رواية براثن اليزيد الفصل الخامس 5 بقلم ندا حسن
رواية براثن اليزيد الفصل الخامس 5 بقلم ندا حسن
رواية براثن اليزيد البارت الخامس
رواية براثن اليزيد الجزء الخامس
رواية براثن اليزيد الحلقة الخامسة
اشتدت يده أكثر ثم أكثر وهو يلعن بقسوة شديدة فهو منذ لحظات كان في غاية السعادة معها، لو استمر الوضع يومان أكثر لأصبحت زوجته شرعًا وقانونًا ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، الآن هي متهمة بقضية شرف أمامه وعليها أن تُحاسب:
-عايزه تفهميني إنك متعرفيش صاحب الرقم اللي حتى مفكرتيش تمسحي اسمه ده؟! مفكرتيش تعملي بلوك للرقم حتى.. ايه شيفاني أهبل للدرجة دي؟
شهقت متوجعة من قبضته.. هو لا يصدقها يحق له ولكنها ليست مذنبة، لما تُعاقب لما؟، صرخت بوجهه وهي تضربه في صدره بكف يدها عدة مرات متتالية ليترك خصلات شعرها:
-هتبقى أهبل فعلًا لو صدقت إني أعمل كده، والله أنا خليت ميار بنفسها تشوف الرقم لمين ومعرفتش ولو عايز تسألها كمان… أنا أصلًا والله مجاش في بالي أمسح ولا أعمل وأقسم بالله دي الحقيقة
ابتسم بسخرية وقد رأت الشر بعينيه وهو يتحدث من بين أسنانه بعصبية بعد أن ترك خصلات شعرها:
-اه لأ أنا لازم أصدق.. ابن الك** بيقول عليا بقف! بيقولك إني همجي وحيوان.. لأ صح صح أنا لازم أصدق… عرف منين أن أهلك كانوا هنا؟ عرف منين أن أختي خريجة تجارة؟ ها منين وعرف منين أن أمي ست محدش يستحملها؟ ما تردي
نظرت له دون الإجابة هي حقًا لا تعرف من أين علم كل هذا، حتى “تامر” لا يعلم غير أن عائلتها زارتها.. من الذي يفعل بها هكذا؟، صرخ بها بصوت عالي جعلها تنتفض عائدة إلى الخلف لتسقط جالسة على الفراش خلفها، نظرت إليه بحزن خالص والدموع منهمرة على وجنتيها بلا توقف فقد كان حزن قلبها وخوفها منه لا يضاهي شيء..
أجاب عن الأسئلة قائلًا ببرود وسخرية وهو يقترب منها ناظرًا إليها بقسوة:
-عرف من واحدة خاينة وحقيرة، باعت نفسها وشرفها.. بس تفتكري أنا هسكت عن وساختك دي؟ صحيح ما أنتِ من عيلة طوبار هتعملي ايه غير كده
هبت واقفة على قدميها أمامه بعد أن مزقتها إهانته لتقول بحدة وقسوة حملتها كلماتها وهي تشير ناحيته بإصبع يدها السبابة:
-لو أنتَ شايف نفسك مش راجل ومش واثق في إني ممكن أحبك وأعيش معاك دي مش مشكلتي لكن أنا أشرف من عيلتك كلها أنا بنت عيلة طوبار اللي مش عجباك لا أنتَ ولا حد في بيتك أحسن مليون مرة منك ومن والدتك اللي…….
هل تظن أنها تستطيع إتمام ما بدأت به؟ لو أحد غير “يزيد” لفعلت ولكن صفعته التي أطاحت بها على الفراش جعلتها تبتلع باقي حديثها داخل جوفها دون التفوه بحرف آخر، استلقت على جانبها واضعة يدها على مكان صفعته وكأنها لا تصدق ما فعل، تندب حظها العثر وتلك الرسائل وذلك الشخص الذي لو عرفته لقامت بقتله على الفور..
استند بقدمه اليمنى على الفراش ليجذبها من كلتا ذراعها جاعلًا إياها مستلقية على ظهرها مواجهة له تنظر إلى عينيه بقهر ولا تتوقف عن البكاء، بينما هو تحكم به الغضب واستفاق على الانتقام من عائلتها، ترى عائلته دنيئة وهم شرفاء؟ لترى الشرف على حق:
-عيلتي مالها؟ مش عجباكي؟ أنتِ شريفة آه أنا ناسي وأنا مش راجل؟!.. تحبي اوريكي الرجولة بتاعتي عاملة إزاي… أنا لو عليا كنت عايز ده بس قبل ما أعرف اللي بتعمليه يا… يا شريفة هانم
رأته في حالة اللاوعي، غضبه يعمي عينيه، ينظر إلى مقدمة صدرها وتلتمع الرغبة بعينيه ليتحدث كـ المغيب..
تحدثت وهي تحاول أن تبعد يديه عنها الذي تقيد حركتها:
-أبعد عني يا يزيد
ابتسم بسخرية لاذعة ثم تحولت تلك الابتسامة إلى ضحكات ساخرة عالية وهتف قائلًا ببرود وهو ينظر إليها بقهر:
-ليه؟ مش كنتي عايزه القرب؟ مش كنتي بتقولي أنا مش ببعد
-أبعد عني بقولك
قهره منها ومن ذلك الرجل جعله يود أن يفعل أي شيء ليحرق روحها كما حرقت روحه وقلبه، لقد كان سعيدًا كثيرًا بقربها، لقد كان على وشك الوقوع في عشقها، قتلته بخنجر بارد، قتلته بأبشع طرق القتل ليبقى هنا ينظر إلى عينيها التي تحمل زرقة البحر ويتألم بداخله على ما فعلته..
-مش لازم اثبتلك إني راجل!؟
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية براثن اليزيد)