روايات

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 6 البارت الثاني

رواية أحببتها ولكن 6 الجزء الثاني

رواية أحببتها ولكن 6 الحلقة الثانية

دلفت بيسان غرفة الفتاتان وأغلقت الباب خلفها واقتربت منهما وهي تنظر لهما قائله بهدوء:مالكوا مش عايزين تاكلوا ليه
جلست بيسان بهدوء وهي تنظر لمودة فتحدثت بتول بضيق وقالت:مليش نفس
نظرت لها بيسان وقالت:ليه يا بتول
نظرت لمودة وقالت:في ايه قالبين وشكوا كدا ليه
بتول:عايزه الحقيقة
نظرت لها بيسان وقالت:اه طبعًا
بتول بضيق:أحنا مش عايزين نقعد معاكوا
نظرت لها بيسان بذهول وقالت:ليه يا بتول بتقولي كدا
بتول بغضب:عشان مش عايزين نشوف أهتمام بابا الزايد بملك اللي واخده كل الدلع والحنية واحنا مش شايفين دا منه على طول بيهتم بملك ومفضلها علينا وكأننا مش بناته مثلًا انا عندي أقعد أكل لوحدي ولا أني أقعد وأشوف اللي بيضايقني دا يعني يوم حفلة تكريم مودة مراحش واعتذر عشان شغله دلوقتي واخد أجازه مخصوص عشان خاطر الفان داي بتاع ملك اللي

 

المفروض لسه هيكون يوم الخميس انتِ تسمي دا ايه يا ماما مش دي تكون تفرقه
حركت بيسان رأسها وهي مصدومه مما تسمعه وقالت:لا يا بتول الموضوع مش زي ما انتِ فاهمه خالص
بتول بضيق:لا يا ماما انا صح بس انتِ بتقولي كدا
بيسان:لا طبعًا انتِ بتفكري غلط … يوم تكريم مودة هو حاول ياخد أجازه بس هما رفضوا عشان كان ماسك قضية مهمة هو حتى كان مضايق أوي عشان موفاش بوعده ليها وهو دلوقتي مكانش ضامن إذا كان هيحضر الفان داي ولا لا عشان الشغل فقرر ياخد أجازه اليوم دا من دلوقتي عشان لو موافقوش يعرفها عشان أتعلم من غلطه قبل كدا بس هما وافقوا وكان هييجي يتكلم مع مودة عشان عارف أنها أول ما تعرف هتزعل وعشان عارف أن مودة لسه زعلانه لحد دلوقتي ويفكر أزاي يصالحها ويعتذرلها … بابا مش وحش أوعوا تشوفوه وحش صدقوني بابا لو طال يجبلكوا نجمه من السما هيعمل كدا بس هو غصب عنه والله شغله دايمًا حاكم عليه وفكركوا إنه لما مبيعملش حاجه من اللي طلبتوها منه بيكون مبسوط بالعكس دا بيفضل زعلان طول الوقت عشان مقدرش يوفي بوعده أو يجبلكوا اللي كان نفسكوا فيه أو حتى يقضى يوم واحد معاكوا … متقوليش كدا تاني يا بتول بابا لو عرف هيزعل أوي دا روحه فيكوا وبيخاف عليكوا أوي وبيدور على مصلحتكوا دايمًا … ومتكرهوش أختكوا مهما حصل ملك طيبة أوي وبتحبكوا
مودة:غريبة
نظرت لها بيسان بينما قالت مودة:المفروض تقولي وتعملي عكس كدا
عقدت بيسان حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:مش فاهمه قصدك ايه
بتول:هي ملك مش بنتك صح
نظرت لها بيسان وقالت:هي اه مش بنتي بس مش معنى كدا أني أعاملها وحش واقسى عليها … زيها زيكوا بالظبط مفيش فرق بينكوا

 

مودة:مع أني أعرف أن مراة الأب بتكون قاسيه بس انتِ مش كدا
بيسان:مش كلنا زي بعض كلنا مختلفين وكلنا مليانين عيوب مفيش حد مفيهوش عيوب بس انا غير أي حد مش غرور ولا تكبر بس انا معرفش يعني ايه قسوة عشان انا متربية على الحنية والطيبة والدلع … مشوفتش القسوة من تيتا وجدو وانا صغيره عشان أكون قاسية ولو حتى كنت شوفت منهم قسوة فانا مش هكون زيهم … انا أتعلمت كتير أوي وانا صغيرة ومريت بحاجات كتير أوي وأتعلمت وعرفت يعني ايه رحمة ومودة … وملك أه مش من دمي بس انا بعاملها زيكوا بالظبط وزي ما بجيبلكوا بجبلها بحاول أعوضها عن مامتها … ملك أتحرمت من مامتها من لما كانت بيبي وبابا هو اللي رباها لوحده لوقت معين لحد ما انا ظهرت في حياتهم … في حاجات كتير أوي أنتوا متعرفوش عنها حاجه بس انا كل اللي عاوزه أقوله أنكوا تقربوا من ملك أكتر وتحتووها وتفضلوا جنبها وتحسسوها بحبكوا ليها متحسسوهاش أنها من أم وانتوا من أم تانيه ولا أنها يتيمة أم ونصيحة مني أوعوا في يوم تيجوا عليها عشان هي يتيمة وكسرة اليتيم وحشه أوي وعند ربنا حاجه كبيرة
بتول:واحنا نقرب منها أزاي
بيسان:عندك طرق كتير أوي خدوا رأيها في أي حاجه تخصكوا … شاركوها يومكوا أحكولها حصل ايه … وتقدورا تلجأولها وقت ما أكون مش موجوده أو مشغوله … وهنبقى نفرح ملك وبابا قريب ونروح نزور والده ملك ونجبلها ورد وندعيلها
مودة بتساؤل:أمتى ؟
نظرت لها بيسان وقالت:قريب الأسبوع الجاي أن شاء الله

 

حركت رأسها برفق فقالت بيسان:مش ناويين ننزل بقى ولا ايه بابا وجدو وتيتا مستنينكوا وجدو مش عايز ياكل من غيركوا ومستنيكوا
بتول بأبتسامه:هننزل
في الأسفل
كانوا يتناولون طعامهم بهدوء عدا ليل الذي كان ينتظرهن، لحظات ونزلت بيسان والفتاتان اللتان أقتربا من ليل وقبلانه من خده، نظر لهما ليل وقال بأبتسامه:ايه مش عايزين تاكلوا معايا ولا ايه
جلست الفتاتان وقالت بتول بأبتسامه:لا طبعًا يا جدو واحنا نقدر
اتسعت أبتسامه ليل وقال:أومال مش عايزه تنزلي ليه ملك بتقول إن ملكوش نفس ولا كان لازم بيسان تطلعلكوا يعني
ضحكتا الفتاتان بخفه وقالت مودة:لا خالص أحنا أول ما عرفنا أن حضرتك مستنينا ومش عايز تاكل من غيرنا نزلنا على طول
بتول بأبتسامه:نفسنا أتفتحت على طول
ضحك ليل بخفه وحرك رأسه بقله حيله وقال:طول عمرك لمضه
بتول ببراءة:انا يا جدو دا انا حتى غلبانه ومبتكلمش
بيسان بأبتسامه:أوي يا بريئة
نظرت بتول لليل وقالت بأبتسامه:متصدقهاش يا جدو انا طيبه
ليل بأبتسامه:ما انا عارف … ياريت بس نسمع صوتك شويه وانتِ بتتخانقي مع مودة
نظرت بتول لمودة التي نظرت لها بطرف عينها وقالت:مليش دعوة انتِ اللي صوتك عالي
ضحك ليل بخفه وقال:خلاص كلوا الأول وبعد كدا أتخانقوا زي ما أنتوا عايزين
بدأوا بتناول الطعام فنظر ليل لهم جميعًا حتى قال بتساؤل:أومال ليل فين ؟

 

نظرت لهُ كارما وقالت:في الشركة
عقد ليل حاجبيه وقال بتعجب:لحد دلوقتي !
باسم:كلمته قالي أنه لسه قدامه ساعه ونص ويخلص
ليل:دا عنده كلية الصبح هو بيستهبل
كارما:انا لسه كنت بتكلم مع باسم في الموضوع دا هييجي يسهر طول الليل عشان يذاكر
ليل بجدية:لما ييجي يا باسم خليه يجيلي عشان عايزُه
حرك باسم رأسه وقال:حاضر
بعد مرور الوقت
كانت لارين تجلس وهي تنظر أمامها بهدوء، أقتربت منها ملك وجلست بجانبها هي تقول:قاعدة لوحدك ليه
نظرت لها لارين وقالت:لا مفيش مش لاقيه حد أقعد معاه
ملك بأبتسامه:أومال انا ومِسك والبنات روحنا فين
لارين:كل واحد مشغول فمحبتش أكون تقيله على حد
ملك:طب بقولك ايه تعالي نتكلم شويه في أي حاجه
لارين:ملك هو انا ممكن أسألك سؤال
ملك بهدوء:أسألي
لارين:هو انتِ يعني مبتفتقديش مامتك
تفاجئت ملك وعم الصمت المكان للحظات قبل أن تقول:أكيد مفتقداها يا لارين … انا اه مشوفتهاش عشان توفت بعد ما ولدتني على طول بس مفتقداها ووحشاني … بس تعرفي … بابا مكانش مأثر معايا في أي حاجه من بعد موتها حاول كتير أوي يعمل أي حاجه ترضيني ومتحسسنيش بغيابها … بس على قد كدا كنت لسه مفتقده جزء في حياتي يعني وقت ما تحصل معايا حاجه أجري عليها أترمي في حضنها أشتكلها … تطمني وتقولي كل حاجه هتكون كويسه … بس انا أتحرمت منها في وقت صعب أوي لو تعرف بابا أتكسر أزاي من بعدها هتتوجع أوي … انا كنت صغيره وبدأت أكبر ومفيش أم جنبي … جه وقت عليا يا لارين مكنتش عايزه أروح الحضانه عشان كلهم أمهاتهم بتروح تاخدهم وتطمن عليهم بس انا لا .. بابا كان على طول هو اللي بيروح ياخدني وجه وقت كلهم عرفوا أني معنديش أم وبدأوا يضايقوني ويجرحوني … جاتلي عقدة ساعتها ومرضتش أروح تاني

 

لارين بتساؤل:وعمو سيف لما عرف عمل ايه ؟
ملك:بابا لما عرف فضل جنبي ومسابنيش وقعد يطبطب عليا كتير ويقولي حقك عليا وأقنعني أروح الحضانه وقالي انا هتصرف معاهم وبعدها بفترة روحت تاني وهو قالهم أن ماما ميتة وساعتها الميس عرفت وعاقبتهم … بس المشكلة أن دي الحقيقة يا لارين يعني هتوجعني … تعرفي لو كانت توفت وانا كبيره يعني عندي خمس ست سنين كدا كانت هتبقى صعبه أوي … كنت هشوفها في كل حتة وكنت هتوجع أوي يمكن موتها في سني الصغير دا كان رحمة ليا عشان معشّ القهرة دي … بس هي وحشاني أوي يا لارين انا مشوفتهاش بس هي وحشاني ونفسي على الأقل أشوفها في الحلم انا بعمل كل حاجه عشان تجيلي بس هي مش عايزاني أشوفها
أعتدلت لارين بجلستها وربتت على ظهرها بمواساة وقالت بتأثر ودموع:انا حاسه بيكي والله يا ملك وعارفه أنه مش سهل على الواحد إنه يعيش من غير أم … بس انا عايزه أقولك أن عمتو بيسان طيبة أوي وغلبانة وبتحبك أوي وعشان كدا عمو سيف حبها وأتجوزها وخلاها مامتك التانيه … ربنا بيعوض يا ملك وهي أكيد شيفاكي وحاسه بيكي وزعلانه عشان شيفاكي بالحاله دي … ومش شرط تجيلك أكيد بتيجي لعمو سيف وبتوصيه عليكي يمكن انتِ أقرب ليه من مودة وبتول وبيعزّك أوي وبيخاف عليكي … يعني معاكي أب فيه حنية الدُنيا كلها
تحدثت ملك بدموع وصوتٍ باكِ قائله:انا عارفه كل دا وعارفه أن ماما كويسه وعمرها ما فرقت بيني وبين مودة وبتول بس ساعات يا لارين بحس أنها مأثره معايا في حاجه .. بيجيلي وجع وحش أوي مبقدرش أوصفه وبتجيلي نوبة عياط وحشه ببقى عايزه أخرجها برضوا مبعرفش … عارفه زي اللي شافت حاجه وجعتها أوي وخايفه تطلع وجعها وفي نفس الوقت لو طلعته هيجرالها حاجه … عارفه لما تبقي ميته في الحالتين ومش عارفه تعملي ايه

 

سقطت دموعها ومعها سقطت دموع لارين وهي تنظر لها وقد ألمها صوتها كثيرًا، تحدثت ملك وقالت ببكاء:انا مش عارفه أعيش … انا لما بييجي مناسبة زي عيد الأم بتوجع وبعيش أسوء فترة في حياتي … لما بسمع أغنية ست الحبايب يا حبيبة والاقي كل واحد داخل لمامته بهدية شكل … اللي جايبلها وردة واللي جايبلها طرحة وعباية بتقهر أوي من جوايا يا لارين كلهم بيدخلوا على أمهاتهم البيوت وانا بدخلها التُرب … بدخلها بباقة ورد أحمر بابا قالي إنها كانت بتحبه أوي بروحلها بيه ووالله يا لارين بجيب الغالي عشان هي تستحقه وبقعد قدام قبرها وأحط الورد وأبص للقبر وكأني شيفاها قدام عنيا وأقعد أتكلم معاها كتير … بابا كان يقعد معايا ويقولي أنها كانت أسم على مُسمى نسمة وهي فعلًا نسمة … بيقعد يحكيلي عنها وقد ايه كانت حنينة وطيبة ومفيش منها أتنين … بابا قالي جُملة في مرة من المرات وجعتني أوي زي ما بتوجعه … قالي ماتت ومع موتها ماتت كل حاجه حلوه في عيني … قالي خدت كل الحلو ومشيت خدت روحي وسابتني جسد عايش على الأرض من غير روح … بابا كان بيعشقها مش بس بيحبها … كل ما يقعد معايا ويكلمني عليها يقولي عارفه انا حاسس بأيه دلوقتي … انا حاسس بيها حوالينا … حاسس بيها الجو بقى رطب كدا وكأنك شغلتي التكييف … بيقولي نسمة قاعدة معانا دلوقتي يا ملك وسمعانا وأكيد مبسوطة عشان منستهاش وفاكرها وعايش على ذكراها … بيقولي انا عمري ما زعلت على حد قد ما زعلت أنها سابتني ومشيت … بيقولي وجعتني أوي يا ملك وانا مستاهلش منها الوجع دا انا كنت لسه إمبارح بنخطط لحياتنا ومستقبلنا وبنجهز كل حاجه عشان نستقبلك … فجأه الفرحة تتقلب لعياط وحزن وبدل ما كانوا هيغنوا ويفرحوا وتشيلني وتضحك بقى هو اللي شايلني وبيعيط

 

وضعت لارين يدها على فمها وهي تنطر لها وتبكي بشدة فلم تتحمل وعانقتها وربتت على ظهرها بمواساه وهي تبكي بأحضانها، ربتت لارين على ظهرها بحنان وهي تقول ببكاء:في الجنة صدقيني يا ملك … هي في مكان أحلى من هنا بكتير وشيفاكي وحاسه بيكي … انا أتوجعتلك والله العظيم
سقطت دموع ملك أكثر وشعرت بالألم الذي يأتي عندما تتذكر والدتها ويُسيطر على قلبها لوقتٍ طويل حتى تعود للنسيان مره أخرى، ولكنها في الواقع لا تستطيع النسيان ففراق الأم ليس بالهين على الإنسان تحمله مهما كان قوي
على الجهة الأخرى
كانت مِسك جالسة وهي تنظر للحاسوب الخاص بها حتى رأت رسالة من لارين، أخذّت هاتفها ونظرت للرسالة التي كانت تقول بها “لو فاضية تعالي الجنينة الأمامية ملك حالتها وحشه أوي ومش مبطلة عياط ولا انا قادره أواسيها”
نظرت مِسك أمامها بهدوء وهي تُفكر فيما جعلها بهذه الحالة التي أخبرتها بها لارين ولكنها أستفاقت من دوامة أفكارها وأغلقت الحاسوب وأخذته ونهضت متجهه لهما
في غرفة هادئة
تجلس رهف على الفراش وهي تضم قدميها لصدّرها وتنظر أمامها بهدوء، عدة طرقات على الباب سمحت رهف للطارق بالدلوف ولم تكن سوى والدتها التي دلفت وأغلقت الباب خلفها وأقتربت منها بهدوء وجلست على الفراش أمامها وهي تنظر لها بينما نظرت لها رهف دون أن تتحدث، أخذت زينة نفسًا عميقًا ثم زفرته بهدوء وقالت بصوتٍ هادئ:في ايه يا رهف .. قاعده لوحدك ليه وساكته
نظرت لها رهف وقالت:لما يكون ليا مكان وسطكوا هبقى أقعد معاكوا
تفاجئت زينة من حديثها وعقدت حاجبيها وقالت بتعجب:مكان وسطنا !

 

حركت رهف رأسها برفق وقالت:اه ايه أتفاجئتي ليه … هي مش رهف عيلة برضوا وميتاخدش بكلامها
زينة بذهول:ايه اللي بتقوليه دا مين قالك كدا
رهف بأندفاع:تصرفاتكوا اللي بتقول كدا … كل واحد ليه رأي بيقوله بيتاخد بيه ييجي الدور على رهف لا طبعًا انتِ عيلة صغيرة ملكيش دعوه إنما ليه دعوه تقوى، علي، ليل، حُذيفة، ملك، لارين، مِسك
زينة:بس انا مليش دعوة بحد .. انا ليا دعوة بولادي
أعتدلت رهف بجلستها وقالت بضيق:وتقوى دي ايه مش بنتك برضوا مش أصغر مني بتلات سنين ولا تقوى في نظرك مش عيلة وانا أختها الكبيرة اللي عيلة … رّدي عليا فهميني ليه محسساني إني عيلة صغيرة وهبلة ليه محسساني أني في حضانه بتتعاملي مع واحده بتتعلم تقول بابا وماما
نظرت لها زينة بهدوء وكانت رهف تنظر لها بضيق شديد، تحدثت زينة بهدوء عكس ما يدور بداخلها وقالت:عشان خايفة عليكي يا رهف … عشان مش عايزه أخليكي تاخدي قرارات طايشة انتِ شيفاها صح وانا مش شيفاها كدا … انا مش عايشة من ايام الهكسوس عشان انا عارفه إنك هتقولي أن تفكيري قديم بس هو مش كدا .. انا مليش دعوة بحد انا ليا علاقة ببناتي … عايزه أشوفكوا حاجه كويسه .. خايفه عليكي مش تحكُم وبعامل عيلة صغيرة زي ما انتِ بتقولي كدا … انا عيزاكي تفهمي إني ليا وجهة نظر انتِ مش قادرة تفهميها … انا مش شيفاكي عيلة صغيرة زي ما انتِ بتقولي انا شيفاكي عاقلة وكبيرة بس انتِ لسه صغيرة برضوا يعني ودا مش معايا بس دا كلهم شايفين عيالهم صغيره مهما تكبروا هتفضلوا عيال صغيرة في نظرنا … يا رهف انا نفسي أشوفكوا حاجه حلوه وكويسين محدش يضحك عليكوا … بكرا لما تجربي وتمُري هتعرفي أن انا كان عندي حق وهتقولي انتِ كان عندك حق يا ماما … وجهه نظر الأم عمرها ما تخيب وبكرا تشوفي … وشكرًا يا رهف على كلامك

 

جاءت كي تنهض وتخرج منعتها يدّ رهف التي أمسكت بيدها تمنعها من النهوض، نظرت لها زينة وجلست مره أخرى بينما نظرت لها رهف وقالت بهدوء:انا أسفة حقك عليا
نظرت لها زينة بعتاب بينما قالت رهف بندم:انا مكانش ينفع أقول كدا حقك عليا … انا بس عشان شايفه كل اللي حواليا بيتعاملوا على أنهم كُبار وانا الوحيدة اللي حاسه نفسي عيله وسطهم .. متزعليش مني أنا أسفه
تحدثت زينة وقالت:مش كلنا واحد يا رهف … كل واحد ليه طبعه وشخصيته وأخلاقه اللي بتميزّه عن التاني مش كلنا زي بعض هو كبير وفاهم غيره مش زيه … انا بشّد عشان أطلع شخصية كويسه وواثقه من نفسها يعني في حاجات شيفاها غلط هصححهالك عشان انا أمك ودا واجب عليا أني أنصحك عشان خايفه عليكي … المشكلة إنك مش أم فمش هتحسي باللي انا بحس بيه لما تكبري وتتجوزي وتخلفي وتخافي على أبنك أو بنتك هتعرفي انا كان قصدي ايه كويس وهتقولي أني كان عندي حق
أبتلعت رهف تلك الغصه وقالت:انا عارفه دا كويس وفاهمه وجهه نظرك … انا اللي أتعصبت زيادة عن اللزوم وأضايقت … من حقك تعملي اللي انتِ عوزاه انا يمكن لسه موصلتش للنضج المطلوب واللي يسمحلي أتعامل لوحدي وأخدّ قراراتي لوحدي
زفرت زينة بهدوء وقالت:هعديهالك يا رهف .. بس لو أتكررت تاني
أردفت بالأخيرة بتحذير فقالت رهف:لا أخر مرة ومش هتتكرر تاني والله
نظرت لها زينة وقالت بهدوء:ماشي
أبتسمت رهف وعانقتها قائلة:انا بحبك أوي يا ماما
زينة ببرود:لا مش هتصالح
نظرت لها رهف وقالت بأبتسامه:لا هتتصالحي
زينة بأستفزاز:لا
ضحكت رهف وطبعت قُبلة على خدها وقالت:لا هتتصالحي أراهنك أنك أتصالحتي أصلًا بس بتتقلي
نظرت لها زينة بذهول قائلة:انا

 

حركت رهف رأسها وهي تنظر لها بطرف عينها وبأبتسامه جانبيه فأمسكت زينة الوساده وضربتها بها وهي تقول بتوعد:انا هوريكي دلوقتي التُقل اللي على أصوله يا بنت خالد
ضحكت رهف وهي تحاول تفادي ضرباتها
في غرفة أحمد
كان أحمد جالسًا وهو يتحدث بالهاتف مع صديقه حتى دلفت مريم وأغلقت الباب خلفها واقتربت منه تحت نظراته المصوبة تجاهها، جلست بجانبه ونظرت لهُ بمرح وهو يتحدث حتى أنهى حديثه مع صديقه وأغلق الهاتف ونظر لها وقال بأبتسامه:قعدتك مش مريحاني
أبتسمت مريم وقالت:أحمد
همهم أحمد وهو ينظر أمامه وهو يعلم ماذا تُريد فسمعها وهي تقول برقه:هي فين
نظر لها وقال:هو أحمد تخصص شيكولاته يعني مفيش في مره تدخلي عليا مثلًا انتِ اللي جيبالي يعني مفيش تقدير خالص
حركت رأسها نافية وهي تقول:تؤ تؤ انتَ تجيبلي
حرك رأسه برفق وهو يعلم بأنه لن ينتهي أن دلف في نقاش معها فنهض بهدوء وأقترب من مكتبه وفتح حقيبته الموضوعه عليه وأخرج الشيكولاتة والعصير واغلقها مره أخرى وعاد لها من جديد ومدّ يده لها بهما وهو يقول:أتفضلي يا ستي جبت الميكس من نفسي يكش يطمر
سعدت مريم كثيرًا وأخذتهم منه وهي تنظر لهُ بفرحة دون أن تتحدث، ولكنها نهضت وعانقته بحب وهي تقول:شكرًا أوي يا أحمد انا بحبك أوي عشان انتَ حنين عليا وبتجبلي الحاجه اللي بحبها حتى لو مطلبتش منك
أبتسم أحمد وقال:طب ما انتِ بتعرفي تقولي كلام حلو أهو أومال عملالي فيها خارسه ليه
ضحكت مريم ورفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت بأبتسامه:لا انا برخم عليك مش أكتر
نظر لها وأحتل العبوس وجهه فضحكت هي وقالت:بهزر برخم عليك
نظر لها بضيق وقال وهو يُبعدها عنه:أوعي يا مريم دا انتِ بارده
مريم بضحك:بحب أرخم عليك يا أحمد مالك قفوش كدا ليه

 

أحمد:لا يا ستي مترخميش عليا يلا روحي نامي مش خدتي حاجتك
مريم:انتَ بتطردني يا ابو حميد بقى دي أخرتها
أحمد:يا ستي يلا هو انا طردتك من ايه يعني يلا
مريم:ماشي يا أحمد براحتك يا رخم
تركته وخرجت بينما نظر هو لأثرها وقال:ولية أستغلالية صحيح
عاد وأستلقى على الفراش مره أخرى بهدوء وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وهو ينظر لسقف الغرفة بهدوء
مر الوقت حتى دقت الساعة الحادية عشر والنصف
دلف ليل في هذا الوقت المُتأخر إلى القصر وأغلق الباب خلفه وسار بهدوء وعندما جاء كي يصعد لغرفته أوقفه صوت ليل الذي قال:حمدلله على السلامة
وقف ليل مكانه وألتفت إليه بهدوء وقال:الله يسلمك يا جدو
وقف ليل وهو ينظر لساعة يده ثم نظر لهُ وقال:مش متأخر شوية ولا انا بيتهيقلي
نظر ليل “حفيده” لساعة يده وقال:غصب عني
تحدث ليل وهو ينظر لهُ قائلًا:تعالى عشان عايز أتكلم معاك شويه
تحرك ليل للمكتب بينما مسح ليل “حفيده” على وجهه ثم سار خلفه بهدوء، دلف ليل “حفيده” وأغلق الباب خلفه بهدوء واقترب من المكتب وجلس أمامه على المقعد ونظر لجده الذي استند بمرفقيه على سطح المكتب ونظر لهُ وقال:الشغل أخباره ايه
ليل “الحفيد”:كويس الحمد لله ماشي كويس

 

ليل:مفيش أي مشكله كدا أو كدا
ليل “الحفيد”:لا الحمد لله كله زي الفل هو بس الموظفين رخمين شويه
نظر لهُ ليل وقال بهدوء:رخمين ولا انتَ اللي مش عارف تتعامل معاهم
أبتسم ليل “الحفيد” وقال بسخريه:لا طبعًا يا جدو … هما اللي رخمين أكيد العيب مش فيا يعني
حرك ليل رأسه برفق وقد فهم رأسه، أمسك بالقلم وهو يلعب بهِ وعم الصمت المكان للحظات قبل أن يقول ليل:تمام هبقى أشوف انا الحكاية دي … المهم انا جايبك عشان أتكلم معاك في حاجه تانيه خالص
نظر لهُ ليل “الحفيد” وقال بتعجب:حاجه ايه دي !
نظر لهُ ليل وقال:حالك دا مش عاجبني
عقد هو حاجبيه بتعجب وقال:أزاي يعني !
ليل:يعني موضوع أنك تنزل الشركة جنب كُليتك دا مش عاجبني
ليل “الحفيد”:ايوه بس انا مرتاح يا جدو كدا
ليل بجدية:وانا مش عاجبني الوضع دا يا ليل
زفر ليل “الحفيد” وقال:جدو هو بابا وماما اللي قالولك تتكلم معايا
ليل:ولو حتى هما مقالوش انا كنت هتكلم لأن وضعك دا مضايقني
زفر ليل “الحفيد” وقال:بس انا مرتاح كدا وهكمل على كدا
ليل بجديه:مش بمزاجك يا ليل انا هنا اللي أقول ايه اللي يحصل وايه اللي ميحصلش
ليل “الحفيد”:وايه اللي المفروض يحصل يا جدو بقى
ليل:أنك تبطل تنزل الشركة وتنتبه لدراستك
ليل “الحفيد” بعدم رضا:لا طبعًا مستحيل
ليل بحده:وانا مباخدش رأيك يا ليل اللي أقوله يتنفذ بدون نقاش كتير
ليل “الحفيد” بهدوء:يا جدو صدقني مش هقدر انا خدت على نزولي الشركة مش هقدر
ليل:لا هتقدر .. زي ما قدرت تهمل مذاكرتك ومستقبلك
ليل “الحفيد”:بس انا مأثرتش عشان تمنعني
ليل بجديه:لا بتأثر بس في حق صحتك … خلص دراستك وبعدها هسمحلك بالنزول غير كدا أسف … فاضلك ترم وتخلص دراسه طول الترم دا ملمحش خيالك في الشركة وانا كلمتي سيف
زفر ليل “الحفيد” بضيق وعدم رضا ولم يتحدث فهو يعلم بأن حديث جده كالسيف لا نقاش فيه ولذلك أضطر إلى الصمت وهو يشعر بالضيق وعدم الرضا تحت نظرات ليل الذي كان ينظر لهُ بهدوء ويعلم جيدًا كيف سيتعامل معه
في الصباح الباكر

 

كانت روزي تسير في الحديقة وهي تضع الحقيبة على ظهرها وذاهبة لجامعتها، أوقفها صوت عُدي الذي قال:روزي
توقفت روزي وألتفت إليه تنظر لهُ فأقترب منها وقال:صباح الخير
روزي بهدوء:صباح النور يا بابا
عُدي:هتروحي برضوا
حركت رأسها برفق وهي تقول:مش عايزه أضيع حاجه مني
عُدي بهدوء:ماشي يا حبيبتي المهم أنك تاخدي بالك من نفسك وتفطري عشان متتعبيش
حركت رأسها برفق وهي تقول بطاعة:حاضر
فرد عُدي ذراعيه وقال بأبتسامه:طب مفيش حضن ولا ايه
أبتسمت روزي واقتربت منه وعانقته بحب فضمها عُدي وطبع قُبلة على رأسها وقال بهدوء:لسه زعلانه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ قائله:لا
نظر لعينيها وقال:بتكدبي عليا ها
حركت رأسها برفق وهي تبتسم قائله:لا طبعًا انا بس مضايقه عشان مذاكرتش إمبارح
ربت على ظهرها بحنان وقال:خير أن شاء الله يا حبيبتي متزعليش نفسك عوضي النهارده
حركت رأسها برفق وقالت:عاوز حاجه
حرك رأسه نافيًا وقال:عاوز سلامتك يا حبيبتي
نظرت لهُ ولم تتحدث فمدّ يده ورفع نقابها قائلًا بأبتسامه ومرح:طب مبتضحكيش ليه لا انا كدا مش هخليكي تمشي والزعل هيتضاعف
أبتسمت روزي فطبع قُبلة على جبينها وأنزل نقابها مره أخرى وقال:لو أحتاجتي حاجه كلميني وهتلاقيني عندك في أسرع وقت
حركت رأسها برفق وقالت:حاضر … عن أذنك
سمح لها عُدي بالذهاب ونظر لها للحظات ثم سار خلفها، اقتربت من سعيد ونظرت للأرض وقالت بهدوء:صباح الخير يا سعيد
ألتفت سعيد لها وقال بأبتسامه:صباح النور يا روزي
كانت ستتحدث ولكن سبقها عُدي الذي قال:صباح الخير يا سعيد
أبتسم سعيد “حفيد حافظ” وقال:صباح النور
عُدي:معلش ممكن توصل روزي جامعتها
سعيد بوِد:طبعًا يا عمي

 

عُدي بأبتسامه:تسلم يا سعيد
أشار لها سعيد وقال:أتفضلي
نظرت روزي لعُدي ثم فتحت باب السيارة وجلست بالخلف وأغلقت الباب خلفها بينما جلس سعيد بمقعد السائق وأدار السيارة، فتحت النافذه بهدوء ونظرت للخارج بينما أقترب عُدي من نافذه سعيد ووقف ينظر لهُ قائلًا بأبتسامه ومرّح:عارف يا سعيد لو عاكست روزي ولا أديت نظره كدا ولا كدا هعمل فيك ايه
ضحك سعيد وأبتسمت روزي بخجل أسفل نقابها، تحدث سعيد بعدما نظر لهُ وقال:لا يا عم عُدي مقدرش طبعًا نقابها ليه أحترامه برضوا
عُدي بخبث:دا على أساس إنها لو مكانتش منتقبة كنت عاكستها عادي
نفى سعيد سريعًا وقال بضحك:لا خالص والله مقدرش
ضحك عُدي وربت على كتفه وقال:بهزر معاك
أبتسم سعيد فتركه عُدي واقترب من نافذه روزي ونظر لها وقال بأبتسامه:أول ما توصلي بالسلامة أن شاء الله تطمنيني ولو حسيتي بأي تعب لقدر الله ليل هيكون موجود النهارده في الجامعة ونفس الكلام برضوا لو حد فكر يضايقك تاني … أتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تقول:أتفقنا
أبتسم عُدي ونظر لسعيد وقال:يلا يا سعيد متأخرش البت بدل ما أأخرك انا عن اللي في بالي بالك
ضحك سعيد وقال:عنيا حاضر
تحرك سعيد بعدما سمى الله وأشار لعُدي ثم خرج من القصر بعدما فتح لهُ الحرس الباب وذهب تحت نظرات عُدي، زفر بهدوء ودلف للقصر من جديد، بينما كان سعيد يسير بهدوء وهو ينظر للطريق وروزي تجلس خلفه وهي شارده
على الجهة الأخرى
خرج ليل وهو يحمل حقيبته على كتفه واتجه لسيارته بهدوء وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق، أغلق الباب خلفه ووضع حقيبته على المقعد المجاور ووضع حزام الأمان وأدار سيارته وأرتدي نظارته وتحرك بهدوء وخرج من القصر بعدما فتح لهُ الحرس الباب مره أخرى، سمع صوت رنين هاتفه يعلنه عن أتصال من صديقه “كريم” فوضع سماعات الأذن “الأيربودز” وأجاب عليه قائلًا:أيوه يا كريم
كريم:صباح الخير
ليل بهدوء:صباح النور

 

كريم:فينك كدا
ليل:لسه متحرك من البيت وانتَ
كريم:نفس الحوار … طب انتَ قدامك قد ايه
نظر ليل لساعه يده وقال بعدما عاود النظر للطريق:ساعه وربع كدا
كريم:الطريق ساعتين يا باشا
أبتسم ليل بجانبيه فقال كريم بتذكر:اه صح نسيت إنك بتطير بالعربية … طب بقولك ايه كلمت جرجس
ليل بهدوء:لسه هكلمه بعد ما أخلص معاك
كريم:حلو قوله كريم بيقولك مش هيسيبك
ضحك ليل بخفه وقال:مش هتبطلوا مناقرة في بعض
كريم:وربنا أبدًا قوله بقى هات علبة الجبنة القديمة عشان لو جه من غيرها هنفخه وافرج عليه الجامعة
ضحك ليل وقال:طب أستنى خليك معايا ثوانِ
نظر ليل للهاتف بأبتسامه للحظات قبل أن يقول:صباح الخير يا معلم
جرجس:يا صباح التفاؤل عامل ايه يا صاحبي
ليل بأبتسامه:فل يا صاحبي بقولك ايه
جرجس:قول
ليل:في واحد كدا عايز يصفي حسابه معاك
عقد جرجس حاجبيه وقال بتعجب:مين دا !
كريم:انا يا قلب أمك
جرجس:صباح القرف
كريم:صباح الزفت
ليل بأبتسامه:ايه يا رجاله مش كدا

 

جرجس:ما تقوله هو أبو بوز دا
كريم:والله طب وربنا لما أشوفك يا جرجس كلها ساعتين ولو مجبتش الجبنة القديمة معاك هقطع وشك
جرجس:شوف البجاحه … طب مش هتمدّ أيدك فيها يا كريم
كريم:وربنا لاكلها
جرجس:مش هتمدّ أيدك فيها بقول
كريم:ما تحضرنا يا عم ليل
ضحك ليل بخفه وقال:نوصل وهنتناقش وهحضركوا حاضر
كريم:تمام … هستناكوا
أغلق معهما وقال ليل:قدامك قد ايه يا جرجس
جرجس:ساعه
ليل:وانا كمان … نتقابل في الجامعة
أغلق معه ووضع ليل الهاتف أمامه وسار بسرعه وهو ينظر أمامه بهدوء
في القصر
أقترب سيف من الفتاتان بهدوء بينما كانت بتول تتحدث مع مودة وتتشاجر معها بمرح على الحاسوب، نظر لهما ثم جلس بهدوء وهو يقول:بتتخانقوا ليه
نظرت لهُ كلًا منهما وقالت بتول:مش بنتخانق بنهزر مع بعض
تحدث سيف بهدوء وقال:حسيت أنكوا زعلانين مني … صح
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض ثم لهُ بينما قال هو بهدوء:حقكوا عليا لو كنت مأثر من ناحيتكوا
نظرت مودة لبتول التي نظرت لها ثم قالت بهدوء:عادي يا بابا إحنا مش زعلانين ولا حاجه بالعكس
سيف بأبتسامه خفيفه:عليا انا برضوا الكلام دا يا مودة … زعلكوا باين في عنيكوا ونبره صوتكوا وانتوا بتتكلموا معايا
بتول:بصراحة يا بابا هو أحنا كنا زعلانين منك فعلًا بس دلوقتي مش زعلانين عشان عرفنا السبب خلاص
نظر لهما سيف وقال:انا أسف مش عيب ولا غلط أن الأب يعتذر من ولاده ويعترف بغلطه بالعكس … دا كدا بيكبر في نظرهم أكتر ودي حاجه أظنّ تفرحكوا
مودة:أكيد يا بابا وبعدين إحنا طالما عرفنا السبب فخلاص
نظر لها سيف وقال:زعلك مني أكبر من أي حاجه … ودا مخليني مش عارف أعمل حاجه ومتكتف … مش عارف أراضيكي أزاي وأعتذر عن عدم وجودي معاكي في يوم كان مهم بالنسبالك وهيفرق معاكي أوي بس انا مكانش في أيدي انا حاولت كتير بس فشلت في الأخر وحاسس بالندم وتأنيب الضمير عشان بفضّل واحده عن التانيه ودا والله العظيم مش صح انا بحبكوا كلكوا وكلكوا عندي واحد مبفرقش بين ملك وبينكوا أنتوا في الأخر بناتي وحتة مني بعيدًا عن أن ملك من أم وأنتوا من أم أنتوا في الأخر أخوات ولازم تخافوا على بعض وتحبوا بعض … انا مكنتش عاوز أروح مع ملك عشان خاطرك يا مودة بس هي عماله تزن عليا وانا مش عاوز عشان مقدر مشاعرك وحزنك ساعتها بس صدقيني مش بأيدي حاجه أعملها حقك عليا انا أسف متزعليش مني

 

نهضت مودة وأقتربت منه وجلست بجانبه ثم أحتضنته وقالت بهدوء:مين قالك إني زعلانه … بالعكس انا مبسوطه عشان هتكون جنبها هي محتاجالك أوي في اليوم دا خليك جنبها يا بابا ومتسبهاش .. ولو عليا انا مش زعلانه أصلًا بالعكس انا مبسوطه عشان هتكون جنبها وهي هتكون مبسوطه … أهم حاجه راحتها دلوقتي
ضمها سيف لأحضانه بقوه وتجمعت الدموع بعيناه فهو يعلم بأنها حزينه وبشدة ولكنها تتظاهر بالثبات والهدوء واللامبالاة، طبع قُبلة على رأسها وهو يُربت على ظهرها بحنان وهو يشعر بتأنيب الضمير ويشعر أيضًا بأنه يظلم هذه ويُفضل هذه عن الأخرى، أقتربت منهما بتول ووقفت أمام سيف وهي تعقد يديها أمام صدرها وتقول بعدم رضا:طب واشمعنى انا بقى ولا عشان انا الصغيره يعني
نظر لها سيف وأبتسم ومدّ يده لها وجذبها لأحضانه وأصبح يحتضن الفتاتان بحنان وهن يبادلانه عناقه بحب وحنان، طبع قُبلة على رأس مودة وكذلك بتول وهو يقول:مش عايز واحده فيكوا تكون زعلانه مني في حاجه مهما كانت ايه هي
تحدثت بتول وقالت:انا عن نفسي مش زعلانه
نظر سيف لمودة التي أبتسمت وقالت:ولا انا
أبتسم سيف ونظر لهما وقال:بجد ولا بتضحكوا عليا
تحدثت كلًا من بتول ومودة في آنٍ واحد قائلتين:لا بجد
أبتسم سيف وطبع قُبلة على رأسهما وقال:ربنا يخليكوا ليا يا حبايبي
نظرت لهُ بتول وطبعت قُبلة على خده وقالت بأبتسامه:ويخليك لينا يا أحلى أب في الدنيا
أتسعت أبتسامه سيف وعانقهما أكثر وهو يشعر بالرضا لأنه أستطاع إرضاءهما في النهاية

 

في الجامعة
وصلت روزي ونزلت من السيارة بهدوء وأغلقت الباب خلفها وقالت وهي تنظر بعيدًا:شكرًا يا سعيد
أبتسم سعيد وقال:العفو
تركته روزي ودلفت جامعتها بهدوء دون أن تنظر لأحد بينما تحرك سعيد في نفس الوقت الذي وصل فيه ليل ولمحه، توقف ليل وهو ينظر لهُ ثم نظر للداخل ورأى روزي تسير بهدوء، شرد للحظات ثم تحرك ليقوم بصف سيارته بهدوء
في الداخل
كان أحمد جالسًا بهدوء وهو ينظر بكتابه والقلم بيده يُخطط على العبارات الهامة، أقترب علي منه وجلس أمامه على المقعد وهو يقول:صباح الخير يا مجتهد يا مخترع الذرة
نظر لهُ أحمد وقال:صباح النور يا فاشل
علي:فاشل في عينك قليل الأدب مش محترم
قطم قطعه من الساندوتش الذي يُمسكه ونظر لأحمد الذي نظر لهُ نظره ذات معنى وقال:أتلم عشان منزعلش من بعض
أبتسم علي وقال:مذاكر ولا
أحمد:طبعًا يا ابني
علي:أشطا عشان هتغششني
نظر لهُ أحمد وقال:عند الحاجة الوالده أن شاء الله
علي:مش هتغشش صاحبك وإبن عمك

 

حرك أحمد رأسه نافيًا وهو يقول:لا
علي:راعي أن بينا صلة رحم طيب
أحمد بعِناد:برضوا لا
علي:يارب تنسي يا أحمد يا ابن عمر وحبيبه يارب
نظر لهُ أحمد وقال:يارب متستجبش دعوته … عيل حقودي صحيح
ضحك علي بخفه وقال:بهزر يا واد مذاكر دا فسيولوجي انتَ عبيط
تحدث أحمد وهو ينظر للكتاب قائلًا:جدع
نظر علي خلفه ورأى ليل يسير بغرور وهو يرتدي نظارته الشمسية وبنطال من الچينس أسود وتيشيرت أبيض فوقه چاكت أسود وأكمامه بيضاء وأسورته تحمل اللونين في شكل خطوط ويرتدي ساعه سوداء أنيقه وحذاء أبيض ويحمل وسامه جده وخصلاته الساقطه على جبينه التي قد ورثهن عن جده ويحمل لحية خفيفه وشارب خفيف أيضًا، يضع الحقيبه على كتفه الأيسر ويسير بغرور فنظر علي لأحمد وقال:المغرور وصل
رفع أحمد رأسه لينظر لعلي الذي نظر لليل ثم نظر لهُ أيضًا وهو يراه يسير تجاه الكافيه الخاص بالجامعة، نظر علي لأحمد بأبتسامه جانبيه وتهكم وسمعا ذلك الشاب الجالس على المقعد الموضوع بالقرب منهما وهو يقول:كاريزما الجامعة وصل شوفتوه
تحدث الشاب الآخر وقال:دا مغرور يا عم شايف نفسه أوي كأنه هو الوحيد اللي جامد هنا
أردف الشاب وقال:من حقه بصراحه دا حفيد اللواء يا ابني هو زينا
الشاب الآخر:من تواضع لله رفعه يا عم
لاحظ الشاب نظرات أحمد وعلي فنظر لهما وأبتسم قائلًا:صح
حركا رأسهما برفق وأبتسامه بينما نظر الشاب لصديقه وقال:شوفت
تحدث أحمد وهو ينظر لهُ قائلًا بأبتسامه:دا قريبي على فكرة
تفاجئ الشابان كثيرًا وشعرا بالإحراج ولم يستطيعا أن يتفوهان بحرفٍ واحد فتحدث أحمد وقال بأبتسامه:بس أنتوا عندكوا حق برضوا يعني محصلش حاجه دي حقيقه إحنا بنتكلم عليه أصلًا أنتوا مش هتتكلموا عليه يعني
الشاب بحرج:كسفتني والله
أبتسم أحمد وقال:ولا كسوف ولا حاجه يا عم حصل خير
نظر الشاب لعلي وقال:وانتَ تقربله ايه

 

علي:لا بُص متسألنيش في حتت القرابة دي عشان مش هعرف أشرحلك
الشاب بأبتسامه:قول وانا هفهمك
علي:بُص هو بابا يبقى إبن عم مامته ومامته تبقى بنت عمه برضوا والله العظيم ما عارف انا بقول ايه انا بتوه المهم أننا من أصل عيلة واحده وخلاص
ضحك ثلاثتهم وقال الشاب:بس أنتوا شكلكوا مش مغرورين زيه
أحمد:لا طبعًا
علي بصدمه:انتَ هتقارني بالمتكبر دا ؟!
ضحك الشاب وقال:شكلنا محدش فينا متقبله
أحمد:بُص هو مش حكاية مش متقبلينه حكاية أنه مغرور وشايف نفسه حبتين ومش سهل تتعامل معاه
علي:هو مش سهل من الآخر يعني بيستنيك تغلط بطريقه غير مباشره عشان يعلقك
الشاب:لا يا عم وعلى ايه خلينا في حالنا أحسن
أحمد بأبتسامه:بالمناسبة أسمك ايه
أبتسم الشاب قائلًا:إدوارد
أحمد بأبتسامه:عاشت الأسامي وانا أحمد
إدوارد بأبتسامه:أتشرفت بيك يا ابو حميد
نظر أحمد للشاب الآخر وقال بأبتسامه:وانتَ
أردف الآخر بأبتسامه خفيفه وقال:رامي
أحمد بأبتسامه:عاشت الأسامي يا رجاله
علي بأبتسامه:وانا علي
إدوار بأبتسامه:مبسوطين أننا أتعرفنا عليكوا شكلكوا لُطاف وبتحبوا الضحك

 

علي بأبتسامه:عندك حق أحنا كدا فعلًا
أحمد:تعالوا أقعدوا معانا
نهض كلًا منهما وجلسا معهما وبدأو يتحدثون سويًا
على الجهة الأخرى
وصل ليل للكافيه وأقترب من صديقاه وهو يقول بأبتسامه:صباح الخير
جلس وصافحهما بينما قال كريم:صباح النور يا معلم
جرجس:أتأخرت يا عم
ليل:الطريق يا جرجس والله
جرجس:مصدقك من غير حلفان يا قلب اخوك
كريم بأبتسامه:سُمعتك سبقاك يا معلم
ليل بأبتسامه:طول عُمري
ضحكوا بخفه ونظر ليل لها بعدما لفتت أنتباهه وتلاشت أبتسامته تدريجيًا وهو ينظر لها، كانت تجلس تحت الظل وتقرأ بمصحفها بهدوء وتضع حقيبتها على قدمها، ظل ليل ينظر لها حتى أخرجه من شروده كريم الذي قال:ايه يا عم هي شداك أوي كدا دا مش باين منها حاجه حتى

يتبع..

لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 6)

اترك رد