روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الرابع والثلاثون

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الرابع والثلاثون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الرابعة والثلاثون

أوقف السيارة بعدما وصلا امام المنزل فنظر لها والأبتسامة العابثة تغزو شفتاه فطريق عودتهم لم يخلو من نظراته المشتاقة و كلماته التى تحمل بين طياتها الكثير، جعلت وجهها بأكمله باللون الأحمر متصطنعة الغضب طوال الطريق كابحة ابتسامتها الخجولة، فاليوم رأت شخصيته العاشقة والتي لم يسنح لها وقت حتى تراها واليوم جائتها فرصتها كي تراها وتجعلها تقع بغرامة اكثر فأكثر…….
-وصلنا على فكرة
فاقت من أفكارها على صوته الرجولي فتنهدت وقالت بمرح متفادية النظر لعيناه الجريئة
-على أساس أني مش شايفة صح!؟
عقبت كلماتها بفتحها لباب السيارة ونزولها منها وسرعان ما قطبت جبينها وأنحنت قليلًا ناظرة له بدهشة وهى تراه لا يزال قابعًا مكانة لم يترجل هو الآخر
-أنت مش هتنزل ولا إيه؟!
أماء برأسه قائلًا
-لا ورايا مشوار هعمله وارجع علطول
ارتفع حاجبيها وبدأت الشكوك تتغلغل بداخلها وأنه يرغب بتركها والذهاب لزوجته الآخرى، فردت بوجوم وضيق
-مشوار إيه اللي هتعمله بليل كدة!
-مشوار يا رقية لما أرجع هتعرفي وهحكيلك
صكت على أسنانها بغيرة وقالت والنيران تضرم بين صدرها
-رايح لشهيرة مش كدة!! إيه وحشتك؟
أبتسم بعبث وقال بمرح
-أنتِ هبلة يا بت
أعتدلت بوقفتها وفتحت باب السيارة مرة أخرى وأستقلت بجواره دافعة مغلفة الباب بعنف، فاتسعت ابتسامته من حركتها العفوية والتي اوضحت غيرتها وضوح الشمس….
-لو رايح لشهيرة يبقى رجلي على رجلك انت سامع
أشاح وجهه للجانب الآخر يخفي ابتسامته وبرق بعقله فكرة عزم على تنفيذها الآن..
ألتفت لها مخفيًا ابتسامته وحل مكانها عبوس وقال بجدية زائفة
-مينفعش تيجي معايا لازم اتكلم مع شهيرة وأكيد مش هتطلعي معايا يعني
نظرت أمامها قائلة بلا مبالاة رغم تلك الغيرة التي تتآكلها
-اكيد مش هطلع معاك هستناك في العربية عقبال ما تنهي معاها
-مينفعش افرضي اتأخرت فوق هتفضلي قاعدة لوحدك كل ده!!!!
قالها راغبًا في اشعالها وأن تعترف بغيرتها عليه وعقب أنهاء حديثه أسودت عيناها وأستدرات تنظر له قائلة بغضب أهوج
-وأنت هطول فوق ليه إن شاء الله، ناوي تودعها قبل ما طلقها ولا إيه، بقولك إيه متعصبنيش هما عشر دقايق يا آسر، عشر دقايق بالتمام والكمال تنهى فيه الموضوع وتنزل، ولو عدى العشر دقايق وملقتكش قدامي هتلاقيني أنا اللي بطب عليكم
أصدرت عنه ضحكة رجولية عالية وهو يدير السيارة مغمغم بمرح جعل غضبها يتكاظم
-اموت أنا في القطط الشرسة
**********
-غبي…. غبي قولتله مينفذش غير والزفت ده لوحده، أزاي يخالف كلامي، أهو بوظ الخطة كلها
قالت ندى تلك الكلمات بعصبية مفرطة بعدما قص عليها فتحي ما حدث مبدلًا الأدوار متقنًا أداءه الكاذب مخبرها بأن صبري من أراد التنفيذ ورنا برفقة مالك وليس العكس، نهض من مجلسه مغمغم بكذب
-والله يا هانم قولتله بلاش ومراته معاه وأنك كدة هتبوظ الدنيا، بس برضو نفذ اللي في دماغه يلا بقى منه لله، ده حتى الفلوس اللي خدها منك قولتله نرجعها مرضيش يا هانم آه والله ما رضي
-مش مهم الفلوس أنا اهم حاجة عندي دلوقتي نفكر في حل ونشوف صرفة أنا عايزة الحيوان ده تحت رجلي
حك فتحي ذقنه وقال بأستفهام
-قصدك على صبري غالي والطلب رخي
كاد يكمل قاطعته بغل وكره
-صبري إيه دلوقتي أنا بكلم على الزفت مالك
مط شفتاه متمتم بتفكير
-تقصدي جوز بنتك
-أيوة جوز زفته، أنت معايا مش كدة
أماء لها مردفًا
-من أيدك دي لـ أيدك دي يا ست هانم واللي هتؤمري بيه هيحصل
ابتسمت بخبث وسعادة لم تدوم طويلًا نتيجة لتلك الطرقات العنيفة على باب المنزل فعقدت ما بين حاجبيها متمتمة بغضب
-ده مين الحيوان اللي بيخبط كده
كادت ان تفتح لولا صوته الغاضب الذي جاء من الخارج هاتفًا بأسمها بغضب يحثها على فتح الباب
-أفتحي يا ندى أفتحي وألا وديني هكسر الباب
عادت سريعًا تجاه فتحي والذي لا يفقهه شئ مما يحدث متمتمة بخفوت
-أدخل أستخبى بسرعة مش عايزة حد يشوفك يلا اتحرك وإياك إياك تخرج لو حصل إيه
استجاب لها مهرولًا تجاه أحدى الغرف مغلقًا على نفسه
اما هى فـ فتحت الباب راسمه الجمود والبرود على ملامحها غير مدركة بأن آمر هيام قد كُشف
وما لبثت أن تتحدث حتى تأوهت مما فعله
جذبها خالد من خصلاتها فصدر أنينًا خافتًا من شفتاها، ولج برفقتها المنزل مغلق الباب خلفه قائلًا بهدر
-كنت سايبك عشان بنتي اللي للأسف تبقى بنتك أنتِ كمان بس من بعد اللي عرفته مش هسيبك يا ندى وهدفعك التمن غالى يا بنت الكلب
أنهى حديثه دافعها أرضًا فأرادت أستفزازة اكثر فابتسمت وكأن ما فعله لم يحرك بها شئ
-هى لحقت اشتكتلك هى والمحروس بتاعها
قطب جبينه غير مدركًا مقصدها فأكملت ناهضة عن الأرضيه منفضة ثيابها
-مش ندى اللي تتعامل بالهمجيه دي، الطريقة دي تتعامل بيها مع السنيورة بتاعتك مش معايا انا وبالنسبة مالك فالحركة مقصود بيها حسن ونبيلة مش أنت يا
صمتت رامقة إياه من رأسه لأخمص قدميه بسخرية
-يا خالد
أدرك خالد أنها فعلت شئ بـ ابن أخيه أيضًا ففارت الدماء بعروقه فها هى لا تكف عن أذيه أحبائه
ظل يقترب منها ببطء مريب جعل الدماء تتجمد بعروقها متمتم بنبرة مخيفة حد الموت
-كمان مالك، مش مكفيكي هيام واللي عملتيه فيها أنتِ إيه شيطان ماشي على الأرض
هنا وقد فهمت سبب مجيئه فأبتسمت رغم خوفها راغبة بأستفزازة وأخراج أسوء ما فيه، فظلت تعود للخلف
-أنت عرفت….بس إيه رأيك في بنت حبيبة القلب وهى مدمنه، هبه عاملة إيه وهى شيفاها كدة قدامها… مدمرة مش كدة
رفع خالد كفيه ونزل به على وجهها بقوة، لم تستوعب ما فعله ولم تخرج من صدمتها بصفعها حتى وجدته يكرر صفعها ويهوى بكفيه على وجنتيها بصفعات متتالية جعلت الدماء تنزف من فمها وأنفها
توقف عن صفعها واقترب منها بانفاس هادرة قائلًا بتوعد
-أستعدي للي جاي لأنه مش هيعجبك نهائي
تركها ورحل….تركها بصدمتها من تحوله فالطالما عرفته بالشخص الهادئ المسالم، ألتلك الدرجة يحب أبنته…..هل يتحول الشخص وتتبدل طباعه من أجل ابنائه….لم تجد أجابه على اسألتها ولكن الأجابة كانت واضحة وهى نعم فالأنسان قد يتحول لوحش دفاعًا عن ابنائه وقد يضحى بعمره كى لا يصيبهم ضررًا أو مكروه…….
هبطت دموعها دون أن تشعر والالم يملؤها من قوة صفعاته
أما بالغرفة فولجت الغرفة التي يتخبأ بها فتحي ترغب برحيله وتركها بمفردها فوجدته يقف أمام التسريحة الخاصه بها والتوتر والقلق أعتراه عندما فتحت باب الغرفة، لكنها لم تستطع رؤية توتره وما حدث عند ولوجها الغرفة قائلة ببرود مميت
-تقدر تمشي دلوقتي وأنا هبقى اكلمك
ابتلع ريقه ورفع يديه يمسح حبيبات العرق على جبينه متمتم باستىذان
-أنا آسف أني مدخلتش بس حضرتك قولتيلي محدش لازم يشوفني
أشارت له حتى يتوقف عن الثرثرة قائلة
-قولتلك أمشي وهبقى أكلمك
-اللي تشوفيه يا هانم
وقبل أن يغادر الغرفة التفت رامقًا ذلك الصندوق الموضوع على التسريحة والذي كان ملئ يمجوهرات لا تعد ولا تحصى…..مجوهرات قد تجعله غنيًا دون شقاء
فأبتسم بخبث وبدأ يفكر بخطة جديدة سيكون هو الوحيد الرابح بعدها
*********
جذبه بعنف وقوة مبعدًا إياه عن إياد الذي بات لا يتحرك أسفله مستسلمًا له ولضرباته المبرحة
-كفااااااية يا ثائر
كشر عن أنيابه وقال بصوت غاضب حد الجحيم وعينيه مثبته على إياد، حمراء مثل الدم
-لا مش كفاية… مش كفاية ده أنا لو أطول هطلع روحه في ايدي أبن*****
أنهى سبابه البذئ وكاد أن يتحرك يقترب من إياد الذي بدأ يتحرك محاولًا النهوض وعينيه تطلق شرار
منعه خالد بصعوبة قائلًا بصوت حاسم
-وأنا قولت خلاص كفااااااية، ودلوقتي أنت عرفت اللي حصل مع هيام والقرار في أيدك سواء هتكمل معاها أو هتسيبها، بس حط في دماغك أن اللي هيام عملته ده عملته عشانك قبل ما يبقى عشانها، وكانت متوقعة أنك متصدقهاش
رفع يديه يمسح على وجهه بصعوبة وسار ذهابًا وإيابًا أمام أنظار خالد فكان بتلك اللحظة كالثور الهائج……يفكر بما فعلته…جرحه…أهانته…أهدار كرامته…
فكانت أفكاره بتلك اللحظه هى التي تزأر لا لسانه…فكيف تخبأ عليه هذا الأمر..لما تصرفت بتلك الطريقة؟
ألا تعلم أنه كان سيصدقها لا محال!!!!
أطل الغضب الأعمى من عيناه وتحرك صوب الباب مغادرًا المنزل لا يطيق ذرعًا حتى يراها…..غادر أمام مرآى خالد و إياد الذي كان يلتقط أنفاسة بصعوبة فتحرك خالد تجاهه متفحصًا ملامحه التي لم تعد واضحة وأنتفخت عيناه
-قوم خلينا نشوفلك أي حاجة حطها على وشك اللي باظ ده وبعدين تروح
نهض معه إياد متمتم بصوت متألم يشوبه بعض المرح
-هو باظ أوي يعني
تجاهله خالد وساعده مجبرًا مقررًا الذهاب لتلك الأفعى بعدما ينهى مساعدته
***********
فتحت باب المنزل بوجه قاتم مقتضب، ملامح شاحبة، عقدت ذراعيها أمام صدرها عندما وجدته يقف أمامها هاتفة بتهكم
-غريبة مفتحتش الباب ليه ولا المفتاح ضاع منك
أجابها بهدوء مريب
-لا مضاعش يا شهيرة بس خلاص…… كل شئ انتهى وده اللي أنتِ كنتي عايزاه
فكت عقدة ذراعيها وبدأت ترتخي ملامحها وكذلك قلبها الذي بدأ يدق بعنف….
-قصدك إيه يا آسر
زفر آسر زفيرًا طويلًا وقال
-يعني أنا عارف أنتِ أتجوزتيني ليه، زي ما أنتِ عارفة أنا أتجوزتك ليه جوازنا كان جواز مصلحة مكنش فيه مشاعر وجه الوقت اللي لازم الوضع ده يتصلح فيه والأمور تأخد مجراها الطبيعي
كانت مضيقة عيناها تتابعه بشكوك تتمني أن تصبح شكوكها بمحلها وينفصل عنها وكان لها ما أرادت
-أنتِ طالق يا شهيرة
ومتقلقيش حطتلك فلوس في حسابك اللي فتحهولك وكمان الشقة دي هكتبها بأسمك والعربية كمان
قال كلماته ورحل من أمامها سريعًا حتى يحظى ببعض الوقت مع معشوقته التى تنتظرة بالأسفل…
أما شهيرة فولجت المنزل وأغلقت الباب وكلماته تترد باذنيها
-أنتِ طالق يا شهيرة، أنتِ طالق…طالق…..طالق
أتسعت ابتسامتها وأرتفع صوت ضحكاتها الأنثوية لا تصدق أنه فعلها، أي إمرأة كانت لتحزن لأنفصال زوجها عنها خاصة إذا كان من أمثال آسر شاب وسيم ثرى تتلهف النساء لنظره من عيناه وأشارة من يديه لكن تلك كانت تطير من السعادة قلبها يقفز فرحًا تتخيل بأن زواجها هو العائق بينها وبين معشوقها يوسف……
-طلقني يا يوسف، آسر طلقني ومبقاش فيه حاجة تمنع أننا نبقى مع بعض
**********
أضاءت الأنوار الخافتة بجوارها، ونهضت من جواره على الفراش بعد أن تأكدت من نومه العميق فها هو وبعد ما حدث بمنزل والدتها وعادا سويًا حاول بكافة الطرق أن يرفهه عنها ويزيل حزنها، ورغم ضيقها وحنقها إلا أنها أظهرت عكس ذلك غير راغبة بأزعاجه، يكفي كلماته التي لامست قلبها، وجعلت عيناها تلمع بتأثر
خطت بقدميها تجاه المرآة وجلست أمامها تطالع صورتها المنعكسه وكثير من الأفكار تعصف بذهنها
لمعت عيناها وهى تنظر لخصلاتها المنسابة على ظهرها، أغمضت جفونها بألم، فكم ترغب بأن ترتدي حجابًا يخفي خصلاتها وعنقها عن أعين الرجال، كارهه نظرات الرجال لها، فـ كثيرًا ما أرادت أتخاذ تلك الخطوة ولكن كيف تتخذها فالتفكير بها أمرًا سهلًا لكن التنفيذ ليس سهلًا بل صعبًا وللغاية
ترغب بالتقرب من ربها، تستغفره عما فعلته…سواء كان سهر… ملابس فاضحة… وتركها للصلاة وهى بذلك السن الواعي المدرك
ارتجف بدنها وحدقت بصورتها للحظات…. ثوانِ…. دقائق
ثم نهضت من أمام المرآة وبداخلها تنوي أتخاذ تلك الخطوة وفعلها حقًا، ستصبح فتاة أخرى…فتاة على دراية تامة بدينها وتطيع خالقها
*********
ولج المنزل مغلقًا الباب بهدوء يعكس الشرار الذي يكمن بين صدره، تحرك بالمنزل يرغب برؤيتها فكم يشتاقها ويتوق لها….
وجد هبه تجلس بالصالون تتوسط الأريكة وعينيها تطالعه بدموع وسرعان ما تحول الحزن البادي على قسمات وجهها لأبتسامة بسيطة ناهضة من مجلسها مقتربه رافعه ذراعيها مربته على عضلاته برفق قائلة بصدق
-كنت متأكدة أنك هتيجي ومش هتسيبها، عارفة أنها غلطت لما خبت عليك بس عارفة برضو أنك عاشق ومستحيل تسيب هيام في كل اللي هى فيه، فكرة أنك تتخلى عنها من سابع المستحيلات
أبتسم بألم مطرقًا رأسه للأسفل بحسرة متمتم بعد ثوانٍ من الصمت
-هى فين؟!
زفرت زفيرًا طويلًا مشيرة تجاه باب غرفتهم غير مدركة ما فعلته هيام عقب خروجها ودخولها للمرحاض وبحثها عن ذلك الكيس الذي يحوي المادة المخدرة والتى القته عقب أستنشاقه قبل رحيلها لحفل زوجها، تتمنى أن تجد قليلًا وتستنشقهم لتتغلغلها الراحة وكان لها ما ارادت….
-نايمة أعصابها تعبانة ومنهارة
أماء لها بأيجاب مغادرًا مكانه متحرك صوب الغرفة محاولًا السيطرة على مشاعره وأحاسيسه المشتته بتلك اللحظه فهو يشعر تارة أنه يريد صفعها ونهرها عما فعلته وتارة آخرى يشعر أنه يريد ضمها وطمأنتها بأنه معها…. لن يتركها ولن يفارقها إلا إذا فارقته روحه….
أما هبه فظلت تتابعه بعيناها وبعدها غادرت المنزل بهدوء تاركة أبنتها برفقته
ولج ثائر الغرفة والتي كان يسودها ظلام حالك، تقدم خطوات دون اصدار أي صوت حريصًا على عدم إيقاظها، أستمع لصوت أغلاق الباب فعلم بمغادرة هبه، ترك الباب مفتوحًا على مصرعيه ليتمكن من رؤيتها قليلًا من خلال ذلك الشعاع الضوئي المتسلل للغرفة…
أخذ نفسًا عميقًا عله يهدء نيران قلبه المتصاعدة وبعدها بدأ يتقدم منها، مسلطًا عينه عليها لا يزيحها ولا يرمش بجفونه….
جلس بجوارها على الفراش وبدأ قلبه يتلوى وهو يرى أثر بكائها على وجنتيها…كظم غضبه وأنخفض لمستواها مقبلًا جبهتها بقبلة ناعمة دافئة أغمض خلالها جفونها حتى يتلذذ بها..فكم أشتاقها واشتاق لقربها
رفع جسده الصلب وبدأت دموعة تتجمع بمقلتيه وبعد لحظات كانت قد تحررت وهبطت على وجنتيه، رفع يديه وأزال أثرهم بعنفوان، وظل يؤما برأسه يتوعد على عدم تركها فهى روحه وإذا غادرته مات قلبه وأصبح جسدًا بلا روح…..
تململت بنومها وخرج أسمه من فمها الصغير وحبات العرق تملئ جبينها، والدموع تهبط على وجنتيها أثماء نومها، رفع أناملة وأزالهم برفق، فـ عادت مناداته مرة أخرى لكن تلك المرة كانت كأنها تستغيث به، أتقن أنها ترى كابوس يؤرق نومها ويزعجها
أنحنى وهمس ببعض الكلمات بجوار أذنيها يبثها الآمان والطمأنينة
-أنا جمبك متخافيش
أنهى كلماته الهامسة مقبلًا إياها قبلات متفرقة على وجهها وعبراته لا تزال تذرف من عيناه، لا يستطع كبت أشتياقه الضارم بصدره
أيقظتها قبلاته ففتحت جفونها فرأته أمامها فظنت أنها بحلم وتراه بداخله فرفعت يديها محاوطة عنقه….فلم يفكر أو يتردد للحظة رافعًا يديه ضاممًا إياها بقوة كاسحة
فها هو يشعر بالنعيم بعدما ظن أنه حُرم منه…..
بتلك اللحظة تيقنت أن وجوده حقيقة، فأتسعت عيناها وأزدردت ريقها وحاولت الخروج من حصاره فلم يسمح لها و أزداد من ضمه لها ويديه تتغلل بخصلاتها لا يصدق بين يديه و لن يتفارقا….
-مش هسحملك تبعدي عني، مش هسمحلك يا هيام
أراد رؤية عيناها فأبعدها محاوطًا وجهها بتملك ناظرًا بعيناها الباكية متمتم بأنفاس عالية
-هتتعالجي وهترجعي زي الأول، ضحكتك الجميلة هترجع تنور وشك من تاني أنتِ سامعة
أغمضت عينيها وأنكمش وجهها بكاءًا تخجل من النظر بعيناه، وبدأ صوت بكائها يعلو تدريجيًا، والرجفة تجتاح جسدها الصغير
فشعر ثائر كأن أحدهم يعتصر قلبه فلم يدرك بذات إلا وهو يقترب منها ينحني تجاه شفتيها يلثمها برفق يبثها الآمان والدفء، يطمأن قلبها وجسدها معًا
هو معها ولن يتركها، ازدادت نيرانه وتغلغلت يديه بخصلاتها أكثر يمنعها من الأبتعاد
أما هى فسكنت بين يديه ترغب بدوام تلك اللحظة، تتمني أن يظل قربه المحب لقلبه
بعد لحظات ابتعد عنها يسنح لها بألتقاط أنفاسها الضائعة، اما هو فكان يلهث بعنفوان، أسند جبينه فوق جبينها قائلًا بخفوت
-عارفة نفسي في إيه دلوقتي؟
أغمضت عينيها تستمتع بسماعها لصوته ورائحة عطره الرجولية ويديها الصغيرة تتشبت بملابسه تتلهف لقربه
-إيه
حاوطها بذراعيه بتملك وقال بشراسة لا تليق سوى به وانفاس لا تزال عالية أثر مشاعره الجامحة
-نفسى الطشك كام قلم على وشك عشان اللي عملتيه معايا وعشان خبيتي عليا اللي أنتِ فيه، ومتفتكريش أن الموضوع هيعدي بسهوله لا…هتتعاقبي يا هيام وبالجامد كمان
**********
ولجا من باب المنزل معًا بعدما ظلا يسيران بالسيارة لبعض الوقت عقب نزوله من منزل شهيرة، وسرعان ما أرتفع جانب فم آسر متمتم بخبث وهو يميل قليلًا تجاه معشوقته هامسًا بجوار أذنيها لامسًا إياها عن عمد
-شكلهم نايمين، حتى الشغالين شكلهم ناموا… إيه رأيك تحضريلي أي حاجة أكلها عشان أنا جعان أوي..أوي..أوي
ابتعد عنها عائدًا بظهره للخلف يراقب ملامح وجهها والذي كان على يقين من تحول لونه للون الأحمر أثر كلماته الغير البريئة الملاقاه على مسامعها والتي فهمت مغزاها جيدًا
ابتلعت ريقها وأندفعت من أمامه هربًا قائلة بتلعثم
-ثواني وأكون محضرالك حاجة تأكلها
أماء لها بأيجاب وراقب رحيلها واتجاهها صوب المطبخ لتحضير الطعام له
ابتسم بمكر واضعًا يديه بجيب بنطاله وذهب خلفها يتبعها
دخلت المطبخ وأغمضت عينيها تهدء أنفاسها، رافعة يديها نازعة حجابها، فتحت جفونها وبدأت بتحضير الطعام له لعل ذلك يلهيها عما تشعر به…
أخرجت بعض الخضار وبدأت بغسلهم واضعة إياهم بأحدى الصحون غير منتبهه لذلك المتسلل خلفها يراقبها بأعين ثاقبة كعيون الصقر
ألتفتت والصحن بيديها فصُدمت به و سقط الصحن من يديها تلازمًا مع خروج شهقه من ثغرها الصغير
لاح الغضب على قسمات وجهها وأنحنت ململمة الخضار مرة اخرى متمتمة ببعض الكلمات الغاضبة
-حد يدخل المطبخ كدة طب اعمل صوت قول اي حاجة
كان يراقب غضبها بتسلية وفضل ألتزام الصمت، لم تجد أجابة فرفعت وجهها تطالعه بعصبية، فأعتدلت بوقفتها و الصحن بيديها و قامت بوضعه على الرخامة من خلفها وعادت تنظر له بغضب بادلها إياها بتسلية ومكر
وضعت كلتا يديها على خصرها قائلة بتذمر كالأطفال
-لا والله هو انا مش بكلمك و
كادت تكمل لكن سرعان ما جحظت عيناها وعادت للوراء وهى تراه يتقدم منها وعيناه لا تفارق حركة شفتيها…
أرادت الهرب من امامه فلم تجد مفر و وصلت للنهاية فالحائط اصبح خلفها و هو امامها فهتفت بتقطع
-آسر أنت وعدتني متقربش مني، انت كدة بتخوفني منك آسر
لم يستمع لها كانه أصبح أصم…..نطق مقتربًا منها مسحورًا ومفتونًا بها
-متخافيش انا مستحيل أذيكي أنا بحبك يا رقية
قال تلك الكلمات مقتربًا يرغب بتلثيمها لعل نيرانه تهدء…وما كاد أن يفعلها حتى وجدها دفعته وهرولت من أمامه مغادرة المطبخ
أعتراه غضب طفيف وخرج يلحق بها
ولجت الغرفة مبتعدة عن الباب بصدر يعلو ويهبط بعنف و
بعد أن اغلقت الباب من خلفها حتى تمنع ولوجه خلفها وابتسامة ترتسم على وجهها والسعادة تغمرها من تلك اللهفة والتوق التي تراه بعيناه تجاهها..فهذا يرضي غرورها وكبريائها كأنثى
وصل أمام الغرفة وحاول فتح الباب فلم يفتح معه فأغمض عينيه وزاد من قبضته على مقبض الباب متمتم بغضب
-أفتحي يا رقيه
أقتربت من الباب وتمتمت بهدوء يشوبة غضب رغم سعادتها
-لا مش فاتحة
-أفتحي يا رقية متعصبنيش
-قولت لا يا آسر عشان تبقى تحترم نفسك بعد كدة وتبطل قلة أدب
-قلة أدب إيه بس وبعدين هو انا شقطك ده أنا جوزك يا بنت الهبلة.. وبعدين مكنتش هعمل حاجة افتحي بقى لو حد شافني وانا واقف على الباب منظري هيبقى زفت
قالها آسر بصوت خافت متلفتًا حوله يتأكد من خلو الطرقة
فأجابته بعند وأصرار
-وانا قولت لا لا لا لا
جز على اسنانه وكاد يجيبها لكن منعه فتح الباب الخاص بغرفة صباح
فتحرك سريعًا على أطراف قدمه حتى لا تراه صباح وهو يترجاها لفتح الباب، وصل أمام الدرج الرخامي، ثم رآته صباح فنادت عليه
-آسر
ألتفت لها مبتسم ابتسامة لم تصل لعيناه
-ايوة
-كويس اني شوفتك ينفع نتكلم شوية
رفع يديه وجعلها تغوص بخصلاته متمتم بغضب مكتوم
-أكيد انا كدة كدة كنت نازل اوضة المكتب تعالي نكلم هناك
-ماشي
هبطت صباح برفقته فأدار رأسه قليلًا ينظر تجاه الغرفة متوعدًا لها متمتم بسره
-ماشي يا رقية ماشي
***********
“في حجرة المكتب”
-هنعمل إيه مع حنين؟هنجوزها
قالت صباح تلك الكلمات وهى تجلس بجوارة على الأريكة المتواجدة بآخر الغرفة
أراح ظهره للخلف قائلًا دون أي تعابير على وجهه
-أكيد هنجوزها، هو كان كلام عيال ولا إيه
وضعت صباح يديها على يديه وقالت بأبتسامة محبه
-لا مش كلام عيال كلام رجالة، ربنا يخليك ليا أنت ويوسف، على فكرة لو عرفت يوسف واتقربت منه هتحبه أوي يوسف طيب جدااا وقلبة أبيض
أراد أزاحة يديه من أسفل يديها لكنه لم يفعلها راغبًا بالتقرب منها وتعويض ما فاتهم
حمحت صباح وقالت بتوتر
-هو انا ممكن أسالك سؤال
-أتفضلي
قالها بهدوء فتابعت حديثها بتوتر
-مراتك عارفة انك متجوز غيرها
تبدلت ملامحها وطالعها ببرود، بعدها أجابها على مضض
-لو قصدك على شهيرة فـ أيوة عارفة أني متجوز رقية، ولو قصدك على رقية فهى لسه عارفة جديد، وكدة كدة طلقت شهيرة أنا بحب رقيه
تهللت أساريرها لحديثها معها والأكثر لطلاقة لتلك الفتاة التى لم ترتاح لها بسبب نظراتها الغير بريئة تجاه يوسف فعيناها كانت تفضحاها…..
ابتسمت بسعادة مغمغمة بحب
-مراتك شكلها بنت حلال وبتحبك غير التانية بصراحة مرتحتلهاش من اول ما شوفتها، ربنا يسعدك يارب أنت وأخواتك و يرزقكم الذرية الصالحة يارب
أبتسم لها وأبتسمت عيناه حبًا بتلك الدعوة المحببة لقلبه فتمتم وراءها
-آمين يارب

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *