رواية وكأنها عذراء الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت الثامن والعشرون
رواية وكأنها عذراء الجزء الثامن والعشرون
رواية وكأنها عذراء الحلقة الثامنة والعشرون
“قلبي المثقُوب
يُحبك
يدي المُتعبة
تلمسُ غيابك
لم أُفرط في شيء
مثلما أفرطت
في تُذكرك في كل اللحظات.”
أخيرا أصبحوا خارج المزرعه، ضحكه خبيثه من عنجهية أطلقتها بتشفي، وهي ترى أولي مخططاتها قد نجحت واستطاعت بث الرعب بهم، تقسم انها لن تشعر بالراحة إلا بعد دمارهم، ستريهم كيف يعيشون الموت أحياء، وتجعلهم يتجرعون الالم التي عاشت به ..
جل ما تريده هو الانتقام من ذرية احمد السباعي جميعاً صبيه وبنات، تريد أن تجعل بناته يتجرعون المراره كما تجرعتها هي لأعوام
لولا ذلك الغبي ابنها لقتلت ابنته الكبرى آنذاك، أو باعتها بثمنٍ بخس مقابل الأموال، لكن دائما ابنها الغبي لها بالمرصاد، اه عميقة زفرتها من أفعال ابنها اللعين، وتهديده لها..
جزت على أسنانها، وهتفت بغل:
_ اه يا ناري من ولاد احمد، بقي بعد ده كله، يتجوزوا الاتنين من زينة الشباب، واني بتي تتجوز واد الفقري محمود دِة..
التف اخيها ابو فارس ينظر لها بصدمة، وتدلي فكه :
_ باه يعني انتي كنتي خابره أن البت اللي اتجوزها ولدي دي بت أحمد السباعي الضايعه ، وساكته ياراجيه
نظرت لأخيها قليلا، وسرعان ما هتفت بتهكم؛
_ اني كنت فاكره أن ابنك الغبي دا، هيتسلي يومين ويضيع شرفها ونخلص منيها، واستغل اني الحكايه واني بشمت بابوها وامها المخبله، واخليه يقتلها ولا يبيعها كيف اختها لرجالة الجبل بس ابنك الغبي اتجوزها يا ابو فارس..
_ وهو ابني هيعرف منين انها بنته، ولا يكونشي عارف، اني سمعته عم يقول انها فاقده الذاكره.
_ ما هي فقداها فعلا، بس بمزاجي اني..
_ باااه كيف ده؟
شردت بخبث، وهي تتذكر تلك الليلة التي صدمها فارس بالعربه، وذلك الطبيب التي دفعت له الكثير، كي يبقيها تحت تأثير المنوم حتى ييأس ابنها الغبي من البحث خلفها، وما أن انتهي من لملمة جريمة أبيه الشنعاء ، عاد للبحث عنها، فخافت أن يجدها، أو تسلم نفسها وأخبر الشرطه حقيقة ماحدث، ولم تجد حلا الا من اقتراح الطبيب عليها، باعطائها ما قد يجعلها تنسى ما حدث لها بالماضي، بتلك الادويه التي تؤثر علي الذاكره
قصت ت لأخيها ما فعلت، وهي تبرر فعلتها لنفسها قبله..
هي لن تدع أبناء أحمد السباعي بعد كل هذا يتمتعون بأموال ابنها الطائله..
لقد سمعته وهو يخبر ابيه الروحي أنه سيأخذ شقيقاته الثلاث، ويرحل خارج البلد مع تلك الحية التي يعشقها والتي أخيرا تخلصت منها، والفضل لصديقه سويلم، وهذا ما لن تدعه يحدث ابدا..خير ابنها لن يكون إلا لها..ولانتقامها منهم، وخصوصا توأمتها..
كانت تتحدث باريحية قاتلة ودم بارد كأن شيء لم يكن أو ما فعلته أمر غاية في اليسر بالنسبة لها، ولم تعي لمن اشتعل جسده وهو يلعنها، ويقسم انها ما هي إلا خليفه لإبليس لكن يسير على الأرض..من بني البشر للأسف..
مازال ينظر لها بصدمة، صدمه دفعتها لنهره، وهي تسأله بغضب:
_ باااه فيك شي يا ابوفارس مالك اكده، كانك مصدوم يااخوي؟!
ابتلع شقيقها ريقه، وهو يلعن تلك اللحظة التي قرر أن يتعاون مع أمينه فيها، ويعود ليجد راجيه ويتقرب منها.
وعلى ذكر امينه، التقط انفاسه، وأغمض عينيه يذكر نفسه بوعده لها، وان عليه أن ينتهي من مهمته، ويتخلص من احداهن واللعنة
لكن فجأة لعب الشيطان لعبته ووسوس له بشيء آخر ، سيجعله حر نفسه، وهو ماذا أن قتل كلتاهما وارتاح للابد..
تمتم بغيظ:
_ انا هوريكم مين فينا الاذكي يابنات ابوي يا شر ..
*******
شقت السياره طريقها، وهو خلفهم، قلبه يعتصر عصرًا، ما بين صديقٍ خائن وأم أقسى من الحجر، يتوعد لهم بالهلاك لكن ليس الآن، فقط ليحرر شقيقاته الأبرياء من تلك العوائل الخبيثة للابد، لن يدعهم علكة سهلة المضغ، ولن يكون ابن محمود الحسيني إن لم يطهر نفسه وشقيقاته من كل نجس ويرحل بهم حيث الراحة من كل شيء وللابد، فلينتظروا، ولكل حادث حديث.
*********
مازال لا يستطيع التصديق، لقد تفاجأ باتصالها..
هبط ، واقترب احمد السباعي من زوجة أخيه ، عيناه تتفرس بملامحها المذعورة، يبدو أنها لا زالت تخشى منه، ومن جبروته..
انتشي ما أن استشعر خوفها لكن مازال الفضول يدفعه، ويسأل نفسه، أن كانت خائفه منه هكذا، فلماذا أرادت لقياه، ولما؟
وقف امامها و نظر لها بخبث، عادت للخلف سريعاً، فأردف بصوت متهكم عليها:
_ لساتك بتخافي مني اياك؟
نظرت له بحقد، وغضب منه ومن كل نسله، كم تكرهه وكأنه جلادها وهو كذلك بالفعل، أنه أقذر شخص قد يلتقي به أحدهم في طريقه:
_ إني اخاف منك انت ياابو البنات ال..
صمتت مجبرة من خوفها منها، ونظرت له بنظره جعلته يشتعل أكثر، ماذا تقصد هذه الغبية هل تعايره ببناته؟
كاد يفقد صوابه، ويقترب محطما فكها لولا أنها أدركت ما كاد يفعله، وابتعدت للخلف:
_ يدك لاقطعهالك شكلك ماخبرش اني ابقي ام مين عاد؟! ولو شم خبر بس انك قدامي دلوك كان زمانك في التخشيبة ياولد العم..
بغضب هتف احمد:
_ اخلصي ياأم يزيد وخبريني ايش بدك مني عاد، اني روحي بقت في زوري، وانتي خابره اني راجل مجنون ومهتحكمش بحالي اومال….
ابتلعت ريقها، وأردفت بخوف:
_ هقولك عاد، بس نتفق الأول
_ علي ايه؟
_ أنك لو وقعت متذكرش اني اتفقت معاك، ولا انك جيت ولا شوفتني..
أمسك احمد السباعي بشاربه،يتلاعب به ، وعيناه تفترس ملامحها الخائفه، بينما تلتفت هي يمينا ويسارا مخافة من أن يراها احد كل لحظة كمن اتي ليسرق شيء:
_ موافق يابنت العم، وايه المراد؟
_ بتك ليليا..
اعتدل ما أن استمع لاسمها؛
_ مالها؟
_ عارفه انك هتموت وتاخدها بس خايف من عمي ورفيع..
_ وانتي مين خبرك انتي؟
_ يزيد ابني حكالي كل حاجه، انا ابني مبيخبيش عني شيء.
_ والمطلوب:
_ تاخدها وتخلصنا منها، لا أنا ولا ابني راضين عن الجوازة دي..
لم يصدق حديثها، هو خير من يعلم مكرها، وأنها ليست صادقه، لكن لما يهتم، هو بالنهاية يريد ابنته، لتصبح زوجة لكبير المطاريد الذي يأويه، ويحميه، والا سينفذ وعده ويقتله صمت لبرهة يدعي التفكير كاد تفقد أعصابها بها..
الي أن تحسس عنقه بانتصار، وهتف سريعًا:
_ موافق، ومستعد دلوك كوماني..
_ لالا مش بالسرعه دي، خلينا نتفق الأول ياولد العم..
_ ومالو نتفق ياأم الغالي..
***********
طيلة طريق العوده كانت شارده لم تقوى على رفع عينيها وتنظر له، وهو أيضا كان صامت صمت يقتل، يفكر بكل شيء..
عقله يعيد عليه فعلتها، ويقارنها بحديث عمته… سيجن، عقله وقلبه يتصارعان بشيء لو صدق ما يفكر به يقسم الموت اهون عليه، وهي لا تتحدث، وهو وعد نفسه أن لم تتحدث من نفسها وتخبره ما بها لن يسألها مجددا ، وان أرادت الصمت والرحيل فلا بأس ، لا يهم..لم يعد عنده ما يقدمه لها بعد، كفى..
زفر بقوه، قوة وغضب جعلاها تنتفض، وتنظر له ، التقت نظراتهما معا وسرعان ما أبعد هو عينه بلا أي تعبير، وهو يعلن لنفسه أنه ها قد بدأت حرب اهرى، حرب النظرات بينهم، فلنري من سينتصر؟!
********
بالخلف كان فارس يقود سيارته، والسعاده تغمرة غمرا، الفرحة اخيرا تسللت وملأت قلبه باقترانها به..
عقله مازال عالقا عند تلك اللحظة التي نطق بها المأذون واعلنها زوجة له…
نظر لها بحب وهو ينظر لها وهي غافيه بجواره كملاك، هي حقا كذلك..
أغمض عينيه، وصورة والدته اقتحمت عقله، يفكر أن ساعدته بهما معا كانت لتكون كامله، كم كان سيشعر بأنة أسعد الخلق لكن يبدو أن الإنسان لا يأخذ حقا كل ما يبغاه.
صوتها الناعس تغلغل لعقله أو هكذا ظن قبل أن يأتيه صرختها، وهي تنادي بصوت فزع من غفوتها المؤقته من طول الطريق..
_ لالا…مح…
_ ناردين، ناردين فوقي..
اتسعت عيناها، جبينها متعرق، وصدرها يعلو ويهبط، اقترب منها. بعدما أوقف السيارة يحاول تهدأتها واحتوائها لكنها نظرت له بصدمه، وهي تتأمل ملامحه:
_ انا فين، انا فين….ابعد عني..
******
اتسعت أعين ليليا التي فاقت اخيرا، تستمع لام السعد، وهي تكاد تلطم خديها مما تخبرها به، وتقسم أنها فعلته..
_ انتي بتتكلمي جد، لا لا انا معملتش كده، لا!
لوت ام السعد فمها، وهتفت بخبث:
_ شوفو البت، بقى أكده ياخايبة الرجا، دا اللي علمتهولك يابت..
دفعتها ليليا بضجر، وهتفت بغيظ:
_ يالهوي عليا..! يا خالتي انا معملتش كده.. لا..
استقامت لتدلف للحمام، وتنهي حوارهم التي لم تقتنع به، ولكن شهقه عاليه صدرت منها، ما أن رأت ما ترتديه، والذي كان كما وصفته أم السعد..
أمسكت وجهها بيديها، وهتفت بصدمه؛
_ يا مُري، دا باينه جد..
استقامت ام السعد تمشي أمامها بفخر:
_ صدقتنى دلوك ، شكل صوح دا اثر اللي اسمه ايه ده، دلوك بقي تركزي معاي، وبلاش الشغل العيالي بتاعك ده..
فتحت ليليا فمها، وهتفت بتيه:
_ هاااا
*********
منظرها وهيئتها وكل شيء وكل ما حدث بينهم لا يترك مخيلته، ابتسامة ترتسم على وجهه ما أن يتذكر تلك الدقائق القليله بينهم، يود لو يعود ويلقي بتعليمات مسلم عرض الحائط، جل ما يريده الآن هو البقاء بجوارها ناظرا لها يحفر ملامحها حفرا بقلبه حتي يمتلأ قلبه من النظر اليها..
ابتسم وهو يرفع يده التي مازالت تحوي رائحتها ، وهو يستنشقها باستمتاع..يدعو الله أن لا يطيل عقابه أو خدمته العسكرية هذه المره..
وان لا يكون استدعائه كما استمع له ليس الآن، عاد تفكيره اليها وابتسم وهو يفكر هل استيقظت جنيته الان، ام مازالت تحت تأثير المهدئ ..؟
تتمتم بتوهان ولم يشعر بمن دلف إلى مكتبه، وهو شارد الذهن..
_ الله دا احنا باين غرقانين ياسيادة المقدم في شيء مهم لدرجة اني واقف من بدري ومحستش بيا، معقول تكون بقيت زي الناس وقلبك الحجر ده دق..دق..
_ مسلم.!
انتفض يزيد من مكانه ضاحكا، واقترب يحتضنه باخوة حقيقية:
_ وحشتني يابن السباعي.. ووحشت شغلك اوي يعني..
ابتعد يزيد عنه، وهتف بقلق:
_ ربنا يستر مش مرتاحلك، على فين المره دي، اوعي تكون زي ما سمعت ..
بمكر هتف مسلم:
_ تقصد زي ما تمنيت، امنيه كنام نفسك فيها من زمان يا وحش..
_ لا..متقولش..
هكذا اتسعت أعين يزيد ليردف مسلم مصدوما:
_ ايه غيرت رأيك؟!
_ لا..بس..
_ سيناء مستنياكم ياابطال انت وفريقك..مبروك عليكم النقل..عاوزينكم تكملوا مسيرة الابطال هناك…انتوا قدها، انتوا مستقبلنا يا ابطال..
_ ها.
“مُغرمينَ ولكن خائفينَ
هذهِ المرّة، حالمينَ ولكن مُتعبين،
كبارًا نعرفُ أن خطوةً في الدربِ الخاطئ تكلّفُ عمرًا.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)