رواية الضرائر الثلاثة الفصل الثاني 2 بقلم سيلا
رواية الضرائر الثلاثة الفصل الثاني 2 بقلم سيلا
رواية الضرائر الثلاثة الجزء الثاني
رواية الضرائر الثلاثة البارت الثاني
رواية الضرائر الثلاثة الحلقة الثانية
خرج الطاغي من منزله وهو في أتم هدوئه .ولم يعد إلا مساء وفي يده يحمل هدية لزوجته كي يرضيها وتنزع فكرة الطلاق من رأسها الصغير نهائيا على حسب تصوره.
اما عن الهدية فهي كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة للبيداء فلم تتحملها وانهالت عليه ضربا وهي تنبذه باسوء الصفات . حتى ذاق منها ذرعا وامسك كلتا يديها ودفعها بعيدا لتسقط ارضا .. وقبل ان يستدير ظهره عنها اخبرها انه هذا هو جزاؤها لانها تحدته مؤخرا. واردف وهو يبرم ظهره عنها بخطى مستفزة وهو يتأبط زوجته الجديدة المرتدية الثوب الابيض المطرز يتوعدها انها لن تأخذ حريتها منه و لو على جثته.. ثم دخل غرفة نومها رغم وجود غرف كثيرة في منزله كما لديه منازل اخرى ملكه… إلا انه اراد ان يحطمها متعمدا ان يقتلها بالموت البطيء بسماعها إياه تعلوا ضحكاته وقهقهاته من الداخل مداعبا التي اصبحت ضرتها مابين ليلة وضحاها..
تذمرت البيداء كثيرا وارادت ان تفر من الجحيم الذي تعيشه مع زوجها الطاغي . ولكن أين المفر..؟ فهي تعلم جيدا اين سيصل شره لو حاولت الهروب منه. وعائلتها ستكون اول من تتأذى بسببها.
لذلك أطبقت على وجعها بالصمت والصبر وجففت دموعها. وصمت اذنيها بكفيها .ولكن الجمرة التي بقلبها لم تستطع ان تخمدها.
وبعد سويعات قليلة كادت ان تغفوا فيها البيداء من شدة تعبها وقهرها. إلا انها سمعت طرقا خفيفا على باب الغرفة. فعلمت ان من كان خلفه لن يكون الطاغي لأن اخلاقه لاتسمح له بالإستئذان. فهو يقتحم الابواب المغلقة كأن وساوسه الشيطانية تخيل له ان ما خلفها امورا خليعة تفعل من ورائه .
ففتحت الباب لتجد العروس الجديدة واقفة والخجل يعتريها تتأسف لما حدث قبل قليل.
صمتت قليلا البيداء وطأطأت رأسها وهي تقول لها انها تجزم ان الامر لم يكن بيدها. ثم اردفت تقول بعد ان رفعت رأسها والغرغرة تكسوا جفنيها وبأن زواجها منه كان مكرها وغصبا عنها كما فعل بها من قبل. .. فأومأت العروس برأسها موافقة على كل كلام البيداء.
بعدها دخلا كلتيهما الى الغرفة واغلقتا الباب عليهما كي لايسمع حديثهما الطاغي وهو يغط في نومه بعد ان اطفأ سيجارة إنتصراته المتكررة عن المدى الذي يصل إليه شره المستطير.
حينها تعرفت البيداء على افنان التي كانت لاتقل جمالا عليها و تصغرها بسنتين ونصف فقط. ورغم جمالها إلا ان جسمها كان يبدوا هزيلا وكأنه في طور النمو . كلما كانت تتمعن البيداء في ملامحها تشفق على حالها .فالمسكينة يبدوا عليها الخوف والهلع وكأنها خطفت للتو من حجر والدتها.
لم تزر الغيرة قلب البيداء من ضرتها. بل واستها وهي تروي عليها كيف تمكن منها الطاغي وتزوجها. فحكت لها القصة من اولها. التي اوراقها لم تزل ناصعة في اسطرها الاولى..
تقول قبل اسبوع جاءت والدة افنان تطلب من إبنتها دون مقدمات التي كانت حينها تلعب لعبة الغميضاء مع صديقاتها في الساحة ان تجهز نفسها كي تكون عروس بعد يومين على الاقل.
لم تستوعب الفتاة ماتقوله والدتها فكلمة عروس تظن انها مجرد لعبة الدمى التي كانت تلعب دورها مع صديقاتها. .. فضحكت على والدتها مما تقوله. ولكن والدة أفنان اخبرتها ان هناك رجل قدير غني سيحضر بعد يومين ليأخذها معها ويشتري لها كل الذي تحلم به. .فسألت افنان لأمها بإستغراب كل الذي تطلبه منه سيحضره لها..!! فاكدت لها والدتها ذلك. .فإبتسمت مجددا افنان تكسوها فرحة من داخلها ارادت ان تخرجها ولكن حتى توافق والدتها على طلبها. وهو ان تأخذ نفرين وسيناء معها؟
فعلت حينها ضحكات من والدتها غيرت الحزن الذي كان يعتريه قبل قليل وهي تعلم إبنتها الذات 12 سنة انها ستكون عروسا لرجل يكبر والدها الذي تجاوز الخمسين.. واردفت تقول كلاما لم تفهمه افنان انذاك .انه ستاخذ معها ضرتين جاهزتين معها والثالثة تنتظرها في منزلها. .. وعندما ارادت افنان ان توضح لها امها ماقالته عن صديقاتها للتو. .اخبرتها انه لا يجوز اخذهما معها. ولكن عندما تشتاق لهما تطلب من زوجها ان تزورهما.. في تلك اللحظة تبددت فرحة أفنان وصفنت قليلا ثم اخبرت والدتها انها موافقة فهي تريد ان تشتري ثوبا جديدا بدل الذي ترتديه وهو مهتر وبال.
قاطعتها البيداء لتسأل افنان عن والدها مانوع العمل الذي يعمله؟. فاخبرتها انها لم ترى والدها قط . او بالاحرى لم تتذكر صورته قبل وفاته من سنين طويلة.. ثم سألتها مجددا من كان المسؤول عن عائلتها. فاخبرتها ان والدتها هي من تعيلهم. تغزل الصوف ثم تبيعه بمساعدة اخاها نوفل .اما اخويها الاخران فهما عبدين مستأجران عند الطاغي منذ سنتان ولم ترهما إلا مرتين او ثلاث منذ ذلك الوقت
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية الضرائر الثلاثة)