روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السابع 7 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السابع 7 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت السابع

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء السابع

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة السابعة

هوى قلبها بين قدميها أرتعابًا، كما أرتعد جسدها، وأحست بأن نهايتها قد أوشكت بفضل تلك النظرات التى يحدقها به و ملامح وجه التى تبدلت ما أن فتحت فوها، فالتقطيبة أعترت جبينه، وحاجباه متعاقدان و عينيه أسودت و أشتعلت بتلك النيران التى أحتلت جسده و كيانه من كلماتها اللاذعة والتى لن يأخذها بعين الأعتبار …
فما تفوهت به بالنسبة له لم يكن سوى ترهات و تفاهات …..تفاهات أشعلته و أشعلت جسده بأكمله، فكيف لا يكون له حق التدخل بها و هو لا يهتم بسواها بتلك الحياة..كيف لا يهتم وهى ما تشغل يومه…يومه لا يكتمل سوى بها…كيف يخبرها بأن قلبه يكاد يقتلع من مكانه ما ان تخطو بقدميها خارج المنزل…ألا تدرك بأنه يخاف عليها من أى رجل سواء كان كبيرًا أو صغيرًا
بدأت أنفاسة تعلو وصدح صوته الهادر الغاضب بأركان المنزل وهو يمنعها من تلك الخطوة التى كادت ان تخطيها للخلف نتيجة خوفها منه و من تلك الحالة التى سيطرت عليه، قابضًا بيديه القوية والتى تتسم بالخشونه على معصمها الصغير دافعًا إياها داخل المنزل مغلقًا الباب بقوة أرتجف جسدها على أثر صوته وكأنه لا يكفيها صوته الغاضب و التى تكاد تجزم بأنها تراه للمرة الأولى
أقترب من اذنيها متمتم بفحيح ونبرة جعلت الرعب يسيطر على جميع جلايا جسدها
-سمعينى كدة تانى قولتى يا حلوة!!
أقتربت هبه منهم و إمارات الأنزعاج على وجهها مما يفعله بأبنتها فهى الوحيدة التى تعلم ما عاشته ابنتها ليلة أمس ولذلك يكفيها ما حدث غير راغبة بالضغط عليها فكادت ان تتحدث فقاطعها ثائر التى ظلت عيناه معلقة بهيام المرتجفة بين يديه ورفع يديه مشيرًا لهبه بيديه الأخرى مانعًا إياها من استرسال اى حديثها
أنزعجت هيام من تلك الرهبة و الرجفة التى احتلتها و سيطرت عليها بأكملها فحتى الكلمات تجمدت على طرف لسانها وابت الخروج، وحاولت فدر المستطاع بألا تطلع بعيناه التى لا تنزاح من عليها
قام ثائر بهزها بخفة وهو يطرح سؤاله من جديد
-ايه القط أكل لسانك ولا ايه سمعينى قولتى إيه يا هيام
أزدردت ريقها وقامت بتشجيع نفسها على أكمال ما نوت عليه فلن تسمح له بأن يتحكم بها من بعد الآن فغمغمت بينها و بين نفسها محاولة بث القوة بها
-ردى عليه يا هيام متسكتيش له، مينفعش تبقى ضعيفة كدة، يلا ردى عليه متخليهوش يتحكم بحياتك للدرجة دى كفاية عليه حبيبة القلب اللى بيحبها خليه يروح يمشى كلمته عليها
وعند تلك النقطة قامت برفع يديها الصغيرة و سددت له ضربات متتالية على صدرة العريض هاتفة بقوة وتحدى جعلوه بحالة ذهول تام
-اللى سمعته يا ثائر من انهاردة ملكش كلام معايا ولا ليك تتحكم فيا و ملكش دعوة رايحة فين و جاية منين، يعنى انا من انهاردة حرة اخرج و ادخل براحتى وملكش تكلم معايا فى حاجه ماما بس اللى ليها تقولى رايحة فين و جاية منين، تحكماتك و أوامرك و الجو ده تعمله على حبيبة القلب اللى أنت بتحبها
اعتراه ذهول تام لبضعة لحظات و هو يستمع لكماتها و رفضها للرضوخ له و لخوفه اللا متناهى لها…نفض ذهوله وصدمته ورغم عنه ظلت يديه تعتصر معمصها الذى لا يزال بين أنامله فتأوهات لا أراديًا و كادت ان تعيد الكرة مرة أخرى راغبة بضربه بيديها المتحررة ولكنه لحق بها قبل أن تفعلها ملتقطًا يديها الاخرى لتصبح كلتا يديها بين يديه وأقترب خطوة واحدة قائلًا بزمجره قادمة من أعماق الجحيم
-ده انا هوريكى النجوم فى عز الضهر يا هيام، بقى انا على آخر الزمن عيلة زيك لا راحت و لا جت تكلمنى بالاسلوب ده، دى لا عاشت و لا كانت اللى تكلمنى بالطريقة دى ده مفيش حرمة عملتها تيجى انتى ياللى لسه مطلعتيش من البيضة و تعمليها
اقتربت هبه من كلاهما و قامت بالتفريق بينهم و ثائر يرفض ان يخفض نظراته من عليها
-خلاص بقى عيب اللى بتعملوه ده انتوا مش صغيرين
علقت هيام على حديثها قائلة بإصرار و تحدى ممزوجان بسخرية لاذعة أستفزا رجولته
-أتكلم على قدك يا ثائر و انا مش هرد عليك بس احترامًا لفرق السن اللى بينا ومن انهاردة انت جارى وبس اكتر من كدة انسىَ
صك على اسنانه بقوة و ضم قبضته و هو يقترب منها مرة أخرى قائلًا بغضب
-يا بت متخلنيش ابطحك بحاجة متبقيش مستفزة
منعته هبه من الأقتراب من هيام واقفة حاجزًا بينهم فأحتمت هيام خلفها وتحدتث بقوة ظاهرية رغم خوفها الباطنى منه
-بقولك ايه صلى على النبى فى قلبك كدة و اسمع اللى بقولك عليه وبصراحة بقى وجودك فى حياتنا بقى غير مرغوب فيه و شكرًا اوى على كل اللى عملته معانا مش محتاجين خدماتك تانى
ألتفت هبه تنظر لها بجانب عينيها قائلة بضيق
-هيام خلاص بقى كفاية اسكتى
ارتسمت أبتسامة زائفة على وجه ثائر وقال ببرود مميت رغم ما يعتليه من براكين قد توشك على الأنفجار بأى لحظة
-ماشى يا هيام هانم اللى تشوفيه بس اتكلمى عن نفسك وزى ما طلبتى هخرج من حياتك ومن انهاردة مليش دعوة بيكى بس متحكميش على علاقتى بهبه
انهى كلماته و هو يتحرك من أمامهم بسرعة الفهد قابضًا على مقبض الباب وقام بفتحه و خرج من المنزل طارقًا الباب من خلفة بقوة جعلت جسدها يرتعد للمرة التى لا تعلم عددها..
أستدارت هبه بجسدها و تقدمت بأتجاها و وقفت بمواجهتها وزفرت قائلة بحنق
-ارتاحتي كده يا هيام
أخذت نفسًا عميقًا و زفرته على مهلٍ قائلة بلا مبالاة زائفة وهى تتجه لغرفتها
-ايوة أرتحت كدة أحسن و لازم يعرف حدوده معايا عشان انا حقيقى مش هسمح له يتحكم فيا تانى خلى السنيورة تنفعه
***********
ظلت تطرق على الباب بعنف وهى تصيح بصوتها العالى الغاضب
-أفتحولى بقى هو انا فى سجن ياما افتحيلى الباب يا سارة افتحولى انا اتخنقت وعايزة ادخل الحمام
ولجت صباح المطبخ وعلامات الإنزعاج على وجهها و اقتربت من سارة التى كانت تستمع لاستنجاد سارة من اجل الخروج من غرفتها و لكن ما باليد حيلة فهى تنفذ أوامر زوجها الذى نبه عليها قبل نزوله للقهوة بألا تفتح لها إلا إذا كانت تريد دخول المرحاض او اعطائها بعض الطعام
رمقت صباح الصحون المتواجدة أمامها قائلة بضيق واضح
-انتى لسه مخلصتيش بقالك ساعة بتغسلى فى طبقين مش هنخلص كدة اخلصى عشان فى ضيفة جاية من البلد وجاية تقعد معانا يومين و عايزاكى توضبى اوضة الضيوف
تنفست سارة بعمق و رسمت ابتسامة لم تصل لعيناها قائلة بهدوء
-حاضر يا ماما هخلص المطبخ و الأكل و هدخل اوضب الأوضة عايزة حاجة تانى
مصمصت صباح شفتيها و قالت
-لا يختى مش عايزة بس ايدك على مفتاح الاوضة عشان افتح لبنتى
تركت سارة الصحن من يديها و اغلقت صنبور الماء و ألتقطت المنشفة تجفف يديها قائلة بأحترام
-مينفعش يا ماما يوسف قايلى م
خرجت شهقة عالية ساخرة من فوه صباح التى امتعضت مما تتفوه به قائلة بنبرة هزت أركان المنزل
-يختى لا انتى و لا يوسف ليكم تتحكموا ببنتى طول ما أنا عايشة لما ابقى أموت ابقوا اعملوا ما بدالكم
انهت كلماتها اللاذعة الغاضبة و هى ترفع يديها تلتقط مفتاح الغرفة من ذلك الجيب الجانبى بجلباب سارة قائلة من زواية فمها
-قال يوسف قال لا مؤدب يا بت ومطيعة
غادرت المطبخ وهى لاتزال تغمغم ببعض الكلمات اللاذعة واقتربت من غرفة ابنتها التى لا تكف عن الطرق عليه و قالت و هى على وشك فتحه
-ما تتهدى يا اللى تنشكى الباب هيكسر خلاص هفتحلك
أنفرجت أسارير حنين و قالت بابتسامة واسعة متلهفة
-بجد يا ماما طب يلا افتحى لحسن حاسة انى هموت
أدارت صباح المفتاح بالباب و فتحته لابنتها التى تنهدت براحة ما أن فتح الباب أمامها وقالت
-وأخيرًا
إلتوى فم صباح و قالت وهى تدلف الغرفة مغلقة الباب من خلفها جاذبة إياها من مرفقيها
-ياكشى بس تتعلمى بدل ما أنتى بتشمتى فينا اللى يسوى و اللى ميسواش
قطبت حنين جبينها قائلة بدهشة
-أنتى بتعملى ايه بس وقفلتى الباب ليه انا عايزة ادخل الحمام
جلست صباح على الفراش و أجلستها رغمًا عنها بجوارها تحت امتعاضها قائلة
-اسمعى يا بت و ركزى معايا هنادي جاية من البلد انهاردة و البت دى آملى عليها كبير
قالت حنين بعدم فهم و صياح عالى وهى تنهض من جوارها ترغب بدخول المرحاض
-انا مش فاهمه حاجة هنادي مين و امل اللى حطاه عليها انتى بتكلمى بألغاز ليه ياما ما تكلمى علطول و جيبى المفيد بس سبينى الاول ادخل الحمام
ما كادت ان تخطى بقدميها حتى جذبتها صباح مرة آخرى قائلة بغضب
-وطى صوتك يا اللى تنشكى فى قلبك انتى، انتى عايزة سارة تسمعنا ، واسمعى و ركزى معايا كدة هنادي دي تبقى بنت واحدة قريبتى بس من بعيد و البت ارملة و معاها عيل وهى دى اللى تنفع يوسف على الأقل أبقى ضمنه انه اتجوز واحدة بتعرف تحمل مش بور زى بوز الأخص اللى برة و بلينا بيها
أرتفع حاجب حنين و قالت بمكر
-اها قولى كدة يا صبوح، انتى بقى عايزة هنادي تتقرب منه مش كدة
أبتسمت صباح ابتسامتها الواسعة و رفعت يديها تربت على صدر ابنتها قائلة بسعادة
-يختى اصملة عليكى و انتى فاهمة يا قلب امك ايوة هو كدة بضبط و سارة بقى عليكى انتى، عايزين أخوكى يحب البت هنادي
ابتسمت حنين براحة و غمغمت قائلة
-متقلقيش سيبى الموضوع ده عليا
وسريعًا ما خطر ببالها ما حدث أمس فقالت دون تفكير و النيران تعود بين أضلاعها مرة أخرى عندما تذكرت حديث هيام
-شوفتى ياما مش ثائر طلع مبيحبش هيام وقال ايه بيحب واحدة تانية
رفعت صباح حاجبيها و صاحت بأستنكار و سخرية
-بيحب واحدة تانية ليه يا منيلة هو فى غيرك انتى والبت هيام قدامة وكسة عليه ليكون بيحبنى و لا يكونش بيحب هبه
أرتخت ملامح حنين عند ذكر هبه وبدأت شكوكها تسير تجاه هبه فكلام والدتها صحيح فمن تلك التى سيكون لها عاشقًا سواهم
كزت على اسنانها و قالت بأعين شاردة و صوت وصل لمسامع صباح
-وقعتك هتبقى هباب لو طلعت بتحب هبه يا ثائر
ابتسمت صباح بسخرية ونهضت من على الفراش قائلة
-يختى ولو بيحبها هبه متنفعوش هبه لسه على ذمة جوزها…..
جحظت عين حنين و نهضت مهرولة من مكانها لاحقة بوالدتها التى قالت كلماتها الصادمة بالنسبة لها و هرولت خارج الغرفة
-استنى بس هنا انتى رايحة فين، انتى ايه اللى بتقوليه ده ياما وازاى يعنى لسه على ذمة جوزها هو مش ابو هيام ميت
-ميت مين اتوكسى دى هربانه منه بالبت من زمان و لسه على ذمته لحد دلوقتى ومحدش يعرف بالموضوع ده غير انا و أم سارة و بس وهبه كمان متعرفش انى عارفة
ارتفع حاجبى حنين وقالت بترقب
-طب وانتى عرفتى منين بقى ؟
-هيكون من مين يعنى يا فالحة اذا كنت بقولك مفيش غيرى انا و ام سارة و هبه متعرفش انى عارفة يبقى اكيد من ام سارة يا آخرة صبرى
-لا بقولك إيه براحة عليا كدة و فهمينى واحدة واحدة وقوليلى كل اللى انتى تعرفيه و بتأنى كدة احنا ورانا ايه يعنى
قالتلها حنين وهى تجذبها من يديها تجاه الفراش مرة أخرى فصاحت صباح بأستنكار
-والحمام يا بنت الهبلة مش كنتى متسربعة عليه
أجابت حنين بأستنكار و تهمكم قائلة
-حمام ايه بس دلوقتى، احكيلى بس كل اللى تعرفيه من طقطق لسلام عليكم
********
اتجه صوب القهوة وجلس على الطاولة التى يجلس عليها رفيقه
جذب المقعد الخشبى بغضب مصفقًا بكلتا يديه هاتفًا بصوته العالى والذى اعتراه بعض الغضب الملحوظ
-القهوة و الشيشة يا عبده
-هوا يا معلمى
صاح يوسف بدهشة
-اية ده فى ايه مالك و ايه حالتك دى
-يوسف اكتم خالص دلوقتى عشان انا عفاريت الدنيا بتتنط قدامى
هتف بها بغضب فخمن يوسف ما حدث معه بالأعلى و فضل ان يلزم الصكت بالوقت الحالى أما ثائر فكان ينتظر طلبه و عينيه تجول بالحارة فمن ينظر له قد يظنه شاردًا بشئ ما لا يعلمون بأنه يحترق من الداخل فهناك نيران تنهش قلبه و عقله غافلًا تمامًا عن التى تقف بشرفة منزلها تتابعه بعينيها ضاربة حديثة و تحذيراته عرض الحائط، فلطالما منعها من الخروج للشرفة فشرفتها مطلة على قهوته التى تحوى العديد من رجال الحارة
هزت بسيطة من رأسها صدرت عنه و هى تتوعد له قائلة بنبرة غاضبة طفولية بحته
-والله ما أنا دخله من البكلونه غير لما تشوفنى وأخليك تجنن اكتر ما أنت مجنون ويا أنا يا أنت
بذات الوقت جاء عبده بالقهوة و الشيشة و وضعهم امام ثائر الذى سريعًا ما ألتقط الشيشة و بدأ بسحب بعض الأنفاس راغبًا بان ينفث عن غضبه عن طريقها
أما يوسف فرفع يديه بكوب الشاى و ما ان تجرع رشفة منها و ألتقطت عيناه هيام الواقفة بالشرفة تطلع عليهم حتى تناثر الشاى من فمه
أستدار ثائر ينظر له مغمغم بغضب و حدة
-جرا ايه يا عم يوسف مالك يابا!؟
انتبه لرأسه التى تنظر لأعلى و ذلك التوتر الذى ملأ الجو فأدار رأسه ينظر لما ينظر له فوجدها تقف بالشرفة متظاهرة بالعبث بهاتفها
سعدت برؤيته لها و ما أن رآها حتى اخفضت هاتفها رامقة إياه بنظرة متحدية و ولجت للداخل مرة أخرى و اغلقت النافذة من خلفها
فكز على اسنانة حتى اصدرت صوت و برزت عروقه بغضب وكاد ان ينهض وهو يغمغم بغضب
-والله لاوريكى يا هيام د
جذبة يوسف من يديه بقوة مجبرًا إياه على الجلوس مرة أخرى
-لا أهدى كدة و قول هديت البت دخلت خلاص و قفلت البلكونه، وباين اوى انها بضايقك، انا عايز افهم بقى فى ايه، وايه اللى حصل فوق
ظل يكز على اسنانه محاولًا تهدئة روعة و بعد ثوانى قليلة ألتفت تجاه يوسف الذى أستفسر مرة ثانية فزفر ثائر وبدأ يقص عليه ما حدث
انهى ثائر قص ما حدث معها فأجابة يوسف بوجوم
-ايوة بقى فين المشكلة، انا مش شايف مشكلة
لوح ثائر بذراعيه فى الهواء وقال بصياح هادر
-انت عبيط يا يوسف كل ده و فين المشكلة
حرك يوسف كتفيه و قال
-وطى صوتك ده بس هتلم الحارة علينا، وايوة بقولك انا مش شايف مشكلة هيام فعلًا مش صغيرة وليها حريتها وفعلًا محدش ليه يقولها رايحة فين و جاية منين غير هبه
جذبة ثائر من ملابسة بغضب و قال بعيون سوداء
-إياك لسانك يخونك و تقولها تانى قدامى هيام مسؤلة منى، وكبرت قدامى و انا اللى عارف قد هى هبلة و على نيتها و معنديش أى استعداد اشوف واحد ابن حرام بيأذيها ده ممكن اقتله و اشرب من دمه
أخفى يوسف ابتسامته و انزل يد ثائر و قال
-خلاص يا جدع متبقاش حمقى اوى كدة
وتمتم بينه و بين نفسه
-قال مبيحبهاش قال، بكرة نشوف إيه اخرة اللى بتعمله ده الصبر حلو برضو
تنهد طويلًا محاولة أخفاء أبتسامته ونظر بجواره يحدق ب ثائر فوجده يحدق به بغيظ فقال بمرح
-اشرب الشيشة اشرب ياكشى تتهد و
قطع كلماته ذلك الصوت الأنثوى والذى كان يستفسر عن عنوانهم من عبده فألتفت ينظر تجاه صاحبه الصوت والتى تحمل ابنها صاحب الثلات سنوات على كتفيها فلكزه ثائر قائلًا
-قوم قوم شوف مين اللى بتسأل على بيت خالتى دى وطرأنا
نهض يوسف وهو يتمتم بمرحه المعتاد مع صديقه
-هقوم وهرجع تانى هى بقى نونوت فى دماغى و هفضل على قلبك انهارده
ابتسم ثائر بخفه على صديقه و أقترب يوسف من الفتاة فقال عبده بأبتسامة وهو يغادر ليلبى طلبات الزبائن
-اهو استاذ يوسف بذات نفسه ابن خالتى صباح قدامك اهو
رفع يوسف حاجبيه و غمغم بابتسامة مقتضبه
-اهلا بيكى انا يوسف الصاوى
أتسعت ابتسامتها وقالت بأعجاب ملحوظ
-عارفاك يا سى الأستاذ و البلد كلها عرفاك خالتى صباح كل ما تيجى ملهاش كلام غير عليك و ورتنا صورك فى نوبه كدة
-سى الأستاذ!! انا اسمى يوسف والله يا
قاطعته قائلة بلهفة
-هنادى، هنادى عبدالله
ابتسم له بمجاملة مشيرًا قائلًا
-طب تعالى اطلعك البيت يا هنادي
تحركت امامه وهى تشعر بأنها تحلق بسماء فأخيرًا حظت بلقائه و بالحديث معه
وما ان تحركت أمامه حتى انتبه تلك الحقيبة المتوسطة التى تصطحبها برفقتها فقطب بجبينه وبداخله العديد من التساؤلات….
فتح الباب بمفتاحه الخاص و دلف المنزل و هى يصيح مناديًا على والدته
-ماما، يا امى …سارة
خرجت سارة من غرفة الضيوف التى قام بتوضيبها و تنظيفها من اجل تلك الضيفة، ابتسمت سارة ابتسامتها المحبة و كادت ان تقترب منه حتى وجدته يستفسر عن والدته و يشير لأحدهم بالدخول
-ماما فين يا سارة، تعالى يا هنادي
دلفت هنادى المنزل قائلة بنبرة ذات مغزى
-ادينى جيت اهو يا يوسف
عبست ملامح سارة و رمقت القاطنة امامها من أعلاها لأسفلها و شعور بالغيرة يتكاظم بداخلها و لكن سرعان ما كظمت تلك الأحاسيس المنزعجة و حاولت ان تبدو هادئة مقتنعة نفسها بأنها ستقيم معهم يوم او اثنان و سترحل……
عادت الأبتسامة تشرق وجهها مرة أخرى مرحبة بتلك الضيفة
-أهلا بيكى أنتى ضيفة ماما مش كدة
ارتفع حاجبى هنادى و أجابتها بفتور …بعدما تفحصتها هى الأخرى من أعلاها لأخمص قدميها
-ايوة انا انتى بقى مرات يوسف
حافظت سارة على ابتسامتها المرسومة على شفتيها و قالت بأيماءه
-ايوة
خرجت صباح برفقة حنين وهى ترحب بهنادى
-أهلا أهلا ببنت الغالية وحشانى يا بت يا هنادى
-ازيك يا خالتى وحشانى والله
قالتها و هى تعطى ابنها النائم على كتفيها ليوسف الذى اندهش من فعلتها و تبادل النظرات مع سارة ألتى ابتلعت تلك الغصة المريرة
-ما انا لو وحشاكى صحيح كنتى سالتى يا بت، بس مش مهم المهم انك جيتى و هتقعدى معايا كام يوم
تبادلا الأحضان و القبلات المشتاقة فصاحت حنين من زواية فمها
-نورتى يا هنادي والله
انتبه لها يوسف ما ان استمع لصوتها وكاد ان يصرخ عليها ولكن ابتلع كلماته عندما قالت صباح بأستنكار
-الواد نايم على كتفك يا يوسف و كدة هيصحى
كز يوف على اسنانه و ألتفتت له هنادى و اخذت منه الصبى متمتمة بأعتذار
-انا مخدتش بالى والله انا من فرحتى بخالتى معرفش عملت كدة ازاى
اجابها ببرود
-عادى محصلش حاجة
ثم نظر لشقيقته رافعًا سبابته قائلة بعيون قاتمة متوعدة
-متفكريش انه حسابك خلص معايا ها
ما ان غادر دافعًا الباب من خلفه حتى صاحت صباح بأنزعاج
-ما براحة يا واد على الباب هى اختك الصبح و انت دلوقتى
رمقتها سارة بصيق و قالت و هى تدلف لغرفتها مغادرة مكان تواجدهم
-اوضة الضيوف جاهزة يا ماما و الاكل جاهز كمان انا داخله انام شوية عن إذنكم
-تنامى تنامى مين يا
شهقت بصدمه ضاربة على صدرها براحة يديها هى تراها تغلق الباب بوجهها
-يخربيتك بت، بس ماشى انا هعلمك الأدب يا سارة
************
دلفت رنا المنزل بعدما فتحت لها نبيلة و ابتسامة مشرقة محبة تزين ثغرها الصغير قائلة بترحيب
-أزيك يا بلبلة مالك صاحى
تنهدت نبيلة وقالت بأبتسامة مقتضبة
-أهلا يا رنا مالك قاعد جوة فى الصالون
قبلتها رنا من وجنتيها و صاحت بسعادة
-اشطا عليكى يا بلبلة
تركت نبيلة واقفة مكانها و أتجهت لحجرة الصالون فوجدته يتوسط الاريكة وهاتفه بين يديه شاردًا به وبصورتها التى لا تفارق مخيلته فلو تعلم عشقه وهوسه بها، لو تعلم بأنها قربها يعذبه
أتسعت أبتسامتها و اقتربت منه قائلة بعتاب زائف
-يعنى انا لو مسألتش عليك متسألش عليا!!
رفع مالك عينيه عن الهاتف واغلق هاتفه وابتلع ريقه بتوتر و أزدادت خفقاته ما أن رآها تقف أمامه و ردد اسمها بخفوت
-رنا أنتى بتعملى ايه هنا
إلتوى فمها بابتسامة عابثة ماكرة و اقتربت جالسة بجواره مغمغمة
-جاية اشوفك هكون جاية ليه يعنى
ابتسم لها بأمتعاض و قال بحنق
-بس انا شوية و خارج يا رنا
-وإيه المشكلة نخرج سوا يا مالك
كز على اسنانه من تلك الحمقاء التى تظنه غير مباليًا بها ولكنها لا تعلم بأنها روحه…ونفسه…وحياته بأكملها و لكن هناك الكثير و الكثير ما يمنع علاقتهم رغم تلك القرابة بينهم ….فهناك العديد من الأسرار يخفيها عنها و آه لو علمت عنها ماذا ستكون رد فعلها ……
تابع ثغرها بعينيه وكم رغب بتلك اللحظة أن يرتوى من رحيق شفتيها الكرزية الملتهبة حتى يكتفى…
ابتلع لعابه و نهض من مكانه وكأنه صعق قائلًا بضيق
-رنا لما طلبتى المرة اللى فاتت نخرج انا وافقت بس مش كل شوية انا بحب اسهر مع صحابى فبلاش الزن بتاعك ده انا مش ناقص
أخذت شهيقًا طويلًا أخرجته زفيرًا عنيفًا ناهضة من مكانها ساحبة حقيبتها من خلفها قائلة و الدموع تتجمع بمقلتيها
-انا غلطانة انى جيت أصلًا خلى صحابك ينفعوك يا مالك
ما أن غادرت المنزل واستمع لصوت الباب و هو يغلق دفع بجسده على الاريكة يشعر بثقل كبير على صدره يتمنى لو ينزاح
***********
فى المساء وبعدما حل الظلام ليعم الأجواء وفى تمام التاسعة مساءًا
هبطت من البناية وهى تفكر برد فعله ما أن يراها بالحارة بذاك الوقت، خاصة بأنه أخبرها مرارًا و تكرارًا بألا تهبط بذلك الليل الدامس
حركت كتفيها بعبثية قائلة بينها و بين نفسها بمرح
-يلا هى موته و لا أكتر
خرجت من باب البناية و لم تنظر بأتجاه قهوته التى يجلس عليها برفقة يوسف و اتجهت تجاه الدكان راغبة فى شراء بعض المسليات و المشروبات الغازية
-ازيك يا حمادة
أبتسم حمادة وقال بود ممزوج بمرح بسيط
-أهلا يا ست البنات أخبارك ايه عاش من شافك والله
ابتسمت بعفوية و قالت
-موجودة أهو بقولك ايه ناولنى شنطة عشان احطلى فيها الشيبسى و اجبلى العصاير من التلاجة
اماء لها و ناولها احدى الحقائب البلاستيكية فأنتشلتها من يديه و بدأت بتعبئتها بما تحب …
بذات الوقت
كان يجلس على القهوة و يوسف بجواره يتأفف قائلًا
-هو فى ايه النهاردة ايه الحظ ده كل ما اقول هكسب بخسر ليه
-عارف ليه!!!
قال يوسف بسخرية
-ليه يا خفيف!!
ابتسم من جانب فمه مجيبًا إياه قائلًا
-عشان انت فقر يا حدق و
تجمدت الكلمات على طرف لسانه و هو يراها أمامه بذاك الوقت و الأسوء انها تتساير مع ذاك الشاب المدعو أحمد والذى يقاربها فى العُمر…..
فارت الدماء بعروقه و رفع يديه وضرب سطح الطاولة بغضب لتصدر صوتًا عاليًا فدهش يوسف من تحوله المفاجئ وقال
-ايه ده فى إيه مالك!!!
نهض من مكانه متحركًا تجاهها هو يثور و يزمجر بغضب من أفعالها و تحديها له فهو لا يغيب عنه بأنها تعُانده بكل شئ ولكنه لن يجعل افعالها تمر مرور الكرام كلما تقدم خطوة تجاها كان شعور الغيرة يتكاظم بداخله و بشدة

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *