روايات

رواية الرسالة الأولى الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية الرسالة الأولى الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد

رواية الرسالة الأولى البارت الثاني

رواية الرسالة الأولى الجزء الثاني

الرسالة الأولى
الرسالة الأولى

رواية الرسالة الأولى الحلقة الثانية

خلصت شغلي بعد يوم متعب ووصلت اخيرا المنطقة اللي ساكنة فيها, كنت على وشك اني اطلع بيتي لكن وقفت بخضه لما لمحت محمود جاي عليا من بعيد ووراه صاحبه بيحاول يلحقه, فكرت لثواني اني أطلع بسرعه قبل ما يوصلي وده لأني شفت وشه مش مبشر بالخير, لكن للأسف ما لحقتش وكان وصلي ومسكني من ايدي بقوه وهو بيقول:
_ايه بتفكري تجري تستخبي فوق؟ مش قلتلك انا مش زي ابوكي عشان اسكت.
حاولت اني اتحلى بالشجاعه وانا بقوله:
_هتعمل ايه يعني؟ موضوع و خلص ايه لازمة الحوارات اللي انتَ عاملها دي؟ انا مش أول ولا أخر واحده تتخطب لواحد وتسيبه.
بصلي وهو بيقول بغضب واضح:
_ بس انتِ ما سبتنيش عشان عيب فيا ولا حتى من غير سبب, انتِ عملتي الانقح, سبتيني عشان واحد تاني! عارفه ده معناه ايه؟ إنك استغفلتيني وخونتيني.
بصيت له بخضة من الكلمة وبعين متسعه بقول له بصدمه:
_خونتك؟ انتَ مجنون؟ انتَ مش جوزي عشان تقول خونتك وبعدين انا ما خونتكش انا عرفتك إن انا مش هكمل, وبعدها أنا من حقي اختار الراجل اللي اكمل حياتي معاه.
أصر على كلامه وهو بيقول:
_لا خونتيني عشان انتِ اخترتِ الراجل ده وانتِ لسه معايا, وسبتيني عشانه , وانا مش هسيب حقي.
شديت ايدي منه بقوه وربعت ايديا الاثنين وانا بسأله بسخريه رغم خوفي من رد فعله:
_ وهتعمل ايه؟ انتَ شايف ان حقك هتاخده ازاي؟
ابتسم ابتسامه تخوف ظهر فيها الشر بوضوح وهو بيقول:
_إن الناس كلها تعرف حقيقتك وإنك سبتيني عشان جريتي ورا فلوس واحد تاني, انا كده هاخد حقي, لما تبقي ماشيه مش عارفه ترفعي عينك في الناس والكل يبقى عارف انك كلبة فلوس.
بصيت له وانا مش فاهمه ده معناه انه هيعمل ايه؟ لكن فهمت اول ما صوته علي وهو بيقول:
_ تعالوا, تعالوا يا أهل الحته شوفوا الهانم اللي بتسيبني وابوها اللي بيبلع كلمته معايا اللي مفروض كلمه رجاله عشان لقوا الاغنى, واللي بيعرف يصرف أحسن, تعالوا شوفوا اللي بقالها سنتين معايا وكلام ومقابلات وطلعت راجل معاها واتقدمت لها وابوها اداني كلمه, وقرأنا فاتحه وهي جايه تقولي بكل بساطه انها مش عاوزه تكمل, وان الفاتحه اللي قريناها كأنها ما حصلتش عشان ظهر واحد معاه فلوس حلوه… وهم ما يهمهمش قد الفلوس.
بقيت بتلفت حواليا وانا حاسه اني اتعريت قدام الكل, وانا حاسه إن كل اللي واقفين بيقولوا ألف كلمه جواهم عليا ومستنيينه بس يخلص كلامه عشان يبدأوا يتهامسوا ويقطعوا فيا بكلامهم, حاولت اسكته وانا بقوله:
_اخرس بقى, انتَ كده راجل؟ انتَ كده بتفضحني, هتستفيد ايه من كل اللي بتعمله ده؟
ضحك وهو بيقولي:
_هستفيد اني هاخذ حقي لما الناس تعرف إن العيب فيكِ انتِ مش فيا, و تعرفك على حقيقتك, هستفيد اني هبرد نار منك ومن ابوكِ.
جه صوت من ورانا وهو بيقول:
_وابوها جالك بنفسه عشان تبرد نارك, بس قولي تبرد نارك من ايه بالضبط؟ جيت واتقدمت وقلتلك موافقين وبعد كده البت راجعت نفسها ومش عاوزاك , ايه هو الجواز بالعافيه؟
بص لابويا وبقت المواجهه بينهم هم الاتنين وقاله:
_لا الجواز مش بالعافيه, بس انا مش لعبه في ايدك انتَ وبنتك عشان من يوم وليله تكلمني وتقولي انها مش هتكمل, واعرف بعد ما افكر ان السبب مني وان اكيد عملت حاجه ضايقتها, ان الهانم شايفلها شوفه تانيه, وان ابوها ماشي وراها عشان هيستفيد.
قال كلمته الاخيره وهو بيرفع ايده وبيعمل بصوابعه حركه بتدل على ان الاستفاده فلوس وكمل:
_ اب ما عندوش مانع انه يسحب كلمته اللي اداها لراجل زيه عشان لقى فلوس اكثر, اوعى تفكر اني زعلان عشان بنتك سابتني, بالعكس انا ربنا نجدني من ناس طماعة زيكوا ما يملاش عينها غير التراب, انا ما كنتش مقصر معاها كل اللي كان في امكانياتي بعمله لها, و النهاية كانت ايه؟ انها في الاخر ما ملاش عينها كل اللي عملته, انا بس جيت هنا عشان ارد كرامتي اللي داست عليها وهي بتعترفلي بكل بجاحه انها سابتني عشان واحد تاني واتمنى كل اللي حصل ده يعرفه عريس الغفلة, ويعرفكم على حقيقتكم وساعتها تبقوا خسرتوا من كل النواحي.
بصلي وهو بيقول:
_مش قولتلك انا مش ابوكِ اللي مراته هربت منه مع واحد تاني وسكت ودفن راسه في الأرض.
وردي كان مفاجئ للكل, وانا برفع ايدي وبنزل على وشه بقلم قوي سمع كل اللي واقفين..
ومستنتش لحظة تانية وجريت على البيت بهرب من الكل, ولو كنت اقدر في الوقت ده اهرب من نفسي كنت عملتها.
_تعالى معايا عاوزك.
قالها “أبو سارة” وهو بيزق “محمود” عشان يمشي قدامه, ووصلوا للقهوة وقعدوا عليها عشان يبدأ يقول:
_إن كنت شايفني مش راجل عشان محفظتش كلمتي معاك, فانتَ باللي عملته الكل يشهد انك مش راجل, مفيش راجل يقف في وسط الخلق ويفضح ست حتى لو عملت ايه, انا بعد اللي عملته وكلامك عني وعن بنتي وعن أمها مكانش المفروض ابص في وشك حتى, مش اجيبك واقعد معاك, لكن اللي بعمله دلوقتي عشان بنتي..
سكت لثواني وكمل بعدها:
_مش هكدب عليك, انا ميال للعريس, وفرحت لما وافقت عليه, مفيش أب هيكره إن بنته تتجوز حد ميسور الحال, وتعيش متهنيه ومرتاحة, وخوفت لو اتجوزت حد حاله على قده تعمل في يوم زي أمها وساعتها هتكون كتبت نهايتي, انا مدفنتش راسي بعد هروب أمها إلا عشانها, كان ممكن ادور عليها, لكن انا عارف إني لو كنت لقيتها كنت هقتلها, ووقتها مين هيربي بنتي؟ انا اللي عملته مش عدم رجولة, ده قمة الرجولة, انا حافظت على بنتي وصونتها..
سكت شوية وكمل:
_بنتي وافقت اه, وقالتلك اللي قالته, لكن في نفس الوقت, انا سمعتها بليل وهي بتعيط بحرقة, وعرفت إن قرار بعدها عنك واجعها بس مش مبينة.
_واجعها؟ ولما هو واجعها خدته ليه؟ ولا انتَ اجبرتها؟
سأله “محمود” بنبرة كلها شك, بعد ما حس إن ممكن تكون مجبورة من ابوها ويكون ضغط عليها عشان توافق على العريس, وأمل كبير اتسلل له وهو مستني إجابة أبوها, وشعور غريب بأنه مستعد يسامحها حالاً ويطلع يبوس رأسها لو عرف إنها مجبورة ومسابتوش بمزاجها…
لكن الأمل اتبخر لما ابوها قال:
_لا, هي خدت قرارها بنفسها من غير أي ضغط مني, بس الضغط كان منها هي.
بصله “محمود” بضيق وقال:
_يا سلام هي اللي ضغطت على نفسها؟ هي اللي أجبرت نفسها تسبني؟ ليه؟
_عشان بنتي متعقدة, اللي أمها عملته عقدها, وخلاها عندها وسواس إنها لو اتجوزت حد مستواه قليل مش هتكمل معاه, ومش هتستحمل عيشته ويمكن في يوم تعمل زي أمها.. فهمت.
وليه ارتبطت بيا من الأول؟ هي عارفة ظروفي من البداية.
_عشان حبتك, عجبتها ولفت نظرها ومقدرتش تتحكم في نفسها, بس لما الموضوع دخل في الجد, خافت.. واترددت, ولما ظهر العريس ده ذبذبها أكتر وخلاها مش عارفة تعمل ايه, وفي الآخر عقدتها سيطرت عليها وقررت تسيبك.
_وانا المفروض اصدق كل اللي بتقوله ده واجري معاك على البيت استسمحها وترجع المية لمجاريها صح؟
_لا, انا مش بقولك تعمل ايه, انا بس بعرض الوضع عليك, بعرفك اللي متعرفوش, هتتصرف ازاي؟ دي ترجعلك.
_وانا مش مصدقك, ولو حتى كلامك صح فانا مش راجل معدوم الكرامة عشان بعد اللي عملته افضل معاها.
وقف “أبو سارة” وقال:
_يبقى انا كده عملت اللي عليا, وانتَ شايف إنك خدت حقك لما فضحتنا, يبقى كل واحد يشوف طريقه.
ومشي وفضل بعدها “محمود” سرحان شوية عشان يخرج “إبراهيم” الساكت من أول الكلام عن صمته ويقول:
_انا من رأيي تختبرها.
_اختبرها ازاي وليه أصلا احنا حكايتنا خلصت.
_بس انتَ بتحبها, ومتنكرش ده.
هز رأسه بنفي:
لا مش هنكر, انا مأجرمتش إني حبتها, هي اللي طلعت متستاهلش.
_عشان حبك ده بقولك اختبرها يمكن يطلع كلام ابوها صح.
_ مش فاهم!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الرسالة الأولى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *