روايات

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة البارت الثاني عشر

رواية لكنها ظلت مزهرة الجزء الثاني عشر

لكنها ظلت مزهرة
لكنها ظلت مزهرة

رواية لكنها ظلت مزهرة الحلقة الثانية عشر

ضحكت وبعدها رجعت وقفت مع نفسي تاني، قعدت على الكرسي وأنا بفتح الموبايل، فتحت اكونت أختي ولقيت أغلب العيلة منزلة ليها مباركات، وصور ليها هي وأصحابها وصور هي والعيلة، حتى الصور القديمة مكنتش فيها، وجودي ممحي من وسطيهم من زمان.
عملت ليهم إيه و.حش؟ شافوا مني إيه ؟
دخلت نمت وعمير كان بيصحيني:- ماما أنا عايزك تنزلي تصلي مع تيتا جماعة هي وطنط روان، يلا أنا قررت هسيب بابا وجدو وعمو ينزلوا يصلوا في المسجد وأنا كبير وهصلي بيكم.
– حاضر يا سيدي، هتوضى وألبس الاسدال وأنزل وراك.
– وهاتي الإسدال بتاع وقار.
ضحكت على تنبيهه وروحت جيبته وأديتهوله، اخده ونزل جري وهو بيقولي ما اتأخرش.
إتوضيت ولبست الإسدال ونزلت وراه، كانت طنط ورحمة بيظبطوا المصليات وراه وهما مبسوطين، ووقار قاعدة ومتربعة.
قام صلى بينا واللهم بارك بالرغم من صِغر سنه إلا متقِن، وصوته حلو حتى لو عنده لدغة، وأحكامه مظبوطة ودا من بعد مواظبته على الحفظ في المسجد، واللي ساعده أكتر سرعة بديهته وذكائه اللغوي اللي مخليه قادر يتقن اللغة بشكل ممتاز.
صلينا وخلصنا، جينا نقوم بس هو اتكلم بصوت عالي:- إقعدوا لحظة إسمعوني.
اتكامت جدته:- اتفضل يا شيخ عمير، تصدق لايقه عليك.
إبتسم وإبتسامته قلبت لضحكة وهو بيقوم يحضنها ويبوسها من خدها:- أنتِ حبيبة عمير أنتِ.
– يا واد بقيت لِمِض.
عمير لما إرتاحت نفسيته وإتطمن ظهرت شخصيته الحقيقية، ظهر الطفل اللي حابب الحياة اللي بيلعب ويتنطط ويجري ويضحك ويهزر ويتكلم، مطلعش إنطوائي، وكمان طلع عنده سرعة بديهة وخفة دم ولماضه، عمير طفل كان محتاج يحس إنه طفل.
– المهم يا تيتا، عمو الشيخ قالي حاجة مهمة في درس القرآن .
– وايه هي بقى يا عم الشيخ.
– قالي إن المفروض بعدما نخلص صلاة نفضل مكاننا ونقعد نذكر ربنا على إيدينا ونقول ” سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر” تلاتة وتلاتين مرة، ونختمها بـ إيه أنا نسيت.
إبتسمت جدته وهي بتكمل ليه:- بنختمها بـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي و يمت وهو على كل شيء قدير.
عمير من النوع الفضولي وبيحب يعرف السبب ورا كل فعل وكلمة، ودي بالنسبة لي حاجة حلوة فكرة شغفه بالمعرفة، ردت عليه وهي بتوضح ليه بطريقه سلسة:-لأسباب مهمة:توحيد الله: بتأكد إن مفيش حد يستحق العبادة غير الله، وإنه هو الواحد الأحد.الشكر لله: بتعترف إن كل النعم والملك لله، وإنه يستحق الحمد والشكر.القدرة الإلهية: بتفكرنا إن الله قادر على كل حاجة، ومتحكم في الكون كله.اتباع سنة النبي: ده من السنة النبوية، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان بيوصي بيها بعد كل صلاة.ببساطة، الذكر ده بيجمع بين التوحيد والشكر وتمجيد قدرة الله، وبيختم الأذكار بطريقة كاملة.
بعدها كملت:- بس أنت نسيت حاجة مهمة يا أستاذ.
– إيه هي؟!
– نسيت تقول إن قبلها بنقرأ آية الكرسي، وإن اللي يقرأها بعد كل صلاة مابيفصلش بينه وبين الجنة غير الموت.
إتكلمت روان وهي بتقرب تشيله:- ليه مراد ابني ميبقاش زيك؟
رد عليها بكل بديهية:- سهل يا طنط، وديه الحضانة زي ما ماما وبابا بيعملوا، وخليه يروح النادي يلعب رياضة علشان يبقى شاطر، وخليه يروح يحفظ القرآن ويبقى شاطر ساعتها، بس هو فينه؟
– راح عند بيت جده من إمبارح، الصبح ان شاء الله هتلاقيه جايلك.
– ماشي.
بعدما خلصنا كان دخل عمو ومصعب وباهر، دخلنا مع طنط وعملنا الشاي باللبن وقطعت الكيكة وطلعنا قعدنا أكلنا كلنا على السفرة، بيت أهل مصعب دافي أوي، دافئ دفا مبدأتش أحسه غير لما بقيت جزء من العيلة دي.
عدا يوم والتاني لحد ما جهه معاد الفرح.
– مصعب أنا مش عايزه أروح.
– هنسيب عمير ووقار مع ماما، وهنروح أنا وأنتِ، وأنا أوعدك محدش هيقدر يعملك حاجة، وأوعدك إني هبسطك اليوم ومش هترجعي البيت هنا غير وأنتِ الضحكة مش مفارقاكي.
كمل وهو بيدخل الاوضة وبيقولي أجي وراه، دخلت وهو فتح الدولاب وطلع منه فستان سواريه سيمبل إسود خامته مابين الشيفون والستان وفيه نقوش من فوق وفي حزام في النص، بصيت عليه وأنا مبهورة، اللي هو إيه الواو والروعة دا، إيه العسل دا؟؟
– دا.. دا ليا أنا ؟؟
– الحلو للحلو يا حلو.
– دا جميل أوي.
– الأميرات مايستحقوش غير كل حلو ومبهر يا جميل.
قلبي بيدق كدا ليه، هو وقع صريع الهوى ولا إيه من الكلام دا؟!
– المهم تعالي كدا، أنا بفكر ألبس بليزر رمادي علشان الطرحة اللي مع الفستان لونها رمادي، إيه رأيك؟
– هيبقى شكلك حلو.
جهزت وحطيت ميك أب سيمبل جداً، بعدها طلعت ليه، وقف وهو بيقول:- سبحان من خلق فأبدع، لاء بقى، شكلك حلو وأنا من حقي لوحدي أشوفك بالحلاوة دي.
– يعني حلوة؟
– مبهرة، جميلة، ساحرة، كل حاجة أكتر من حلوة، أنتِ حاطة إيه ؟؟
– كريم ومسكرة وليب جلوس وكحلة وبس!
– أومال لو حطيتي fall makeup كدا هتبقى fall moon صح؟
نزلنا وأنا طول الطريق خايفة:- مصعب علشان خاطري يلا نروح، يلا نرجع، مش عايزه أقابلهم.
بص على الطريق وبعدها بص ليا وهو بيقولي بنرة جادة: لازم تروحي وتقابليهم علشان تعرفي مسار حياتك فيما بعد هيكون إزاي، لازم تواجهيهم، وأنا واثق كدا كدا من إنك تواجهيهم.
وصلنا، إيدي بدأت تترعش، وشي عرق، نبرة صوتي بقت مهزوزة، مصعب مسك إيدي وتبت فيها وهو بيطمني، دخلنا القاعة، وأول ما دخلت قابلت اللي كانت حماتي، بصت ليا وهي بتتكلم بصوت عالي:
– أنتِ يا بومة، إيه اللي جابك هنا؟ عايزة تعكنني عليها فرحتها؟ عايزاها تبقى نحس زيك ليه؟ غوري من هنا!
رديت عليها بثبات وأنا بتكلم:- احترمي نفسك يا ولية أنتِ وبعدين أنا اللي جاية ليه؟؟ دا فرح أختي.
مصعب كان واقف جنبي وماسك إيدي، بصت ليا وهي بتقيمنا بنظرة تقليل:- هاه، ومين دا كمان؟
مسكت في دراعه وأنا بقول ليها بنبرة باردة:- مصعب، جوزي.
– وياترى جوزك يعرفك إنك بومة، وانك أرض بور مابتخلفيش؟
– ما تحترمي نفسك يا ست، أنا محترم إن حضرتك واحدة كبيرة في مقام أمي، إنما أنتِ مش لامة نفسك، مين دي اللي أرض بور، دي جنة ربنا على الأرض.
