روايات

رواية ميراث نور الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم لينا بسيوني

رواية ميراث نور الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم لينا بسيوني

رواية ميراث نور البارت الثاني والثمانون

رواية ميراث نور الجزء الثاني والثمانون

رواية ميراث نور الحلقة الثانية والثمانون

” خيال الظل ”
أم مبروكة أنسحبت ونزلت تحت ومافضلش غير البرنجى اللى كان واقف مبتسم بينش على وشه بالمنشه بتاعته وهو بيقول :
يلا بينا ياناير أتأخرنا على الكازينو .
ماردتش عليه وقفلت الباب فى وشه .
خبط على الباب مارضتش أفتحله , أرتميت على السرير بهدوم الشغل اللى لسه مغيرتهاش , أتنفضت من مكانى لما افتكرت الظرف الأسود اللى سابه أبو بالطو أسود
على الترابيزة .
مسكت الظرف بفضول وفتحته.
لاقيت جواه ظرف تانى أبيض مقفول من كل النواحى وملوش مكان يتفتح منه .
حاولت أقطعه من الجنب , لكن أتفاجأت لما لاقيت ورق الظرف قوى جدا مبيتقطعش .
روحت جبت مقص وحاولت أقصه , ماتقصش !!
أتعصبت على الظرف ومسكته بأيدى الاتنين وحاولت بعزم ما فيا أقطعه من النص .
فضلت أعافر لحد ما حسيت بحاجة شكتنى فى صوباعى ،سن أبرة دقيق فى بطن الظرف!
صوباعى انجرح و نزلت نقط من دمى على الظرف فورقه داب بسهوله زى الورق العادى .
مسحت باقى دمى فى هدومى وفتحت الظرف من الحته اللى دابت .
لاقيت جواه ورقة قديمة لونها ذهبى مكتوب عليها كلمات باللغة العربية , الكلمات كانت حروفها ممسوحة مكنش واضح منها غير رقم .. ١٣٠٠ !!
وانا بحاول أقرأ الحروف الممسوحة , لمحت تعاويذ بتظهر على ورق الظرف مكان دمى !
عطست عطسة قوية بعدها عينى قفلت وأغمى عليا فترة !!
فوقت لاقيتنى نايم على الأرض , بصيت حواليا مالقتش لا الظرف ولا الورقة القديمة !!
حاولت أدرك اللى حصل , جمعت الخيوط فى دماغى فكلها وجهتنى
لحقيقة واحدة وهى
أن أبو بالطو أسود خدعنى !
كان هدفه من البداية أنجرح وأنا بفتح الظرف , خدرنى ودخل سرق عينة من دمى … أكيد محتاج دمى فى حاجة !! ياترى ايه هى ؟!
أتجننت وكبريائى وفضولى ماسبونيش أقبل بأن حد يخدعنى .
أستنيت لحد الليل وطلعت على نجع الشرفا اول ما وصلت اتلثمت وروحت على الكهف .
كنت ناوى أحرر نصير عشان يساعدنى فى معرفة الحقيقة , وقفت قدام الكهف ولسه هفتح ….
أفتكرت السيف اللى كنت لاقيته فى المقبرة .
سيف أصف أبن برخيا , قررت أنى أجرب السيف أفضل ما أحرر نصير وأرجع لنقطة الصفر من تانى ..
روحت المكان اللى مخبيه فيه , طلعت السيف و روحت حتة مقطوعة فى الصحراء .
رشقت السيف فى الرمل بشكل عمودى و تمتمت بالتعزيمات.
ناديت على خادم السيف فسمعت صوته بيشتكى كالعادة من حبسته فى السيف قطعت كلامه وقولتله :
مش وقته ياننح … أنا جايلك فى موضوع مهم , فيه ساحر خدعنى وخد عينه من دمى.
ضحك بسخرية وقالى بصوت غليظ ارتد صداه فى جبال الصحراء :
أيه ده !! هو فيه حد يقدر يخدع ناير !!
قولتله :
حصل ..ساحر لعب على فضولى وعنادى .. التفت حواليا و قولتله:
انت فين ؟!
خادم السيف ننح تجسد قدامى على شكل رجل ضخم أسود قالى وهو بيتاوب :
أحكى ..
حكيتله على اللى حصل معايا و اللى حكهولى أبو بالطو .
ننح أستمع بإنصات ,سكت شوية وقالى :
وأيه المطلوب منى ؟!
قولتله :
أنا عايز اتأكد هل الشخص ده فعلا كان يعرف جدى وهل فعلا روحه منسوخة ولا كان بيألف حكاية علشان ياخد دمى , ببساطة عايزك تورينى اللى حصل فى عصر المماليك مع جدى ؟
قالى :
أمممممم , وجدك ده كان فى عصر المماليك البحرية ولا المماليك البٌورجية ؟!
هرشت فى رأسى وقولتله :
لا معرفش ..
قالى :
يبقى مش هعرف اوصله , انت عارف فترة المماليك دى كام قرن !!! دى من سنة ١٢٥٠ ل ١٥١٧ اجيبلك اى جد فيهم ؟!
سرحت وانا بفكر , شوية وقولتله :
اتكل على الله و جرب ١٣٠٠ .
قالى :
هو اى رقم وخلاص .. اشمعنا يعنى سنة ١٣٠٠؟!
قولتله :
ده الرقم اللى شوفته على الورقة الذهبيىة قبل ما يغمى عليا ..
قالى :
عايز تجازف براحتك … أنت اللى هتحاسب !!.
قولتله بأستغراب :
هحاسب ازاى ؟
قالى :
اللى انت طالبه ده سحر قوى وهيسحب كتير من قوتك ودمك ..
قولتله :
مينفعش من غير دمى ؟!
قالى :
بالعقل كده , هعرف قصص أجدادك أزاى من غير اترهم , أثر أجدادك موجود فى دمك .
شمرت دراعى وقولتله :
عايز قد أيه ؟
قالى :
عايز كتير … علشان كده بقولك انت اللى هتحاسب .
مديت دراعى وقولتله :
أتفضل خد اللى أنت عايزه …
ننح مسك دراعى وشق جرح بالطول بضافره الطويل الحاد فسال الدم من دراعى .
ظهر فجأة فى ايد ننح التانية حاجة سودا شبه الاسفنجة فى حجم كف ايد .
حطها على الجرح فحسيتها بتسحب منى الدم .
الاسفنجة السوداء فضلت تكبر وتكبر وهى بتشفط من دمى لحد ما ظهر على سطحها تعزيمات بلون الدم.
ننح شال الاسفنجة وعصرها فسقطت دم رسم بيه دائرة كبيرة قدامى على الرمل ورسم جواها طلسم بدمى .
ننح وقف فى نص الدايرة وقالى :
تعالا .. نام
قولتله :
انام فين ؟!
قالى :
نام هنا فى نص الدايرة .
قولتله بتشكك :
اوعى تغدر بيا يا ننح !!
قالى :
الظاهر ان اللى خدعك عاملك عقدة .. أنت ناسى انى مقدرش اخون حامل السيف! .. تعالا نام يا ناير .
نمت على الطلسم فى نص الدايرة , ننح حط صوابعه على رأسى وقالى :
ركز تفكيرك على الحاجة اللى عايز تعرفها … أنت قولتلى أن فى كلمات مكنتش واضحة على الورقة الذهبية فكر فى انك عايز تعرف ايه المكتوب على الورقة وفى علاقة جدك بالساحر اللى جالك .. فهمتنى
هزتله رأسي بالتأكيد .
تمتم بتعزيمات فحسيت جسمى اتخشب و روحى بتتسحب , عينى لونها أتحول لأبيض , بعدها أغمى عليا .
فتحت عينى فشوفت نفسى فى شارع واسع ونضيف .
بصيت حواليا فشوفت مبانى وبيوت على الطراز المملوكى , أتمشيت فى الشارع وانا بتلفت حواليا يمين وشمال فشوفت يافطة خشبية مكتوب عليها حارة برجوان .
دخلت الحارة واللى كانت كلها عبارة عن دكاكاين بتبيع لحوم وزيوت وعطارة .
عديت ما بين الدكاكين و فضلت ماشى لحد ما شوفت ناس متجمعين قدام مسرح كبير , أطفال وستات وكبار بيدخلوا من باب المسرح اللى كان مزدحم جدا .
واحدة ست عدت قدامى وأخترقت جسدى كأنى مش موجود فعرفت أنى ماتنقلتش بجسدى المادى .
دخلت من باب المسرح فشوفت ناس قاعدين على الأرض وناس قاعدين على كراسى وكلهم مترصصين قدام منصة خشبية بيتعرض عليها عرض لخيال ظل ( أحد الفنون المشهورة وقتها ).
لفت نظرى أن اللى قاعدين على الكراسى فى ايديهم ورقة ذهبية شبه اللى لاقيتها فى الظرف , دققت النظر فى ورقة منهم فعرفت أنها زى بطاقة دخول للمسرح .
لفيت بعينى على اللى قاعدين لحد ما لفت نظرى شاب عينيه ألوانها مختلفة عن بعض , عين طبيعيه وعين حمرا ، قاعد على كرسى و جنبه حد يشبهنى فى الملامح تقريبا جدى .
قعدت ورا جدى وأبو عين حمرا وحاولت اتصنت على كلامهم .
أبو عين حمرا قال لجدى :
بحذرك للمره الاخيره يا أيوب ! أبعد عن طريقى , حتى الان أنا غير راغب فى العداء وباق على صداقتنا .
جدى قاله بحزم :
مش هتركك تدمر وتقتل يا توران .
توران (أبو عين حمرا) قال :
أنا مدرك يا أيوب أنك بتغار منى والسبب هو قوتى اللى فاقت قوتك بمراحل ،بدليل أنك جريت سبقتنى و سخرت الجن الضوئى ( نصير ) بعد ماسرقت الطلسم منى.
جدى ( أيوب ) قال لتوران :
طوال حياتى وأنا أحاول الابتعاد عن التسخير ، وتالله فعلتها مضطرا لآنى أعلم جيدا نيتك فى قتل الجنى لتحقق شروط التناسخ , أنت لعنه يا توران وهتصيب العالم كله .
توران ضحك بسخرية وقال :
قضى الامر يا أيوب , لقد حققت غايتى .
جدى أيوب بصله بأستغراب فتوران زاد فى ضحكه وقاله:
وجدت جنى آخر , قتلته وأتممت الطقوس , وها أنا خالد وقوتى تضاهى قوة الالهه .
توران قام من مكانه بهدوء وكان هيسيب جدى .
جدى مسكه من دراعه وقاله بحزم:
اجلس
توران قعد تانى فجدى قاله :
أنت سلكت درب خطير ..
توران قطع كلامه وقال بأستهزاء :
درب خطير !!.. سأحيا حياة الجان فى جسد البشر سأجمع العلوم بين العصور وسأحقق ما لم يحققه احد قبلى , انا بسلك درب الاله , درب الخلود !
جدى قاله وهو بيجز على أسنانه :
قتلت طفلين زوهريين وجنى ضوئى لتحقيق شروط التناسخ وستكرر هذه الشروط فى كل عصر لتنسخ روحك للعصر الذى يليه
يعنى مذبحة فى كل عصر تنقل فيه روحك , وان كنت كأيوب فشلت فى منعها فى عصرى فلن اسمح بتكرارها فى عصور اخرى
توران قاله بسخرية :
يوما ما سوف اذهب الى قبرك و سأتبول كتيرا وكتيرا وانا اتذكر صديقى الغبى الذى يواريه التراب اسفل قدمى ..لن تهزمنى يا ايوب حتى وإن نسخت روحك للعصور القادمة ..
أيوب قطع كلامه وقال :
اذا هى معركة ؟
توران رد :
بلى !! هى حرب
جدى قاله :
ان كانت ستندلع الحرب بيننا يا صديقى فلصداقتنا علينا حق .
جدى ايوب بص لعرض خيال الظل اللى شغال وقال :
اتتذكر ايام الطفولة ياتوران ؟ و عشقك لخيال الظل !!! لقد كنت بارعا…
كل يوم ألعن العجوز الكهين الذى قلب حياتنا رأس على عقب , علمنا السحر ووضع فى قلوبنا الفرقة والعداوة .
جدى مد ايده فى جيبه وطلع ظرف اسود سلمه لتوران فى ايده
توران مسك الظرف بفضول فجدى كمل وقال :
دى اخر رسالة من صديقك أيوب.
جدى سكت شوية وكمل كلامه :
بعد ماتقرأ رسالتى ستكون عدو ليا مستباح دمه … لكنى أتحداك ياصديقى و يا صاحب الخلد والقوة أنك تقدر تفتح الرسالة وتقرأ فحواها !
توران فتح الظرف بتحدى فلاقى جواه ظرف تانى ابيض ملوش مكان فتح .
مسك الظرف وحاول يقطع طرفه لكنه مقدرش , توران اتحرك من مكانه و راح لحطب مشتعل بجوار المنصة الخشبية
و قرب الظرف من النار .. متحرقش
عمل زيي ومسك الظرف واتعافى عليه فأنجرح ,عطس واغمى عليه جنب المنصة الخشبية !
جدى اتحرك بسرعة ، اخد الظرف اللى عليه عينة من دم توران وجرى ناحية بيته قبل توران ما يفوق .
جريت ورا جدى واللى وصل البيت وفتح الباب وهو متلهوج .
أضاء شمعة بلهفة , أحد الشمعة واتمشى فى البيت لحد ما وصل لباب غرفة .
فتحها فبان على ضوء الشمعة اللى فى أيده مكتبة كبيرة جواها كتب مترصصه وفى نصها مكتب خشبى .
