Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فرح طارق

هرول سيف نحو الطبيب وحور بجانبه فور أن خرج من غرفة العمليات، قائلًا بلهفة
– هي كويسة ؟ 
ابتسم الطبيب بهدوء قائلًا
– الأم بخير الحمدلله، لكن للأسف..هي كانت حامل ف تؤام و طفل منهم اتوفى .
ابتلع سيف غصته وهو يشعر بألم وعينيه تنظر لـ حور التي طالعته بنظرة جعلت آلامه تزيد من كثرة لومها لهُ من نظراتها ! 
رحل الطبيب عنهم بعدما أخبرهم بأنها ستنتقل لغرفة عادية،  وبعد وقت ستفيق، لتنظر لـ سيف قائلة بهدوء
– ليان متعرفش إنها حامل ف تؤام، لأنها عملت اختبار بس ،ف الأفضل منعرفهاش ده ونقولها الطفل كويس.
سيف بـ صوت مبحوح من هول الصدمة التي سقطت فوق رأسه للتو
– ازاي ؟ لـيان لو معرفتش ده انا مش هعرف أكون معاها وأنا مخبي عنها حاجة زي دي ؟ 
– ومين قالك أنك هتكون معاها ؟ 
تجمد جسده وهو يتسمع لنبرتها الحادة، لتستكمل حور حديثها، وفهد قد جاء وكان يقف بجانب سيف وچَيدا يتابع ما يحدث
– هتسمعني و كويس أوي، مش معنى اننا ٣ ستات مع بعض، مفيش راجل ولا أي حد ف ضهرها ف إنك انت واخوك تفردوا نفسكم علينا ! وخاصةً انت يا سيف واللي بتعمله مع ليان، والله أكلك بسناني لو أختي جرالها حاجة، ده أول شيء، تاني شيء..عمري ما هأمن لأختي تعيش معاك تحت سقف واحد بعد اللي انت عملته، وخليك عارف ده كويس أوي، ليان هتخرج من المستشفى هنرجع القاهرة، الفيلا بتاعتي أنا وهي وماما، وقت وهتتحسن وهعرفها بنفسي إن جوزها المُصون اللي مش واثق ف مراته قتل إبنه بإيديه من غير رحمة، بس تعرف حاجة ؟ مش جديدة عليك يا سيف، القتل والاجرام والضرب والوش اللي طلعته على أختي اللي هي مراتك، ده شيء مش جديد عليك نهائي، شخص زيك أكيد هيطلع معاه الاكتر من كدة، ومش بعيد كمان تكون مش زعلان على ابنك اللي انت قتلته.
تراجع سيف للخلف، بل رحل من أمامها ومن المكان بأكمله، كلماتها باتت تتردد داخله، رحل من أمامها بإنكسار جعل حور لوهلة تشعر بالشفقةِ عليه، لتليها صورة شقيقتها ملقية أرضًا والدماء حولها، لتقسو ملامحها مرة أخرى وتقف بثبات.
تقدم فهد نحوها قائلًا بنبرة اخافتها ولكنها حاولت الثبات وإكمال ما حسمت أمرها على بدأه
– ايه اللي قولتيه دلوقت ده ؟ كان ممكن تسبيه ! مراته تفوق وهي تتكلم ؟ كان ممكن ليان متقولش كلامك ده والموضوع يتحل بطريقة تانية ! 
طالعتهُ حور واردفت بتحدٍ
– وعشان أختي مش هتقول الكلام ده وأنا واثقة من كدة ف قولته أنا يا فهد .
هل قالت اسمه هكذا للتو ؟ لم تسبق مرة من المرات أن لفظت اسمه هكذا ! تلك هي المرة الأولى التي توجه حديثها لهُ وتضيف إليه إسمه خصيصًا ! نبرتها متحدية، جادة، حازمة، ولكنها أضاعت كل ذلك بالنسبةٍ لهُ؛ لمجرد أنها قالت اسمه للتو ! 
بينما طالعته حور بعدم فهد لتلك النظرة الصامتة التي كان يطالعها بها ! ليقطع نظرتهم مجيء الممرضة تخبرهم بأن ليان قد فاقت للتو ويمكنهم رؤيتها، لتندفع حور نحو غرفتها وتولج للداخل وحدها، حتى تستطع الانفراد بشقيقتها قليلًا .
ضمت حور شقيقتها الباكية لداخل أحضانها، وهي تستمع لصوتها المتعب
– أنا تعبانة أوي يا حور، مازن ليه مُصر يخرب حياتي ؟ ليه كل ما أنا وسيف نبقى كويسين تحصل حاجة ؟ .
– نعم ؟ مش مازن اللي خرب حياتك، عدم ثقة سيف هي اللي خربت حياتكم ! المفروض كان يثق فيكِ شوية.
– لأ يا حور، الصور فعلًا حقيقية، مازن جه المستشفى، وفضل يبعتلي رسايل ويهددني وحتى سيف شاف الرنات بتاعته والتهديدات، وأنا من خوفي خرجت ليه وحاول يحضني غصب عني ويقولي وحشتيني، ضربته بالقلم وسيبته ودخلت المستشفى تاني، أنا اللي اتصرفت بغباء وخرجت لـ مازن .
ضمتها حور لأحضانها مرة أخرى بعد أن ابتعدت ليان، واردفت بهدوء وهي تمسح دموعها
– ولما ضربك ؟ وابنكم اللي مات ! 
– كان مسيره هيموت.
ابعدتها حور عنها وهي تعقد حاجبيها بعدم فهم
– قصدك ايه ؟ 
– أنا كشفت، كنت كل شوية ببقى تعبانة، وكان فيه عيادة جمبنا، لو تفتكري قبل الڤيلا بتاعتنا فيه بُرج ؟ فيه عيادة ف البرج ده، كنت بحس بتعب كتير وكشفت والدكتورة قالتلي إنهم تؤام بس فيه طفل منهم الحمل مش هيكمل فيه، طفل منهم مش بيتغذى والدم مش بيوصل ليه ولا اكسجين بشكل كويس، عشان كدة مات يا حور .
ظلت حور صامتة لا تتحدث، نعم وفاة الطفل كان قدر، وذلك هو مصيره، ولكن كان من الممكن أن يحدث شيء أكبر من ذلك ؟ شقيقتها مذنبة ولكنه أيضًا مخطيء معها !
نظرت ليان لـ حور بتوجس
– ساكتة ليه ؟
– لأنك مغفلة، وهبلة، ومبتفكريش يا ليان، وانا ساكتة بفكر.
اعتدلت حور في جلستها وهي تأخذ نفسًا بداخلها، ثم اردفت 
– ليان..مينفعش ترجعي لـ سيف بسهولة كدة بعد اللي عمله ! لازم تربيه شوية، ده أولًا، ثانيًا شركة جدو احنا داخلين على سنة منعرفش عنها حاجة، جدو كتبها بإسمنا عشان نوقفها ونهتم بيها، لازم نغير كل اللي فات ده، محمد وكريم خلاص برة حياتنا، حياتنا بقيت مستقرة دلوقت، وهنرجع القاهرة، وننزل الشركة نشوف الدنيا فيها ونبدأ نشتغل فيها من جديد، وسيف يتربى شوية.
نظرت لـ ليان واكملت بحزم
– هيدخلك دلوقت، هتقوليله مش سهل اللي هو عمله فيكِ وأنك محتاجة وقت مع نفسك، تفكري فيه بهدوء، تشوفي هتقدري تكملي معاه ولا لا، ركزي ف تكملي معاه دي عشان ميفكرش بأنك هتاخدي وقتك وترجعي ليه، ويعرف بأن ممكن عادي جدًا تطلبي الطلاق .
صمتت ليان بتردد، لتكمل حور وهي تحفزها على فعل الأمر
– ليان، فهد وسيف مفكرين إن معندناش أب.. أخ..خال..عم، يقف قصادهم وقصاد أي حاجة يعملوها، لأن من البداية احنا الاتنين لجأنا ليهم بطلب مساعدة عشان ملناش حد ! ف هما حاطين ده ف دماغهم ولازم نثبت عكس ده وهو أن كل واحدة فينا تقدر تقف على رجليها ولوحدها، ماشي ؟ وكمان الطفل اللي مات ! قضاء ربنا أنا عارفة، وده كان بسبب ضعف الحمل من البداية والدكتورة فهمتنا ده، بس رد فعل سيف غلط ومينفعش.
صمتت ليان ولم تجيبها، دموعها فقط من كانت تتحدث، ليخرج صوتها أخيرًا، قائلة بنبرة متألمة
– لو بابا الحقيقي كان عايش تفتكري كان كل ده حصلنا ؟ ماما قالتلي قد ايه كان بيحبنا واحنا صغيرين، وريتني الصور بتاعتنا معاه، كنا بنضحك، مبسوطين، فرحانين، حاسين بالأمان وقتها، لكن دلوقت..؟ 
ضمتها حور لاحضانها وأخذت تُربت على ظهرها بحنو
– لكن دلوقت هو جوانا، دلوقت عرفنا إن بابا كويس مش شرير، طيب مش وحش، بابا مش محمد، بابا اطيب وأجمل واحلى منه، وعايش جوانا يا ليان.
ظلت تُربت على ظهرها لبعض الوقت وهي تهدئها ببعض الكلمات، حتى قطع خلوتهم مجيء سيف للغرفة الذي طرق الباب ودلف بعدها..
نظرت له حور بترقب لتجد ذاك التردد بعينيه، ترى كم الندم الموجود بعينيه لظنه أنه هو من قتل طفلهم ! تعلم أن تلك حياته، وإن الطبيبة أخبرتهم بأن حياة الجنين لن تستمر مثل أخيه، وذلك كان واضح أمامهم، لتستمر الليال وهي تخفف على شقيقتها لتحول حزنها من فقدان طفل، لفرحة لأن الآخر بخير.
تشعر بالذنب تجاهه، تود إخباره عن حقيقة وفاة الطفل ! 
حسمت أمرها لاخباره الحقيقة ولكنها لن تفوت ما فعله بـ شقيقتها وتمرره كـ مرور الكرام، هو أخطأ بحق شقيقتها ولن تجعل هي خطئها أكبر منه. 
نهضت حور من جانب ليان، ونظرت لشقيقتها وهي تبث الطمأنينة لها بعينيها، لتنقل انظارها بين ليان وسيف، وتغادر الغرفة بـ هدوء.
بينما توقف سيف وهو يشعر بأنفاسه تسلب منه، كلمات حور لازالت تتردد داخل رأسه، هل حقًا هو خطرًا على ليان ؟ لكنه لن يقدر على الإبتعاد عنها ! خاصةً وهي تحمل طفله بداخلها الآن، ذلك الطفل الذي قتل شقيقه بيديه..
تقدم سيف بخطوات بطيئة، وجلس أمامها..صامت لا يتحدث، يحاول قول شيء ولكن لا يقدر ! الأمر ليس هين بالنسبةٍ لهُ، ومن ناحية أخرى تلك الصور ! التي تأكد من كاميرات المشفى و وجد أنها بالفعل حدثت وحقيقية، آلاف الأشياء تدور بعقله، خاصةً وأنه يعرف ليان ! يعرف كم كانت تعشق مازن من قبل! 
نفض كل ذلك من رأسه ونظر لـ ليان واردف بخفوت
– عاملة ايه دلوقت ؟ الدكتور قال إنك بقيتِ أفضل وممكن تخرجي.
اجابته بوجوم
– حور قالتلي، واننا كمان هنرجع القاهرة.
اعتدل سيف ونظر لـ ليان واردف 
– ليان، صدقيني انا اتجننت من الصور ! طيب حطي نفسك مكاني ؟ لو شوفتي صورة ليا ف حضن واحدة ؟ 
صمتت ليان ولم تتحدث وهي تفكر ف حديثه ! هو لديه حق ؟ هي لن تصمت حينها لو حدث ذلك..
بينما امسك سيف يدها واكمل
– ليان صدقيني انا واثق فيكِ، بس عايز أعرف حصل ايه ف اليوم ده ؟ أيوة هو حضنك غصب عنك والصور فبرك الحركة بتاعتها، بس خرجتي ليه من المستشفى يومها ؟ بصي أنا عارف ان الوقت والمكان وكل شيء مش مناسب، بس حاجة زي دي مينفعش تقعد اكتر من كدة.
طال صمتها بالنسبةٍ له، ليكمل سيف حديثه بلهفة
– هو الرسايل اللي شوفتها منه على تليفونك والتهديدات، كان بعتلك تهديد زيها صح ؟
قال كلماته بخشية وتوجس، يود أن يسمع تلك الكلمات منها، يعلم أنها أيضًا ستكُن مخطئة أنها صدقت ذاك المعتوه ولكنه يعلم أيضًا أنها كانت وحدها، لم يكُن هناك أحدًا معها حتى هو ليقف جوارها ! 
اقترب منها أكثر وأحاط وجهها بكفيه، ليردف بنبرة ترجي
– ليان، ارجوكِ اتكلمي ! 
أخذت نفسًا بداخلها ليخرج صوتها أخيرًا
– آه يا سيف، اللي قولته صح، وده اللي حصل، لو كنت فكرت بس شوية كنت هتعرف إن وقت مقابلتي ليه ف نفس الوقت اللي كنت فوقت وشوفت رسايل التهديد بتاعته ليا.
نظرت لهُ واكملت بهدوء، معاكس لتلك الآلام التي باتت تشعر بها
– سيف، بدايتي أنا وانت كانت غلط، ف أنا آسفة..بس محتاجة وقت نبقى فيه بعيد، أشوف سيف اللي بيحبني بجد، طول ما احنا سوى انا مش عارفة أشوف ده ولا قادرة احدده ! 
– يعني عاوزة ايه ؟
– أنا هسافر القاهرة مع ماما وحور، هاخد وقتي وبعدين هقرر إذا كنا هنكمل ولا لأ.
استنكر سيف حديثها لـ يقول بجدية
– أنا موافقك على كل حاجة إلا آخر حاجة دي، هتسافري وتاخدي وقتك شوية، وإني اوريكِ حبي ليكِ دي حاجة ترجع ليا وده أنا اللي هعمله، لكن حوار أشوف هنكمل ولا لأ، ف فكل الحالات انتِ مراتي وام ابني أو بنتي وهتفضلي كدة.
تركها سيف ونهض من مكانه بعدما شعر بعدم القدرة على إكمال الحديث اكثر، ف هو عندما جاء بسيرة طفله حتى تذكر الآخر ! 
– أنا هخلص إجراءات المستشفى، ومامتك هشوف فاقت ولا لسة.
– هي ماما مالها ؟ 
قالتها بقلق وهي تحاول النهوض من مكانها، ليوقفها سيف
– مفهاش حاجة، قلقت عليكِ والدكتور اداها حقنة مهدئة لحد ما نطمن عليكِ.
– بجد ؟ يعني هي كويسة دلوقت ؟ 
– أيوة، زمانها فاقت اصلًا، وهخلص اجراءت المستشفى وتمشوا.
غادر سيف الغرفة وترك ليان جالسة وحدهُ، وما إن خرج حتى وجد حور أمامه..
تقدمت حور نحوه ما إن رأته واردفت 
– سيف..عاوزة أقولك حاجة، هخلص بيها ضميري وخلاص، وليان كمان طلعت عرفاها.
عقد سيف حاجبيه واردف بقلق
– حاجة ايه ؟ 
– أنا هقولك ده بس لأني ميرضنيش تأنيب الضمير اللي جواك طول الوقت واللي انا مش هقدر اتغاضى عنه، بس بردوا عند نفس قراري..ليان هتسافر معايا لأن ضربك ليها مش شيء هُوين يسمح بأني اعديه ! 
سيف بعدم صبر وقلق
– حور لو سمحتِ ادخلي ف الموضوع.
– ليان كانت عارفة إنها حامل ف تؤام، وهي كشفت مرة واحدة لما عرفت إنها حامل عشان تتأكد من الحمل قبل ما تقولك، والدكتورة قالتلها تؤام بس واحد منهم الحمل فيه مش هيكمل وده اللي اتوفى وكان السبب ده..والحمل بتاعه كان ضعيف بسبب إن الدم والأكسجين مش واصلين ليه، أنا عرفت ده منها، ومقدرتش أحس بذنبك ومقولكش، عن أذنك يا سيف.
أنهت حديثها ورحلت من أمامه متجهة لغرفة والدتها، بينما ظل سيف مكانه، فهم ما قالته ولكن ماذا أن لم يكن مد يدهُ عليها ؟ هل كان من الممكن إنقاذ الطفل الآخر ؟ ما قالته حور لم يجعله يهدأ ! بل زاد من تشتت عقله وتفكيره بالأمر قط.
في مكان آخر..
توقف ياسين بالسيارة واندفع منها وهو يحمل مسدسه، بعدما أخبره فهد بـ عثوره على مكان مهاب ومازن، وأنهم بجانب الميناء يستعدون للرحيل والهرب بـ سفينة غير شرعية.
وجد فهد وبعض من ضباط الشرطة معهم، ليتفرق الجميع بالمكان بحثًا عليهم..
بينما كان ياسين كلما شعر بأنه اقترب..كان يشعر بقدميه تتوقف عن السير، هناك حقيقة يخشى مواجهتها الآن ! لقد أخذ أمرًا لإلقاء الرصاص عليه فور شعوره بالهرب ؟ هل سيقدر على فعل ذلك حقًا ؟ 
مسح وجهه وذلك العرق الذي بات يتصبب على جبينه، واستمع لصوت ما بـ زاوية، ليتقرب رويدًا وعرقه يزداد ! سيقبض على صديقه للتو ؟ صاحب عمره الذي بكى داخل أحضانه ليالٍ من قبل ! 
استدار على صراخ فهد خلفه، ليجد مهاب يقف خلفه وهو يوجه مسدسًا نحوه..
أتدري وجع قلبه بتلك اللحظة ؟ يقف ومهاب أمامه يوجه مسدسه ناحيته ! ذاك الصديق الذي حد تلك اللحظة لم يتخيل خيانته ؟ هل يود قتله الآن ! 
ابتسم مهاب بتهكم وهو موجه مسدسه نحو ياسين واردف
– آسف يا صاحبي، بس دي النهاية بينا ! 
أنا حبيتك يا ياسين، ولأجل حبي ليك هقتلك، مش هخليك تعيش وسط الجرح اللي واثق إني سببته ليك.
– ياسين..اتحرك أعمل أي حاجة ! 
كان ذلك صوت چَيدا الصارخ به، لقد رأت فهد وهو يغادر المشفى، لتعرف الأمر وتلحق بهم، تعرف كم أن ياسين سيكُن هشًا بتلك اللحظة، لتقرر الوقوف بجانبه.
رفع ياسين مسدسه هو الآخر، وأصبح الاثنان كلًا منهما يواجهان بعضهما البعض عند الرأس خاصةً، ليثبت ياسين مسدسه نحو رأس مهاب، واردف بألم
– متخيلتش تيجي منك يا مهاب، لحد ما جيت كنت بتمنى تبقى القصة زي فيلم هندي وتضحك وتطلع متفق انت وفهد ! متخيل السذاجة اللي ف تفكير ظابط قوات خاصة زيي ؟ 
صمت كلاهما، بينما كانت چَيدا تضع يدها على قلبها، تخشى ما سيحدث ! تخشى أن يصيبه شيءٍ ف يُصاب قلبها بالمقابل، هي تحبه بل تعشقه، ذلك الياسين الذي حلمت به منذ أن رأته أول مرة يأتي مع خالها، ذلك الذي حببها بالشرطة وعملها لتقرر أن تكُن معهُ، وجواره، لقد علمت كم علاقاته النسائية ولكنها أيضًا تعلم أنها ليست داخل حياته حتى تعاقب أو تعاتب على ذلك الشيء ! تراه دائمًا ذو رجولة خاصة بالنسبةٍ لها، رجل بمعنى الكلمة، لقد عرفت ذلك من حديث اللواء كامل عنه، حتى رأت ذلك بوقوفه جانب سيف وفهد..كانت تعشقه كل مرة أكثر من قبلها، كلما عرفت عنه شيئًا كلما عشقته أكثر وأكثر..
أفاقت على صوت إطلاق النار، لينهلع قلبها فزعًا وهي تخشى أن تفتح عينيها لتعرف من المُصيب ومن المُصاب !
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *