Uncategorized
رواية أمجد وزهرة البارت الأول 1 بقلم نور
رواية أمجد وزهرة البارت الأول 1 بقلم نور
![]() |
رواية أمجد وزهرة البارت الأول 1 بقلم نور |
رواية أمجد وزهرة البارت الأول 1 بقلم نور
– راجعوا نفسكم يا ولاد ، أن ابغض الحلال عند الله الطلاق ، حتى عشان خاطر بنتكم الصغيرة
– ارجوك يا شيخنا كمل الاجرائات بسرعة
– زهرة ، معقولة مفيش حاجة تشفعلي عندك ، معقولة ترمي كل حاجة بينا كده ، قولتلك اصبري عليا ، الموضوع محتاج شوية صبر و بس
– من فضلك يا أمجد ، خلاص ، انا لا يمكن أفضل على ذمة حد متجوز واحدة غيري
مكنتش اتخيل ان نهاية جوازنا هتكون قريبة جدا كده ، كل الحب اللي حبيته لامجد كان وهم ، امجد كان وهم و مكنتش فاكرة ان بالسرعة دي هينتهي
– أنا هتجوز يا زهرة
– أنت بتقول ايه يا امجد ، انت عايز تتجوز عليا
– أنا حر ، لو مش عجبك تقدري تاخذي بنتك و ترجعي بيت ابوكي
– بالبساطة دي ، انت هتتخلى عني و عن بنتك بكل سهولة كده ، ليه يا امجد ليه تعمل في نفسك و فينا كده ، ليه تدمر عيلتنا الصغيرة بايدك
– ده آخر كلام عندي يا زهرة ، و اللي تشوفيه اعمليه
و فعلا أتجوز بعد اسبوع ، صحيت الصبح و لقيته داخل و في ايده ست ، مش هقدر اقول عليها غير انها شبه عروسة بنتي ، بلبسها القصير ، شعرها الاصفر ، حاطة كيلو ميكاب على وشها بتبصلي من فوق لتحت بكل غرور ، مهما توقعت مكنتش متخيلة انه هيجبها للبيت تعيش معانا ، يا خسارة يا امجد ، يا خسارة كل الحب اللي كان بينا ، يا خسارة كل حلم بنيناه مع بعض ، افتكرت ان انا هستحمل وجود ست تانية في حياته ، بس مقدرتش اقعد في البيت اكتر من كده ، مقدرتش اشوفه كل يوم يرجع البيت يدخل عندها و مبيدخلش حتى يتطمن على بنته ، و فعلا تالت يوم اخذت جميلة بنتي و رحت بيت ابويا ، قعدت اسبوعين و انا مستنية منه مكالمة او حتى مسج يطمن بيه على بنته ،بس استنيت على الفاضي زي كل مرة
– ألو
– ازيك يا امجد
– مين معايا
– معقولة معرفتش صوتي
– لا معرفتش يا فندم ، مين حضرتك
– ده انت كنت بتعرفني من صوت نفسي ، حتى و انت صاحي من النوم و من غير ما بتشوف الموبايل
– قلتلك معرفكيش يا زهرة ، و يا ريت متتصليش بيا تاني لا بنمرتك و لا بنمرة جديدة ، سلام
– استنى ، ماتخافش وعد مش هتصل بيك تاني ، انا كلمتك عشان الطلاق ، امتى هننهي الموضوع
– طلاق ، طلاق ايه
– هههه طلاقنا احنا يا أمجد ، متفاجئ ليه ، تكونشي فاكر اني هبقى دقيقة واحدة على ذمتك بعد ما اتجوزت عليا
– مش هتطلق يا زهرة ، مستحيل
– مش بمزاجك صدقني
– لا يا زهرة كله الا الطلاق ، اصبري عليا شوية بس ، خليكي بعيدة دلوقتي و كل حاجة هتتحل صدقيني
– أنا مبقيتش مستنية منك حاجة و الله ، ورقتي توصلني في اقرب وقت ، و اعتقد مفيش داعي نتخانق على جميلة ، الحضانة هتكون ليا عشان انت اصلا مش عايزها ، سلام
مش عارفة ازاي اتغير معايا فجأة ، انا كان ممكن اسمع لكرامتي و اسيبه زي ما هو عايز بس مقدرتش ، في حاجة جوايا بتخليني اتمسك بيه اكتر ، انا عمري ما كنت قليلة ذوق و معنديش كرامة ، كنت انسانة حساسة جدا و سهل اوي اني اتعلق بالشخص عشان كده عشت طول عمري خايفة من الحب و خايفة اعلق قلبي بواحد يسبني و يمشي بعدها ، تقدرو تقولو اني حصنت قلبي من كل العلاقات الهايفة بتاعت الايام دي و قررت اني اهتم بدراستي و بس ، كنت انسانة منغلقة على نفسي و بخاف من التجارب الجديدة ، لحد ما قابلت امجد ، امجد كان اخو صاحبتي و زميلتي جميلة في الجامعة ، تعرفت عليه قبل سنتين ، كنت على طول انا و اخته بنقعد في الجنينة و بنتكلم على فارس احلامنا و ازاي عايزينه يكون بس مكنتش متخيلة انه هيكون أخوها امجد هو فارس أحلامي اللي مستنياه ، أول مرة اتقابلنا كانت في الكافيه وسط الجامعة ، كنت بستنى جميلة صاحبتي راحت للمكتبة عشان نروح مع بعض زي كل يوم عشان بيتهم قريب من بيتنا ، بدأت قصتنا بخناقة طبعا عشان دلقت عليه القهوة من غير قصد ، و بعدها جات اخته اللي كنا مستنينها احنا الاتنين و عرفتنا على بعض طبعا ، بس المرة دي بذوق و أدب ، حبينا بعض جدا و اتخطبنا ، امجد شاب بسيط عنده 30 سنة ، كل حاجة فيه خطفتني من اول لحظة شفته فيها ، ملامحه رغم أنها عادية ، أدبه و أخلاقه و كلامه الموزون ، بس اكتر حاجة بركز فيها لما بكون معاه هي عينيه ، عينيه اللي بتلمع في كل مرة يبصلي فيها ، تواضعه و حنيته حتى في وقت غضبه ، بيشتغل محامي و عنده مكتب محاماه كبير و مشغل معاه كذا حد ، لما خطبني من بابا و بقى الموضوع جد في جد و بقى في جواز و مسؤولية ، خفت ، خفت اكون مبهورة بيه كشخص مناسب للجواز و بس ، خفت منوصلش لمرحلة الحب اللي بيتكلموا عنها في الروايات ، خفت اكون شخص ثانوي في حياته او ضرورة من ضروريات الحياة
اصل انا ما اتخيلش نفسي أتجوز واحد لمجرد الاستقرار و بس ، بيبقى عاش حياته طول بعرض و صاحب بنات كتيرة و سافر و اتفسح و حقق كل حاجة كان نفسه فيها ، بس في سن معين بقا ، بيجي وقت الاستقرار ، بيلاقي نفسه محتاج يستقر في حياة هادية كده ، ده الوقت انه يؤسس عيلة و يخلف و يتجوز وحدة تهتم بأكله و شربه و هدومه و كل حاجة تخصه و تخص بيته ، اهو اي وحده و خلاص ، يا بتختارها والدته يا بيختارها هو حسب مواصفاتها الخارجية و التعليمية و المادية و الثقافية ، و اكيد طبعا لازم تكون قطة مغمضة لا خرجت و لا سافرت و لا عرفت اي شاب قبله و لا اتخطبت حتى ، و لازم تكون مش مثقفة اكتر منه كمان ، ده شيء طبيعي ، كنت خايفة امجد يكون حد من الشباب دول ، و اترددت كتير قبل ما ابلغ بابا بردي النهائي ، بس بعدها وافقت ، و قلت الوقت كفيل بأنه يوضح كل حاجة
و فعلا فترة الخطوبة أكدت لي أن فكرتي عن امجد كانت غلط تماما
– صباح الورد يا زهرتي
– صباح النور يا أمجد ، ازيك
– الحمد لله بخير
– بقولك ايه انا محضرلك مفاجأة
– بجد ، ايه هي يا امجد قولي
– مش قبل ما تقولي انتي
– اقول ايه
– الكلمة اللي بقالي كتير مستنيها منك
– آسفة يا حضرة المحامي ، بس انت مضطر تستنى ليوم كتب الكتاب
– امري لله ، خلاص انتي كمان هتستني ليوم كتب الكتاب عشان تعرفي المفاجأة
– يا امجد بقااا
– نصف ساعة و اكون عندكم في البيت يا زهرتي
يومها جا عندنا البيت و قدر يقنع بابا عشان نطلع الرحلة اللي كنت بتمنى اطلعها طول فترة دراستي بالجامعة ، اصله عرف من جميلة أن نفسنا انا و هي نطلع ، متستغربوش ما هو محامي و بيعرف شغله كويس و مبيغلبش مع اكبر قاضي في البلد فمابالك بابا ، قدر يقنعه و ساب شغله اسبوع و طلع معانا و فسحنا عشان نرجع متحمسين للامتحانات و بطاقة إيجابية جديدة
و زي ما قدر يقنع بابا في الموضوع ده ، قدر يقنعه بجوازنا كمان في الاجازة بتاع نفس السنة ، و اتجوزنا بعد اربع شهور بالظبط ، كل حاجة تمت بسرعة ، كان فرح جميل و كل الناس قعدت تتحاكى بيه ، جميلة صاحبتي ما سابتنيش و جهزت كل حاجة معايا ، كانت فرحانة قوي اني هبقى مرات أخوها ، و انا بصراحة مبعتبرهاش اخت جوزي ، دي اختي و رفيقة عمري ، اتعرفت عليها في اول سنة في الجامعة و من وقتها ما اتفارقناش أبدا ، حتى امجد كان بيغير من تعلقنا ببعض رغم أنها اخته مش حد غريب
بعد الجواز سافرنا شهر العسل ، كانت حياتنا حلوة اوي ، حبينا بعض اكتر ، اتعلقت بامجد اوي ، لدرجة اني سبت الجامعة رغم أن كان فاضلي سنة و اتخرج و بقيت اشتغل معاه كسكرتيرة في مكتبه ، انظم مواعيده و جلساته و كل حاجة تخصه
– زهرتي ، يلا نروح اتأخرنا اوي النهاردة
– يلا حبيبي ، بس هنعدي على جميلة في الجامعة الاول ، اصل قررت انا و هي انها هتبات عندنا النهاردة
– عارفة يا زهرة ، بقيت حاسس ان جميلة اختك انتي مش انا ، ده انا بقيت خايف من اجتماعاتكم السرية دي و الله
– جرى ايه يا امجد ، انت هتغير من اختك
– و ليه لا ، ده انا هغير من ابننا او بنتنا اللي هنخلفهم ، و قريب ان شاء الله
– ممم ، طيب لو خلفنا ولد ممكن أتفهم غيرتك دي ، لكن تغير من بنتك حبيبتك ، ازاي ده
– يااه يا زهرة ، يا ريت تخلفيلي بنوتة سكرة كده زيك ، ساعتها انتي اللي هتبقي غيرانة ، و اوي كمان
كانت كل حاجة حلوة اوي ، حياتنا علاقتنا شغلنا حبنا اللي بيكبر كل يوم ، لحد ما صحينا في يوم على الكارثة اللي قلبت حياتنا كلها ، اللي كانت بداية مأساتنا انا و امجد ….
يتبع..
لقراءة البارت الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية درة أدهم النادرة لنفس الكاتبة