رواية خبايا القلوب الفصل التاسع 9 بقلم أسماء محمد
رواية خبايا القلوب الفصل التاسع 9 بقلم أسماء محمد
رواية خبايا القلوب البارت التاسع
رواية خبايا القلوب الجزء التاسع
رواية خبايا القلوب الحلقة التاسعة
إلتقط الورقة وقلبها تحت نظرات سيليا المرعوبة : إيه دي يا بتي ؟
سيليا بتوتر : دي وصفة فيها أقراص المغص والبرد
محمود :ليه يا بتي هو إنتي عيانة ؟
إبتلعت سيليا لعابها خافت إن انكشف أمرها
سيليا : أبدا يا بابا الحج أنا كنت تعبانة شوية فروحت الصيدلية اشتري أقراص
نظر لها طه بتفحص وشك بطريقة كلامها وخاف إن يكون مكروها إصابها وهي بدورها تخفي ذلك
محمود : بس يا بتي مجولتيش ليه كنا روحنا للدكتور
سيليا : مش تعبانة للدرجادي يا بابا الحج دا شكله دور برد خفيف وهيعدي بس قولت أجيب علاج قبل ما الدور يتقل عليا
سيليا : فيه حاجة يا بابا الحج ؟
محمود ابتسم : أبدا يا بتي أني بس جلجت عليكي لما لقيت معاكي الورجة دي
حاولت سيليا أخذ أنفاسا بهدوء : إنا بخير إطمن يا بابا الحج ،هو إيهاب صحي ؟ عندنا معاد مع الدكتور كمان نص ساعة
محمود : إيهاب خرج مع حماتك جالوا رايحين مشوار طوالي ومش هيتأخروا ،خشي يا بتي زمانهم راجعين
حاولت الإبتسام وبمجرد إن اختفت من امامهم حتي تنهدت
طه : عن إذنك يا أبوي
محمود : طه!
طه : إمرك يا أبوي
محمود : صحيح إللي سمعته ده ؟
طه : سمعت ايه يا أبوي ؟
محمود : بلاش شغل الحنجل والمنجل عليا أني ،إنت واعي جصدي مليح ،إنت فاتح مشروع من ورايا ؟
توتر طه وخاف إن يكبر الموضوع أو يفشل المشروع بكلمة من والده لذا لم يصرح عن شئ قبل أن يكتمل ويا فرحته التي لم تكتمل!
محمود : ساكت ليه ؟ سكوتك ده معناه إن الكلام إللي سمعته حجيجي
طأطإ طه رأسه خجلا ولم يتفوه بشئ
محمود : أني عارف إن إنت مش بتحبني ومش تعتبرني أبوك بس علي الأجل كنت تعرفني مش ابجي زي طرطور أعرف من برا
طه : أبوي يعلم ربنا إني كنت خايف أجلك خوفا علي زعلك كنت بفكر أمهدلك الموضوع كييف بس هي جات أكده معايا
محمود : إعمل إللي إنت عايزه ، هتفرج إيه يعني ؟ بس علي الأجل تحترمني جدام الخلج مش ابجي واجف معرفش بيتكلموا عن إيه ؟ روح الله يسهلك خلينا زي ما إحنا هتشتغل مكانك ولا جررت تسيب الشغل في الارض وتشتغل ولا لسه ولا جرارك اي؟ ابجي بلغني
طه بحزن : أبوي
تركه محمود ورحل للخارج بلا كلمة ولمعت دموع طه علي تلك المعاملة الجافة القاسية
جلس مكانه وأخرج من محفظته صورة لوالدته كعادته حينما تلخبطه الهموم تبكي عينه : شوفتي يا اما موتك جسم ضهري نصين بجيت ميت من بعديكي من بعد الام فيه إيه بجيت شغال أجري في مالي عند أبوي خواتي بيتعاملوا كيف الأمرا وأني خدام حتي الناس بجيت عارفة الحكاية كاني مش ولده
بكى : أني صوح مش ولده ؟ دا ايه الامتحان الصعب ده يارب ،من يوم موتك ياما وأني وحيد كسرتني الهموم عايش وحدي رغم إن فيه ناس حواليا عيحبوني بس كنت عاوز أبوي كنت عاوزه يعوضني فجدانك خفت والدنيا جسيت من بعدك بعد الام فيه إيه ؟ اتوحشتك جوي جوي يما ،يوم ما جولت الدنيا ضحكتلي وعشت من جديد كانت بنت زي الجمر دخلت حياتي بس الحياة مفرحتنيش بيها بالعكس علجتني بيها وادتني جفاها وخطفتها مني كيف الحية ؟ ليه الدنيا دي جاسية أكده ، عذاب لما تكون شايف حب عمرك جدامك بس متحرم عليك وكل كلمة عتطلع من خشمي ليها أو منيها ليا بألف حساب
تابع انهياره وهي تقف من بعيد تراقب انهياره وحالتها مزرية أكثر من حالته تناثرت أفكارها
حمحمت بقوة كي يسمعها ويجفف دموعه لإنه ليس ذلك المكان الذي ينهار فيه ذلك ليس مكانا مناسبا أبدا….
نظر لها نظرة طويلة لم تفهم معناها لكن قلبها زاد هموما تركها وصعد قابلته سحر التي كانت تراقب نظراتهم لبعضهم بخوف حقيقي يداهم عقلها ويزيد من حدة تفكيرها
طه : واجفة أكده ليه
سحر : كنت نازلة برن عليك من ساعة مش بترد قلقت عليك
طه : كتر خيرك ،إني عايز أكون لوحدي شوية ممكن تسيبيني علي راحتي ولو تعبتي أو عوزتي حاجة ناديني بس سيبيني دلوك من فضلك
أومأت له ولم تنطق وتركته يدخل الشقة وظلت مكانها تتابع شرود سيليا وتنظر في إثر طه لم تفسر انهيار طه ونبرة صوته المهزوزة سوى مواجهة دارت بينهم أو انهيارا بسببها وخمنت إن قلبه مازال معلقا بتلك الفتاة رغم كل شئ فعلته وتحاول فعله شعرت بالغضب والغيظ يملائاها
شعرت إنها لم تفعل شيئا فقررت إن تتخلص من سيليا حتي تنتهي من صداعها ومدح الجميع بها وستبدأ المعركة حقا لتكسب قلب طه وتزيح سيليا من حياته بالقوة الإجبارية هي لم تكن اتفكر بذلك مطلقا لو أنها كانت فتاة عادية لا علاقة لها بهذا كله أو بطه هي امتلكته وانتهي آلامر وبالأمر من تملكه عليه ألا يفكر إلا بها هو صحيح ليس الوسيم الذي تتلهف عليه النساء لكنها تراه غير عادي وتفتخر بهذا الزواج
قررت إن تتلاعب بخبث
أما سيليا فوجدت خلو البيت شيئا مناسبا وقامت بإخراج الأدوية وأسرعت للمطبخ وتجرعت الجرعة التي وصفها لها الصيدلي
أنين متواصل ووجع فاق توقعاته لكنه غير مبالي فهو من اختار هذا المجال بنفس راضية هو من فضل تلك المهنة دون سواها رآها شرفا له ولوطنه إن يكون شرطيا يطهر بلده من الفساد رأي ذلك وسام شرف له ولعائلته ومصر أكثر من تستحق ومن لا يعرف مصر ؟ رغم ألامه لكنه شيئا متوقعا حتي لو كان الموت هو النتيجة وإن أطال الله في عمره سيعيد ما فعله مع أمثال الشر يكفي إن يكون الله راض عنه وهو يتابع عمله ومهنته وشرفه
زاد الألم وزاد أنينه وتزايدت ضربات قلبه وهو ينتظر في مخبأ مع أحد الجنود شعر الخيبة لإنه من أجل إصابة أطاحت به ارضا أصبح كالجبان يرقد بلا حول ولا قوة شعر بمتعة عمله وإنه لم يتعود ولولا علته لم يكن ليرقد هكذا ولكن الاصابة لا تأتي إلا من الخائن ما عكر صفوه سوى الخيانة وإنه يشك بخيانة أحدهم بزيه الرسمي يا للعار من أجل ماذا يبيع إبن الوطن وطنه ؟! كله زائل وتبقي امام رب العباد وتسأل عن ذلك هل سيشفع لك المال الذي خنت وقالت واذنبت من أجله كله زائل إلا وجه الله سبحانه وتعالى
قرر إن يتوقف عن التفكير في ما يحدث وخصوصا مع تزايد في صوت اطلاق الرصاص قرر إن يفكر في شئ غير مألوف يشغل باله عن التفكير فيما يحدث حتي ينهي ربه ما يحدث من عنده سبحانه وتعالى
لم يجد شيئا في باله سواها قفزت إلي خياله فجأة تلك الفتاة وتذكر موقفهم الاخير وغضبه مما فعله وصغعها له وندمه من ردة فعله والتي أدت لإستنتاج خاطئ فهي إشرف فتاة رآها ومن أين يعرف ذلك إنه مجرد إحساس
هي مرة وحيدة تحدث معها خلقت مشاعر مختلطة بداخله ماذا يسمي بذلك بحق الله ؟ وماذا سيكون نتيجة هذا التفكير
شعر بأنفاسه تتزايد والرؤية تتشوش أمامه وإصوات متداخله حوله تنادي إسمه وهو لم يرد سوى إسم واحد (وعد) قبل أن يردد الشهادتين وتغلق عينيه ترى هل ستكون تلك النهاية ؟ لا أعتقد ذلك فلقد بدأت حكاية كانت تلك بدايتها لعلها خيرا بإذن الله
صرخت عزيزة بفزع : ولدي!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خبايا القلوب)