روايات

رواية التل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم رانيا الخولي

رواية التل البارت الحادي والعشرون

رواية التل الجزء الحادي والعشرون

التل
التل

رواية التل الحلقة الحادية والعشرون

تقدم منها ليجذبها من ذراعها وصاح بها هادرًا
_ انتي كيف تسمحي لنفسك انك تنزلي بالشكل ده؟
ازدردت لعابها بصعوبة وقد شعرت بأن الأرض تميل بها عندما لاحظت نظراته القاتمة والتي افزعتها أكثر مما افزعها ملامحه القاتلة، وتمتمت برهبة
_ جواد انا مكنتش اعرف ان فيه حد معاك ولو اعرف مكنتش نزلت أصلًا.
حاول التحكم في غضبه لكن نظرات خالد لها جعلته يزداد تعنفًا لها وصاح بأعلى صوته
_ يبجى مكنتيش نزلتي والشخص ده بالأخص يشوفك.
تجمعت العبرات في عينيها وردت بألم
_ خلاص يا جواد اللي حصل حصل ومش هعمل كدة تاني.
كان لرؤية دموعها تنزل على وجنتها مفعول السحر وجعلت قلبه يلين لها لكن نظرات خالد لا ترأف به ولا ترحمه فقام بدفعها لتسقط على الفراش وخرج من الغرفة صافقاً الباب خلفه بعنف
أما هي فقد أخذت تبكي وتنتحب بشدة
حتى دلف الجميع خلف خروجه واسرعوا إليها لتسألها ياسمين بقلق
_ ايه يا توليب في ايه؟
اعتدلت توليب وتمتمت ببكاء
_ دخلت المكتب من غير الحجاب وكان فيه واحد معاه.
ردت والدتها التي انتهزتها فرصة كي تشوه صورته
_ بس الموضوع مكنش مستاهل كل ده
نظرت إلين إليها باستغراب
_ ازاي يا طنط أي واحد بيغير على أهل بيته وده مهما كان واحد غريب ومراته انكشفت قدامه
_ بس ده مكنش قصدها.
ردت ياسمين برزانة
_ ومحدش جال أنه كان جصدها، جواد اخوي بيغير جوي على أهل بيته حتى لو كانت واحدة من العمال، ودي مراته اللي بيحبها فطبيعي يغير عليها
لم تقتنع بحديثها وواصلت اتهامها
_ مهما كان ده ميدلوش الحق أنه يعلي صوته عليها ويعنفها بالشكل ده.
لم تقبل ياسمين انتقاد تلك المرأة لأخيها بهذا الشكل وقالت بثبات
_ ده أخويا ودي عادتنا وتقاليدنا وإن أي راجل غريب يدخل ميشوفش خيال حريمنا.
ازداد رفضها لتلك الزيجة وقالت باندفاع
_ وانا مش هقبل لبنتي بحياة زي دي وخصوصاً أنها هتكون وحدها معاه.
لم ترد عليها ياسمين وتركت الامر في يد توليب والتي نظرت إليها بامتعاض قائلة
_ ايه يا ماما الكلام اللي بتقوليه ده انا غلطت واستاهل اللي حصل، مكنش ينفع انزل كدة مهما كان وخصوصاً انه فرح ووارد إن اي حد غريب يدخل البيت.
اغتاظت من دفاعها عنه وقالت بحدة
_ بس مش بالشكل ده.
مسحت دموعها ونهضت قائلة
_ خلاص يا ماما الموضوع انتهى.
نظرت إلى إلين
_ اومال فين البنات؟
_ قاعدين تحت مستنيينك، ثواني هجيبهم.
خرجت إلين ولم تستطيع سلوى البقاء وخرجت خلفها.
تقدمت ياسمين من توليب وقالت بتعاطف
_ متزعليش من جواد في النجطة دي بالذات لازمن تتعودي لأن دمه حامي جوي.
أومأت توليب بتفاهم
_ انا مش بلومه بالعكس هو معذور أنا كمان مضايقة اوي وأكتر منه كمان بس خلاص مش هتتكرر تاني.
دلفت الفتيات واندمجت توليب معهم حتى تناست ما حدث.
أما هو فقد كانت مشاعره متقلبة
ترة يعنف نفسه على رعونته معها
وتراة أخرى يتذكر نظرات خالد وشروده بعد خروجها مما جعله يتحجج بانشغاله وانهى المقابلة.
هل هي غاضبة منه؟
ولكن لما هو رجل ويغار عليها، هو يغار حتى من نسمات الهواء التي تداعب وجهها
ساعات قليلة وسيعتذر لها عمَّ بدر منه وسيقبل تلك العيون الذي زرفت الدمع بسببه
_______________
في غرفة توليب
خرجت من المرحاض وهي ترتدي مئزار الحمام وتلف خصلاتها بالمنشفة
نظرت للفتيات بغيظ وغمغمت
_ المايه بردت وانا فيها نديت عليكم محدش رد
ردت الفتاة
_ كان ممكن تخرجي من المايه عادي انتي طولتي برضه انا قولتلك ربع ساعة.
_ ما انا كنت بنادي عشان كدة انا حتى نسيت اخد الفون
_ طيب يلا عشان اصفف شعرك
جلست توليب على المقعد أمام المرآة وبدأت الفتاة بعملها
____________
شعرت نور بالألم يزداد بجوفها حتى أنه لم يعد يحتمل
حاولت النهوض لكنها لم تستطيع فالالم يزداد مع الحركة اكثر وأكثر
تحاملت على نفسها ونهضت رغم الألم واستندت على الحائط وهي تكتم صرخاتها حتى وصلت إلى الباب
ضغطت على المقبض بوهن وفتحت الباب وعند تلك اللحظة لم تستطيع تحمل الألم
خرج مراد من المرحاض وهو ينشف خصلاته ونظر إلى سلمى التي حملت كوب القهوة وقدمته له
_ قهوتك يا حبيبي
رد بابتسامة
_ متشكر، حضري هدومي بسرعة عشان اخرت على المستشفى وعندي عملية مهمة.
اومأت له واخرجت الملابس من الدولاب وهي تسأله
_ هتتغدى معانا ولا هتروح لجواد
_ أكيد لازمن أحضر لو لسانة مجلهاش فجلبه وعينيه بيجولوها، وان كان هو عنيد انا اعند منيه
وقف امام المرآة يمشط خصلاته
اقتربت منه سلمى وأحاطته بذراعيها وغمغمت بدلال
_ انت عارف إني المستفادة الوحيدة من بعدكم ده.
ألقى الفرشاة من يده واحاط خصرها مؤكدًا
_ خابر زين بس إن شاء الله مش هتدوم كتير.
ضحكت سلمى ووضعت رأسها على صدره وهي تتمتم بحب
_ ربنا يخليك ليا
ابعدها عنه قليلًا
_ طيب سبيني بجا اشرب القهوة لإني اخرت جوي.
امسك الفنجان وقربه من فمه لكنه تفاجئ بتلك الصرخة التي أسقطت الكوب من يده وأسرع إليها بقلب ملتاع وخلفه سلمى
دلفوا الغرفة وصرخاتها تهز المكان وهي ملقاه على جانبها في الأرضية الصلبة
تقدم منها ودون إرادته وضع يده على ظهرها ليرفعها على ساقه ويسألها بقلق
_ ايه اللي حصل؟
شهقت بألم وتمتمت
_ ألم شديد أوي مش قادرة أتحمل
نظر إلى سلمى وقال بلهفة
_ هاتي الفون بسرعة.
اومأت له بوجل وحملها مراد ووضعها على الفراش
لطن أجفل عندما أمسكت يده لتقول برجاء
_ أرجوك متسبنيش كدة؛ هموت.
رق قلبها لها وتمتم باحتواء
_ متخافيش هتبجي زينة اني هكلم دكتورة سما وهتاچي وتطمنا
دلفت سلمى بالهاتف وناولته لها وقام بالاتصال ومازال ممسكًا بيدها
مما جعل سلمى تنظر الى يديهم المتشابكة بغصة.
ردت الطبيبة عليه
_ أهلاً دكتور مراد
رد برجاء
_ معلش يا دكتور المدام تعبانة جوي وعايزك تاچي تشوفيها
لم ترفض الطبيبة عندما سمعت صوت صرخاتها
_ تمام جاية حالاً
دلفت سهر وأمال وهي تسأله بقلق
_ في ايه يا مراد.
كانت نور تضغط على يد مراد بشدة وتحاول كتم صرخاتها
_ مش خابر يا أمي أني كلمت الدكتورة وچاية دلوجت
قالت سهر بقلق
_ لتكون ولادة.
انقبض قلب أمال بقلق على حفيدها وعوضها
_ فال الله ولا فالك، استر يا رب
جلست بجوار نور لتمسك يدها الأخرى وسألتها بتوجس
_ ده الوچع اللي جالك قبل إكدة
هزت نور رأسها بنفي ولم تستطيع الرد من شدة الألم مما جعل الجميع يشعر بالقلق عليها
جاءت الطبيبة
وبدأت بمعاينتها ثم نظرت لمراد بقلق
_ الحالة صعبة أوي لازم تروح المستشفى لأنها علامات ولادة مبكرة.
زم فمه بقلق ثم قال لزوجته
_ جهزوها بسرعة لحد ما آجي.
تركها معهم وذهب لغرفته كي يأخذ حقيبته واتصل على مؤيد وطلب منه ان ينتظرهم في المشفى
عاد إليها وكانت صرخاتها تهز القلوب
سألها
_ هتجدري تمشي
اومأت له رغم صعوبة الأمر ونهضت بمساعدة سهر وسلمى لكن ما ان وضعت قدميها على الأرض حتى صرخت بأعلى صوتها
لم ينتظر ومال عليها يحملها بين يديه وخرج بها وتتبعه عيون سلمى التي لاح الحزن بها وهي ترى مراد يقرب المسافات بينه نور
قالت أمال بقلق
_ استنوا اني هاچي معاكم.
رفضت سلمى
_ خليكي انتي وسهر وانا لو فيه حاجة هتصل عليكم تيجوا.
فتحت الطبيبة باب السيارة لمراد ووضع نور التي تصرخ بألم وجاءت سلمى تجلس بجوارها ومعها الطبيبة
وانطلق إلى المشفى.
____________
في القصر
وقف حسان أمام شرفته وهو يفكر في أمر عائلته
جواد وخرج عن طوعه وتزوج أخرى
وخالد بعد طلاقه سيكون عليه الزواج مثله
وكذلك ياسمين.
ولم يعد لديه سوى عدي ويحيى
مازال معه بطاقة رابحة ستجبر جواد على العودة وستضطر ياسمين للعودة معه وحينها سيعمل بكل الطرق على عودة المياه لمجاريها.
فقط عليه التروي حتي يأتي اليوم المناسب.
طرق الباب ودلفت منه كريمة
لم يتزحزح من مكانه ولم يلتفت إليها
تقدمت منه تقول بعتاب
_ جالك جلب يا عمي تروح تحضر الكتابة على واحدة أخدت مكان حفيدتك
تنهد حسان بيأس منها وغمغم بقوة
_ سنة الحياة وكان لازمن هيتزوچ.
احتدت نظراتها وقالت باحتدام
_ يعني عادي عندك إكدة يچيب مرات أب لحفيدي؟
استدار إليها حسان وغمغم بفتور
_ على أساس أنه فارج معاكي.
ارتبكت كريمة وتهربت بعينيها
_ أومال! مش حفيدي؟
ابتسم بتهكم
_ بأمارة أيه؟ دا انتي حتي مكنتش بتهتمي إذا كان نايم ولا صاحي جعان ولا شبعان وسيباه لياسمين وفايجة
تقدم منها أكثر وقال بحدة
_ إنتي بس لجل ما تكسري جواد وتحرجي جلبه عليه ولا تكونيش فاكراني زي كبرت ومدريانش بحاچة من اللي بتحصل.
احتدت قسماته وتحدث بتحذير
_ أوعاكي تفكري تعملي حاچة من ورايا لإني وجتها مش هرحمك، جواد ده بالأخص ممنوع حد يلمس شعره منيه، فاهمة ولا لاه.
قال جملته الأخيرة بحدة جعلها تجفل منه
فأومأت له بصمت ثم خرجت من الغرفة وقد ازداد الحقد بداخلها
____________
في المشفى
انتهت الطبيبة من عمل السونار وأشارت لجواد كي يتبعها للخارج مما جعل تنفسه يضعف، وخاصة عندما أردفت
_ للأسف يا دكتور مراد دي ولادة فعلاً والمشكلة إن ضغطها عالي أوي وضربات قلبها مش طبيعية، لازم نستدعي الدكتور أحمد عشان يتابع معانا الحالة.
ازدادت انقباضة قلبه وسألها بقلق
_ طيب وبالنسبة لوضع الجنين؟
_ كل حاجة متعدلة ووزنه مناسب والرحم جاهز للولادة يعني هنا الولادة القيصرية متنفعش نهائي
أخرج هاتفه واتصل على الطبيب المختص
_ أيوة يا دكتور أحمد محتاجك ضروري في قسم النسا.
ثواني معدودة وحضر أحمد وهو يسأله بقلق
_ خير يا دكتور مراد.
_ دي المدام عندها ولادة مبكرة وفي اضطرابات في القلب وضغط عالي.
ظهر القلق على وجهه
_ طيب خليني أشوفها.
دلفوا جميعًا للداخل وكانت صرخاتها تصم الآذن
عاينها الطبيب وقد ازاد قلقه عندما لاحظ تسارع ضربات القلب بشكل ملحوظ
ابتعدوا عنها كي لا تسمع حوارهم
_ الولادة الطبيعية في الوقت ده هتكون خطر عليها.
ردت الدكتورة سما
_ بس مينفعش ولادة قيصرية لأن الولادة طبيعية ومتعدلة.
فكر الطبيب قليلًا وكأنه يتلاعب باعصاب مراد الذي شحب وجهه
_ هي عندها اي مشاكل في القلب؟
بهت وجهه ولم يجد ما يجيبه فهو لا يعرف عنها شيء مطلقًا فقال بثبات رغم لهيب قلبه
_ هي عمرها ما شكت منه ممكن يكون بسبب خوفها من الوضع
_ تمام احنا هنحقنها بمادة….. وهتابع معاكم الحالة لحد الولادة ما تمر على خير إن شاء الله.
في غرفة العمليات
تم وضعها داخل الغرفة وقد استعد الجميع لتلك الولادة الصعبة ما عدا مراد الذي حاول الهرب كي لا يرى عذابها لكنها امسكت بيده تمنعه وقالت برجاء رغم ضعفها
_ ارجوك خليك معايا متسبنيش.
رق قلبه لها ونظر إليها يغمغم بغصة
_ مش هسيبك أبدًا
بدأت رحلة الولادة وهي تعتصر يده بين يديها
كان طبيب القلب يراقب مؤشراتها بترقب وطبيبة النسا تعاني حقًا من صعوبتها
حتى ازدادت وتيرة ضرباتها وتراخت هي بوهن وقد تلاشت قوتها
صاحت بهم الطبيبة
_ فوقوها بسرعة كدة خطر عليها وعلى الجنين
بدا طبيب القلب يقوم بعمله ومال مراد عليها يقول بوجل
_ نور ارجوكي قاومي اوعى تستسلمي
تمتمت نور بوهن حتى أن صوتها خرج بصعوبة
_ مش قادرة.
أغمض عينيه بألم وحال قلبه ليس افضل من حالتها ثم حدثها برجاء
_ ارجوكي قاومي عشان خاطر ابنك…
واجه صعوبة في نطق ما يشعر به لكنه قالها بحب
_ وعشاني.
حثتها الطبيبة على المواصلة
_ مدام نور أرجوكي ساعديني.
تابع مراد رجاءه وهو يحتوي وجهها بيده وقد لاح الخوف واضحًا في عينيه
_ ارجوكي يا نور عشان خاطري.
تحدث الطبيب براحة
_ الحمد لله الضربات انتظمت.
ابتسمت مراد واومأ لها بنظرة أن تواصل
ولم تمضي دقائق معدودة حتى صدح صوت الطفل معلنًا عن وصوله.
تطلع إليها مبتسمًا
_ حمد لله على السلامة.
اجابت بوهن
_ الله يسلمك.
جاءت الممرضة وهي تحمل الطفل لتقربه من مراد.
ترك مراد يدها ونظر للطفل الذي ناولته إليه وقربه من قلبه لتتناغم ضرباتهم
شعور غريب لكنه جميل جعل ضربات قلبه تهدر بقوة فمال على أذنه وشرع في الأذان له ثم عاد يتطلع إليه بنظرة رضا حتى جاءت الممرضة لتأخذه
_ مبروك يا دكتور مراد هاته عشان دكتور الأطفال يفحصه.
نظر إلى نور كي يجعلها تراه قبل ذهابه لكنه وجدها بدون حراك.
انتفض قلبه ونظر للدكتور أحمد الذي طمئنه
_ دي نايمة متقلقش اوي كدة مبروك يا سيدي.
اطمئن قلبه وهو يجيب
_ الله يبارك فيك.
أخذت الممرضة الطفل وتطلع لنور التي ظهر عليها التعب بعد المعاناة التي عاشتها
ظل ممسكًا بيدها حتى انتهت الطبيبة من عملها ثم هيئتها للخروج لغرفة عادية
_ مبروك يا دكتور مراد يتربى في عزك.
_ متشكر اوي على تعبك معانا
_ متقولش كدة ده واجبي.
خرجت نور من العمليات وهو خلفها وجد مؤيد ينتظره بقلق
_ خير يا مراد .
طمئنها مراد رغم ارهاقه
_ اطمن الحمد لله عدت على خير.
_ اني لسة چاي دلوجت من عند دكتور الأطفال وطمنا عليه بس هيفضل في الحضانة فترة إكدة.
أومأ له
_ طيب اتصل على امك طمنها ومتخليش حد منهم ياچي
نظر إلى سلمى فيجدها جالسة على المقعد في وجوم
شعر بالحزن عليها وعلى ما واجهته من آلام فتقدم منها ليميل عليها مقبلًا رأسها بحب
_ جاعدة لحالك ليه؟
تطلعت إليه بابتسامة لم تصل لعينيها
_ مستنية خروج نور.
ربت على كتفها وتمتم باحتواء
_ نور خرجت دلوجت تعالي اطمنك عليها.
اومأت له وذهب بها لغرفة نور ووقف خارجها قائلاً
_ هي نايمة دلوجت ادخلي خليكي جانبها لحد ما اعمل مكالمة.
أومأت له ودلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها
أما هو فقام بالاتصال على جواد وما إن أجابه حتى قال بحسد مصطنع
_ ناس بتتچوز ومبسوطة وناس طالع عينها في المستشفى
تقبل جواد مزاحه وسأله
_ مچيتش ليه؟
_ ما جولتلك طالع عيني في المستشفى، نور ولدت وجاعد جانبها.
سعد جواد لذلك الخبر
_ ألف مبروك ويتربى في عزك.
واصل مراد دعابته
_ مع إني كنت رايدها بنت لجل ما البسها لولدك بس ملحوجة، تتعوض إن شاء الله.
أغلق الهاتف وهم بالولوج لكنه تفاجئ بسلمى خلفه.
_______________
وقفت توليب أمام المرآة تنظر إلى انعكاس صورتها بذهول
فقد كان الثوب رغم أناقته إلا إنه عاري حقًا حتى إنها شعرت بالخجل من الموجودين.
_ أنا مستحيل ألبس الفستان ده، انا مش عارفة هو ازاي تخيل إني ممكن ألبسه.
وافقتها ياسمين
_ عندك حج بس أكيد مكنش يتخيل أنه هيكون بالشكل ده.
نظرت إليها الفتاة بإعجاب
_ بس انا شيفاه جميل أوي وبالنسبة للأكتاف والدراعين هيتغطوا بالكاب
أيدت إلين رأيها
_ اه صحيح غير كمان إن هنا مفيش رجالة هتدخل عندنا، وبعدين دي ليلة العمر بلاش تضيعيها في تحكمات ملهاش داعي
_ بس دي مش تحكمات، انا مضمنش حد يدخل ويحصل زي ما حصل الصبح يا إما بقى هلبسه على طول
تنهدت بيأس
_ خلاص اللي تشوفيه
وضعت الفتاة اللمسات الأخيرة ورفعت خصلاتها للأعلى واسقطت بعض الخصل لتعانق وجهها بتملك
وبعد الانتهاء وضعت الكاب على كتفيها ليغطي الكتف والذراعين
نظرت برضا تلك المرة وأحكمت إغلاقه ثم التفتت لياسمين وقالت بابتسامة مشرقة
_ هعجبه؟
ابتسمت ياسمين واحتضنتها بحب وقالت بتأكيد
_ انتي عچباه من غير أي حاچة.
بادلتها توليب الاحتضان وهي تشكرها على وقفتها بجوارها
كذلك الأمر مع إلين
طرق الباب ورفعت توليب الساتر لرأسها ثم سمحت للطارق بالدخول
_ دلف توفيق وتقدم منها وهو مأخوذ بجمال صغيرته التي حملها بين يديه منذ أول دقيقة لها على تلك الدنيا
أمانة صديقه ورفيق دربه الذي رحل مبكرًا وترك له قطعه مصغرة منه
ابتسم بحب وقال بتأثر
_ مبروك يا حبيبة قلبي.
بادلته توليب الابتسام وتمتمت بحب
_ الله يبارك فيك يا بابا عقبال ما تفرح بتميم
تجمعت دمعة في عينيه ألما على فراقها
_ مع إني حزين أوي على فراقك بس المهم أشوفك سعيدة ومبسوطة مع اللي اخترتيه.
آلمها رؤية تلك الدمعة داخل عينيه وقالت بمزاح تخفف به عليه
_ ومين قالك إننا هنفترق، هكلمك كل اربعة وعشرين ساعة أربعة وعشرين مرة بس.
ابتسم توفيق وغمغم بصدق
_ بس ده عمره ما هيعوض صوتك في الشقة ونقارك مع سلوى اللي اتعودت عليه، ربنا يصبرني بقا.
تأثرت توليب بكلماته وغمغمت
_ وبعدين بقا اني كدة هعيط وابهدل الميك اب.
اومأ لها وهو يجذب يدها
_ لأ وعلى ايه خلينا ننزل للي بيلف حوالين نفسه ويقول أخرت أخرت.
خرجت توليب معه وتفاجأت بورد التوليب الذي ملئ المنزل بأكمله حتى الدرج تناثرت الأوراق على كل درجة به
أما هو فقد وقف أسفل الدرج بحلته الرجولية التي تخطف الأنفاس وعيونه الحادة تنظر إليها بعشق ووله حاملاً بين يديه طوق من أزهار التوليب وحولها زهرة الأقحوان
نزلت الدرج برتابة وكأنها تعلم تأثيرها عليه إذ أخذ قلبه يدق بعنف وتعلو وتيرته كلما اقتربت منه درجة
تلك الساحرة التي اسلبت لبه منذ أكثر من عامين لم يعرف فيهما السبيل إلى الحياة
حتى عادت من جديد تبث فيه الروح ويلتقف أنفاسه من سحر أنفاسها
ازدرد لعابه بصعوبة عندما وقفت أمامه تخفض عينيها بخجل لكنه أراد النظر إلي تلك الشموس فوضع أنامله أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه ويا ليته لم يفعل إذا أصابته بسهامها البنية ولا سبيل له في النجاة.
لم يبالي بمن حوله وكأن هالة من السحر غلفتهما ولا يرو أحد ولا أحد يراهم
اخطأ من سماها توليب بل حورية سقطت عليه من السماء لتنير ظلمته
تقدم منها خطوة وللحظة كاد أن يميل عليها ليقبلها لكنها حالت دون ذلك ودفعته برقة تنبهه لوجود الجميع حولهم
وحين لاحظ عامر ذلك رفع عنهم الإحراج قائلاً
_ ايه يا ولدي مش عايز تعرف مراتك علينا؟
عاد لرشده وابتعد تلك الخطوة وغمغم بحشرجة وهو يقدمه لها
_ سلمي على أبويا.
نظرت إليه توليب بخجل ومدت يدها ليده الممدوة وقالت برقة
_ اتشرفت بمعرفتك يا عمي.
_ تسلميلي يا بنتي
أخرج من جيبه علبة وقدمها لها قائلاً
_ اجبلي مني الهدية المتواضعة دي.
نظرت توليب لتلك الأسورة بأحجار كريمة تسلب الأنفاس
نظرت لجواد الذي أومأ لها فمدت يدها تأخذها منه وقالت بامتنان
_ متشكرة اوي.
تقدم عمه فايز وزوجته التي تخفت كي لا تعرف كريمة بمجيئها
_ وانا بجا عمك فايز ودي مرات عمك.
سلمت توليب عليهم وقد شعرت بالسعادة لمجيئهم وقدم لها فايز هديتها وكانت تحتوي على طوق رقيق تتناسب مع الأسورة
شكرتهم توليب بامتنان ثم أخذها جواد واعطاها الطوق تحمله بيدها واليد الأخرى أحتواها جواد وخرج بها إلى الحديقة التي أغلقها من كل جانب كي لا يراها أحد
كم أراد في تلك اللحظة أن يخفيها عن أعين الجميع لكنه لم يريد إفساد فرحتها وتركها تنعم بتلك اللحظات المسروقة من الزمن
وقبل ان يصعدا إلى مكانهما تاهدت إليها تلك الأغنية التي تناسبت مع تلك اللحظة وهي “كلمات”
فأخذ بيدها وحاوط خصرها بحب ورقص على الحانها بعشق وولع
نظر إلي عينيها التي تنظر إليه بهيام وخرجت من قلبه كلمات الغزل التي قيدها بداخلها لأعوام وها قد جاء اليوم المنشود
كي يخرجها ويحررها من قيدها، قيدها الماسي.
انتهت الأغنية وعاد كلاهما للمقاعد المخصصة لهما وهو يحتوي يدها بتملك عاشق
لم يكن فرحًا كبيرًا لكن جماله في هدءه وبساطته
تطلع إليها يسألها
_ لساتك زعلانة؟
كتم ابتسامتها داخلها وأومأت بزعل مصطنع
_ اه طبعًا انت مشوفتش حالتك كانت عاملة إزاي، أنا خفت تمد ايدك.
لاوع مثلها قائلاً بمكر
_ اني فعلاً كنت همد يدي بس صدجيني بالخير
_ يا سلام! إزاي ده بقا.
أكد لها بخبث وهو يشد على يدها
_ هتعرفي لما نطلع فوق.
نظرت إليه بحنق وتمتمت بتحذير
_ جواد، عيب.
رفع حاجبيه يتصنع الاندهاش
_ هو انتي ليه تفكيرك بيحدفك شمال إكدة، أني جصدي امد يدي امسح دموعك، اطبطب عليكي، أخدك في حضني مش أكتر يا قلبي.
هزت راسها بيأس منه
_ ماشي هصدقك.
أجاب عامر على هاتفه بعدما إنزوى بعيدًا عن الجميع
_ أيوة يا كندا فينك دلوجت؟
_……..
زفر بيأس
_ طيب خليكي مكانك وأني هبعت أم نعمة تچيبك وربنا يستر ومحدش يشوفك.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *