روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والستون 61 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والستون 61 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الحادي والستون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الحادي والستون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الحادية والستون

أهيمُ بها وأجـ.ـنُ في صباها
كأنّ الكون لم يُنجب سواها
وإن مرّت بي الأقمارُ ليلًا
فعيني لا ترى إلا بهاها.
ـ مُحمد رمضان السيد.
___________________
وما الحُبّ سوى نعمةٌ قد أنعمنا الله بها.
الحُبّ والمو’دة والر’حمة والتسامح والعفو والإحتر’ام جميعهم صفات حسنة يكتسبها المرء تحـ ـت مُسمى _بنا’ء إنسانٌ صا’لح_ يكتسب صفاته الحسنة والر’حمة في قلبه لـ ـينًا حنونًا هيـ ـنًا على مَن حوله، القسو’ة ليست صفةً نتباهىٰ بها ونراها شيئًا مستحـ ـيل إتقانه، ما يجب أن يتباهىٰ بهِ المرء هو صفاته الحـ ـسنة وطباعه المقبولة وليـ ـنه وليس بعض الصفات السـ ـيئة التي أصبحت محـ ـط أنظار الجميع تتنا’قل بينهم كسرعة الريا’ح!.
<“السلام على ر’جلٍ تباهت بهِ الأُ’مة.”>
كان سا’قطًا أرضًا يتأ’لم، فيما ولجت “مَرْيَم” مِن جديد علّها تجده هذه المرة تنظر إلى أنحاء الغرفة لتراه سا’قطًا على أر’ضية الغرفة ويبدو أنه يتأ’لم ولذلك أقتربت مِنهُ بخطى سر’يعة كي تطمـ ـئن عليهِ بعدما رأت معالم وجهه تنكـ ـمش أ’لمًا، جلست بجواره على ر’كبتيها وحاوطته بذراعيها قائلة بنبرةٍ قـ ـلقة:
_في إيه يا “شـهاب” إيه اللي مو’قعك كدا؟.
_أتكـ ـعبلت بدون ما أقصـ ـد ولمَ و’قعت أتخبـ ـطت وأنا بقـ ـع فالترابيزة ورُكبتي وجعا’ني أوي دلوقتي.
هكذا جاوبها مغمض العينين ومنكـ ـمش الوجه لتمسّد هي على ظهره برفقٍ قائلة بنبرةٍ هادئة مو’اسية:
_معلش يا حبيبي حصل خير بسيطة إن شاء الله، حاول تقوم معايا يلا.
أنهـ ـت حديثها وهي تحـ ـسه على النهوض ليُـ ـلبي هو مطلبها فو’رًا وينهض بحذ’رٍ متأ’لمًا بنبرةٍ خا’فتة لتتجه بهِ نحو الأريكة التي كانت تقبع على مسافة بضع خطواتٍ مِنهما تجلسه عليها ثم تركته وذهبت سر’يعًا إلى الخارج لجلب شيءٍ ما يجهـ ـلهُ هو فقط كان يحاول تخـ ـفيف حِـ ـدة هذا الأ’لم بأية طريقة، دقيقة وعادت “مَرْيَم” تجلس بجواره وقد بدأت بوضع أكياس الثلج على ركبتهِ ليتلقى جسـ ـده صد’مة برو’دة الثلج ليسمعها تقول بنبرةٍ هادئة:
_شويه وهتر’وق دا بس عشان متو’رمش لقدر الله، أي حاجة تحـ ـصلك تحمد ربنا عليها على طول بعد كدا.
مـ ـدّ كفه ووضعه على كفها الممـ ـسك بكيس الثلج مشـ ـددًا برفقٍ عليه ليأتي بعدها قوله الهادئ حينما قال مبتسم الوجه:
_أي حاجة بتحصل بحمد ربنا عليها حتى لو شـ ـكة دبو’س صغيرة بحمد ربنا عليها عشان بتشـ ـيل مِن عليا ذ’نب.
_طب ما أنتَ شاطر وحلو أهو، فرحتني.
هكذا جاوبته مبتسمة الوجه بعد أن ألقـ ـت عليهِ نظرةٍ خا’طفة ثم عادت تنظر إلى ما تفعله لتتفا’جئ بهِ يُلثم وجنتها بقْبّلة خا’طفة دون أن يُمهـ ـد لها لتنظر إليهِ متفا’جئة لتسمعه يقول بوجهٍ مبتسم:
_بحبك.
أبتسمت وأجابته بمشا’كسةٍ وهي تنظر إلى ما تفعله قائلة:
_بتحبني بس يا سي “سيد”؟ طب والعِشرة اللي بينا تتقدر بكلمة بس؟.
أبتسم بسمةٌ لا تمت للخيـ ـر البتة ثم قال بنبرةٍ ما’كرة:
_أيوه كدا هو دا الكلام.
صفـ ـعته بخـ ـفةٍ على ذراعه وقالت معـ ـنفةً إياه:
_أحتر’م نفسك الظاهر محدش قالك إيه العـ ـيب وأنتَ صغير، أنا عمومًا هكلم “أحـمد” وأشتـ ـكيله مِنك هقوله شوف صاحبك لأنه قـ ـليل الأد’ب.
لحظاتٍ وتعا’لت ضحكاته ترن في الغرفة بعدما لَم يستطع تما’لُك نفسه بعد سماعه لحديثها، فيما نظرت هي إليهِ بتعجبٍ عاقدةً ما بين حاجبيها لتراه يضحك بأتسا’عٍ دون توقف لتشعر هي بالضـ ـيق الشـ ـديد مِنهُ ولَكِنّ لَم يتركها هكذا كثيرًا بل جـ ـذبها مِن ذراعها وجعلها تستلقي بجواره، كانت متفا’جئة مِن أفعا’له ولذلك نظرت إليهِ لتسمعه يقول بنبرةٍ ضاحكة:
_أنتِ إيه اللي جر’الك يا “ريما” عايزة تشتـ ـكيني لـ “أحـمد” بجد واللهِ؟ ويا ترى بقى هتقوليله إيه؟ “شـهاب” شـ ـتمني ولا عاكـ ـسني.
سَخِـ ـرَ مِنها وعاد يضحك مِن جديد لتر’مقه هي نظرةٍ حا’دة لتقول:
_لا واللهِ؟ هي بقت كدا يا “شـهاب” بتتر’يق عليا طب شوف مين هيعملك الرز بلبن بقى.
حرك رأسه نحوها وكأنه ير’اها ليظل محتفظ ببسمتهِ قليلًا قبل أن يعتدل في موضعه ليستلقي على جانبه الأيـ ـمن حيثُ تستقر هي بجانبهِ ليضمها إلى أحضانه قائلًا:
_هو أنا قولت حاجة أنا را’جل طيب ومحتر’م حتى، بعد إذنك أنا مش هتسغـ ـنىٰ عن طـ ـبق الرز بلبن بتاعي عشان تكوني عارفة بس.
_وأنا لسه عند كلامي برضوا.
هكذا ردّت عليه معا’ندةً إياه كذلك لتشعر في لحظتها بأنامله تسير على خصرها تدغدغها لتنطــلق ضحكاتها العا’لية تدوي في أركان الغرفة يرافقها صوته حينما قال مبتسم الوجه:
_واحدة بواحدة بقى هتوافقي تعمليلي الرز بلبن هسـ ـيبك موافقتيش وفضلتي مُصّـ ـرة هعانـ ـد ومش هسـ ـيبك والبقاء للأقو’ى بقى.
حاولت إبعا’ده وهي تضحك دون تو’قف تتر’جاه أن يتركها بعدما أستمر ذاك لبضع دقائق لير’حمها هو ويتركها بالفعل لتحاول هي أخذ أنفا’سها الها’ربة وتنظـ ـيم وتيرة أنفا’سها ليسمعا صوت رنين جرس المنزل يرن عا’ليًا في الخا’رج يُعلنهما عن وصول زائرٍ إليهم لتنظر إليهِ قائلة بأنفا’سٍ ها’ربة:
_أنتَ مستني حد ولا إيه؟.
_دول أكيد العيلة جايين يزورونا.
أنهـ ـى حديثه ونهض لتنهض هي كذلك تساعده في الخر’وج وإيصاله إلى باب المنزل، وبعدما أوصلته سَمِعها تقول:
_أستنى أول ما أدخل أفتـ ـحلهم.
حرك رأسه برفقٍ لها لتُلثم وجنته بقْبّلة خا’طفة قبل أن تذهب بخطى سر’يعة إلى الغرفة مِن جديد ليبتسم هو إليها محركًا رأسه برفقٍ على مشا’كستها إليهِ، وحينما وصله صوت إنغلا’ق الباب قبـ ـض هو بقبـ ـضتهِ على مقبـ ـض الباب وفتـ ـحه بهدوءٍ ليأتيه صوت رفيقه الذي قال ممازحًا إياه:
_عيشـ ـت وشوفتك عريس يا ابن الفقـ ـرية أخيرًا.
ضحك على قوله ثم أستقبله بالعناق والتر’حاب الشـ ـديد ثم يليه أخيه الصغير وحماه وحماته ثم بعدها أغـ ـلق الباب وقا’دهم تجاه غرفة المعيشة يجاوره “أحـمد” الذي كان يُمـ ـسك بكفه يسير نهج خطاه حتى جلسوا جميعهم وجاء صوت “عـمر” الذي قال:
_ألف مبروك يا “شـهاب” أتمنالك حياة سعيدة وربنا يعينك على “مَرْيَم”.
تداولت الضحكات الخـ ـفيفة بينهم ليأتي صوت “شـهاب” الذي قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_بيني وبينكم لازم أقول فيها كلام حلو عشان تر’ضى عنّي وتعملي الرز بلبن اللي نفسي فيه.
_وليه يا حبيبي لو رفـ ـضت تتصل بيا تقولي على طول وأنا هشـ ـد عليها وليك عليا أعملك رز بلبن أحلى مِنها كمان.
هكذا جاءه ردّ “حبيبة” على حديثه ليبتسم هو قائلًا:
_ربنا يباركلِ فيكِ يا حماتي، إلهي يارب تطلعي عُمرة.
ضحكوا بخـ ـفةٍ على حديثه ليأتيه ردّها حينما قالت:
_يارب يا “شـهاب” أحلىٰ دعوة حـ ـقيقي.
دقائق معدودة وخرجت “مَرْيَم” إليهم بوجهٍ مبتسم مشر’ق ترتدي عباءة إستقبال وتركت خصلاتها البُـ ـنية منسد’لة خـ ـلف ظهرها وبعض الزينة النا’عمة موضوعة على وجهها والكحـ ـل الأخضـ ـر يزين عينيها لينهض “أحـمد” أولًا ناظرًا إليها بذ’هولٍ وأبتسامة هادئة تزين ثغره ليقوم بتسبيح ربه ومِن ثم أثنى عليها حينما فَرَ’ق بين ذراعيه قائلًا بوجهٍ مبتسم:
_اللهم صلِّ على النبي، إيه الجمال دا كله؟ إيه الحلا’وة دي؟ إيه الجمد’ان دا؟.
أبتسمت إليهِ “مَرْيَم” بعدما طغـ ـىٰ عليها بعض الخجـ ـل لتعانقه دون أن تتحدث، فيما طـ ـبق هو بذراعيه عليها ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا:
_ز’دتي حلاوة فيومين بس؟ إيه سرعة الأد’اء دا؟ طب براحة على الوا’د اللي مسيره يفـ ـتَّح دا ساعتها مش هيستحـ ـمل الحلا’وة دي كلها د’فعة واحدة.
تعا’لت الضحكات الخـ ـفيفة بينهم ليأتي صوت “شـهاب” الذي أجابه قائلًا مبتسم الوجه:
_هفـ ـتَّح ومِن حلاوتها هيغـ ـمى عليا وبعدين أفو’ق واشوفها وارجع يغـ ـمى عليا تاني وهكذا لحد ما أستو’عب بقى.
_خلاص بقى يا جماعة را’عوا مشاعري شوية أنا بتمنى الأ’رض تتشـ ـق وتبلـ ـعني مِن كسو’في.
هكذا جاوبتهما “مَرْيَم” بصوتٍ طغـ ـىٰ عليه الخجـ ـل الشـ ـديد بعدما أبتعـ ـدت عن أخيها الكبير لترى أخيها الصغير يقترب مِنها بخطى هادئة مبتسم الوجه ومِن ثم ضمها إلى أحضانه قائلًا مبتسم الوجه:
_مبارك عليكِ يا حبيبتي أنا مبسوط أوي ليكِ واللهِ ولسه مش مصدق إنك مبقتيش معانا كُنْتِ ما’لية الفـ ـراغ اللي جوايا.
بادلته “مَرْيَم” عناقها مبتسمة الوجه مربتةً على ظهره برفقٍ لتقول مبتسمة الوجه:
_يا حبيبي، بكرا تتجوز وتتـ ـلهي والفـ ـراغ دا يتـ ـملي.
_لا بس أنتِ غير يا حبيبتي.
تد’خل “شـهاب” في هذه اللحظة قا’طعًا تلك اللحظات المؤ’ثرة حينما قال بنبرةٍ جا’دة متعـ ـمدًا ممازحته:
_بعد إذنك يا “هلال”، تقولها “مَرْيَم” أي حاجة تانية لن أسمـ ـح أنا بس اللي أقول أي أسم دلع ليها حد تاني غيري لا.
حينها ألتفت إليه “أحـمد” والذي أقترب مِنهُ ليقوم بجـ ـذبه مِن تلا’بيبه منـ ـحنيًا بنصفه العـ ـلوي نحوه قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_لا يا رو’ح أ’مّك أنتَ هتنـ ـشفها علينا مِن دلوقتي ولا إيه دا أنا لسه واخدها بالحضن دلوقتي إيش حال لو مَكُنْتش أنا الشاهـ ـد على جوازكم دا؟.
أبتسم “شـهاب” وأبعـ ـد يده عنهُ قائلًا بنبرةٍ با’ردة:
_بقت مراتي يعني المفروض محدش يقر’ب مِنها غيري بقى أنا سايبهالكم بقالي ٢٤ سنة تحبّوا فيها وتدلعوها براحتكم أنا جيت يبقى السلام عليكم أنتم جه دوري بقى دوركم أنتهـ ـى شكرًا ليكم أوي لحد كدا.
تفا’جئ “أحـمد” كثيرًا مِن ردود رفيقه فلَم يتو’قع أن يكون ذلك هو الردّ المنتظر مِنهُ، رأى تو’اقح معهُ ولذلك عاد يجـ ـذبه بكلتا يديه مِن تلا’بيبه مرةٍ أخرى ثم د’فعه إلى الخـ ـلف وهو مازال قا’بضًا على ملابسه ليقول مطـ ـبقًا على أسنا’نه:
_نعم يا ننوس عيـ ـن ماما؟ يعني إيه أنتَ جاي تلـ ـغينا مِن حياتها ولا إيه يمين بالله لو كُنْت أعرف إنك وا’طي ونا’ويها ما كُنْت خليتك نو’لت شعـ ـرة مِنها … ما تصلي على النبي كدا وتوحد الله بدل ما أخليك عريس متكـ ـسر فأول يومين فحياتك الزوجية.
تعا’لت الضحكات مِن جديد بينهم ليأتي ردّ “عـمر” الذي أشعـ ـل الأجواء أكثر حينما قال ضاحكًا:
_وماله الر’اجل كلامه صح ومية مية إيه اللي يز’عل حـ ـقه هو مش صبـ ـر سنتين ونص حـ ـقه بقى وإحنا على طول بنقول الحـ ـق ميز’علش حد.
وهذه المرة تعا’لت ضحكات “شـهاب” ترن عا’ليًا حينما نصـ ـفه حماه أمام و’لده الذي نظر سر’يعًا إلى أبيه مصد’ومًا ليقول:
_هي بقت كدا يا حج؟ بتكسـ ـفني قدام الو’اد دا بعد دا كله؟ بتشـ ـمته فيا على آ’خر الزمن؟.
_مش بشـ ـمته فيك أنا بقول إنه صح حـ ـقه بقى، حلا’ل عليك يا “شـهاب” إبسط يا عم نصـ ـفتك قدام أبـ ـني.
شعر “شـهاب” حينها بالإنتصا’ر على رفيقه ولذلك أبتسم بسمةٌ وا’سعة وقال بنبرةٍ ما’كرة:
_حبيبي يا حج “عُـمر” واللهِ، ربنا يفـ ـكها عليك زي ما أنتَ مسـ ـهلها عليا كدا.
نظر “أحـمد” لهما سويًا وهو يشعر أنه سيُجَـ ـن بالتأكيد ليقوم بإخر’اج غِـ ـله في “شـهاب” حينما شـ ـدد مِن قبـ ـضتيه على تلا’بيبه وجـ ـذبه إليهِ مطـ ـبقًا على أسنا’نه قائلًا بنبرةٍ حا’دة:
_يا’ض متستفـ ـزنيش أكتر مِن كدا وربنا المعبود أكسـ ـرك أنا مجـ ـنون واعملها.
_طب حاسب لاز’علك أنا يا حبيبي متنساش أنا مين ولو عشان مش شا’يفك هتفتكر إني ضعـ ـيف يبقى أحب أقولك أتعا’لج.
فصـ ـلت بينهما “مَرْيَم” مبتسمة الوجه لتحاول تهـ ـدئة أخيها مربتةً على صد’ره بحنوٍ قائلة بنبرةٍ هادئة ر’قيقة:
_أهـ ـدى يا حبيبي متعـ ـصبش نفسك وبعدين أنتَ عارف غلا’وتك عندي … وأنتَ يا “شـهاب” متستفـ ـزهوش خليكم حلوين مع بعض شكلكم عامل زي القط والفا’ر.
نظر إليها “أحـمد” نظرةٍ هادئة بعدما جـ ـذبه صوتها الر’قيق مِن بقا’ع أفكاره السو’د’اء ليوزع أنظاره عليها وعلى صديقه لبرهةٍ مِن الوقت حتى وجد نفسه يد’فعه إلى الخـ ـلف تاركًا إياه ثم ضمها إلى أحضانه معا’ندًا إياه لينظر إليهِ قائلًا:
_بقولك إيه بقى، أنا هحضنها زي ما أنا عايز وهدلعها وقت ما أحب وهتطـ ـمن عليها فالوقت اللي يعجبني ولو تر’بست فد’ماغي أخدها يومين هاخدها والبقاء للأقو’ى بقى.
نهضت “حبيبة” مقتربةً مِنهما لتُمـ ـسك يد أبـ ـنتها التي نظرت لها متعجبةً، فيما نظرت هي إليها وقالت بنبرةٍ هادئة:
_تعالي سلّمي على باباكِ الأول وتعالي معايا عايزاكِ شوية.
ترك “أحـمد” شقيقته التي ذهبت إلى والدها معانقةً إياه بوجهٍ مبتسم تطمـ ـئنه عليها وتطمـ ـئن كذلك عليهِ مثلما أعتادت ليأتيهما صوت “شـهاب” الذي قال مبتسمًا:
_معاك تصر’يح يا حمايا العزيز أنتَ وحماتي بس غير كدا لا.
ر’مقه “أحـمد” نظرةٍ نا’رية ومعهُ “هلال” الذي لَم يروق لهُ الحديث وشعر بالإنز’عاج مثلما يشعر أخيه الآن، تركتهم “مَرْيَم” وذهبت مع والدتها إلى الداخل مثلما يفعلن الأمّهات مع فتيا’تهن بعد الزواج، فيما أشار “عُـمر” إلى و’لديه بالجلوس دون أن يتحدث ليُـ ـلبيا مطلبهِ وقبل أن يجلسا أتاهما صوت “شـهاب” الذي قال مبتسمًا:
_أسمعوا كلام حمايا وأقعدوا ما أنتم أكيد معند’كمش ذ’نوب بتكفـ ـروا عنها.
_أنا بدأت أشـ ـك إنك مفـ ـتّح يالا!.
هكذا ردّ عليهِ “أحـمد” بنفا’ذ صبرٍ وهو ينظر إليهِ لتعـ ـلو قهقهات “شـهاب” عا’ليًا ثم يليها قوله حينما قال بنبرةٍ ضاحكة:
_قولتلك يا ما’ن نو أما’ن، أنا آه أعمـ ـى البصـ ـر بس مش أعمـ ـى البصـ ـيرة.
جوابٌ على الرغـ ـم أنهُ عادي ولَكِنّ كان وا’قعٌ يعـ ـيش بهِ منذ عامٍ وعِدة أشهرٍ، لا يحز’ن حينما يتم جـ ـرح مشاعره فيقينه بالله رب العالمين أكبر مِن أقاويل البشر وتفكيرهم السا’ذج ومعتقـ ـداتهم غر’يبة الأطو’ار، أتخذ منهجًا في حياته يسير على خطاه دون الأنحيا’ز إلى أيًا مِن الجهات الأربعة.
_مؤمنٌ بالقول خيرُ د’ليلٍ،
ومؤمنٌ بالقدر خيرٌ مِن ألف أكذ’وبة.
_________________________
<“السلام على أهلنا السا’بقون فنحنُ اللا’حقون بكم.”>
رؤىٰ كثيرة ومشاهد عِدة وأحد’اثٌ معـ ـقدة كانت خيرُ رفيقٍ للمرء، التذ’بذبات والسقو’ط والنهوض مِن جديد كانوا سلا’ح القو’ة إليهِ فلا تخـ ـف عليهِ إن سقـ ـط … بل خا’ف عليهِ إذا سقـ ـط ولَم ينهض.
يقف أمامها عا’جزًا عن فعلِ أي شيءٍ لها، وكأنه تم تقـ ـييد حركة جسـ ـده حتى لا يتحـ ـرك كعادته وكتلـ ـبية لغـ ـريزته الفطـ ـرية التي تجعله يتحرك دون أن يُفكر في تلك الخطوة التي يقدم عليها، يراها تُلـ ـقى بالأحجا’ر وهي تر’فع يديها تحاول حما’ية رأ’سها ووجهها مِن تلك الأحجا’ر التي لا تتوقـ ـف عن مها’جمتها وصوتها الباكِ ير’جوه أن يساعدها ويُبعـ ـد هذه الأحجا’ر عنها وكان ذلك صد’ى صوتها الذي أصبح ير’ن في أذنيه دون توقف.
_ألحـ ـقني يا “حُـذيفة” قولهم مير’موش عليا طو’ب أنا معملتش حاجة الطو’ب بيو’جعلي جسـ ـمي.
نهض مِن نومتهِ فـ ـزعًا وصد’ره يعلـ ـو ويهـ ـبط بعـ ـنفٍ، لا يعلم أهذا كان حُلمًا أم كابو’سًا راوده في نومته الهادئة في هذه الليلة؟ نظر حوله ليرى الغرفة فا’رغةً ألا مِن وجوده وصوت “أيسل” يعلـ ـو في الخا’رج منا’ديةً على صغيرها الذي صدح صوته الطفولي عا’ليًا مُلـ ـبيًا مطلبها.
زفـ ـر بعمـ ـقٍ مستغفرًا ربه ومستعيذًا بهِ مِن همـ ـسات الشيـ ـطان لينهض مِن على فراشه متجهًا إلى الخا’رج بخطى هادئة، خرج ليسمع صوت القرآن الكريم يُحـ ـيط أركان المنزل كعادة يومية كانا يعتادان عليها ثم توَّجه إلى المطبخ حينما داعبت روائح الفطور أنفه، وحينما وصل رأها أمامه تقف وتُعد الفطور إليهم ولذلك أقترب مِنها بخطى هادئة حتى وقف خـ ـلفها وقام بمحا’وطتها بذراعيه يُلثم وجنتها بقْبّلة حنونة قائلًا بنبرةٍ متحشر’جة:
_صباح الفل عليكِ.
_صباحك خير وعافية.
هكذا ردّت عليه مبتسمة الوجه ليأتيها صوته حينما قال بنبرةٍ هادئة:
_أنا بصراحة كُنْت نايم بس مش عارف دا حلم ولا كابو’س … شوفت تيتا “صفية” جيالي بس كانت صغيرة فالسن، يعني فالعشرينات تقريبًا وبيتحـ ـدف عليها طو’ب كتير وكانت بتحـ ـمي نفسها ولقيتها بتقولي ألحـ ـقني يا “حُـذيفة” قولهم مير’موش طو’ب جسـ ـمي بيو’جعني، وقومت مفز’وع مرة واحدة مش عارف إيه اللي حصل.
نظرت إليهِ بعدما أستدارت لهُ برأ’سها حتى تتثنىٰ لها رؤيتهِ بشكلٍ أو’ضح لتعـ ـقد ما بين حاجبيها تزامنًا مع قولها المتعجب:
_غر’يبة! أول مرة تجيلك يعني … ويوم ما تيجي تكون تعبا’نة؟ مش غر’يبة دي شوية فالتوقيت دا برضوا ولا إيه؟.
_مش عارف، مش عارف حاجة حاسس إني تا’يه في حاجة مش مظبو’طة معرفش إيه هي هتجـ ـنني.
تحلّت بالهدوء والتعـ ـقل كعادتها لتجاوبه بنبرةٍ هادئة قائلة:
_في إنك تهـ ـدى وتصلي على النبي وتروح تتوضى وتصلي الضحى وتستغفر ربنا.
نظر إليها قليلًا حينما أتاه ردّها ليقول بعدها وكأنه وجد ضا’لته:
_تصدقي عندك حـ ـق، أنا فعلًا هروح أعمل كدا يمكن يكون شيـ ـطان ليه لا؟ أنا هروح أتوضى وأصلي وأرجعلك تكوني خلصتي.
منحتهُ بسمةٌ هادئة لطيفة توافقه حديثه ليُبادلها بسمتها بأخرى حنونة ثم لثم وجنتها وتركها متجهًا إلى الخا’رج حتى يُـ ـلبي مطلبها، فيما زفـ ـرت هي بهدوءٍ وعادت تُكمل ما كانت تفعله مستغفرةً ربها بنبرةٍ خا’فتة، دقائق قِـ ـلة وعاد لها صغيرها ليبدأ بمعاونتها فيما تفعله بوجهٍ مبتسم لتُرحب بهِ في الحال وتجعله يشاركها إعداد الفطور.
بعد مرور دقائق قليلة.
كان “حُـذيفة” جالسًا على أر’ضية رُكن العبادة الذي خصصه منذ زواجه لعبادة المولى عز وجل يُفكر في ذاك الحُلم الذي رآه فكلما حاول تجا’هله يقفـ ـز أمام ناظريه وكأنه حـ ـقيقة ووا’قع يحدث نُصـ ـب عينيه، أغمض عينيه بهدوءٍ مستندًا برأسه على الجدار خـ ـلفه محاولًا التحلي بالهدوء حتى يُفكر بهدوءٍ أكثر، حتى رأى شيئًا غر’يبًا حينما كان مغمض العينين..
رأى مقبـ ـرتها وشخصًا ما يُحاول فتـ ـحها بكل طا’قته، عقد المسافة بين حاجبيه ليُفر’ق بين جفـ ـنيه سريعًا منتـ ـفضًا في جلستهِ وكأن و’حشًا ما قد قام بمها’جمته للتو؟ نظر حوله ليرى المكان فا’رغًا ألا مِن وجوده هو و’حيدًا بهِ، نظر إلى نفسه فقد كان يرتدي بِنطالًا قماشي أسو’د اللو’ن وكنزة مِن نفس اللو’ن، أخذ هاتفه ونظر بهِ ليرى الساعة شارفت على الثامنة والنصف لينهض متجهًا إلى الخا’رج عاز’مًا على فِـ ـعل ما جا’ل في خاطرهِ.
كانت “أيسل” تجلس على المقعد ويجاورها طفلها الصغير الذي بات يشعر مؤ’خرًا بالغـ ـيرة منذ أن عَلِمَ حمـ ـل والدته وقدوم شقيقًا لهُ، تُطعمه بعناية محاولةً إبعا’د تلك الأفكار السو’د’اء عن رأسه بشـ ـتىٰ الطرق الممكنة، أقترب هو مِنها وقال بنبرةٍ مضطـ ـربة:
_”أيسل” أنا خا’رج.
ر’فعت رأسها تنظر إليهِ حينما جذ’ب إنتباهها لتعقد ما بين حاجبيها قائلة بتساؤلٍ:
_رايح على فين؟ وبعدين أنتَ لسه مفطرتش يا حبيبي هتخر’ج كدا؟.
_معلش ظرف طا’رئ ولازم أمشي أفطري أنتِ و “عدنان” وأنا هفطر بـ ـره.
أنهـ ـى حديثه وأبتسم إليها بسمةٌ هادئة لتشعر هي بالقلـ ـق يساو’ر قلبها، فيما أقترب هو مِنها وقام بلثم وجنتها بحنوٍ تليها نبرة صوته الهادئة حينما قال بنبرةٍ خا’فتة:
_مش عايزك تقلـ ـقي عليا أنا كويس، بس لازم أطلـ ـع عشان المشوار مهـ ـم وأول ما أرجع مِن بـ ـره وعد هحكيلك كل حاجة، متفقين؟.
نظرت إليهِ بعدما أنهـ ـى حديثه لتحرك رأسها برفقٍ توافق على حديثه تمنحه بعدها بسمةٌ صا’فية قائلة:
_ربنا يكرمك فاللي رايحله ويكفيك شـ ـر الطريق وترجعلي بألف سلامة.
منحها قْبّلة أخرى ثم نظر لها وأتسعـ ـت بسمتهُ أكثر حينما قال بنبرةٍ هادئة:
_مِن عينيا يا جميل، طلباتك كلها أوا’مر واجبة.
أبتسمت هي ناظرةً إليهِ فيما نظر هو إلى صغيره ولثم وجنته الصغيرة كذلك قائلًا بنبرةٍ مشا’كسة:
_السـ ـت دي أما’نة فر’قبتك لحد ما أرجع مش عايز ألاقي فيها خد’ش واحد أنا مسلـ ـمهالك صا’غ سليم أهو أي عيو’ب هحـ ـملك المسؤ’ولية كاملة.
نظر “عدنان” إلى والدته التي نظرت إليهِ بطر’ف عينها مبتسمة الوجه ثم بعدها إلى والده الذي كان ينظر إليهِ مبتسمًا ليبتسم هو كذلك لهُ مانحًا إياه قْبّلة حنونة قائلًا:
_حاضر يا بابا، وعد.
منحه “حُـذيفة” قْبّلة أخرى ثم ودعهما وتركهما راحلًا ينظران في أ’ثره بهدوءٍ حتى خر’ج مغـ ـلقًا الباب خـ ـلفه، فيما نظرت “أيسل” إلى و’لدها الصغير الذي عانقها لتضمه هي بدورها إلى أحضانها ممسدةً على خصلاته الكـ ـثيفة بحنوٍ دون أن تتحدث تفكر أين ذهب زوجها فجأةً دون أن يُخبرها شيئًا.
________________________
<“رباه، سقـ ـطتُ في حُبّ حو’اء وما أنا بمحبوبٍ!.”>
سقـ ـط في حُبّ حو’اء وما هو بمحبٍّ، أستخدمت حِيـ ـلها الما’كرة في إيقا’عه وكان فر’يسةٌ سهلة في طريقها أستطاعت الإمساك بهِ وإيقا’عه بكل سهولةٍ ويُسر، ر’جلٌ وما هو سوى أن يتبّع ما يهواه القـ ـلب ويحفظه العقـ ـل، العينان أسّـ ـرتين والمظهر فـ ـتنةٌ كبيرة قد فُـ ـتِنَ هو بها دون أن يشعر، تمر’كزت داخل عقـ ـله وبا’رعت في التحـ ـكم بهِ وقد كانت سيد’ة اللُعبة..
كان يجلس مع رفيق دربه في إحدى الكافيهات الهادئة صبيحة اليوم يرتشفان قهوتهما سويًا والطر’ف الآخر كان المستمع في هذه اللحظة بكامل تركيزه.
_محبّتش أتكلم قدام “يزيد” فحاجة زي دي لأنها فالآخر يعتبر مِن العيلة، بس أنا مش عارف نفسي ومش فاهمها ولا عارف أنا عايز إيه، شوفتها بس صدفة، صدفة عا’برة جابتني الأر’ض، ملامحها وأسلوبها، كأني شوفتها قبل كدا أول ما شوفتها قـ ـلبي د’ق جا’مد وحسيت بحاجة جوايا بتتهـ ـز جا’مد أول ما لمحتها، حاولت أفتكر كتير أوي يمكن أكون شوفتها بس مش عارف أفتكر … تعرف يا “وهـيب” أنا على طول بقول معرفش إيه هو الحُبّ ولا عارف عبارة عن إيه، بس لمَ شوفتها وحسيت باللي حسيت بيه دا فهمت هي مِن وقتها مش عايزة تخر’ج مِن د’ماغي وغصـ ـب عنّي بشوفها قدامي وبتشـ ـتت مببقاش عارف أعمل إيه حاسس إني متـ ـلغبط جا’مد مِن ساعتها ومش عارف أقـ ـف مع نفسي وقفة جدّ، وفنفس الوقت كل ما أشوف علا’قة بابا وماما بتقـ ـفل مِن الموضوع كله وخا’يف، خا’يف علا’قتي باللي هتجوزها تبقى نفس علا’قة بابا وماما، كل ما أحاول أخد خطوة لقدام برجع قصا’دها عشرة لورا مبقتش عارف أعمل إيه بجد هتجـ ـنن.
أخر’ج ما يكمُن في جبعتهِ على أملٍ أن يجد الحل الأوسط مع صديقه يُعطيه إياه ويُر’يح قـ ـلبه وعقـ ـله الذي لا ير’حمه مِن الأفكار السو’د’اء، أنتظر أن يُرشده أحدهم إلى الطريق الصحيح هذا ما كان يسـ ـعىٰ لهُ في هذه اللحظة، أما عن “وهـيب” فقد كان الطر’ف المستمع مثلما كان يفعل دومًا مع كلاهما وقد كان كذلك الطر’ف الصحيح حينما تم الإستعانة بهِ ليبدأ في سـ ـحب رفيقه حتى يعلم النقـ ـطة الرئيسية التي تجعله عا’جزًا هكذا ليسأله قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_إيه اللي مخليك مُـ ـشتت أوي كدا؟ خو’فك لو خدت الخطوة وتكون زي باباك ومامتك؟ ولا خو’فك مِن إنك تلاقي الرفـ ـض مِنها؟.
نظر إليه “مُـهاب” نظرةٍ تطالب بالإستنـ ـجاد والمساعدة لشا’بٍ مازال في بداية الطريق ليُشير إليه بالسـ ـببين دون أن يتحدث، فيما زفـ ـر “وهـيب” بهدوءٍ وصمت لحظاتٍ يُجمع شتا’ت نفسه قبل أن يقول بنبرةٍ هادئة:
_خو’فك مِن إنك تفـ ـضح مشاعرك وتلاقي الرفـ ـض أو القبول دا عادي خالص وشيء طبيعي، أنا لمَ أجي أقولك يا “مُـهاب” أنا أستريـ ـحتلك دونًا عن كل الطلبة اللي فالجامعة وحابب تكون صاحبي وقتها أنا كـ “وهـيب” هبقى خا’يف لأن إحتمالية الردّ موجودة سو’اء آه أو لا والطر’ف التاني اللي هو أنتَ وقتها هيكون لِيه أحـ ـقية القبول أو الرفـ ـض ولو قبلت هتقعد فترة لحد ما تاخد عليا وعلى صُحبتي وشخصيتي مع الوقت هنبقى بيست فريند، لَكِنّ فحالة الرفـ ـض حـ ـقك أنتَ مر’تحتليش فخلاص كل واحد هيشوف حياته، نفس الكلام ينطـ ـبق عليك فالعلا’قة اللي عايزها معاها هي ليها حـ ـق إنها تقبل أو ترفـ ـض ولو قبلت هتلاقي وقت لحد ما تاخد عليك بعدها هتشوف شخصيتها الحـ ـقيقية أصل العلا’قة دي فالبداية عاملة زي ما تكون بتتجـ ـسس على حد والشخص دا بيبقى واخد حظـ ـره مِنك لفترة محـ ـدودة بيدرس فيها شخصيتك لو لقى الدنيا تمام ومر’تاح يبقى الله المستعان وهتلاقي شخصيتها الحـ ـقيقية ظهرت والعلا’قة هتبقى مر’تاحة أكتر … بس عايزك متبصش على علا’قة حد غيرك منجـ ـحتش لمجرد إنهم معرفوش يرتا’حوا مع بعض أو أختيارهم كان غـ ـلط، فإيدك يا صاحبي تصـ ـلح الحاجات اللي أتكسـ ـرت بينهم وتتعلم مِن علا’قتهم وتعمل عكـ ـس ما كانوا بيعملوا، متظـ ـلمش بنا’ت الناس ولا تظـ ـلم نفسك لمجرد إنك لسه مش مُهـ ـيئ لعلا’قة ومشاعرك هي اللي بتحركك، شوف نفسك مِن جو’ه الأول مستعدة ولا لا وشوف نفسك مِن بر’ه وأحـ ـكم، بس إياك تُحبـ ـط ولا تشوف الجوانب السـ ـلبية فعلا’قات غيرك لأن ببساطة أنتَ مش زيهم.
حديثٌ أستمر لفترةٍ طو’يلة كانت الجلسة بينهما جا’دة تمامًا فيها تو’لى “وهـيب” دور الطبيب النفـ ـسي الذي يستمع إلى المر’ضى ويُعطيه الحلول الفردية، حديثٌ مُبهم كان أ’ثره كبيرًا على “مُـهاب” الذي أصبح يُفكر مِن جوانب أخرى وليس فقط مِن جانب واحد، رأى أن حديثه صحيح مئة بالمئة وكأنه صوّب ناظريه على زوايا أخرى حتى يُعيد تفكيره مرةٍ أخرى قبل أن يتخذ أي قرار تجاه تلك العلا’قة..
نظر إليهِ بعدما أعاد تفكيره في الأمر مِن جديد ليقول بنبرةٍ هادئة:
_عندك حـ ـق، شايف كلامك كله صح مفيهوش ولا غـ ـلطة أنا بصراحة مَكُنْتش شايف كل دا وناوي أكمل على عما’يا، أنا مش عايز تجربة بابا وماما تأ’ثر عليا أنا اللي أتأ’ذيت بسـ ـببها فالآخر يا “وهـيب”، مكانش ذ’نبي إنهم أختاروا غـ ـلط بس أنا اللي د’فعت تمـ ـن غـ ـلطتهم دي وبتعا’قب عليها دلوقتي بتمـ ـن مر’مطي بينهم، كل شوية عند واحد منهم عشان خاطر محدش يز’عل بس حـ ـقيقي أنا أُر’هقت وتـ ـعبت، أخويا الكبير متحمـ ـلش وطفـ ـش مِنهم وسابني فنص الحر’ب مش عارف أعمل حاجة واقف زي الصنـ ـم عا’جز … ساعات بقول لو كان خدني كُنْت أرتـ ـحت، وساعات بقول بس دول كبار فالسن دلوقتي ومحتاجين حد معاهم، وساعات لمَ بشوف نفسي فكل المر’مطة دي مبلاقيهاش، حتى لو قررت أتقدملها خا’يف مِنهم هما ير’فضولي حاجة زي دي ويفر’ضوا رأيهم عليا.
_بس أنتَ را’جل يا “مُـهاب”، البنا’ت هما اللي بيتفر’ض عليهم را’جل لمجرد إنهم شايفينه كويس وهو دا اللي يليق بيها، مبيبصوش أنها حيا’تها هي وهي هتر’تاح مع مين ولا بتحبّ مين، هما برضوا مذ’نبهمش يتفر’ض عليهم را’جل لمجرد إن أهلها عايزين كدا كدا العقـ ـدة بتتحط فالمنشا’ر لأنها هترجع مُطـ ـلقة وخسـ ـرانة مش كسبانة، أسلوب فر’ض أراء الأهالي فالجواز بالذات أنا ضـ ـده وهفضل ضـ ـده طو’ل العمر لأن البني آدم اللي بيختاروه دا هيكمل باقي حيا’ته معاها فتكون را’ضية عنه ومرتا’حاله غير كدا بصراحة مش شايف إن دا صح … أو’عى تديهم فرصة لحاجة زي دي أنتَ را’جل وناضـ ـج وعارف عاوز إيه متخليش حياتك تتد’مر أكتر مِن كدا يا صاحبي ودي عيلة متتر’فضش نها’ئي، ولا أنتَ تترفـ ـض أنتَ برضوا كويس وألف وا’حدة وعيلة يتمنوك، فكر كويس أوي وخلّي شخصيتك حا’ضرة على طو’ل متد’يش مجال لحد يقـ ـرر بالنيا’بة عنك مهما حصل.
حسنًا أصبح الحديث سا’خنًا الآن وجا’دًا بشـ ـدة، فيه فُتِـ ـحَت الأبواب المو’صودة أمامه ورأى على يـ ـد صديقه الحقا’ئق والوا’قع الذي يعيشون بهِ وما يحد’ث حولهم، رأى جميع الزوايا والآن هو على أتم الإستـ ـعداد لمو’اجهة أي شيء وأي شخصٍ يقف أمامه يلز’مه فقط بعض الوقت حتى يعلم ماذا يريد وبعدها يتخذ الخطوة المناسبة التي يراها هو صحيحة ولا أحد غيره.
___________________________
<“سلامٌ على دُنيا فا’نية يتنا’زع الجميع فيها غا’فلين عن الآ’خرة.”>
كان يسير بسيارتهِ السو’دا’ء في إحدى شوارع المدينة مرتديًا نظارته الشمسية يقود بهدوءٍ منذ وقتٍ حتى وصل إلى وجهته المنشو’دة _المقابـ ـر_ صف سيارته على جا’نب الطريق ثم ترجل مِنها بهدوءٍ مغـ ـلقًا السيارة ثم وقف ينظر إلى المكان حوله مستغفرًا ربه ليتحرك نحو بوابة الدخول بخطى هادئة ليُلـ ـقي تحية السلام على حا’رس المقابـ ـر ثم ذهب نحو مقبـ ـرة جدته ملتز’مًا الصمت، كانت الأر’ض ر’ملية والمقابـ ـر مترا’صة بجانب بعضها البعض، تخطى العديد مِن المقبـ ـرات الصغيرة الخاصة بالأطفا’ل الصغار والتي كانت تعر’كل منتصف الطريق..
وصل بعد دقائق معدودة إلى مقبـ ـرة جدته ليقف أمامها ناظرًا لها بهدوءٍ يرى أسمها يُزين باب مقبـ ـرتها وتاريخ وفا’تها الميلادي والهجـ ـري، جلس القر’فصاء أمام المقبـ ـرة وبدأ حديثه معها حينما قال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عارف إني جيت على غير عادتي بس أنا جيت أزورك وأتطـ ـمن عليكِ، مِن ساعة ما جيتيلي النهاردة فالحـ ـلم وأنا قـ ـلبي مقبو’ض مش مرتا’ح أول مرة تيجي مستنـ ـجدة بيا يا حبيبتي، وأنا مستنتش وجيت أشوف في إيه لأن أنا وا’ثق إن في حاجة وحاجة كبـ ـيرة أوي ورسالة مهـ ـمة عايزة توصليهالي … أنا جاتلي زي رؤية كدا إن في و’احد بيحاول يفـ ـتح قبـ ـرك ودا كان أكبر د’افع يخليني أتحـ ـرك على طول.
أنهـ ـى حديثه مبتسم الوجه ثم نظر حوله بعدها ليرى المكان خا’لِ مِن حوله، عاد ينظر إلى مقبـ ـرتها مِن جديد ثم وضع كفيه على باب مقـ ـبرتها حاول فتـ ـحها ليراها مو’صدة لا تُفـ ـتح ولذلك تعجب كثيرًا وأغـ ـلق جـ ـفنيه ليرى شخصًا ما يقوم بالحفـ ـر في مكانٍ ما ويضع شيئًا ويقوم برد’مها مرةٍ أخرى، ولذلك فَرَ’قَ بين جـ ـفنيه ونظر حوله ليستقر بصره في الأخير على الأر’ض الر’ملية أمام مقـ ـبرتها ولذلك شعر بصوتٍ قو’ي بد’اخله يخبره على فعل ذلك..
أبتـ ـلع غصته بتروٍ ثم نهض ونظر حوله يتأ’كد أن لا أحد في المكان ليجلس مِن جديد القر’فصاء بعدما عاد عِدة خطواتٍ إلى الخـ ـلف وبدأ بالحـ ـفر أمام مقبـ ـرتها يتبّع فقط ما يراه، أستمر الأمر لبضع دقائق حتى رأى شيئًا أسو’د اللو’ن مد’فونًا، عقد ما بين حاجبيه وشعر بالقـ ـلق يساور قـ ـلبه الذي بدأ ينبض بعنـ ـفٍ دا’خل قفـ ـصه الصد’ري، مَدّ يده وأمسك بهِ مسميًا بالله ليراه كيسًا أسو’د اللو’ن معـ ـقودًا بإحكا’م وبداخلهِ شيئًا ما ولذلك عَلِمَ سريعًا ما يكون لتجحـ ـظ عيناه مصد’ومًا مِن ما يراه، لقد كان هذا _عمـ ـل مد’فون_ في الأرض أمام قبـ ـرها؟.
شعر بالذ’هول حيال ما يراه فلَم يكُن يصوّر لهُ العـ ـقل أن يتم د’فن شيئًا كهذا أمام مقـ ـبرة جدته والآن قد عَلِمَ لِم جاءت تلك الرؤية وأتبعها هو إلى هُنا حتى يرى شيئًا يغـ ـفل عنهُ الكثير ويكون هو سـ ـببًا بهِ، أعاد الر’مال كما كانت ثم تحرك مِن المكان وذهب إلى حا’رس المقابـ ـر الذي كان يجلس في غرفتهِ الصغيرة يرتشف كوبًا مِن الشاي السا’خن، دقائق معدودة ليولج لهُ “حُـذيفة” الذي قال:
_عم “رجـب” هو حد غر’يب بيدخل المقابـ ـر؟.
نظر إليهِ ذاك المدعو “رجـب” لينـ ـفي حديثه حينها قائلًا:
_لا يا ابـ ـني محدش غر’يب بيدخل بتسأل ليه؟.
_لقيت العمـ ـل دا مد’فون قدام قـ ـبر ستي أم جدي.
هكذا ردّ عليهِ لينهض “رجـب” سر’يعًا مصد’ومًا مِمَّ تلقـ ـطه أ’ذنيه ليقول بصد’مةٍ واضحة:
_يا نهار مش معد’ي إيه اللي بتقوله دا يا شيخ، عمـ ـل إيه اللي هيتد’فن فالمقابـ ـر دا جـ ـنان رسـ ـمي.
_أهو لو مش مصدقني هفـ ـتحه قدامك ونشوف.
هكذا ردّ عليهِ “حُـذيفة” ثم بدأ بفـ ـتح ذاك الكيس أمام عينين “رجـب” الذي كان قلـ ـبه ينبـ ـض بعنـ ـفٍ مر’تعبًا، وحينما فـ ـتحه “حُـذيفة” أخرج بهدوءٍ ما يكمُن بداخلهِ لتلـ ـجمه الصد’مة وكأن د’لوًا مِن الماء البا’رد سقـ ـط على رأسه د’فعةٌ واحدة، جحـ ـظت عينيه وأخرج الصورة التي جعلته يفقـ ـد النطـ ـق تقريبًا أسفـ ـل نظرات “رجـب” إليهِ وتعجبه مِن حالته تلك.
أما عن “حُـذيفة” فقد كان مصد’ومًا وبشـ ـدة حينما رأى صورة “فادي” مكتو’بًا عليها باللو’ن الأحمـ ـر الإصا’بة بالمـ ـرض وتم ذِكر ذاك المـ ـرض يرافقها عروسٌ ملتـ ـفًا حولها العديد والعديد مِن الأشياء الغر’يبة التي يستخدمونها السحـ ـرة لإيذ’اء مَن حولهم، وهو الذي تعجب مِن إصا’بة أبـ ـن عمه بهذا المـ ـرض فجأ’ةً بعد أن كانت صـ ـحته جيدة للغاية ومـ ـطمئة وقد تشـ ـقلب كل هذا بين ليلةٍ وضحا’ها وبعد إتمام العام على رحلته مع علا’ج الكيما’وي ومكا’فحته للتغـ ـلب على هذا المـ ـرض اللعيـ ـن إتضحت الأمور أمام عينيه الآن!.
_________________________
<“زارته السعادة ولمـ ـع طـ ـفيف الأمل أمامه مِن جديد.”>
كان سعيدًا بعدما دقت السعادة باب منزله ترحب بهِ بحفا’وةٍ وعاد الأمل يلوح في الأفق مِن جديد حينما تلـ ـقى خبر مجـ ـيئه والجلوس معها حتى يتوصلا لإتفا’قٍ مبدئي في هذه العلا’قة التي تبدأ في النمـ ـو، ولج إلى المطبخ صا’رخًا بأ’مّه بسعادةٍ طا’غية تراها لأول مرة حينما قال:
_زغرطي يا حجة وبـ ـلي الشربات خدت ميعاد النهاردة وهروح أطلبها مِن أهلها رسـ ـمي.
زُعِـ ـرَت في بادئ الأمر بسـ ـبب هجو’مه عليها الغير ممهـ ـد وبعد أن كانت تنتوي على تبو’يخه تراجعت مِن جديد وهي تنظر إليهِ بتفا’جؤٍ لا تصدق ما سمعته لتقول:
_بتهزر ولا بتتكلم بجد؟.
_هزار إيه فالحاجات دي يا سـ ـت الكل أنا بتكلم بجد، أخيرًا يا أُمّي أنا كل دا قاعد على نا’ر لدرجة إني أفتكرت إنهم رافـ ـضين مِن الأساس بس أول ما لقيته بيتصل بيا وبيقولي مستنيك النهاردة على ٨ وأنا بقيت عامل زي المجـ ـنون مِن بعدها مش مصدق نفسي لدرجة إني شـ ـكيت نفسي بالدبو’س ٣ مرات عشان أتأكد إني مبحلمش.
كانت متفا’جئة مِن سعادته المفر’طةِ تلك وحما’سه الكبير تجاه هذه المقابلة التي سيُجر’يها في الأمس مع والدها ووالدتها لحسـ ـم مصير تلك العلا’قة، وسريعًا سعدت لأجله وأبتسمت لهُ بحنوٍ وقد شاركته سعادته حينما قالت بوجهٍ مبتسم ونبرةٍ سعيدة:
_يا حبيبي فرحتني أوي يا “حـسام”، ربنا يتممها على خير يارب ويجعلها مِن نصيبك يا حبيبي وأشوفك فرحان على طول ومتهني، دا هيبقى يوم المُنى يا “حـسام” لو قالت إنها موافقة يعني مِن فرحتي هفضل ماشية فكل مكان أزغرط مِن فرحتي بيك، ربنا ييسرلك الطريق يا حبيبي ولو هي خير ليك تبقى مِن نصيبك وأنا واللهِ هعاملها بما يُرضي الله كأنها بنـ ـتي بالظبط.
أبتسم لها “حـسام” وقد أقترب مِنها الخطى الفا’صلة ولثم رأسها بقْبّلة حنونة يليها يدها ثم نظر لها وقال بوجهٍ مبتسم:
_ربنا يباركلِ فيكِ يا أُمي وتفضلي منوَّ’رة حياتي على طول وفرحانة كدا، فرحتك هي فرحتي واللهِ.
أبتسمت لهُ وربتت على ذراعه برفقٍ ثم عانقته ضاممةً إياه إلى أحضانها ليضع هو رأسه على كتفها مستمتعًا بد’فئ أحضانها التي تمنحها إليهِ بين الفينة والأخرى، دقائق وأبتعـ ـد عنها ونظر أر’ضًا ليرى “مشمش” يجلس أسفـ ـل قدميه ويقوم بالإحتـ ـكاك بهِ لينـ ـحني هو بجذ’عه العلو’ي ملتقفًا إياه بين يديه ليعتدل في وقفتهِ مقْبّلًا إياه عِدة قْبُّلات متتا’لية يليها قوله المتحمـ ـس:
_وشك حلو عليا يا’ض يا “مشمش” هروح أتقدملها النهاردة يالا أ’خيرًا … بس ليك عليا ر’جلي على ر’جلك أنتَ حبيبي مقدرش أروح مكان مِن غيرك ولو على الدراي فود هعمل أحتياطاتي وأجيب بزيادة عشان عارفك مفجو’ع دا أنا بصر’ف عليك أكتر ما بصر’ف عليا أنا وأُمي يا ابـ ـن المفا’جيع.
أنهـ ـى حديثه وضمه إلى أحضانهِ ينها’ل عليهِ بالقْبّلا’ت المتتالية بسعادةٍ مفر’طة ليترك والدته ويتوَّجه إلى الخارج، جلس على الأريكة وترك القط الذي نظر لهُ بهدوءٍ فيما أمسك هو هاتفه وعـ ـبث بهِ قليلًا ليولج على المحادثة الجماعية الخاصة بأصدقائه أجمع يمرحون عليها ليقوم بكتابة تلك الرسالة بوجهٍ مبتسم بعدما كانوا يحتفلون بصديقهم قبل يومين يُخبرهم هذا الخبـ ـر السار كذلك.
_يا رجا’لة أنا نَوّ’يت أكمل نُص دِّ’يني وهتقدم لـ “مـودة” بـ ـنت عمة “ليل” و “حُـذيفة” النهاردة أدعولي.
أرسلها ويليها ملصقًا متحر’ك لفتـ ـى يرتدي نظارة شمسية ويبدو أنه في إحدى الحفلات الليلة يرقص، دقيقة وجاءه الردّ مِن “مـينا” الذي أرسل إليهِ رسالة يقول بها:
_أد’يلو أدي، ألعبي يا أفراح المشـ ـلول بتاعنا هيعملها أخيرًا.
أنهـ ـى رسالتهُ بملصق ر’جلٍ يرقص ليأتي مِن بعدها رسالة أخرى مِن “عـزام” الذي قال بها ممازحًا إياه:
_الحمد لله النحـ ـس بتاع الشلة الفقـ ـر دي أتفـ ـك دا أنا قرّبت أعجـ ـز يا ابن الفقـ ـرية أنتَ وهو وأنتوا لسه بتفكروا تتجوزوا ولا لا الله يحر’قكم.
ضحك “حـسام” عا’ليًا على ردّود أصدقائهِ ليتفاعل معها بالرمز الضاحك وقد فعل المثل مع رسالة “مـينا” ليأتي الردّ الثالث مِن “أحـمد” الذي أرسل رسالة يقول بها:
_نَوّ’يتها خلاص الحمد لله؟ جتك د’اهية فيك يا أخي غـ ـلبتني معاك.
تفا’جئ “حـسام” مِن ردّود أصدقائه ليقول محدثًا نفسه بصد’مةٍ:
_هو أنا للدرجة دي عاملهم عُقـ ـدة؟.
جاء الردّ بعدها مِن “علي” الذي بالطبع خيّـ ـب أماله مثلهم حينما أرسل لهُ رسالة يقول بها:
_يا شيخ أنا مِن فرحتي قومت أصر’خ زي المجا’نين مِنك لله.
أتاه في نفس الدقيقة رسالة آ’خر فرد وقد كان “ليل” الذي نَصَـ ـفَهُ أمام الجميع حينما كتب لهُ رسالة يقول بها:
_ألف مبروك ياض يا “حُسحُس” ربنا ييسرلك الحال ونفرح بيك وبيها قريب تستا’هلها أقسم بالله.
حينها فقط قام “حـسام” بفتح مسجل الصوت بعدما تفاعل مع رسالة رفيقه برمز القلب ليقول:
_تصدق يا وا’طي مِنك لِيه أنتوا معد’ومين الر’باية، أنا هعشي “ليل” ففرحي مرتين عشان نَصَـ ـفني قدامكم يا ***.
تفاعل الجميع بالرمز الضاحك فيما عدى “ليل” الذي تفاعل برمز القلب ليأتي ردّ “ليل” عليه حينما أرسل لهُ رسالةٌ يقول فيها:
_يا عمي أنا موافق جدًا واللهِ مش هكـ ـسفك وأقولك لا.
أرسل بعدها “حـسام” رسالة قد كتب بها بعدما تفاعل مع رسالة رفيقه:
_أدعولي يا جدعان وربنا أنا قاعد بمو’ت مِن الر’عب بقالي شهر مستني الفَرَ’ج والحمد لله الباشا حَـ ـنّ عليا وقالي تعالى على ٨ أدعولي بدل ما كل واحد فيكم عمال يو’دي ويجيب فيا شوية خلّيني أستنفع مِن أشكا’لكم بحاجة … الكلام دا مش موَّجه لـ “ليل” عشان هو رجو’لة وأبو الجد’عنة كلها.
أنهـ ـى حديثه بملصقٍ يقوم بومض جـ ـفنه الأ’يسر بعـ ـبثٍ ثم أغـ ـلق المحادثة وذهب سريعًا يتصل بالرفيق الحبيب الذي كان صاحب الفكرة والنصيحة حينما أخبره أن يطلبها في حلا’ل رب العالمين وأن يبتعـ ـد عن ما يُغـ ـضب الله عز وجل كالعلا’قات التي لا تُنسـ ـب إلى المسميات الأخرى كالخطبة أو الزواج، أنتظر إجابته قليلًا حتى أنتهـ ـى الخط ولَم يُجيبه ليُبعـ ـد الهاتف وهو يتمـ ـتم قائلًا بعبـ ـثٍ:
_جرى إيه يا “شـهاب” أنتَ لحقت تنساني ولا إيه دول يادوبك يومين بس!.
أنهـ ـى حديثه وأعاد مهاتفته مِن جديد منتظرًا جوابه برهةٍ مِن الوقت ليأتيه الردّ مِنهُ حينما أجابه ليقول هو:
_جرى إيه يا عم هو الجواز نسّاك صحابك ولا إيه؟.
أتاه جواب “شـهاب” حينما ضحك قائلًا:
_لا يا عم مقدرش دا أنتَ حبيبي بس إن جيت للحـ ـق أنا ما صدقت بصراحة.
_أيوه يا عم الله يسهلك ويصلحلك الحال حـ ـقك طبعًا، طب أنا مش هطو’ل عليك وهقولك أنا متصل ليه عشان حضرتك ما صدقت تتجوز.
حينها أتاه قهقهات رفيقه الذي أخبره أن يتحدث ويكون هو الطر’ف المستمع، وللحـ ـق لَم يبخـ ـل عنهُ “حـسام” الذي قال بنبرةٍ سعيدة:
_أنا عملت بكلامك وخدت الميعاد وهروح أطلب إيـ ـديها النهاردة.
تفا’جئ “شـهاب” الذي سَعد كثيرًا لصديقه وقد كان ردّه حاضرًا حينما قال بنبرةٍ سعيدة:
_الحمد لله يا عمي أخيرًا هتفرحنا وتعملها دا أنا مش مصدق نفسي واللهِ … يعني بعون الله هيبقى عندنا عريسين إن شاء الله؟.
_قول يارب وأدعيلي تتيسر ومرجعش غير وأنا مبسوط.
_متقـ ـلقش هتتيسر إن شاء الله وهتوافق أنا عندي إحسا’س واللهِ يا “حـسام” مش بقولك كلمتين بسـ ـكتك بيهم.
هكذا كان ردّ “شـهاب” على حديث رفيقه الذي أبتسم وقال:
_يا حبيبي عارف واللهِ مِن غير ما تقول وأنا كمان متفائل خير إن شاء الله عندي ثقـ ـة فربنا كبيرة أوي إني هرجع مبسوط، المهم طـ ـمني بالمرة عليك وقولي أخبار الجواز إيه حلو ولا إيه النظام؟.
أبتسم “شـهاب” حينها بسمةٌ وا’سعة وقد أر’اح رأسه على كتفها وأجابه قائلًا:
_حلو أوي ياض يا “حـسام”، طالما مختار صح يبقى حلو أوي، مفيهوش غـ ـلطة بمعنى أصح.
_حمـ ـستني يا عم براحة علينا شوية أنا لسه على البـ ـر.
هكذا مازحهُ “حـسام” ليبتسم “شـهاب” مجيبًا عليهِ قائلًا:
_ما أنا عشان دخلت العمـ ـق بقى أنتَ يا قلـ ـب أ’مّك لسه ر’بط كلام بس كدا هتغـ ـرق وكدا هتغـ ـرق … حتت غـ ـرقة ياض يا “حـسام” كان نفسي أغـ ـرقها مِن زمان.
_يا عم الله يرضى عنك ويراضيك أنا حالتي صعـ ـبة دلوقتي را’عي مشاعري دي وحالتي.
ضحك “شـهاب” على ما وصل إليه صديقه ليقول بنبرةٍ ضاحكة:
_يا عمي حاضر مش هتكلم خالص بس متنساش لمَ ترجع تفرحني وتقولي عملت إيه وأنا هخلّي المدام تدعيلك أصلها مبروكة.
ضحك “حـسام” عدة ضحكاتٍ خـ ـفيفة ثم قال بوجهٍ مبتسم:
_ماشي يا عم قولها وأنا هاجي أزوركم بأتنين كيلو موز مش خسا’رة فيك.
_ليه يا رو’ح أ’مّك جاي تزور جبلا’ية قر’ود ولا إيه؟.
كتـ ـمت “مَرْيَم” ضحكاتها بعدما أستمعت إلى حديثهما معًا ثم نظرت إلى زوجها الذي أستمع إلى حديث “حـسام” الذي قال:
_يا حبيبي أبدًا أنا غـ ـلطان وأستا’هل ضر’ب ١٠٠ جز’مة على د’ماغي أنا هاجي مِن غير حاجة خالص عشان تتتَـ ـنك حلو أوي وتتلو’ي عليا.
_”حـسام” غو’ر شوف هتعمل إيه متقر’فنيش مع أهلك أنا را’جل متجوز مش فا’ضي زيك.
هكذا أجابه “شـهاب” بنبرةٍ با’ردة قبل أن يغـ ـلق المكالمة في نها’يتها مودعًا إياه، نظرت “مَرْيَم” إلى “شـهاب” الماكث داخل أحضانها لتسمعه يقول بعد أن ترك هاتفه:
_عيـ ـل با’رد بصحيح ما صدق.
أبتسمت ثم تركت أناملها تد’لك فر’وة رأسه ليشعر بالإر’تخاء ويقول بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_جيتي فوقتك يا “ريما” واللهِ، كملي بقى.
أتسـ ـعت بسمتها حينما رأتهُ يجاورها منذ زواجهما د’ون أن يبتـ ـعد عنها إنشًا واحدًا لتشـ ـدد مِن ضمتها لهُ ملتز’مة الصمت تا’ركةً إياه يستر’خي قليلًا، أما عن “حـسام” فقد كانت السعادة تغـ ـلف قلبه والحما’س يحو’مه لينهض متجهًا إلى الغرفة يبدأ في تجهيز ملابسه التي سيذهب بها بفرحةٍ لا توصف أسفـ ـل نظرات والدته التي كانت تتابعه مبتسمة الوجه تتمنى لهُ السعادة.
_________________________
<“وإن تغـ ـيَّب الحبيبُ عن حبيبهِ مئةَ عامٍ فسيظلٍ حبيبًا.”>
وإن تبعا’دت المسافات وأرغـ ـمتنا الحياة على الأبتعا’د فسيكون على يقينٍ بالعودة إلى حبيبهِ يجد نفسه وو’نسه وأُلفتهُ بجواره ودا’خل قـ ـلبه، وقد كان هكذا حينما عاد مِن الخا’رج بعد أن أطمـ ـئن على و’لديه الصغيرين، ذهب لها سر’يعًا حيثُ طالبهُ القـ ـلبُ بمجاورتها والبقاء بجانبها أكبر وقتٍ ممكنٍ، ولج إلى الغرفة وأغـ ـلق الباب خـ ـلفه ليراها تقف على مقربةٍ مِنهُ تنظر إليهِ دو’ن أن تتحدث.
أبتسم لها بسمةٌ هادئة ثم أقترب منها بخطى هادئة مفر’قًا ذراعيهِ في الهواء ضاممًا إياها إلى د’فئ أحضانهِ ينعـ ـم بد’فئ أحضانها التي أشتا’ق إليها، فيما منحتهُ هي عناقًا حنونًا حينما بادلتهُ عناقه لتشعر بهِ يُشـ ـدد على عناقهِ لها تزامنًا مع قوله الهادئ:
_وحشتيني أوي يا “روزي”.
أبتسمت بسمةٌ هادئة ومسّدت على ظهره قائلة بنبرةٍ هادئة مماثلة:
_وأنتَ كمان وحشتني أوي … أتأ’خرت المرة دي.
أبتسم ثم لثم رأسها بقْبّلة حنونة وقال بنبرةٍ هادئة حنونة:
_حـ ـقك عليا أنا مضغو’ط اليومين دول ومش لاقي نفـ ـسي مصدقت مشـ ـيت بدري النهاردة وقولت أجي أقعد معاكِ شوية لأنك وحشاني … أنا لسه شايف “رائد” و “رودينا” مع ماما تحـ ـت أتطـ ـمنت عليهم عشان أنا عارف إني أول ما هطـ ـلع هقعد شوية وبعدين هدخل أنام زي الد’بيحة لـ ٥ أسابيع قدام.
ضحكت “روزي” عدة ضحكاتٍ خـ ـفيفة ثم أبتعـ ـدت عنهُ حتى تتثنى لها فرصة النظر إليهِ لتقول بنبرةٍ هادئة مبتسمة الوجه:
_شكلك بيقول إنك مُر’هق فعلًا، غيَّـ ـر هدومك وهعملك حاجة تاكلها وبعدين تنام شوية تر’تاح وهتصحى تبقى كويس وزي الفُل.
نظر إليها بطر’ف عينه بعدما أبتعـ ـد نا’زعًا چاكيت حِلته ليقول مبستم الوجه:
_ياريت حاجة مِن إيديكِ الحلوين دول عشان جعان أوي ووحشني أكلك اللي مِن ساعة ما نز’لت وأنا مش عارف أدو’قه أكلي كله مِن بره.
_وماله خُد أكلك معاك ومتاكلش بر’ه ومش هيوحشك أكلي خالص.
أنهـ ـت حديثها ثم أنز’لت نقابها وهي تنظر إليهِ مبتسمة الوجه ليبتسم لها ثم يقول بنبرةٍ لا تُنذ’ر سوى بالخبـ ـث:
_طب أنا بقول تلحـ ـقي نفسك أحسن وتجر’ي عشان لو مسـ ـكتك مش هتخر’جي مِن هنا النهاردة.
لَم تنتظر أيا تحذ’يرات أخرى وفَر’ت ها’ربة مِن أمامه دون أن تنظر إليهِ، فيما نظر هو إلى أ’ثرها قليلًا ثم ر’فع حاجبه الأيـ ـمن عا’ليًا على أفعا’لها تلك ليبتسم محركًا رأسه بقـ ـلة حيـ ـلة ثم أخذ ثيابًا نظـ ـيفة مِن خزانتهِ ثم أتجه إلى المرحاض المرافق بالغرفة، فيما ذهبت “روزي” إلى المطبخ وهي تشعر بنبـ ـضات قلبها تعـ ـلو دا’خل قفـ ـصها الصد’ري بشكلٍ سر’يع وكأنها فتا’ةٌ مر’اهقة ألتقـ ـت بحبيبها خـ ـفيةً دو’ن عِلم عائلتها.
و’قفت تُعد لهُ الطعام لتشعر بأشياءٍ غر’يبة تحدث لها لا تعلم ماذا تكون، في حضرتهِ تشعر بالتخبـ ـط على الرغـ ـم أنهُ زوجها منذ ثلاث سنوات، ولَكِنّ يبقى الشعور في الأ’خير واحدٌ، أبتسمت حينما تذكرت حديثه ونظرته لها وتخا’بثه الذي عاد يرافقه مِن جديد، أقترب صغيرها مِنها ووقف بجانبها قائلًا:
_ماما أنا جعان.
أستفاقت مِن شرودها على صوت صغيرها لتنظر إليهِ ثم أبتسمت لهُ وقالت:
_حاضر يا حبيبي أنا بجهز أهو عشان بابا كُل معاه.
حرك الصغير رأسه برفقٍ مبتسم الوجه يوافق على حديثها ثم تركها وذهب لتعاود هي إعداد الطعام، دقائق مرّت عليها لتشعر بذراعين تحا’وطان خصرها مِن الخـ ـلف لتعلم صاحبها فو’رًا ومَن يكون غيره؟ شعرت بهِ يُلثم وجنتها مِن أ’على نقابها الأسو’د تليها صوته الهادئ حينما قال:
_يا عسل كل دا دا أنا خلـ ـصت وأنتِ لسه؟.
_قربت أخلـ ـص يا “ليل” خلاص، دقايق ويكون جاهز.
أستند بذقنه على كتفها يتابعها بهدوءٍ لتَمُر دقائق ويأتي صوت “طه” الذي قال قا’طعًا تلك اللحظة الهادئة بينهما:
_الله الله يا أستاذ “ليل”، إيه هو إحنا فتـ ـحناها حفلة رومانسية ولا إيه ما تختـ ـشي يا’ض!.
ر’فع “ليل” رأسه ينظر إلى أخيه الذي كان يقف مقابلتهما ليردّ عليهِ بنبرةٍ با’ردة قائلة:
_وأنتَ مالك هو أنا حاضن مراتك وأنا معرفش؟ دي مراتي براحتي أحضنها قدامكم ورا’كم جنبكم حاجة ترجعلي أنا واحد متر’بتش يا عم.
أبتسمت “روزي” أسفـ ـل نقابها لتشعر بزوجها الذي ضمها إلى أحضانهِ أكثر ثم لثم وجنتها مرةٍ أخرى د’ون أن يُعير أهمية لأخيه الذي ضر’ب على كفيه بقـ ـلة حيـ ـلة ثم تركه وذهب وهو يُتمـ ـتم قائلًا:
_يارب الصبر مِن عندك.
نظر “ليل” إلى أ’ثره بطر’ف عينه متخا’بثًا وأبتسم بفرحةٍ ثم نظر إلى زوجته التي ر’فعت الملعقة المعد’نية نحو فمهِ كي تطعمه ليتناولها هو مِن يدها بوجهٍ مبتسم ليُثني عليهِ لتمنحه هي أبتسامة حنونة ثم لثمت هي هذه المرة وجنته ليشاركها أوقاتها المرحة يمازحها قليلًا ويغازلها قليلًا، قضـ ـى برفقتها الكثير مِن الوقت يُعو’ضها ويُعو’ض نفسه عن الأوقات التي مضت وهو بعيـ ـدًا عنها.
________________________
<“كشـ ـفُ الحقا’ئق والأذ’ية تطو’ل الجميع.”>
عاد إلى القصر بوقتٍ متأ’خر كان يشارف على أذان المغرب بعدما أُر’هِقَ طوال اليوم في الخا’رج، ولج إلى الصالة الرياضية وأغـ ـلق الباب خـ ـلفه وهو ينز’ع چاكيته الخـ ـفيف مستغفرًا ربه، أتجه نحو الأو’زان ليأخذ إحداهن بهدوءٍ وهو يتذكر أحد’اث اليوم بأكمله منذ صبيحة اليوم، ولج “عبد الرحمن” ومعهُ “عـز” إليهِ ليتجها سويًا نحوه بخطى هادئة بعدما أستدعاهما..
وقفا بجوار بعضهما البعض أمامه ينظران إليهِ ليقول “عبد الرحمن” بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_في إيه يا “حُـذيفة” عايزني أنا و “عـز” ليه قـ ـلقتني؟.
نظر لهُ “حُـذيفة” قليلًا وقبل أن يتحدث أتاه مكالمة هاتفية ليأخذه بهدوءٍ مستأذنًا مِنهما أن يُجيب عليها ليضع الهاتف على أذنه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بخير الحمد لله فضل ونعمة مِن رب العالمين نحمده ونشكر فضله ونعمته علينا، أنا قولت مكالمتك وراها خبر وبشرة حلوة … يا حبيبي طول عمرك بتجيلي بأخبار حلوة، اللهم بارك الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، لا دا أحلى خبـ ـر الحمد لله فرحتني واللهِ كُنْت مستني الخبر دا بفا’رغ الصبر واللهِ متتصورش فرحتني قد إيه، حبيبي تسلم ربنا يباركلك ويسعدك زي ما أسعدتني بالخبـ ـر الحلو دا، تمام هقابلك بليل وأخدهم مِنك بإذن الله تسلملي.
أنهـ ـى حديثه وأغـ ـلق معهُ بوجهٍ مبتسم ثم نظر إلى عمه وابـ ـن عمه ليقول بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه والسعادة تغمـ ـر قلبه:
_عندي خبـ ـر حلو أوي ليكم … أنا خدت إذ’ن ر’فع الأذان ومفاتيح المسجد هتكون معايا وهر’فع أذان العشا بإذن الله.
أعتـ ـلت السعادة وجههما سويًا حينما تلقـ ـت أذا’نهم هذا الخبر السار ليُباركان لهُ سر’يعًا بسعادةٍ طا’غية ليعانقانه معًا ليستقبل هو سعادتهما بحفا’وة وحُبّ، وبعد لحظاتٍ نظر لهما وقال بنبرةٍ هادئة:
_”عـز”، عمي، أنا عندي خبـ ـر مُحز’ن ومُفرح فنفس الوقت.
تر’قب كلاهما ما سيقوله وهما ينظران لهُ ليصمت هو قليلًا يلتـ ـقط أنفا’سه ثم قال بنبرةٍ هادئة:
_”فادي” بعون الله وبإذن واحد أحد وقت ما يشاء هيخـ ـف وهيرجع زي الأول وأحسن بكتير، اللي هو فيه دا بسـ ـبب عمـ ـل لقيته مد’فون قدام قـ ـبر تيتا “صفية” الله يرحمها بصورته مكتوب عليها المر’ض ومتحـ ـدد ومعاه العروسة اللي بيقعدوا يغـ ـرزوا فيها الإ’برة، كانت رؤية لحل وكشـ ـف حـ ـقيقة الوضع الحالي، أخوك مأ’ذي بعمـ ـل وكل اللي هو فيه دا سـ ـببه العمـ ـل دا يا “عـز”، هما عملوا وكان ربنا را’يد إنه يتصا’ب بيه ووقت ما يشاء إنه يخـ ـف مِنُه هيخـ ـف … عايز حد فيكم يساعدني أوصله الخبـ ـر هتساعدوني؟.
صد’مةٌ كبيرة ألجـ ـمتهما معًا جعلتهما يفقـ ـدان النطـ ـق في هذه اللحظة، خبرٌ صاد’م ومحز’نٌ جعل “عـز” يولج في حالة صد’مة كبيرة تجعل عـ ـقله يعجـ ـز عن أستيعا’بها فلَم يكُن يُصور لهُ العـ ـقل أن يكون ما هم عليهِ الآن هو عملٌ دُ’فِنَ تحـ ـت الأر’ض مِن قِبَل مجهو’لٍ بغرض الإنتقـ ـام مِنهُ، ولَكِنّ لَم يكُن الإنتقـ ـام حلًا بهذه الطريقة فهذا لا يسمى سوى مر’ضٌ نفـ ـسي وجـ ـرمٌ فا’حش وَجَبَ المعا’قبة عليهِ مهما كان الثمـ ـن ومهما كانت الشخصية.
_صر’خاتٌ عا’لية دَوَّ’ت في أجواء المدينة،
ليكون الجواب حينها .. ما’ت الفتـ ـى!.
_______________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *