روايات

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 3 البارت الخامس والعشرون

رواية أولاد الجبالي 3 الجزء الخامس والعشرون

أولاد الجبالي 3
أولاد الجبالي 3

رواية أولاد الجبالي 3 الحلقة الخامسة والعشرون

……
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
كن مجروح ولا تكن جارح ، فالمجروح يعلم إنه سيأتى من يطيب جروحه ولكن الجارح يخشى من المستقبل لإنه يعلم جيد إنه كما تدين تدان .
…………
كادت عيون حمدى تخرج من مقلتيها بعد أن وضع زرارة ، قمر التى مازالت تحت تأثير المخدر أمامه واضطربت مشاعره بين الحنين وذكريات الماضى معها بعد أن كان فى أوجه أوقاته وقد شارف أن يكون ذو شأن بعد ما حقق من أطماع وحلم بمستقبل باهر ينافس به منصور الچبالى فى مكانته .
ولكن ذهب كل هذا فى مهب الريح على يدها بعد أن أوشت به ، فتحولت عينيه للقتامة وتشنجت تعابير وجهه وصاح : الخاينة.
اللى كانت هتضيع عمرى ودلوك بسببها هربان وخايف إنى أتمسك فى اى وقت .
ثم وقف غاضبا واحتنقت الدماء فى جسده وتلون وجهه بالحمرة وكأنه حل فى جسده الشيطان بشره وخبثه وانحنى إليها ، ليحاوط عنقها بيديه يريد أن يخنـ.قها ليشفى غليله منها .
وفى تلك اللحظة تململت قمر وبدئت فى الاستيقاظ واخذت تحرك رأسها تقاوم ذلك الغادر الذى يريد أن ينهى حياتها .
وحينها فزع زرارة لرؤيتها هكذا وخشى أن تموت بين يديه .
فانحنى إلى حمدى يرفع يديه عنها ويهدئه بقوله : ايه يا سيد الناس مش ده اللى اتفقنا عليه عاد ، أكده عتموت مرة واحدة .
لكن لما تعمل اللى اتفقنا عليه عتموت الف مرة .
_فمتخليش الغضب ينسيك اللى اتفقنا عليه .
دفع حمدى يده وشعر بنفوق الدماء فى رأسه من شدة الغضب مستطردا :لا سبنى أموتها عاد مش جادر أشوف خلقتها الخاينة دى .
ليصرخ زرارة فى رضوان مشيرا إليه : أمسكه معايا يا رضوان عيبوظ لينا الليلة اللى كنا عنحلم بيها .
ولا انت عايز تنام مع جتة من غير روح .
رضوان بذعر : لاااا ياما ، جتة ايه !!
فأقبل مع زرارة يدفعون عنه قمر التى جحظت عينيها وأزرق وجهها وكادت أن تختنق .
وعندما أبتعد حمدى عنها أخذت تلهث بشدة ، محاولة أن تأخذ أنفاسها بصعوبة بعد ما أبعدوه عنها .
ولم تكن بعد فى كامل وعيها وكانت رؤيتها مشوشة ولكنها ميزت هذا الصوت الذى تعرفه جيدا .
فأخذت ترمش بأهدابها كثيرا لكى تتحقق من رؤيته بعد أن ظنت إنها ربما تكون فى حلم تريد الاستيقاظ منه .
وعندما تحققت من رؤيته أمامها بهيئته الشيطانية تلك .خفق قلبها بشدة وكادت روحها أن تزهق خوفا فصرخت : حمدى .
حمدى بفحيح الأفعى : ايوه حمدى يا قمر ، ولا كنتِ فاكرة انى نسيتك ولا مش هعرف أوصلك حتى لو قفلتى على نفسك الف باب وباب .
_كنت هجيبك برده ، عشان أوريكِ من هو حمدى .
وعشان أخليكِ تندمى على اللى عملتيه معايا .
ثم انحنى إليها مرة أخرى وجذبـ.ها من شعرها فصرخت : ايه يا ست الستات أوعى أكون موحشتكيش ، ولا خلاص عاد مبجتيش تحبينى .
ثم تابع بسخرية :
_اه ما أنتِ صوح نسيتى حبك الجديم حمدى وحبيتى خيال المآتة امين الشرطة مسالم .
ثم ضحك ضحكة أفزعتها ليستطرد بسخرية : مش خابر أنتِ عبيطة ولا هبلة !!
_ حد بعد ما كان مچوز سيادة المقدم براء الجبالى ومواعدة حمدى على سن ورمح تبصى لمسالم .
_ده ذوقك بقا عفش جوى .
لتصرخ قمر مجددا : اااااه .
_ ايوه حبيته يا حمدى ، لإنه راجل صوح مش كيف براء كان چبان مقدرش يواجه أهله بجوازنا ولا كيفك خسيس ملكش عزيز ولا تعرف ربنا .
لكن هو حاچة تانية خالص وعمرك ما هتكون زييه ابدا .
_خابر ليه لإنك مش راچل ، أنت حيوان يا حمدى .
ملكش جلب ، متعرفش ربنا ، شيطان إكده .
ليشتد الغضب بمسالم حتى برزت عروقه وأخذ صدره يعلو ويهبط كأنه فى سباق حتى رفع يده الأخرى ونزل بها على وجهها بصفعة قوية أدمت شفتيها وترك علامة حمراء عليه وصاح بإنفعال : انا حيو.ان يا بنت *** .
وكمان مش راچل ، طيب هوريكِ دلوك انا راچل كيف .
لينقض عليها كالوحش الكاسر ينزع عنها ملابسها ، فتصرخ بقوة : لااااا أحب على يدك يا حمدى ، بلاش .
عايز تكتلنى اكتنلى ، لكن أكده لا ،أرجوك .
مش هستحمل ده تانى ، انا مصدجت ضل راچل بتاع ربنا وحيطة إنستر وراها .
فمترجعنيش للى كنت عايزة أنساه ، حرام عليك يا حمدى .
فحرك حمدى شفتيه بإستياء قائلا بحنق : دلوك عتطلبى الرحمة ، وتجولى حلال وحرام .
_بس أنا صوح كيف ما جولتى حيوان شيطان اللى تحبيه معرفش يعنى ايه رحمة .
وهعمل ما بدالى وجدام الرچالة دى كمان ، وأنتِ اللى جبتيه لنفسك ،يوم ما خونتينى يا قمر بعد ما كنا سمن على عسل .
لكن دلوك عتفتحى جبرك برچليكِ .
لينقض عليها مرة أخرى ينزع ما بقى من ملابسها فتمتمت بقهر : حسبى الله ونعم الوكيل.
ثم دعت عليه بقلب منكسر ودموع حا.رقة :
ربنا يفضحك يا حمدى فى الدنيا والآخرة ويقصر عمرك وتموت شر ميتة كيف الكلب وتنهش فيك الديابة زى ما نهشت فى لحمى .
ولكن حمدى لم تعيره كلماتها ولا دعؤها ، فقد ختم الله على قلبه وأصبح قلبه كالحجر بل أشد قسوة وألقى بنفسه عليها ثم أشار إلى زرارة لتصويره كما إتفق معه .
وحينها شعرت قمر بالموت يزحف إليها بل وتمنته حقا بعد أن ذبحت عفتها وتركها جسد يلا روح ، تأن من الألم الذى لن يطيب أبدا .
ثم قام عنها حمدى وبصق على جسدها بدناءة مردفا : لا مكيفتنيش خسارة تعبى فيكِ .
ثم أشار إلى رجاله بقوله : أتفضلوا يا رچالة الوكل چاهز وسخن ، كلوا كيف ما بدكوا وبعدين ربطوها أكده على حالها .
_ عشان عايز أدخل أطلع أتسلى عليها كيف الدخان .
ثم ضحك بهيسترية وخرج ليتركهم يفعلوا بها ما يشاءون .
بكت قمر لهم حتى يتركوها لحالها وصرخت : أرجوكم إرحمونى مش قادرة .
_ أنا كمان حامل وإكده ممكن أروح فيها انا ولى فى بطنى وما هينوبكم بعد أكده الا الندم لما يتحكم عليكم بالإعدام .
فخاف رضوان من حديثها ، وأن يفقد عمره لمجرد لحظة عابرة ، لذا تراجع مشيرا إلى زرارة : بلاش يا عمنا عشان لو حصولها حاچة هنروح فيها والعمر مش بعزجة .
فحرك زرارة شفتيه بتهكم مشيرا له بسخرية : إيه خوفتك من كلمة .
_ ده دلع يا رضوان وانا خابرها زين البت دى ولو حتى حصولها ايه بردك مش عسبها ، ده انا إستينت اللحظة دى بفارغ الصبر .
رضوان بخوف : لا مليش فيه ، أنا ماشى يا عم وانت حر بجا .
يا روح ما بعدك روح .
فتركه رضوان ، لينقض عليها زرارة بلا رحمة ولم يتأثر بتوسلاتها حتى فقدت الوعى بين يديه وشعر بسائل لزج ينزل منها .
فابتعد عنها سريعا ليفجع من منظر الدماء التى انفجرت من رحمها .
فانتفض برعب ووضع يده على رأسه : شكلك خلاص أكده ضعت يا زرارة والبت راحت فيها صوح كيف ما جالت .
يا مصيبتك السودة ، عتعمل ايه دلوك وعتخفيها فين ؟
*******
جلس براء بجانب نيلى فى عربة الشرطة يغنى ويدندن وكأنه فى رحلة نيلية.
_خد الإزازة وقعد لعبنى دى المازة طازة والحال عجبنى .
ثم يميل نحو نيلى ويهمس : ما تجيبى بو.سة كمان يا عسل .
فلكزته نيلى بغضب بعد أن سلط الأنظار عليهم بغنائه وحديثه .
نيلى : إحترم نفسك يا أخينا ، إحنا فى ايه ولا ايه .
ولا لسه مش حاسس إنك فى مصيبة وأننا فى البوكس يا جدع .
وشوف عمالين يبصولنا ازاى !
شكلهم هيحفلوا علينا هناك بسببك .
فمتعض براء وحرك رأسه وعاتبها : بجيتى جاسية عليه جوى يا نيلى ليه ، ماكنا حلوين .
فأشفقت عليه نيلى : معلش بقا يا جدع ، أنت هتعيط ولا ايه ؟
_لا أجمد إحنا لسه داخلين على التقيل وهتتمرمط .
براء : طيب صلحينى وهاتى بو.سة .
فضحك العسكرى على حديثه وطالعه بخبث مردفا : متقلقش يا سيادتك ، أول لما تخش التخشيبة هيظبطوك .
فاتسعت عين براء مردفا ببلاهة : بجد بس أنا عايز نيلى .
فوضعت نيلى يدها على رأسها وحدثت نفسها : اه يانا ياما ده هينقطنى ، كان مالى ومال الشغلانة المهببة دى .
ثم أشارت إلى العسكرى : هو فاضل كتير على القسم ، عشان لو قعدت جمله أكتر من كده هيحصلى حاجة وربنا .
العسكرى بحنق : مستعجلة أوى يااختى ، اه مهو اللى زيك أخد على المرمطة وقلة القيمة ،منكم لله ربنا يخدكم ونستريح من أشكالكم .
ليصلوا بعد ذلك إلى القسم ، ويحضروا أمام مكتب المقدم حسام .
الذى وقف والشر يتطاير من عينيه ، يريد أن يفتك بهوءلاء الحثالة الذين يسوقهم شهواتهم الدنيئة ويسيئون لأنفسهم وعائلتهم ، فتمسهم وصمة عار إلى يوم القيامة للمرأة أكثر من الرجل لأن مجتمعنا ذكورى بحت للأسف .
_يصف تلك الفعلة بغلطة للرجل لأن زوجته أهملته ، أما المرأة فتفضح ويطلقها زوجها وتصبح منبوذة من المجتمع بأثره .
وعندما هم حسام أن يصيح بهم ، استمع لصوت يعلمه جيدا كان معه فى الصعيد قبل أن ينتقل إلى القاهرة .
حيث قال براء بدون وهى لحاله : ياريت حد يعملى فنجان جهوة عشان مصدع شوي .
فنظر حسام لمصدر الصوت ليتفاجىء ببراء ، يستر جسده بملائة .
فاتسعت عيناه مصدوما : براء أنت بتعمل ايه هنا ؟
وانت معقول كنت معاهم بالشكل ده !!
ليجده حسام يشير إليه ويبتسم قائلا : اه كنت معاهم ، تعال أعرفك على نيلى ، حتة مهلبية من الدرجة الأولى ، تعال خدلك بوسة منيها .
لم يستوعب حسام ما يقول من الصدمة ولكنه أدرك أنه ليس بالطبيعى فليس هذا براء الرجل الصعيدى الذى يعلمه جيدا .
لذا لم يتحمل أن يراه بتلك الهيئة المزرية ، وصاح فى العسكرى ، أن ياخد باقى المتهمين إلى الحجز ويترك براء وياتى له بملابسه .
فحركت نيلى شفتيها يمينا ويسارا مردفة بتهكم : هى الكوسة هتشتغل من أولها ولا ايه .
ثم حدثت نفسها : شكلهم هيطبخوها سوا ، أمال كان لزمته ايه البهدلة من الأول .
ثم صاحت بقولها : يا باشا مينفعش نتحجز بالمنظر ده ، عايزين لبسنا إحنا كمان .
فأومىء حسام برأسه وأشار العسكرى ان يصطحبهم لإرتداء ملابسهم ثم يزج بهم فى الحجز .
لتخلو الغرفة بعد ذلك منهم إلا براء .
فتقدم منه حسام يطالعه عن قرب متسائلا : انا مش مصدق نفسى معقول أنت يا براء تعمل كده .
وتضيع تاريخك اللى عملته فى سنين لمجهودك عشان لحظة .
فطالعه براء بعدم استيعاب وليس على لسانه الا : حسام انا مش فاهم عتقول ايه ،بس كل اللى عايزه منيك فنجان قهوة عشان دماغى عتفجر .
ومش عارف انا عملت ايه غير انى بوست البت المهلبية دى ، مش خابر أنتم زعلانين ليه أكده جوى !
حسام بحنق: لا أنت فعلا مش طبيعى وشكلك شارب حاجة ، مسببالك الحالة دى .
_مش عارف وصل بيك الحال لكده إزاى !
_تدمن عقاقير هلوسة وبيوت دعارة ، أنا مش مصدق صراحة إن اللى واقف قدامى ده براء الجبالى اللى كان من أنزه رجال الشرطة .
_ فإزاى تتحول بالطريقة دى !
وحاليا لازم أتصل بالدكتور ، يجى يفوقه عشان أعرف أتكلم معاه .
فاتصل بالفعل بالطبيب وجلس ينتظره ثم أتصل على محمود :
محمود عندى ليك خبر وحش للأسف .
زفر محمود بضيق : عارفه ، هو خلاص حضرته شرف عندك.
حسام بإندهاش : أنت عرفت منين ،ده لسه واصل حالا .
محمود :مش بس أنا اللى عرفت ، ده الدنيا كلها عرفت والبركة فى الفيس اللى خلى الدنيا كلها تعرف حتى دبة النملة ، ربنا يرحمنا منه .
حسام : ايوه عندك حق ، بس كده إيه حكايته وهتصرف معاه ازاى ، ده مش طبيعى خالص وضارب حقن هلوسة .
محمود : لا حول ولا قوة الا بالله ، أنا مش عارف عمل كده إزاى ؟
و للأسف اللواء محمد كمان عرف واتصدم وللأسف قال : مش هيقدر يدافع عنه اكتر من كده ووصانى أكلمه يقدم استقالته .
حسام بصدمة : للدرجاتى !!
يا خسارة يا براء .
إستطرد محمود :ايوه للأسف .
بس حاول تشوف دكتور يشوف حالته يمكن يعرف يفوقه من الحالة اللى هو فيها .
حسام : أنا فعلا بعت للدكتور يجى يشوفه عشان يفوق و أعرف أتفاهم معاه .
محمود : كويس ، وخليه عندك لغاية ما يوصل باسم أخوه يستلمه .
_وربنا يستر فى الباقى ، عشان دى كارثة جديدة لعيلة الجبالى .
ليغلق معه الخط وتمر لحظات مرت عصيبة لدى الجميع .
ثم أتى بعد ذلك الطبيب المعالج.
فرحب به حسام : أهلا يا دكتور .
ثم أشار إلى براء وإستطرد بقوله :
_ شوف كده هتصرف معاه إزاى، عايزه يفوق ؟
الطبيب : حاضر ، هى حقنة واحدة ، هتقضى على إثر المخدر اللى فى جسمه وهتعيد ليه التركيز .
حسام : تمام ، إبدء .
ليحقنه الطبيب ، ولم تمر دقائق حتى بدء براء يعود لرشده .
وأخذته الدهشة وهو يطالع بعينيه المكان الذى به ، ثم وقعت عينيه على حسام فابتسم وقام : حسام باشا ، ليك وحشة يا راجل والله .
ولكنه عندما قام شعر ببعض الدوار وأمسك برأسه ، فتراجع وجلس ونظر المكان مرة أخرى وقال بإندهاش : بس انا فين ؟ وإيه جابنى ايه ؟
_ومش عارف دماغى تقيلة اوى ومش مركز خالص ..
فتنفس حسام ببطى وشرد للحظات يفكر كيف سيلقى عليه ما حدث .
فسار إليه وجلس بجانبه ووضع يده على كتفه مردفا : ليه يا براء تعمل فى نفسك كده ؟
_وايه وصلك للحالة دى ؟
رفع براء عينيه وسئله بحيرة : حالة إيه ، أنا مش فاهم حاجة ؟
وانا فى مكتبك يعنى فى القسم جيت إزاى ؟
_ انا أخر حاجة كنت فاكرها انى وصلت بالعربية البيت ونزلت .
ثم بدء يستعيد على ذاكرته ما حدث .
_ اه يكونش البنت اللى خبطتها بالعربية تعبت وقدموا فيه بلاغ وعشان كده أنا هنا .
_ بس برده جيت إزاى ، أنا مش فاكر حاجة خالص .
زفر حسام بضيق وأردف : هو شكل الصنف اللى بتتعاطيه أثر على ذاكرتك يا براء .
_ليه كده بس ؟
_ازاى راجل شرطة يتعاطى حبوب ولا حقن هلوسة !
ظهرت الصدمة على معالم براء وتشنج وجهه واردف بحدة : أنت بتقول إيه حبوب وحقن ايه ؟
_انا مش فاهم حاجة ولا خدت حاجة .
_ ما تكلم يا حسام انا هنا إزاى وايه اللى بتكلم عنه ده ؟
فتنهد حسام ثم بدء يقص عليه ما حدث وكلما تتكلم حسام اتسعت عين براء وتلون وجهه بحمرة الغضب واشتعلت النار فى جوفه ليقف مصدوما وتخرج حروفه بلعثمة : أنت بتقول ايه ؟
_ يستحيل ده ، أنا عمرى ما شربت حاجة ولا ليه فى الحرام .
أنا مرحتش الشقة دى بإرادتى ولا عملت حاجة من اللى بتقول عليها .
فأخرج له حسام هاتفه ليبيه الصور المنتشرة على الفيس بوك ، ليصدق حديثه .
فشهق براء من الصدمة وصاح : اه يا بنت ***.
إزاى ده حصل ، ويعنى ايه أنا كده اتفضحت بين الناس .
يعنى ممكن الصور دى تكون وصلت لمرتى زااااااد .
_ لااااااا ، يعنى كده انا ضعت وسمعتى بقت فى الوحل .
ثم شرد فى زاد وحدث نفسه : كتير جوى اللى بيحصلنا ده يا زاد .
_وهفهمك وهجولك ايه فى الموضوع ده ؟
وأنتِ أكيد عتصدجيه وزمانك عتموتى دلوك من القهر .
حسبى الله ونعم الوكيل.
_يا ترى مين ورا البت دى وخلاها تعمل أكده عشان تضيع حياتى بالشكل ده ؟
ثم صاح:
لااااا الموضوع ده ملعوب يا حسام ، دى البنت اللى قولتلك عليها خبطتها بالعربية ورفضت تروح مستشفى وقالت اوصلها البيت وفعلا وصلتها وبعد اللحظة دى أنا مش فاكر اى حاجة .
صدقنى يا حسام , أنت أكتر واحد عرفنى وخابر إنى لا يمكن اعمل أكده .
رأى حسام فى عينيه الصدق فأومىء برأسه وقال متفهما : طيب ليه البنت دى تعمل كده ؟
_ أنت شوفتها قبل كده ؟
براء : لاااا اول مرة أشوفها ، واكيد وراها حد ولازم أعرفه .
أرجوك يا حسام ، ساعدنى وهات البنت دى ضرورى ، وخلينى اكسر رقبتها عشان أعرف ليه عملت كده وعايزة تهد حياتى بالشكل ده ؟
*****
كلّما خطر ببالي الفراق ومقدار الألم الذي يُسكنه في القلب تمنيت ألّا أفارق أحدًا وأن يتجمد الوقت عند لحظة اللقاء.
إستفتاق مسالم على فاجعة حين تذكر ما حدث
لتنتفض كل جوارحه ، ووقف فجأة كالملدوغ يصرخ : قمرررررررررر .
ليركض بكل سرعته إلى غرفتها وقلبه يدعو أن يجدها كما هى فى فراشها تبتسم إليه ابتسامتها العذبة التى تأخذ بلبابة قلبه كلما رآها كأنها أول مرة .
ولكن تلك المرة شعر بخفقان قلبه وكأنه مشرف على الموت ، فوضع يده على قلبه الذى يعلو ويهبط من الفزع حتى ولج إلى غرفتها ووقف مصدوما عندما رأها فارغة من القمر التى كانت تضىء سماؤه ، وأصبحت مظلمة سوداء فى غيابها .
فصرخ لعلها تسمعه يناديها بكل جوارحه ، أو لعله فى حلم فتيقظه : قمررررررررررررررر .
_ لااااا مش معقول تروحى منى بعد ما لقيتك يا قمر .
_ وكيف تروحى منى وانا معاكِ وانا وعدتك أن طول ما انا چمبك يستحيل حد ياخدك منى .
_ ومتخافيش من حد .
لتتعالى صرخاته مجددا : اااااااااااااه .
_ مش هسامح نفسى أبدا لو حصولك حاچة ، عشان هكون انا السبب .
_ انا اللى وعدتك ومنفذتش وعدى .
_ انا اللى مخدتش احتياطى وفتحت للمجرم ده من غير متأكد .
_ ليصرخ مجددا بقوة : أنتِ فين يا قمر ؟
طيب هعمل ايه دلوك من غيرك ، وأنتِ خابرة انك كنتِ روحى .
_ دلوك حاسس انى هموت مش هقدر صدجينى أعيش من غيرك .
قمررررر ، قمررررررررررررررر
ليدخل فى نوبة بكاء هيسترية ، لينتفض جسده كثيرا.
وشعر بمرارة الفقد التى تمزق قلبه ، التى كانت كالنار تمزق أوردته .
وتمنى لو تعود هى وتزهق روحه هو فداءً لها .
ثم انتبه لحاله فجأة وضرب رأسه عدة مرات ووبخها بقوله : انت عتقعد تولول كيف الحريم وسايبها أكده تروح منيك .
_ لا جوم يا مسالم وخد سلاحك ودور عليها فى كل شبر وركن فى البلد لغاية ما تلاجيها .
_ وساعتها أقسم بالله يا حمدى مش هرحمك وعخليك تندم على اللحظة اللى أتولدت فيها .
وهخليك عبرة لمن لا يعتبر ، وهخليها بنفسها تشوف كيف عتموت جصادها عشان قلبها يبرد .
بس دلوك لازم أبلغ عشان يكونوا على علم ويمكن يعرفوا يوصلوا ليها قبليه .
……………
اتصلت عزة على باسم وكان فى طريقه إلى القاهرة
فزفر بضيق : يوووووه ، ده أنا نسيتك خالص يا عزة .
أجولها إيه دلوك ، مش ناجصاها أصلا .
ولو مردتش عليها عتجلب الدنيا .
أمرى لله هرد
ايوه يا عزة.
عزة بإنفعال : مجتش ليه يا باسم تتطمن عليه ولا الست ملك نستك الدنيا وسبتنى مرمية إهنه من غير سؤال ولا كلام .
حتى بتى واخدنها منى .
_ والدكتور أصلا عدى وكتب ليه خروج .
_ فتعال سيادتك خدنى، عايزة أروح واخد بتى فى حضنى .
_ مش كفاية ملك وخداك منى ، كمان عتاخد منى بتى يا باسم .
لا أكده حرام ، اللى عتعمله فيه ده والله .
فأغمض عينيه باسم بألم وحدث نفسه ، اهو ده اللى كنت خايف على ملك منيه .
اعمل ايه دلوك معاهم التنين ؟
كان مالى ومال الهم ده كله .
الله يسامحك يا ملك .
أنتِ اللى جلبتى حياتنا بشورتك المهببة دى .
…..
يا ترى هيحصل ايه تانى لأولاد الجبالى ؟
وقمر فعلا هتفقد الجنين ؟
وممكن تموت ؟
هتعرف فى الحلقة القادمة بإذن الله.
نختم بدعاء جميل ❤️
فى يوم الجمعة 🌸🤍🕊
اللهم أيامًا تمرُّ بسلامٍ وخير وسترٍ وعافية، اللهم حُسنَ العاقبةِ في الأمورِ كُلها.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *