روايات

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة البارت الرابع عشر

رواية لكنها ظلت مزهرة الجزء الرابع عشر

لكنها ظلت مزهرة
لكنها ظلت مزهرة

رواية لكنها ظلت مزهرة الحلقة الرابعة عشر

– نسيت أقولك يا رحمة، أنا وماما امبارح نسينا نقولك إن شكلك كان حلو أوي.
– شكراً يا روان.
قربت طنط وقالت:- عارفين أنا ربنا مرزقنيش ببنات، بس عوضني بيكم.
حسيت الكلمة طبطبت على قلبي، خلتني محتاجة أروح أحضنها، أقولها إني بالرغم من إني ما اتعاملتش معاها كتير إلا إنها حنينة معايا وكويسة أوي.
قضينا معاهم وقت ممتع، دافي، حنون، بيطبطب على القلب بعد كل اللي شافه.
-يعني إحنا كدا خلاص ماشيين ؟! يعني الخمستاشر يوم عدوا وخلصوا بسرعة كدا؟
– متزعليش يا ست، أنا بس اللي كان مخليني أتأخر لحد ما أخد إجازة هو إني كنت مخلص الإجازات كلهم اللي فاتوا، بس دلوقتي هتنزل كل شهرين أول أقل إن شاء الله.
عدت سنة، وقار بتكبر وتحلو، عمير بيكبر وبيعقل ويبقى لمض أكتر، بس حنين، مصعب مهقولش إن حياتنا وردي، بس هقول إنه فاهم القوامة كويس، وناضج وفاهم الدنيا وبيعديها.
لحد ما في مرة كنا متجمعين كلنا، دخلت واحدة أنيقة بالمعنى الحرفي، ولابسة فورمال، كانت واخدة وضع الخناق.
إتكلمت بصوت عالي:- ممكن أعرف فين ولادي؟
قام مصعب ورد عليها بكل هدوء وبرود:- ولاد مين؟؟ وحضرتك مين أصلاً؟
عَلِت صوتها أكتر :- دا على أساس إن حضرتك مش فاكرني؟! دا أنا ام عيالك!
– عيالي مين ؟! اللي سبتي واحدة لسة بترضع ومشيتي ولا دورتي عليها؟! ولا التاني اللي خلتيه عنده حالة نفسية ؟ أنتِ ملكيش حاجة هنا، يلا إتفضلي امشي من هنا بكرامتك بدال ما تمشي من غيرها، قال ولادك قال!! دورتي أنتِ على حد منهم لما جاية دلوقتي عايزاهم.
– دول حقي!
كان خلاص اتعصب:- حق مين يا أم حاق، متفهمينيش إنك قلبك حن؟!
– لاء؛ بس عرفت إنك إتجوزت!
– وبعدين ؟!
– ولا قبلين، ما اقبلش حد غريب يربي أولادي !
نادي مصعب على عمير، شاله وهو بيسأله:- عمير يا حبيبي هسألك سؤال.
كمل وهو بيشاور عليا وعليها:- أنهي فيهم ماما اللي بتحبها؟
شاور عليا وبعدها مسك مصعب وهو خايف، رد عليها مصعب بنبرة أقوى:- دلوقتي عرفتي مين الغريب؟؟ وبعدين تعالي أما أسألك يا أم قلب حنين، أنتِ تعرفي شكل وقار؟ ملامحها؟
ساعتها هي سكتت ومعرفتش ترد، وكإن القطة كلت لسانها، شاور ليها على ناحية الباب وهو بيزعق:- برا، جايبة لواحد حالة نفسية والتانية متعرفيش شكلها وجاية تقولي ولادي وعيالي!!
مشيت وأنا كنت بترعش، كنت خايفه تأخدهم فعلاً، أنا روحي بقت فيهم، مكنتش هستحمل بعادهم عني.
بعدها دوخت ووقعت محسيتش غير والدكتور بتقولهم:- ألف مبارك يا فندم، المدام حامل.
حامل؟؟ أنا! يعني أنا مش أرض بور!!!؟ يعني أنا بخلف عادي؟ يعني معنديش مشاكل؟
فوقت ومصعب بيطبطب عليا وبيقولي:- كدا يا هانم تخوفينا عليكي؟
رديت عليه وأنا لسة تحت تأثير الصدمة:- هو.. هو الكلام اللي الدكتورة قالته.. دا .. دا صحيح ؟
رد عليا بنبرة حنونة:- أيوا يا حبيب عين مصعب.
– يعني أنا هبقى ام؟ هو دا حقيقي؟؟ هو أنا سليمة؟
– أيوا يا حبيبتي، اهدي بس وريحي.
كان رد فعل عمير هو إنه حضني وقعد يخطط لحياته هو وأخوه، معرفش معلق ليه؟ وليه مثلاً ماتطلعش بنت مثلاً.
ساعتها رد بعصبية:- لاء هو ولد نونو.
عدا أول كام شهر وإحنا مسافرين، فاطمة الله يبارك لها هي اللي كانت بتأخد بالها من عمير ووقار، لحد ما وصلت للشهر التاسع وساعتها أصر مصعب إننا نروح وإن هناك هيكونوا كلهم معايا.
جالي الطلق، اسمحولي أوصف الشعور دا بإنه من أقوى وأصعب الآلام اللي ممكن يحس الإنسان بيها، وكإن الروح بتتسحب، بس كل وكإنه بيروح لما بنحضن الطفل، لما تلمسيه لأول مرة، لما تبوسيه، في دقة قلب مختلفة ليه، صوت مميز، حب يساع الكل الدنيا.
دا كان شعوري لما حضنته، عمير ومصعب حتى وقار كانوا مبسوطين أوي، حتى عمير ووقار كنت متخيله هلاقي منهم غير بس هما متفاهمين.
مابين كل دا دخلت ست ومعاها بنتها، دققت في ملامحها لقيتها مرات أبويا، مصعب زعق فيهم وليهم.
– أنتِ جاية ليه ؟!
– جايبه أشوف ابنها.
– ليه؟
– كنت في المستشفى واكتشفنا إن بنتي ما بتخلفش وكمان إتطلقت.
ضحك ليها مصعب وهو بيقول:- يا ربي على الدايرة لما بتلف، بتوجع أوي يا طنط صح؟؟ شوفتي عرفتي مين اللي طلعت أرض بور؟! يلا في داهية.
إتكلمت:- مصعب!
– بس، مش عايز اشوف هم، وشايفه ربنا جابلك حقك إزاي ؟ ربنا مابيضيعش حق حد.
حضنته وأنا بعيط، هداني وهو بيقولي:- خلينا في المهم، هنسميه نوح.
عدا ستاشر سنة، دلوقتي أنا واقفه في حفلة التخرج بتاعة بشمهندس عمير، ولا أقول شيخ، جهه دوره علشان يستلم الشهادة، بس قبل يستلمها وقف على الاستيدج وقال:
– إلى حبيبة أيامي الأولى، رفيقة ذلك الدرب الطويل، من عانت هي وأبي لأقف هكذا اليوم، أردت شكرك على كونك أم، وعلى لينك، وعلى كل شيء منذ قدومك عائلتنا وأصبحتِ أنتِ عائلتنا .
كنت بسمع كلامه وبعيط ومصعب باصص ليا وليه وبيبوس رأسي وبيشكرني.
كمل:- زهرة المنزل، مصباحه المنير لنا، من كانت سبب لتغييرنا جميعاً من بعد الله سبحانه وتعالى، من كانت لنا أماً من قبل أن تصير كذلك، لايسعني إلا أن أقول أحبك يا حبيبة القلب.
نزل وحضني وشكرني، حضني هو ونوح ومصعب ووقار في مشهد دافئ .
إتكلم مصعب:- شكراً على وجودك في كل حاجة وكل خطوة لينا.
ردت وقار وهي بتكمل:- بنحبك يا رحوم، دا أنتِ أمي اللي أحن عليا من نفسي.
بقينا عيلة عسولة، حنينة دافية، ناجحة ، على قدر من التدين، عمير كان ونعم الابن ووقار كذلك، حتى مصعب، حنيته هي اللي كانت بتكسب على طول.
” قضيت عمرًا أظن فيه أنه لا أمل؛ لا حياة؛ حتى ظهرت أنت، ظهر حينها الأمل والحياة، أصبحت أنت طمأنينة العمر الضائعة.”

تمت

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لكنها ظلت مزهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *