رواية وعود الليل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل البارت الخامس والعشرون
رواية وعود الليل الجزء الخامس والعشرون

رواية وعود الليل الحلقة الخامسة والعشرون
ولا ترى عين الحبيب شائبة بمن تهوى، بل تزين تلك العيوب وتجملها فلا يظهر لها إلا كل جميل، وإن بدت ذات يوم دمامة أو نقص تغافلت عنه فهي بلا حيلة وقد هوت إلى الأبد في بئر العشق الأعمى.
تناولت ماريا بعض المشروبات الغازية، ونظرت نحو جاسم بغيظ قائلة:
هنفضل قاعدين كده، لا هنرقص ولا وهنتكلم، طيب نزلت معايا ليه؟
جاسم ببرود : انتِ طلبتي ننزل، حققت طلبك أعمل إيه تاني.
نفخت ماريا مراراً ونظرت نحو كاريمان وأكرم نظرات خاطفة قبل ما تقول:
شايف كاريمان، أد إيه محظوظة، الناس كلها بتحسدها على عشق حبيبها لها.
جاسم : وانتِ من الناس دول؟
ماريا بتوتر : لأ أكيد، أنا بس مستغربة إيه خلاه يحبها بالشكل ده، شايف نظراته لها من أول ما الحفلة بدأت، ده كأن المكان مفيش فيه غيرها.
جاسم : اولا لسه عرسان وده طبيعي، ثانياً متجوزين عن حب، ثالثا وده الأهم هي إنسانة تستاهل الحب ده، مثقفة، هادئة، وبتحبه.
ماريا : اممم، وده رأيك الشخصي ولا اجتهاد من عندك.
جاسم : وايه الفرق يا ماري، اجتهاد يعني رأي من عندي برده، أقولك حاجة، اعتقد ان فعلاً أختك محظوظة إنها اتربت هنا.
ماريا اتضايقت من كلامه وتلميحه وسألته:
انت اتجوزتني بطلب من بابا، وبابا خلاص خرج وبقى حر، ومامي كمان يعني مفيش حاجة تربطك بيا.
قاطع كلامهم ورده عليها أصوات الناس حواليهم وخاصة بعض البنات اللي بدأت تصرخ أول ما مطربهم المفضل وصل القاعة، ماريا دورت وشها بعيد عن جاسم وهو مسك موبايله وفضل يقلب في صفحته ويقرأ حاجات تشغله عن الدوشة حواليه،صراعه المزعج بين رغبته في القرب من ماريا والخوف من ماضي والدتها الأسود وتهور وطيش ماريا.
مر وقت قليل، وفجأة قرب من ماريا شاب مد ايده لها يطلب منها ترقص معاه، رفعت وشها تبصله وجاسم ترك الموبايل وانتبه بترقب، ابتسمت ماريا أول ما شافت الشخص الواقف أمامه وهتفت بحماس
هاي بليغ، بتعمل ايه هنا؟!
بليغ ملاحظش نظرات جاسم وكان مركز معاها هي وبس، اتكلم بسعادة
كنت بدور عليكي.
جاسم بغيظ : ليه يا أستاذ، بتدور عليها ليه ان شاء الله؟
بليغ اتوتر، يمكن أول لحظة شاف فيها ماريا كان واخد الموضوع هزار وتحدي بينه وبين صاحبه، مجرد تجربة للتسلية، بنت هيتعرف عليها ويخرج معاها ومش بعيد تتساهل معاه ويقضوا وقت لطيف مع بعض، لكنه لما اتكلم معاها انبهر بشخصيتها، اعجب بها جدا ودي أول مره تحصل معاه.
مد ايده لجاسم وقاله : العلبة دي وقعت من ماريا في السيارة بتاعتي، ولما شفتها عرفت انها بتاعتها لأنه كان معاها علب كتير زي دي.
جاسم اخدها منه وشكره بهدوء قبل ما يقوله:
تمام، شكرأ على ذوقك، بس معلومة بسيطة، إسمها مدام ماريا، فاهمني!
بليغ بلع ريقه بتوتر وحزن في نفس الوقت، يعني ماريا متزوجة وده زوجها، نكس رأسه لحظات قبل ما يعتذر منهم ويمشي في صمت، وماريا خافت تناديه لأنها قلقانة من نظرات جاسم ورد فعله،لكنها مقدرتش تسكت أكثر من دقايق معدودة قبل ما تنفجر في وشه بغيظ وهي بتقول:
انت بتتكلم مع الناس بحدة وقلة ذوق كده ليه، وبعدين متتكلمش بالنيابة عني مرة ثانية، بليغ شكله اتضايق من طريقتك معاه.
جاسم ضحك ببرود ورد عليها من غير ما يبصلها:
معلش، بكرة هاخدله بوكيه ورد وأروح اعتذرله، ولو تحبي هاخدله شوكلاته.
ماريا مدت ايدها وضربته في كتفه بغيظ وهو رفع حاجبه بتحذير:
ايدك ياقلبي، صدقيني لو حصلت تاني هتزعلي.
مدت ايدها وضربته تاني لكنه مسك كف ايدها وهي خافت لكنه جذبها بهدوء وباسها وهو بيهمس:
أنا مش هعمل عقلي بعقلك عالأقل قدام الناس، بس خليكي فاكرة أنا مبعرفش اسيب حقي.
كانت كاريمان بتراقب ماريا من وقت للتاني من غير ما حد ينتبه لها، يمكن فضول ويمكن إهتمام لكنها كانت عاوزة تطمن عليها، قربت من أكرم وقالتله:
ماريا دي وجاسم عاملين زي توم وجيري.
ضحك أكرم وقالها : عندك حق، كويس إني اعتذرتله عن العزومة كان زمانا قاعدين معاهم نفض الاشتباكات رغم إني متضايق إني رفضت عزومته بس أعمل إيه طالما حبيبتي مش مرتاحة يبقى خلاص.
كاريمان سندت رأسها على كتفه وقالت:
صدقني مش حابة أعمل حاجة مش حساها، جاسم بيحاول يقرب المسافات بيني وبينها لكن انا مش قادرة اتقبلها في حياتي، حاسه إنها غريبة عني، أنا عارفه انها ملهاش ذنب لكن غصب عني بقارن نفسي بيها، ليه أبوها اختارها هي، ليه محبنيش زي ما حبها.
متكلمش أكرم، ضمها بقوة وهمس بعشق صادق:
أنا بحبك، بعشقك ومش مهم اي حاجة في الدنيا كلها غير إنا اختارتك وهختارك لحد ما أموت.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
وعد أول ما قابلت بريق كلمتها بغضب وحدة وهي بتوريها الفيديو المنشور على القناة وبتسألها:
الفيديو ده مين صوره يا بريق، وازاي اتنشر من غير اذني.
بريق قعدت على كرسي وشاورت لوعد تقعد قصادها :
أقعدي يا وعد ومتعليش صوتك.
وعد : هو إيه البرود بتاعك ده، بقولك مين صور الزفت ده، وازاي أبويا حد يصوره وهو في المستشفى بين الحياه والموت!
بريق : أنا اللي صورت الفيديو، واعتقد إني مصورتش حاجة عيب ولا حرام، أنا كان غرضي اطلب من الناس تدعيله.
وعد : يا سلام، ولو طلبتي من الناس تدعي لأبويا من غير ما نفضحه بالشكل ده مش يبقى أحسن.
بريق مثلت الحزن وادعت إنها متأثرة باتهامات وعد، اتنهدت بحزن وقالتلها بصوت منكسر:
أنا آسفه، أنا حسيت انه زي والدي الله يرحمه ومن خوفي عليه عملت كده يا وعد، عموماً حقك تزعلي، أنا هحذف الفيديو ولو عاوزاني أروح اعتذر لعمي بنفسي مفيش مشكلة.
وعد حست بالندم على تسرعها، ردت بسرعة:
أنا مقصدش ازعلك والله، بس أبويا هيفهم غلط ويقولي إني بستغل مرضه.
بريق قالتلها : بالعكس ده هيحس إنك بتحبيه واد إيه كنتِ خايفه يحصله حاجة بعد الشر يعني.
وعد سكتت، يمكن صدقت كلامها ويمكن خافت تشوف الحقيقة، بريق فتحت شنطتها ومدت ايدها بمبلغ كبير من المال وقالتلها :
ده عربون للإعلان اللي قولتلك عليه، ساعة تصوير بالكتير ونخلص وماشاء الله شايفه المقابل أد إيه.
وعد أخذت الفلوس ومتكلمتش وبريق قالت في سرها :
كلكم بتمثلوا وتدعوا المثالية والشرف لكن أول ما تظهر الفلوس صوتكم بيختفي وتختفي معاه المباديء والقيم الفارغة.
وعد كانت مترددة تتكلم مع بريق لكنها مش لاقية غيرها تشرحله وتحكيله وحاولت في نفس الوقت تقلل التوتر اللي بينهم.
سألتها بهدوء:
انتِ فاضية ولا عندك شغل؟!
بريق : لأ عادي، قدامي وقت على ما أخرج في حاجة؟
وعد : أنا تايهه أوي يا بريق، مش عارفه أعبر عن إحساسي في الفترة دي، أنا طول عمري بحب الحياة متفائلة، بحب الناس، حالياً معنديش ثقة في حد ولا بحب حاجة.
بريق ركزت معاها وسألتها:
عادي يا وعد، ده طبيعي بعد اللي حصلك، إيه اللي حصل تاني وخلاكي متضايقة اوي كده.
وعد : أنا ليا صديقة واحدة، كاريمان يمكن كلمتك عنها قبل كده، اتعمدت إني أبعد عنها واقطع علاقتي معاها لكن محتاجة أوي أشوفها، أكلمها وافضفض لها زي زمان.
بريق : وايه المانع، لو فعلاً صديقتك هتفهم تصرفاتك وتسامحك، مجرد ما تكلميها هتصالحك.
وعد : بس أنا خايفة عليها مني.
بريق بدهشة : مش فاهمه قصدك.
وعد : بقيت بحس إني مؤذية، وجودي خطر على اللي بحبهم، مش عارفه أقولك إيه، أنا حاسة إني زي المرض المعدي.
بريق اتأثرت بدموع وعد وقالتلها:
حبي نفسك ياوعد، المهم تحبي نفسك وتفهميها وساعتها مش هتحتاجي لحد ولا هيفرق معاكي حاجة، مشكلتك كلها إنك بتقللي من نفسك وده شيء صعب.
سكتت وعد واستأذنت من بريق ومشيت، خدت الفلوس وراحت علي بنك حكومي وفتحت حساب بأسمها وحطت المبلغ اللي معاها، سابت منه مبلغ بسيط تصرف منه هي وابنها ورجعت لبيت أبوها وهي محتارة اكثر من الأول.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
فات يومين، قضاهم لوحده، رغد ورفيف بيكلموه كل ساعة تقريبآ لكنه كان متتظر إتصال من ريتاج، عتاب او اعتذار لكنه اتفاجىء باتصال من طارق زوجها، في البداية محمود رد عليه بحماس واشتياق وهو معتقد إنها طلبت من زوجها يكلمه ويصلح ما بينهم لكنه انصدم أول ما زوج بنته قاله:
معقول كده ياعمي، بقى حضرتك اللي كلنا بنحلف بحياتك وبنثق في عقلك وحكمتك تعمل زي الرجالة المتصابية وعاوز تتجوز وانت في السن ده؟!
محمود اتخلى عن صمته وصبره نفذ، رد عليه بثبات وقوة :
وانت مالك، يخصك في إيه، انت زوج بنتي، هي بس اللي تخصك، حد عينك وصي عليا يابني، ثم إنك مفروض تقول الكلام ده لوالدك، على حد علمي إن أبوك متزوج في الخليج واحدة غير والدتك، على الأقل أنا مراتي متوفية، لكن والدتك الحمد لله عايشة ومع ذلك والدك مفيش حد قدر يمنعه انه يتزوج غيرها، ياريت تخليك في حالك وأنا قادر اتفاهم مع بنتي واقنعها.
طارق : والله بنتك منهارة من وقت ما رجعت من عندك، وبسببك انت عايشين في نكد، وبالنسبة لأبويا الراجل متجوز من سنين، كان وقتها شاب ومقدرش يعيش من غير ست تعفه، ووالدتي متقبلة الموضوع.
محمود بهدوء : زي ما سمعت يا طارق، متدخلش في حاجة تخصني، وياريت تفتكر كويس إني كنت بعاملك زي ابني بالظبط، عيب عليك لما تكلمني بالطريقة دي وتحاسبني كأني عيل صغير.
محمود أنهى الإتصال واختفت قوته، ده كان من دقايق مستعد يلغي فكرة زواجه نهائي، قلبه كان هيضعف قدام حزن ريتاج لكن لأ، واضح انه غلطان، كلام طارق واسلوبه بيقول انه فعلاً كان موهوم، ريتاج اتعودت ان أبوها ملكها، حب امتلاك وبس.
حس إنه مخنوق مش قادر ياخذ نفسه وحاسس بالحر الشديد رغم برودة الجو، استغفر ربنا واتحرك من مكانه ناحية الحمام، دخل اتوضى ولبس هدومه ونزل على المسجد يمكن يرتاح وقلبه يهدا، أول ما وصل المسجد وسجد عالأرض أجهش بالبكاء ومقدرش يسيطر على مشاعره، سنين بيزرع في أرض، حب واهتمام ورعاية وفي نهاية العمر حصد إيه؟
وحدة وانتظار وآخرها كمان اتهامات من بنته، ياريتها اعترضت وبس دي بتطالبه بميراثها من والدتها، ده وقت وفاة زوجته رفض ياخذ نصيبه الشرعي وعمل وديعة لكل بنت بأسمها، تأمين لمستقبلهم.
بعد ما خلص صلاة وشكوى لربنا صلى استخارة مرة واثنين لكن في كل مرة كان قلبه بيطمن أكتر ويحس إنه معملش حاجة غلط ولا طلب شيء غير حقه، خرج من المسجد وهو ناوي يروح لبنته ويكلمها في بيتها وقدام الكل، لكن قلبه رفض يطاوعه، إزاي يروح ويصغرها قدام زوجها وأهله، مهما عملت صعب تهون عليه.
فكر يروح لبيت سميرة، عرف عنوانها من فترة وكان ناوي ياخد بناته وهو رايح يطلبها للزواج، لكن دلوقت صعب ياخذ حد معاه عالأقل لو هي رفضت طلبه ميتعرضش للاحراج أكتر من كده قدام بناته.
رجع على البيت، كان حاسس ان خطواته تقيلة ومتعبة، أول ما دخل غرفته قفل النور وغمض عيونه بتعب، وشعور مرير جواه بيتمنى إنه ينام للأبد.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
كاريمان تعبت من السهر وطلبت من أكرم يطلعوا اوضتهم في الفندق، كانوا على وشك الخروج من المكان لكن صوت أغنيتهم المفضلة اشنغل وكاريمان التفتت بسعادة وقالتله:
سامع يا أكرم.
قرب منها واحتواها جوة حضنه وقالها:
حد ينسى أغنية فرحه، دي أجمل أغنية سمعتها.
قالتله بخجل : خلاص خلينا شوية صغيرين، هنرقص سوا على الأغنية دي بس ونمشي.
شبكوا ايديهم مع بعض واتحركوا بحماس، كانت مارية مركزة معاهم لحد ما سألها جاسم:
في إيه يا ماري، انتِ مركزة مع أختك أوي كده ليه.
ماريا : هركز معاها ليه، أنا مش ببص عليهم أصلا، وبعدين بلاش أختي والعبط ده.
جاسم : تمام، تحبي ترقصي زيهم.
ماريا : لأ، مش عاوزة.
جاسم وقف قصادها ومد ايده وقالها:
لأ هنرقص ، هنعمل هدنة ونبطل خناق، صدقيني هحاول ابقى زوج مثالي اليومين دول.
ماريا : يا سلام، إحنا اتفقنا قبل كده وبرده بنتخانق.
جاسم مسك ايدها بحذر وابتسم لها بخفوت وهو بيوعدها:
لأ المرة دي اوعدك إني هحاول، بس انتِ كمان بلاش تستفزيني، أوك.
قامت ماريا معاه بحماس، ضمها جاسم بين ايديه وهي استسلمت له، كان نفسها تجرب إحساس كاريمان مع أكرم لو حتي إحساس وهمي وهيستمر دقائق بسيطة.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
أول ما نزلت من الطائرة أصابتها رجفة واحساس غريب، شعور صعب توصفه الكلمات، اشتياق ممزوج برفض وعتاب عمره ما هيتقال، مشتاقه لكل نسمة هوا، لكل شيء في بلدها لكنها خايفة وحزينة، ذكرياتها في مصر كانت قسوة، فقر ومقارنات لا تنتهي مع كل اللي حواليها، زواجها من ثابت كان بداية رحلتها للثروة والإستقرار والحب، لكن للأسف ضاع الحب والإستقرار، خسرت ثابت للأبد لكنها عالأقل نالت المال والنفوذ.
وصلت مع جيكوب واتجهوا للبلد اللي عايش فيها جاسم، جيكوب كان مسجل المكان بالتفصيل وقدروا يوصلوا للبيت، نزلت هدى وجيكوب كان بيتأمل المكان يإعجاب ودهشة، اتحركوا ناحية بوابة البيت وخبطوا، رد عليهم الحارس، رجل كبير في السن لكنه محتفظ بقوته ولياقته، سألته هدى بثقة وشيء من الغرور:
ده بيت جاسم الشامي؟!
جاوبهم الحارس بحذر وترقب: مين حضرتك؟!
ترددت قليلاً وقالت:
أنا حماته، والدة مراته.
ابتسم بترحاب ومد ايده وهو بيشاورلهم يدخلوا جوة البيت
أهلا وسهلا يا هانم، اتفضلوا.
هدى دخلت بهدوء وجيكوب نفس الشيء وبعد ما وصلوا للداخل سألته من تاني عن جاسم لكنه صدمها لما قالها:
إزاي حضرتك متعرفيش إنهم مسافرين، بيتفسحوا.
هدى حاولت تداري انفعالها واتنفست ببطيء قبل ما تقول:
لأ عارفين طبعا إنهم مسافرين بس افتكرت إنهم رجعوا لأن ماريا قالت هيرجعوا قريب وإحنا كنا عاوزين نعملهم مفاجأة نزلنا مصر من غير ما نقولهم معاد وصولنا.
الحارس اقتنع بكلامها خاصة ان شكلها يأكد إنها ست غنية وصعب تكون نصابة أو بتكذب
جيكون ميل عليها وسألها:
هنعمل ايه!
ردت بخفوت : هنتتظر رجوعهم، أنا مش هتحرك غير وبنتي معايا.
طلعوا للدور الثاني من البيت، ساعدهم الشغالين وشالوا شنطهم ووصلوهم للغرف المخصصة للضيوف، وفي نفس الوقت حاول الحارس يتصل على جاسم لكنه مقدرش يكلمه وكان موبايله مغلق.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
انتهت الأيام المتبقية بسرعة، كانت كاريمان بتجهز شنطتها بحزن واضح على ملامحها، حضنها أكرم وهمسلها بحب:
عارف إنك زعلانة، بس ان شاء الله هنحاول لو حتى كل سنة نيجي هنا ولو يوم واحد.
كاريمان : مش مهم، اللي يهمني إنك معايا وبس، أنا اتعودت تبقى معايا كل لحظة علشان كده زعلانة إننا ماشيين، خلاص هرجع الشغل وانت هتروح شغلك وتبعد عني طول اليوم.
أكرم : مفيش حاجة هتبعدني عنك، ان شاء الله هنفضل مع بعض طول العمر، أنا مقدرش أبعد عنك.
كاريمان كانت مخنوقة، خايفة من الحياة الجديدة، شهر العسل كان رحلة شبه الحلم الجميل لكن بداية حياتها الحقيقية مع أكرم هتبدأ، هتتعامل إزاي مع والدته، علاقتهم هتبقى شكلها إيه.
في نفس الوقت كانت جليلة بتطبخ كل أصناف الأكل اللي ابنها بيحبه، بتطبخ بسعادة وحب رغم تعبها في تجهيز الأكل، كانت بتبص للساعة بين حين وآخر وخايفة الوقت يعدي وهي لسه مخلصتش.
كانت سميرة بتجهز لكاريمان هي كمان كل حاجة بتحبها من أكل أو حلويات، كانت بتعملها جزء تاكله معاها وجزء تاخده شقتها، هي عارفه ان كاريمان هترجع لشغلها ومش هتقدر توفق في الأول بين متطلبات البيت والشغل، عملتلها حاجات كتير تفرزها وتنفعها وقت الحاجة وجهزت العشا لها ولأكرم.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
في وسط ظلام دامس وهدوء مخيف أمجد مد ايده تحت الوسادة وسحب شريط حبوب، اتنفس بسعادة وراحة وضم ايده على الشريط وكأن حياته متعلقة به، اخذ حباية منه وبعد لحظة تراجع أخذ كمان واحدة، بلعهم وهو حاسس ان آلامه كلها هتنتهي خلال لحظات، في نفس الوقت كان الممرض اللي دخله المخدرات واقف قدام الباب بيبص حواليه بتوتر وهو خايف حد يشوفه بعد ما باع لأمجد الممنوعات.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)