Uncategorized
رواية جحيم الفارس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمان محمود
رواية جحيم الفارس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمان محمود
![]() |
رواية جحيم الفارس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمان محمود |
رواية جحيم الفارس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمان محمود
-ليلي.. دي دينا
هتف “محسن” ببساطة لترد “ليلي” بغيظ:
-بيجاااد؟؟.. دينا؟.. اقوم ارقص يعني؟
كاد يُلقي بمزحة سخيفة لتغير الأجواء لكنه تراجع سريعا ليتحدث بجدية:
-ليلي اتكلمي كويس ، وبعدين ممكن أفهم انتي معترضة علي ايه؟ انتي سبق وكلمتي راجل عليا ولما واجهتك مأنكرتيش وقلتي دا صحبي وانا بقولك اهو دي دينا وحتي هي سلمت عليكي كمان فايه بقي؟
-محسن انت بتتكلم كدا ازاي؟.. انت خنتني
ابتسم بسخرية قبل أن يهز رأسه بيأ:
-دلوقتي خنتك؟ اومال انتي مكنتيش خاينة ليه يا ليلي؟
ردت بهجوم تحاول نفي الخطأ عن نفسها :
-انت كنت سايبني لوحدي في الفترة دي وعملت كدا غصب عني اما انا فقصرت معاك في ايه ؟
هز رأسه بعدم تصديق ليتحدث بصوت مرتفع:
-قصرتي معايا في ايه؟!.. بقي انتي اللي حارق دمك انك مقصرتيش معايا؟.. انتي فاهمة انتي بتقولي ايه؟.. وبعدين وفيها ايه انشغلت عنك في الشغل فترة يعني!! ، دا مش مبرر يسمحلك انك تكلمي راجل من ورايا ، دا مش مبرر لخيانة
-انا مخنتكش
صرخت بقوة فصرخ قبالتها:
-لا خنتيني ، لما تلجأي لراجل غريب عشان يعوض الفراغ اللي انا سببته لكام يوم يبقي خنتي يا ليلي
-وانت كمان خنـ..
كمم فمها بيده قبل أن يتحدث بنبرة أجشة:
-لا مخنتكيش ، وانتي عارفة اني معملهاش يا ليلي
دفعته عنها بغيظ لتتحدث والدموع تلتمع بعينيها:
-أومال بتكلمها ليه ، ومتقوليش عشان صحاب ، ليه بتكلمها وليه عملت فيا كدا ، انا مكنش قصدي اخونك لما كلمته زمان ، انا بس حاولت اشغل نفسي بحاجة وهو ظهر فجاة وكل حاجة حصلت بسرعة اما انت؟! ليه عملت فيا كدا؟
اقترب ليجذبها نحوه متحدثا بهدوء:
-انا معملتش حاجة
-انت بتكلمها عليا
هتفت بنبرة تقطر عتابا وحزنا فابتسم بهدوء وقربها اليه اكثر ليهتف بثبات:
-دي دينا يا ليلي ، دينا جمال ، دفعتي فكراها؟
توسعت عيناها بإدراك ليتحدث بجدية:
-افتكرتيها؟
-بس برضه.. بتكلمها ليه؟
تنهد قبل أن يهتف بتوضيح:
-مبكلمهاش يا ليلي ، انا كنت بقوم من جنبك بالليل اقعد مع نفسي مكنتش بكلم حد الا فارس ، ساعات كان بيبقي فاتح وكنت بكلمه شوية ، انتي يمكن تفهمي اني كان قصدي اوجعك بس انا كان قصدي اعلمك درس ، انا كنت مستنيكي تيجي تساليني بتتسحب وتقوم من جنبي ليه وتصري انك تعرفي وساعتها كنت هقولك بكلم صحبتي زي ما انتي قلتيلي زمان ، كنت عايز اوريكي ان حتي انتي شفتيها خيانة مع انك كنتي شايفة نفسك معذورة ومش خاينة ، انا عارف انك لحد دلوقتي ساعات بتبقي عايزة تعاتبيني عشان طلقتك يومها ، مع اني رديتك بعدها ، بس انا فاهم دماغك كويس.. انا يمكن اكون غلطت لما فكرت اعلمك الدرس بالطريقة دي بس انتي مكنتيش شايفة انك غلطتي ، انتي كنتي شايفة انه عادي يا ليلي وانه مفهاش حاجة انك تصاحبي واحد وانتي علي ذمة راجل مع اني واثق انك من جواكي عارفة ان دا حرام وغلط ، ممكن اكون غلطت بس صدقيني انا عملت كدا عشاننا
-بس دينا..
-دي كانت صدفة والله ، انا مكنتش مسجل رقمها اصلا وانتي اكيد لاحظتي دا وهي رنت عليا بتعزمني انا وانتي علي خطوبتها اصلا
ارتمت بين أحضانه لتتحدث ببكاء:
-انا اسفة ، انا بجد اسفة ، انا غلطت لما كلمته ولحد دلوقتي بضرب نفسي عشان عملت كدا ، انا فعلا غلطت وعارفة بس.. مكنتش عايزة احس اني خاينة يا محسن ، انا مكنش قصدي اخونك او اعمل حاجة تحطني في الموقف دا ، انا قلبي بيوجعني كل ما افتكر شكلك وانت بتقولي اني خاينة ، بحس اني حقيقي استحق القتل
هتف بلهفة مقاطعا اياها عن اكمال حديثها:
-بعد الشى عليكي يا قلبي
ابتسمت بتعب قبل أن تغمغم بتثاقل:
-وجعت قلبي اليومين اللي فاتو
انحني يحملها ليتوجه بها نحو الفراش كي يريحها قليلا ليهمس لها:
-سلامة قلبك
ابتسمت ودفنت وجهها بعنقه لتغمض عينيها بإرهاق واستسلام فتلك المواجهة استنفذت طاقتها بحق..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
جلست “سلمي ” بتوتر الي جانب والدتها ، لتلتقط أنفاسها بتأهب ، هي تعلم ما ستفاتحه معها ولكنها لا زالت لا تعلم ماذا تريد ، تحمحمت “بثينة” لتتحدث بعد فترة:
-سلمي.. خالد عايز يتجوزك
أشاحت وجهها بعيدا تخفي توترها عن والدتها لتهتف “بثينة” بلطف:
-هو مكنش عايزني أقولك غير لما عدتك تخلص وييجي يتقدملك بس لقيته اصر مرة واحدة اني اقولك عشان تفكري ، هو بيحبك و انا حقيقي بتمني توافقي عليه ، بصي ، صلي استخارة وشوفي هترتاحي لايه وخليكي واثقة ان محدش هيغصب عليكي حاجة ، سواء وافقتي عليه او رفضتيه دا قرارك ودي حياتك واللي انتي عايزاه هيتنفذ
بللت شفتيها بقلق وعقلها ينبهها بضرورة رفضها ، ماذا اذا كان مثل سعيد؟.. ماذا اذا؟..
هزت رأسها بالنفي سريعا لتهتف باندفاع:
-انا مش موافقة
وكأن “بثينة” كانت تتوقع ردها ، هتفت بهدوء قبل أن تتركها وتخرج:
-فكري علي مهلك يا بنتي ، لسة فاضل شهور..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
عند “فارس”..
علّق “فارس” أنظاره بـ”زينة” والتي اندمجت سريعا في اكتشاف مميزات هاتفها الجديد الذي ابتاعه لها ، كانت السعادة بادية علي وجهها فها هو يهاديها للمرة الأولي ، ابتسم تلقائيا ليقترب منها هامسا الي جانب أذنها بحرارة:
-بحبك
توترت تلقائيا وهتفت متهربة:
-حلو التليفون دا
ضاق من تهربها لكنه لم يعلق واكتفي بمجاراتها قائلا:
-منا عارف ، انا اي حاجة بجيبها بتبقي حلوة اصلا
-حوش الثقة حوووش
قهقه علي طريقتها الساخرة ليلتقط منها الهاتف واضعا اياه جانبا ، ثبت أنظاره فوقها بتركيز قبل أن يتحدث بهدوء:
-زينة
همهمت بصمت ليقترب منها هاتفا بحب :
-انا اسف ، اسف علي كل حاجة
توردت خجلا من قربه منها واكتفت بالإيماء علي كلامه دون رد ، تجاهل صمتها تلك المرة واقترب ليقبلها بحب..
-بحبك
همس لتتنهد بحالمية ، باتت تعشق ذلك الجانب اللطيف منه ، علي الرغم من عدم إفصاحها عن ذلك الا أنها في قرارة نفسها تعلم أنها حقا تحبه.. بل تعشقه!..
……
انتهي “فارس” من تغيير ثيابه وارتمي علي الأريكة بتعب ليتثائب بنعاس ، كان ينتظر “زينة” التي أخبرته بأنها ستجلب له شيئا من الأسفل ، دلفت بعد ثواني وبيدها طبق امتلأ بكعك الفانيليا ليبتسم بخفة ، وضعته بجانبه لتفاجئه بجلوسها فوق ساقيه ، لم يمانع جلوسها علي الرغم من تفاجئه بما فعلته بل حاوطها ليهتف بمزاح:
-انا شايف ناس مبقتش بتتكسف اهي
قهقهت بنعومة لتغرس أصابها بين خصيلات شعره لتعبث بهم كما يحب هاتفة بحنان:
-شكلك تعبان ، كل ونام شوية
-والله ابغي اقولك ان الاكل قبل النوم مضر لكن استحي
كشرت لتهتف بجدية:
-مضر بجد؟
همهم بإيجاب لتلوي شفتيها باستنكار ، نظرت له لثواني قبل ان تهتف بحيرة:
-طب يعني هتاكل من الكيكة ولا لا؟
ضحك علي حيرتها ليهتف غامزا:
-لا طبعا هاكل من الكيكة ، كله الا زعل صاحبة الكيكة
دغزته بخفة قبل ان تمسك بقطعة من الكعك لتقربها من فمه بدلال ، تناولها منها ليهمهم بتلذذ ، ابتلعها ليلتقط يدها اليسري يقبل أناملها بحب وامتنان:
-تسلم ايدك يا حبيبتي
ابتسمت وناولته المزيد ليتناولها منها بتلذذ ، انتهي مما جلبته ليهتف بامتلاء:
-هنام من هنا هصحي الاقيني بكرش ، وكله بسببك ، ابقي عيطي بقي لما تلاقي كرشي كبر
ضحكت لتهتف بمشاغبة:
-وماله ، انا بحبك بكل حالاتك
ذُهل لجزء من الثانية هتف من بعده بعدم تصديق:
-انتي قلتي اي يا زينة؟
قربت وجهها منه لتهتف بلوعة:
-قلت بحبك
ابتسم لتصرخ هي فجأة عندما استقام بها متوجها الي الفراش
-لا دحنا ليلتنا فل بقي
هتف وهي ينحني فوقها ليهمس بجانب أذنها بعشق :
-بموت فيكي.. بحبك يا زينة القلب
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بعد ثلاثة أسابيع..
جلس “سعيد” الي جانب “جمال” رفيقه يدخن احدي السجائر ، زفر دخانها في الهواء ليهتف بشرود:
-ياتري لسة فاكراني ولا نسيتيني يا زينة؟!
وكزه “جمال” متسائلا:
-زينة بت عمك؟.. مرات الدكتور فارس؟
-متقولش بس مراته بدل ما اقلب عليك
-لسة عايزها؟
دعس “سعيد” سيجارته قبل أن يهتف بحقد وهي يربت علي ذراعه الأخري التي تعلقت برقبته بجبيرة طبية:
-ورحمة أمي لأندم سي فارس علي اللي عمله ، وهتبقي هي التمن..
راقب “جمال” ملامح الشر التي ارتسمت علي وجه “سعيد” ليبتلع ريقه بتوتر ، هو يعلم أنه مجنون ومهووس بتلك الـ”زينة” حتي أنه يعلم أنه لم يتزوج من “سلمي” تلك سوي للانتقام من “فارس” وقد ظن أنها تهمه ، كان يخشي أن يورط نفسه ويورطه معه ، لا زال لا يعلم كيف لم يكتشفوا في المشفي أنه يتعاطي المواد المخدرة لكن هذا يعني له أنه بأمان ، هو فقط يأمل ألا يتهور صديقه ويجلب له مصيبة من حيث لا يعلم..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-مالِك؟!
هتف “محسن” بلهفة وهو يراقب ترنحات ” ليلي ” بقلق ، كان يظن أنها تعاني نوبة برد خفيفة لكن مرضها زاد فباتت غير قادرة علي الوقوف حتي ، نهض سريعا ليلتقفها بهلع عندما فقدت توازنها وسقطت أرضا ليهتف بقلق بينما يريت علي وجنتها محاولا افاقتها:
-ليلي ، ليلي فوقي ، ليلي
كرر ندائاته وهو ينظر حوله بتيه ، لا يعلم علاما يبحث ولا يعلم ما يجب عليه فعله ، هو فقط يشعر بالخوف ، رن هاتفه فجأة فكان بمثابة المنجد له من موقفه هذا ، تناوله سريعا ليرد بلهفة علي المتصل والذي لم يكن سوي “فارس”..
-فارس الحقني
هتف بذعر وهو يري زوجته لا تحرك ساكنا أمامه ، تسائل “فارس” سريعا عما به وبعد ما يقارب النص ساعة كانت الطبيبة تخرج من غرفة “ليلي” وعلي وجهها ابتسامة هادئة..
-فيها اي؟
هتف “محسن” بلهفة فتحدثت الطبيبة بروتينية:
-ضغطها وطي شوية بس متقلقش هتكون كويسة ان شاء الله انا عطيتها مهدئ ولما تقوم هتكون أحسن
صاحبها “فارس” للخارج في حين دلف “محسن” الي الغرفة بلهفة ليطمن عليها ، كانت مستلقية علي الفراش بشحوب ، اقترب منها يقبل كفها بلهفة هامسا باعتذار:
-انا اسف عشان مخدتش بالي منك ، انا اسف يا حبيبتي
كرر اعتذاره بندم لينتبه الي طرقات “فارس” ، نهض وخرج لرفيقه ليسأله الأخير باهتمام:
-انت كويس!؟
-الحمد لله
هتف بتعب بادي علي ملامحه ليربت “فارس” علي كتفه بدعم:
-هتبقي كويسة
-ان شاء الله
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-مش هتاكلي؟
تسائلت “زينة” بهدوء موجهة سؤالها الي “سلمي” التي جلست أمامها بإحراج ، كانت محرجة من التواجد معها خاصة وأن الأمور بينهما لم تكن جيدة من قبل ، حاولت الحديث لكنها فشلت لتكتفي بالنفي برأسها ، تركتها “زينة” وتوجهت الي المطبخ لتعد لها ولزوجها الغذاء حتي يأتي ، لم تكن مهتمة بـ”سلمي” كثيرا فهي جائت منذ يومان لتمكث معهم ريثما تعود “بثينة” من الاسكندرية وقد وجدت أن بقائها وحدها لن يطمئنها ، كنت تتجنبها طوال اليومان علي الرغم من علمها أنها كانت تحاول ايجاد طريقة ما للاعتذار عما بدر منها من قبل ، هي فقط لم ترغب ان تختلط بأحد.. يكفيها “فارس” وكفي..
ابتسمت سريعا حالما شعرت به يطوق خصرها ليهمس بجانب أذنها:
-وحشتيني
رفرف قلبها بسعادة وتوتر لا زال يسيطر عليها من كلماته العذبة تلك ، تململت بدلال لتهتف:
-عيب احنا في المطبخ ، بت عمتك تشوفنا
-اسمها سلمي
هتف بتعقيب فزفرت بصوت عالي قبل ان تبعده عنها بحدة ، لم تتحدث لكنه يعلم ما بها ، اقترب بهدوء وحاول ضمها اليه لكنها ابعدت يده عنها ، جذبها اليه قسرا ليهتف بقوة:
-ممكن تسمعيني؟
تلألأت الدموع بعينيها فجأة ، لقد باتت مرهفة المشاعر تبكي لأقل كلمة ، فقط اللعنة علي أحاسيسها المتوترة تلك ..
-زينة.. سلمي تبقي بنت عمتي ، صدقيني انا مش هابصلها ، هي طول عمرها قدامي وانا مبصتلهاش هاجي بعد ما بقيتي مراتي وبعد ما حبيتك وخلاص مليتي عليا دنيتي هبصلها؟
-مش بحبها
هتفت بغصة باكية فمازحها بسخرية:
-هو انتي هتناسبيها؟
-يا بايخ
-البايخ بيحبك
أشاحت بوجهها بعيدا بخجل فقهقه بحب ، اقترب منها قاصدا خطف قبلة سريعة من ثغرها لكنه ابتعد فجاة عندما..
يتبع…
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر