روايات

رواية غفران العاصي الفصل الأول 1 بقلم لولا

رواية غفران العاصي الفصل الأول 1 بقلم لولا

رواية غفران العاصي البارت الأول

رواية غفران العاصي الجزء الأول

غفران العاصي
غفران العاصي

رواية غفران العاصي الحلقة الأولى

الشخصيات
غفران الجارحي: فتاه رقيقه ، خجوله، طيبه .
تبلغ من العمر عشرون عاماً يتيمه الوالدين ، جدها من قام بتربيتها ، تعشق ابن عمها عاصي وهو اسم علي مسمي ولكنه لا يراها ولا يشعر بها .
عاصي الجارحي : الحفيد الاكبر لمنصور الجارحي، يبلغ من العمر ثلاثون عام .
عصبي ، حاد الطباع، شرس ، لا يقبل ان يفرض رأيه عليه ، يدير املاك عائله المنصوري يقبضه من حديد.
الجد منصور الجاريحي: يبلغ من العمر 76 عاماً يعشق احفاده بشده ويفعل كل شيء من اجلهم .
طيب ، كريم الخلق، حاد الذكاء .
دريه الجارحي: والده عاصي ، تبلغ من العمر خمسه وخمسون عاماً .
امرأه حقوده ، طماعه تريد ان تظل ثروه الجارحي تحت سيطرتها وتسعي لتزويج ابنها من ابنه شقيقتها
تكره غفران بشده….
نسرين الحوفي: تبلغ من العمر سته وعشرون عاماً تعشق عاصي حد الهوس ، شريره ، طامعه ، مثل خالتها دريه والده عاصي.
تكره غفران منذ طفولتها .
الفصل الأول
في احدي القصور العريقة المطلة علي شاطيء البحر المتوسط في ارقي احياء مدينه الاسكندرية …
وتحديداً في قصر الجارحي ..
احد اهم واكبر واشهر رجال الاعمال في الاسكندرية خاصةً ومصر عامةً…
منصور الجارحي …..!!!!
كان هناك حاله من الهرج والمرج داخل القصر والكل يعمل علي قدم وساق من اجل استقبال الحفيد الاول لمنصور الجارحي والرجل الثاني بعده في اداره امبراطورية الجارحي ” عاصي الجارحي “…..، بعد عودته اخيراً من العمل في الخارج في فرع الشركه الثاني في مدينه الضباب ” لندن” واستقراه في مصر بعد سفر دام لخمس سنوات لم يأتي خلالهم ولو لمره واحده منذ وفاه والده وشقيقه في حادث مأسوي!!!!
تقف وسط بهو القصر تتحدث الي العاملين بالقصر تعطي لهم الاوامر بعجرفه وتعالي ، فلا احد من العاملين بالقصر يحبها بسبب غرورها ومعاملتها القاسيه لهم ….
انها دريه الجارحي زوجه احمد الجارحي الابن الاكبر لمنصور الجارحي الذي تزوجته طمعاً في ثروة ونفوذ والده و……..؟؟؟
هتفت بعجرفة: نعمات .. انتي يا نعمات .
اجابتها مديره المنزل باحترام : افندم يا دريه هانم.
دريه بعجرفه: عملتي كل اللي امرتك بيه ، مش عاوزه حاجه ناقصه ، عاوزه كل حاجه عاصي بيحبها تكون علي السفره ولو لقيت حاجه مش عجباني هطين عيشتك انتي واللي في المطبخ.. مفهوم !!
اجابتها باحترام : مفهوم يا هانم …
ياللا امشي من قدامي روحي شوفي شغلك وهاتيلي القهوه بتاعتي فوق في اوضتي …..
قالتها وتحركت مغادره الي اعلي حيث غرفتها ، بينما اخذت الخادمه تتمتم بصوت منخفض : حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي يا شيخه ربنا يريحنا منك ومن شرك ، مش كنتي انتي اللي موتي بدل احمد بيه الرجل الطيب السكره ولا حبيبي منصور اللي راح في عز شبابه …
بقي بالزمه ده منظر واحده جوزها وابنها ماتوا ده احنا مقهورين عليهم لحد دلوقتي ومقلعناش الاسود الا من سنه مش هي اللي قلعته بعدها بكام شهر …
يالا هقول ايه الحنيه ما بتتشحتش، اما اروح اعمل لها القهوه بدل ما تسمعني موشح كل يوم …..
دلفت الخادمه الي غرفتها تحمل في يدها صينيه عليها قدحاً من القهوه وضعته علي المنضده الصغيره التي تتوسط كرسيين بجانب الشرفه والتفت مغادره بصمت كما تفعل دائماً بينما تقف دريه امام المرآه تتطلع الي هيئتها وهي ترتدي احد مجوهراتها الثمينه كعادتها فهي تعشق اقتناء المجوهرات ..
ابتسمت برضا علي هيئتها ثم جلست ترتشف قهوتها باستمتاع….
ثواني وهبت عاصفه هوجاء تقتحم غرفتها متمثله في ابنه شقيقتها نسرين ….
النسخه المعدله والاكثر خبثاً ودهائاً منها !!!!
والتي تعيش معها بعد انفصال والديها وزواج كل منهم وسفرهم خارج البلاد…
انطي دريه ايه رايك في اللوك بتاعي حلو مش كده …
وتسريحه شعري حلوه ولا ارفعه والميكب حلو ولا اخففه شويه ،ولا اقولك كده احسن انا عاجبني كده ، بس الاهم من ده كله هيعجب عاصي…
انتي مش بتردي ليه يا انطي؟؟؟؟
هو انتي مدياني فرصه علشان ارد ؛ عماله تتكلمي وتتحركي بسرعه …/
اهدي شويه خاليني اشوف انتي عامله ايه في نفسك .
قامت من جلستها ودارت حولها تقيمها بنظراتها المتفحصه من اعلاها الي اسفلها وعلقت باستحسان : قمر يا روح انطي .. تجنني .
نسرين بسعاده ولهفه: بجد يا انطي …يعني هعجب عاصي وهلفت نظره اول ما يشوفني؟؟؟
اجابتها دريه بثقه: طبعاً هتعجبيه هو هيلاقي ذيك فين في جمالك وفي حلاوتك وفي شياكتك …
طالعه لخالتك … قالتها بغرور منقطع النظير وهي ترتخي في جلستها وتضع ساق فوق الاخري…
جلست امامها نسرين وتحدثت بلهفه ووله: يا رب يا انطي يحس بيا بقي … انا بحبه اووووي اوووي وبحلم باليوم اللي هكون مراته وعلي اسمه ..
قالتها بحالميه وهي تتخيل نفسها عروس ترتدي الثوب الابيض لفارس احلامها يخطفها علي حصانه الابيض !!!!
اعتدلت دريه في جلستها وتحدثت بجديه: اسمعي كلامي وانتي تكسبي …عاوزاكي تلزقي لعاصي تبقي زي ضله ماتفارقيهوش لحظه ومش عاوزه شغل الجنان بتاعك ده ، تركزي وتبقي هاديه ، عاصي مش بيحب الدوشه ووجع الدماغ …
وتعدلي طريقتك مع جده ومع غفران مش عاوزين مشاكل معاه ، انتي عارفه عاصي بيحب جده وبيحترمه قد ايه وبيخاف علي زعله ازاي ، ده غير ان الست غفران نقطه ضعف جده يعني لو ضايقتيها زي عادتك عاصي هو اللي هيقف لك وساعتها انتي الخسرانه …
امتعضت ملامح نسرين عند ذكرها لغفران وهتفت بقرف: يا ساتر انا مش بكره في حياتي قد غفران دي رخمه وبارده دمها يلطش ….
ازاي واحده زي دي تبقي حفيده الجارحي بجلاله قدره وتدخل المظبخ وتقف مع الشغالين تتكلم وتضحك عادي كده كانها واحده منهم لا وبتساعدهم كمان …
ولا لبسها بلدي اوووووي ما يليقش بواحده زيها ابداً ده انا صحابي لما بيشوفوها بيفتكروها شغاله من الشغالين …
فاكره انها كده متواضعه ….
معرفش الكل بيحبها علي ايه !!!!
جزت دريه علي اسنانها وهتفت بغل : طالعه زي اللي خالفتها …!!
المهم اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف وانا من ناحيتي هفاتح عاصي في موضوع جوازكم وانا واثقه انه مش هيرفض لي اي طلب اطلبه منه…….
………………….
انتهي الجد منصور الجارحي من ارتداء ملابسه استعداداً للنزول الب غرفه مكتبه بالاسفل بنتظر قددم حفيده الغالي …
ارتدي ساعته الانيقه التي تتناسب مع بدلته الغاليه ذات الماركه للعالميه فهو بالرغم من بلوغه الخامسه والسبعين من عمره الا ان لا يتخلي عن اناقته !!
تناول عصاه المصنوعه من الابانوس الخالص ولها رأس علي شكل صقر مصنوعه من الذهب الهالص التي لا يتخلي عنها ابداً ….
تحرك مغادراً غرفته ولكنه وقف ينظر الي الصور المعلقه علب حائط غرفته بنظرات حزينه مكسوره …
ينظر الي صوره عشقه وعشره عمره وام اولاده زوجته الراحله وبجانبها صوره تجمع اولاده الراحلين ” احمد ومصطفي الجارحي”….وصوره اخري لحفيده الراحل ايضاً “عمر الجارحي ” شقيق عاصي الاصغر ….
تنهد بحزن وهو يطالع صورهم مثل كل يوم ويلقي عليهم تحيه الصباح ويتحدث معهم كانهم يعيشون معه ولم يفارقوه ابداً…
انهارده يوم مختلف عاصي راجع بالسلامه وهينور دنيتي من تاني …
الحمد الله ان ربنا مد في عمري وهشوفهً وأملي عيني منه من تاني ده هو اللي فاضل لي من ريحتكم هو وغفران … غفرااااااان !!!!
قالها ووجهه يبتسم دون ارادته عند ذكر اسمها فهي حفيدته الغاليه والاقرب الي قلبه شبيهه جدتها في كل شيء جمال وجهها وجمال روحها …
نظر الي صوره زوجته وتحدث بعشق: غفران كل ما بتكبر بتبقي شبهك اوي يا ملك روحي …
كان نفسي تكوني موجوده وتغرقيها في حبك وحنانك بس هي طالعه زيك طيبه وحنينيه علي الكل …
ثم نظر الي صوره اولاده وتحدث بغصه مؤلمه : عاوزكم تطمنوا وترتاحوا ..الامانه اللي سبتوهالي هفضل صاينها طول ما انا عايش .. وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان احافظ عليها ووصلها لبر الامان ..
علشان لما اقابلكم في دار الحق اكون وفيت بوعدي ليكم …
اخذ نفس عميق يهدء من روعه ومسح دمعه تساقطت علي وجنته وقرأ لهم الفاتحه داعياً الله ان يتغمدهم برحمته …استجمع نفسه وخرج من غرفته ولكن قبل ان يهبط لاسفل ، ذهب الب غرفه حفيدته كعادته يومياً….:
طرق علي باب غرفتها وانتظر السماح له بالدخول ولكن لم يأتيه رد منها …
فتح الباب ودلف الي الداخل يتطلع الي الغرفه يبحث عنها بعينيه فلمحها تقف في شرفه غرفتها تسقي زرعها كما تفعل دائماً..
ابتسم بلطف ونداها بصوته الرخيم الحنون: غافي !!!
التفت بجسدها عندما استمعت الي نداء جدها الحبيب وتركت ما بيدها .. تقدمت منه وهي تبتسم باتساع قائله: صباح الفل علي احن واطيب جدو في الدنيا ..
ثم طبعت قبله فوق وجنته واخري فوق كف يده …
طبع الجد قبله حنونه فوق جبينها قائلاً: صباح الورد والفل والياسمين وكل حاجه حلوه علي احلي عيون في الدنيا كلها ….
اتسعت ابتسامتها وقالت بشقاوه: الله الله ايه الروقان ده كله يا سي جدو ..
ثم دارت حوله تتطالعه بنظراتها المعجبه واطلقت صفيراً معجباً: وايه الشياكه دي كلها يا حج منصور انت رايح تتجوز من ورايا ولا ايه؟؟؟
تعالت ضحكات الجد علي مزحتها وهتف موبخاً اياها: يا بت يا بكاشه انا طول عمري شيك وبعدين هو انا بعد جدتك الله يرحمها في ست في الكون تقدر تملي عينيا وقلبي … ده انا بدعي ربنا انه يعجل بأجلي علشان اقابلها في دار الحق بس بعد ما اطمن عليكي وعلي عاصي …..!!!!
هتفت مسرعه : بعد الشر عليك يا جدو ربنا يخاليك لينا وما يحرمناش منك ابداً…
واضافت بنبره حالمه: يا ما نفسي الاقي واحد زيك كده يا جدو يحبني ربع الحب اللي بتحبه لنانا الله يرحمها …
قفذت صوره معذب قلبها وعشقها المستحيل الي مخيلتها وتمنت ان يشعر بعشقها له وبقلبها الذي ينبض قفط من اجله !!!
اااااه ملتاعه كتمتها داخل صدرها وهي تدرك حقيقه بعده عنها فهي الشرق وهو الغرب … هي الارض وهو السماء ….
هو يراها ابنه عمه الطفله ذات العشر سنوات وهي تراه رجلها وفارسها الاوحد .. سيد قلبها ….
فاقت من شروها علي صوت جدها : ايه روحتي فين بكلمك مش بتردي عليا…
ابداً يا جدو افتكرت نانا الله يرحمها …اجابته كاذبه..
الله يرحمها … غمم بها الجد بعشق حزين …
ثم اضاف : ايه ده انتي لسه مجهزتيش نفسك ..
عاصي علي وصول خلاص ولازم كلنا نكون في استقباله لما يوصل …
تعالت دقات قلبها تدوي بصخب داخل صدرها فور ذكر اسمه وهتفت تجيب جدها بنبره مرتبكه: لسه بدري يا جدو انا كنت بسقي الزرع وبعد كده هجهز هو قدامه حوالي ساعه وعشر دقايق ويوصل …
قالتها وهي تنظر الي ساعه معصمها …
ضحك الجد وهتف بخبث: ده انتي حسباها بالدقيقه !!
احمرت وجنتيها خجلاً واطرقت برأسها ارضاً تتهرب من نظرات جدها المتفرسه في ملامحها ولا تقوي علي النظر اليه …
طبع الجد قبله حانيه فوق جبينها وهتف داعياً : ربنا يطمني عليكم يا حبيبتي ويقدرني واقدر اسعدكم واحقق لكم كل اللي بتحلمو بيه واكون قد الامانه .
ربنا يخاليك لينا يا حبيبي ….
انا هتزل تحت وانتي خلصي اللي وراكي بسرعه وحصليني زمان دريه ونسرين قالبين الدنيا تحت … ربنا يسترها .. قالها بنبره ذات مغذي مبتسماً فبادلته الابتسامه وهي تشيعه بنظراتها حتي خرج واغلق الباب خلفه…
تلاشت ابتسامتها وحل محلها القلق والتوتر واخذت تربت علي صدرها موضع قلبها تهديء من صخب دقاته محدثه نفسها: اهدي .. اهدي .. ده لسه موصلش وانت عمال تدق كده اومال لما تشوفه وتملي روحك منه هتعمل ايه ؟؟؟؟
ثم تحركت نحو الحمام الملحق بغرفتها لتاخذ حمام سريع وتتجهز استعداً لمقابله عشقها المستحيل ..!!!
بعد حوالي ساعه كانت انتهت اخيراً من ارتداء ملابسها بعد تردد وحيره كبيره في انتقاء شيء جميل ومناسب وفي نفس الوقت بسيط فهي لا تفضل البهرجه علي عكس نسرين التي تفضل الاشياء الملفته والجريئة!!!
وقفت تلقي نظره رضا اخيره علي مظهرها قبل ان تنزل لاسفل.
ولكن تعالت نبضات قلبها تقصف بقوه داخل قفصها الصدري تكاد يخرج قلبها من موضوعه عندما استمعت الي صوت بوق السياره معلناً عن وصوله!!!
هرولت مسرعه تنظر من خلف ستائر شرفتها … رأت السياره وهي تدلف من باب القصر مسرعه تسير وسط الممر المخصص للسيارات حتي وقفت امام البوابه الداخليه للقصر ….
ولكنها لم تعد تري شيء بعد ان اختفت السياره من امامها .. لم تلمحه ولا حتي طرف من خياله بسبب زجاج السياره المعتم اللعين!!!!!
تهاوت علي اقرب مقعد لها … جلست بجسد ينتفض فرحاً.. شوقاً.. وتوتراً…!!
اهدي .. اهدي حرام عليك هتقف من كتر الدق!!!
ابتسامه عاشقه خجله ملئت وجهها عندما تيقينت من حقيقه عودته واصبح يفضل بينهم طابق واحد …
فقط بضعه درجات من السلم الرخامي وتكون معه …
تنظر اليه …تملي عينها منه .. تشبع شوقها اليه …
ترجل من السياره بعهدوء ووقار لا يليق الا به بعدما فتح له السائق الباب الخلفي …مرتدياً حله سوداء واضعاً نظاره سوداء علي عينيه …
وقف يتطلع الي قصر جده العريق .. ذلك القصر الذي ولد وعاش فيه طفولته وصباه …كل شيء كما هو لم يتغيركما تركه اخر مره منذ خمس سنوات… ولكن هو الذي تغير كثيراً …. اصبح اكثر قوه وشراسه اصبح عاصي لكل ما تحمله الكلمه من معني!!!!
اغلق زر بدلته وتقدم الي داخل القصر بخطوات رزينه واثقه…
دلف الي داخل القصر وكانت والدته اول من رآه ..
تقدمت منه مسرعه فاتحه ذراعيها اليه تضمه داخل صدرها بعاطفه اموميه صادقه لطالما كان عاصي مميزاً ومفضلاً لديها في كل شيء…/
الف حمدالله علي سلامتك يا عاصي يا حبيبي نورت بيتك والدنيا كلها ….
الله يسلمك يا أمي ….قالها وهو يضمها الي صدره بشوق طابعاً قبله علي جبينها ….
عاااااصي…..!!!!
قالتها نسرين بفرحه وهي تهرول اليه … تزيح خالتها من داخل حضنه والتي افسحت لها المجال وهي تبتسم بسعاده …/
تعلقت نسرين بعنقه تضمه في عناق مشتاق ..
وحشتني اووووي يا عاصي اووووي … انا كنت هتجنن عليك ….
لم يبادلها عناقها …ازاح يديها من حول عنقه وربط علي كتفها باخوه مبتسماً بلباقه : الله يسلمك يا نسرين…
ثم التفت حوله باحثاً بنظراته عن جده والذي خرج بدوره من غرفه مكتبه عندما علم بوصوله …
اومال فين الحج منصور مش شايفه ؟؟؟
انا هنا اهو يا قلب جدك … قالها بابتسامه عريضه فاتحاً ذراعيه له ….
جدي …. قالها عاصي بشوق وهو يتقدم منه قاطعاً
الخطوات الفاصله بينه وبين جده وارتمي داخل احضانه يضمه بشوق كبير .. فهو يعشق جده بشكل كبير … فهو الذي قام بتربيته وتعليمه كل شيء في حياته …
شدد الجد عليه داخل احضانه واخذ يربط علي ظهره بقوه : نورت بيتك يا قلب جدك وعكازه ….
انا كده خلاص اطمنت واقدر اموت وانا مرتاح مدام انت رجعت لنا من تاني !!!
الف بعد الشر عليك يا جدي متقولش كده .. ربنا يخاليك لينا ويديمك فوق راسنا…
ثم انحني علي كف يده يقبلها بمحبه واحترام كبير…
تعالوا اقعدوا واقفين ليه … صدح صوت دريه من خلفهم وهي تشير اليهم للجلوس في غرفه الصالون الرئيسيه…
تقدمهم الجد وبعده دريه وخلفهم عاصي ونسرين التي تعلقت بذراعه كالعلكه!!!!
سحب عاصي ذراعه منها وخلع جاكيت بدلته ووضعه علي المقعد خلفه …
جلست نسرين بجانبه تتطلع الي جسده الرياضي المعضل وجزعه القوي بانبعار والذي ظهر بوضوح من قميصه الابيض الذي ابرز قوه جسده الرجولي الصلب…
عاوزاك تحكيلي علي كل حاجه عملتها وحصلت لك من ساعه لما سافرت وسبتنا لحد ما رجعت بالسلامه…
قالتها نسرين برقه ودلال اثار استغرابه …
علي مهلك عليه يا نسرين ده لسه واصل .. الايام جايه كتير والعمر لسه قدامكم يبقي يحكيلك علي مهله هو هيروح منك فين ولا وراه ايه غيرك …
مش كده يا عاصي .. قالتها دريه بنبره ذات مغذي !!!
ابتسم الجد بسخريه علي حديثها ولم يعلق فهو يعرف دريه جيداً ويعرف ما تخطط له …
اجابها عاصي ببرود: انا مش فاضي للرغي والكلام الفاضي ده انا ورايا شغل … شغل وبس !!!
اااه طبعاً … قالتها دريه بحرج من رده الجامد بعدما لاحظت تبدل حال نسرين من كلماته .. ثم تابعت تضيف بلؤم: ربنا يعينك ويقويك ماهو مفيش غيرك هيقدر يدير امبراطوريه الجارحي غيرك انت الوريث الوحيد بعد عمر طويل لعمي ربنا يديله الصحه والعمر …..
وغفران ؟؟؟ولا نستيها يا دريه …
قالها الجد بنبره صارمه وهو ينظر لها بقوه…!!!
هي فين صحيح انا ماشوفتهاش من ساعه ما وصلت .. هي مش هنا ولا ايه …
لا طبعاً موجوده وزمانها نازله حالاً.. اجابه الجد وعلامات السعاده باديه علي وجهه…
بصراحه وحشاني جداً .. يا تري لسه زعلانه مني علشان سافرت وسبتها …
انا فاكر يوم سفري كانت مموته نفسها من العياط وقعدت قبلها باسبوع مقطعاني علشان هسافر لدرجه اني كنت فاكر اني همشي من غير ما تسلم عليا بس ماهونتش عليها في الاخر وجت سلمت عليا وكانت عينيها وارمه ومناخيرها حمرا من كتر العياط ….
يا تري شكلها بقي عامل ازاي دلوقتي لسه قصيره وقليله زي ما هي ولا اتغيرت….
امتعضت ملامح دريه عند ذكر غفران ولم تعلق !!!
بينما احتقنت ملامح نسرين بالغل والحقد منها …
فهي لازالت مدللته كما كانت … فقد تغيرت ملامحه وانفرجت اساريه من مجرد الحديث عنها … اما هي فيتحدث معها هي ببرود وسماجه …
ردت عليه بغل: لسه زي ماهي drama queen.
جدحها الجد بنظره صارمه اخرستها وجعلتها تبتلع باقي حديثها …
ثم نظر الي عاصي وهتف مبتسماً: انت عارف غفران طول عمرها رقيقه وبريئه مش بتاعه لوع وحركات البنات بتوع اليومين دول علشان كده اقل كلمه بتأثر فيها …
بس لما تشوفها مش هتعرفها دلوقتي بقت عروسه زي القمر انا مش ملاحق علي العرسان اللي بيتقدموا لها ….
عرساااان !!!! هتف عاصي مستنكراً .
هي كبرت لدرجه العرسان .. ده انا غبت كتير اوي وانا مش واخد بالي …..
مساء الخير …. صدح صوتها الرقيق من خلفهم …
استدار عاصي الي مصدر الصوت ….
قام من جلسته يطالع صاحبه الصوت ذو البحه الرقيقه بعينان مدهوشه !!!
ظل واقفاً متخشباً مكانه لا يظهر عليه اي رد فعل ….
فقط نظراته هي التي تتحدث .. يطالع الواقفه امامه بانبهار …
هل هذه هي غفران ؟؟؟ طفلته ومدللته … ابنه عمه الصغيره … من كان يلاعبها ويأتي لها بالحلوي ..
كبرت ونضجت واصبحت انثي !!!!
واي انثي … انها مزيج من البراءة والاغراء ..
لها هاله غريبه تحيط بها تجعلك لا تستطيع ان تذيح بنظراتك عنها …..
كانت ترتدي فستان محتشم من اللون الازرق اظهر بياض بشرتها الحليبيه ولكنه مجسم بعض الشيء فاظهراغراء جسدها البض بطريقه غير مقصوده واطلقت العنان لشعرها الاسود الطويل الذي يضاهي في سوداه سواد الليل الحالك ….
واكتفت بوضع ملمع شفاه وردي ابرز جمال شفتيها الصغيره الرقيقه …
فكانت كتله من البراءه الممزوجه بالاثاره!!!!؟
اغتاظت نسرين من تخشبه امامها بتلك الطريقه ووقفت خلفه تنظر اليها بغل وكره !!!!
كانت غفران ترتجف بشده وتفرك يديها بتوتر من نظراته المتفحصه لها …
يا آلهي !!! انه هنا … يقف امامها …
حبيبها وعشقها الاوحد …. لقد تغير كثيراً ….انه اكثر وسامه علي الحقيقه من الصور التي تجمعها له يومياً من علي مواقع التواصل الاجتماعي …
اصبح اكثر جاذبيه بلحيته التي استطالت عما قبل …اعتطته سحراً فوق سحره ….
هل عليه ان يكون وسيماً الي هذه الدرجه ؟؟!!!
هل عليها ان تعشقه عشقاً فوق عشقها له ….
غفرااااان !!!! قالها بصوته الرخيم ذو البحه المميزه.
هل هذا اسمها ام انه ازداد حلاوه عندما نطقه بهذه الطريقه ؟؟؟
ح حمدالله علي سلامتك …
قالتها بخجل وحرج من نظراته …
تقدم منها حتي وقف امامها ينظر لها بتلك الطريقه التي تذيب عظامها وتجعل صخب قلبها ودقاته يكاد يصل اليه …..
ايه الحلاوه دي … انا مش مصدق !!!!
ثم مد يده وجذب كف يدها يديرها امامه ليتاكد من حقيقه ما يراه !!!!
اوقفها ولازال قابضاً علي كف يدها الرقيقه بين قبضته القويه … موجهاً حديثه لجده يسأله باندهاش .: مين دي ؟؟؟؟
اجابه الجد مبتسماً بسعاده: مش قلت لك … ايه رايك؟
قمر!!!!! قالها باعجاب شديد…
اطرقت راسها وتوردت وجنتيها بحمره الخجل من اطاراءه عليها … ارتجفت يدها بين يديه فقلبها الصغير لم يتحمل كل هذا ….
شعر برجفه يدها الصغيره بين يده فتركها بهدوء وهو ينظر لها مبتسماً بسعاده …
تبادلت نسرين النظرات الحانقه مع خالتها وحثتها علي التدخل لانهاء تلك المهزله فهي لم تعد تستطيع السيطره علي اعصابها اكثر من ذلك ….
فهمت دريه عليها وصدح صوتها منهياً ذلك المشهد السخيف بالنسبه لها : يالا يا جماعه السفره جاهزه ….
ترأس الجد طاوله الطعام الكبيره وجلس علي يمينه عاصي وغفران والتي اصر عاصي علي ان تجلس جانبه كما السابق ….
وعلي اليسار تجلس دريه ونسرين التي تستشيط غيظاً من غفران وعاصي الذي احرجها عندما جاءت لتجلس بجانبه هاتفاً: ده مكان غفران هتقعد جنبي زي زمان !!!!!!
يالا يا عاصي يا حبيبي انا عاوزاك تاكل كويس .. انا آمرتهم يعملوا لك كل الاكل اللي بتحبه…
ربنا يخاليكي يا امي بس ده اكل يأكل قبيله بحالها …
الف هنا يا حبيبي ….
تسأل الجد مستفسراً: ناوي علي ايه في شغلك الفتره اللي جايه يا عاصي…
اجابه عاصي بهدوء: ان شاء الله ناوي ادمج شركتي مع مجموعه الجارحي انا خلاص عينت مدير ممتاز لفرع الشركه في لندن وهخالي الفرع الرئيسي هنا ولو الفرع هناك احتاجني هبقي اسافر يومين تلاته بالكتير ….
تمام .. خير ما عملت يا ابني ..
انا عاوزك كمان تتفرغ لاداره المجموعه هنا .. انا خلاص كبرت وتعبت وعاوزك تشيل عني شويه ..
ربنا يديك الصحه يا حج ويخاليك لينا…
ربنا يخاليك يا حبيبي .. انا قررت انك تبقي رئيس مجلس اداره المجموعه معاك كل الصلاحيات وانا رأيي هيبقي استشاري لكن انت ليك حق الاداره والتوقيع واتخاذ القرارات المهمه….
تهللت اسارير دريه وهتفت بفرحه واضحه: عين العقل يا عمي ..عاصي هو اللي لازم يشيل كل حاجه من بعدك….
اكيد يا دريه … اكيد …. بس كمان غفران هتنزل المجموعه وتدرب علشان هي هتبقي المدير التنفيذي للمجموعه …
غص حلق دريه بالطعام وسعلت بقوه … ناولتها نسرين كوب المياه لتشرب منه وهي تكاد عينيها تخرج من مقلتيها بسبب كلماته…
اهدي يا دريه بالراحه علي نفسك … قالها الحد بنبره ذات مغذي…
هتفت غفران تتسال في استغراب : بجد يا جدو هنزل اشتغل في المجموعه!!!
ايوه يا روح جدو بجد … انا هكتب المجموعه بالنص بينك وبين عاصي زي ما كانت بالنص بين عمك وابوكي الله يرحمهم وعاصي له حق الاداره وانا زي ما قلت مجرد رأي استشاري..!!!!!
الله يرحمهم .. هتف بها عاصي بنبره حزينه بوفاه متأثراً برحيل والده وعمه …
هتفت نسرين بحقد: وهي غفران تفهم حاجه في شغل المجموعه؟؟؟
رد عليها الجد بصرامه: وما تفهمش ليه يا نسرين ..
غفران دارسه اداره اعمال في الجامعه الامريكيه .. وبعدين دي فلوسها وورثها وهي اللي لازم تديرهم بنفسها …
وبعدين زي ما انتي اتعلمتي واشتغلتي في المجموعه هي كمان هتتعلم وتشتغل زيك بالظبط رغم انك مش خريجه جامعه امريكيه زيها ….
احتقنت معالم نسرين من شده الغيظ ولم تعد تستطيع ان تتفوه بحرف واحد بعد كلمات ذلك العجوز الداهيه الذي احرجها وقلل من شأنها امامهم وخصوصاً عاصي وغريمتها غفران!!!!!!
نظر لها عاصي بعدم رضا من اسلوبها الجاف وتدخلها فيما لا يعنيها …وتابع بلامبالاه وكأن الامر لا يعنيه: اللي حضرتك شايفه صح اعمله دي فلوسك وحضرتك حر فيها …
يبقي اتفقنا بعد الغدا المحامي هيجي علشان نمضي العقود ويوثقها في الشهر العقاري …
نظر عاصي الي غفران وهتف يسالها : انتي مش بتاكلي ليه …
اجابته بخجل شديد وهي تنظر داخل صحنها : ب باكل اهو …
فين ده ؟؟؟ ثم حدثها بصوت منخفض : ولا عاوزاني آكلك بأيدي زي زمان …
رفعت نظراتها الخجله اليه تنظر اليه بعشق وحنان يفيض من عينيها وسالته: انت لسه فاكر ؟؟؟
طبعاً… اجابها بشكل قاطع وصريح .
تهللت اساريرها فرحاً من كلمته البسيطه … اذن هو يحبها مثلما تحبه … لازال يذكر ما كان يفعله معها ..
وضع بعض الطعام في صحنها وآمرها بأن تاكله واخذ يتحدث ويضحك معها وهي تتجاوب معه بسعاده تحت مراقبه ثلاث ازواج من العيون التي تطالعهم بنظرات حانيه راضيه واخري حاقده كارهه….
بعد الانتهاء من الطعام بفتره حضر المحامي وقاموا بتوقيع العقود واصبح عاصي وغفران اصحاب امبراطوريه الجارحي رسمياً….
بعد مغادره المحامي جلسوا ثلاثتهم في غرفه المكتب وسرعان ما ولجت دريه ومن خلفها نسرين التي كانت تجلس علي صفيح ساخن في الخارج تريد معرفه ماذا بحدث معهم….
جلست دريه ونسرين علي الاريكه الجلديه في احد اجناب الغرفه بينما كان عاصي وغفران يجلسون امام المكتب الذي يترأسه الجد بهيبته المعتاده….
تحدث الجد موجهاً حديثه لعاصي: انت تاخد لك يومين راحه علي ما العقود تكون اتوثقت وتبدأ بعدها الشغل .
عقب عاصي علي حديثه: لا راحه ايه انا مش بتاع راحه انا ان شاء الله بكره هنزل المجموعه مع حضرتك …
ثم وجهه نظراته نحو غفران واضاف: وانتي كمان يا غافي هتنزلي معانا من بكره .::
غفران بارتباك وخجل : ان شاء الله …
صدح صوت الجد يقول باستحسان: علي بركه الله …
ودلوقتي اتفضلوا كلكم عاوز عاصي لوحدنا في موضوع مهم …
ركز عاصي انتباهه بالكامل لجده وساله بنبره يشوبها القلق: خير يا حج في ايه قلقتني…
اجابه الجد بابتسامه مطمئنه: كل خير ان شاء الله..
تبادلت نسرين ودريه النظرات فيما بينهم متوجسين من ذلك الاجتماع المغلق بينهم….
نهضت غفران من مقعدها واستاذنتهم بالانصراف وقبيل ان تصل الي باب الغرفه استوقفها صوته القوي: غافي !!!! يا ريت تستنيني في التراس ..انا ملحقتش اقعد معاكي …هخلص مع جدي واحصلك.
ابتسامه حجله ظهرت علي شفتيها الرقيقه وآماءت برأسها موافقه علي حديثه …اجابته بكلمه واحده تحوي في طياتها الكثير والكثير وهي تنظر اليه بعشق خالص: هستناك !!!
وانصرفت تجري من امامه وهي تحلق في الهواء تكاد تصل للسماء من سعادتها ….
فحبيبها يرغب بالجلوس معها ويطلب منها انتظاره وهي انتظرته عمراً مضي وعلي استعداد للانتظار عمراً اخر ويكون معها ولها في النهايه….\
كانت نسرين تزرع بهو القصر جيئتاً وذهاباً وهي تقضم اظافرها بتوتر وغل…/
هتفت بحقد وغيره: شايفه … شايفه ابنك وعمايله.
من ساعه ما وصل وهو مش شايفني وبيتعامل معايا بمنتهي البرود والسخافه ..:
لكن الهانم هي اللي علي الحجر .. واخده الاهتمام والدلع زي زمان ولا كان حاجه اتغيرت….
انا قلت لما بعد واتغير هيبقي كده مع الكل حتي هي !!
لكنه اتغير وبقي بارد وسخيف مع الكل الاهي ..!!
حتي انتي معاملته متغيره معاكي مش زي الاول…
انتي مش بتردي عليا ليه؟؟؟؟
استدارت بجسدها تنظر الي خالتها التي كانت تنطر الي باب غرفه المكتب المغلق بنظرات مبهمه والافكار تدور برأسها عن سر هذا الاجتماع المنفرد ؟!!
تُري ما الذي يفكر فيه هذا العجوز الداهيه ؟؟؟؟
انطي … انطي دريه!!!
بس .. بس كفايه زن ودوشه..
انتي بترغي في حواو تافهه وانا دماغي مش فاضيه للهبل بتاعك ده….
انا عاوزه اعرف ايه اللي بيحصل عندهم جوه وانتب تقوليلي غفران وزفت!!!
انا قلت لك اسمعي كلامي تكسبي واهدي شويه علشان نعرف نظبط الدنيا والامور تفضل تحت سيطرتنا لكن بجنانك ده ما اوعدكيش ان في حاجه هتمشي زي ما احنا عاوزين…
يا انطي ماهو …..
بترت عباراتها عندما وجدت باب المكتب يفتح بقوه ويخرج منه عاصي بملامح وجه محتقنه وسرعان ما كان يعدو خارج باب القصر واستقل سيارته التي اصدرت اطارتها صوتاً قوياً دليل علي قيادته المتهوره والتي تدل علي انه في شده غضبه…..
هو في ايه؟؟؟؟ سالت نسرين بفاه مفتوح!!!
بينما دريه زاغت نظراتها ولم تعد تعرف بعد ماذا حدث؟؟؟
اما غفران فكانت تنتظره كما طلب منها في حديقه القصر ولمحته وهي يخرج غاضباً من القصر ..
هرولت اليه تجري خلفه وهو يتحرك بالسياره مغادراً القصر ووقفت تناديه حتي تطمئن عليه واعرف ما به ولكنه اختفي من امامها ../
عاااااصي … عاااااصي…
واخر ما شاهده في مرآه السياره الداخليه وجهها الجميل ذو الملامح القلقه وهي تنادي عليه ../
واخذ يبعد بسيارته والمسافه بينهم تتسع وتتسع حتي اختفت صورتها من مرآته

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران العاصي)

اترك رد

error: Content is protected !!