– بقى حتة اللمامة دي جنة؟
جات مرات أبويا من ورا وهي بتتكلم بنبرة ود مصطنعة:- إزيك يا رحمة.
– منورة يا ماما، ولا أقول يا مرات أبويا؟
– إتلمي.
– ما أنا ملمومة، الدور والباقي على اللمامة اللي جيباها هنا.
– دي تبقى عمه عريس أختك، الدكتور معتز، وهي ماشاء الله يعني اللهم لا حسد الدكتورة شيماء، وأنتِ عارفة الدكتورة مبيأخدش غير دكتورة.
إتكلم مصعب بمكر:- معاكي مصعب، مهندس بترول، شغال في شركة بترول من أهم الشركات على مستوى الجمهورية، جوز المودموزيل رحمة.
– إحنا وافقنا عليك أصلا علشان تبقى هي مربية لأولادك، لأني ما أقبلش على بنتي تتجوز واحد معاه عيال وهي تربيهم له، وإحنا قولنا نديهالك لأنها كدا كدا زي ما قالت اللي كانت حماتها أرض بور.
مع كل كلمة كانت بتطلع منها كانت قلبي بيتفتت، جزء مني بينهار والتاني ببحاول يبان ثابت، من صغري، من لما ماما إتوفت والست دي بقت مكانها وأنا مشوفتش حنية الأم، كنت بشوفها في نظرات أمهات أصحابي ليهم، في أفعالهم، والست دي أنا كنت أحسن من بنتها، كنت شاطرة ومتفوقة، كنت أحلى!!!
– والله كنتوا مفكرين بتضحكوا عليا، بس طلع ربنا عوضني بيها، ولو رجع بيا الزمن هختارها من بين الكل، لأن يا بخت اللي في حياته رحمة، وقلب رحمة.
– مخايفش على نفسك؟!
– من إيه ؟
– منها؛ دي مش وش خير لحد.
– دي من ساعة ما دخلت حياتي وأنا مشوفتش منها غير كل الخير، دي دخلة الخير الحقيقية أصلاً، وجودها زي اسمها ” رحمة”.
– أنا عازماكم علشان اوريها بس إني جوزت بنتي جوازة عِدلة، وإني رميتك من بعد ما أبوكي مات لأني ماكنتش عايزه أصرف عليكي ولا على تعليمك، ولا كنت عايزاكي تكوني أحسن من بنتي.
رد عليها مصعب وهو بيزعق:- أنتِ مريضة، أنت لازم تتعالجي، اللي زيك مكانهم المصحة، ربنا ما بيضيعش حق حد، كل دا هيترد وهتشوفيه في أعز ما ليكي، أنتِ مريضة.
ساعتها أنا عيطت، انهارت وأنا بسمع كلامها، كمل مصعب وهو بيأخدني في حضنه:- أنتو ماتستهلوش حد زيها في حياتكم أصلاً، دي ضافرها برقبتكم كلكم، عارفة، ساعة ما ربنا برجع ليها حقا، أنا اللي هجيبها تشوفك مزلولة، هجيبها وأنا اللي هشمت فيكي، ويلا يا رحمة من غير سلام لأشكال زيّ دي.
كمل وهو بيبوص ليها: طيب أقولك علشان أكيدك وأضايقك أكتر، أنا هأهديها وهأخدها أفسحها وأعملها كل اللي في حياته ماشوفيه ولا حلمتي بيه.
طلعنا من القاعة وأنا وقفت وكنت بتكلم بعياط:- قولتلك مش عايزه اشوفهم ولا أقابلهم، سواءاً هي أول اللي كانت حماتي، أنا أضربت منهم، وإتهنت، أنت مش مجبر تكمل مع واحدة أرض بور زي ما قالوا، واحدة كانت أرملة، واحدة علامات ضرب الاتنين مازالت معلمة في جسمها، حتى لو بدأت الآثار تروح، بس هي مازالت معلمة في قلبي.
طبطب عليا وأخدني وركبنا العربية، روحنا مكان هادي وفاضي زي الجنينة، إتكلم بهدوء:- إتكلمي، قولي كله، وأنا هسمعك لحد ما تزهقي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لكنها ظلت مزهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *