روايات

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) البارت الثاني والعشرون

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الجزء الثاني والعشرون

براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)
براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الحلقة الثانية والعشرون

كانت مُبتهجة گـ فراشة وسط حقول الزهور، شعور الأمان الذي سيطر عليها حينما وجدته أمامها، بينما ظل هو ينظر لها بإبتسامة مُشرقة، كانت جأتــــه رغبة جارفة لـ رؤيتها، هي أهدت له ما كان ينقصه لـ يحيا.. الشغف، عادت بهجة للحياة إلى قلبـه الحزين بمُجرد رؤيتها، حاول أن يكون جافًا في مُعاملته معها عسى أن يكرها، ولكن عجز عن فعل ذلك، هتف بصوتٍ مُشتاق :
_إيـــه أخبارك ؟؟..
إبتسمت “روان” مرددة :
_الحمدلله يا طائف، وإنت عامل إيه؟؟.. وبتعمل إيه هنا؟؟..
أجاب بنبرة عادية بسيطة :
_أنا زي ما أنا، بس بقيت إلى أحسن بعد ما شوفتك.
أتسعت إبتسامتها أكثر، لـ يُتابع هو :
_بالنسبة بقى إني بعمل إيه هنا، فـ مستر عز عاوزني.
أرتسم الفضول والقلق على وجهها مُتسائلة :
_ليه؟؟..
سحب نفسًا عميقاً وهو يُجيبها :
_لسه مش عارف، هقولك أول ما أخرج إن شاء الله.
هزت رأسها بخفة، في حين كان “إيهاب” يراقبهما وعلى وجهه إبتسامة ذات مغزى، عقد ساعديهِ أمام صدره وهو يتذكر تلك اللحظات التي مرت بهِ مُنذ فترة ليست بـ صغيرة، تلك اللحظات التي عاشها مع من أحبّها بـ صدق، هتف بهمسٍ وهو يتنهد :
_يـــــــــــاه على الحُبَّ ده!!..
أضاف بإبتسامة واسعة :
_صدق إللي قـال، الحُبَّ بهدلة.
لمعت عيناه وهو يتابعهما من جديد، رمقها “طائف” نظرةً أخيرة قبل أن يوليها ظهره، نطقت إسمـه بلهفة قائلة :
_طائف، إستنى.
ألتفت لها مُنتظرًا ما ستقوله، أعتراها الإضطراب وهي تنظر له بتوتر، قالت بتلعثم :
_طـ.. طائف، آآ.. أنا عرفت إنك إنت إللي دفعت مصاريف المُستشفى بتاعتي.
ضيق عينيهِ مُتسائلاً بجدية :
_طيب، عاوزة تقولي إيه؟؟..
بلعت ريقها وهي تستجمع رابطة جأشها هاتفة :
_أنا عاوزة أسألك دفعت كام عشان أرجعلك الفلوس، لأن ده حقك و…
قاطعهــا بنبرة مُنزعجة :
_روان، بطلي هبل.
قالها وهو يرحل من أمامها متوجهًا نحو “إيهاب”، أتسعت عيناها بذهول مرددة بدهشة :
_هبلة!!.. أنا هبلة!!..
**************
هب واقفاً فجأة وقد أكفهرت ملامحه، كان مُمسك بهاتفه، أتجه نحو الحائط الزجاجي المطل على الطريق الرئيسي واضعًا يدهِ الأخرى بداخل جيب بنطاله، قاطع “عزّ الدين” حديث “منصور” حيثُ أردف بصلابة :
_أسمع يا منصور، إنت مش لوحدك، أولاً إنت واحد من رجالتي، ثانياً البوليس معانا و ورا ضهرنا وبيتابع إللي بيحصل أول بأول، إحنا متفقين هنعمل إيه، وشاغلين على الخطة كويس، ومستنين اللحظة إللي هيستلم فيها شحنة المُخدرات، عشان يتقبض عليه مُتلبس، بس ركز الفترة دي يا منصور، إحنا خلاص قربنا.
هتف “منصور” بتأكيدٍ :
_ماتقلقش يا باشا، حتى لو فيها موتي هنفذ إللي إنت عاوزهُ.
أومئ برأسه هاتفاً :
_حلو أوي، يالا سلام.
_سـلام يا Boss.
أغلق الهاتف وهو يبتسم إبتسامة قاسية، أستمع إلى قرعات على باب الحجرة فأذن بالدخول، دخل كُلاً من “إيهاب” و”طائف” المكتب بخطى هادئة ثابتة، صافح “عز الدين” الأخير بعملية ثم أشار له بالجلوس، في حين هتف “إيهاب” بنبرة جادة :
_طيب، أنا همشي بقى، كفاية عليا أوي كده، سلام.
ثم أنصرف من المكان بأكمله، جلس “عزّ الدين” على مقعدهِ الجلدي بإريحية ثم وضع ساقه فوق الأخرى، بينما الأخير في حالة شرود، خرج من حالته تلك بعد ثوانٍ، ثم قال بتساؤل جاد :
_خير؟؟.. كنت عاوزني فـ إيـــه؟؟..
رد بصلابة :
_أسمع يا طائف، من غير كلام ولا مُقدمات، أنا حابب أساعدك.
سأله بـ تخبط :
_إزاي؟؟..
أسترخى أكثر في جلسته مُجيباً بهدوءٍ :
_تبقى مدير تطوير أعمالي.
صُدم من عرضه المثير، شعر بالتوتر من ذاك العرض الذي يعرضه الأخير بكل بساطة، أحتدت عينيهِ وهو يسأله بدون تردد :
_إنت عاوز تساعدني ليه؟؟..
زفر زفيرًا حارًا وهو يرد بإقتضاب :
_عشان أنا حاسس بيك، وعارف إنك تستحق حاجة كويسة.
حدق به بتعجب، وصمت لـ دقيقتين يفكر مليًا، رد بـ تنهيدة حـــارة :
_أنا موافق يا عز، موافق.
**************
قرر العودة إلى منزله، فقد أعترته رغبة لرؤيتها والجلوس معها، فتح باب المنزل وعلى وجهه إبتسامة مُبهجة، ولكن سُرعان ما تلاشت حينما وجد المكان هادئاً هدوء مريب، أتجه نحو غُرفتهما ليجدها جالسة على الفراش، قطب جبينه بإستغراب وهو يتحرك نحوها، جلس على طرف الفراش قبالتها مُتأملاً ملامحها، لـ يجدها جامدة وگأنها فاقدة للحياة على غير العادة، شعر بالقلق فـ تسائل بإهتمام :
_مُنى، مالك يا مُنى؟؟.. شكلك مش عاجبني!!..
لم ترد عليه، فـ تابع وقد زاد قلقه :
_في حاجة حصلت النهاردة؟؟.. في المُستشفى مثلاً؟!..
أغمضت عينيها بقوة كبيرة تكاد تعتصرهم، شعر بأن فعلتها تلك تحاول منع هبوط دموعها، خفق قلبه بقوة، فـ عاد يسألها بتوجس خائف :
_مالك يا مُنى؟؟.. إيه إللي حصل؟؟..
مازالت في حالة الصمت المريب، شعر بنغزة في قلبه، فجذب رأسها إلى صدره بحنوٍ لـ يحتضنها ثم همس بحنانه المعتاد :
_في إيه يا حبيبتي؟؟.. قوليلي وأنا هسمعك.
قَبّل رأسها وإستند بـ ذقنه عليها، وبـ يده الأُخرى أخذ يمسح على ظهرها صعوداً وهبوطًا حتى تخرج ما بداخلها، أستمع إلى صوتها الضعيف يهمس بـ قهر :
_أنا أتهنت يا إيهاب، إتهنت إهانة قوية وأتضربت بالقلم يا إيهاب!!..
قالتها بصراخ مكتوم وهي تشهق باكية بُكاءٍ مرير بداخل صدره، أتسعت عيناه بصدمة واضحة، أشتعلت النار بداخل قلبه قبل صدره وجسده، حاول الإستيعاب ولكن فشل في ذلك، وجد ذاته يهدر بصوتٍ حاد صارم لأولُ مرة :
_مين إللي أتجرأ وعمل كده فيكي؟؟..
**************
خرج “طائف” من مكتب “عزّ الدين السيوفي” بعد أن أنهى الإتفاق بـ تعينه من الغد، قرر أن يذهب إلى “روان” لـ يُخبرها على ما حدث من المُناقشة مع رب عملها، تحرك نحوها بخُطوات هادئة ولكن عندما وصل وجد رجل في مُنتصف العشرينات من العُمر، جالسًا أمامها ويقول بإبتسامة :
_أنا عاوز أتجوزك على سُنة لله ورسوله يا آنسة روان.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *