رواية رجال لكن ظرفاء الفصل الأول 1 بقلم غادة عادل
رواية رجال لكن ظرفاء الفصل الأول 1 بقلم غادة عادل
رواية رجال لكن ظرفاء البارت الأول
رواية رجال لكن ظرفاء الجزء الأول
رواية رجال لكن ظرفاء الحلقة الأولى
=إحنا مش هينفع نكمل مع بعض…
_انتِ بتقولي إيه!
=ببكا: كل واحد يروح لحاله
_اتعصب: انتِ مستوعبة بتقولي إيه!
=زي ماسمعت! كلامك هيكون مع بابا بعد كدا
و قبل ما قوم و انا لسة بعيط لقيته مسكني و حضني بسرعة و همس جنب ودني بحدة و هو بيطبطب عليا:
_مش بمزاجك!
=ببكا:أنا زعلانة منك اوي يا علي!
_حقك عليا
=وجعتني و اهنتني أوي كان ممكن تفهمني غلطي بطريقة غير كدا!
_أنا اسف
=خوفت منك يا علي
_أنا آسف والله آسف
بعدت عنه خطوتين و قُلت ببكا:
=تفتكر كل حاجة هتتحل بكلمة آسف؟
قرب مني و بدأ يمسح دموعي:
_أنا ندمان مش آسف بس، و بلوم نفسي من يومها على طريقتي الغبية
=كويس عارف إنك غبي!
قرصني من خدي و قال بابتسامة:
_احترمي جوزك يابت
=ضربته في كتفه : لما تتعلم الأدب انت الأول!
_اوبا قلبك بقا جامد
ضربته تاني بغيظ فضحك و حضني تاني و قال:
_أنا آسف والله بجد، متخافيش مني، و اللي يرضيكي هعمله
=منا قُلتلك كل واحد يروح لحاله
بعد حبة و قرصني تاني من خدي و قال:
_اتنيلي ياماما تعرفي تتنيلي!
و ها قد تمت اللحظة التي يتراجع فيها القلب المهزأ مرة أخرى و يمر الموضوع و يسامحه!
في اليوم دا قعد تقريبا كل نص ساعة يقولي آسف!
طب ماهو هادي و مؤدب اهو اومال البلطجي الغبي دا كان إيه بس!
تبا للقلب عديم الثبات دا!
و تمر أيام كانت هادية مابينا
و رغم العكوسات
و القلق
و التفكير
و عمليته الروبوتية
كنا منشغلين بتجيهزاتنا
لحد النهاردة كنت معزومة عندهم
قضيت اليوم معاه هو و مامته و باباه و أخته
بين هزار و ضحك و نكش مابينا
بس ماكنتش ناسية و عرفت من أخته على السر…
طلع كان بيحب بنت عمه من وهما صغيرين
و هي اللي سابته بعند منها
بعد ما حصل مشاكل كتير مابينهم
حتي عمه كان رفضه!
كدا عرفت و فهمت….
و رغم كدا كنت ظاهرة إني عادي و كملت اليوم حتى طلعنا الشقة بتاعتنا اللي في الدور اللي فوق على طول عشان يوريني حاجة عملها جديدة فيها…
و فعلا اتفرجت و قعدنا نتقاش و نقرر و الكلام أخدنا لحد ما لقيته مرة واحدة بيحط راسه على رجلي و هو بيحكي عن شغله و الخناقة اللي عملها و خنقته …
فاجأني
بس كنت مبسوطة
و مهتمة
و بسمع بإنصات تام
و بطمنه كمان!
لحد ما قررت إني امشي بس لما دخلنا الشقة عشان أسلم على أهله قبل مامشي لقيت آخر حد ممكن اتوقعه…
بنت عمه!
اللي بكل عشم قامت تسلم عليه و بتمد إيديها ليه و عنيها فيها حنين!
و هو متسمرّ قدامها!
_وحشتني يا علي…
_دي جميلة بنت عمي
=امممممم و هي جميلة فعلاً
_انتِ هتروحي مشي برده و لا هتركبي؟
=ابتسمت: اطلع يا علي أنا هركب من على أول الشارع
_طب هوصلك
=اطلع ياعلي أنا مش صغيرة بقا و انت شكلك مرهق
و فعلاً طلع
كنت حاسة بلهفته
أو تردده و توهانه
طلع المرة دي من غير ما يصر على إنه يوصلني
كأنه ماصدق
و انا اتمشيت زي مابحب و كذبت عليه
كان في نغزة وجع في قلبي
و كرامتي و نفسي موجوعين
و خوف كبير أوي جوايا
أنا…
أنا بحبه!
بس هو مش مهم عنده…
و رجعت بنت عمه اللي لاحظت نظرة عنيه الغريبة ليها
نظرة وجعت قلبي
و مع ذلك كنت عادي و حتى قعدت معاها شوية و اخدت و أديت معاها في الكلام و كان واضح إن امه و اخته مش مرحبين بيها في حين كان باباه ساكت و كأنه بيقيم الموقف و هو كان زي العيل الصغير اللي مش عارف يتصرف و مع ذلك كأنه كان مشتاق!
و حتى…
لبعض الوقت كأنه نسيني!
مرت أيام كانت روحي مطفية
و كنت متجاهلاه بس كنت منتظرة بأمل
بس طول الايام دي كأنه مش موجود!
و دا وجعني منه أوي
خصوصا إن عرفت من اخته إن بنت عمه دي رجعت تاني و اعتذرتله و بقت تقريبا كل يوم عندهم!
لحد ما أخيراً لقيته بيتصل بيا و بكل هدوء قال من غير مايكتر في الكلام:
_انتِ معزومة عندنا النهاردة و هتقضي اليوم معانا، هعدي عليكِ اخدك…
و بالفعل كان مستنيني تحت البيت
سلم عليا بروبتيته المعتادة
و مشينا في سكوت لحد ماقال باستغراب:
_غريبة يعني ساكتة غير عادتك!
=منتظر إيه مني يعني!
_طبيعتك مرحة و ابتسامتك دايما على وشك و انتِ النهاردة عكس كدا، انتِ زعلانة مني في حاجة!
=أنت شايف إنك غلطان في حاجة؟
بصلي و سكت
نفس بصت العيل الصغير اللي حاسس بذنب و متردد
اتنهدت و سكت و كملنا مشي لحد مالقيته بدأ يتكلم و يحكيلي زي عادته و أنا اسمعله من غير رد لحد مالقيته اتضايق!
_أنا بكلمك على فكرة!
=و أنا بسمعك
_لأ انتِ مش مهتمة! لو مضايقة من حاجة قولي!
=قُلتلك بسمعك يا علي مالك!
_طب إيه رأيك في كلامي أوافق على طلب المدير؟
=أنت عايز إيه!
_يوووه! منا بسألك إيه برودك دا!
=مش ملاحظ إنك عصبي و إحنا في الشارع خد بالك
اخد نفس عميق و بصلي تاني بعدها و كأنه مستني ردي علي سؤاله فتنهدت و قُلت:
_لو أنت شايف إنه طلبه دا في مصلحتك و إنه مش هايجي على صحتك و حياتك و أنت قدها يبقا ليه لأ خصوصاً إنه كدا فيها مرتب أعلى…
بصلي بسكوت للحظة و بعدها ابتسم:
=صح كدا زي مانا كنت بفكر بس متردد و انتِ كلامك صح…
هزيت راسي بسكوت و بعدين لقاني و قفت فاستغرب فقُلت:
_أنا هرجع بيتنا تاني أنت كنت عايز اللي يريحك في قرارك و خلاص و بعدين شكلك عايز تتخانق و أنا مفيش حِيل
مسك أيدي بسرعة و قال:
_استني هنا انتِ عبيطة يا بتول! مالك النهاردة!
=أنت اللي مالك!
حسيته اتوتر تاني لكنه اخد نفس و رجع لثباته و مسك أيدي و قال:
_يلا بقا عشان مستنينا في البيت…
و ياريتني ماروحت
كانت هناك
كانت بتتصرف بطريقة ماعجبتنيش معاه
و فهمت انها قاصدة
و هو كان عادي و بيتعامل عادي من غير مايهتم
و كأنه نسي نفسه
و مامته و اخته و باباه كانوا مش راضيين عن طريقتها
في حين إني ساكتة و بتعامل عادي و بتفرج
لحد ما وصل بيها الأمر من الوقاحة إنها طلعت ورانا الشقة و هو بيوريني ديكور جديد و اللي كنا متفقين عليه و في وسط الكلام قالت:
_تعرفي إن دي كانت هاتكون شقتي أنا
مردتش عاليها كنت بسمعها بهدوء و مستنياها تكمل وقالت:
_كنا مخطوبين، حكايتنا زي اللي بنسمع عنهم، بنت العم لابن عمها من وهما صغيرين و كبرنا على حب بعض
كنت ساكتة و مبتسمة عكس اللي جوايا
كنت منتظرة رد فعل منه
تكذيب
يزعق
أو حتى يصلح الوضح من باب الزوق
لكن لقينا اخته طلعت و هي بتبص ناحيتها بضيق و قعدت تتكلم و فهمت إنها بتحاول تمشيها في حين كان هو اغلب الوقت ساكت زي سكوتي…
كملت اليوم
و أنا برده بتظاهر بطبيعية و بتفرج على الوضع
أدافع!
اعمل مشكلة!
ابدأ كيد زيها و لو بداته حقيقي الوضع في مصلحتي أنا!
أنا لو بدأت مناورات معاها مكنتش هتعرف تواجهني
هي متعرفنيش
زي ماهو برده مايعرفنيش
بس…
اعمل كدا ازاي و ادافع عن حقي فيه إزاي و هو محلك سر!
محسسني بوجع و قهرة…
اليوم انتهى و هو قرر يوصلني و عند بيتي وقفنا وقبل ما اطلع قُلت من غير ما ابص في عنيه:
_ علي انا مش عايزاك، طلقني..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رجال لكن ظرفاء)