روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي البارت الثامن والثلاثون

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الثامن والثلاثون

عازف بنيران قلبي
عازف بنيران قلبي

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الثامنة والثلاثون

لو كنت أعلم
أن حبك قاتلي
ماكنت عشقتك حد الممات
وجعلت حروف اسمك آخر الكلمات
ماكنت أعلنت الغرام
ووهبتك قلبي وجعلتك
لروحي إدمان
❈-❈-❈
بمزرعة نوح
جلس يحيى بمقابلته، يجلس وجسده كالنيران التي تحرق دواخله، وتلاحقت أنفاسه الحارقة وهو يتحدث بفظاظة
-الحيوانة عايزة تموتك هي وأبوها، وربي لأدفنها مكانها ومش بس كدا لأفضحها الفاجرة دي..
حاول نوح التحدث معه بهدوء حتى يخرجه من حالة الثوران فتحدث
-بابا لو سمحت انا طلقتها وخلاص، مش عايز منها حاجة، ولسة متأكدتش إن الولد ابني ولا لا، فلو سمحت ممكن متدخلش
نهض وهو يصيح بغضب
-عايزني أهدى بعد ال عملوه فيك، انت قاعد على كرسي متحرك يابني، فاهم معنى الكلام دا يعني إيه
دلفت أسما وهي تطالع يحيى بغموض وتحدثت حتى لا تحزن زوجها
-دا نصيبه ياعمو، بلاش نعترض على حكم ربنا، المفروض نحمد ربنا
جلس عندما فهم ماترمي إليه أسما فأردف
-عارف اتعصبت شوية بس من ال حصله، اتجه يجلس بجوار ابنه يربت على ظهره
-متزعلش مني ياحبيبي، أنا آسف عارف دا كله حصل بسببي
اعتدل يحيى ينظر إلى أسما
-عاملة إيه ياأسما، وأخبار أحفادي.. مسدت على بطنها مبتسمة
-الحمد لله بخير، خلاص ياجدو بقالنا تلات شهور وتلعب معانا
ألتمعت عيناه بسعادة مأمنا على حديثها
-ان شاءالله يابنتي، خدي بالك عليهم واتغذي كويس، وبلاش إرهاق، أنا جبتلك سفرجي كمان مع سيدة عشان متتعبيش نفسك
جلست بجوار نوح تربت على ظهره
-انا كويسة ومش محتاجة حاجة بدل نوح معايا ياعمو صدقني
قاطعهم دلوف حمزة وهو يحمل بعض الورود بجواره درة القى تحية المساء
-مساء السعادة يادكتور نوح، لم ينتبه ليحيى الجالس بجوار الشرفة، دلف متجهًا يلكز نوح بابتسامة
-بقيت زي الحصان ياحمار بعد مانشفت دمي، وخضتني لما قطعت الخلف..حمحمت أسما وهي ترفع حاحبها اتجاه يحيي تهز رأسها
ضيق عيناه ثم توجه للذي يجلس يطالع حمزة بصمت، رفع حمزة كفيه مشيرا
-دكتور يحيى، آسف مأخدتش بالي..ابتسم يحيى بمحبة قائلا
-إذيك يامتر عامل إيه..جلس بمقابلته
-الحمدلله والله بعد ال ابنك عمله نحمد ربنا في السراء والضراء
رفع بصره إلى درة
-عاملة ايه حبيبتي…دنت إليه بإستحياء تبتسم
-عامل ايه ياعمو، وأخبار خالتو إيه
ربت على ظهرها
-خالتو كويسة كانت هنا وروحت عشان لميا هتسافر الصبح، إيه مش ناوين تفرحونا وتتجوزوا بقى
نزلت ببصرها للأسفل تفرك كفيها ، توردت وجنتيها مبتلعة ريقها بصعوبة بسبب خجلها، أجابه حمزة عندما شعر بحالتها قائلاً
-نطمن على نوح الأول، مش احنا هنسافر بكرة ان شاءالله
أومأ يحيى قائلا
-ان شاءالله، بس مفيش داعي يابني تعطل نفسك وتيجي معانا، إحنا كلنا هنكون معاه، وكمان راكان هناك..قاطعه حمزة ينظر إلى نوح وكأن هناك مايؤلم روحه من نتيجة العملية إذ لم تنجح فأردف
-مستحيل اسيب نوح، إحنا عمرنا مااتخلينا على بعض ياعمو، وهنفضل وراه لحد مايوقف على رجله، قاطعهما رنين هاتفه وكانت الممرضة الخاصة بيونس
-استاذ حمزة، استاذ حمزة..كررتها عدة مرات مردفة
-ضربوا دكتور يونس بالنار، وحالته خطيرة
الفصل الثامن والثلاثون
2
تم النشر السبت
18/11/2023
هب فزعا كالملدوغ، وغصة تحكمت من مجرى تنفسه فهمس بتقطع
-بتقولي ايه، اتجه للخارج سريعا دون حديث..أسرعت درة خلفه ولم يستمع لصوت نوح الذي يناديه، وصل إلى سيارته
-حمزة ايه ال حصل؟!..نظر إليها بتيه وكأنه اصيب بصاعقة فتحدث
-يونس انضرب بالنار، لازم اروح المستشفى بسرعة، راكان في ألمانيا
استقل سيارته وقاد السيارة بسرعة جنونية وهو يتمتم
-ايه ال بيحصل دا، أمسك هاتفه ليحادث راكان ولكن هاتفه مغلق
بقصر البنداري..كانت تجلس تعقص خصيلاتها بقلمها، وهي تدرس بعض موادها الصعبة، أمسكت هاتفها تنظر إليه بملل، فمنذ الأمس لم يرسل إليها شيئا
تراجعت على المقعد تحتسي مشروبًا دافئًا، استمعت لطرقات على باب الغرفة
-ادخل، دلفت سارة وهي تدخل رأسها
-ممكن ادخل ولا ارجع..زفرت بحنق وتحدثت هازئة
-لا ولو قولتلك لا يعني مش هتدخلي، ادخلي ياباردة مااشوف اخرتها ايه إنتِ ودكتور الستات بتاعك
قهقهت سارة تجذب مقعدا وهي تحدق بها
-يابت بلاش شغل لا بحبه ولا بقدر على بعده..وضعت سيلين كوبها ورمقتها ساخرة
-عايزة ايه ياسارة، ماهو ماتحوليش تفهميني انك بقيتي كويسة، ولا كمان بتشجعيني عشان ارجع ليونس الا هو حبيبك
جذبت سارة القلم من خصلاتها الناعمة فانسدل على ظهرها حتى تمرد على وجهها
طالعتها سارة بإعجاب فتحدثت
-يونس يستاهل واحدة في جمالك ياسيلين، انت جميلة فعلا، ومش بس شكلك، لا كمان قلبك ابيض، عشان كدا هو يستاهلك
يونس جميل قوي وحنين ياسيلين، واكيد انت تعرفي دا اكتر مني
نهضت متجهة للشرفة تعقد ذراعيها وتتوجه بنظراتها للحديقة، متنهدة بحزن والما معا
-انا مش عايزة الجمال والحنان ياسارة، قد مامحتاجة الحماية والثقة، ياترى يونس هيقدر يخليني اثق فيه، بعد ال عمله ولا لا
استدارت وطالعتها بهدوء رغم النيران المتقدة
قائلة
❈-❈-❈
-لو كنتي ترضي ان جوزك وحبيبك يخليكي محطة في حياته، أنا ميرضنيش
تحركت حتى وصلت إليها
-كله إلا الخيانة ياسارة، ويونس خاني مرتين، مرة معاكي ومرة مع غيرك
توقفت سارة تهز رأسها وترقرق الدمع بعيناها نادمة على قدمته يداها قائلة
-يونس مخنكيش معايا صدقيني، أنا ال عملت دا كله..جلست بمقابلتها
-مش قصدي دا ابدا، قصدي أنه وافق الارتباط بيكي وهو بيحبني، تقدري تقولي ان دا في نظري مجرد خيانة، مجرد انه يوافق على حاجة ويدوس عليا فدا خيانة ليا ..قاطعهما صوت زينب التي تحدثت بصوت مرتفع
-مين ال ضربه بالنار يااسعد، طيب ياله مش هنروحله
هبطت سريعا درجات السلم ظنا انه راكان، هرولت إلى والدتها تبكي
-ماما راكان حصله إيه…اتجهت بنظراتها الحزينة
– دا يونس حد ضربه بالنار…شهقت واضعة كفيها فوق فمها متراجعة للخلف بحدقتين متسعتين، وهي تهز رأسها رافضة حديث والدتها، فتحدثت بتقطع
-يو..نس، يو..نس، انضرب بالنار، قالتها وعبراتها تجري كالسيل على وجنتيها..اقتربت والدتها تضمها لأحضانها
-اهدي حبيبتي احنا هنروح دلوقتي ونشوف ايه ال حصل..صرخت بإسمه صرخة اقتلعت القلوب، وانتفضت تهرول سريعا بثيابها المنزلية، اتجاه سيارتها وهي تبكي بشهقات مرتفعة
-يونس، آه ، آه ..قالتها وهي تقود سيارتها متجهة للمشفى بسرعة جنونية
بألمانيا بشقة بيجاد التي تأجرها
وضعها على الفراش يغرز نظراته بليلها، يحاوطها بجسده
-كنتي بتقولي ايه برة، سمعيني كدا، شعرت بقشعريرة لذيذة دبت بسائر جسدها تأثرا بلمس أنفاسه لبشرة عنقها وهو يهمس لها بجوار آذانها
ارتجفت شفتيها وتعمقت بنظراته ترسمه بإشتياق قائلة
-لو شايف ال عملته صح وهعديه يبقى بتحلم، مستحيل أسامحك بعد ال شوفته
اتسعت حدقتيه متصنعا ذهوله
-ليه كنت عملت ايه، عشان كنت خالع القميص، اومال لو شفتي..رفعت ابهامها على شفتيه، وانسدلت عبراتها بقوة اذهلته
-لو محستش بوجعي يبقى مالوش لازمة العتاب..
شعر بانياب حادة تنهش قلبه بنيران مشتعلة، وهو يرى دموعها..أزال عبراتها بابهامه وهو يزفر بحزن، ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها
-ماتوجعيش قلبي حبيبي، وحياتك عندي مقربت منها ولا حتى خلتها تلمسني
لكزته بصدره وصرخت به
-هو باللمس ياحضرة النايب بس، إنت خلعت قدامها، عايز اكتر من كدا ايه
مازال محاوطها بذراعيه، دنى حتى لامس ثغرها يداعب وجهها بأنفه
-ليلى ..همس بها ثم اكمل
-انت شايفة ممكن أخونك حبيبي، ليه متعرفيش انك هزتي عرش البنداري ولا إيه.. رفعت نظرها وتقابلت بشمسه قائلة
-قلبي وجعني اوي ياراكان، جوايا نار مش قادرة اطفيها.. تألم لقهرها منه، رفع كفيه يمسد على خصلاتها وأمسك بعضها يضعها خلف اذنها متحدثا
-آسف ياحبيب عمري، وعد مش هوجعك تاني، خلي عندك ثقة فيا
رفع ذقنها يلامس وجنتيها بإبهامه
-ليلى أنا مش شايف غيرك، إنت ملكتيني، متخليش شيطانك يأثر عليكي
انحنى يقبل موضع نبض قلبها قائلا
-آسف لقلب حبيبي ال اتوجع بسببي، كرر فعلته مرة آخرى ..ارتفع نبضها فأصبح كالطبول، شعر بها من خلال هبوط وارتفاع صدرها..احتضن وجهها ودنى يبتلع عبراتها التي وخزت قلبه مردفا بآسف وقلبا متمزق
-آسف..رفعت كفيها تمشط بها خصلاته، تطالعه بإشتياق، تقابلت نظراتهما المتلهفة، هو بأسفه وهي باشتيقاهها الذي حاولت اخفائة، جذبها لأحضانها يعصرها بين ذراعيها وآهة خفيضة خرجت من جوفه، ان دلت تدل على آلام روحه
تمسحت بصدره تستنشق رائحته بإشتياق ولهفة هامسة له
-تعبانة اوي ياراكان، محبتش غيرك، بحبك معذبي..أطبق على جفنيه يتلذذ كلماتها التي اخترقت جدران قلبه، ليخرجها متلهفا وهو يحتضن وجهها يقبل كل إنش بها قائلا
-روح وحياة وكل حاجة حلوة لمعذبك، قالها وهو يقتنص من ثغرها الذي يشبة حبة الفراولة، ظل يختمر من سكر شفتيها ، إلى أن صعد بها لترانيم عشقه بجنته الخالدة لروحها ومغذي قلبها الضعيف
بعد فترة كانت تتوسد ذراعيه تتلمس باناملها ملامح وجهه، اغمض عينيه منتشيًا يستمتع قربها بروحه ورائحتها المسكرة تعبأ رئتيه وكل عشق الدنيا يتزاحم داخل قلبه
دنى يهمس أمام شفتيها :
-تعرفي منمتش من يوم ماحضنك فارقني، بقيت زي الطفل ال محتاج حضن أمه عشان يستكين وينام، رفرفت بأهدابها الكثيفة تحاول السيطرة على ارتعاشة دواخلها
-انا مصدقتش انك تعمل فيا كدا، قلبي قالي مستحيل حبيبك يوجعك كدا، لو قبل كام شهر كنت ممكن ادوس على قلبي، بس بعد ال حسيته معاك، مستحيل تخدعني، لامست بكفيها صدره موضع نبضه وتعلقت نظراتها بشمسه
– الشفايف بتكدب، وساعات العقل كتير العقل بيكدب عليك، بس دا مستحيل يكدب..قالتها وهي تشير لنبض قلبه
الفصل الثامن والثلاثون
3
تم النشر السبت
18/11/2023
لف خصرها يقربها إليه حتى لم يفصل بينهما انش مطبق الجفنين وصدره يعلو ويهبط من لذة قربها وانفاسها العطرة، قائلا بتثاقل شفتيه
-كنت خايف عليكي اوي، لامس بطنها ينظر إليها
-خايف على ابننا ليضيع مننا تاني، ورغم خوفي مقدرتش اقولك، عشان عارف انك هتضعفي وضعفك هيضعفني
❈-❈-❈
ازال خصلاتها المتمردة فوق عينيها، وهو يحاورها بدقاته
– بس حبيبي اخيرا عقل ومتجننش، ابتسمت تضع رأسها بصدره
-مين قالك أن الست ممكن تكون عاقلة لما تشوف جوزها وحبيبها في حضن واحدة تانية، دي ممكن تجنن، انا الصدمة بس ال خلتني مقدرتش اعمل حاجة، وكمان خوفت على بنتك ال في بطني
طالعته بعيون راجية، وقلبًا ينزف:
-فكر في أي حاجة إلا كدا ياراكان، مش قادرة اتحمل الوضع دا، والله ماقادرة حرام عليك، إلا صبرني أنها ماحاولتش تلعب قدامي،
تحولت لقطة شرسة معتدل على الفراش
-عارف لو كانت حاولت تعمل حاجة قدامي، كنت هولع فيكم انتوا الاتنين
كان يود لو يطلق العنان لضحكاته، من غضبها اللذيذ ولكن دموعها التي سقطت من ليلها، سقطت على قلبه كجمرة نارية فجذبها يحتويها بين ذراعيه
-اهدي ياليلى، تفتكري كنت هسكت على كدا..وصل إلى عقلها هاجس استذكره قلبها فتحدثت
-ازاي قدرت تقنعها انك بتضحك عليا، وانك صادق معاها، ليه نورسين بذات ال بتقرب منها، لو سمحت ياراكان ريح قلبي وابعد عن البنت دي، حاسة أنها فاهمة كل حاجة وبتلعب بينا
جذب رأسها بصدره يمسد على خصلاتها متراجعا يستند على الفراش
-لولة حبيبي، نورسين شاكة عارف، بس ال عملته في الاخر قطع شكها دا، رفعت عيناها إليه
-وايه هو ال عملته خلاها تصدقك ياحبيب ليلى، ممكن تقنع حبيبتك أنها مش هتلعب بينا
احتضن وجهها بين راحتيه، ينظر لمقلتيها مردفا
-انا مش اهبل حبيبي واعرف اتصرف كويس، دي كانت حاطة جهاز تصنت في تليفوني، وسبتها ورغم شوفتها بس سبتها، الشغالين عندنا في القصر فيه منهم شغالين لحسابها، غير الراجل ال بعتته يراقبنا واحنا في بيت المزرعة، تفتكري دي واحدة ممكن العب معها بسهولة
انزلت كفيه وترقرق الدمع بعيناها
وليه بتعمل كل دا، قولي عشان ايه، وليه انت مستحمل قرفها دا
ازال عبراتها واحتضن كفيها متنهدا
-فيه حاجات مينفعش اقولها، دي اسرار شغل حتى لو إنت مراتي، بس فيه حاجات حبيبي مينفعش اقولها، عايزك تتأكدي انك الوحيدة ال مستعد اهدم الكون عشانها، لو سمحتي لازم توقفي جنبي، مش هقولك غير اني عايز ارجع حق سليم، كفاية دي ياليلى
لفت ذراعها حول خصره وتنهدت بألما
-هحاول ياراكان، بس ماوعدكش هفضل هادية..تسطح على الفراش يجذبها لصدرها
– تعالي نامي انا هلكان وماصدقت احضنك عشان انام
كانت شاردة بحديثه حتى أخرجها وهو يداعب وجنتيها
-حبيبي نامي ووعد عمري مااكسر قلبك، انتٍ غالية على روحي ياليلى، دا لو مكنتيش روحي حبيبي
استندت بذراعيها على صدره
– مش هتاكل، انا جعانة، فتح جفونه بتثاقل وتحدث بإرهاق
-ازاي تفضلي من غير اكل لحد دلوقتي..نزلت ببصرها للاسفل قائلة
-مكنش ليا نفس، كنت بحاول اكل أي حاجة عشان البيبي بس..داعب شفتيها بإبهامه
-عايزة تاكلي ايه اخليهم يعملوه..وضعت رأسها على صدره
– أي حاجة مش فارقة، المهم انت هتاكل معايا فالأكل ال تجيبه هاكله ..اعتدل يجذب قميصه ويرتديه وهو متجها للخارج
– هشوف اغا تطلب بيتزا ايطالي عارفك بتحبيها
نهضت سريعا تقف أمامه تدفعه بيديها
-قولي هو انت فرحان بنفسك وبعضلاتك ولا ايه بالظبط، ازاي عايز تخرج للشغالة كدا، البس هدومك الأول يامحترم، ولا القعدة مع عورسين نستك أن فيه ست معاك
قهقه عليها وهو يرفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته
-قطة شرسة مولاتي..دفعته تصيح به
-نزلني يابتاع الستات، وروح ياخويا وريهم
رفع حاجبه مشاكسًا إياه
-طيب اعمل ايه جوزك حلو الستات كلها بتجري وراه..لكمته بيديها الاتنين
-نزلني ياحلو يابتاع الستات، والله هشوهك عشان تفرح بحلاوتك دي..توقف يطالعها حتى تعمق النظر بعيناها
– دا اعتراف من مراتي الحلوة، أن جوزها حلو..وضعت رأسها بصدره ولم تجبه، اكتفت بالصمت لأنها تعلم أنها ستكون الخاسرة بالتأكيد
خرج بها متجها للمطبخ واجلسها على الرخامة، بعدما أمر الجميع بالخروج
– مولاتي عايزة تاكل ايه وانا تحت امرها ..تحرر من صدرها نفسـاً ناعمًا مبتسمة ترفع حاجبها بشقاوة وتهز ساقيها
-عايز تفهمني راكان البندراي بيوقف في المطبخ وبيعمل
اكل ..حاوطها بذراعيه وضحك ضحكة خفيفة قائلا ببحته الرجولية العذبة
-مولاتي تؤمر واعملها أي حاجة..توسمت بملامحه القريبة، واطالت التحديق تتأمل ملامحه البهية بإنبهار واعين تفيض عشقًا، وضعت كفيها تلامس وجنتيه، وانحنت تضع جبينها فوق خاصته وفؤادها الذي أصبح كنسمة ربيع ، وروحها أصبحت مثلجة بعدما شعرت بنيرانها كفوهة بركانية،
تعرف ال بتعمله دا هيتقلب ضدك..رفع شمسه يطالع ليلها بأعين متسائلة
حركت أناملها الرقيقة تداعب وجهه وابتسامة ثغرها وعيناها جعلها كفاكهة شهية للالتهام، تعلقت عيناهما فتحدثت
– هتحولني من حبيبة، لمجرمة في عشقها، يعني ممكن اقلب لمجرمة لو شميت ريحة مش عجباني
قهقه عليها بصوتًا مرتفع، ثم رفع كفيه عند شفتيها يتلمسها
– الشفايف دي بترمي قنابل إنما ايه، بس بردو بتغريني..قالها وهو يلتهمها ..تراجع بعد لحظات وهو يشير إلى المبرد
– انا مبعرفش أعمل غير بيتزا…ناظرته جاحظت الأعين قائلة:
– واو بتعرف تعمل بيتزا مرة واحدة، طيب كويس والله، شيف راكان باشا بيعمل بيتزا، ممكن بقى تجبلي فوني عشان اصورلك
– اتجه يخرج محتويات البيتزا، وانشغل بها قائلا
– من وقت ماطلبتيها من سليم، وانا كررت اتعلمها، لما عرفت أن دي أكلتك المفضلة..قالها وهو يقوم بتشغيل العجان
ألجمها حديثه، وشعرت بتخدر لسانها الذي عجز عن الحديث، نزلت بهدوء متجهة إليه وتوقفت خلفه، تورمت غصتها وازدرد ريقها بصعوبة فتحدثت بشفاتين مرتجفتين
– اتعلمت عشاني، يعني حتى وانا متجوزة روحت اتعلمت تعمل حاجة أنا بحبها..توقف عما كان يفعله، وشعر بالاختناق حتى لم يستطع التنفس عندما تذكر تلك الأيام ..استدار بهدوء محاولا السيطرة على آلامه الذي بدأت تعيق تنفسه من ذكريات مؤلمه، فرسم ابتسامة وتحدث
– اه عادي، حتى لو متجوزناش بس كنت ناوي اعملها عشان افرحك بيها، بما انك بتحبيها وكنتي حامل، رجع مرة أخرى وأكمل
– بس جت مشكلة سليم الله يرحمه مع فرح، وبعدها ..احتضنته من الخلف وانسابت عبراتها على وجنتيها
-آسفة ياراكان..بتمنى تسامحني حبيبي ، والله والله ماكنت اعرف ..استدار إليها يحاوطها بين ذراعيه
– ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتي، يعني واقف في المطبخ وكمان بتعيطي، بدل ماتفكري ازاي تفاجيني عوضا على وقوف راكان في المطبخ
تابع قراءة الفصلالفصل الثامن والثلاثون
3
تم النشر السبت
18/11/2023
لف خصرها يقربها إليه حتى لم يفصل بينهما انش مطبق الجفنين وصدره يعلو ويهبط من لذة قربها وانفاسها العطرة، قائلا بتثاقل شفتيه
-كنت خايف عليكي اوي، لامس بطنها ينظر إليها
-خايف على ابننا ليضيع مننا تاني، ورغم خوفي مقدرتش اقولك، عشان عارف انك هتضعفي وضعفك هيضعفني
❈-❈-❈
ازال خصلاتها المتمردة فوق عينيها، وهو يحاورها بدقاته
– بس حبيبي اخيرا عقل ومتجننش، ابتسمت تضع رأسها بصدره
-مين قالك أن الست ممكن تكون عاقلة لما تشوف جوزها وحبيبها في حضن واحدة تانية، دي ممكن تجنن، انا الصدمة بس ال خلتني مقدرتش اعمل حاجة، وكمان خوفت على بنتك ال في بطني
طالعته بعيون راجية، وقلبًا ينزف:
-فكر في أي حاجة إلا كدا ياراكان، مش قادرة اتحمل الوضع دا، والله ماقادرة حرام عليك، إلا صبرني أنها ماحاولتش تلعب قدامي،
تحولت لقطة شرسة معتدل على الفراش
-عارف لو كانت حاولت تعمل حاجة قدامي، كنت هولع فيكم انتوا الاتنين
كان يود لو يطلق العنان لضحكاته، من غضبها اللذيذ ولكن دموعها التي سقطت من ليلها، سقطت على قلبه كجمرة نارية فجذبها يحتويها بين ذراعيه
-اهدي ياليلى، تفتكري كنت هسكت على كدا..وصل إلى عقلها هاجس استذكره قلبها فتحدثت
-ازاي قدرت تقنعها انك بتضحك عليا، وانك صادق معاها، ليه نورسين بذات ال بتقرب منها، لو سمحت ياراكان ريح قلبي وابعد عن البنت دي، حاسة أنها فاهمة كل حاجة وبتلعب بينا
جذب رأسها بصدره يمسد على خصلاتها متراجعا يستند على الفراش
-لولة حبيبي، نورسين شاكة عارف، بس ال عملته في الاخر قطع شكها دا، رفعت عيناها إليه
-وايه هو ال عملته خلاها تصدقك ياحبيب ليلى، ممكن تقنع حبيبتك أنها مش هتلعب بينا
احتضن وجهها بين راحتيه، ينظر لمقلتيها مردفا
-انا مش اهبل حبيبي واعرف اتصرف كويس، دي كانت حاطة جهاز تصنت في تليفوني، وسبتها ورغم شوفتها بس سبتها، الشغالين عندنا في القصر فيه منهم شغالين لحسابها، غير الراجل ال بعتته يراقبنا واحنا في بيت المزرعة، تفتكري دي واحدة ممكن العب معها بسهولة
انزلت كفيه وترقرق الدمع بعيناها
وليه بتعمل كل دا، قولي عشان ايه، وليه انت مستحمل قرفها دا
ازال عبراتها واحتضن كفيها متنهدا
-فيه حاجات مينفعش اقولها، دي اسرار شغل حتى لو إنت مراتي، بس فيه حاجات حبيبي مينفعش اقولها، عايزك تتأكدي انك الوحيدة ال مستعد اهدم الكون عشانها، لو سمحتي لازم توقفي جنبي، مش هقولك غير اني عايز ارجع حق سليم، كفاية دي ياليلى
لفت ذراعها حول خصره وتنهدت بألما
-هحاول ياراكان، بس ماوعدكش هفضل هادية..تسطح على الفراش يجذبها لصدرها
– تعالي نامي انا هلكان وماصدقت احضنك عشان انام
كانت شاردة بحديثه حتى أخرجها وهو يداعب وجنتيها
-حبيبي نامي ووعد عمري مااكسر قلبك، انتٍ غالية على روحي ياليلى، دا لو مكنتيش روحي حبيبي
استندت بذراعيها على صدره
– مش هتاكل، انا جعانة، فتح جفونه بتثاقل وتحدث بإرهاق
-ازاي تفضلي من غير اكل لحد دلوقتي..نزلت ببصرها للاسفل قائلة
-مكنش ليا نفس، كنت بحاول اكل أي حاجة عشان البيبي بس..داعب شفتيها بإبهامه
-عايزة تاكلي ايه اخليهم يعملوه..وضعت رأسها على صدره
– أي حاجة مش فارقة، المهم انت هتاكل معايا فالأكل ال تجيبه هاكله ..اعتدل يجذب قميصه ويرتديه وهو متجها للخارج
– هشوف اغا تطلب بيتزا ايطالي عارفك بتحبيها
نهضت سريعا تقف أمامه تدفعه بيديها
-قولي هو انت فرحان بنفسك وبعضلاتك ولا ايه بالظبط، ازاي عايز تخرج للشغالة كدا، البس هدومك الأول يامحترم، ولا القعدة مع عورسين نستك أن فيه ست معاك
قهقه عليها وهو يرفعها من خصرها حتى أصبحت بمقابلته
-قطة شرسة مولاتي..دفعته تصيح به
-نزلني يابتاع الستات، وروح ياخويا وريهم
رفع حاجبه مشاكسًا إياه
-طيب اعمل ايه جوزك حلو الستات كلها بتجري وراه..لكمته بيديها الاتنين
-نزلني ياحلو يابتاع الستات، والله هشوهك عشان تفرح بحلاوتك دي..توقف يطالعها حتى تعمق النظر بعيناها
– دا اعتراف من مراتي الحلوة، أن جوزها حلو..وضعت رأسها بصدره ولم تجبه، اكتفت بالصمت لأنها تعلم أنها ستكون الخاسرة بالتأكيد
خرج بها متجها للمطبخ واجلسها على الرخامة، بعدما أمر الجميع بالخروج
– مولاتي عايزة تاكل ايه وانا تحت امرها ..تحرر من صدرها نفسـاً ناعمًا مبتسمة ترفع حاجبها بشقاوة وتهز ساقيها
-عايز تفهمني راكان البندراي بيوقف في المطبخ وبيعمل
اكل ..حاوطها بذراعيه وضحك ضحكة خفيفة قائلا ببحته الرجولية العذبة
-مولاتي تؤمر واعملها أي حاجة..توسمت بملامحه القريبة، واطالت التحديق تتأمل ملامحه البهية بإنبهار واعين تفيض عشقًا، وضعت كفيها تلامس وجنتيه، وانحنت تضع جبينها فوق خاصته وفؤادها الذي أصبح كنسمة ربيع ، وروحها أصبحت مثلجة بعدما شعرت بنيرانها كفوهة بركانية،
تعرف ال بتعمله دا هيتقلب ضدك..رفع شمسه يطالع ليلها بأعين متسائلة
حركت أناملها الرقيقة تداعب وجهه وابتسامة ثغرها وعيناها جعلها كفاكهة شهية للالتهام، تعلقت عيناهما فتحدثت
– هتحولني من حبيبة، لمجرمة في عشقها، يعني ممكن اقلب لمجرمة لو شميت ريحة مش عجباني
قهقه عليها بصوتًا مرتفع، ثم رفع كفيه عند شفتيها يتلمسها
– الشفايف دي بترمي قنابل إنما ايه، بس بردو بتغريني..قالها وهو يلتهمها ..تراجع بعد لحظات وهو يشير إلى المبرد
– انا مبعرفش أعمل غير بيتزا…ناظرته جاحظت الأعين قائلة:
– واو بتعرف تعمل بيتزا مرة واحدة، طيب كويس والله، شيف راكان باشا بيعمل بيتزا، ممكن بقى تجبلي فوني عشان اصورلك
– اتجه يخرج محتويات البيتزا، وانشغل بها قائلا
– من وقت ماطلبتيها من سليم، وانا كررت اتعلمها، لما عرفت أن دي أكلتك المفضلة..قالها وهو يقوم بتشغيل العجان
ألجمها حديثه، وشعرت بتخدر لسانها الذي عجز عن الحديث، نزلت بهدوء متجهة إليه وتوقفت خلفه، تورمت غصتها وازدرد ريقها بصعوبة فتحدثت بشفاتين مرتجفتين
– اتعلمت عشاني، يعني حتى وانا متجوزة روحت اتعلمت تعمل حاجة أنا بحبها..توقف عما كان يفعله، وشعر بالاختناق حتى لم يستطع التنفس عندما تذكر تلك الأيام ..استدار بهدوء محاولا السيطرة على آلامه الذي بدأت تعيق تنفسه من ذكريات مؤلمه، فرسم ابتسامة وتحدث
– اه عادي، حتى لو متجوزناش بس كنت ناوي اعملها عشان افرحك بيها، بما انك بتحبيها وكنتي حامل، رجع مرة أخرى وأكمل
– بس جت مشكلة سليم الله يرحمه مع فرح، وبعدها ..احتضنته من الخلف وانسابت عبراتها على وجنتيها
-آسفة ياراكان..بتمنى تسامحني حبيبي ، والله والله ماكنت اعرف ..استدار إليها يحاوطها بين ذراعيه
– ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتي، يعني واقف في المطبخ وكمان بتعيطي، بدل ماتفكري ازاي تفاجيني عوضا على وقوف راكان في المطبخ
الفصل الثامن والثلاثون
ابتسمت من بين دموعها، ورفعت نفسها عندما توقفت على أصابع أقدامها تحاوط عنقه وتقبله قبلة سطحية على شفتيه
– تعرف حبك بقى عندي هوس، يعني شوية وهتخليني مهوسة بيك، ودا مش حلو على فكرة…رفعها من خصرها
كم كانت جميلة رغم شحوب وجهها من حملها، تعمق بعيناها ونظرته الحالمة لوجهها الذي عشقه هامسا لها
– ودا المطلوب إثباته حبيبي، عايزك تتهوسي بيا ومفيش غيري ال يشغل بالك
ابتسمت واتجهت بنظرها للذي يفعله
-ايه انا جوعت ولا بتاع كلام وخلاص..أطلق ضحكة صاخبة، فانزلها بهدوء واتجه يكمل ماكان يفعله
❈-❈-❈
جذبت بعض الخضروات ووقفت بجواره
-هعمل سلطة، اهو بساعدك عشان متقولش اني بمساعدش
ابتسم لها وتحدث
-طبعا ياحبي عشان الاكل يكون له طعم، لازم ايدك الحلوة دي تشارك..وقفت وقامت بغسل بعض الخضروات بعناية، واعدت جميع السلطات التي يحبها زوجها، كانت تراقب كل حركة وايماءة تصدر منه وتحفظها على ظهر قلب ..بعيون سعيدة قامت بعمل فيديو لهما وهما يعدان الطعام مع مزحاتهما لبعضهما، انتها بعد فترة، قامت بتفريغ السلطة ووضعتها على طاولة الطعام، وجلست تنتظره حتى فرغ مما يعمله، واتجه إليها يضع أمامها ما أعده ..جلس بجوارها
– دوقي وقولي رأيك حبيبي..قالها وهو يقطع جزء ويضعه بفمها..
– تسلم ايدك حبيبي طعمها حلو اوي..التوت زاوية فمه بعبث قائلا
– دا ال ربنا قدرك عليه حبيبي،فكرتك هتاخديني على الاوضة.. جحظت عيناها من مغذى حديثه، ارتبكت من نظراته تنظر إلى الطعام تلوكه بهدوء، وهو يطالعها بصمت،اشارت له
– ايه مش عايز تاكل مش جعان، انا عملتلك السطلات، جذب من أمامها الصحن الذي يوضع به قطع البيتزا
– لا هاكل من دا..ضيقت عيناها تشير إلى البيتزا
– انت هتاكل منها، من إمتى بتحبها..قام بتقطيع جزء منها يلوكها بهدوء وهو يتعمق النظر بعيناها
– مش قولتلك اي حاجة بتحبيها أنا بحبها..توقفت متجه إليه وجلست فوق ساقيه تحتضن عنقه، تضع رأسها على كتفه تطعمه وهي سعيدة، لم يحيد بصره من عليها
-كملي اكلك
– نهضت مردفة
-شبعت….توسعت عيناه وهو ينظر للطعام،
– بتهزري ياليلى، يعني بعد التعب دا كله مش هتاكلي، وضعت رأسها بصدره تهز رأسها رافضة
-شبعت عايزة انام، أخرجها يضمها لصدره
-كلي الاول وبعدين هنام، مااكلتيش حاجة..انزلت كفيه الذي يمدها بالطعام
-شبعت والله ولو اكلت حاجة تاني معدتي هتقلب، انت كمل اكلك وأنا هروح اخد شاور واصلي العشا أذنت
نهض وهو يحاوطها
– لا انا كمان شبعت، انا كنت قاعد عشان تاكلي، وخايف اخليكي تاكلي غصب عنك ترجعي وتتعبي، الأكل اهو وقت ماتحسي انك عايزة تاكلي كلي..وضعت رأسها بعنقه
– حبيبي ربنا يخليك ليا، حقيقي لو قادرة كنت اكلت كل ال عملته، البيتزا طعمها حلوووو اووي،بس خايفة اتعب
أخرجها يحتضن وجهها
– المهم تهتمي بأكلك متنسيش انك حامل، وكويس العصاير والألبان خليكي مداومة عليها…حاوطت خصره
– حاضر، متجبليش سيرة الاكل بجد بطني وجعتني،ممكن نروح نصلي بقى عشان هنام وانا واقفة
جذبها من كفيها متجها للمرحاض، حتى يغتسلا ويقيما صلاة العشاء معا
بفيلا قاسم الشربيني
جلست تتأكل من الغيظ، ثم توقفت تدور وكأن مسها مسًا
– يعني ايه الأرض انشقت وبلعتها، هو بيقولي راح الشقة وراكان عندي، ازاي يعني رجعت القاهرة بهدوم البيت، لا ومن غير عربية
دلف قاسم الشربيني وهو يصيح كالثور الهائج
– هموته يحيى الكومي دا.توقفت زوجته قائلة
– قولتلك بلاش تلعب مع يحيى الكومي، كلنا عارفين أنه مش هيسكت
جلس ينفث تبغه بغل، ينظر لنورسين
– باباكي لسة مجاش من برة ..هزت رأسها بالنفي
– لسة والله ياعمو، معرفش اتاخر ليه، حتى راكان كمان مختفي، قالي هيروح يحجز لنوح في المستشفى ، وكان المفروض يركب بالليل اتصل وقالي هبات وبكرة
اهتم لحديثها مردفا
-قصدك أن راكان رايح يحجز لابن الكومي، طيب ماابوه دكتور،ليه محجزش
ارتشفت من كأس عصيرها، ثم وضعته على الطاولة، تضع ساقا فوق الأخرى، وأردفت
– لا ماهو يحيى مجهز كل حاجة، بس فيه شوية حاجات كان لازم يعملها، وكمان يشوف وكيل أعماله ال هناك
نفث قاسم تبغه متسائلا
– مش المفروض تتجوزوا بقالكم سنتين اهو، ايه مفيش اخبار للفرح اتجوزيه عشان نقدر عليه
دلف امجد وهو يقوم بالتصفير
– برنسس نورسين عندنا ياجمالك يانور .نهضت تقابله بالعناق، هامسة له
– وحشتني ياامجد، وزعلانة منك، قابل همسها بتهكم وأجابها
– بلاش نتكلم يانور قلبي،لاني مش هرحمك لو ليلى مظهرتش
تراجعت للخلف تطالعه بذهول
– يعني ايه لحد دلوقتي مظهرتش وكمان جاي مضايق عليا..اتجه يجلس على المقعد وهو يزفر بغضب، ينظر لوالده
– اياك ياقاسم باشا تكون انت السبب في اختفائها..نفث قاسم تبغه مردفا
– انا مش اهبل عشان اقرب من راكان في الوقت ال هيتجوز فيه نورسين، انا ازاي اتغابيت ووفقت اساعد البحيري، ال دمر تخططينا
اتجهت نورسين تجلس على ذراع مقعده
-وطبعا راكان هيأجل الفرح عشان عملية نوح..زفرت بحنق وتوقفت
– مسمعتش كلام بابي ياعمو، وادي النتيجة ، لا وحضرتك كنت عايز تموت يحيى الكومي لولا تدخل بابي
❈-❈-❈
نصب قاسم عوده وتوقف أمام امجد
– متقربش من راكان دلوقتي، لازم فرحه على نورسين يتم..توقف بمقابلة أبيه
– وانا اكتر واحد عايز الفرح دا يتم، بس لازم اعرف مكان ليلى
تأفف بضيق على جنون ابنه بتلك الفتاة، فاقترب يحدق به قائلا
– معرفش البنت دي غسلت دماغك، مالبنات مالية الدنيا، واحسن منها، مش واحدة متجوزة مرتين وعندها ابن..قاطعهم رنين هاتفه
– أيوة يابني..جحظت عيناه وتسائل
– هو عايش ولا مات..اجابه على الجانب الآخر
– في العمليات، بيقولوا الرصاصة جت في صدره
مين ال عمل كدا..تسائل بها قاسم
– مدام حلا يافندم..شهق بفزع مغلقا الهاتف يلقيه بغضب صارخًا
– غبية ومتخلفة..دنت نورسين متسائلة
– ايه ال حصل..اتجه إليها بنظرات جحيمية
– ابوكي هيغرقنا، انا اتحملته كتير، قولتله بلاش تدخل حلا في عيلة البنداري، واهو هتجيب اجلنا كلنا..قالها وتحرك مغادرا للخارج
توقفت مذهولة مما أردف به قاسم تنظر إلى امجد الذي رفع أكتافه بعدم فهم متجها للأعلى قائلا
-سيبك من دا كله وتعالي يانور محتاجك فوق
بمشفى يونس البنداري
الجميع يقف أمام غرفة العمليات بإنتظار خروج الأطباء..وصل نوح بمقعده المتحرك متجها إلى حمزة الذي يستند على الجدار عاقدا ذراعيه، مطبق الجفنين
– حمزة يونس ايه ال حصل ؟!..تسمر بمكانه يستجدي طريقة يفكر بها ليخفي حزنه الكامن داخله
-ايه ال جابك يانوح؟!..يونس كويس شوية وهيخرج
اقترب بمقعده يطالعه بنظرات نارية
-ليه عشان عاجز مينفعش اكون جنبه، انا لسة فيا نفس يامتر..انحنى حمزة يحدقه
-مش قصدي ياصاحبي، انا قصدي بكرة عندك سفر ولازم ترتاح عشان العملية..ضغط نوح على مقعده مستديرا اتجاه فريال وأسعد وخالد الذين يجلسون بصمت ينتظرون مايطمئنهم
-سلامته أن شاءالله، يونس قوي وهيعدي منها على خير..انسابت دموع فريال تومأ رأسها
-ان شاءالله، أن شاءالله ربنا هيطمني عليه..ابتسم أسعد
– انت تعبان يا حبيبي واحنا هنا، ليه تتعب نفسك وتيجي..إجابته اسما
-والله ياعمو قولتله، بس هو ال أصر هنعمل ايه، رفع نظره إليها بأن تصمت..تذكرت قبل قليل بعد خروج حمزة
– ايه ال حصل يادرة ليه حمزة مشي بسرعة كدا..جلست درة وعيونها متحجرة بالعبرات والحزن على ملامحها البريئة
-يونس انضرب بالنار، دا ال قاله
سقط قلبه مما استمع إليه، امسك هاتفه محاولا الاتصال به..اجابه حمزة بعد عدة مرات
-ايوة يانوح..ازاي يامتخلف تمشي من غير ما تقولي..أردف بها نوح بصوت صاخب
-نوح يونس كويس مالوش داعي وجودك..
-اخرص ياحمزة بعدين نتكلم، طمني هو فين؟!
اجابه حمزة الذي توقف أمام غرفة العمليات
-جوا يانوح، لسة مدخلينه من شوية
-مين ال ضربه..تسائل بها نوح الذي يشير لزوجته بإحضار ثيابه
-معرفش لسة معرفش حاجة دلوقتي، هكلمك لما اطمن عليه
نظر حوله بحزن ورفع بصره لأسما
-واقفة ليه، عايز اغير لازم اكون جنبهم هناك، راكان مش موجود..ربتت اسما على كفته
-حبيبي مينفعش تروح وانت تعبان، ومتنساش عندك عملية بعد يومين، ولازم ترتاح للسفر، والدكتور يحيى راح ومعاهم دلوقتي
– اسما..صاح بها بغلظة ينظر إليها بغضب
– لو تقلت عليكي ممكن تسبيني وانا هعرف اتصرف، قالها وهو يتجه بمقعده لغرفته
جلست تضع رأسها بين راحتيها
– دا ال كنت خايفة منه..ربتت درة على كتفها
– حبيبتي معلش هو غصب عنه، والموضوع صعب، روحي معاه، هو انا ال هقولك علاقتهم ببعض ازاي، وأنا هروح عشان مرهقة وعندي امتحانات وهطمن عليه من حمزة…قالتها درة وهي ترتدي حقيبتها متجه للخارج
خرجت من شرودها على صوت فريال
-فين راكان، ازاي ميكنش هنا مع ابن عمه؟!
أجابها اسعد عندما توقف متجها لسيلين التي تجلس دون حول منها ولا قوة عبراتها تنسدل بصمت
-راكان في ألمانيا يافريال..ولو عرف هتلاقيه هنا في أول طيارة، مش مستني حد يقوله انزل
جلس ااسعد بجوار ابنته وزينب، وجذبها لأحضانه
بكت بنشيج تضع رأسها بصدر والدها
-هموت يابابا لو حصله حاجة، ادعيله يابابا..مسد اسعد على خصلاتها ثم طبع قبلة محاولا تهدئتها
– أن شاءالله حبيبتي، يونس قوي وبيحبك وهيقوم علشانك، هو ينفع يسيب سيلي برضو
ظل عدي أخيه يقطع الممر ذهابا وإيابا..قائلا
-هم اتاخروا ليه كدا، بقالهم اكتر من تلات ساعات..أما التي تجلس بركن وتمسك بمصحفها تقرأ به وعبراتها تنفجر كالبرك
اتجهت فرح تجلس بجوارها
-زعلانة عليه بعد ال عمله فيكي،بصي حواليكي، وشوفي هو مع مين، سيبك من سلبيتك
أغلقت سارة المصحف، ورفعت عيونها المتورمة بالدموع
-يونس بقى اخ ليا يافرح، مش مجرد حبيب، لاني اكتشفت حبه ليا كأخ اضمن واحسن واقوى من حب الحبيب، على الأقل لما احزن وأضعف هلاقي سند اتساند عليه، مش ناس تخطط عشان الفلوس، بصي انتٍ حواليكي وشوفي سيلين عاملة ازاي في حضن ابوها، وافتكري لو راكان هنا كانت هتبقى زي كدا، مع أنه مش اخوها ولا يربطها بيه حاجة سوى أنه ابن عمها وبس، بس مستعد يحرق الدنيا عشانها، انا محتاجة لراجل كدا، محتاجة اخ قبل حبيب، لو كنا عاملنا ولاد عمنا كويس بعيد عن الطمع مكناش منبذوين كدا، بصي كدا لسلمى وشوفي عدي حاضنها ازاي، مع أنه فاشل وصايع بس وقت الوجع اتحاموا ببعض .ياريت تفكري وتلحقي نفسك انت عندك ولد محتاج الحنان اكتر من الفلوس ال في لحظة ممكن تضيع منك، ابنك محتاج لاب ومحتاج لأخ قبل كل حاجة يابنت امي وابويا، قالتها وتوقفت متجها إلى سيلين
جلست فرح بملامح جامدة، تنظر حولها بين أفراد عائلتها، تسترجع حديث اختها الذي ضغط على جرحها وتذكرت حديث سليم قبل موته

فلاش
توقفت أمامه، اقتربت منه تنظر إليه باشتياق، لما لا وهو متيم قلبها منذ الصغر،
-سليم لازم نتكلم، صدقني عملت كدا غصب عني..ضغط على ساعديها ونظرات مشمئزة
-غصب عنك، تحطيلي حاجة في القهوة وتنزلي لمستوى دنئ، وجاية تتبجحي وتقوفي قدامي وتقولي غصب عني
– لا يااستاذة ياعظيمة انا مش مسامحك..عقد ذراعيها خلف ظهرها وهمس بغلاظة
– انا بحب مراتي، بعشقها، ومهما توسخوا صورتها انتِ واختك الحقيرة هفضل احبها، مراتي حامل هتقربي منها هفعصك زي الحشرة، انا كنت بعاملك كأخ، بس انتِ بحقارتك خسرتي الاخ دا، واخر كلام عندي يامؤذية
مراتي خط احمر..قالها ودفعها بقوة حتى هوت على الأرضية
بكت بصرخات مردفة
– وانا هنتقم من مراتك دي عشان هي ال خطفتك مني،انت عارف انا بحبك من زمان، بس روحت واتجوزتها مع انها مش بتحبك…اتجه إليها حتى وصل إليها بخطوة واحدة، يجذبها من خصلاتها
– هتسيئ لشرف مراتي هدفنك يافرح سمعتي، هدفنك واولع فيكِ..خرجت من شرودها على خروج الطبيب
هرول الجميع وتوقفو أمام الطبيب مع خروج يحيى من غرفة العمليات
– احنا عملنا ال نقدر عليه والباقي بيد الله، ادعوله الرصاصة كانت قريبة من القلب، قاطعه يحيى قائلا
– نقلناه على العناية،يعدي الساعات الجاية على خير، مطلوب مننا ندعيله..هزت فريال رأسها بالنفي
– لا ابني!! دا لسة من كام شهر مضروب، ايه ال بيحصله دا، ابني لا ابني، صاحت بها بشفتين مرتجفتين..ضمتها زينب متجهة بها للمقعد قائلة
– اسعد خلي الدكتور يديلها مهدئ..أما خالد الذي هوى على مقعده بعد سماع الطبيب
– أن شاءالله هيقوم بالسلامة..تحرك حمزة سريعا اتجاه غرفة العناية، وقف المسعفين
-استنوا..تحرك بخطوات متعثرة وعيناه متعلقة بجسده المسجى على الفراش..وصل وبكفه رفعه على وجهه وانحنى يطبع قبلة على جبينه
– يونس اكيد انت عارف مقدرش اكمل حياتي من غيرك،تقول ايه مراتي ومعرفش يلا .لو مفقتش صدقني المرادي هزعل منك جامد…قاطعه المسعف
-لو سمحت لازم يتحط على الأجهزة..اومأ برأسه وهتف له
-ساعة بالكتير يايونس واسمعك بتناديني يلا سمعتني..قالها بصوت مرتجف..شعر بأحد خلفه، استدار وجده نوح وبجواره اسما..هنا خارت قواه وانحنى يضم نوح باكيا بصوت مرتفع لأول مرة
-ايه ال حصلنا يانوح، ليه مش قادرين نفوق من كم الضربات دي، يونسسس …آه حارقة خرجت من أعماق قلبه وهو يبكي بصوت مرتفع
– الواد دا طول عمره بيعاني، رغم هزاره بس جواه طفل حنين والله ، مش هقدر يانوح لو حصله حاجة
ربت نوح على ظهره وهو ينظر إلى اسما أن تتركهم، فتحدث. مازحًا
-دا ايه الضعف دا ياعبيط، دا شوية وينفع البسك طرحة ياحمار، اجمد يالا مضحكش علينا البعدا
تنهد بألما واضعا رأسه بين كفيه وأردف بصوت مختنق
– أن شاءالله..لازم راكان يعرف، مينفعش ميعرفش، وخصوصا أن حلا ال ضربته والبوليس قبض عليها، ممكن يقتلوها، لازم يرجع في أول طيارة
– هو راكان عند ليلى مش كدا؟!
أومأ له وتحرك متجها للأتصال به
عند راكان وليلى قبل قليل…انتهى من صلاتهما..جلسا يتسامرون في بعض الأحاديث، نهضت ليلى متجهة بمخدعهما ..طالعها يشير لثيابها
– هتنامي كدا..اومأت وهي تعدل من وضعية الغطاء
-ايوة الجو برد اوي هنا، من وقت ماجيت هنا اتعودت انام بترنجي..نهض يتحرك ببطء حتى وصل ووقف أمامها، يفتح سحابها
– دا لما كنتِ بتنامي لوحدك ياحبي، بس دلوقتي جوزك جنبك هيدفيكِ، ليه الهدوم دي كلها …قالها وهو يقوم بخلع ترنجها المكون من ثلاث قطع، حتى أنتهى..حاوطت خصره وتحدثت بصوت متحشرج من نومها الذي طغى عليها
-راكان خلاص هنام وانا واقفة..حاوطها متجها بها للفراش ودثرها بالغطاء وتسطح بجوارها يجذبها لأحضانه الدافئة
– بردانة، لو بردانة اجبلك الترنج تلبسيه..هزت راسها بالنفي وهي تدفن نفسها بأحضانه
– لا..دفيانة، احكي لي عن حياتك القديمة معرفش عنها حاجة غير موضوع شمس، قولي اتعرفت ازاي على حلا ومين ال اتجوزتها تاني، قولتلي قبل كدا اتجوزت تلات مرات
مسد على خصلاتها مردفا
-حبيبي انسي دا ماضي ومش حابب اتكلم عنه، ولو ينفع امسحه همسحه من حياتي، قولتلك قبل كدا يعتبر ميلادي من يوم مااتجوزتك
اعتدلت تتوسد ذراعيه حتى أصبحت بمقابلته
– انا عايزة اعرف، ولا فجأة الاقي واحدة داخلة عليا زي الست حلا بتقولي ابنك
تأفف من حديثها اتجه ببصره إليها
-برضو ياليلى هنرجع نتكلم في الماضي، ليلى انا محسبتكيش على الماضي، وعلى مغامرات امجد زفت وهو بيجري وراكي من هنا لهنا، اعمل فيه ايه وهو كان مجنون بيا، دا فضحني في كل مكان ويتكلم عن حبه المجنون ليا، لدرجة صعب عليا والله بس اهو نصيب
لكزته بأناملها ورمقته بغضب
-هو ال بيجري، مش انا ال كنت بجري زي حضرتك..صك على أسنانه وتحولت عيناه للهيب من نيران لو خرجت لأحرقتها
– ليلى مش عايز اسمع نفس على امجد، مجرد اسمه بيغصبني، ايه بيجري وراكي دي، احترمي الفاظك شوية أنتِ نايمة في حضن جوزك، وبتتكلمي عن راجل معجب بيكي
ابتسمت تراقص حاجبها
-مش حضرتك ال عملي فيها رميو، وكل شوية واحدة ترمي نفسها قدامك
أطبق على جفنيه وحاول أن يكتم ضحكاته على غيرتها الشعواء ، فهتف بهدوء رغم سعادته الداخلية
-نامي ياليلى عشان موركيش رميو مجنون ليلى ممكن يعمل فيها ايه..فتحت فمها قائلة
-اه نامي ياليلى واتفلقي، وبعد يومين اشوف صورك انت وعورسين زفت مالية اخبار النجوم والفن تقولش اكتشاف لمسلسلات رمضان الجاي، والكل يقول واو البطل جنان وهيولع في المسلسل ولا التانية ال تقول يابخت البت الباردة ال جنبه دي..ولا..وضع أصابعه على شفتيها
-كلمة كمان والله هكلمها فيديو حالا واتغذل فيها قدامك، وهقلبها نكد، نامي يامجنونة وبطلي جنان
وضعت رأسها بصدره وتمتمت بقلب ينزف بنيران الغيرة
– اه اهو دا ال انا باخده ، يخربيت قلبي الاهبل ال كل مرة بينسى وانت بتدوس عليه
ضغط من ضمها مطبق على جفنيه مستمتع بانفاسها وقربها حتى حديثها المجنون راق له كثيرا..رفعها حتى أصبحت بمقابلته واقتحم عالمها دون أي حديث، فكفى ما يتحكم به العقل، فيصبح القلب هو المتحكم الاول، وليس للقلب أن يكون عاصيا على نبضه..بعد فترة كانت تغفو بعمق وهو يتكأ على ذراعيه يمسد على خصلاتها، ويداعب وجنتيها وأخرى شفتيها المسكرة التي أصبحت كأس نبيذ مختمر لروحه..شق ثغره ابتسامة عندما تذكر جنونهما منذ قليل، هل هذا عشقا..همس قلبه
كيف يكون العشق طاغيا على الحواس جميعها حتى يتحول المرء من شخص حكيم عاقل لشخص اصابه الجنون، حتى من يراه بحكمته وعقله لن يستوعب فقدان كل ذاك عندما يصبح بأحضان من يعشقه..همست شفتيه بكلمة عشق..كيف!!
أهذا فقط..لا بل هذا أكثر بكثير، هذا تلاقي أرواح بعد عذاب ونياط قلوب متمزقة
تنهد براحة وهو يتمدد يدنو من انفاسها، دافنا رأسه بعنقها وانفاسه الحاره تلفح عنقها هامسا
– اه يامن زلزلتي كياني ورجولتي وأصبحت عاشقا متيما لنظرة عيناكِ مولاتي، احبك ثم احبك ثم اعشقك عشق لا منتهى له..شعرت به فابتسمت من بين نومها وكأنه يروادها أحلامها هامسة
-احبك معذبي، ابتسم بانتشاء، بعدما تيقن من وجوده
بأحلامها..دنت لتدفن نفسها، اعتدل يجذبها لأحضانه
حتى غفى بإستسلام وروحه تنتشىى بحبور، ود لو دفنها داخل صدره
بعد قليل
استيقظ على إهتزاز رنين هاتفه الذي يوضع بوضع الصامت..فتح عيناه بتثاقل واعتدل بعدما اعدل من وضع زوجته يجذب الغطاء عليها، وامسك هاتفه بعدما وجده حمزة
خرج من الغرفة هامسًا بصوته النائم ينظر للساعة التي تعد الواحدة ليلا
– فيه إيه ياحمزة، خير …من أمام غرفة العناية يقف ينظر ليونس المسجى
-راكان لازم ترجع مصر فورا، على أول طيارة..انعقد لسانه وتاهت المفردات من صراخ حمزة لأول مرة، فاهتز جسده يحاول ابتلاع ريقه متسائلا بصوت متقطع
-إيه ال حصل، ماما وسيلين كويسين ..
استمع لبكاء سيلين وشهقاتها المرتفعة بعد اتجاهها لغرفة العناية بعدما اغشي عليها من حديث الطبيب
وقفت خلف الزجاج الشفاف وعبراتها كزخات المطر تطالعه وهي تتلمس الزجاج
-قولي يابابا انه لسة عايش..هو ليه مفيش حد بيخرج يطمنا..تراجع راكان بجسده هاويا على المقعد عندما شعر بفقدانه للوعي وهمس بصوتا كاد أن يسمع
-عملوا ايه في يونس ياحمزة ..تحرك حمزة بعيدًا عن صياح سيلين هاتفا له
– الوضع هنا مش كويس خالص ياراكان، امجد عرف أن ليلى ركبت عربية بيجاد وبيدور وراه، وحلا ضربت يونس ومنعرفش ايه ال حصل
قاطعه صائحا حتى استمعت ليلى لصياحه
– طمني على يونس، هو كويس اهم حاجة، نظر حوله ينظر لجميعهم أمام غرفة العناية
– لحد دلوقتي كويس، بس معرفش ايه ال هيحصل، كلام الدكتور مش مريح وكمان دكتور يحيى قال الرصاصة كانت قريبة اوي من القلب، خايف يضاعف ويدخل في غيبوبة
جلس يمسح على وجهه بعنف ثم نظر بساعته
-تمام هشوف طيارة لمصر، أغلق هاتفه وهاتف أحد رجاله
– طيارة بأقرب وقت لمصر تتصرف حتى لو هتشوفلي طيارة خاصة
– تمام ياباشا هشوف وارد على حضرتك..كور قبضته حتى ابيضت مفاصله، وشعر بألما مفرط يجتاح كل خلية بجسده، اقتربت ليلى تجلس بجواره
-راكان ايه ال حصل ؟!
رفع بصره إليها وانعقد لسانه يمسح على وجهه
– يونس انضرب بالنار،، شهقة خرجت من فمها وهي تضع كفيها على فمها
– هو عامل ايه..؟! نهض ولم يعرف بما يجبها فهز رأسه
-كويس، انا لازم انزل مصر حالا، وهجي بعد كام يوم عشان عملية نوح
تسمرت بوقفتها، ودنت منه
-هنزل معاك ياراكان مستحيل اقعد هنا وانت هناك وبينا بلاد ومعرفش عنك حاجة
تعلقت نظراتها المرجوة به بنظراته الرافضة
– مستحيل ياليلى، مستحيل اغامر بحاجة زي كدا،انت متعرفيش حاجة، بلاش توجعي قلبي لو سمحتي..دنت تحاوط خصره واجهشت بالبكاء
-هموت لوحدي هنا لو سمحت متسبنيش..قالتها والدمع يتساقط من محجريها وكلماتها المتقطعة التي أضعفت قلبه المسكين
أخرجها يحتضن وجهها
-ليلى لو خايفة على نفسك وبنتك لازم تسمعي الكلام حبيبي ، يومين وهجيلك
انزلت كفيه واتجهت تجلس على الأريكة بجفنين معتكرين يُسحب عبراتها الكثيفة دون حديث
بتر حديثهم صوت هاتفه ..أجاب وعيناه تعانق عيناها الحزينة
-ساعتين تمام، بعد ساعتين إلا ربع تكون تحت البيت .قالها وتحرك متجها إليها يجلس بجوارها يجذبها لاحضانه
– ليلى ممكن تسمعيني، عايزك تعرفي انا لما بكون بعيد عنك، مبكنش عايش، بس مضطر ابعد عشان ولادنا، فترة بسيطة لحد ما اشوف هم عايزين ايه، انا معرفش مين عدوي من صديقي، سحب نفسا وزفره بهدوء ثم صمت هنيهة
– مش عايز اخوفك، بس دول وصلوا جوا بيتي، تخيلي ايدهم وصلت لبيتي وكمان الشغالين، كانوا بيموتوا جدي بالبطئ، وضعت رأسها على كتفه ودمعة ملتاعة كوت وجنتيها ، اترضى بالابتعاد عنه لفترة وتقف بجانبه حتى يجتاز مصائبه، ام تعانده وتقترب لتنعم به
نهضت بخطواتها الضعيفة إلى غرفتها قائلة
-هحضرلك الحمام، ياله عشان تلحق الطيارة…آلمته حالتها سارع نحوها وجذبها لاحضانها يدمغ جبهتها قبلة
ثم رفع كفيها يقبله
– حبيبتي متزعليش مني يومين وعد وهكون عندك، رفعت كفها على وجهه وتفجرت برك عيناها
-متتأخرش عليا، انا وأمير مالناش غيرك..جذبها يعصرها بأحضانه، ود لو دفنها بين ضلوعه
حملها ببن ذراعيه ورسم ابتسامة
-وداع بقى بحمى لذيذة كدا من مراتي الجميلة .كانت بحالة لا تجيد المزاح كل ما فعلته دفنت نفسها بعنقه تستنشق رائحته تدفنها داخل رئتيها
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات وخاصة أمام غرفة العناية المركزة وصل راكان بكل لهفة وعينان تبحران فوق الجميع
-ايه الاخبار..هرولت إليه سيلين تلقي نفسها باحضانه وتبكي بشهقات مرتفعة
– قوله يقوم ياراكان، انا مسامحاه والله هسامحه، هو بيسمع كلامك..ازال عبراتها يحتضن وجهها
– حبيبتي اهدي، هو كويس، هو بيدلع بس مش كدا ولا ايه، عايز يعرف انك هبلة وبتحبيه..دفنت وجهها بصدره، رفع بصره لحمزة
-تعالى ورايا ياحمزة…رايح فين ياراكان مش تطمن على ابن عمك الاول…قالتها عايدة التي جلست تضع ساقا فوق الآخر
استدار بعد خطوتين يرمقها بإشمئزاز
– واصلة معايا لحد هنا، كلمة كمان هنسى انك ست، أنتِ لو عندك دم اصلا كنتِ قفلتي على نفسك، بس اقول ايه، ناس معندهاش احساس..نهضت متجه إليها ونظرات جحيمية تشير إليه
– مين المسؤل عن كدا، مش مجايبك، خربت بيتي واهي قتلت يونس، يارب تتبسط، طول عمرك وانت بتتنطط على الكل ويوم مااتجوزت اتجوزت لمامة
وصل إليها بخطوة وامسكها من أكتافها يغرز أصابعه بلحمها
– اوعي تفكري عشان مرات عمي هسكت، لا فوقي انا كنت بتحملك عشان بناتك مش اكتر، إنما انتِ تحت جذمتي..دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط
صاح خالد غاضبا
– هو دا وقته ياراكان، طيب كبرنا يابني، مش معقول دا
أشار عليها وبعيونا ملتهبة
-دي واحدة حقيرة، محدش يوقفني بعد كدا، ثم استدار إلى خالد
– لمها قاتلة القتلى…صاعقة نزلت على الجميع، فنهضت مرتبكة تنظر حولها
-ايه ال بتقوله دا..دنى ينظر لمقلتيها الهاربة بكافة الاتجاهات
-بلاش شغل الخمس ورقات دول، لا فوقي واتعاملي مع ال قدامك على أنه مش غبي، انا سايبك بمزاجي، اوعي تفكري الحلوف التاني انا سايبه لا اصبري واتفرجي عليه..قالها وتحرك متجها لغرفة العناية، ارتدى الثياب الخاصة بها ودلف للداخل..اقترب من رفيق العمر بل أخيه الذي حاوطه بجناحيه منذ صغره، رفع بصره وعيناه مترقرقه بالدموع عندما وجده ملقى لا يحرك ساكنا مجرد بضعة انفاس متألمة تخرج وتدخل لصدره
جذب المقعد وجلس بجواره تنهد متألما وهو يطالعها بعينين خائفتين وروح تائهة خوفا عليه
-ياترى الدور على مين يايونس، المرة دي جت فيك، بس ملحوقة فوق كدا بس وحقك مش هسيبه
ظل للحظات يطالعه بصمت حتى أتى لينهض، فوجد أصابعه تتحرك..دنى يمسد على خصلاته
-برافو حبيبي، عارفك قوي، فوق وانا شوية وراجعلك
خرج يتحدث مع الممرضة
-شوفي الدكتور، بدا يفوق..ابتسم حمزة الذي وقف بالخارج ينتظره
-يونس فاق..جذبه من تلابيبه
-اه ياخويا، عارفه حلوف بيوقع قلبنا وخلاص، كنت عايزه يطول اهو ارتاح منه شوية
قهقه حمزة حتى أدمعت عيناه، فمن يراه الان لم يظن أنه الذي جلس يبكي منذ ساعات
دفع راكان يمازحه
-انت الاسد يااسد لما بتبعد بنموت من غيرك..توقف راكان عن السير يرمقه ساخرا
-ولا ..خلي بالك من نفسك عذرائيل جالي من يومين وقالي خلي حمزة ياخد باله من نفسه، أصله عجبني
ضرب كفيه ببعضهما متحركا للسيارة بملامح جادة مختلفة عما كانت منذ قريب
بعد قليل وصل راكان لمكتب جاسر الذي كان يحتسي قهوته ويتحدث بهاتفه..دفع الباب ودلف للداخل..استدار ينظر إلى حمزة
-عرفت ليه احنا بنوقع زي الفراخ عشان الأمن مستتب بقيادة هذا الكائن
قهقه حمزة بصوتا مرتفع حتى جلس على المقعد يمسك بطنه
-يخربيت فصلانك..اتجه يجذب مقعده ينتظر إنهاء مكالمته..وضع جاسر هاتفه يوزع نظراته بينهما قائلا
-خيرا أن شاءالله!!
ظل راكان يطالعه بصمت ثم تحدث
-انت يابني مين ال امتحنك في الشرطة وخلاك ظابط، يابني انا تعبت منك اه والله، قولي عملت ايه من وقت مامسكت القضية، غير كل مااخل عليك الاقيك تحب في التليفون بس اقول ايه معذور
تراجع جاسر بمقعده، وأمسك قلمه ينظر به
-بقولك ياحضرة المستشار هو مفيش في الداخلية غيرك انت وعيلتك، يابني اتعبتلك والله، واتعبت للظباط ال ملهمش غير راكان البنداري ومصايبه
دنى يحدق به قائلا باستفزاز
– دا النائب العام معملناش معاه كدا، قولي ومتخبيش عليا، انت ناوي تترشح للنيابة بمنصب النائب العام
جذبه راكان من ياقته هاتفًا من تحت أسنانه
– عملت ايه في موضوع نور، مسكت الولد ال هجم على بيت المزرعة ولا قاعد زي الست الوالدة تتطلب مشروبات وبس
كتم حمزة ضحكته قائلا
-راكان براحة انت ماسكه زي حرامي الغسيل كدا ليه
دفعه راكان يشير إليه بغضب
-ياريته ينفع حتى حرامي غسيل دا فاشل، مش نافع غير في المصايب وبس
ابتسم ورفع حاجبه مستنكرا حديثه
-ماشاء الله عليك ياحامي الوطن، امسك ملفا ملقيه عليه
-شوف بلاوي مجايبك ياجميس بوند، وتعالى حاسبني
امجد ونور نورسين ..اجتمعوا مع بعض في فيلا (. ) من يومين، وطبعا البواب قالي أن امجد بيتردد على الفيلا دي من فترة وفيه علاقة بينه وبين نورسين
نهض يضع يديه بجيب بنطاله ينظر من النافذة
-نور لسة متعرف على أمجد من فترة بسيطة، وعرفت كمان أن قاسم برضو كان بيتردد على الفيلا دي..اسمع بقى القنبلة الجاية
– مدام عايدة مرات عم حضرتك كانت بتروح هناك كل ماقاسم يكون هناك .ايه ال يربطهم معرفش مع أن فرق السن كبير جدا، واخر مرة راحت مع نور ودا كان أول مرة نور يروح هناك، بس ال يخوف في الموضوع فيه واحد شكله جاي من برة، معرفش الراجل دا مين، صورته وبعت الصورة للتحري
اه وفيه كمان في الفيلا دي صور كتير اوي لمدام ليلى في اوضة، وفيه في اوضة صور ليك مع يونس وحمزة ونوح وحول الصور دايرة الا من صور نوح
ربط راكان حديثه بالاحداث الأخيرة
-يعني مش هما ال ضربوا نوح…ازاي ؟!
ارتشف رشفة خفيفة ونظر إلى راكان
– ال وصلناله أن البحيري طلب مساعدة من الشربيني بحكم مشاركتهم في المشروع الجديد، وطبعا الشربيني متأخرش، بس فيه حاجة ناقصة
– الشربيني ازاي يتفق مع عايدة أنها تقتحم بيت المزرعة، وهو عارف ومتأكد انك هتكشفه، فيه حاجة مش مظبوطة
قاطعه حمزة قائلا
– بما أن الموضوع فلوس مش ورق القضية بس يبقى هو كان عايز الورق، بس عايدة طمعت في موضوع الولد وحضانته، وخصوصا أنها كانت عايزة تخلي مدام ليلى تشك في راكان، لما قالتلها اتنازلي لشخص تاني بعيد خالص، أو راكان
اومأ راكان موافقه الرأي، وتوقف يسأله
-زرعت كاميرات في البيت دا..هز رأسه موافقا
-ايوة زرعت في كل مكان، ورشيت البواب يعني ظبط الدنيا، فيه حاجة كمان قولتها لحمزة، عرفوا أن ليلى ركبت مع بيجاد، وأمجد بيدور وراه، بس عمو ريان ادخل وجاب الراجل وعمل معاه الواجب، بس هدوء أمجد يخوف، مع أنه ميعرفش علاقتك ببيجاد وكويس انك لجأتله بس خلي بالك احنا خلاص قربنا على الانتهاء، يارب ميحصلش جديد
مط شفتيه للأمام وهز رأسه
-كله ماشي زي ماطلبت بالظبط، وتحليل جدي ال وصلتلهم دلوقتي هيرحهم كتير، لحد مااخلص من عملية نوح ونفوقلهم
بعد قليل بغرفة يونس بالمشفى، تجلس بجواره تضع رأسها على كفيه وتغفو، دلفت فريال تطالعهما بصمت ، اتجهت إليها تنظر لذاك الذي يجلس يقرأ بالمصحف، توجهت له
-اسعد روح انت وزينب من امبارح وانتوا هنا، وكمان خدو سيلين معاكم، شكلها أرهقت اوي
هز رأسه رافضا حديثها وتسائل
-خالد راح فين، جلست بمقابلته واجابته
-نزل يشرب قهوة تحت، وقال هيكلم جلال من امبارح وفونه مقفول، مش ناوي تسامحه..فتحت زينب عيناها .
-يونس صحي ولا لسة، اتجهت بأبصارها لأبنها وأجابتها
-لا لسة نايم، الدكتور قال النوم احسن له
نهضت زينب متجهة لأبنتها
-البت دي ضهرها هيوجعها..وصلت إليها تمسد على خصلاتها
-حبيبتي قومي نامي على السرير، رقبتك وضهرك، اتجهت بنظرها إلى يونس
-لما يفتح عيونه، واطمن عليه..ابتسمت زينب وجلست بجوارها وظلت تمسد على خصلاتها
-وكان ليه من الأول بدل الحب دا كله، ياما قولتلك بس دماغك دي في حتة تانية
دنت تداعب وجهه واجابتها بقلبا متألم
-وجع القلب وحش اوي ياماما، مهما اقولك مش هتحسي بيا، وفي نفس الوقت بتتمني تقربي، يعني لا عارفة تبعدي ولا تقربي، استدارت تطالعها
-اهو يونس كدا، على اد ماهو وجعني بس مش عايزاه يبعد وفي نفس الوقت مش عايزاه يقرب، صمت هنيهة تطالعه وعبرة انبثقت من جفنيها
– بحبه ومش قادرة اسامحه، ولا قادرة ابعد عنه، قوليلي اعمل ايه
-“سيلين”..همس بها يونس، ابتسمت تمسح دموعها ثم نهضت تمد كفيها لأمها
-دلوقتي لازم اقولك انا كدا اطمنت وعايزة انام، انام كتير اوي..
ضيقت زينب عيناها مردفة
-مش هتستني لما يفتح عيونه يابنتي…كانت تطالعه بصمت للحظات، فرفعت بصرها لوالدتها
-ماما انا اطمنت عليه، يفوق وبعد كدا لازم نتكلم انا وهو
بمركز الشرطة صفعة قوية على وجهها، يلف خصلاتها بكفيه
-وصل بيكِ الحال ترفعي السلاح وتضربيه، هموتك..تراجعت للخلف مبتعدة عنه، تقف خلف حمزة
-انت السبب، اخدت ابني مني، وحرمتني منه، كنت مستني مني ايه، عارفة اني غلطت لما روحت وقولتلك الولد ابنك، هم ال قالولي كدا وحياة ربنا قالولي اعملي كدا، وهيرجعك لعصمته، بعد ماعمك كان عايز يطلقني،
نظرت له من خلف حمزة وأردفت ببكاء
-ظلمتني ياراكان، عارف ليه عشان الليلة الوحيدة ال طلبتها منك كنت بتهلوس باسمها هي، كأن الست ال في حضنك دي حشرة مالهاش حق تتكلم، قولتلك عايزة ولد، كان ردك ايه
– يبقى اطلقك دلوقتي ولا كانك شوفتيني، ليه عملت ايه لدا كله، ماانا ندمت ورجعت وانت عارف ومتأكد أنهم غصبوني ابعد عنك
اقتربت تطالعه وتوقفت أمامه
-عملتلك كل حاجة، جبتلك أسرارهم كلها، وكان جزاتي ليلة مع راكان البنداري، وياريت يكون بعقله وقلبه معايا، بعد ماعمل كافة احتياطته عشان ليلته ميكونش فيها أي ذكريات، فضل يشرب ويشرب لحد مافقد حتى نفسه، وكأن الشخص دا انا معرفتوش ولا عمري شوفته، ضيعت امنيتي الوحيدة وجاي توقف وتقولي عملتي كدا ليه، أيوة ولو طولت الحيوانة التانية هموتها بايدي، حيوانة اتجوزت واحد وشغلت التاني
امسكها يطبق على عنقها وتحولت عيناه لنيران من الجحيم
-هموتك ياحقيرة، انت ال عملتي مني شخص فقد الثقة في كل ال حواله، كرهتيني في الستات كلها، شحب وجهها وكادت تختنق لولا ذراع حمزة
-راكان هتموت في ايدك، دي ماتوسخش ايدك فيها..دفعها بقوة حتى سقطت على الأرضية تسحب أنفاسها، تضع كفيها على عنقها
وقف أمامها وانفاسه المحترقة تكاد تحرق مايقترب منه، نيران بصدره تعصف به، حتى انحنى يجذبها من رسغها بعنف
-مين قالك تضربي يونس يابت، وايه موضوع الولد ال جبتيه من عمي دا، اتجوزتيه امتى
رفعت نظرها تطلق ضحكات وهي تمسح دموعها
-عمك دا غلبان اوي، ازي اتجوز حرباية زي عايدة دي، والله صعبان عليا، دنت تحدق به
-روحتله اعيط واقوله راكان طلقني وانا حامل ومش راضي يعترف..صعبت عليه، وخدني في حضنه ماهو محروم من الصدر الحنين، ولعبت عليه زي غيره، لحد ماكتب عليا، وبعدين شوية سهوكة لحد مادخل عليا، ماهو جلال البنداري برضو، يعني عز وجاه، وبعدها حملت حق وحقيقي، وياسلام لما عرف اني حامل في ولد، طار من الفرحة، رغم أنه عارف الولد ابنك عبيط اوي جلال دا
ظل مسلطا بصره عليها ينظر ببغض عليها فاردف
-الولد متستهليش تكوني امه، عشان كدا، اتسجل باسم عمي، بس رحمة بيكي هخليكي أمه في الشهادة بس، وفيه واحدة محترمة تربية..دنى يهمس بجوار آذانها
-جلال البنداري طلقك بالتلاتة، وبيقضي شهر العسل مع ام ابنه، اه عايزك تعرفي عايدة كمان بكدا، ماهو الراجل ماصدق أنه طلع عنده ولد، وست محترمة، اخترتها على ا
لفرازة مش شوية قذارة
❈-❈-❈
قالها وهو ينظر لجاسر
ارميها انفرادي وخلي بالك منها لصبح اسمع خبرها، لسة محتاجها معايا..هرولت خلفه
-وحياتي ياراكان، بلاش تعمل فيا كدا، ابني وديه لامي تربيه، ووعد هقولك كل حاجة
تحرك ولم يعريها اهتمام حتى هتفت بصراخ
-حتى لو عرفت أن امجد اتفق مع سليم أنه يهدد ليلى عشان يتجوزها..تسمر بوقوفه مستديرا ببطئ إليها
-بتقولي ايه ياحقيرة..اتجهت تقف أمامه
-سليم عرف أن امجد بيجري ورا ليلى، راحله وهدده أنه يبعد عنها، كان عارف بعد كلامه أمجد هيضايق ليلى اكتر، وكان عارف انك حاولت أن ليلى تخضع لك، يعني سليم كان عارف كل حاجة
صاعقة نزلت فوق رأسه حتى شعر بتخدر بجسده بالكامل، وكأن أقدامه تسمرت ولم يعد لديه الحركة، دنت بعدما وجدت تغير ملامحه واكملت مااقسم ظهره
-وعارف انك كنت بتحبها، عشان كدا سبقك وراح خطبها، وافتكر كويس يوم كتب كتابنا قالك ايه
دنت أكثر واكثر قائلة بنبرة شيطانية
-اخوك مات بسببك أنت لما راح زي المجنون يواجه ليلى،ال اعترفت له وقالت له انكوا بتحبوا بعض، وبعدها خرج زي المجنون وركب عربيته ومات بسببكم ..قالتها وهي تنظر لعيناه بشماتة ثم أدارت حوله
واهي لو مش مصدقني اتصل بيها وأسألها، ماهي اكيد انت عارف مكانها بعد حملها ال بتحاول تخبيه عن الكل، معقول ياحضرة المستشار
– تكون انت السبب في موت اخوك …شايف الناس كلها قذرة وانت مقضيها مع مرات اخوك ال منعرفش امير ابنك ولا ابن سليم المسكين، ال قتلتوه انتوا الاتنين
اشتعلت عيناه كجمرتين من اللهب الحارق، أطبق على عنقها يجز على اسنانه، وانفاسه مستعيرة بالنيران، حاول جاسروحمزة الفكاك بها من بين كفيه ولكنه تحول لمارد أراد أن يحرق مايقابله
بعد عدة أسابيع في فندق يقام على نهر النيل، وقف ينفث تبغه..توقف نوح خلفه
-لو عملت كدا يبقى بتقضي على كل مابينا ياراكان، ليلى متستهلش منك كدا، دي منهارة وممكن
استدار يطالعه ثم أردف
-لو خلصت ال جاي تقوله ممكن تمشي لو مش عايز تحضر الفرح
دلفت سيلين توزع نظراتها بينهما
-ابيه راكان ماما رفضت تيجي، وكمان بتقولك أنسى أن لك ام
ألقى سيجاره يدعس عليها، متجها للخارج
-براحتهم كلهم، النهاردة فرحي ال عايز يحضر يامرحب بيه،اما ال مش عايز برضو مرحب بيه
وصل لغرفة نورسين التي تجهزت وأصبحت بكافة أناقتها
-حبيبي خلاص انا جهزت
بسط يديه ليحتوي يديها
-طالعة كتير حلوة أوي يانور، الفستان حلو اوي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *