رواية سرداب غوانتام الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور
رواية سرداب غوانتام الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور
رواية سرداب غوانتام البارت الرابع والعشرون
رواية سرداب غوانتام الجزء الرابع والعشرون

رواية سرداب غوانتام الحلقة الرابعة والعشرون
: ما تخططون من اجله لن يحدث
: وهل تعلم ما نخطط إليه
: يكفى تلك الأعين التى أراها تبحلق بكم وتغفلون انتم عن رؤياها
تهجر منه قال: ماذا تقصد
: لم افهم من حديثكم الكثر بشأن خطة نجاتك، لكن إعلم انها ستنتهى بكار.ثه
: لماذا تقول ذلك، ما سر مجيئك
: انى لست سوى رسول
: هل هذا ما تريد اخبارى به
: كلا، لقد ظهرت لاخبرك انى أعلم مكان الكتاب الذى تريده
طالعه بشده قال : هل يوجد كتاب هنا
: اجل
: اين هو
تحركت “لينا” وهى تستعيد رشدها قال
: ليس الان، استدعينى فى وقت آخر
: كيف استدعيك
: نادنى
: وكيف أناديك وانا لا أعرف اسمك
: “قسوره”
قال ذلك والتفت لكن توقف اشار عليها قال : رفيقتك يطوفون حولها، انتبه لانها ليست بمفردها
اختفى فى لحظه الى باطن الارض وكأنما ابتلعته ولم يعد احد امامه، سمع صوت عند الباب بأن هناك احدا يتجسس، ذهب امسك المقبض وفتحه سريعا وجد “فطون” واقفه تمسك فأس فى يدها وهى ترتجف خوفا، حين رأته قالت
: مولاى هل انت بخير
: لما تمسكين ذلك
: الا يوجد احد معك
نفى لها فتركت ما فى يدها وكانما خيل لها انها ستحميه من ذلك الدخيل، تخطاها وهو يتقدم من “شوار” المستلقى أرضاً، قالت بحزن
: لا أعلم ما الذى اصابه
رأى نز.يف أنفه فعلم ما اصابه، كان محق بشأن حاسة الشم لديه، انها ضاره ويمكن ان تأذى صاحبها
حمله نظرت إليه قالت : مولاى، لا عليك سوف اعينه على الدخول إلى غرفته
: اذهبى الى “لينا”، لا تتركيها بمفردها
ذهب به نظرت إليه دخلت ورأتها مغشي عليها هى الاخره، احضرت كوب ماء وانزلت بقطرات على وجهها قالت
: ما الذى اصابكم جميعا
فتحت اعينها رأت وجه “فطون” التى قالت
: انتى بخير؟
اعتدلت فى جلستها وهى تنظر حولها وكأنما تبحث عن شيء ما، أتى ” فرناس” نظر إليها والتقت اعينهم ببعضها قال
: أصابك بأذى
: لم يكن حلما اذا
تركتهم ” فطون” بمفردهم وذهب الى والدها، وقفت ذاهبه الى النافذه وتنظر الى الحقول المليئه من حولها، قالت
: لا زلت فى غوانتام
: ما الامر يا لينا
: لقد رأيت منزلى
تذكرت منامها وطانما لا تزال عالقه فيه قالت : لقد كنت كالتائهه فى مكان غريب لا اعرفه، شعور الضياع كان يملأنى… شعور الضياع حول امرك انت يا “فرناس” فظهر لى منزلى…. وكانما هو دليل ضياعى
التفت اليه وجدته بقربها قالت : هل يمكن انها نبوؤه، هل هناك شيء يقطن منزلى متعلق بك
: هناك امر خلفك يا ” لينا”، انتى لستى فتاه عاديه
: ماذا تقصد
: ما علاقتك بالعالم الاخر
نظرت له من ما يعنيه قالت : اتسألنى سؤال لا أعرف جوابه،اخبرتك بكل ما اعرفه.. لقد تم اختيارى لاكمال مهمه
: لا اتحدث عن عالمى، اننا لسنا سوى بشر مثلكم
تعجبت منه اردف سائلا : ما علاقتك بالجا.م
: الجا.ن؟!!
تذكرت حضور ذاك الجنى قالت : ماذا قال لك، تعابيرك تدل على انك تعرف شيئا هام
: كان يتحدث يالاغاز
: هل تحدثتم؟!
قالتها بدهشه اومأ واكمل : هناك كتاب هنا مثلما استنتجتى، وهو يعرف مكانه
: اين، لنسرع ونحضره
: لم يخبرنى عن مكانه، قال فى وقت لاحق
: لماذا، هل هناك طريقه نستدعيه بها
: اخبرنى اسمه، لكن لن يحضر فى وجودك… هذا ما عرفته
: لماذا، هل يخشانى
: لا أعتقد ذلك وانما يخشي من أشياء محيطه بك
نظرت حولها فعن من يتحدث، لا يوجد كلاهم، قالت
: هل ستحضره عندما أغادر
: اجل
: ماذا ان كان كاذب
نظر إليها اردفت : هل تثق بجنى، انهم أشد خبثا، اخشي ان يدبر لك مكيده
: لا تقلقي سأتصدى إليه
: يبدو الامر خطيرا
: يجب ان احاول، الخ.طر هو من يحوم حولى فلا يجب ان انتظر الخط.ر ينهينى
زقفت امامه محدقه به، قربت يدها من يده وهى تمسكها فتشعر ببرودته الشديده قالت
: انتبه اذا
وضع يده الاخرى فوق يدها قال بهدوء : سأفعل ذلك، ضعى هذا الخوف جانبا
: لا استطيع، حاولت وفشلت… حينما ينتهى الخ.طر سألقى راسي فوق كتفك واخبرك انى مطمئنه
قالت ذلك ابتعدت عنه وتركته يبحلق فيها من صفونها، هل تنويم ” قسوره” لها جعلها هكذا، هل هو من جعلها ترى منزلها ليرغبها فى العوده
نظرت حولها قالت : لماذا لم يستشعر “شوار” بوجود دخيل
: لقد حدث بالفعل
: واين هو
فى الطابق السفلى امام باب غرفة، مسطح “شوار” على السرير والارق يظهر على وجهه لكن يقاومه بوقف ملكه امامه ويحاول إسناد نفسه لكن “فرناس” منعه قال
: اتشعر بتحسن
: انا بخير فقط كان تحذ.ير بعدم الاقتراب، لم تكن هالة عاديه شعرت بها من قبل.. كانت رائحه ش.اذه للغايه
نظرت “لينا” إليه بشده فهل كانت تلك الهاله من الجن.ى ام فرناس نفسه
قالت “شوار” : كان الخو.ف ان تتاذى جلالتك لكن سعيد انك بخير
: دع القلق لحالك، لا تعمل فى الوقت الراهن
: لم اشيخ بعد لا زلت…
: انه امر
قالها بجديه فاومأ له برأسه مطاعم خرج وبصحبته لينا، ابتسمت فطون وربتت على كتف والدها
: مولاى يهتم لأمرك يا أبى، انك عزيز لديه فلا تغضبه
صمتت شاردا فى طيفه حتى بعد مغادرته، يتذكر حينما راه واقفا امام اعينه وتلك الرائحه القويه تنبع منه مفض.حه هالته التى عبأت أركان غرفه بأكملها لشذ.وذها، يتسائل كيف تحكم فى تلك الهاله الذى يمتلكها واظهرها الآن، لقد كان يقف بجانبه بارتياحيه هل يمتلك القمره على التحكم فيها، لم يجد قوه كهذه قبلا
تحت ذاك الرداء الأزرق الداكن يزينه اوساط النجوم الملتمعه، على اليسار ذلك الكوكب المنير ويبدو اجملهم، انه القمر الذى لولا وجود الشمس لتصبح مجرد حجر معتم، تلك الانفج.ارات الكون.يه تجعلك تعجز عن الكلام الاحيانا
سماء الليل رائعة في كل وقت، بالتأكيد لا يمكن لها أن تحقق أحلامنا، لكنها تستطيع إخبارنا بمدى صغر وتفاهة هذا العالم، ومشكلاتنا معه، يعطينا ذلك بعض البراح، يدفعنا للصدق مع ذواتنا بدرجة أكبر.
ارفع رأسك الآن، فوقك تمامًا لكن إلى الجنوب قليلًا، تأمل الجبال ألمع كوكبات السماء، ما يميزه هو تلك النجوم الثلاثة التي تصطف معًا، بالطبع لن تراه كما بالصورة المرفقة إلا في سماء حالكة، لكن رغم ذلك ترى نجوم الكوكبة بوضوح شديد حتى في أكثر المدن إضاءة
قالت بتنهيده : ما أجمل سماء غوانتام
كان “فرناس” يسير فى الممرات، دخل الى غرفتها لكن لم يكن لها اثرا فى ذلك المنزل الكبير، تعجب الى اين ذهبت فهى لا تعرف شيئا هنا، هل يمكن انها عادت
طرق الباب ليقاطعه، التفت الى “فطون” التى تستأذن، قالت
: انها هنا
: اين كانت
: رأيتها تجلس فى المزرعه خلف سور المنزل
غادر المكان وتوجه إليها، رأى جسدها لا يزال موجودا، تبحلق فى الأعلى بكلتا اعينها فى لحظه صفاء ركنت فيها كل توتر شعرت به جانبا
جلس بجانبها نظرت إليه من وجوده لينظر كلاهم للأعلى مع سقوط ضوء القمر الطفيف عليها
: المزرعه جميله، مؤهله لان تكون مزرعه العائله الملكيه… لكن هل استطعت التأقلم فيها
: ستصدقينى ان قلت وجدت الراحه هنا عن القصر
: لا شك بذلك فلقد رحمت من اعمالك، انك مرفهه الان من حيث الهدوء والاسترخاء للنفس ، لكنك عشت اميراً الخدم من حولك يهتمون بك، ثم اصبحت ملكا تحكم شعب بأكمله لديك مملكه وعرف يخضع عنده الكثير، ليس هين التضحيه بكل ذلك فى لحظه
التفت بانظارها اليه قالت : ان خ.سر شخص جزء من ماله يحزن عليه كثيرا ، ماذا عن الذى خس.ر حياته
: كونك أمير لا يجعلك ذلك تفتخر بذاتك، إنما الافتخار بالأعمال… لاكون صريح معك، مغادره القصر هي بمثابة فصل روحى عن جس.دى لم يكن الامر هينا حينما رأيت نفسي بين الحقول هار.با من ازدراء شعبى لكن حين اخبرتينى عن حقيقه قت.لى
ازاح شعره للخلف مردف : لعنت هذا المُلك بأكمله، ان كان العرش هو من جعل اخى يكر.هنى لحد المو.ت لتركته قبل ان اتوج
: لماذا تحبه كل هذا الحب
: اخبرينى انتى، لما تحبين اخاكى
: بدون سبب احبه، حين ولدت وجدته بجانبى يتذمر علي دوما لكن لا يحب التذمر علي غيره، يضايقني لكن لا يسمح لاحد ان يمسنى بسو.ء، حسام هو صديقى وأبى من بعد ابى ذاته
: لا زلتى تسألين عن حبى له
: بلى، ان كان يكر.هك واستطاع خداعك فلما علاقتكم كانت قويه لهذا الحد.. الم تستكشف كذ.به
: داغر لا يك.رهنى
التفت بزاويه له بصدمه مما قاله
: كل ده ومبيكر.هكش
: انه حا.قدا لا كار.ه.. لعله كان يخدع.نى ويمثل علي الحب بإتقان لدرجة انى لا اعلم متى تحول هذا الحب الى ك.ره.. انه اخى الصغير، كان مرافقا لى كظلى.. ينتظر لحظة خروجى من كل ديوان برفقة ابى ليسألنى بفضول عن نقاشتنا وماذا نفعل
نظر اليها بكلتا اعينه الجديه قال
: لقد كنت وحيدا حتى أتى هو.. كان اقرب شخص لى، اقرب من أبى نفسه
عاد الى جوف ذاكرته الى ولد ذو الست سنوات يقف بجانب سرير يتوسطه طفل صغير يحرك كلتا زراعيه وقدميه الصغيره قرب يده منه ليجده يقبض عليها بقوه
رأى ظل كبير يقف خلفه التفت وجده اباه
: أبى، انظر كيف يمسك يدى
ربت على راسه قال : خرجت من غرفتك إذا.. دعنى اعرفك.. انه اخيك، يدعى “داغر”
:داغر
صدر صوت نظر إليه ابتسم وهو من لا يعرف للابتسامه طريق
كان قليل الضحك واللعب منذ صغره حتى أتى أخيه ليكبر شيئا فشيئا برفقته، يمسك يده دائما فى كل خطوه يخطوها… كان الجميع يرى علاقتهم القويه منذ ولادت الامير الثانى الذى اخرج الامير الاول من غرفته ليلقى عليه التحيه فى كل صباح مع والده
لمست كتفه فعاد الى اللحظه الذى هو فيها الان، نظر إلى السماء بأعين بها بريق دمع خفيف لكن تلاشى فى لحظه لشدة
ثباته
ربتت عليه بحنان قالت : داخل هذا الهدوء انكسا.ر كبير… الحقيقه مؤ.لمه وتقبلها صعب، خلف هذا الصمود ج.رح كبير.. لا يمكنني قول اننى أشعر بك لكن.. لكن يمكن ان اخبرك اننى ساكون بجانبك دوما
بتلك الكلمات البسيطه كان لها اثر طيب داخله، الصدفه التى القتها امامه كانت محسومه لتجعلها سببا فى رغبته المستمرة ان ينظر الى تلك العينين فقط، تزيح هى اسي قلبه وطيبته الذى لم تكن سبب فيها
سقطت دمعه جعلتها تجز.ن للغايه، اللعنة عليك يا “داغر” لو رأيت كم هذا الحب للبنت ذاتك.. بلى لقد راه وتغافل عنه، انه ابليس
ضمته إليها مواسيه اياه، ربتت عليه لكن شيء اوقفها وتوقفت جميع الأصوات من حولها ولم تعد تصغى سوى لشيء واحد
قال بنبره هادئه : اشكرك يا “لينا”
وضعت يدها على فاه ولم تبتعد عنه بل قربت اذنيها من ايسر صدره، نظر إليها بتساؤل من ما تفعله لتقول
: لا يوجد نب.ض
عقد حاجبيه مستغربا فهو حي امامها، حركت اذنيها عن منتصف صدره لعل قلبه يختي من بين اضلعه، تبحث عن صوت الض.خ او استشعار ج.سدى لكن لم يكن سوى السكون
ابتعدت عنه وهى تنظر إليه قالت
: لماذا قلبك لا ين.بض وانت لا تزال تتنفس
ألقت نظره عليه لبيهه قالت : هل رئتيك لا تعمل ايضا
: لكنى اشعر بالضخ الدماء، كيف تقولين هذا
: لا يوجد اى نب.ض يدل على انك حي مثلى
تبادلا كلاهم النظرات
يجلسون فى المنزل بينما “شوار” يقترب للمره الثالثه من ” فرناس” والاخره تنظر له بتوجس قالت “لينا”
: هل سمعت شيئا
: اخبرتك اننى لا اسمع سوى نبضات قلب
: كيف يعقل هذا، لماذا أنا لا اسمع شيئا
: لنسأل “فطون” اذا
نظرت اليها وقبل ان تقترب من “فرناس” قالت سريعا لتبعدها عنه
: لا، لا داعى لذلك
علدت ” فطون” لوقفتها عند المدفأه قالت : لعل المشكله فى مسامعك
قالت “لينا” : لا يوجد خطب بى، ما تتجافل عنه اذنى هو صوت قلبه فقط
قال “فرناس” : الخطب فيك انت يا “‘لينا” ، انك الحقيقه هنا
سكتت فهى لا تريد قول ذلك، ضمت زراعيها وهى تجلس امامه قالت
: اننى ابصر بالواقع الذى غير موجود انت فيه
قال “شوار” : عن اى واقع تتحدثين وما كل تلك الالغاز فى حديثكم
وضعت زراعيها فوق اعينها وهى تتنهد تنهيده عميقه، قالت
: هذا يعنى أن حدث مق.تل ملككم امر محتم
كانت صدمه كبير لهم من ما سمعوه قال
: ما الذى تقولينه
نظرت هى لفرناس الذى نظر إليها متفهما ما تقوله ويعي جيدا قال
: هل هذا نبأ بأن لا مف.ر من ال.نجاه
: ليس نبأ وانما اشاره لتجعلنا نسعى لكى ينبض هذا القلب من جديد
بينما المزارع وابنته يبحلقان بهم بعدم فهم التفت اليهم قالت
: ما مدى وفائكم لملككم
تعجبا من سؤالها الغريب، قال “شوار” : لو انتهى بى الامر مطع.وناً فدائا له فلن اتردد
انتقلت سك.ينا من طبق الفاكه ومدت يدها إليه فاندهشو منها كثيرا
قالت “لينا” : لتط.عن نفسك إذا
قال “فرناس” : ما الذى تحاولين فعله
اخذ “شوار” الس.كين ونظر الى ملكه وطانما ينتظر إشارة منه لإطعاتها
قالت “لينا” : اعطه الامر بذلك، فالحياه غاليه لن يطيع امرى وحدى
نظر إليه اومأ إيجابا ليرفع الس.كين ويصب بها جس.ده لكن توقف قبل ان يمسه السن الح.اد، تعجبو ونظرو إليه وهو متوقف دون أن يفعل شيئا
كان يضغط بطل قوته لكن السكين لا يقترب من جسده البتاع وكأن هناك حائل لا يرى بالعين يمنعه من فت.ك جسده
قالت “فطون” : ابى
قال “شوار” : اننى احاول، هناك من يمسك بالس.كين بدلا منى
اقتربت “لينا” منه وأخذت السكي.ن من يده، وضع يده على أنفه مع اقترابها، قالت
: لا داعى لان تبرر، صدقك متضح لنا جميعا
نظر إلى “فرناس” قال: مولاى
قال “فرناس” : لم أشك بك قط…. لكن وراء طلب “لينا” مغزى سنفهمه الان
قالت “لينا” : اردت ان اختبر اخلاصه
قالت “فطون” : ان كان مولاي يثق بنا فمن انتى لتشكين بنا
قالت “لينا” : انا من رأيت ما لا تراه اعينكم، الثقه لا اعترف بها منذ ذلك الحين حتى لا الحق الاذى به.. كان علي الاطمئنان منكما لكى أغادر هادئه البال
قال “شوار” : اعتذر على ما بدر من ابنتى من أسلوب غير لائق
: لا بأس، أتفهم شعورها
: هل تأذن لنا بالرحيل مولاي
اومأ له غادر وهو يتلاشى “لينا” حيث دار من خلف المنضده كى لا يشتم رائحتها
قالت “لينا” : الا زالت هالتى قويه
قال “شوار” : ازدادت حينما فعلتيها.. تفوح منك رائحتها بشده
: رائحه من
: الس.احره
نظرت له ارتبكت لكن قالت : انك تخيفنى بكلامك
: عن اذنكم
خرجا الاثنان وتركوهم، تنهدت وجلست لترجع عيناها لتلك النظرات التى تثقبها، اشاحت وجهها قالت
: صدقنى كنت افعل هذا لاختبار صدقهم، كنت خائفه ان يأتى الغدر منهما حينما اغادر غوانتام
وجدته امام اعينها بتلك الأعين الرمادية التى تثقب قلبها لا عيناها
قال” فرناس” : ماذا فعلتى غير ذلك
: لم أفعل شيئا
: هل استخدمتي قدرتك عليه
تذكرته وهو يسعى لإدخال السك.ين بين احشا.ئه، ابتسمت قالت
: اجل… لقد كان انا
وضعت يدها على فمها بدهشه قالت : لى اصدق، هل تحكمت بها؟! لقد أمرت بفعل شيء واطاعتنى عينى الثالثه امرتها بالتوقف فتوقفت….. هذا أمر رائع
ضحكت من حماسها وكانما فعلت انجاز
قال “فرناس” : لينا
: ما رأيك بى، يبدو أن تلك القوه مذهله بالفعل
نظر لها من اعينها التى تسود مع ابتسامتها المريبه، قالت
: التحكم بها يجعلك مميزا… مميزا اكثر.. مميزا عن الجميع
: لينننا
نظرت له من ندائه ونظراته له ابتسمت قالت
: ما بالك
: لا تفعلى ذلك مجددا
: هون عليك، كان الامر مزحه
: لينا
قالها بجديه واكمل : لا تستعمليها ثانيا، اخبرتك انك تكونى مجرد بشريه عاديه
: تتكلم وكأنى اصبحت سا.حره بحق
: انها تجعل المرء كذلك
: انك كثير القلق
: لا تمرحى بها، اخبرتك من عدم استخدامها لكن اراكى لم تصغى الي
: اعتذر، أنا فقط خش.يت ان يؤ.ذى سيد “شوار” نفسه لذلك ال الامر بى بإيقافه هكذا
: ماذا رايتى اذا
: كان يعافر من أجل إثبات خلاصه لك… انه جدير بالثقه بالفعل
ابتسم نظرت له توردت وجنتيها وادارت وجهه قالت
: لا تنظر لى بتلك الأعين المريبه… ذكرني حينما نعود لعالمى ان اضع لك عدسات لاصقه
رفع حاجبيه باستغراب، قالت
: انها عدسه تضع على العين ويمكنك اختيار اى لون تريده فيصبح لك لون عين جديد
: أرى انك تعانين كثيرا من عينى… هل اقتل.عهم
نظرت له بخوف فالتقت باعينه ابتسم وكانما تلك النظره الذى ارادها، قال
: لم يكن الامر بهذا السوء
: انك جر.ئ ايها الملك
: لم امارس ج.رائتى معك بعد، انك استثناء
ابتسم وظهرت حمره طفيفه على وجنتيها لكن اختفت ونظرت له قالت
: مهلا، هل تقصد انك مارستها على غيرى
: هذا ليس من طبعى، اننى جدي مع الجميع أن كنتى تقصدين الجوارى.. لكن تمنيت من تظهر لى الجانب الحماسي
: هل… تتحدث عنى؟!!!
اشارتها على نفسها بتساؤل فكانت نظرته جديه معها فسكتت محاوله إخفاء ابتسامتها لكن تلاست الى أل.م ممي.ت وانكمشت على جسد.ها ليلاحظ تعبيراتها قال
: انتى بخير
وحين لمسها شعر بسخو.نه شديده وكأن دماغها ت.غلى من الداخل، رفع عيناه إليها لتقول بتأكيد
: انه موعد رحيلى، كأن العوده هى الع.قاب لى بسبب ما أفعله… يروننا خط.يئه
: من هم
: لا أعلم لكنى ساكتشف، المره القادمه ساكشف كل شيء لك… لكن اجعلنى اعود، ما دمت حبا هنالك سببا لعودتى… لتبحث عن الكتاب يا ” فرناس”، انه مفتاح الخروج
: تتكلمين بثقه
: اثق بى دائما، فالكتاب هو من يرشدنى لذلك لا تقلق وثق بى… سوف اعلم الحقيقه، ستخرج من هنا فى المره القادمه… ساخرجك وان يكون هناك مره قادمه للعوده
: لينا…
احطها ضباب وكانمة تسلم تحت الارض، قال “فرناس”
: لن استطيع ق.تله
امسكت بيده بقوه وكانمى سمعت ما يقوله، اردف وهو يتخيل انه ينظر اليها
: لكنى لن اُق.تل، سانتظرك.. أينما كنتى
تلاشت يدها الممسكه به ليصبح امامه فراغ كامل وإعلان عودتها لعالمها، نظر الى مكانها مفكرا فى كل كلمه قالتها قبل ان تغادر
أشرقت الشمس وطلع نهار معلنا بداية يوم جديد، تمر “فطون” فى الطرقه وتصعد فى الطوابق باحثه عن “لينا” التى لم تجدها فى غرفتها والمنزل بأكمله حتى طابق الملك وغرفته كانت خاليه
قابلت ابيها أثناء نزولها قالت : ليست بالأعلى، اعتقد انها فى المزرعه فهى تتجول بها كثيرا
: لم يكن هناك أحد سوا مولاي
: هل سألته عنها إذا، اين ذهبت لعله يعرف الاجابه
: سألته وكانت اجابته انها غادرت
: غادرت؟! أليس رحيلها خ.طرا
: اخبرنى انها فى مكان أمن لذلك لا داعى لقلقنا.. لقد عادت لموطنها
: هل هى من بلاد مجاوره، ظننت لا عرق لها
: ضعى الفطور للملك، لا داعى من الانتظار ما دامت قد رحلت
: هل مولا يريد أن يأكل، منذ أن اتيت السيده “لينا” الى هنا وأصبح شريد الذهن اكثر من ما كان
: لا دخل لنا، اطيعى الأوامر فقط ان أكل أم لا مولاي حر فى رغبته
: حسنا يا ابى كنت استفسر فقط، الفضول يباغتنى
: اكبحى فضولك اذن، لا يمارس على ملك غوانتام
:ابى…. هل سيعود مولاي الى عرشه ام ان النهايه لن ترضينا
: لن يعود لانه لا يزال ملك، أن نسي هؤلاء الناس مهابة البلاد منا، تشهد له أرض غوانتام باكملها
سكن الليل وحل الهدوء المظلم، كان ذلك الفرسه السوداء ذو النجمه البيضا فى منتصف جبهته وكأنها جزء من سماء الليل سقط فى اختلال ما، تحركت اذناها بسماع صوت فهم يمتلك حاسه سمع قويه، رأت شخص مجهو.ل يقترب منها، يرتدى رداء فوق ملابسه يضع القلنسوه على راسه لتخفى وجهه
تراجعت قليلا لكن الحبل المعقود فى سور المزرعه ام يجعلها تستطيع التحرك اكثر من ذلك، لمسها كادت ان تزمجر لكنه قال
: اهدئى، انه انا
سكنت فى مكانها حين استنشقت رائحته جيدا، رفع القلنسوه لترى وجه “فرناس” احنت رأسها إليه، قال
: لدينا مهمه يجب ان تنفذ قبل بزوغ الفجر
فك قيد.ها وفى ثوان اصبح فوقها، لينزل القلنسوه على وجهه من جديد ربت عليها لتنطلق به مبتعده عن المزرعه فى ثوانى لشدة سرعتها كما معروف عنها القفزه بمثابة قفزة فهد يصارع الفر.يسه لانتشالها
كانت تركض ركضا بين أشجار الغابه كركض الو.حو.ش فى البريه دون توقف، كان “فرناس” يمتطيها ببراعه دون أن يهتز بل امسكها بيد واحده وجعل الاخرى فى الهواء اخرج عدة خن.اجر يضعها ورمى ليصي.ب شجرة فى منتصف، اخرج الأخر واصاب اثنان متتاليتان، لينطق اخيرا باسم
: قسوره، أظهر الآن
خرج ر.مح اسود من الارض اختل توازن “عثق” لكن ثبتت نفسها لكن اتسعت عيناها حين رأت ذلك الكائن ذو البشره السوداء والقرنان الذان يتوسطان راسه وانيا.به الذى يكشر عنها قال
: ما الذى تنوى ان تفعله يا هذا، أتريد قت.لى
صهات صهيلا مرتفع امسكها “فرناس” من عنقها لكنها هاجت فى حضور ج.ن امامها، وقف قسوه أمامهم قال
: هل تمارس ذكائك علي، ماذا ان قت.لت لك تلك الفرسه الآن
: اتظننى ساسمح لك
كاد ان يقع من حركتها لكن امسك بها بقوة قبض على وجهها محتضنا اياها وامسك عنقها بقوه وهو مائل قال
: اهدئى، “عثق” سيدك معك
سكنت ونظرت له وهو يثقب عيناها فهدأت مطيعه امره، اعتدل ليعود الى ظهرها من جديد
نظر إلى من يقف وينظر له بالش.ر قال
: اين الكتاب
: اتظننى سادلك عليه
: كان هذا اتفقنا، ألم تقل ذلك قبل البارحه
: وهل مقابل مساعدتى هو قت.لى ايها الهج.ين
: لن اقت،لك
: ماذا تسمعى استدعائك لى فى مكان محشو برائحه لعنه قا.تله
: لا أثق فى جن.سكم الخبيث
ابتسم بسخريه وقال : عن من تتحدث وهنالك نصف اخر داخلك ينتمى إلينا.. هل كانت مساعدتى لك سر تخو.ينى، فكر قليلا ما الذى ساستفيده من خداعك
: ماذا ستسفيد من مساعدتى
: سأجنى الكثير
: لم تقل لى مقابل
: المقابل ليس منك
: من مَن اذا
لم يعطيه جوابا اختفى وأصبح فوق جزع الشجره كالقرد المتعلق بمخالبه الحاده قال
: لا يهم، لكن لن اساعد شخص خا.ئن
: لم اخو.نك، لا احمل طغ.ينه لك
: هل تتذاكى علي
: الخنا.جر معبأه بالكبر.يت الأحمر مع لعنة تق.تل اجنا.س النا.ر، لقد وضعتها على ثلاث اشجار لتكن الهاله مفعله لحر.قك، هذا فى حال خداعك لى.. أنا لا أثق بك واعلم ان لا عهد لكم لهذا اؤمن نفسي
: لا اصدقك
: لو كنت أريد قت.لك لاستدعيتك فى نصف ثلثى الشجر كان هذا كفيل بإنهاء مسيرتك
صمت “قسوره” ونزل على حوا.فه ليطيح بأوراق الاشجار أثناء هبوطه، تقدم منه قال
: ما مقدار معرفتك عنا وعن اللعنات تلك
: هل خيل لك انى جاهل امركم، كنت ادرس ما يتعلق بعالمكم لأنى ساختلط بكم حتما، كان ابى يستدعي السحر.ه ليعلمونى لعنا.ت تفقونى عليكم غير القو.ه الجسديه
: هل تقول هذا لتخ.يفنى
: كلا، لا حاجة لى با.خفاتك حضورى يكفى
ابتسم وحك شعره الكثيف البني قال : انك تدرك الكثير عنا بالفعل، لا اشم رائحه خو.ف اتغذى عليها منك.. لكن لا تكن فخورا بذاتك، انت لست ندا لنا ايها الطين
نظر إلى “عثق” وقال : لنرى كم يستطيع فرسك اللحاق بى
انطلق من أمامهم كالطيف ربت “فرناس” عليها لتنطلق فورا خلفه، كان “قسوره” يتجول بين الأشجار على طريق واحد لكنه يود تشتتيهم ولم يعرف ان “فرناس” يمتلك أعين صقريه ترى بوضوح وان كان شهابا
التوحت رقبة “قسورة” للخلف وكأنها من.فصله عن جسده بل الجس.د حر طليق
: لا يبدو عاديا بالنسبه لسرعته، ما نوع هذا الحصان
: انها مميزه من الخيول الاصيله، كانت بطبيعتها لا تقبل من يمتطيها أو فرض سيد لها بل اختارت هى سيدها بنفسها
: اختارتك إذا، هل فرضت سطوك عليها الم ترفصك كنا فعلت مع غيرك ام فهمت وقتها انك من النبلاء
: لا ادرى، لكنها لم تنفرنى برغم جديتى فى أن تكون ملكى، قلق ابى علي اول مره امتطيتها لكنى عدت بها كما كانت بل كحيوان أليف يصحب صاحبه، أدركت أنها ليست مغروره لكنها لا تجعل اى شخص يقترب منها إلا إذا اختارته هو
: أخطأت فى صياغتك، أنها لم تجد الأحق بركوبها، كانت تريد شخص قوي مثلها لذلك قبلت بك كسيد…
نظر إلى “عثق” واكمل : أنها مغروره بالفعل لم تقبل الا وعلمت حجم قوتك التى تفوقك على البشر.. لكن كيف اكتشفت هذا
: تمتلك الحيوانات حاسه قويه
: لا أؤمن بذلك حتى ارى، لكنى رأيت كيف تحولت لرؤيتى
ابتسم بخ.بث وهو يثقبها بأعينه لكنها كانت تثقب الطريق باعينها متفاديه النظر اليه، ليكمل طريقه شاققا إياه بين الطرف لكن سحب “فرناس” جواده للتتوقف “عثق” عن الركض مرة واحدة
قال “قسوره” : لماذا توقفت
قال “فرناس” : اتاخذنى الى قومى وهم يبحثون عنى
: لا حاجة لى بتسليمك لهم، اننى ادلك على ما تريده
: اين الكتاب
: لا يزال بعد بضع أمتار، هيا لا نمتلك وقتا
ذهب بسرعته لحقت به “عثق” من تلقاء نفسه لكن زادت سرعتها لكى لا يرى أحد وتمر من خلف المنازل لتجنب العاملين فى الحانه
نظر “فرناس” إلى الطريق الذى يعرفه والى اين يؤدى
توقفو عند نهر منعزل عملاق يجرفه شلال من الاعلى محاطا بأشجار عاليه
توقف رويدا ونظر إلى أين وصلو، نزل مره واحده واقترب من النهر متأملا اياه
اصبح “قسوره” بجانبه قال : هيا ايها الملك، ارنى إلى اى مدى يمكنك حبس انفاسك
: هل الكتاب فى النهر الاسو.د
: اجل، أنه اسو.د بالفعل بما يحمله من خفايا
نظر “فرناس” إلى الأسفل اقترب “قسوره” ونظر مثله ليلتفت إليه قال
: هل انت خا.ئف، ام لا تستطيع السباحه
خلع ردائه وكشف عن وجه لييقفز داخله
اقترب الاخر ملقيا نظره اخيره على الموجات المتردده، امتدت باذنه وكأنه يسمع صوت حركات أسفل الماء التفت وانفض ثيابه ليجد الفرسه فى وجهه باعين حاده ابتسم قال
: لا تقلقي لم يم.ت لا يزال يسبح
تحت الماء كان “فرناس” لا يرى شيئا بسبب ظلام الليل الدامس، كاتم أنفاسه ويسبح الى العمق متجاهلا كيفيه الصعود بعد فراغ رئتيه وكل ما يركز فيه هو عدم خروجه بيده فارغه وإيجاد من يبحث عنه
لكن كلما سبح رأي السوا.د اكثر من السابق، شعر بتفريغ ما فى جعبته قرر الصعود لكن توقف حين سمع لحن فى صدى اذناه
: اكمل
التفت الى هذا الصوت لكن لم يكن هنالك احد غيره، يثق بأن هنالك من تحدث إليه، ثقبت اعينه انعاكس ما رأي شيئا ما ليسبح تجاهه سريعا ليجده كتاب
التقطه سريعا لكن احمر.ت يده بطريقة مريبه وكانما تتحول إلى ل.هيب نا.ر، وضعه مجددا فى مكانه ليطلع قميصه ويمسكه به ليجد قلاده تسقط منه التقطها فورا من برز الاهتمام الذى اشت.عل فى عيناه، رفعها ناظرا الى ذلك الرمز الذى يتدلل منها، سعر ليظهر الماء حلقه ويختنق أشد اختناقا
اسرع بالخروج من هناك وهو يسارع شلل صدره الم.ميت لكن العمق كان أعمق بكثير حيث لم يستطع التحرك اكثر من هذا، مد زراعيه ليشعر بالغثيان شعر بيد خشنه تمسك بيده ليسحبه بقوه دفعة واحده وينطلق به للأعلى ليخرجا من النهر ويلقى به أرضا ليسعل بقوه باصقا الماء العالق فى حنجرته، اقتربت “عثق” منه وهى تراه يناجى روحه العائده التى كادت ان تغادره
سند بزراعيه وعصلاته تبرز منه، رفع اعينه الى من أخرجه من هناك وكان “قسوره” الذى انفض زراعه المبتله وكان شديدة السواد كج.لد الا.فعى قال
: اللعنه، كدت افقد زراعى
نظر إلى “فرناس” والى نصفه العا.رى، اقترب منه بتوجس قال
: مهلا ، لما انت عا.رى.. هل قابلت حوريه بحر بالأسفل، ويلك لقد ظننتك تمو،ت لا اعلم انك فى اسعد لحظاتك
: كيف..
رفع اعينه واكمل : كيف دخلت لهناك
: اتقصد النهر، لقد مدتت زراعى اليك كى لا يبتلعنى لجوفه لكن لولا الرياح لاختفيت بسببك
: لماذا خاطر.ت اذا
لم يرد عليه، وقف امامه واردف : لما فعلت هذا، من المفترض أن تغادر فور ارشادى على الكتاب وليس التأكد من سلامتى
: لا حاجة لى بسلامتك ايها الهجين فقد اشفقت عليك، والان لنفترق
: انتظر
توقف من ما قاله وجده يعتدل ليخرج قلاده كان يقبض عليها بقوه نظر الاخر إليه نظره ثاقبه
قال “فرناس” : تعرف صاحبتها، انها من بنى جنس.كم
تفتت القلاده نظر إليها ليجدها تحولت إلى رمادا اطاح به الهواء ليقبض على عخر ما تبقى منها دليل على انه رأى قلادة كهذه بالفعل
قال “قسوره” : انها ليست سوى وهما
: ماذا تقصد
: انها غير حقيقه، مثلك….. والان يجب ان ارحل
: اننى مدين لك
: اعلم هذا
: اشكرك لانقاذك لي
: لم يكن بارادتى فلا داعى لشكرى
لم يفهم ما قاله لكنه سحب الى الارض واختفى ليصبح بمفرده، اقتربت “عثق” الى ذلك القميص المبتل لتشمشم وترى كتابا داخله، أتى وتأمله بضع لحظات اقترب منه لكن تذكر تحول يده حينما لمسه، نظر حوله لياخده ملتفا بقميصه وارتدى ردائه وغادر على جواله بسرعه القصوى مبتعدا من ذاك المكان باكمله
جلس على كرسي المكتب ولا تزال قطرات الماء تسقط من شعره الفحمى، عينه تثقب الكتاب الموضوع أمامه ذاك الرمز رمز مملكته والكتابه الاخرى هى رموز غوانتام ذات اللغه الاصيله الذى درسها من معلمه الملكى
امسك بريشه مغرقه بالحبر الاسود ليرسم فوق ورقه سوداء الرمز مع تجميع الاحرف الملتصقه به ليلقى به مع انتهاءه
: غفران!
تسائل فى نفسه اذا كان معنى الكتاب هو تكفير خطايا، هل يقصده هو؟! ما الذ.نب الذى ارتكبه ليكن كتابه بهذا الاسم، يثق بأنه يحكى عنه وعن أعماله وحياته وكيفية مقتله، لكن الاسم.. “غفران” ما الإثم الذى ارتكبه
قرع الباب التفت “فرناس” إلى الصوت والاقدام التى تقف هنالك بتوجس هنالك، وضع الكتاب فى أحد الإدراج وغادر مكتبه فتح الباب ويده الأخرى تمسك خ.نجرا مدببا من الحواف
كان شخص يقف أمامه ملثم وجهه لا يحمل سلا.حا ولا متأهبا بل مسالما، لينحنى على إحدى ركبتيه ويده على صدره بإخلاص لتحية محار.ب
قال “فرناس” : من تكون
كشف عن وجهه معلنا هويته قال
: مرحبا مولاى، اننى وزيرك المخلص “بردله”
: كنت تبعث لى رسول، ما الذى أتى بك
: كان الأمر يستدعى حضور لاعلمك بنفسي كل ما هو جديد….
رفع اعينه له قال : هنالك خا.ئن مثلما قولت وكان الخا.ئن هو الأمير “داغر”
لم تتبدل ملامحه لكن أشار له بالدخول ليجلسا سويا بعدما أذن له ملكه بذلك قال
: اخبرنى بما لديك
: لقد عملت على ضم صفوف الجي.ش ذو المراتب العاليه إلينا، أنهم لا يحملون اى ضغينه شيئه تجاهك مولاى لأنهم شاهدو اعمالك واوامرك.. جميع شعبك سبب بغضهم لك هى “لينا” واعلانك خا.ئنا لهم بسبب حمايتها لذلك تسلميها سيحل الأمر
: لم تأتى لتقول لى هذا
: كلا بل أفعال “داغر” المريبه
: ماذا فعل “داغر”
: أنه يكتسب ثقة الشعب على حسابك، اي يبرأ نفسه من ما فعلته ويخبرهم انه لن يدع الاذيه تلحق بهم وان كان من أخيه الملك، تقرب من الشعب بسبب نداواته بينهم برفقة الجن.ود، الناس تضعه محل ثقه كونه قائ.دا لجيش الدوله والوضع وكانما يسو.ء.. حينما ناقشته على أفعاله انتقضنى ووضعنى محل اتهام بتسليط الضوء على وامرنى أن أبتعد لكنى لم اطع الأمر طالما هذا فى صالحك مولاى لن اطع الأمير “داغر”
: كيف ترى الأمر يا “بردله”
: أنه ينوى انتزعاك من العر.ش ليتولاه بدلا منك… المُلك مسعاه يجب أن نتصدى له
: لا تقف فى وجهه فتصبح عدوا له
: عد.وك عد.وى
قالها بجديه فالطالما كانا اصدقاء وليس علاقة ملك بو.زير بل الاخلاص أعمق بكثير
قال “بردله” : تتذكر القس.م الذى وضعته على نفسي عند تتويجى وزيرا للدوله ( أتعهد بالخلاص بحياتى وفائا لك ثم الخلاص لدولتنا العاليه لتكن بمكانة افضل)… لقد عينت كوزير لك لكن لو لم تكن انت الم.لك لما وافقت على تغير رتبتى بل ظللت حار.سك الشخصى
: شكرا
رفع وجهه حينما سمع شكر من ملكه لكنه كان شكر صديق لصديقه رآه مبتسم قال
: لم تخذ.لنى يوما، كنت دائما محل ثق.تى بك.. لذلك لن اتنازل عن حياتى أنها أثمن عند الكثير مما ظننت
: ماذا تقصد م.ولاى
: لا يهم
اشرقت الشمس وهم “بردله” برحيل لس.فك قيد حصانه التفت إلى “فرناس” قال
: كدت أن انسي
أخرج رساله ملتفه بشريط قال
: وجدتها فى مكتب الأمير، لم افهم واجهتها لكن أظنها مهمه
: ما بداخلها
: خريطه
تعجب لكن لم يفتحها قال : سارى أن كنت أستطيع ترجمتها
اومأ له وقبل أن يمتطى جواده رأى فتاة من بعيد ترتدى فستان قروى وشعر جميل كانت “فطون” التى نظرت إليه وإلى “فرناس” الذى التفت اليها ليرى على ماذا يتطلع
انحنت إليه واكملت سيرها
قال “بردله” : من تكون، هل تعيش هنا؟!
: أنها ابنة “شوار”
كان يتأملها بتوجس وهى تلتفت إليه لحين غره وتعود الى موضعها بخجل
قال “فرناس” : الا تنوى المغادره
: ا..اجل مولاى، استأذنك
انحنى إليه وامتطى حصانه وغادر المزرعه باكملها، القى “فرناس” نظره على ما فى يده وعاد للداخل ليفتحها ويقم بفردها وكانت مخطط
تمعن النظر بها باستغراب لكن توقف حينما رأي شيئا مشابهها، كانت شكلا مألوفا له، خرج من المزرعه وذهب الى الباب الرئيسى وكان هناك جرس منيز الشكل، اقترب منه ونظر الى ما فى يده ليكتشف انها ليست مخطط وانما خريطه لمزرعه التى يقطن بها الآن
: ماذا تفعل بها يا “داغر”
صمت باستدراك ليرى المخارج ممحيه بل ملقى عليها حبر اس.ود، تنهد وقال
: حان الوقت اذا
: أتى “شوار” إلى مكتب “فرناس” الذى كان واقفا عند النافذه حم حمم ليعلمه بوجوده فالتفت إليه قال
: جيد انك جئت
: لماذا طلبتني مولاي
: أريد منك مغادرة المزرعه
رفع عيناه الخافضه مب.حلقا به بشده قال
: عذرا، اقصد لماذا تطلب منى مغادرة المزرعه، هل حدث خطب ما
: لم يحدث شيئا
: لم يصدر منى خطأ، اخبرنى مولاي لعلى ارت.كبته دون قصد فأنا انسان خطاء
: “شوار” انك لم تفعل شيئا، لم يكن خطأك بل هذا قرار من تلقاء نفسي
: لكن لماذا؟! ما خلف قرارك هذا مولاي
نظر إليه انحنى إليه قال : استمحيك عذرا لم أكن اقصد التشكيك فى قرارك لكن اريد معرفة السبب
: غادر المزرعه برفقة ابنتك، هنالك خ.طر على حياتكم ان ظللتما هنا
: خ.طر؟! ماذا تعنى بذلك.. هل تقصد أن هنالك من سيحاول قت.لك
: حياتى عرضه لل.قتل فى اى وقت
: وهذا ما اقصده، نا معك لاحميك مولاى.. اتريدنى فور بروز الخ.طر اعطيك ظهرى وافر ها.ربا… لقد قطعت وعدا للانسة “لينا” الا اتركك واحميك بروحى
: لا احتاج من ي.حمينى، اترانى غير غير كفيل بنفسي… من لا يستطع حما.ية نفسه لن يستطيع حما.ية شار بأكمله
: حاشا ان اقصد التقليل منك، لكنى لست جب.انا، دعنى امكث معك وان كنت قلقا على “فطون” فسوف ارسلها الى خالتها، انها تحبها وتتمنى فقط زيارتها
: “شوار”
: دعنى أقف بجانبك، ان أصا.بك مك.روه لن استطيع رفع رأسي مجددا
: انه أمر
صمت حينما قال ذلك بجدية تامه فساد الصمت بينهم انحنى بإطاعه وقال بنبرة تملاها قلة الحيله
: امرك مولاى
****************
على ضوء شمعه خافته تنير أركان الغرفه من الظلام الدا.مس المخيم بالمكان
أجواء الليل الخافته لم يظهر القمر اليوم بسبب غيوم السماء المزعجه لتكن الأجواء بدون ضوء واحد ينير ما يخفيه المستقبل
كانت اعين تراقب من بعيد وفور ان اخذت الاشاره تحركت باتجاه المزرعه الهادئه، واحد اثنان ثلاث بل خمس رجال تظهر بنيتهم قويه ملثمين وجوهم، دخلو من البوابه ولم يكن هنالك ح.ارس واحد فقط كونها المزرعه التى يقطنها الملك شخصيا
توقفو عند الباب ونظرو الى بعضهم ليخرجو سيو.فهم وصدر صوت الن.صل الحا.د ليدفع اقواهم الباب ويك.سره عن مكانه ودخل متأهبا لكن لم يكن هنالك احد، التفت اليهم وأشار لهم بالدخول وفور تحركهم طا.ر ذلك الرجل وكانما إع.صار اطا.ح به ليرتمى أرضا امامهم
نظرو إليه باعين تملأها الصدمه نظرو الى الداخل لم يرو احدا من الظلا.م الذى يحل بالمكان
دخل احداهم قال المرتمى أرضا : احتر.س، انه بالداخل
امتدت يد بقوه لكن تفاهات الرجل وامسك لكن بدفعة واحده الصقه بالجدار ليتألم بشده امسك الاخر مصباح للكشف عن سلك الوجه الذى يقبع خلف الظلا.م وكان هو مقصدهم، انه “فرناس” الملك الذى سيغ.تال اليوم
تخطا.هم شخص وكان اشدهم سر.عه وفو.ر اقترابه منه انهال “فرناس” عليه صدا بسيفه المتين المصنو.ع من اجود انواع الفو.لاذ
نظر إليه الرجل بحنق ودفعه بعيدا عنه لكنه ركله بقوه ليتقدم منهم عادو للخلف ونظرو إليه وكانهم يدركون انهم يفوقهم قوه ويتسائلو كيف اكتشف انهم اتو ليقت.لوه
قال “فرناس” : سوف اعطيكم فرصه لنجا.ه مقابل اخبارى بمن ارسلكم
انطلقت صافره من احداهم ظهرو ثلاث من أعلى السقف والاخر فوق الشجره والثالث خلفه يحملون اقواسا ويصوبون عليه
نظر اليهم وكيفيه تخطيهم لكن لا مجال للهرب لا توجد فجوه، انه محاصر من جميع الاتجاهات، هناك سيافين وثلاث رماه يهددونه بالتمزق فورا
اغمض اعينه لكن أتى صوت والده
“عش كبشرى وان مت فمت كبرى أيضا”
قال الرجل : اعذرني مولاى، لا نفشي اسرار اسيادنا… لتم.ت بسرعه رجائا
اقترب منه بسي.فه الحا.د فتوقف وجسده مرتجفا من الخ.نجر الذى خرج من حن.جرته رفع “فرناس” عبنه الرماديه التى تكاد تكون بيضاء اللون، الدماء تملأ وجهه اطلق الثلاث اسها.مهم فورا وانقض الاخرون بسيو.فهم ليمسك جس.ده ويجعله درعا خلفه وير.كل الاخر فى رقبته بقو.ه ليقف خلف وتطلق السها.م نحوهم دون أن ت.صيبه
توقف الر.ماه بصدمه كونهم ق.تلو رفقاهم ليمتلكهم التوتر انطلق خن.جر بسرعه قويه نحو الرامى أعلى المنزل ليرتمى أرضا نظرو إليه بشده ومن اعينه التى تملأها القهوه
: انه انت.. جندى السماء، لقبك فى الحروب التى قدتها وانتهكت صفوف العدو
اعين حاده تملاها القوه قال : من… يكون… سيدكم
لم يتحدث أتى رجل من خلفه كان ان يصي.به لكن صده فرناس دون أن ينظر للخلف و.رمى الاخر أرضا ليدفعه الرجل بقو.ه بغضب شديد وانهاء عليه بضر.بات سي.فه القو.يه الذى لا تؤثر عليه، يحاول إنهاء روحه وصر.خ فى الر.ماه
: اطلقو
اطلق الاثنان لكن تفادها بسرعه قسو.ه وقف الاخر وحاول ان يضر.به بس.يفه ليصيبه فى صدر.ه وينشق لنصفين فتوقفو بص،مه ونظرو إليه بشده وقد زالت قو.تهم
“فرناس” : اين سيدكم
لم تتحدث افواهم وقبل ان يقم بتجربة نص.له عليهم راى ظل خلفه تصدى لتلك الضربه قبل ان تكيل عليه لكنه دفعه ونزل بس.يفه ليجرحه فى كتفه وينز.ف الد.ماء، تألم ونظر الى ذلك من يقف امامه انقض عليه بسرعه عاليه تصدى ” فرناس” إليه برغم قو.ته المهد.وره، كان الاخر سريعا حركة خفيفه وقويه، ينز،ف جر.حه تاره ويدافع تاره لكن اطاح س.يفه ووقع أرضا بعيدا عنه نظر إليه بشده
انتف.ض جس.ده دفعة واحده، نظر بصدمه الى ذلك الس.يف الذى اختر.ق نصفه الأيسر لينظر الى تلك العلامه فهو يعرف صاحب ذلك الس.يف جيدا، مهارة التمويه يعرف مبدعها
رفع اعينه والأل.م يغزو عيناه ليرى اعين بارده تملاها الش.ر والبر.ود الجا.مح
جس على ركبتيه ليقترب الاخر منه بضع خطوات امامه
اخذ ” فرناس” نفسا مخت.نق هو ينظر اليه قال
: داغر
: اردت رؤيتى وها قد اتيت اليك
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)