المكتب عليه دوايات حبر ودوايات دم وريش للكتابة ومطحنة خشبية .
جدى اخد الظرف اللى عليه الدم , فتح الظرف بسهولة وطلع منه منه الورقة الصفرا واللى كان مكتوب عليها تاريخ العرض المسرحى لخيال الظل ( 20 محرم 700 هجرى – 1300 ميلادى).
شوفته وهو بيحضر أناء خشبى و بيدمج فيه الورق اللى شرب دم توران بمركبات تانية
جدى جرح نفسه وحط نقط من دمه فى الاناء , سمعته وهو بيتمتم التعزيمات فعرفت بيعمل ايه.
جدى بيعمل سحر قتل , بيقتل توران وبيلعنه ..
اتفأجأت بحد بيربت على كتفى.
التفت ورايا فلاقيته ننح ،قالى :
مش كفاية كده ولا ايه ؟!
فتحت عينى لاقتنى فى الدايرة
قولتله بوهن وانا باخد انفاسى بصعوبة:
رجعتنى ليه … خلينى اكمل .
قالى :
اكتر من كده خطر عليك وزى ما قولتلك مينفعش أاذى حامل السيف .
كنت حاسس بالجفاف ، شفايفى كانت ناشفة جدا , قولت لننح :
مايه ؟
قالى :
جاهزة !!
ظهرت فى أيده قلة مايه , ناولهالى وقالى :
اشرب
رفعت القلة وقربعت منها وانا بربط فى دماغى الخيوط ببعضها .
ننح قالى :
ها وصلت لحاجة ؟
قولتله :
تقريبا
قالى :
وصلت لايه ؟
قولتله :
على ما اعتقد توران ( ابو عين حمرا ) نجح انه ينسخ روحه عبر الازمنة ، جدى كان بيحاول يمنعه ولما مقدرش يمنعه قرر يقتله ،
قتله بالسحر بعد ما أصابه بلعنة .
اللعنه هى ان أى جسد تسكنه روح توران يموت قبل سنة 35
قبل نضوج روح توران فى الجسد المسكون …
علشان كده توران جالى يفك اللعنة اللى عليه ونجح انه يخدعنى بنفس الخدعة اللى خدعه بيها جدى …
اخد عينة من دمى (أثر جدى) عشان يفك بيها لعنته .
واكيد هيكمل طقوس نسخ روحه ، هيقتل فى كل عصر يظهر فيه طفلين زوهريين وجنى ضوئى ..احنا لازم نوصله يا ننح و لازم نوقفه .
ننح قالى :
وهنوصله ازاى .. معاك اتره .
قولتله :
ما أنا لو معايا اتره كنت اتصرفت من غير ما اجيلك يا ننح
قالى :
يبقى خلاص مش هقدر توصله الا لو هو اللى ظهر بنفسه تانى واظن أنه هيظهر تانى ..
قولتله :
ليه بتقول كده ؟!
قالى :
علشان عندك حاجة تانية تخصه ، عندك جن ضوئى (نصير ) ورثك !
قولتله :
اخخخخ ده ممكن يستخدم دمى فى تعقب نصير ، كده نصير كمان فى خطر لازم اروح احرره وافهمه اللى بيحصل
سكت شويه و رجعت فى قرارى وقولت :
لا لا لا ….. على ما اعتقد نصير كده فى امان لانى فصلته عنى مش هيعرف يتعقبه بدمى .
=============================================
“نور ”
فجأة الارسال قطع ورجع صورة التشويش فى التليفزيون
بصيت لنصير بأستغراب و قولتله :
قفلت ليه يا نصير عايزين نكمل ايه اللى حصل مع ابو عين حمرا اكيد جدى ناير نفخه .. شغل …..شغل
قالى :
للاسف الراجل ده اختفى تماما وناير مقدرش يوصله .
قولتله :
طيب كويس يعنى مفيش خطر !
نصير قالى :
هو انت ابوك مات وهو عنده كام سنة يا نينو ؟!
قولتله :
مش فاكر !! بس مات وانا فى إعدادى تقريبا كان عنده ٣٥ سنة . إيه علاقة ده بالموضوع
نصير قال :
ده هو ده الموضوع ، ننح اكدلى أن جدك احمد مات عند سن ال ٣٥ برضه
قولتله :
قصدك ايه ؟!
قالى :
قصدى يا نينو أن الساحر توران قلب اللعنة اللى كان لعنه بيها جدك الكببر ايوب .. استخدم دم جدك ناير ولعن نسله عشان يموتوا عند سن ال٣٥
بلعت ريقى لما أدركت أن النهاردة عيد ميلادى ال ٣٥
فجأة النور قطع …

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ميراث نور)

اترك رد