك؟
كنت قاعدة عند بيت ابويا اليوم ده، وبعد تفكير كتير، ورجوع في القرار أكتر من مرة، قررت أني هعملها، استغليت أن الكل متجمع، ابويا، وأمي، واختي الكبيرة، وقفت وسطهم وقولت اللي هيقلب البيت.
_ أنا عايزة أتطلق.
حاله من الصمت…صمت تام مفهمتوش، بس مكسرش الصمت ده غير أبويا لما قام وحسيت بكف أيده نازل على وشّي بدون رحمة ولا فهم!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية من قلب الواقع)