روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثالث والأربعون

رواية أسرت قلبه الجزء الثالث والأربعون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثالثة والأربعون

(الحقيقة )
وكأني كنت أقف على غيمة وردية مرتفعة ووقعت فجأة!
مياس الحسيني …
……
ارتجفت يده التي تحمل الهاتف وشعر ببوادر دموع بعينيه …تملك الفز.ع من قلبه …سكنه بالكامل …شعر بالضيا.ع وكأنه هدفه أصبح غير محدد ….
-يوسف …
قالتها ماجدة بتوجس وهي ترى شحوب وجهه بالكامل ….قربت يدها وامسكت كفه وهو تقول مجدداً؛
-يوسف فيه ايه ؟!
لم يرد عليه وكلمات يوسف تتردد في بعقله …أحرقت الدموع عينيه ونظر إلى ماجدة وهو يهمس بصوت مبحوح مسحوب كأنه أخذ يصرخ لفترات طويلة :
-سافري أنتِ يا ماجدة أنا مش هسافر ….
رمشت عدة مرات وهي تنظر إليه …بدا وكأنه فقد عقله تماماً…
-ايه اللي انت بتقوله ده يا يوسف …اسافر أنا ازاي …أنا مش هسافر الا معاك ….منير اللي كان بيكلمك صح …..
-سافري أنتِ وابنك يا ماجدة أنا مش هسافر …سافري وانسيني … انسي انك اتجوزتيني …..
-ايه اللي حصل يا يوسف انت بترعبني ؟!هو منير قالك ايه ؟!ايه اللي حصل خلاك تتقلب كده ….يوسف متخوفنيش …ابوس ايديك قول فيه ايه …أنا دماغي شغالة تودي وتجيب ماله منير ؟!…
احمر وجهه بإنفعال وخرجت كلماته بنبرة صارخة غاضبة وهو يقول :
-بقولك روحي …روحي سافري يا ماجدة ..سافري بقولك واسمعي الكلام …
عقدت حاجبيها وقالت بقوة :
-لا يا يوسف …مش هسافر …كلامك مش هيخوفني ولا هيخليني اتراجع…أنا عايزة اعرف فيه ايه ….قررت تسافر قولت ماشي …قولت خلينا نروح اسكندرية قولت ماشي … مسألتش.لاني واثقة فيك بس انا من حقي اعرف ايه اللي بيحصل …فيه ايه بيدور في دماغك يا يوسف …أنا مراتك …شريكتك لازم تقولي ايه اللي بيحصل …أنا من حقي افهم ؟!
نظر إليها بينما يشعر بالضياع …ماذا يخبرها الآن …لقد وقع صديقه الوحيد …شقيقه الذي طالما وَقف بجواره في يد لطيف ….وهو لا يمكنه أن يكون أناني ويخاطر بحياة منير …ولكنه أيضا لا يمكنه المخاطرة بحياة زوجته وطفلها …لا يمكنه أن يسلمهم له …لكنه مستعد أن يموت من أجل منير ومن أجل زوجته وطفلها …لن يسمح لأي أحد أن يلمسهم …..
….
-يوسف أنا مستنية رد منك …أنا مش هتنازل انك ترد عليا وتفهمني فيه ايه ؟!…
نظر إليها بعجز …بدا يائس وهو ينظر إليها أرادها أن تطيعه دون أي مشاكل ولكنه يعرف ماجدة جيدا …صحيح انها أطاعته في كل شئ لأنها كانت تثق به …ولكنه يتصرف بجنون الآن …ولكنه حقاً لا يعرف ماذا سيفعل ؟ولكن أن كان موته سينقذ حياة منير سوف يموت بكل سعادة ….ربما لو اخبر ماجدة بالحقيقة ستوافق على الذهاب مع ابنها …فهي تهتم لحياة ابنها كثيرا ….
-يوسف رد عليا قولي ماله منير ؟!!!
قالتها بنفاذ صبر وهي تنظر إليه …هالها رؤية الدموع المحبوسة بعينيه تنسكب دون تحفظ بدا وكأنه خائف …تائه وقد تألم قلبها لأجله…
-منير وقع في أيديهم …
قالها بخفوت وهو يتماسك كي لا ينهار….
توسعت عينيها بصدمة وهي تقول بنبرة مختنقة …بينما تتضرع ألا يكون يقصد ما تفكر به …
-يعني. ايه …يعني ايه وقع في أيديهم …رد عليا يا يوسف ….
-يعني منير في خطر …لطيف هيقتله !
تراجعت بصدمة بينما أصبح وجهها شاحب كالأموات …
-ل…لطيف …
قالتها وهي تتلعثم بقوة …كانت الكلمات لا تصل لعقلها بعد.!
أطرق برأسه ولم يتحدث وهو يمسح الدموع بعينيه عندما وجد أنه جذب انتباه من حوله …
-لطيف مات يا يوسف !
همست وهي تشعر بالجنون ليهز رأسه ويقول :
-لا مماتش يا ماجدة للأسف لطيف حي يُرزق ….قدروا يهربوه ويقنعونا أنه مات …هو اللي كان بيكلمني وبيساومني على حياة منير …وانا …أنا مقدرش اسيب منير وأسافر …مقدرش اعمل كده ….مقدرش اعرف انه في خطر وامشي …صدقيني مقدرش…روحي أنتِ يا ماجدة …روحي أنتِ وابنك وابدؤا من جديد…أنا هتعامل مع لطيف …
كلماته إصابتها بالهلع …وجدت نفسها تهز رأسها بقوة وتقول :
-لا مستحيل …رجلي على رجلك …
توسعت عينيه بصدمة وهو يهمس بغضب :
-أنتِ بتقولي ايه ؟!أنتِ عايزة تموتي ….
-لو هتموت يبقى اموت معاك …
-بطلي تكوني عاطفية يا ماجدة فكري في ابنك ده هيعمل ايه …روحي واهربي انجي بحياتك يا ماجدة عيشي مع ابنك من اول وجديد …عيشي في آمان بعيد عن القرف اللي هنا الخوف والرعب …انك تبقي متوقعة في أي لحظة الموت !لا يا ماجدة امشي…
-وأنا قولت رجلي على رجلك يا يوسف …لو هتواجه لطيف يبقى مش هتواجهه لوحدك …أنا هكون معاك …انا اسفة اني مش هسمع كلامك المرة دي …أنا رجلي على رجلك وربنا إن شاء الله هيحمينا…
نظر إليها بعصبية …كانت حقاً عنيدة …
-ماجدة !!!
-لا يا يوسف ..قولت مش هسافر أنا معاك للنهاية …
-أنا خايف عليكم …
قالها بيأس فردت مبتسمة :
-متخافش حاسة أننا هنصمد قدامه…
هز رأسه بيأس وهو يعترف أنها أعند منه !!!

في سيارة يوسف …..
كانت قد وضعت طفلها في المقعد الخلفي وجلست بجوار يوسف …نظر إليها يوسف وهو يتنهد وقال:
-أنا وافقت انك تبقي في مصر …اتحملت ضغط الأعصاب انك هنا وان ممكن لطيف يأذيكي بأي طريقة ..أنا سمعت كلامك اهو …بس يا ماجدة هتسمعي كلامي المرة دي …هوديكي مكان تقعدي فيه أنتِ وابنك لحد ما اخلص منير وبعدين هنسافر …حتى لو اضطريت أسفر منير معانا مش مهم …أنا مش هسيب حد هنا ممكن لطيف واللي معاه يأذيه ….
هزت ماجدة رأسها وهي تمسك كفه وتقول :
-متقلقش يا حبيبي محدش هيقدر يأذينا…هنكون بخير …أنا واثقة انك مش هتسمح لأي حد يأذينا . ..
نظر إليها مبهوتاً…الثقة التي تتحدث بها عنه أعطته الثقة …جعلته يشعر أنه يستطيع فعل المستحيل ….شد على كفها وقال مبتسماً:
-بقيتي شجاعة كده امتى ؟!
ابتسمت بحب وقالت:
-طول عمري كنت جبانة يا يوسف ودي حاجة أنا بعترف بيها …معرفتش الشجاعة اللي لما حبيتك واتجوزتك …ادتني القوة وخلتني مخافش من لطيف …أنا دلوقتي مش خايفة من لطيف يا يوسف ….لانك معايا …فشكرا انك معايا دايماً…شكرا انك ادتيني القوة اللي انا محتاجاها .
توسعت ابتسامته والإطمئنان يسكن قلبه بفعل كلماتها الهادئة وقال:
-شكرا ليكي انك معايا ….
..
ابتسمت له مطمئنة فجأة أعلن هاتفه عن وصول رسالة على الواتس أب …
اخرج هاتفه وهو ينظر إليه بتوتر ليجد رسالة من رقم غريب تأمره أن يأتي إلى عنوان مكان ما غدا ….
نظرت إليه ماجدة بإرتباك وهمست :
-لطيف مش كده ؟!
هز يوسف رأسه وقال:
:عايزني اجيبك أنتِ وابنك ونروحله ….
-هتعمل ايه ؟!
قالتها وهي تنظر إليه جيدا …تدرس انفعالاته لتجده يقول بثقة :
-أنا هقولك !
……..
جالسة على المقعد بالمشفى وهي تهتز بصدمة الدموع تغرق وجهها ….تتذكر لحظة اتصال المشفى بها ….
……
كانت ابتسامتها تتسع شيئاً فشئ وهي تدور حول نفسها بينما تضحك بسعادة…تشعر أنها جميلة للغاية تنتظر قدومه بفارغ الصبر …تشتاق أن تضمه بقوة…تخبره أنها ظنت انها أحبت من قبل ولكن كانت مخطئة …ما قبله كان شئ باهت لم تشعر نحو عمر بتلك المشاعر القوية …لم تشعر من قبل أنها تريد الصراخ في الشارع بأنها تحب شخصاً ما …أنها تريد الآن أن تصرخ وتقول انها تحب سيف الحسيني …تحبه أكثر من أي شخص في العالم ….
رن هاتفها برقم غريب لتعبس وهي تمسك الهاتف وترد عليه …
-مدام مياس …
صوت رجولي غريب نطق اسمها …
-نعم
قالتها بحيرة ليرد هو :
-لقينا رقمك اخر رقم مُتصل بيه سيد سيف …
-سيف …ماله سيف …
-استاذ سيف الحسيني اتعرض لإعتداء وهو حاليا في مستشفى …..
وقع الهاتف من يديها وهي تشعر بالدوار …لا لا هذا لا يحدث ….هذا مُجرد حلم ….مجرد حلم سئ …
فكرت بها والدموع تنهمر من عينيها بينما الألم داخل قلبها …شعرت وكأن العالم كله تجمد من حولها …شعرت بنفسها تتجمد بينما أنفاسها تتسارع ….عقلها توقف عن العمل تماماً…بدت لا تعرف ماذا تفعل …هل تصرخ …تبكي …أم تفقد الوعي ….ماذا تفعل …..
أخذت تسير وهي تترنح نحو الخزانة…خلعت فستانها وارتدت فستان اخر …ثم حجابها وخرجت وما زالت الدموع تغطي وجهها ….اتجهت إلى غرفة عمها وولجت إليها لتجده جالس على فراشه يمسك هاتفه …
رفع عينيه ونظر إليه وقد هاله ما رآه على تعابير وجهها من الفزع والضياع …
نهض مقترباً منها وهو يقول :
-مياس فيه ايه ؟!
-سيف …سيف …
قالتها بحروف ممزقة بينما تشهق بقوة لينظر برعب إليها ويقول :
-سيف ..ماله سيف قولي ….
-سيف في المستشفى …في المستشفى بس هو هيبقى كويس يا عمي …هيبقى كويس صح ….
كان تهذي بطريقة أدخلت الرعب لقلبه …
-مياس !
قالها بصدمة وهو متأكد من أنه يعرف ما الذي حدث بالضبط !!!
-يالا نروحله …يالا نروح لسيف !!
قالتها وهي تبكي بعنـ.ف …
……
خرجت من شرودها ودموعها تنفـ.جر بقوة أكبر …لم تكترث حتى لمسحها …..منذ ساعة ونصف تقريباً وهي هنا …لقد أخبروها أنه تعرض للطعـ.ن وأنه بغرفة العمليات يجري جراحة ….من وقتها وهي لم تبرح مكانها …
حانت منها نظرة لعمها الذي يجلس على المقعد وهو يلمس صدره يشعر بأ.لم شديد وكأنه غير قادر على التنفس …شعرت مياس بالقلق وهي تقترب منه وتجلس بجواره …تمسك كفه وعينيها تصر.خ بالقلق ….
-عمي أهدى …سيف هيبقى كويس …..
نظر إليها جلال والدموع تحتشد بعينيه وقال بصوت منكـ.سر :
-أنا …أنا السبب يا مياس …ابني هيروح بسبب غبا.ئي ….
رمشت بصدمة وهي تنظر إليه …تحاول أن تفهم ما يرمي إليه فقالت :
-يعني ايه يا عمي …يعني ايه انت السبب …
صمت جلال وهو يشعر بالألم يعاوده بقوة فقالت مياس بإنفعال :
-رد عليا …
-سيف لو ما.ت أنا مش هسامح نفسي ابدا ….
قالت مياس بعصبية وإنفعال :
-سيف مش هيمو.ت …بعيد الشر عليه …قولي يا عمي انت تعرف ايه ؟
-اعرف مين اللي ها.جم سيف ….
ارتدت بعنـ.ف نوعاً ما وهي تشعر بالدوران ثم قالت :
-مين ؟!
نظر إليها جلال وقال:
معاذ …ابن خالتك …وهو كمان اللي شوهك!!!
…………
-هو مفيش دكتور غير إبرام ده هو اللي يعالج مراتي ؟!الدكاترة النفسيين خلصوا من البلد !!
قالها جورج بإنفعال …كان قد عرض عليه والده أن يعرض ماريانا على طبيب نفسي فحالتها لا تبشر بأي خير….وقد أحضره ليخبره أن إبرام هو الشخص المثالي الذي سوف يساعده….وكأن والده قد ألقاه في النيرا.ن بإقتراحه التعيس هذا ….
-ايه مشكلتك يا أمجد…إبرام دكتور شاطر وهو قريب ماريانا يعني هيهتم …انت مش عايز مراتك تكون كويسة ؟!.
-كمل كلامك …وخطيبها السابق…يا حلاوة أنا اخلى خطيب مراتي السابق يعالجها …دي حاجة حلوة والله …
هز والده رأسه وقال :
-ابرام متجوز يا متخلف وماريانا متجوزة …متبقاش عبيط …
-نقطة من اول السطر ماريانا مش هتتعالج عند إبرام …
-لا هتتعالج عنده…دي رغبة والدة ماريانا ورغبة ماريانا نفسها !!!
توسعت عيني جورج وقال لاهثاً…
-ماريانا وافقت تتعالج نفسياً ..وعند إبرام …
هز والده رأسه وقال:
-ايوة يا جورج ماريانا وافقت أنها تتعالج نفسياً عند إبرام …أنا كلمتها …إبرام نفسه كلمها…
-ابرام كلمها …
كان يردد كلماته وهو يشعر بالغباء ثم قال :
-كلمها امتى. ..
رد والده بلا مبالاة وقال :
-من كام يوم كده انا كنت موجود أنا ووالدة ماريانا وهو واتكلم معاها ..
ثم بدا يقص عليه ما قاله
…..
-ماريانا أنتِ لازم تتخطي المرحلة دي من حياتك ..مش هتفضلي قافلة على نفسك كده ومش عايزة تتخطي اللي حصل في الليلة دي ..
قالها ابرام بلطف وهو ينظر إليها بينما هي كان تجلس وهي تطرق برأسها أرضا وتهمس:
-أنا كويسة يا إبرام …
-أنتِ عارفة يا ماريانا أن الكلام ده مش حقيقي …أنتِ لسه عايشة اليوم ده مقدرتيش تتخطيه ..لازم تساعدي نفسك يا ماريانا …
نظرت إليه وستار رقيق من الدموع يغطي عينيها وقالت بإختناق:
-أنا مش عايزة افكر في حاجة يا إبرام لو سمحت …جيت وقولتلي الكلام ده قبل كده وانا قولتلك لا مش عايزة ….
-اسمحيلي يا بنتي أتدخل…
قالها عزمي بهدوء ثم أكمل :
-مينفعش تعيشي بالطريقة دي …لازم تقاومي …كلنا عايزين نساعدك يا بنتي …إبرام هيكون معاكي وانا ووالدتك وجورج كمان …لازم تتخطي اللي حصل …التجاهل مش حل…
انسابت دموعها لأول مرة منذ فترة طويلة وصمتت وبدت أنها قد اقتنعت …..
….
-ياااه يعني خلاص كلكم قررتوا تخلوها تتعالج عند إبرام !!
قالها جورج بعد ما سمع ما قاله والده …كان يشعر أنه يغـ لي من الغضب …نهض والده فأكمل جورج :
-كلامي نهائي مراتي مش هتتعالج عند إبرام !
-ده مش قرارك يا جورج..ده قرار ماريانا …وماريانا مبقتش تحبك زي الاول عشان تسمع كلامك لو قولتلها لا …تقبل أنها مبقتش تحبك !
كانت كلمة والده كالرصاصة في قلبه ….
………….
نظر إلى الفستان الموضوع على الفراش الخاص بهما بإعجاب …كان فستان باللون النبيذي منتشر عليه زهور صغيرة …قصير قليلا …أغمض عينيه وهو يتخيلها وهي ترتدي هذا الفستان …متأكد انها سوف تكون قمة الروعة …تمنى من كل قلبه أن تقبل أن ترتديه …فبعد أن أعتذر منها يتوقع أن يكون الوضع بينهما افضل لان حقاً تجاهلها له اخر مرة جعله يشعر بأ.لم غريب لدرجة أنه هو من بادر بالإعتذار لكي تعامله مثل السابق…لم يصدق أن عاصي يفعل هذا …هو شخص عنيد لا يعتذر بتلك السهولة ولكنها عندما ابتعدت عنه شعر وكأن العالم حوله فارغ ….وكأن الراحة التي بدأ يشعر بها بوجودها تسربت فلم ينتظر واعتذر فورا ….
في تلك اللحظة ولجت رحيق للغرفة وهي تدعك.رقبتها بتعب …كانت تريد أن تنام …لقد اتصلت بنوران واطمأنت انها بخير الآن ….تنهدت وهي تتمنى أن يكون كل شىء على ما يرام ….
توقفت مكانها وهي ترى عاصي يقف أمام الفراش …شعره يبدو رطب وقد ابتل قميصه الرمادي والتصق بجسده العضلي …لم تستطع منع الإعجاب الذي برق بعينيها…لا تنكر أن زوجها يمتلك قدر كبير من الوسامة …كانت مُدركة هذا منذ البداية …لقد رأت نظرات الصدمة بعيني جاراتها وخاصة تلك السيدة التي تنمرت عليها ذات يوم …كان يتساءلون لماذا قبل رجل رائع مثله بها. …ما الذي جذبه إليها …
خيم الحزن على عينيها وهي تكتم تنهيدة قوية وهي تفكر أن حتى عاصي لن يحبها …هي لست جذابة لكي ينظر إليها لقد رأت صورة زوجته القديمة في خزانته صدفة …كانت امرأة حقاً جميلة …كيف لشخص كان متزوج من أمرأة جميلة مثلها أن ينظر إليها هي …يجب ألا تنسى مهمتها هنا …وان كان أخبرها أنه يريدها أن تكون زوجته قد تكون رغبة اي رجل وليس شئ له علاقة بالحب ….
هزت رأسها وهي تنفض تلك الأفكار من عقلها وقالت بصوت خافت :
-واقف كده ليه ؟!
استدار عاصي ونظر إليها ثم ابتسم بلطف جعل عينيه الزرقاء تلمع بشكل اجمل …شكل خطف أنفاسها ….
-تعالي يا رحيق
اقتربت منه وهي تشعر بالحيرة ….
وضع ذراعه على كتفها وهو يقول مشيراً إلى الفستان :
-ايه رأيك في الفستان ده ؟!
-ده قصير …
قالتها بإرتباك فرد مسرعاً .:
-لا لا متهيألك مش قصير ولا حاجة بالعكس طويل …
نظرت إليه بشك وقالت :
؛-انت عايز ايه دلوقتي …
ابتسم ونقر بإصبعه على أنفها وقال:
-يالا ألبسي الفستان ده وحصليني على التراس هنقعد شوية ونحكي ..
-مينفعش ألبس الأسدال…
قالتها مرتبكة بينما تحاول ألا تنظر لعينيه ….
تنهد بنفاذ صبر ثم ابتسم وقال:
-لا يا حبيبتي للاسف مينفعش يالا انا مستنيكي ….
ثم أتجه للتراس فنفخت هي بضيق بينما تنظر إلى الفستان وتقول :
-ربنا يستر ….
أمسكت الفستان وهي تفكر أنها يجب أن ترتديه …هي تفهمه …هو يريد أن يجعلها زوجته حقاً…الأمر ليس له علاقة بالحب بل له علاقة برغبته أن تكون هي له …وهي سوف تُنفذ أوامره تلك ….هو زوجها في النهاية …..
اتجهت نحو الحمام وهي تمسك الفستان

بعد أن تحممت بسرعة وجففت شعرها كانت ارتدت الفستان …لفت شعرها الطويل نسبياً في كعكعة وخرجت من الحمام وهي تقف أمام المرآة وتنظر الى نفسها بإعجاب …كانت قد فقدت قليلا من الوزن وأصبح جسدها متناسقاً…كان الفستان يليق بها كثيرا…ولكن أيضا قصير جدا ..أنه يعلو ركبتيها لحد كبير نسبياً…حاولت أن تشده للأسفل ولكنها فشلت لذلك تنهدت وهي تقرر الخروج إليه هذا زوجها في النهاية وهذا حقه أن تطيع أوامره….
……
كان يجلس بالتراس وهو يهز ساقيه بتوتر نوعاً ما يفكر …هل سترتدي ما جلبه لها أم ستعاند…هو يريد التقرب منها …يريد أن يزيل تلك الرهبة …لم يعد يتحمل أن يحافظ على يديه بعيداً عنها أنه يفقد السيطرة على يديه كما فقدها على عينيه منذ زمن ….
فجأة رفع عينيه وهو يراها تلج للتراس…شعرها مرفوع لأعلى بكعكة بينما ترتدي الفستان الذي أحضره له …انحبست أنفاسه داخل صدره وهو ينظر إليها بصدمة شديدة كانت تبدو رائعة أكثر مما توقع ….ابتلعت ريقها بسبب نظراته تلك …أنها ينظر إليها وكأنها جميلة حقاً…
-تعالي يا رحيق ..
اقتربت بطاعة لتجلس بجانبه أمام تلك الشجرة الكبيرة ولكنه فجأة شدها حتى جلست على قدمه …
-عاصي بتعمل ايه ؟!
قالتها بخجل وهي تحاول أن تنهض الا انه قال بهدوء ؛
-اهدي متقوميش ..
هزت رأسها بطاعة وهي تطرق برأسها أرضاً…بينما اتجهت كفه إلى شعرها ليسحب مشبك الشعر منها فينسدل شعرها الرطب الناعم ….لمسه بلطف وهو يقول :
-شعرك حلو …
-شكرا
تمتمت بإرتباك …
-ها اتكلمي ….
-اتكلم اقول ايه ؟!
قالتها بحيرة فرد :
-اي حاجة احكيلي عن نفسك …أنا عايزة اعرف عنك كل حاجة يا رحيق …عن كل اللي جواكي …الحاجات اللي مكنتيش قادرة تحكيها لأي حد ….
ابتسمت بحزن وقالت :
-مفيش حاجة مهمة في حياتي …قصتي تقليدية جداً…
-وأنا عايزة اسمعها ….
-وأنتِ هتحكيلي عن نفسك ….
هز رأسه وقال وهو يضع كفه على ساقيها :
-ايوة هحكيلك …يالا بقا احكي قصتك …
نظرت إليه بعيون لامعة بفعل الدموع وقالت :
-قصتي بسيطة جدا …بابا اتجوز ماما على ماما دلال عشان يخلف وجابني …وبعدها ماما دلال جابت أمجد …ماما ماتت ولقيت نفسي في بيت ماما دلال …من اللحظة الأولى حسيت اني مكرو.هة من الكل …من ماما دلال وبعد سنين من نوران كمان …ومن جيران ماما دلال وقرايبنا …كنت مكر.وهة من اي حد يشوفني ما عدا أمجد….بس يعني ماما دلال كان عندها حق …أنا بنت ضرتها عمرها ما كانت هتحبني …بس انا كان نفسي. ..
صمتت قليلا وهي تتنهد بقوة وتكمل :
-أنا كان نفسي ماما دلال تحبني …كان نفسي نوران تحبني …واتحقق حلمي …كان نفسي برضه محدش يتنمر عليا عشان شكلي …
نظرت إليه ودموعها تسقط من عينيها بينما قالت بإختناق:
-أنا اخدت كمية تنمر بسبب شكلي كتيرة جدا …احيانا بفكر أنا ازاي استحملت التنمر ده كله …الناس كلها كانت بتتريق على لوني ..ملامحي…محدش كان مهتم لو ده بيكـ.سرني ولا لا …كانوا برضه بيعايروني عشان اتاخرت في الجواز كأني معايا العريس ومخبياه في جيبي …
ضحكت بأ.لم ودموعها تنهمر أكثر واكملت :
-أنا معرفش أنا ليه اتحملت ده …مكنتش بتكلم ليه …كل ما احاول اعارض اسكت واقول يمكن عندهم حق…أنا عمري ما جذبت اي حد …عمري….
صمتت ودموعها تسيل أكثر …كانت لا تستطيع أن تتكلم بعد …
نظرت الى عاصي وقالت بإبتسامة مُنكـ.سرة :
-دي قصتي …قصة تقليدية جدا …
-أنتِ حلوة أووي يا رحيق …
قالها بصدق لتهز رأسها وهي تبتسم وتقول :
-مش مضطر تكد.ب عليا بس ربنا يجبر خاطرك…
لم يتكلم بل قرب وجهه منها ثم أتجهت شفتيه إلى عينيها …يمسح دموعها بشفتيه ويقبل عينيها ثم اتجهت شفتيه لأنفها …وجنتيها ….كان فمه يمر على كل جزء بوجهها بينما هي ترتجف بقوة …رفع يده الموضوعة على ساقها ثم أمسك ذقنها وضغط عليه ليغطي فمه فمها….ارتجفت بقوة أكبر وهي تشعر بمشاعر كثيفة لم تختبرها من قبل …وكأن العالم حولها تلاشى تماماً….لم تشعر بأي شئ…لم تشعر به بينما يحملها ويلج للغرفة ….انفصلت عن عالمها الوردي عندما انفصل عنها فجأة يُعطيها فرصة لتتنفس ثم وضعها على الفراش ….تنفست بقوة وهي تنظر إليها هلـ.عة بينما غزا الإحمرار وجهها …توسعت عينيها بخوف وهي تجد كفه تتجه إلى ازرار قميصه وقد عرفت نيته جيداً….
فجأة طرقة عنيـ.فة على الباب أوقفته ….زفر بضيق وهو يرغب بقـ.تل من قاطعه الآن في أهم لحظات حياته ولكنه قال:
-متتحركيش من هنا أنا جايلك ….
أتجه إلى الباب وفتحه ليجد نهلة يظهر القلق على وجهها …عض شفتيه وهو يسيطر على يده كي لا يلكـ.مها على وجهها وقال ببرود :
-خير …
-عاصي بيه …أملاك ….
..
بعد قليل ….
كان عاصي يضم أملاك التي تبكي وبجواره تقف رحيق …
-حبيبتي ده مجرد حلم ايه اللي يخليكي تبكي كده …
قالها عاصي ولكن أملاك لم تتوقف عن البكاء ليتنهد وهو يضمها ويقبل رأسها وهو يفكر أن ابنته لم تتجاوز ما حدث لها بعد ….
-بابي عشان خاطري خلي ماما رحيق تنام جنبي النهاردة …
كاد أن يرفض ولكن رحيق وضعت كفها على كتفه وهي تتوسله بنظراتها فزفر بضيق وهو يفكر أن كل خططه ذهبت هباءاً لذلك قال :
-طيب هتبات معاكي بس بشرط ..أنا كمان هنام جنبكم ..
-موافقة ..
قالتها أملاك بسعادة …
….
بعد قليل ..
كانت قد خلدت أملاك للنوم …كانت هي في المنتصف بين رحيق وعاصي….
مد عاصي كفه نحو رحيق لتهمس بحزم وهي تزيح كفه عن خصرها :
-عاصي احترم نفسك.بنتك.هنا ….
نظر إليها ببراءة وقال:
-أنا بس كنت عايز امسك ايديكي…هاتي ايديك …
زفرت بضيق وهي تمد يدها ليمسك هو كفها ويقبله بلطف ثم يضع كفها تحت رأسه لتبتسم هي وتغمض عينيها بهدوء ….ما زالت قبلاته لها تشعل مشاعرها …
……….
فتحت عينيها بصعوبة والمنبه في هاتفها يرن …لقد أعطاها جاسم الهاتف رسمياً…لم يطالب به …حتى أنه لم يعد يهينها أبداً…يتناول ما تعده ثم يذهب إلى عمله ويعود ليلجأ لغرفته حتى ينام …تلك هي حياته …حياة رتيبة روتينية للغاية…..جزء منها قد ارتاح بسبب تصرفه هذا ولكن قلبها لم يكن مرتاح ابدا …لقد اشتاقت إليه كثيرا ….يوماً بعد يوم تغرق به ….ولكنها تعرف أن حياتهما معاً مستحيل هو لن يقبل بها وهي لن تقبل برجل آخر يدخل حياتها بعده …بعد طلاقها منه لن تتزوج مرة أخرى …لن تدع رجل آخر يلمسها …ستحتفظ بآخر ذكرى جميلة لهما سوياً حتى تمو.ت …تجمعت الدموع بعينيها وهي تتمنى أن يعود الزمن بها تقسم أنها لم تكن لتفعل هذا أبداً …تقسم أنها سوف تكون فتاة جيدة …ولكن للأسف هي وقعت في ذلك المستنقع …والحل الوحيد هي توبتها لله…وربما حرمانها من حب حياتها الحقيقي جاسم هو العقاب لما فعلته …نفضت تلك الأفكار من عقلها وهي تقرر أن تُسلم امرها الله …نهضت وهي تتجه للحمام لتتحمم سريعاً…كان الماء البارد كالسحر على جسدها …أنعشها حقاً…خرجت من الحمام وهي تتجه لغرفتها وتمشط شعرها وثم لفته جيدا …حسب العادة زوجها سوف يستيقظ بعد ساعة …سوف تعد له طعام الإفطار قبل استيقاظه وقتها سوف يكون قد حان أذان الفجر …سوف تصليه….ولكن قبل هذا سوف تقرأ سورة البقرة كما اعتادت الايام السابقة ……
….
بعد الانتهاء من قراءة القرآن نهضت وهي تُسرع للمطبخ كانت قد أخرجت البيض لتعد عجة سريعة ثم الفول والخبز قد.وضعته في الفرن الجبن أيضاً…
ثم أخيرا وضعت براد الشاي …
في وقت قياسي كان الإفطار موضوع على طاولة
ثم اتبعته بكوب من الشاي الساخن ….شعرت بإستيقاظه لتفر بسرعة لغرفتها …
..
خرج جاسم من غرفته وهو يدعك عينيه…ما زال النعاس يسيطر عليه …توقف وهو يجد الطاولة جاهزة على المعتاد الشاي ينبعث منه البخار …تنهد وهو يمسك منشفته ويلج للحمام قد يغتسل سريعاً…
خرج من الحمام وهو يتجه إلى الطاولة ثم كاد أن يجلس إلا أنه توقف فجأة …بالتأكيد هي لم تأكل …لذلك اتجه إلى غرفتها وطرق الباب …
انتفضت قليلا وهي تمسك المصحف ….
ابتلعت ريقها ووضعت المصحف جانباً ثم اقتربت من الباب وهي تقف مرتجفة القلب :
-ايوة …
صوتها خرج ضعيف ليقول هو بهدوء :
-تعالي يالا عشان تفطري معايا ….
-هفطر بعدين مليش نفس …
-مش هكرر كلامي يا نوران …
قالها بحزم لتسلم أمرها لله وتفتح الباب وهي تطرق برأسها أرضا بينما تفرك كفيها بتوتر …نظر إليها وتنهد ثم استدار ليجلس على الطاولة بينما ينظر إليها …كانت تسير ببطء وهي تجلس على المقعد بينما ما زالت عينيها مثبته للأسفل في خجل …كان شعرها الأسود الطويل نسبياً يغطي وجهها .. تنهد وهو يأكل طعامه بهدوء …تجرأت هي ورفعت عينيه نحوه ..كان تنظر لملامحه الرائعة بحسرة …عينيه البنية رغم البرود التي بهما إلا أنها تحب عيناه حقاً….قاسي هو معها وهي تستحق لكنها رُغم هذا لا تتوقف عن حبه …وكأن مشاعرها التي قتـ لتها.وقت اهانها ذلك اليوم عندما اعترفت له بحبها قد عادت وبشكل اقوى …وربما هذا عقا.ب جديد يُضاف إليها …أن تعشقه بينما بعد شهور قليلة سوف يتركها ويتزوج غيرها …وهذا سيكون حقه الطبيعي …
فجأة نظر اليها ليحمر وجهها وتنظر أرضاً…
عاد انتباهه لطعامه ….
……
بعد بضع ساعات …
كان قد ذهب إلى عمله بينما هي بدأت في تنظيم المنزل ….

وقفت أمام المرآة في غرفتها تنظر لإنعاكسها بإبتسامة سعيدة للغاية ملابسها تلك المرة كانت محتمشة …لا سراويل ولا بلوزات قصيرة …وكل هذا من أجله…أجل جاسم …غامت عينيها بوردية حالمة …كان يبدو وكأن آلالاف الفراشات تطير داخل معدتها بينما قلبها يدق بقوة ….منذ أن رأته مجددا وهي تشعر أنها تطير فوق غيمة وردية …لقد كانت مهووسة به ايام الجامعة ….فعلت المستحيل كي تلفت انتباهه….حتى أنها ارتدت الحجاب من أجله في الجامعة ولكنه لم ينظر إليها صُدفة حتى …وحتى أن تلاقت نظراتهما سوياً..كان يشيح بعينيه …لم يرى ولعها به …لم يرى الحب الذي كان يسكن عينيها لم يشعر بإرتباكها حوله …وكأنها شخص غير مرئي …لقد رفضت أن تتزوج بسببه لم تتخيل أن ترتبط بشخص غيره …والدته سوف تفقد صوابها بسببها هي …
تنهدت وهي تضع كفها على قلبها وما زالت مبتسمة وهي تنظر لإنعكاسها …
-بتضحكي ليه يا اخر صبري زي المجنو.نة …
قالتها هدى والدتها وهي تلج لغرفتها لتنظر إليها حورية بإبتسامة سعيدة وتقول :
-هو ممنوع اكون مبسوطة ولا ايه يا هدهد …
-لا طبعا بس حابة اعرف ايه اللي شقلب حالك من امبارح …
ارتبكت واحمرت خجلاً تحت نظرات والدتها الماكرة لتكمل هدى :
-ايه اخيرا هتفرحيني وتتجوزي …
-يووه يا ماما مفيش الا الموضوع ده في دماغك …أنا اتاخرت على الشغل …
قالت جملتها تلك ثم أمسكت حقيبتها وهي تهرب من نظرات والدتها التي أخذت تضحك والأمل ينمو داخلها ….
…..
في المشفى ….
-صباح الخير …
قالتها بإبتسامة وهي تلج إلى غرفة الطوارئ كان جاسم يجلس على أحد المقاعد بينما مروان يفحص مريضة ما …
ابتسم مروان وهي يتمتم :
-صباح الورد يا دكتورة حورية …
نظرت حورية إلى جاسم ليرد عليها التحية ولكنها وجدته ما زال شارداً..عبست وهي تشعر بالضيق ولكنها ابتسمت مجددا لكي لا يشعر أحد بشئ ……
….
بعد قليل …
في المقهى الخاص بالمشفى ..
كان يجلس على الطاولة وهو يتناول قهوته عابس الوجه …
-ممكن اقعد هنا ؟
قالتها حورية بإبتسامة رائعة كانت لتسلب عقل اي شخص الا هو …رفع عينيه ونظر إليه وهو يقول ببهوت:
-في ترابيزات كتير ….
شعرت بالإحراج من رده ولكنها امتلكت الجراءة لتجلس وقالت بمرح :
-لسه زي ما انت متغيرتش من الكلية ….
لم ينظر إليها وقال :
-يعني ايه ؟!
-يعني لسه انسان منغلق على نفسك مبتكلمش حد ..كلامك قليل …أنا فاكرة أن ايام الجامعة متكلمناش كلمتين سوا …
-هو حقيقي أنا مش فاكر انك كنتِ معايا في الكلية قبل كده …
احمرت بإحراج وقالت :
-اظنك مش فاكر اي بنت كانت معاك في الكلية …انت مكنتش بتبص لاي واحدة …
-ده شئ وحش يعني ؟!
قالها بهدوء لتهز رأسها بسرعة وتقول:
-لا طبعا ده شئ هايل يعني انت انسان محترم …بس مش لازم تبقى منعزل للدرجادي …
نظر إليها لأول مرة …عينيه كانت باردة ثم اطرق برأسه مجددا وهو يقول بإنفعال :
-شوفي يا دكتورة أنا مبحبش اتعامل مع أي ست مهما كانت تشوفني معقد منعزل ميهمنيش ده اسلوبي …حضرتك بتفرضي وجودك عليا …أنا حقيقي مش فاهم بتلاحقيني ليه بالطريقة دي …
بهتت وهي تنظر إليه وتجمع ستار رقيق من الدموع بعينيها وهي تقول بصوت مخنوق :
-أنا اسفة لو بتطفل عليك ……
أطرق برأسه فنهضت بغضب وهي تمسك كوب القهوة الخاص بها …..ثم ذهبت مُسرعة للحديقة المحيطة بالمشفى …
كانت تقف وهي تتنفس بسرعة بينما الدموع تغطي وجهها لن تكلمه ابداً.
-متزعليش من جاسم يا دكتورة حورية..
قالها مروان وهو يقترب منها …
نظرت إليه بصدمة ومسحت دموعها وقالت :
-وأنا ازعل منه ليه؟!
-أنا شوفت اللي حصل من بعيد يظهر أنه ضايقك فمشيتي …أنا بس حابة اقولك حاجة قبل ما تورطي قلبك …
نظرت إليه بدهشة وهي لا تفهم ليكمل هو :
-جاسم متجوز !
……….
في العنوان الذي بعثه لطيف ليوسف …
كان يوسف يقف أمامه بشجاعة دون خوف وهو يقول :
-أهو جيت اتعامل معايا انا ….
ثم نظر إلى منير الجالس على الأرض يبدو أنه اُصيب بطلقة فى قدمه لأنها مربوطة بشكل مهمل …
-فين مراتي وابني …
ابتسم يوسف بشراسة :
-تقصد مراتي وابني أنا يا لطيف …لا دوول راحوا بعيد مش هسمحلك.تأذي حد تبعي ….خرج منير من هنا وتتعامل معايا راجل لراجل ولا أنت جبان لدرجة تستخبى ورا رجالتك والسلاح اللي في ايديك !
ابتسم لطيف ونهض وهو يقول :
-اقسم برب العزة أنا هخليك تتمنى الموت دلوقتي يا يوسف …هتتمناه ومش هتطوله!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *