رواية حياة مريرة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أمل صالح
رواية حياة مريرة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أمل صالح
رواية حياة مريرة البارت الثاني والعشرون
رواية حياة مريرة الجزء الثاني والعشرون
رواية حياة مريرة الحلقة الثانية والعشرون
– وبعدين يعني، هعمل إيه؟
– محدش كان قالك تجحش يا جابر يا حبيبي، هو اللي يروح يقول لواحدة إنه عايز يتجوزها يقولها خبط لزق كدا ولا يمهد وياخدها واحدة واحدة؟
– ما أنتِ اللي قولتِ خير البر عاجله يامَّا!
– يابني يا حبيبي..
خبطت على راسه – شغّل سلطانية الشوربة اللي فوق دي شوية وافهم الكلام، بقولك خير البر عاجله عشان ماتطولش في إنك تقول ليها، مش عشان تروح تقولها سلامو عليكو عايز أتجوزِك يا رغد.!
نفخ – والحل إيه؟ دي قافلة على نفسها من امبارح! حتى الشغل منزلتوش!
– والله أنت اللي عكيت يبقى تنضف وراك، ماتوجعش دماغي.
– طب قومي خبطي عليها طيب لتكون عملت في نفسها حاجة، دي عقلها تَعبان وممكن تعمل أي عَبَط عادي.
– ياعم سيبها على راحتها.! سيب البت تاخد وقتها ومتبقاش خنيق كدا، بعدين ماتوجعش دماغك؛ رغد أعقل بكتير من إنها تعمل حاجة في نفسها.
طبطبت على رجله – قوم أنت بس إنزل لأبوك واتكلم معاه وشوف رأيه إيه، مش عايزين أي حاجة تتم وهو مش راضي عنها!
– ماهو لو بس يبطل نُشوفية الراس اللي هو فيها دي كل حاجة هتبقى زي الفل، دي البت حتة نسمة محدش مايحبهاش!
– طب لاحظ يا قلب أمك إنك قاعد قصاد أمك، حسن ملافظك كدا لحد ما يبقى في أي حاجة، طول مانتوا مفيش حاجة ربطاكم ببعض حِسَك عينَك الاقيك بتقول الكلام ده، لا قدامي ولا ورايا.
وقف – طب براحة بس عليا، براحة!
وقف برة البيت بيلبس الكوتش – عايزة حاجة من برة وأنا جاي؟
– آه ياريت ترجعلي بموافقة أبوك، عايزة أفرح بأي حاجة قبل ما أمـ.ـوت ياللي تنشكوا.!
فوق عند رغد، قاعدة فوق السرير ضامة رجليها ليها وبتبص قدامها بشرود، على وشها ابتسامة بتظهر وتختفي كل شوية.
شدت البطانية على وشها ونفخت بضيق – آآآآه!!
دماغها هينـ.ـفجر من كُتر التفكير! مش عارفة تقرر ولا تتصرف إزاي بعد موقف إمبارح.
ومن إحراجها وكسوفها مش عارفة تنزل تمارس روتين يومها كالمُعتاد! هتواجههم إزاي وهتقولهم إيه؟؟ طب و ردها اللي هم مستنينه!
طب توافق ولا ترفض؟
لو على جابر، فهو شخص كويس من جميع الجوانب؛معاه شهادة بيشتغل شغلانة كويسة ودَخله كويس، ملامحه مش وحشة بل ملامح راجل مصري عادية جِدًا، لكنها في نفس الوقت مميزة! شخصيته مزيج جميل ما بين المرح والجَدّ، مميزات صفاته غلبت عيوبها، والأهم من دا كله إنه شخص حنون.
هي عمرها ما بصت لجابر على أساس زوج ليها! مش شايفاه غير أخوها، لكن بعد عرض إمبارح وهي عمالة تفكر فيه كزوجها، بتتخيل حياتهم سوا وكمية الدفى والحنان اللي فيها..
داخل من باب شقتهم بدوشته المعتادة وهزاره، شايل في ايديه طلبات البيت وشوية حلويات ليها، بيدخل المطبخ يلاقيها لسة بتجهز في الأكل فيقف يساعدها، يقعدوا ياكلوا ومع أول معلقة ياكلها يمسك إيدها يبوسها ويقولها تسلم ايدِك يا رودي؛ حياة مثالية..♡
كانت بتبتسم بسعادة وهي بتتخيل، ولكن ابتسامتها تلاشت وهي بتفكر مع نفسها، إزاي برضو؟ هتوافق إزاي كدا!!
ضربت بايدها على السرير وهي حاسة بإرهاق بسبب التناقض اللي بيحصل في تفكيرها من امبارح، حطت رأسها على المخدة على أمل يوقف عقلها تفكير وتنام.
ولكن محصلش،
رجع عقلها يفكر تاني،
بس بشكل اسوء…
“هو لو أنا وافقت، جابر هيجي يطلبني من مين؟؟
من أمي اللي متبرية مني؟ ولا من قرايبي اللي محدش فيهم بيطقني؟”
“طب وفتحي أبو جابر، هيوافق عليا؟ أنا اللي لما بيشوف وشي بيستغفر ١٠٠ مرة؟؟”
“هو أنا يارب وحشة؟ وحشة لدرجة كل دا يحصل في حياتي؟ أنا معملتش حاجة ولا أذيت حد يارب!”
“ليه أمي تبعد عني بسبب غلطة ارتكبتها هي؟
ليه أواجه نظرات الناس وكلامهم عني وأنا المظلومة يارب؟
ليه أبو جابر شايفني وحشة يارب؟ ”
وبدأت رغد تعيط،
اتقلب خجلها وفرحتها بطلب جابر .. لوصلة من البكاء والحزن.
عند جابر وأبوه تحت في المحل، دخل – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رفع فتحي راسه – وعليكم السلام ورحمة الله، إيه مش رايح الشغل؟
قعد على كرسي من الكراسي – لأ رايح، عايز أتكلم معاك الأول وأشوف ردك.
قرب منه فتحي وهو بينشف إيده – تعرف ردي على إيه بالظبط؟
– حوار امبارح يابا.
قعد – آه عارف، تعرف ردي في إيه برضو؟!
– على جوازي من رغد.
رفع فتحي كتفه – طب ما تتجوزها!
بصله جابر بإستغراب وهو مش فاهم معنى رد فعله دا، فاتكلم فتحي بتوضيح – بص يا جابر، حبي أو كرهي للبنت دي مايدينيش الحق أقولك آه أو لأ عليها، أنا كأبوك مُهمتي أعرف البنت دي محترمة تليق لعيلتنا أو لأ، إنما أجبرك عليها أو أرفضها دا مش دوري.
بصله جابر بدهشة – يعني أنت عارف إن رغد محترمة وتليق ليا أهو!
– وأنا عمري ما قليت من أدبها أو احترامها، أنا كانت مشكلتي معاها هي وجودها معانا واقتحامها لينا مرة واحدة كدا، واحدة ولا نعرفها ولا تعرفنا دخلتوها بينا وسكنت عندنا وكأنها من بقية أهلنا، عايزني أبقى عادي كدا من ناحيتها إزاي؟؟
اخد نفس وكمل – يابني أنا رب الأسرة، يعني وظيفتي أحميكم وابقى سند وضهر ليكم، يعني كل كبيرك وصغيرة في حياتنا أنا مسؤول عنها، طبيعي أبقى موسوس تجاه أي حد يقرب سنتيمتر مننا، لازم ابقى عارفه وعارف أصله وفصله مش أي حد كدا والسلام!
خلص فتحي مستني رده ابنه، فبصله جابر وقال بعد تنهيدة طويلة – يااااااه، أنت بقيت شاعري كدا امتى يابا؟؟
وقف فتحي وزعق وهو بيقلع شبشبه – قوم يابن الكلب روح شغلك قوم، دا الواحد مايتكلمش معاك كلمتين جَد أبدًا!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حياة مريرة)