روايات

رواية ارناط الفصل السابع 7 بقلم حور طه

رواية ارناط الفصل السابع 7 بقلم حور طه

رواية ارناط البارت السابع

رواية ارناط الجزء السابع

ارناط
ارناط

رواية ارناط الحلقة السابعة

وفجأة، وسط ضجيج الهروب وركض ليلى وعالية.. من رجال أرمان، رن في المكان صوت بنت بتصـ ـرخ.. من ورا باب مقفول…الصوت كان باين عليه الخوف.. والانكـ ـسار:
ـ أنتم مين؟! أنا فين؟! حابسيني ليه؟!
ليلى وقفت مكانها، قلبها اتقبض، وعالية تبادلت.. معاها نظرة سريعة، ما كانتش محتاجة كلام. جريت.. عالية ناحية الباب، دفشته بكل قوتها، وهو اتفتح.. بصوت فرقعة عـ ـنيف.!
الصورة اللي قدامهم خبطتهم بالذهول..
شهد كانت واقفة في الركن، شعرها منكوش،هدومها.. مبهدلة، وعينيها بتتحرك بسرعة لكن من غير ما تشوف. إيديها بتتحسس في الهوى حوالينها، كأنها.. بتحاول تستوعب المكان ببصمتها.!
عالية قربت منها بخطوات هادية، صوتها نزل بنبرة.. طيبة:
ـ ما تخافيش… إحنا مش هنعملك حاجة. انتي مين؟ ومين اللي جابك هنا؟
شهد رفعت وشها للصوت، لكنها كانت باصة في اتجاه… تاني…صوتها كان مهزوز، فيه رجفة وقلق:
ـ أنا فين؟ أنتم مين؟ وجبتوني هنا ليه؟ أنا مش.. شايفة… مش شايفة حاجة..!
ليلى اتحركت خطوة لقدام، عنيها دمعت من غير ما تحس.همست لعالية بصوت مخنوق:
ـ دي… دي كفيفة..!
عالية ما ردتش، بس قربت أكتر، ومدت إيدها بلطف، لمست كف شهد برقة:
ــ اسمك إيه؟
إحنا هنخرجك من هنا، ما تخافيش. هنهربك معانا.. بس يلا بسرعه …قبل ما يرجعوا..!
شهد ردت بصوت مخنوق، كأن الكلام بيطلع من بين حبال مشدودة:
ـ اسمي… شهد. في حد جابني… بس مش عارفة.. مين.؟
ليلى مسكت إيدها التانية، رغم الألم اللي كانت.. بتحسه في كل خلية في جسمها، وقالت بصوت.. مطمن:
ــ مش لوحدك يا شهد… تعالي، نخرج من هنا الأول..
خرجوا التلاتة من الغرفة، خطواتهم سريعة، وأصوات أنفاسهم تقيلة، مليانة توتر. في عيونهم خوف، لكن.. كمان فيه خيط أمل… لأن النجاة بدأت..
بس الحـ ـرب لسه قدامهم..!
ــــــــــــ
بعد الهروب، كانوا راكبين العربية، وليلى لسه بتتـ ـألم، بصت لعالية وسألتها:
ـ عالية، انتي عرفتي مكاني إزاي؟
عالية كانت سايقة، وكل شوية تبص في المراية.. علشان تتأكد إن مفيش حد وراهم. لما اتطمنت…
خدت نفس وقالت بهدوء:
ـ جالي رسالة الصبح على موبايلي. كان فيها لوكيشن ومكتوب رساله…لو عايزة تنقذي صاحبتك، تعالي هنا…
في الأول افتكرتها حد بيهزر، بس بعدين قلت لازم أحاول… والحمد لله لحقتك..!
ليلى رفعت حاجبها باستغراب، وقلبها دق بسرعة:
ـ طب مين اللي بعتلك الرسالة؟
عالية هزت راسها وقالت:
ـ مش مهم مين… المهم إننا خرجنا من هناك..!
ليلى حاولت تفكر، بس الألـ ـم كان أقوى من قدرتها على الاستيعاب. قالت وهي بتشد نفسها:
ـ مش هينفع نرجع البيت اللي كنا قاعدين فيه… أرمان عرف مكانه..!
عالية بابتسامة خفيفة، وقالت وهي مركزة في الطريق:
ـ أنا كلمت صديقتي اللي كنا قاعدين في بيتها، لما اختفيتي، حكيتلها على كل حاجة، وقالت لي لو لقيتك، اخذك ونروح على العنوان اللي بعتهولي ده.. البيت آمن، هنقعد فيه شوية لحد ما نقرر هنعمل إيه.
ليلى نظرت ليها بعين مليانة امتنان:
ـ مش عارفة أشكر صاحبتك دي إزاي… ساعدتنا كتير..!
في اللحظة دي، شهد كانت قاعدة ساكتة، ما نطقتش ولا كلمة من وقت ما ركبوا العربية.
عالية لمحتها في المراية، نادت عليها بهدوء:
ـ شهد… إنتي كويسة؟ ما اتكلمتيش من ساعة ما خرجنا..!
شهد طلعت صوت بالكاد مسموع:
ـ الحمد لله… شكرا إنكم ساعدتوني.!
ليلى لمست إيدها برقة، رغم إنها أصلا بتتألم من أي لمس، بس حست إن اللحظة دي محتاجة دعم:
ـ هو انتي تعرفي أرمان؟ ليه كان حبسك؟
شهد رفعت وشها باستغراب واضح، عينها اتسعت:
ـ مين أرمان؟ أنا معرفش حد بالاسم ده… ومش عارفة مين اللي خطفني، ولا جابوني ليه في المكان ده..!
ليلى حاولت تفهم، بس ردت وهي لسه مصـ ـدومة:
ـ يعني إنتي مش عارفة… أرمان؟
شهد:
ـ لا… أول مرة أسمع الاسم ده..!
ليلى سألتها بنبرة حنونة:
ـ طيب… إنتي مين؟ازاي نرجعك لاهلك؟
شهد ردت بصوت فيه حزن دفين..
صوت مش بس متألم، ده صوت حد موجوع:
ـ أنا ماليش حد… أهلي مـ ـاتوا..!
سكتت، وساد الصمت بينهم… لكن اللي كان واضح.. إن شهد ما كانتش بس خارجة من سـ ـجن..
دي خارجة من حياة كلها وجع..!
رن تليفون عالية فجأة، والاهتزاز كأنه هز قلبها. عينيها دارت يمين وشمال، بتدور على حاجة ما حدش شايفها، وبصت في المراية بسرعة، كأنها بتتأكد إن مافيش حد وراهم.
همست بصوت واطي، كأنها بتقول لنفسها:
ــ رائد…!؟؟
ــــــــــــــــــــ
عند ــ راهب…
راهب كان نايم شبه مستقيم على السرير، ضمادة بتغطي نص وشه، وجروحه لسه بتقول إنه راجع من حافة المـ ـوت..!
فتح عينه بتعب، وبص للدكتور
اللي بيعدل في ملفات جنب السرير:
ــ دكتور… عايز أخرج خمس دقايق بس..
أروح أشوف شهد..!
الدكتور بص له من فوق نضارته
صوته كان هادي بس قاطع:
ــ ماينفعش دلوقتي يا أستاذ راهب..
لازم جسمك يستقر، والجـ ـرح لسه جديد.
أقل مجهود ممكن يضـ ـرك..!
راهب بصله بحدة، وحاول يرفع نفسه بالعافية
صوته طالع من بين ألـ ـم وقلق:
ــ أنا ما طلبتش أخرج من المستشفى..
أنا عايز أروح أوضة اللي جنبي..
أطمن على أختي… مش أكتر..!
صوت كعب سحر الطوخي دخل المشهد
قبل ما تظهر. دخلت الغرفة بهدوء قـ ـاتل،
كأنها كانت سامعة الكلام من برا.
وقفت جنب السرير عينيها فيها قلق مخفي
لكنها متماسكة:
ــ شهد خرجت الصبح يا راهب…
عبد الحميد معاها، وانت أول ما تتحسن هتشوفها..!
راهب لف وشه ناحيتها، وعينيه مليانة ارتباك:
ــ خرجت؟ طيب ليه ماقالتليش؟
سحر قربت منه شوية، صوتها نازل ناعم بس ثابت:
ــ كل حاجة في وقتها، أنت لسه خارج من عملية تجميل صعبة. جسمك مرهق، وعقلك مش جاهز يشيل هم تاني دلوقتي. خلي بالك من نفسك
وبعد كده..كده، هتشوفها وتطمن عليها..!
الدكتور لمح الفرصة وأكد كلامها بنبرة طبية صارمة:
ــ هي عندها حق. جسمك محتاج يرتاح..
الضغط على الجـ ـرح ممكن يعمق الإصابة..
أي حركة مفاجئة دلوقتي مش في مصلحتك..!
راهب شد الغطا على صدره بقهـ ـر،
وصوته نزل بهمس متقطع:
ــ أنا بس كنت عايز أشوفها… بس أطمن عليها..!
سحر بصت له للحظة، وقلبها اتشق بين الكذب اللي قالته، والخوف من اللحظة اللي هيعرف فيها الحقيقة. لكن كان لازم يحافظوا عليه،
على جـ ـرحه، وعلى قلبه اللي لو عرف دلوقتي،
ممكن ما يستحملش..!
ثم…!
يرن هاتف سحر الطوخي بنغمة هادئة
لكنها قطعت الجو المتوتر في غرفة راهب.
بصت للشاشة، واسم …أرمان… لمع قدامها
زي تحذير مخفي..!
ضحكة صغيرة سريعة طلعت منها وهي بتستأذن:
ــ هخرج دقيقة بس،
وخرجت بهدوء، كأنها خارجة تاخد نفس
مش تعمل مكالمة فيها اعتراف بالخطف.
سحبت باب الغرفة وراه، ومشيت بخطوة واثقة لحد ما بعدت شوية، ثم ردت، والصوت على وشها اتبدل لنبرة ترف مفعمة بالثقة:
ــ كنت مستنيك تتصل،بس شايفاك اتاخرت..!
صوت أرمان جه مشحون وهادي في نفس الوقت، بس خلفه نيران:
ــ ممكن أفهم؟ ليه خلتيني أخطف شهد؟
ضحكت سحر، والرضا باين على كل حركة
في وشها وهي بتتكلم:
ــ كان لازم أخلق سبب يخلي عبدالحميد العراف
يبعد عن فكرة النزول مصر مؤقتا..
أنا لسه شغلي هنا مخلصش،والاهم من ده…
مش ممكن اسيب راهب في الحاله دي…
وإنت عارفني كويس، مش بسيب حاجة للصدفة…
أرمان ضحك بس بخفة مش مطمئنة:
ــ لا فعلا.. ذكية، زي ما متوقع..!
لحظة صمت قصيرة، قبل ما يرمي قنبــ ـلته:
ــ بس عندك مشكلة صغيرة، شهد هربت… مع ليلى.؟
الكلمات وقعت في ودن سحر زي صوت رصـ ـاصة…
كأن الزمن نفسه وقف يستنى رد فعلها…؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *