روايات

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل البارت الرابع والثلاثون

رواية صماء لا تعرف الغزل الجزء الرابع والثلاثون

رواية صماء لا تعرف الغزل الحلقة الرابعة والثلاثون

غزل وهي تتلوى:
– يامن ماتبقاش متخلف.. أنت عارف انت اتجوزتني ليه.. وخلاص اللي انت خايف منه أنا عرفته، يبقى كل واحد يشوف طريقه بقى.
ليقول بجدية:
– إسمها افتكرتيه مش عرفتيه!
غزل بتعب من تكبيلها:
– افتكرت افتكرت، خلاص؟ استريحت؟
ليبتعد عنها يحررها يقول بضيق:
– ومخبية عليا ليه؟ تفتكري لو أنا عرفت هروح أقوله؟
غزل بحزن:
– مش كدة.. انا خايفة تربط نفسك بيا تاني.. وكمان انا وخداك حجة اسافر بيها ببيسان.
غزل بحزن يأكل قلبها:
– أنت مش شايف متعلق ببيسان إزاي زي مايكون حاسس إنها بنته.. وساعات أقول لنفسي هنفضل لحد أمتى مخبيين عليه إنها بنته؟ بس أرجع وأقول وهي كانت تفرق معاه من الأول؟ هو كان عايز يقتلها ويقتل أمها يبقى مالوش حق دلوقت فيها! بيسان هتفضل بنتك أنت يا يامن أنت اللي راعتها وأدتها الحنان اللي اتحرمت منه حتى معايا.
وأنا ناوية أعوضها عن الأربع سنين اللي فاتوا.

 

يامن بلوم:
– أول مرة ما وافقش على كلامك.. آن الأوان إن يوسف يعرف إنه ليه بنت ياغزل.. كفاية لحد كدة! يوسف أتغير ياغزل اديله فرصة وسامحيه.
غزل بكره:
– انت اللي بتقول كده؟ أنا مش مصدقة! ولا خلاص أنا مبقتش اهمك أنا وبيسان؟ على العموم أنا وهي هنسافر وأنت مش ملزم تراعينا بعد النهاردة.. بس بيسان هتفضل بنتك.
يمسك وجهه بغضب:
– اسمعيني ياغزل.. أنا متأكد أنه اتغير.. ملامحه المكسورة البهتانة.. وكمان فيه حاجة انتِ مش عارفاها، يوسف حول الأملاك كلها باسمك من يوم ما اختفيتي، الشركة والفيلا حتى الشالية اللي في الساحل كتبه باسمك.. يعني يوسف قاعد ضيف هنا في ملكك.
غزل بصدمة:
– انت بتقول إيه؟ لا لا.. يوسف مايعملش كدة! يوسف طول عمره بيدور على الشركة والفلوس، خايف لا أشاركه فيهم.. لا أكيد.. بيكدب.
يامن بإصرار:
– أنا شوفت الورق كله وتواريخ العقود.. تهز رأسها بعدم تصديق لتشعر بدوار مفاجئ فتجد يديه تسندها وتجلسها فوق الفراش يقول:
– انت كويسه؟!

 

غزل بابتسامة مغتصبة:
– كويسة.. يامن أنا مش عايزة حاجة.. أنا عايزة أعيش في سلام وبس مع بنتي، يوسف انتهى من حياتي يوم ما كسرني.
يامن بفقدان الأمل من صعوبة إقناعها:
– كان نفسي أطمن عليكم مع بعض.. بس في حاجة أخيرة لازم تعرفيها.
فتراه يقف ويبتعد ليفتح الخزانة ويبحث في حقيبته ببعض الأوراق ويخرج ورقة من هيأتها علمت انها وثيقة ميلاد فيمدها إليها وتمسكها بحيرة:
– إيه ده؟
يامن بهدوء:
– اقريها.
فترفعها لاعينها وتمرر أعينها على البيانات لينفرج فمها وتتوقف عن التنفس للحظات فتخرج منها شهقة قوية تقول:
– بيسان.. يوسف نجيب الشافعي؟
فتسمعه يقول بحزن:
– رغم إن كنت عايز اعاقبه واحرمه منها.. بس ماقدرتش ساعتها أحرم بيسان من أبوها لقيت نفسي بسجلها باسمه.
غزل ببكاء:
– ليه كده؟ أنت كدة دمرت كل حاجة.. يوسف لو عرف إن بيسان بنته هيحرمني منها.. ده أناني ومش بيحب الا نفسه.. أنت كده ربطتني طول عمري بيوسف.. لكن لا.. أنا هاخد بنتي ونمشي حالًا من هنا.. قبل مايعرف.
لتنظر لعيون يامن المضطربة وتقول:

 

– يامن! هو ما عرفش حاجة صح؟ انت قولتله!
يامن بعقلانية:
– ممكن تهدي.. هو لسه ماعرفش حاجة بس…
تقطع حديثه:
– مافيش بس.. ومعناها إيه لسه.. ماعرفش أنت ناوي تعرفه؟
غزل بإصرار:
– يوسف لازم يتحرم مننا زي ماحرمني من أحلى أيامي وحرمني إن اشوف بابا قبل مايموت بحسرته.
…………………….
في الصباح
اتجه إلى صومعته مع ازدياد فضوله عن سبب استدعاء أخيه له لأمر هام باتصال صباحي مزعج خطفه من نومه العميق.. يقترب من باب الملحق ويطرقه طرقة واحدة وكاد أن يطرق الثانية ليجد الباب يفتح بقوة ويجذب من تلابيه ويدفع داخل الملحق بغضب ويقول:
– تعلالي يا روح قلب اخوك.
وينهي جملته بلكمة قوية استقرت على وجه يامن فيختل ويسقط أرضًا غير مستوعبًا سبب غضب أخيه.. ليقول:
– هو أنت مصحيني من بدري وعامل قلق عشان نفسك تدرب ملاكمة ولا إيه؟

 

ليصعق عندما يجده يضمة بقوة غريبة ويربت على ظهره في حضن أخوي غريب ويقول يوسف بصوت متأثر:
– شكرًا يا يامن.. أنا مش عارف أشكرك إزاي على اللي عملته.
فيعقد حاجبية متعجبًا ويسأله بغباء:
– يوسف أنت شارب حاجة على الصبح؟ طمني لأني بدأت اقلق على قواك العقلية.
يوسف بسعادة:
– أنا خلاص عرفت كل حاجة.
يامن بغباء:
– اللي هي؟ فيضحك يوسف بقوة ويربت على ذراع أخيه بقوة يقول:
– انا عرفت إنك طلقت غزل ومتأكد إن علاقتك بغزل ماتتعداش علاقة اخ بأخته وكمان موضوع بيسان إنها بنتي مش بنتك بيسان طلعت بنتي.. يعني إبني مامتش.. انت عارف ده معناه إيه؟ إن فيه أمل غزل تسامحني على كل اللي فات ونبدأ من جديد مع بعض.. صح يا يامن؟ هي هتسامحني مش كدة؟ غزل لازم تسامحني غصب عنها هتسامحني.. انت مش بترد
ليه؟!
يحك رأسه لا يعرف كيف يخبره بنوايا غزل:
– مش عارف اقولك إيه؟ أنا أول واحد هيبقى سعيد إنكم تستقروا بقى وتنسوا اللي فات؟ بس إزاي مش عارف.
يوسف بغضب:
– هي ممكن ماتوافقش؟
يامن:

 

– وايه اللي يخليها توافق؟!هتجبرها مثلا! احب اقولك لو أنت هتاخد طريقة الإجبار.. وفر على نفسك المحاولة لان غزل اتغيرت.
يوسف:
– طيب فكر معايا إزاي أخليها ترجعلي؟
ليقول يامن بتفكير:
– أنا هجبها واحبسها وأجيب المأذون وتكتب الكتاب.
يوسف يرفع عينه للسقف بملل:
– مافيش فايدة هو بغباؤه.. ياناصح ماهتقول للمأذون انها مش موافقة.
يامن:
– خلاص الصق بوقها.
يوسف بغيظ:
– انت شارب حاجه على الصبح
أجيبها متكتفة وملصوق بوقها وأقول للمأذون يلا ياشيخنا اكتب الكتاب؟ ده مش بعيد يبلغ عننا.
ليكمل بتحدي:
– خلاص سيبلي الموضوع ده
……………
يطرق الباب طرقة واحدة لتتفاجئ بفتح الباب ليدخل إلى منتصف الحجرة فتثور عليه قائلة:
– إيه الغباوة دي؟ أنا اذنتلك تدخل اوضتي؟ اتفضل أطلع بره عايزه أكمل لبسي.
فيمرر نظره عليها من أعلى لأسفل فيجدها ترتدي منامة قصيرة مرسوم عليها فراولة وشعرها على كتفيها فيبتسم قائلًا:
– حتى اللبس مش عتقاه من الفراولة؟

 

غزل بتحدي:
– تقصد إيه؟
يوسف بتحدي أكبر يقترب منها:
– غزل أنا عايزك.
ترتعب من نظرته وكلماته وتقول:
– عايزني إزاي.. مش فاهمة؟
فيقترب أكثر حتى كاد لا يفصل بينهما شيء:
– أنتِ فاهمة كويس أنا أقصد ايه.. وعايزك إزاي!
ترتعب أكثر من تلميحه فتتراجع إلا أنه لم يسمح لها بالابتعاد فتجده يكبلها بذراعيه ويحتضنها بقوة فتصدر منها صرخة رعب من جنونه.. وتسمعه يكمل:
– خلاص ياغزل.. مافيش داعي للتمثيل أكتر من كدة انتِ رجعتلك ذاكرتك وعرفت إن بيسان تبقى بنتي.
فتتصارع ضربات قلبها وتبدأ أوردتها تتجمد من صدمتها.. لقد علم.. من اخبره؟ كيف! يامن.. تبًا لك.
يلاحظ تسارع تنفسها وتعرقها واهتزاز جسدها بين أحضانه فيرتعب من فكرة حدوث نوبة من نوباتها ليقول بقلق واضح:
– غزل؟ أهدي وخدي نفسك كويس.. أنا عمري ماهأذيكي تاني ياحبيبتي.. صدقيني اقسملك ما حاجة هتمسك تاني.
ليسمع صوت همسها:
– ابعد عني.. واطلع برره.
يوسف ملمسًا على رأسها:

 

– طيب حاضر.. بس اطمن عليكي إنك كويسة.. صدقيني ياغزل أنا مايهمنيش دلوقت إلا راحتك.. سامحيني على أي أذى طالك مني.. شوفي إيه المطلوب وانا أنفذه.. فيشعر بيديها ترفعان وتوضع فوق ذراعيه فيشعر بهدوئها واستسلامها ولكن مالم يتوقعه أن تدفعه بكل قوتها ويتراجع مترنحًا للخلف في صدمة.
لتقول بصوت مرتفع يشوبه الكره:
– ابعد عني.. أنا مش طايقة إيدك القذرة دي تلمسني.. أنا بقيت أكره حتى نفسك اللي بتتنفسه حوليا.. ومدام بقينا نلعب على المكشوف.. أحب اقولك إنك مش هتطولني حتى في أحلامك وبيسان تنساها تمامًا هي مش محتاجاك لأنها عندها بالفعل أب كان منتظر حضورها.. أب أدها كل اهتمامه ورعاها وقت ما كانت أمها بتحاول تتعافى من ظلم وأذى أبوها ليها.. أنت مكنتش عايز بيسان من البداية وكنت صاحب قرارك.. دلوقتي أنا اللي بقولك إحنا اللي مش عايزينك في حياتنا.
يوسف محاولًا مهدئًا الموقف:
– أنا عارف إن صعب عليكي تعدي اللي فات وتسامحني.. بس صدقيني أنا حياتي واقفة من ساعة ما روحتي مني.. ومش هقدر أتخيل إنك تروحي مني تاني.. أنتِ لو كنتِ عايزة تكملي مع يامن مكنتيش طلبتي انه يطلقك.
غزل بغضب:
– لانه مايستهلش إن أقف في طريق سعادته أكتر من كده.. كفاية إنه الوحيد اللي وقف جنبي لحد ما وقفت على رجلي تاني.
تشعر بانها تريد قهره وإلامه لتقول:
– ياريتني قابلت يامن قبلك كنت هبقى سعيدة إني زوجته بجد، ويكون ليا الشرف أنه أبو بنتي.
يشعر ببراكين مشتعلة مست قلبه ليقول بحذر:
– اكيد.. انتِ مش بتحبي يامن.. أكيد محبتيش اخويا.

 

فتكتفي بنظرة من عيونها تحمل الكثير من الشماتة كانت كافية لتوصل له كل حرف من إجابتها له كأسهم مسممة تحترق صدره.. فلا يجد إلا أن ينسحب من أمامها بإنكسار لم تعهده عليه ابدًا.. منحني الظهر مهتدل الكتفين تكاد تحمله أرجله مستندًا على عكازيه رفيقه الحالي لا تعلم لما شعرت ببعض الشفقة البسيطة لحاله بجانب سعادتها لأنها نجحت في بداية انتقامها.. لتجد نفسها تناديه قائلة:
– يوسف!
توقف عن الحركة عند سماع صوتها يناديه لعلها ندمت على ماقالته ليسمعها تقول:
– يامن بلغني إنك كتبت الڤيلا والشركة باسمي.. بما إن المكان ده انا صاحبته فأحب أفكرك انك ضيف وضيف تقيل كمان.. فياريت تبقى تستأذن قبل دخولك الفيلا زي أي حد غريب.. لتزيد كلماتها قهره وانكساره أمامها ليقول بهمس:
– زي ماتحبي.. حاجة تانية عايزة تقوليلها؟
غزل بسعادة زائفة:
– ايوه.. والشركة أنا شايفاك مش بتروحها كتير.. فالتفت لشغلك وياريت تبقى تتصل بالمحامي بتاعك.. ها عارفه المحامي إياه.. يجي عشان يرجعلك نسبتك في الشركة انا ما باخدش أكتر من حقي.. وتشوف هتسيب الفيلا أمتى لاني مش متعوده أكون في مكان مع حد غريب.
لم يتحرك قيد أنملة أكتفى بالنظر من فوق كتفه يقول:
– أنا ممكن من دلوقت أمشي انتِ عارفة إن عندي شقة خاصة بيا لكن خروج وبُعد عن بنتي مش هبعد.. فياريت تحطي الكلام ده في دماغك كويس.. فاهمة؟
يتركها واقفه مذهولة من رده، إنه يرفض التنازل عن ابنته.. لابد أن تتخلص منه ولكن كيف؟
………..

 

يقف منذ أكثر من نصف الساعة منتظر خروجها بجوار سيارته.. ليجدها تخرج من باب الفيلا باطلاتها الجذابة بحجابها الذي زادها بريقًا ويستقيم في وقفته ويقوم بارتداء نظارته الشمسية حتى لا يظهر انفعالاته بالقرب منها.. ليجدها تمر من جواره بعد أن فتح لها باب السيارة الأمامي بكبرياء وتجاهل ظاهر وتخرج من بوابة الفيلا ثم تقوم بالتلاعب بهاتفها الخاص كأنها تنتظر شيئا ما.
أسرع في ركوب سيارته وأوقفها أمامها ثم أمال بجسده ليفتح لها الباب قائلًا:
– اركبي!
فتشيح بوجهها عنه متجاهله إياه.. وتراه يترك مكانه ويهبط من سيارته ليقف مواجهًا إياها قائلًا بصرامة:
– خلينا متفقين إننا لازم نظهر شوية إحترام لبعض وخصوصًا قدام الناس في الشركة.. واتفضلي إركبي مش هتلاقي تاكسي في المنطقة هنا.
تنظر له من خلف نظارتها الشمسية قائلة:
– انا طلبت اوبر وهو جاي في الطريق.. اتفضل وانا جاية وراك.
يوسف بمراوغة:
– طلبتي أوبر ممممم..
ليجذب الهاتف من يديها في غفلة منها ويقوم بإلغاء طلب التوصيل تحت أنظارها الذاهلة..
فيقول وهو يضع هاتفها بجيب سترة بدلته الداخلي:
– دلوقتي مافيش اوير.. في يوسف.
ويتحرك ليستقر خلف طارة القيادة تاركاً اياها تنظر له بغضب وابتسامة جلية تظهر على وجهه ثم يجدها تتحرك لتجلس بالخلف تاركة المقعد الأمامي فارغًا.. ولكنه لم يعلق على تصرفها وينطلق بسعادة تغمره لوجودها معه في نفس المكان.
لاحظت أثناء شرودها في حياتها المقبلة وكيفية التكيف معاها أنه يصر أن يوجه مرآة السيارة لوجهها ليراقبها فتتأفأف بصوت عالي ليقول مندهشًا:
– ايه مالك حرانة؟ أنا حتي مشغل المكيف على درجة عالية.
لتقول من بين أسنانها:

 

– بارد!
فيجيبها ببراءة مصطنعة:
– هو فعلًا الجو بارد.. ولسه هيبرد كمان وكمان.
فيسألها محاولًا الحديث معها:
– تحبي تسمعي حاجة لحد مانوصل الشركة ياست هانم؟
فيراها تحاول إخفاء ابتسامتها بسبب طريقة تلفظه لجملته الاخير الذي نطقها بلهجة خاصة.
فيمد يده إلى المسجل ليختار أغنية خاصة لها فتصدح نغمات الأغنية التي انتقاها خصيصًا لها لعلها تحن وتسامح وتعطي فرصة لحبهما.. فيسمع
المطربة ويندمج معاها وهي تغني.
……..
فية خيط ضعيف رابط ما بينا ودا النصيب
هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب
لحد امتى هخاف لوحدي ياحبيبي
الخيط خلاص مبقاش متحمل..
رعشة إيدي..
لو انت مش عايز نهاية ولسة هماك الحكاية
صبر قلبى بلمسة أحس إن انت قريب.. أنت الشمس
بس خلاص قربت تغيب.

 

ليلاحظ تشنج وجهها كأنها تحاول إخفاء تأثرها بالكلمات التي مست قلبه قبل قلبها فيمد يده ليعلي صوت المسجل أكثر قاصدًا إرباكها فيصدح صوت المطربة مرة اخرى مغنية:
حاجات كتير سيبناها ضاعوا خلاص بقوا ذكريات
وسنينا اللي تعبناها مفضلش منهم غير لحظات
لحظات بتهدد حكايتنا لنحن يانعلن نهايتنا
بايديك الخيط يقوى فلحظة والجرح يطيب
أو تضعف واضعف ونسلم و تسيب وانا اسيب.
فية خيط ضعيف رابط ما بينا ودا النصيب
هتخاف عليه هخاف عليه هتسيب هسيب
لحد امتى هخاف لوحدي ياحبيبي
الخيط خلاص مبقاش متحمل..
رعشة إيدى.
……………….
عند دخول الشركة وبعد ترحيب الكثير من العاملين بها يجدها تتخذ السلم للصعود فيلحق بها قائلا:
– استني ياغزل تعالي اركبي الاسانسير.
لتقول بكبرياء:
– لا أنا حابة أطلع على رجلي.. لكن أنت روح أركبه عشان.. رجلك ماتتعبش.
فيشعر بنبرة السخرية من حالته التي وصل إليها فيعاند حاله ويقول:
– لا.. مدام مصممة تطلعي السلم أنا كمان هطلعه معاكي.
فيتحرك أمامها بعكازيه ويتجاوزها صاعدًا لتتحرك معه بلا مبالاه.
….

 

نار حارقة وألم لايستطع تحمله ولكنه مجبر علر إخفاء ضعفه أمامها، يجلس أكثر من أربع ساعات متواصلة يعرض عليها كل أوراق العقود والصفقات التي تمت في غيابها يعلم أنها تتعمد إذلاله.. وسيتحمل افعالها للنهاية حتى تصفح عنه.
يقول بإرهاق شديد:
– مش كفاية كده ياغزل انتِ ماتعبتيش؟
تجيبه وهي مشغولة ببعض الأوراق:
– قولتلك لو تعبت روح انت..
اساسًا أنا فاضية ماتنساش إن يامن رجع على تركيا لأن المستشفى استدعته.. وكمان بيسان عند ملك وهتبات هناك.
يوسف بضيق:
– وانتِ مقولتيش ليه انك هتبعتي بيسان؟ هو مش أنا ابوها وليا حق اعرف!
فترفع حاجبها بتحدي:
– على الورق أبوها على الورق.. ماتنساش الموضوع ده؟
يفكر يوسف أن سبب غضبه ليس لأنها أرسلتها بدون إذن منه بل إنه سيحرم هذه الليل من النوم بجوار ابنته.. فكل ليلة بعد أن يتأكد من نوم غزل يصعد على أطراف أصابعه ليلعبا سويًا ويأخذها بين أحضانه وينصرف قبل استيقاظ الجميع.. اما عنها فما يشغلها الشيء الذي قام بإخفائه من فوق مكتبه قبل دخولها.
………….
ها هو ينعم بالنظر إليها أثناء غفوتها التي داهمتها رغمًا عنها من شدة الإرهاق راقبها كثيرًا أثناء مقاومتها للنوم حتى استكانت واستسلمت بجواره ملتفحة بسترته لتساعدها على التدفئة فالجو الخريفي ملبد بالغيوم والأمطار فأثناء خروجهما من الشركة لاحظ تساقط الأمطار ليجد نفسه يخلع سترته يضعها فوق رأسها يحميها من البلل وتصعد بحواره باستسلام.. لتغفو بعد لحظات..

 

وهو جالسًا منتظرًا استيقاظها بعد ركن سيارته على جانب الطريق خوفًا من أن تقلقها حركة السيارة.
يجدها تحاول فتح أعينها وتغلقها مرة بعد مرة حتى استوعبت وضعها فتنظر له بصدمة قائلة:
– هو احنا واقفين ليه؟ أنا شكلي نمت كتير.
يوسف بابتسامة خلابة:
– كنت مرهقة فغفيت في النوم.
يراها تتحسس سترتة بطريقة غريبة لتقول:
– شكرًا.. انك ادتني الجاكيت فعلًا كنت بردانة.
فيجيبها بثقة:
– ده أقل حاجة عندي.
منذ الصباح وهي تشعر بتألمه من ساقه المصابة ولكن كبريائها يمنعها عن السؤال فتجد لسانها يسأله بدون وعي منها:
– يوسف؟ هو ايه اللي حصل لرجلك!
يلتفت لها في صدمة من سؤالها لم يتوقع ان تهتم لو للحظة بحاله.. يطول النظر بينهما لتلاحظ عدم انتباهه للطريق لتقول برعب:
– خلي بالك الطريق.
لتجده يكمل قيادته بهدوء كأنها لم تسأل ويطول الصمت فأعتقدت انه لن يجبها.. لتسمع صوته الهادئ:
– كان أصعب يوم مر عليا في حياتي.. كنت حاسس اني ميت بالحيا.. يوم ما الدكتور قالي إني فعلًا اقدر اخلف وإن العلاج اللي كنت باخده من وقت جوازنا جاب نتيجة.
غزل بصدمة شلت اطرافها:
– أنت مكنتش بتخلف؟ يعني كنت عارف ومخبي عليا.. معقول انانيتك وصلت للدرجة دي وانا هبلة؟!
يوقف سيارته على جانب الطريق ويصرخ بها:
– أي حاجة عملتها كان عشان مخسركيش.. عشان ماضعيش من ايدي.. خبيت عليكي عشان مكنتش هقدر اشوف نظرة الشفقة في عينك.

 

غزل بألم:
– عشان كده ماصدقت تتهمني في شرفي.. تتهمني بالخيانة.. ماسمعتش توسلاتي ليك؟ واتهمتني بالفجر.. ما أهتمتش لما قولتلك إني حامل.. زي مايكون ماصدقت تمسك دليل إدانة ليا.
يمسك كفيها بحنان قائلًا:
– أنا لما عرفت أنا اقدر أخلف على قد فرحتي على قد حزني من الخبر ده.. لانك كنت ساعتها ضعتي من ايدي وكنت بدور عليكي زي المجنون مش حاسس باللي حواليا لحد ما فوقت ولقيت نفسي في المستشفى.. متجبس ومهدد ببتر رجلي، رجلي اللي ربنا عاقبني بيها لانها اتمدت عليكي وعرفت بعدها إني فضلت في غيبوبة شهرين.. شهرين ياغزل.. الشهرين دول كانوا كفاية انك تبعدي اكتر واكتر.
حتى بعد ماخرجت فضلت أدور عليكي زي المجنون.. وانا مش عارف انك مع اقرب واحد ليا.. اخويا.
العقاب ده مش كفاية؟! ربنا اخدلك حقك.. مش كفاية كدة؟
تسحب كفيها بهدوء وتنظر أمامها لتهمس له:
– انا عايزة اروح حالًا.
……..
في منتصف الليل
وجدت طرقًا مستمرًا لايتوقف على باب حجرتها لتفتح عينيها بصعوبة بسبب الإرهاق الذي تملكها بسبب اليوم الاول لها بالشركة.. لتقول بنعاس:
– بطل خبط ياللي بتخبط.
تقوم بتعب شديد وتفتح الباب لتجد يوسف بشعرة الأشعث وعينيه المنتفخة أثر النوم يبدو على هيئته أنه مستيقظ للتو لتقول بعين مفتوحة وعين أخرى معلقة:
– في إيه يا يوسف؟ في حاجة حصلت؟
يرفع لها هاتفها الذي اخذه منها صباحًا وقد نساه بسترته يقول:

 

– تليفونك مابطلش رن من ساعة.. اضطريت ارد ليقت محمد بيتصل وقال ان سوزان بتولد وحالتها متعسرة.
تضع يدها فوق فمها بصدمة فتسمعه يعرض عليها قائلًا:
– إلبسي بسرعة لحد ما ألبس. ينصرف من أمامه بعرجه الشديد الذي يتزايد ليختفي داخل حجرته.
…………….
طرقت الباب ثم دفعته لتدخل وتجده جالسًا على حافة فراشه بيده المرتعشة إبرة طبية بها محلول احمر..
فتقول:
– أنا جاهزة أنت خلصت؟
فتلاحظ وضعه للإبرة فوق الطاولة الجانبية بعد تغطيتها ليقول:
– خلاص أنا جاهز.
تقترب إليه بتردد تشعر بالشفقة عليه تقول:
– انت مش عارف تاخد الحقنة؟ أنا بعرف أدي حقن ممكن اديالك و…
يقطع حديثها بصرامة:
– لا.. أنا كويس.
كان يظهر على ملامحه الكذب بوضوح.
لينصرف من أمامها مدعيًا القوة رافضًا شفقتها على حاله.
…….
جلست بجوار سوزان المستلقية فوق فراشها بغرفتها بالمستشفى بيدها طفل صغير الحجم تداعب أصابعه الصغيرة بلطف فهي لم تنعم بحمل ابنتها في مثل هذا العمر ما أروعهم!
أما الطفل الاخر بيد أخيها محمد، فتسمع تقى قائلة:
– مبروك يامحمد يتربوا في عزكم يارب.

 

سوزان بتعب:
– عقبالك يا تقى.
محمد لغزل:
– ايه ياغزل من ساعة مادخلتي وأنتِ ساكته.
تقول له بدموع محبوسة:
– اصل شعور حلو اوي انك تشيل حتة منك.. هما بيبقوا صغيرين أوي كده؟
يراقب يوسف تفاعلها مع الكائن القابع بين يديها متمنيًا أن يحمل إبنه ويلامسه مثلها
ليدخل آخر شخص يتوقع وجوده
في مثل هذه اللحظة
يقول ببشاشة:
– السلام عليكم مسمحلي ادخل ولا لأ؟
الحاجة راوية بحبور:
– ازاي بقى يابني؟ اتفضل ياحبيبي.
محمد بترحيب:
– تعالى يامنقذنا.. احنا لولا انت مكناش عرفنا نعمل ايه؟
يتجه عامر لسوزان ونظره على غزل يقول:
– ازيك ياغزل عاملة ايه دلوقت؟
تجيبه برقتها المعهودة:
– الحمد لله يادكتور عامر.. معلش تعبينك انا عرفت من محمد انك انت اللي ولدت سوزان.
عامر بمودة:

 

– تعبكم راحة ليا ماتعرفيش انا كنت سعيد ازاي لما عرفت انك انتِ الحالة اللي ولدتها بس الشهادة لله انتِ ماتعبتنيش نهائي زي ناس تانية.
ليرفع يوسف حاجبة بغضب مستعدًا للعراك من سماجة هذا العامر.. فيسمع محمد يقول:
– ايه ده هو انت اللي ولدت غزل.. إزاي الكلام ده؟
لتقول غزل:
– دي قصة طويلة يا محمد اكيد في يوم هتعرفها.
بعد الكشف علي سوزان وجه حديثه لها يطلب الحديث معاها تحت أنظاره التي تحرقهم جميعًا يحاول تمالك نفسه.
……….
عامر وهو يقدم لها كوب القهوة الساخنة ويجلس أمامها بكافيتريا المشفى
قال:
– أنا مش هلف وأدور وهجيلك دغري زي مابيقولوا.. انا عرفت كل حاجة من محمد لما استغربت انك مش عارفاني لما تقابلنا وفهمت منه اللي حصل.
وعرفت برده ظروف جوازك وطلاقك من دكتور يامن.
فتحاول غزل توضيح الأمر فيقاطع حديثها يقول:
– انا اللي طالبه تسمعيني للآخر.. يمكن زمان مقدرناش نكمل مع بعض وفِي حاجات أجبرتنا اننا مانكملش مع بعض.. فانا دلوقتي بكرر طلبي من تاني وبقولك إن يسعدني لو وافقتي تكملي معايا وتكوني زوجة ليا.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية صماء لا تعرف الغزل)

تعليق واحد

  1. جميلة جدا فيها اثارة غير كل الروايات اللي بيقرأها
    اتمنى لك التوفيق من كل قلبي

اترك رد

error: Content is protected !!