روايات

رواية سمو الأميرة الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سمو الأميرة الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سمو الأميرة البارت السادس

رواية سمو الأميرة الجزء السادس

سمو الأميرة
سمو الأميرة

رواية سمو الأميرة الحلقة السادسة

بيبرس – تتجوزيني؟
ميرال شهقت من الصدمة والسعادة، أبتسمت وهي بتؤمي بنعم – اه.. موافقة طبعًا
بلع ريقه وهو بيحاول يبتسم ليها و – بعد فرح الأميرة أسمهان هكلم الملك..
مسكت أيده وهي مبسوطة – انا فرحانة أوي يابيبرس، دا أسعد يوم في حياتي
سحب أيده من بين أيديها وبص بعيد.. سرحان في اللا شئ
– كدا أحسن للكل
همس بشرود وعيونه فيها لمعة.. دموع!
****
تاني يوم الصبح، طرقات على باب جناح نازلي، فتحته لقيت بيجاد قدامها، أبتسم وهو بيقول – ممكن ادخل؟
بصتله بتردد قبل ما توسعله، دخل والباب فضل مفتوح
وقفوا قدام بعض في نص الجناح..
بصلها بأبتسامة و – انا عارف أن اللي هقوله غريب شوية ومفاجئ بس.. نازلي انا من اول ما شوفتك وانا حاسس بحاجة ناحيتك، بحب أشوفك، بحب طلتك وجمالك، مبهور بحلاوتك، حاولت أقاوم مقدرتش! عارف إنك خدامة وإني أمير، في مشاكل يمكن تواجهنا لكني هتغلب عليها.. لو بس مسكتِ أيدي ووافقتي تكوني معايا وليـا.. لو وافقتي تتجوزيني
شهقة صدمة خرجت.. لكنها مكانتش من نازلي، كانت من سوزان!
بص وراه فجأة هو ونازلي لمحوها واقفة عند الباب بتسمعهم ونظرة غريبة في عيونها، بلعت نازلي ريقها بتردد..
أستجمعت سوزان جأشها وقربت منهم – بيجاد.. أمير مملكة الشمال؟
أومأ بيجاد والحيرة والقلق مالي نظرته، تابعت سوزان – انا سمعت كل كلامك، اللي فهمته دا حقيقي؟ أنت عايز تتجوزها؟
– اه
– اهلك موافقين؟
– مستني موافقتها وهعرفهم، حتى لو رفضوا.. انا برضوا هتجوزها
أبتسمت سوزان وهي بتبص لنازلي و – لايقين لبعض أوي، أعرف إني من انهاردة في ضهرك وهساعدك تتجوزها، نازلي مش مجرد خدامة عادية عندنا، أهلها الله يرحمهم من الناس اللي كانت مقربة لينا جدًا علشان كدا هي بتتعامل معاملة خاصة شوية وليها جناح خاص تكريمًا ليهم
اؤما بيجاد بتفهم، قربت وربتت على كتف نازلي و – رأيك أية ياعروسة؟
بصتلها نازلي ورجعت تبص لبيجاد
حد بيحبها، جميل، وسيم، أمير
مستعد يضحي علشان تكون ليه!
– موافقة!
– مبروك ياحبايبي.. ألف مبروك
بيجاد بسعادة – أوعدك أنك مش هتندمي أبدًا على موافقتك دي.. و.. انا رايح أكلم والدي
وخرج من غير ما يستنى ردهم، وسط سرعته منتبهش لبيبرس اللي كان ساند على حيطة جنب الباب بيسمعهم وهو مغمض عيونه بآلم!
– مبروك، على الأقل أحسن من الحارس اللي كنتي هتاخديه.. طالعة لأمك عرفتي توقعي أمير
– أنتِ..
قاطعتها سوزان – انا هساعدك تتجوزيه، أهو برضوا حد يليق بينا، بس أيـاكِ حد يعرف حاجة عن الحقيقة، أنتِ مجرد خدامة عندنا، خدامة مفضلة وليها قيمة ولا أكتر ولا أقل، هنجوزك ليه ومش عايزة أشوف وشك في مملكتنا تاني.. فاهمة؟
بصت نازلي للأرض ومتكلمتش، مسدت سوزان بأيدها على خد نازلي ببطء – شكلك فاهمة، مبروك ياحبيبتي، رايحة أعرف الملك، هو زي والدك برضوا
خرجت وسابتها تبكي وتسأل نفسها.. لية رغم كل مميزات بيجاد، وأنها حتى كانت بتفكر فيه من قريب.. بس برضوا مش سعيدة!!
يمكن بسبب وجود سوزان والكلام اللي قالته؟
يمكن!
****
– عايز تتجوز خدامة!! مش كفاية اختك، أنتوا لية مصّرين تفضحوني، عملت أية ياربي علشان ربنا يرزقني بأولاد زيكم
قالها ملك الشمال وهو بيقعد على صوفية في جناحه بإرهاق، رجع يبص لبيجاد – يابني انت كنت أخر أمل عندي، أنك هتكون الأعقل وهتورث الحكم من بعدي
وقف بيجاد قدامه – يابابا الحب قدامه بتضعف كل الممنوعات اللي حاطينها لنفسنا، طيب قابلها! هتحبها والله وهتوافق عليها، أرجوك متخلنيش أعمل حاجة أندم عليها لو رفضت
بصله بضيق و – أنت بتهددني تعمل زي أختك؟
– مش قصدي بس.. انا مش هسيب نازلي
– سيبني لوحدي
بصله للحظات وأتنهد.
بيجاد بحماس – وبس ياسيدي دلوقتي مستني رد بابا وموافقتها هي مضمونة
– مش حاسس أنك أتسرعت شوية؟
– لا، متسرعتش ولا حاجة، أنت عارفني لما اعوز حاجة وأحطها في دماغي.. لازم أخدها
– بس نازلي مش حاجة! هتشبع منها وتسيبها، دي إنسانة، ياتغير عالمها كله ياتغير عالمك كله، افرض والدك رفضها، وقررت تاخدها بعيد عن هنا وتتتجوزها وتتخلى عن كل مميزاتك كأمير.. أنت فكرت أنت هتكون وقتها مقبل على أية وهتكون قادر تقابله ولا لا؟
بصله بيجاد للحظات وسرح بخياله
كمل بيبرس – فكر كويس يابيجاد، أنت مش قد العيشة الصعبة والتضحية، كلنا عارفين أنك بتحب كل حاجة تكون سهلة، مبتحبش الشغل الصعب ولا الأرهاق
– أنت لية مصّر تقفلها في وشي يابيبرس؟
– بحاول أعقلك.
بيجاد بنظرات شـك – متأكد؟
بص للناحية التانية و – أيوة متأكد وعلى فكرة علشان خيالك ميسرحش لبعيد، انا كلمت ميرال وقولتلها إني هتجوزها
– تتجوزها!! ميرال!
– اه
– لية؟ أنت مبتطيقهاش!
– حسيت إنها مناسبة، كفاية إنها أميرة ومن عيلة ملكية، ومعلهاش أي غبار..
– هتستفيد أية لما تتجوز أميرة ومتكونش سعيد؟
كمل بضحكة خفيفة – على الأقل انا لو أتجوزت خدامة هكون سعيد
بصله بيبرس بعصبية، ضم كف أيده بغضب وهو بيحاول ياخد أنفاسه بصعوبة وميتهورش
قال من بين أسنانه – هسيبك دلوقتي وهطلع أوضتي، محتاج أرتاح.
****
في حديقة القصر، كانت واقفة نازلي وقدامها بيجاد، اللي أبتسم وهو بيبص لملامحها تحت ضوء القمر وأضواء المصابيح الخافتة، كان شكلها يبهر وظهرت حلاوتها بفستانها النبيتي المطرز بالدهبي..
من غير شعور مـد أيده يمشيها على ملامحها ببطء، وأنفاسه بتتهادئ بإنبهار، همس بشرود – أنتِ أحلى بنت شافتها عيني
بصت نازلي للأرض بخجل، رفع وشها بكفه، قرب منها وهو مسحور، بلعت هي ريقها بصعوبة، قبل ما يقرب أكتر حس بحاجة بتقع وراه، لف بسرعة ملقيش حد..
أتنهد وهو بيبصلها، نازلي بتوتر – انا لازم أطلع..
وسابته قبل ما تسمع منه رد، ضرب جبهته بضيق – غبي.. اية اللي كنت هعمله دا؟
عند نازلي، فتحت باب جناحها، لسة هتدخل لقيت اللي جه من وراها ودخلها بقوة لجناحها ودخل وراها، سندها على الباب بعد ما قفله وقفل بوقها بأيده، عيونه الزرقة أرتكزت على عيونها الخضرا، كانت عيونه بتطلع نار، وعصبيته ظاهرة من فكه المنقبض وأنفاسه اللي بتطلع وتدخل بعصبية
ضغط بكفه على بوقها ونطق بصوت خافت عصبي – أنتِ كنتِ هتسمحيله يبوسك؟!
وسعت عيونها لما عرفت إنه كان شايفهم، رفع أيده التانية وبدأ يمشيها على ملامح وشها زي ما كان بيعمل بيجاد
و – وأزاي سمحتيله يقرب منك بالشكل دا، ويلمس
وشك بالطريقة دي!
عكس شعورها بالتوتر والضيق مع بيجاد، دلوقتي كانت حاسة أن في فراشات بتلعب في معدتها، متوترة توتر لذيذ، وهي بتبصله بحذر مستنية باقي أفعاله
بعد أيده عنها وهو بيصرخ فيها – ردي؟
بلعت ريقها وهي بتقول ببرود مصطنع – يمكن علشان هيكون جوزي، وأنت اللي ملكش حق تعمل كدا او تسألني الأسئلة دي، وبعدين أنت بتعمل أية في أوضتي في ساعة زي دي!
– نازلي..
نطق أسمها وهو بيقرب منها و – لو شوفته قرب منك بالشكل دا تاني أو لمسك لحد ما نشوف هيكتب عليكِ في الأخر أو لا، انا هموتهولك..
– وانت مالك؟ أية اللي يضايقك في اللي بيحصل بينا
صرخ بجنون – متقوليش بينا دي، أنتوا لسة مفيش بينكم حاجة
بإصرار قالت – بس هيبقى فيه
بعد عنها وضرب أنتيكة لقيها موجودة قدامه بعصبية، كتمت صرختها وهي بتلزق في الباب أكتر، مسح بكفه على وشه كام مرة ورجع يبصلها و – متختبريش غضبي، قولتلك أبعدي عنه يبقى تبعدي عنه
– لو خايف على صاحبك يبقى تروح تنصحه هو، مش انا
– بس انا مش خايف عليه، انا خايف عليكِ أنتِ.. أنتِ اللي تهميني
سألته بترقب – لية؟
نطق بأندفاع – علشان بـ..
قطع كلمته وبصلها بزهول، كان هيعترف ليها بحاجة هو معترفش بيها لنفسه حتى!
قرب منها وبعدها عن الباب فتحه وخرج، قبل ما يمشي بصلها للحظات طويلة وبعدها مشى!
ووقفت هي تتابعه بعدم فهم!
****
بتنهيدة ضيق – انا موافق تتجوزها، بس أوعدني انك هتتجوز الأميرة اللي قولتلك عليها، أنت عارف المصالح اللي هترجعنا بالنسب دا قد أية
بيجاد بسعادة – وانا موافق
رفع صابعه بتحذير و – هتتجوزها في السر، محدش يعرف غيرنا وهي..
بيجاد بلا مبالاة فهو يظن أنها مجرد خدامة وهتفرح بيه كأمير دون أي أعتبارات تانية – ماشي، موافق برضوا.. اية رأيك أتجوزها أنهاردة؟
– اللي يريحك..
قالها وهو بيبعد عنه، يشعر بخيبة الأمل في ابناءه، الذين يضعون الحب قبل كل شئ في أهتماماتهم.
طرقات على الباب ودخلت سوزان ونطقت بسخرية – أجهزي ياعروسة كتب كتابك دلوقتي
نازلي بدهشة – دلوقتي!
– اه، أصله كتب كتاب سُكيتي يادوب العريس وأبوه وانا وأبوكِ، أصلها جوازة في السر، الملك رافض إنه يعترف بيكي ك زوجة لأبنه، حاجة متفصلة لمقامك يعني ك خدامة
نازلي بدهشة – وأنتوا موافقين؟
– وهنعترض لية؟ كنا أهلك!
بصتلها نازلي للحظة ورجعت تبص للأرض بدموع
هو دا مقامها في عينهم، حتى بيجاد اللي فكرته هيعاملها أحسن منهم، طلع زيهم، شايفها متستهلش غير إنها تكون خدامة، وتضحي علشان تكون معاه، كفاية هتكون معاه!
ياترى لو بيبرس كان مكانه؟ كان هيعمل زيه؟
أستغربت من تفكيرها فيه دلوقتي! بعدته عن تفكيرها وقامت علشان تجهز
على الأقل أمير أحسن من حارس.
وإن كانت جوازة في السـر!
****
في قاعة جانبية في القصر، قعد بيجاد مع والده والسعادة مرسومة على وشـه، ونازلى قريب منه وهى باصة في الأرض معها الملك والملكة، وبيبرس اللي ملامحه كانت لا تبشر بالخير بتاتًا لكنه متماسك..
بدأ المأذون يكتب الكتاب والكل مترقب، بيبرس كان قافل عيونه وبيضم كف أيده بغضب مش قادر يستحمل أن دا يحصل، وإنهم يجوزوها بالشكل دا!
هي من حقها تفرح!
فاق على صوت المأذون – أين وكيل العروس؟
هتفت سوزان بضحكة خفيفة – الملك هيكون وكيلها بما إنها يتيمة وهو المسئول عن شعبه
فتح عيونه ونطق بتهور – لا، الملك هيكون وكيلها مش لأنه مسئول عن شعبه، هيكون وكيلها لأنه مسئول عن بنته
وبصلهم بكيد – مش كدا برضوا ياجماعة؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سمو الأميرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *