روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الثاني والثلاثون

رواية جاريتي 3 الجزء الثاني والثلاثون

رواية جاريتي 3 الحلقة الثانية والثلاثون

كان يجلس فى مكانهم المعتاد داخل النادى ينتظرها حين جلس على الطاوله المجاوره له مجموعه من الفتايات لاحظ نظراتهم اليه و همساتهم حتى قالت واحده منهم بصوت واضح بالنسبه له
– مش ده الواد اللى فجر الحديدى ماشيه معاه
قطب حاجبيه من تلك الكلمه الوقحه ما معنى (( ماشيه معاه )) انها خطيبته كان يود ان يرد عليها ظنا منه انها تخطىء فى حق فجر و هو لن يقبل بذلك و لكن ما قالته تلك الفتاه جعله يبتلع كل ما كان يود قوله
– انا مش عارفه هى شايفه فيه ايه يتحب ده لا شكل و لا منظر
لتضحك باقى الفتايات و قالت احداهن
– يمكن تكون بتكلمه شفقه عايزه تعمل ثواب يعنى
ليضحكن من جديد و كان هو يستمع الى تلك الكلمات و قلبه ينزف آلما حين سمع صوتها المحبب وهى تقول بقوه و ثبات
– الشفقه و الثواب دول يتعملوا مع شويه بنات زيكم تافهين لكن معاه هو فى حب فى احترام فى تقدير
اقتربت خطوتان لتقف امامه مباشره و دون ان تنظر اليه كان هو يعلم جيدا بكيفية نظرة عينيها الان و ملامح وجهها كيف كانت
اكملت قائله
– بنات تافهين زيكم بيفكروا فى الشكل بس لازم نحس نحيتهم بالشفقه لكن هو راجل ناجح كاتب معروف و رسام موهوب ومميز شخص يستحق ان نرفع له القبعه و ننحنى له احتراماً فى واحده فيكم تقدر تقف دلوقتى و تقول هى عملت ايه فى حياتها يستحق الاحترام زيه كده غير لون شعر جديد و جرح لكبرياء و كرامه الناس
ظلت الفتايات صامتات دون ان تستطيع احداهن الرد على كلمات فجر القويه و غادرن من فورهم
لتجلس هى امامه بابتسامه كبيره و هى تقول
– بنات تافهه
ثم اتسعت ابتسامتها و هى تقول
– وحشتنى … عارفه انك زعلان منى علشان امبارح بس صدقنى مكنش ينفع تيجى خالص
كان ينظر اليها بابتسامه بسيطه و نظره عميقه و قال
– انا بحبك
لتشرق عينيها بسعاده كبيره ثم صفقت وهى تقول
– يا سلام هو ده الكلام
ليضحك بصوت عالى و هو يفكر كم هو محظوظ بها كم مره اثبتت إيمانها به و ثقتها الكامله فى اختيارها له و حبها الكبير الذى لا يقبل الشك
•••••••••••••••••••••••••
كانت تغادر المدرج و هى تتحدث مع والدتها فى الهاتف و كانت تبتسم بسعاده فالمحاضرة القادمه له هو من ملك قلبها و عقلها منذ اول لحظه رأته فيها و لكن تحولت ابتسامتها لضيق و هى تراه يقف بين ثلاث فتايات ينظران إليه بأعجاب و هو يشرح شىء ما لإحداهن اقتربت خطوتان حتى اصبحت امامه رفع عينيه ليراها امامه فابتسم ولكن تلك الابتسامه اختفت حين لاحظ نظراتها التى توضح كم هى تشعر بالضيق ثم غادرت من امامه ترك الفتايات و ذهب خلفها ثم اسرع الخطى حتى وقف امامها ينظر اليها باستفهام و كثير من الضيق ثم قال
– ممكن افهم فى ايه ؟!
ظلت صامته لعده ثواني ثم قالت
– حضرتك عايز تفهم ايه يا دكتور ؟ المفروض حضرتك اللى بتفهم
دغدغ قلبه احساس لطيف و هو يشعر ان خلف ذلك الضيق بعض الغيره و لكنه احتفظ بوجهه الجاد و قال
– حضرتك و دكتور
ثم اخذ نفس عميق و قال بهدوء شديد
– مالك يا ندى ؟
ابتسمت ابتسامه صفراء و قالت ببعض الضيق
– تعبانه شويه ومروحه
– و المحاضره
قالها سريعاً و ببعض الضيق لتقول هى بهدوء قدر استطاعتها
– هبقا انقلها من اى حد
– على المدرج يا ندى …. اتفضلى
قالها بأمر لم تستطع ان تعترض او تقول اى شىء و لكنها تحركت من امامه مباشره فى اتجاه المدرج وهى تضرب الارض بقدميها بغضب جعلته يضحك بسعاده انها تغير كم هذا الشعور رائع و مميز حقا
كانت تجلس فى و سط المدرج و هى تحاول بكل جهدها ان لا تبكى و كل دقيقه و اخرى تنظر الى الثلاث فتايات و تشتعل بداخلها نار الغيره من جديد
دلف محمود الى المدرج و وقف فى مكانه المخصص فصمت الجميع ظل هو صامت لثوانى ثم قال
– انا عايز اتكلم معاكم شويه قبل ما نبدء المحاضره ممكن
لتعلوا اصوات الطلبه مرحبين بالفكره و انتبهت حواس ندى لما سيقول
تقدم محمود خطوتان و وقف امام الطاوله و استند عليها ثم قال
– انا خطبت
لتعلوا الأصوات و بدء بعض الشباب فى اطلاق بعض الصافرات ليبتسم محمود و أشار لهم بالهدوء ثم أكمل
– خطيبتى طالبه معاكم هنا فى الجامعه و فى المدرج هنا بالتحديد مش هقول على اسمها دلوقتى لحد ما تتم الخطوبه و دبلتي تكون فى اديها
صفق بعض الطلبه و البعض بدء بالمباركه بصوت عالى و كانت هى لا تستطيع التوقف عن الابتسام و تشعر ان قلبها يرفرف عاليا بين غيوم ورديه من السعاده و كان هو ينظر إليها بابتسامه سعاده و إبتسامه مشاغبه
•••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على الكرسى بجوار سرير ولده لم يستطع النوم و عقله يعمل فى كل الاتجاهات ما هى الاسباب القويه التى تجعل ولده غير قادر على الارتباط بمن يحب من هى و ما قصتها و كيف يصل الحال بولده لتلك الحاله التى كان عليها بالامس
نظر إلى ميما التى غفت على الاريكه الكبيره اخذ نفس عميق و هو يخرج الى الشرفه ينظر الى الحديقه الكبيره و هو يتذكر ما حدث بالامس
فى وسط انهيار صهيب علا صوت هاتفه و حين نظر اليه و جد (( د/ اكرم نفسى ))
ليشعر انه نجده من السماء قبل الاتصال و قال سريعاً
– ارجوك الحق صهيب يا دكتور
– انا جاى فورًا
هكذا اجابه أكرم و فى دقائق كان يقف امام جواد بعد ان حقن صهيب بحقنه مهدئه
ليقول جواد بخوف حقيقى
– ابنى مالو …. مين اللى عملت فيه كده و ليه ؟
ظل أكرم صامت لا يعلم ماذا عليه ان يقول فهو لن يستطيع اخباره بقصه نور فمن الواضح ان صهيب لم يقص عليهم أى شىء يخصها و من الاساس هو لن يخرج أسرار مريضته لاحد فقال بهدوء شديد
– انا معرفش اى حاجه بس انا كنت ملاحظ عليه التوتر و القلق طول الفتره اللى فاتت
ليقاطعه جواد بحده قائلا
– انت تعرف ابنى من امتى اصلا …. ابنى مكنش له صحاب مش لانه انسان سىء او انطوائي بس هو مكنش بيحب حاجه فى الدنيا قد شغله من امتى انت صاحبه من امتى ؟!
ظل اكرم صامت لا يعلم ماذا عليه ان يقول الان و لا يستطيع تفسير الامر لكنه قال بهدوء شديد
– استاذ جواد كل اللى اقدر اقوله لحضرتك ان صهيب الفتره الجايه دى محتاج حضرتك و والدته بشكل كبير هيحتاج احتواء و انا موجود لو احتجتونى فى اى حاجه
و غادر سريعا ظلت ميما تنظر الى جواد بخوف و قلق و للاسف هو لا يستطيع طمئنتها فى الاساس هو خائف اكثر منها
عاد من افكاره على صوتها و هى تقول
– ابننا بيضيع مننا يا جواد و ياريتنا عارفين ايه السبب
اغمض عينيه لثوانى ثم نظر اليها و اقترب منها يضمها بحنان و هو يقول
– ابننا قوى و هيعدى اى صعب انا واثق
لتغمض عينيها و هى تخبىء وجهها فى صدره
•••••••••••••••••••••••••
بعد مرور اكثر من شهر كانت تجلس على الاريكه الكبيره المواجهه لغرفه ابنتها تنتظر خروج الدكتور رحيم و تتمنى اليوم ان تجد اخبار جديده تحى بداخل قلبها الامل فى شفاء ابنتها
اغمضت عينيها تتذكر كيف علمت بما حدث لبناتها
كانت مازالت فى المستشفى تنتظر قرار الطبيب فى امكانيه خروجها فهى لم تعد تحتمل كم الاعذار التى يقولها لها ايمن عن عدم زياره الفتاتان لها و لكن حين اخبرها الطبيب ان عليها البقاء لبعض الوقت انهارت و نفذ صبرها فالقلق سوف يفتك بها حينها دخل إليها الحج راضى فهى تعرفت عليه فى اليوم التالى لايفاقتها و علمت قصته كامله
جلس على الكرسى المواجهه لها و بهدوء تحدث معها
– ايه بس مالك مضايقه اوووى كده ليه الدكتور يا بنتى عايز يطمن عليكى و بعدين حرام عليكى ايمن هو مش ناقص كفايه اللى هو فيه
قالت بسرعه و لهفه و قلق واضح
– ما انا عايزه افهم ايه الحكايه بناتى فين وهو بيكذب عليا ليه ؟
اخذ الحج راضى نفس عميق و هو يتذكر ما حدث حين قابل شمس
حين ذهب الى القصر و قابله الجميع بترحيب و سعاده و شعر بينهم انه بين عائلته التى اكرمه الله بها بعد عائلته التى فقدها طلب الصعود الى شمس التى تتعامل تلك الايام بطريقه غريبه هادئه تماما لا تتحدث مع اى شخص لا تقوم بتلك الحركات المتهوره و ذلك اقلق رحيم أيضا رغم معرفته الجيده بما تقوم به و شرحه للجميع
(( شمس مريضه نفسيه ذكيه جدا المرض النفسى مش بيتحكم فيها هى اللى بتتحكم فيه اقصد من كلامى ان مريض النرجسيه بيدور ديما على لعب الأدوار اللى بتساعده فى تحقيق هدفه يعنى مره يكون عصبى مره يدعى الظلم مره يبان قوى مره يظهر انه استسلم لقدره و مبقاش فى ايده حاجه يعملها لكن فى الاساس هو بيعمل كتير للوصول للهدف اللى فى دماغه ))
و لكن الحج راضى و كأنه كان يعلم ما يدور بداخل عقل الصغيره بفطرته شعر من داخله رغم ادعاء قوتها انها ضعيفه و بحاجه الى المساعده
كانت تجلس ارضا صامته جلس امامها لتنظر اليه باندهاش ليبتسم اليها ابتسامته الطيبه و قال
– تعرفى ان كان نفسى يبقا ليه حفيده زيك و زى اختك كانت ديما هتفضل فى حضنى على طول
ظلت صامته تنظر اليه باندهاش ليكمل هو بهدوء
– عرفتى ان ماما فاقت و بتسأل عليكم و عايزه تشوفكم تفتكرى نقولها ايه
صمت لثوانى يتابع تغير تعابير وجهها ثم اكمل قائلا
– او هى هتحس بأيه لما تعرف كل اللى حصل بينك و بين اختك تفتكرى ممكن يحصلها ايه
حينها دلف رحيم من الباب لينظر اليه الحج راضى بإبتسامه ثم قال
– كلنا هنا علشان نساعدك و نقف جمبك علشان نفسك اولا و علشان خاطر مامتك و ابوكى اللى هيتجنن على بناته شقى عمره ثمره حياته كلها
ظلت تنظر إليه بصمت و لكن عقلها يدور داخل دوائر الرفض و الرغبه ليبتسم الحج راضى ثم وقف على قدميه و وقف امام رحيم و هو يقول
– خلى بالك منها و عايزك تشد حيلك بقا عايزينها ترجع احسن من الاول
و غادر الغرفه ليترك رحيم معها و كانت هى و لاول مره منذ شهر يبدوا عليها الاستعداد للحديث
عاد من افكاره ليقول لها بهدوء
– يا بنتى بناتك فى ايد أمينه متقلقيش عليهم و كلها يومين و تخرجى و تقفى جمب جوزك و بناتك و تحميهم من كل حاجه و تضللى عليهم بجناحاتك
كانت الحيره تطل من عينيها و خوف كبير لكنها ظلت صامته لاحساسها بكلماته و انها تحتاج الان لكامل صحتها لمواجهه ما غابت عنه طوال فتره مرضها
……………………………………..
كانت جالسه امام الطبيب لاخر مره قبل ترحيلها إلى المحكمه فاليوم موعد محاكمتها لم تختلف حالتها كثيرا عن وقت دخولها إلى المستشفى هى هادئه طوال الوقت رغم تلك الحالات التى كانت تتلبسها احيانا من غضب و عصبيه و أيضا حاله الهياج حين يذكر اسم أشرف
– مستعده يا نور
قالها الطبيب فهمى بهدوء لتقطب جبينها و هى تقول باندهاش
– مستعده لايه ؟!
ظل صامت لثوان ثم قال
– للمحاكمه
ابتسمت وهى تقول بسعاده غريبه
– جدا … اخيرا هروح لهم
من جديد عادت تذكر اخيها و ابيها من جديد عادت تتمنى الموت و ترحب به برحابه صدر انه يذكر جيداً انه لم تمر عليه جلسه معها إلا و وجدها مستبشره بالموت و انتظارها للمحاكمه التى من وجهة نظرها ستخلصها من وزرها و تريحها و تجمعها بمن رحلو
– السيد ادهم كان ديما بيسأل عنك كمان دكتور اكرم و اكيد انتي عارفه قد ايه الاستاذ عزيز خايف عليكى كل الناس دى مش كفايه انهم يخلوكى تتمنى تفضلى عايشه و تكملى حياتك
لتنظر اليه بغضب مستتر وقالت من بين اسنانها
– كلهم رجاله … رجاله بس تفتكر يكونوا عايزين منى ايه ؟
و قالت جملتها الاخيره و عيونها تشتد سواد و صوت اصطكاك اسنانها يجعل جسده ينتفض بضيق ليعلم انها الان فى احدى نوباتها ليقول مهدئا
– يلا علشان متتأخريش
ظلت تنظر اليه بغضب ثم و فى ثوان انقلب حالها و عادت الى طبيعتها بابتسامه صغيره سعيده ويلا العجب راضيه
•••••••••••••••••••••••••
كان الجميع يقف امام المحكمه فى انتظارها صهيب الذى قد انقطع عن الحياه و اصبح كالشبح الذى يسير على قدمين لا يقوم باى شىء سوا العمل صهيب البارد الهادىء اصبح عصبى و الكل يهرب من غضبه و من صباح ذلك اليوم و هو اول من وصل امام باب المحكمه ينتظرها يريد ان يراها و حين حضر اكرم لم يتحدث صهيب اليه بكلمه واحده رغم محاولات اكرم المستميته لجعله يتكلم معه لكن كل محاولاته بائت بالفشل
فى نفس الوقت كان ادهم يجلس بمكتبه يشعر بالقلق و لاول مره يشعر بالخوف و يتمنى ان تخرج تلك المتهمه من تلك القضيه كان ينظر إلى الاوراق التى امامه التى كتب عليها مرافعته و لكن لا يستطيع قرأتها
و كانت هى تقف فى احدى الجوانب بعيدا عن الانظار حياتها التى اصبحت مستحيله خاصه مع رفض الجميع التعامل معها و بقائها بالبيت طوال تلك المده دون الحديث مع احد او تناول طعام جيد جعلها تبدو هزيله و غير طبيعيه بالمره
تأهبت حواسها حين استمعت لصوت السيارات و حركه صهيب المتلهفه التى كانت تتابع اى حركه منه علها تعلم بوقت قدوم ابنتها انها تريد ان تراها تطمئن عليها
و كان صهيب انفاسه عاليه و يده ترتعد و عيونه ثابته على السياره التى تنقلها
حين فتح الباب و خرجت منه شعر ان روحه تعود الى جسده من جديد و اصبح يستطيع التنفس بسهوله و دون صعوبه و اتسعت ابتسامته و تحرك خطوتان فى اتجاهها و لولا يد اكرم التى امسكت به لتخطى العساكر الموجودين بجانبها
نظرت هى اليه بأمتنان و شكر كبير مع ابتسامه واسعه و كان هو غائب عن كل ذلك يكفى فقط انه رأها
و كانت والدتها دموعها تغرق و جهها و هى ترى نفسها فى ذلك الموقف محرومه من الاقتراب من ابنتها و مساندتها
دلف الجميع الى قاعه المحكمه و كل منهم يدور بعقله اشياء و اسوء التصورات و بعض الامانى و رجاء كبير لروح القانون

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *