روايات

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل السادس 6 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل السادس 6 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة البارت السادس

رواية لكنها ظلت مزهرة الجزء السادس

لكنها ظلت مزهرة
لكنها ظلت مزهرة

رواية لكنها ظلت مزهرة الحلقة السادسة

– عندي فضول أعرف عن الشخصية السكوباتية أكتر.
هزيت رأسي وأنا بكمل كلامي:- مبدأيًا الشخص السيكوباتي نرجسي جداً، بيحب نفسه بطريقة مرضية، بيكون جذاب جدًا، وعنده قدرة رهيبة على الكدب. بالرغم من إنه يبدو ودود وحبوب، لكنه في الحقيقة مش بيحس بحد، ولا بيتعاطف مع حد، هو عبارة عن كتلة متحركة من الأذى لنفسه واللي حواليه، مغلفة بورق سوليفان فاخر.
كان عنده شغف يعرف أكتر، بص على الموبايل يشوف الساعة:- الحمد لله لسة الوقت بدري، كملي.
لوهلة حسيت بتوتر، بس كملت وأنا بستعيد الكلام اللي قرأته في كتاب من الكتب اللي قرأتها:- بيتلاعب بالكلام والمواقف والتصرفات .. يقدر يقنعك بالحاجة وعكسها، ويورطك التوريطة وماتعرفش تطلع منها، ويوقع بينك وبين الناس… كذبه ملوش حدود. ممكن يأذي أي حد بأي شكل من الأشكال من أول الإهانة بالكلام لحد ممكن القـ.ـتل، المشكلة إنه بيعمل كل دا من غير ولا ذرة إحساس بالندم، أو الألم أو الذنب. أناني جدًا، وبيتعامل مع الأشخاص على إنهم أشياء.. يستخدمهم شوية وقت مايحب، وبعدها يرميهم في أقرب سلة مهملات.. بس عارف؟
كان باصص على برا، كمل زي ما هو، وهو بيقول:- إيه؟
– الخطورة هنا؛ إنه في كتير من الشخصيات السيكوباتية في حياتنا، لا إحنا عارفين نأخد منهم حق ولا باطل، فيهم اللي مازال متمسك بدور الضحية في حين إنه جاني، هيطلع من تحت إيده ضحايا، والضحايا دي لو عملت زيه وسائت حالتها هتبقى هي كمان جاني، وتفضل السلسلة تتعاد، من ضحية لجاني دمر حياة ناس، الناس دي دمرت حياة ناس، سلسلة لا تنتهي إلا بعلاجه من اللي هو فيه دا.
ابتسم نص ابتسامة:- وإيه بقى اللي حببك في القراية والبحث في علم النفس ؟
شديت الطرحة اللي كانت بدأت ترجع لورا بسبب نسمة الهوا واتكلمت- عادي، جارتي باباها عنده كتب كتيرة في البيت، كان عنده مكتبة بمعنى أصح، فكنت بحب أقرأ منها، خصوصاً إنه عنده تشكيلة حبيتها، روايات رومانسي، ورعب، و فانتازيا، وبوليسي، وتاريخية، وكان عنده كمان أنواع كتيرة من الكتب ، بس الغالبية العظمى علم نفس لأنه أخصائي نفسي، والديني كان ليه مكان مخصص برضوا.
– وإيه كانت استفادتك من القراية، يعني اتغير فيكي كتير مثلاً ؟
– كتير، كتير أوي، أنا ونظرتي للحياة، ونفسيتي، وتفكيري، بقيت حد تاني، يمكن مازال في تذبذب وخوف، بس في جزء مني بيحاول يكون نسخة أحسن، حتى لو نظرتي للحياة بتيجي أوقات وتسود بس بتدابير ورحمة ربنا برجع أقتنع إن ربنا مش بيكتب لينا إلا الخير.
– ونعم بالله.
كمل كلامه وهو بيقوم:- أنا رايح ألبس، معاد عمير على تمانية ونص، هي الحضانة مش بعيدة، خمس دقايق مشي وتكوني عندها، على الساعة تمانية وربع كدا أو وعشرة هتلاقي فاطمة مرات راشد صاحبي هتيجي ترن الجرس علشان تروح معاكي لأن ابنهم سُهَيل من سن عمير، ولو عاند معاكي..
كملت ليه:- هأخده باللين، فاهمة، لأنه أصلاً، كطفل عنيد فـلازم التعامل معاه يبقى كدا.
طلع محفظته وطلع منها فلوس:- خدي خليهم معاكي علشان لو احتاجتي حاجة.
إتوترت، ليه يديني فلوس:- أنا مش محتاجة شكراً.
– أقسم بالله أنا جوزك، وعزة وجلالة الله أنتِ ملزمة مني، ولو خدتي فلوس فدا حقك، يعني مش بأبقشش عليكي.
– وأنا قولت حاجة ؟
– محتاج أعمل بحث علمي عن ” ماذا سيحدث إذا لم تندفع رحمة؟”
خلص كلامه وقعد يضحك، عزيزي أنا بتعرض للسخرية، بعدها كمل، هتلاقي شنطة عمير على السرير بتاعه، وفيها حاجته، بس أتمنى إنك تقدري تروحي توديه علشان هو ووقار ما يتعبوكيش.
ابتسمت:- إن شاء الله لاء.
مشي وأنا دخلت أصحي عمير، وبدعي من جوايا مايكونش معصلج معايا.
– عمير، يا عمير.
كنت بصحي فيه وهو بيتمطع، إتعدل، وأنا كنت بجمع في غياره:- يا أستاذ خلص، يلا قوم وفوق علشان الحضانة، مش عايزين نتأخر من أول يوم.
رجع نام على السرير تاني وهو باصص ومركز على السقف:- أنا مش عايز أروح حتة.
قربت منه وأنا بعدله وخليته قعد وإتكلمت معاه:- قولي بقى، أنت نفسك تطلع إيه لما تكبر؟
– مش عايز أتكلم.
– بتحب إيه اعملهولك فطار؟
– أنا قايم أصلي الصبح.
– عمير.
– نعم.
– أنت عندك كام سنة ؟
– ستة.
قالها وهو بيعملهم على إيده، قربت منه وزغزغته:- ولما البيه صغير وكتكوت كدا، عامل كبير ليه؟
ضحك وأخيراً، حاسة إني عملت إنجاز علشان خليته يضحك، قعدت أشجع فيه، لحد ما قام إتوضى وصلي، ودي نقطة فرحتني بيه قوي، اللهم بارك، بعدها وقفت جهزت ليه الفطار وجهزت لوقار علشان المفروض إنها خلاص على صحيان.
عمير قد يبدو طفل، لكن كلامه مديه أكبر من سِنه، حتى تفكيره، وطريقة كلامه، معنى الكلام إني بتعامل مع طفل عمره الزمني ست سنين، والعقلي حد كبير.
دخلت غيرت لوقار ولبستها فستان لونه ابيض وفيه ورد أزرق شكله رقيق، هي كانت صحيت أصلاً، بس لحقتها قبل ما تعيط وقعدت الأغيها ولبستها وطلعنا كان عمير قاعد بيفطر بهدوء.
الساعة كانت تمانية وربع، الباب خبط، لبست الخمار بتاع البيت وروحت فتحت، كانت بنت لا بسة فستان مشجر أسود وطرحة بيج طويلة، وجنبها طفل صغير شكله عسول، خمنت إنها فاطمة اللي مصعب قالي عليها، مديت إيدي ليها وأنا مبتسمة وبسلم عليها بتخمين شوية:- أنتِ أستاذة فاطمة صح؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لكنها ظلت مزهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *