رواية ثأر الشيطان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان البارت الحادي والعشرون
رواية ثأر الشيطان الجزء الحادي والعشرون

رواية ثأر الشيطان الحلقة الحادية والعشرون
في روسيا:
كانت جالسة في فِراشِها تنظر أمامها بشرود لا تدري ماسبب ذلك الشعور الذي تشعر به الآن .. لقد بقي جواد معهم لعدة أيام فقط، ولكن لماذا تشعر أنه قد بقي معها زمنًا طويلاً؟ لماذا تشعر أن هناك شيء خفيٌ بينهما لا تستطيع قراءته حتى الآن؟ .. استفاقت من شرودها عندما سمعت طرقات باب غرفتها، دخل فيليب بابتسامة هادئة واقترب نحوها يجلس بجوارها ..
– ألن تُخبرينني عن الشِجَار الذي دار بينكما؟
– لا أرغب بالتحدث لأنه لم يحدث شيءٌ بالفعل عميي.
– إذا لماذا أشعر أنه حدث أمرٌ ما هدم كل شيء بينكما؟
طالعته صوفيا بتعجب وأردف:
– كل شيءٍ بيننا؟! أنا وجواد لم يكن بيننا شيء .. لماذا تتحدث هكذا عمي؟
فيليب:
– لا شيء، ولكنني أشعر فقط أنكِ معجبة به.
ظلت صوفيا تطالعه وكان يبدو عليها علامات التردد
فيليب باستفسار:
– هل هناك شيءٌ تريدين أن تُخبرينني به؟
صوفيا بتنهيدة:
– أنت سبب شجارنا عمي.
– كنت أتوقع ذلك، أخبريني ماذا حدث؟
روَت له ماحدث وبعدما انتهت..
أردف فيليب بهدوء:
– خلافي مع جواد لا علاقة له بكما.
أردفت صوفيا بتبرير:
– لكن عمي..
قاطعها بهدوء واستأنف:
– إنه مُحِق.
صوفيا بتعجب:
– ماذا!
أردف ببساطة:
– أجل إنه مُحِق، أنا من أرسلت الرجال في المرة الأولى .. وعندما يرى جواد أن رجالي من يقومون بمهاجمته مرة أخرى سيكون رد فعله أكبر من ذلك صوفيا.
ظلت صامته وهي تطالعه وتشعر بضيق في صَدرِها ..
– لم أحب طريقته معك عمي.
ابتسم فيليب وأمسك بيدها برفق وأردف:
– وأنا أحببت شعوركِ ذلك حبيبتي، ولكن لا تُنهِي علاقتكِ مع أحد بسبب أي شخص طالما أنتِ لم تري من ذلك الشخص سوءًا وخاصة جواد!
هزت رأسها وأردفت:
– كنت أتوقع أن يكون لك ردة فعل قوية منك عندما أمسك بك.
صمت فيليب قليلاً ثم أردف:
– لا أعلم لمَ لم ألقنه درسًا، ولكن هناك شيءٌ ما أوقفني لا أدري ماهو.
– لماذا أشعر أنك تقوم بمعاملته كأنه أحد أفراد العائلة؟
صمت فيليب قليلًا وأردف:
– ربما لأنه يُذكِرني بشبابي وأحيانًا أشعر أنني أريد أن أُربت على كتفه وأخبره أن كل مايفعله هو الأفضل للجميع.
ثم قهقه فيليب بخفة على شعوره السخيف ذلك ثم استأنف:
– يجب أن ترتاحي عزيزتي .. فإنكِ لم تنامي جيدًا منذ أن ذهب.
إحمرَّ وجهها خجلاً من حديثه وابتسم لخجلها ذلك وكاد أن يخرج من الغرفة:
– عمي
فيليب وهو يلتفت إليها:
– نعم؟
– لقد أخبرني جواد أن من يفعل كل ذلك هو أحدٌ قريبٌ منك، هل من الممكن أن يكون مايقوله صحيحًا؟
صمت قليلًا وابتسم:
– صدقيه عزيزتي .. فإن أقرب أصدقائي هم ألدُ أعدائي.
ثم خرج من غرفتها وأغلق الباب خلفه واختفت ابتسامته وهو يتذكر على مدار الثلاثون عامًا الماضية حجم الغدر الذي تعرض له من الجميع حتى أصبح يثق تمامًا بأن لا أحد أهلاً للثقة ولكن ذلك الجواد عندما ظهر أمامه شعر أنه سيقوم بتغيير ذلك المفهوم عنده .. شعر أنه يتحدث مع نفسه وكان يخبره بكل أسرار عملهم أيضًا وهو يثق تمامًا أنه لن يفعل به شيئًا على الرغم من أنه يثق أن جواد له علاقة قوية مع الشرطة بسبب صديقه الشُرطِيّ حتى وإن فعل لن يستطيع أحد الإقتراب منه أبدًا.
هز فيليب رأسه بنفي وأردف بصوتٍ عميق وملامح مبهمة:
– أنت أول شخصٌ ستأتي الخيانة منه جواد.
لا يدري لما تُحزِنَه تلك الفكرة على الرغم أنه لا يوجد بينهما صلة قرابة، ولكنه يجب أن يكون على وضع الإستعداد الدائم؛ فالحرب ستكون قريبة!.
……………………………………………
وفي مصر، مرت الأيام وكان جواد يتابع حالة جدته عن بُعد وعندما اطمئن أنها بخير وعادت إلى منزلها بسلام وحولها أبناءها وأحفادها، عاد باطمئنان إلى القاهرة الكُبرَى ليُكمل باقي مهامه وكان أولها لقاءه مع عاصم!
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في شركة جواد:
كانا يُطالعان بعضهما ولكن عاصم من تحدث بتعجب:
– DNA!! إنت مٌتخيل حجم الكلمة اللي انت بتقولها؟
كان جواد شاردًا لا يستطيع أن يُجيبه كان باله منشغلًا كثيرًا بالعديد من الأسئلة ويتمنى كثيرًا أن يكون كل ذلك غير صحيح!
– جواد، إنت بتتكلم بجد؟ إيه اللي يخليك تفكر إنك تعمل DNA
لعينة منك وعينة من زعيم المافيا الروسية!!!
أردف جواد بتفكير:
– فلنتغاضى عن إن والدتي كانت متجوزة واحد روسي إسمه فيليب! واللي المفروض إن هو متوفي من قبل ما أتولد .. وخلينا نتغاضى برده عن إن إسم زعيم المافيا الروسية هو فيليب .. بس أنا مش هقدر أتغاضى عن الشبة اللي بينا.
ثم استأنف وهو يطالعه متحدثًا بعدم فهم:
– إنت مُتخيل حجم الكارثة اللي أنا فيها، صح؟
ظل عاصم يُطالعه بهدوء إنهم حقًا في موقف لا يُحسدون عليه! ..
عاصم بعدم استيعاب:
– لا إن شاء الله لا .. ده هيبقى عقوق آباء ده لا!!!
ظل الإثنان صامتان ثم استأنف عاصم:
– هي النتيجة المفروض هتطلع إمتى؟
أردف جواد بإرهاق وهو يغمض عينيه ويستند بظهره على كُرسيِه:
– بُكرة.
– يا برودك يا أخي .. مالك بتتكلم براحة كده ليه؟
فتح جواد عينيه وأردف:
– أنا قلقان أكتر منك.
– تمام، خلينا نتفق على حاجة.
جواد باستفسار:
– إيه هي الحاجة دي؟
– إن مهما كانت النتيجة إنت هتفضل معانا مش هتنحاز للمافيا دي أبدًا.
طالعه جواد بغضب:
– أنحاز لإيه يا عاصم؟! أنا وانت هدفنا واحد والدليل العملية اللي تمت هنا في مصر تبع المافيا الروسية.
أردف عاصم بهدوء وتوضيح:
– عارف وواثق فيك، وعلى فكرة إنت كسبت ثقة الوزارة بالحركة دي، بس اللي أقصده إن حتى لو هو طلع باباك ماترجعش عن خطوتك معانا.
طالعه جواد كأنه يحمل همومًا كثيرةً على عاتقيه ..
استأنف عاصم حديثه:
– ليه سايب شمس عندهم هناك لحد دلوقتي؟
جواد بشرود:
– مش عارف، بس حسيت إن هناك أأمن مكان ليها، رجوعها لمصر دلوقتي مش هيفيدها بحاجة.
عاصم باستفسار:
– إنت راميها وسط النار، مش خايف من حركة غدر؟
جواد بتفكير:
– لا مش خايف.
– تفتكر مين اللي خطف مامتك؟
جواد وهو يطالعه:
– حد قريب من فيليب وقريب أوي هوصله وأنا عارف إزاي متقلقش.
صمت الاثنين قليلاً ثم تحدث جواد بعد ذلك:
– عندي مقابلة مع حَماك بعد شويه.
ابتسم جواد عندما قال تلك الكلمة وشعرعاصم بالإحراج وأردف بغرور:
– مش محتاج واسطة منك على فكرة، مركزي ومكانتي في المجتمع تخلي أي حد يوافق عليا.
جواد بمكر:
– اللي يشوفك بتتكلم كده ميشوفكش وانت بتجري ورا صباح السنة اللي عدت دي كلها! لا وكمان هي اللي كلمتني إني أكلم باباها في حين إن إنت صاحبي معملتهاش!.
ظل عاصم يرمُقه بغيظ وأردف:
– طب ياخويا أما نشوف هيوافق ولا هيرفض.
جواد بابتسامة:
– متقلقش هيوافق.
كاد أن يتحدث ولكن أوقفهما صوت طرقات الباب .. ودخل والد صباح بثيابته البسيطة وأردف بابتسامة:
– مساء الخير جواد بيه، أؤمرني كنت عايزني في حاجة؟
جواد بابتسامة:
– أكيد طبعا، اتفضل.
ثم التفت لعاصم وأردف:
– شوف هتعمل إيه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه ده.
عاصم باستفسار وعدم فهم:
– موضوع إيه؟
عقِد جواد حاجبيه وهو يطالعه واستوعب عاصم مايقوله:
– اه تمام.
ثم خرج من المكتب .. استقام جواد من مقعده واقترب من والد صباح والذي يُدعى “مُنير” يقوم بتحيته ..
– انت بتقوملي مخصوص يا جواد بيه؟
جواد بابتسامة:
– وهو أنا لو مقومتش ليك أقوم لمين؟ إتفضل.
جلس السيد مُنير على أريكة في غرفة مكتب جواد وجلس جواد بجانبه بعدما اتصل بعامل البوفية لكي يصنع لهما كوبي قهوة ..
أردف مُنير بإحراج وابتسامة:
– والله يا جواد بيه كل ده ملهوش داعي .. إنت خيرك سابق.
– لا أبدًا دي حاجة بسيطة.
طالعه جواد بابتسامة وأردف:
– إيه الأخبار كلكم تمام؟
– الحمدلله على كل حال.
ظل جواد صامتًا وهو يُطالع ذلك الرجل الطيب يفكر كيف سيخبره بذلك الأمر.
أردف مُنير بتوجُس:
– خير يا جواد بيه قلقتني؟ سكوتك مش مطمني.
– لا أبدًا كل خير إن شاء الله.
أخذ نفسًا عميقًا ثم أردف بابتسامة هادئة وهو يتذكر حديثه مع السيد بهجت عندما كان يتقدم لخطبة شمس.
– في صديق ليا متقدم لصباح.
ظل مُنير يُطالعه بهدوء..
– وبعدين؟
– هو يبقى صاحبي وكنت حابب آخد رأيك لو حضرتك موافق طبعًا.
منير باستفسار:
– انت بتسألني أنا عن رأيي؟ حضرتك إنت اللي شايف إيه؟ أوافق ولا أرفض؟ انت عارف أي قرار يخص صباح أو حد من عيالي بلجألك علطول لإنك زي أخوهم الكبير .. فده يعتمد على قرارك إنت لإني واثق في حضرتك .. وطالما ده حد تبعك وحضرتك تعرفه شخصيًا أنا معنديش مشكلة.
جواد بابتسامة:
– يعني نقول مبروك؟
– أكيد طبعا.
………………………………….
كان عاصم يجلس بسيارته يفكر بأمر جواد! لا يُصدق تمامًا بفكرة أن جواد سيبقى معهم حتى بعد معرفته أن فيليب من الممكن أن يكون والده لأنه يعلم جواد جيدًا .. إنه يفتقد لعائلته كثيرًا .. كان طفلًا صغيرًا يريد عائلة مثله مثل غيره من الأطفال في الملجأ ولكن حظه لم يُحالفه..
منذ سنواتٍ عديدة مضت:
كان جالسًا بفراشه متكورًا ويومًا عن يومٍ يرى عدد الأطفال يقل في الملجأ الذي هو به .. لا يدري هل هُناك خطبٌ ما به؟ أم أن العائلات لا يرونه من الأساس؟ ثم لما لم تأتِ والدته حتى الآن؟ أغمض عينيه وبدأ بالبُكاء .. انتبه عاصم له عندما كان يلعب مع باقي الأطفال في الملجأ .. رآه جالسًا وحده لا يتحدث مع أحد اقترب منه بابتسامة بريئة وأردف:
– إنت قاعد لوحدك ليه؟
طالعه جواد ببُكاء ولم يُجبه وعاد يدفن رأسه بين يديه .. جلس عاصم بجانبه وأردف:
– انت بتعيط ليه؟
اعتدل جواد ونظر إليه بأعين حمراء من البكاء:
– هو أنا وحش؟
طالعه عاصم بعدم فهم ثم أردف باستفسار طفولي:
– ليه بتقول كده؟
– ماحدش جه أخدني حتى ماما مجتش، هي كده مباقتش عاوزاني؟
أردف عاصم بعدم فهم طفولي:
– انت اتفقت معاها على إيه؟
– إنها هترجعلي.
– خلاص اسمع كلام ماما وبعدين كلنا هنا مستنيين ماما تيجي تاخدنا إحنا كمان .. كلهم قالولنا كده.
هز جواد رأسه ثم أخذ نفسًا عميقًا لكي يهدأ ولكنه انتبه ليد عاصم أمام عينيه .. رمقه بهدوء ووجد عاصم يمُدُ يده إليه وهو يبتسم ..
– تعالى نلعب سوا إحنا محتاجين واحد كمان معانا في اللعبة.
تردد جواد وأمسك يده ببطئ واستقام من فراشه و ذهب ليلعب مع الأطفال مثل سنه هو وعاصم والذي بعد مرور سنوات بسيطة قامت عائلة ثرية ومكانتها معروفة في البلد بكفالته أما جواد فقد بقي وحده في النهاية حتى هرب يومًا ما من الملجأ وبطريقة ما تقابل الإثنان سويًا بعد سنوات عديدة ولكن كل واحدٍ منهما حياته كانت مختلفة عن الآخر! أحدهما أصبحَ ضابط والآخر أصبحَ مُجرِمًا مُحترِفًا في تجارة الأسلحة! واستطاع ذلك المجرم كسب ثقة الدولة والأعداء أيضًا.
في الوقت الحالي:
أردف عاصم بهدوء وهو يردد بثقة:
– هيرجع عن قراره أكيد لو طلع أبوه!
وضع رأسه على المقود بيأس وهو يفكر لا يدري ماذا سيصبح الأمر حينئذٍ ولكن يا ترى هل سيكون بجانبه أم سيقف بجانب العدالة تلك المرة! لأن كل المرات السابقة كانت يساعده ويحاول أن يجعل الوزارة ترجع عن قرارها في إلقاء القبض على جواد!
……………………………………………………………..
في اليوم التالي:
كان جواد مستندًا بظهره على سيارته فوق جبل المقطم ويرتدي عدساته الشمسية السوداء ويمسك بيده مظروفًا مُغلق والذي يحتوي على نتيجة تحليل ال DNA .. كان يُطالع ذلك المظروف بتوتر ولأول مرة يشعر بالخوف هكذا، ابتلع بصعوبة وقام بفتحه بتوتر .. حتى أمسك الورقة التي بداخله وقام بفتحها ليرى النتيجة .. دقيقة فقط مرت وقد ارتعشت يداه وهو يمسك بالورقة .. كان يحاول أن يتماسك ولكنه لم يستطع! .. الحقيقة مؤلمة حتى وإن كانت مجرد فكرة فألمها ليس مثل كونها أصبحت حقيقة! إنه والده الذي أنجبه من صُلبِه! عروق وجهه برزت وهو يحاول أن يقاوم شهقاته ولكنه لم يستطع .. تنهيدة ألم مع بكاء مكتوم خرجت من فمه .. بكاء يعبر عن حرمان سنواتٍ من عائلتة كان يتمناها لنفسه! وليس ذلك فقط بل كان يتمنى يومًا ما أن ينادي أحدهم ب “أبي” ولكن لم يُحالفه الحظ .. والآن والده حي لكنه ليس مُجرَد شخصٌ عاديّ! إنه مُجرمٌ خطير! نظر ليديه الإثنتين بحزن … يا الله!! لقد سلم والده إلى القانون بيديه هاتين!
……………………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)