رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الثالث والعشرون
رواية أسرت قلبه الجزء الثالث والعشرون

رواية أسرت قلبه الحلقة الثالثة والعشرون
(غيرة )
حبك جعلني أفقد عقلي…نعم أنا مجنونة بك!!!
(أريام لأمجد )
……..
نظر إليها للحظات وهو يشعر بقلبه يعتصر…
لقد ظلمها …يشعر بالذنب بسبب هذا …أطرق يرأسه وهو يفكر انه من اوصلها لتلك الحالة ….لقد صدمته مشاعره نحو جيلان …نعم هو يمتلك تلك المشاعر …لا يستطيع أن يكذب او يخدع نفسه يعد الآن …هل يكذب على نفسه ويخبر نفسه ان ليس لديه مشاعر نحوها!!! مشاعره اصبحت واضحة للجميع…لن يكذب …ولكن أيضا لا يستطيع أن يفعل بأريام هذا …
تكلم اخيراً بنبرة هادئة وقال:
-انا هتجوزك يا اريام …ده أكيد هيحصل ان شاء الله …بس مينفعش دلوقتي …مرات عمي اتوفت …البيت في حالة حداد …حتى اختي اجلت فرحها…ونوران كمان …..مفروض جيلان كانت تتخطب وكل حاجة وقفت …يعني حياتنا كلها. وقفت حاليا …
-وده مريحك صح.؟!
قالتها والدموع تطفر من عينيها ليعبس ويقول :
-مش فاهم…
-لا يا أمجد انت فاهم كويس …انت مبسوط ان نرتيبات خطوبة جيلان وقفت …فرحان مش كده …
-ايه اللي انتِ بتقوليه ده !!
قالها وهو يتنفس بغضب لترد:
-بتضحك على مين يا شيخ أمجد …عليا ولا على نفسك مشاعرك ناحية جيلان واضحة !!
-اريام اسكتي…
-مش هتخوفني يا أمجد …خلاص حقيقتك انكشفت …عايش في دور الشيخ ومبترضاش حتى تبصلي دقيقتين على بعض قال ايه بتغض بصرك …وانت سمحت لنفسك تبصلها وتحبها …سمحت ان قلبك يتعلق بيها يا شيخ …
اخذ يتنفس بصعوبة وهو يتمالك نفسه قبل ان يتهور وقالت :
+مش هسمح ليك تسيبني يا أمجد …لو حصل هقول للكل حقيقتك …هقول أنك بصيت للي دايما بتقول عليها أختك.!!
ثم.استدارت لتذهب ولكنه قال :
-انا هتجوزك انتِ يا اريام متقلقيش …بس مش دلوقتي …
لم ترد عليه وغادرت مكتبه وهي غاضبة ….
جلست على المقعد وهو يشعر بعالمه يتهاوي ليدخل صديقه عثمان ويقول :
-هو فيه ايه يا صاحبي …مالها آنسة أريام واخدة في وشها كده ليه…
نظر إليه أمجد.بتعب ليقول عثمان بتوجس :
-لا شكل الموضوع كبير اووي …أستنى أنا جاي اسمع أموت في خناقات المخطوبين….فكرتني بخناقاتي مع سبيل خطيبتي السابقة….
ضحك امجد بمرارة بينما عثمان يجلس بجواره ويقول :
-ها احكي يا شهريار…كل حاجة بالتفصيل الممل…
صمت أمجد.بيأس ليعبس عثمان ويقول :
-شكل الموضوع فعلا كبير مش هزار …قولي يا أمجد ايه اللي حصل …
نظر إليه أمجد بتعب وهو يقرر ان يقص عليه كل شئ !!
…..
-يعني انت بتحب بنت عمك !!
صرخ عثمان بدهشة فزجره أمجد وهو يقول بغيظ :
-ممكن توطي صوتك !!!
-طيب تمام أنا آسف ..قولي انت هتعمل ايه ؟
-بجد مش عارف….
نظر إليه عثمان وقال بتقرير:
-انت كده.مبتحبش خطيبتك …يعني كده هتسيبها وتتجوز بنت عمك مش كده يا أمجد….أنت هتسيب أريام !!
-أنا مقدرش اسيبها يا عثمان بعد ما ركنتها الفترة دي …وكمان اديتها آمل أننا خلاص هنكتب الكتاب …
قالها أمجد بيأس وهو يدفن وجهه في كفيه ليهز عثمان كتفيه ويقول :
-خلاص يا صاحبي متسيبهاش …اتجوزها ….
رفع أمجد رأسه بيأس ونظر الى صديقه وقال :
-بس قلبي مسوحني يا عثمان …قلبي هيدخلني في حورات أنا مش قدها…أنا حاسس اني تايه مش مصدق ان عيلة تقلب حياتي بالشكل ده…أعمل ايه يا عثمان أنا تعبت …
ابتسم عثمان وقال:
-أنا شايف أنك معذب نفسك على الفاضي يا صاحبي …حلك بسيط جدا …انت بتحب بنت عمك ومتقدرش تسيب أريام …فيه حل بسيط جدا يحل مشكلتك …اتجوزهم الاتنين يا شيخ أمجد..
نظر امجد إليه للحظات ثم ضحك بذهول وقال:
-أنت مجنون يا عم ولا ايه ؟!….
عبس عثمان وقال:
-ايه اللي قولته غلط يا عم امجد….بقولك الحل …اتجوز الاتنين …ده شرع ربنا لا حرام ولا عيب..وانت.شيخنا يا عم وعارف…
-وعشان عارف بقولك لا …أنا معنديش امكانية لا مادية ولا عندي امكانية اني اعدل…ايوة صح التعدد شرع ربنا أنا مقدرش اقول حاجة …بس دي حاجة أنا مش قدها…
بس أنت كده هتضطر تختار ما بينهم هما الاتنين يا شيخ أمجد …هتختار مين ؟!
ابتسم بحزن وقال:
-اريام يا عثمان ..مقدرش اكون ندل معاها واسيبها بعد ما ادتلها الأمل !!
……..
عبست رحيق وهي تجد نوران تتمسك بها بتلك الطريقة …خفق قلبها برعب شديد وهي تحاول تقبل كلماتها في عقلها ….أي فضيحة تلك التي تتكلم عنها ….
-نوران …
قالتها رحيق بتوتر وهي ما زالت تبكي بتلك الطريقة المخيفة …حاولت رحيق تهدئتها ولكن نوران كانت في حالة انهيار لم تراها من قبل ….
-نوران اهدي وفهميني ….
امسكت نوران بكف رحيق كأنها السبيل الوحيد للنجاه ووقعت على الأرض وهي ما زالت تمسك كفها وتقول؛
-أنا انتهيت …انتهيت…اتفضحت خلاص!!!
جلست رحيق بجوارها وهي تضمها بفزع وتقول :
-قوليلي ايه اللي حصل …ابوس ايديكي اتكلمي …أنا دماغي شغالة تودي وتجيب …يا بنت انطقي…
عانقتها نوران وهي تبكي بعنف وتقول:
-انا غلطت يا رحيق…غلطة متتغفرش …..أنا كنت بحب زميل ليا و…و ….
ابتعدت رحيق قليلا وهي تضع كفها على فمها برعب وتقول ؛
-وايه اللي حصل …انطقي !!!
أطرقت برأسها أرضا ودموعها تنهمر بشكل مكثف وقد بدأت تقص عليها كل شئ…بدءا من حبها البرئ لعادل ثم تحول هذا الحب لشئ غير برئ تماماً…قصت لها عن الصور المخجلة التي بعثتها له ….عن تهديده لها وأخيرا عن اغتصابه لها ….لم تترك شئ لم تحكيه …حتى تهديده لها لكي تتزوجه بالسر ….
ما ان انتهت حتى لطمت رحيق وهي تولول قائلة:
-يا مصيبتي …يا مصيبتي ….ايه اللي عملتيه في نفسك ده ….
ثم اخذت تهزها بقوة بينما الدموع تنهمر من عينيها وصرخت مجددا :
-انطقي ازاي تعملي في نفسك كده …ازاي ؟!!!
-ابوس ايديكي وطي صوتك يا رحيق ……
هزت رحيق رأسها بذهول لتكمل نوران وقد التمعت عينيها بغضب :
-وبعدين انتوا السبب …انتوا اللي خلتوني أعمل كده!!
نظرت إليها رحيق بصدمة لتكمل :
-مصدومة ليه ؟!!هما انشغلوا بيكي انتِ حبوكي انتِ وانا اتركنت على الرف طبيعي اغلط….
-انا بجد مش قادرة اصدق انتِ بتبرري ايه ؟!…محدش ركنك على الرف ..اهلك بيحبوكي …معاكي والدتك ومعاكي اخوكي …وانا بحبك…مش شايفة ده كله …مستخسرة فيا حب ماما دلال ليا …هي مهما حبتني مش هتحبني اكتر منك يا نوران ….مفكرة نفسك تعيسة….اومال أنا أقول ايه ..أنا اتحرمت من والدتي من صغري …اتمنيت بس حضن….طول السنين دي كنت بشحت الحب …رغم ان امجد كان معوضني بس كنت بتمنى ان ماما دلال تحبني …ولما حبتني مستخسرة ده فيا ….بتلوميني على غلطك …
نهضت وهي تمسح دموعها وتقول :
-اسفة مش هتهاون معاكي وابررلك كمان …انتِ غلطتي وغلط كبير غلطتي في حق نفسك واهلك والاهم من ده كله عصيتي ربك وحطيتي صباعك تحت ضرس واحد رخيص زي ده…انتِ غلطتي ….
عضت شفتيها وقالت بنبرة مخنوقة :
-هتقولي لأمجد ؟!
بهتت رحيق للحظات وهي تفكر ماذا تفعل في تلك الكارثة …بالطبع لن تتخلى عن نوران ..يجب أن تساعدها….
جلست مجددا بجوارها وأمسكت كفها وهي تقول :
-هنعدي ده سوا متقلقيش …بس من رأيي نقول لأمجد…هو هيعر….
-لا لا…
قالتها نوران بإنهيار وهي تبكي وتقول :
-أبوس ايديكي أمجد لا…أمجد.ممكم يقتلني …
-انتِ عارفة كويس ان أمجد.مستحيل يعمل كده …بس لازم نقوله ….متنسيش أنك مخطوبة دي هتبقى….
امسكت يدها وهي تبكي بإنهيار وتقول :
-أبوس ايديكي متقوليش لأمجد لاني والله وقتها هنتحر…..خلاص يا رحيق انسي اللي قولته …متساعدنيش …أنا هساعد نفسي ..بس المهم متقوليش لأمجد …والله فعلا هموت نفسي …أنا هساعد نفسي …أنا …
شدت رحيق على كفها وقالت ؛
-انا معاكي …أنا هساعدك …
-هتعملي ايه ؟!
قالتها نوران بلهفة لترد رحيق بيأس وتقول :
-معرفش …بس ربنا هيسهلها ان شاء الله يارب …هنحاول ندبرها ….
اخذت نوران تبكي وقالت وهي تنظر لرحيق:
-هو أنا لو انتحرت هتحاسب يا رحيق …حاسة ان ده احسن حل ده ممكن يوقف عادل …متعرفيش انتِ عادل ده واحد حقير…ربنا كشفه ليا كذا مرة بس أنا اللي غبية وكملت في القصة دي وبتحاسب دلوقتي …قوليلي لو موتت نفسي ربنا هيحاسبني !!
-أنتِ تعبانة في دماغك يا نوران ..بجد.للدرجة دي مبتفكريش …
هزت رأسها وهي تبكي بإسراف :
-ايوة عندك حق يا رحيق …أنا غبية اووي ..مفكرتش وانا بحط صباعي تحت ضرس واحد زي ده …استغل ضعفي ناحيته لحد ما خسرت كل حاجة ..أنا كارهة نفسي اووي يا رحيق… ياريت اموت وارتاح …أنا فضحتكم!!…
انسابت دموع رحيق بقوة وهي تنظر إليها ثم ضمتها وهي تبكي بعنف مثلها …كان قلبها يؤلمها بسبب شقيقتها….هي عاجزة …لا تعرف كيف ستواجه هذا الوحش …حرفيا لا تعرف ماذا تفعل …
-هتساعديني يا رحيق !!…ساعديني يا رحيق عشان خاطري أنا حاسة ان حياتي كلها وقفت
هزت رحيق وهي تبكي وقالت؛
-مش هسيبك متقلقيش …هساعدك يا نوران …هنعدي ده سوا…هنتصرف ان شاء الله …
ثم اغمضت عينيها وهي تدعي ربها ان يمر هذا على خير ….
………
اهتز العالم من حوله…نعم رجل مثله اهتز عالمه للحظات وهو يشعر انه سوف يخسرها …كان يرى نظرات سيلا وهو يدعو ربه ان يكون هذا كابوس …بالطبع سوف تخبر زوجته كل شئ ….الآن حياته مع ماريانا سوف تتدمر للأبد… السعادة التي بدأ بتذوقها الآن سوف تنتهي سريعاً….رباه ماذا يفعل…كان ينظر لسيلا نظرات تحذيرية بينما هي ترمقه بلامبالاة تخفي تحدياً….وأدت ابتسامة خبيثة كادت ان ترتسم على شفتيها وهي ترى الرعب بعينيه
..نعم يعجبها هذا …هي لو قررت ان تتكلم الآن .سوف ينتهي كل شئ بينهما ..لكن لا هي لا تريد هذا .الآن ..
-أنتِ بتعملي ايه هنا !!!
قالتها ماريانا بصوت حاد.وهي مستعدة تماماً ان تغلق الباب بوجهها …رباه لماذا ظهرت الآن وبعد أن تأكدت من حب جورج لها …هل ظهرت لتشتيته!!…ماذا الآن هل ممكن ان يتراجع جورج عن كلماته ويخبرها انه لا يحبها …أحرقت الدموع عينيها وهي ما زالت تنظر لسيلا ..للغرابة كانت يحتل وجه سيلا ابتسامة لطيفة للغاية بينما نظراتها غامضة …ابتلع جورج ريقه بينما هي تلج وتقول بلطف :
-ريلاكس مش جاية أعمل مشاكل ….أنا بجد اسفة لو عملتلكم مشاكل قبل كده …
توسعت عيني ماريانا بصدمة بينما نظر إليها جورج بتوجس…لا يصدق الذي تقوله او تصرفاتها اللطيفة تلك هو لا يثق بها ….
أكملت وهي تنظر الي ماريانا وقالت :
-بعتذر ليكي بشكل مخصوص على تصرفاتي الطفولية معاكي …..أنا مكنتش قادرة استوعب ان جورج اختارك.انتِ….كنت عاملة زي العيلة اللي ضاعت لعبتها وتصرفاتي كانت من غير عقل بسبب حبي وغيرتي على جورج …وكان عندي أمل سخيف ان جورج بيكون لسه بيحبني بس للأسف اكتشفت ان ده غلط يا ماريانا…جورج بيحبك انتِ…وعلى فكرة ده من زمان مش قريب …أنا شوفت حبك في عينيه من زمان بس كنا بعاند نفسي ..بس دلوقتي خلاص ملوش لازمة اعاند اكتر لان بقا واضح أنه بيحبك انتِ …الست بتحس امتى الراجل بيحبها وامتى لا وانا شايفة نظرات الحب في عيون جورج …بس الحب ده ليكي مش ليا وانا مش هحارب على حاجة مش بتاعتي يا ماريانا…كرامتي مش هتسمح بكده …عشان كده أنا جاية اعتذر وبقولك اني خلاص هسافر قريب وهرجع فرنسا ومش هتشوفوا وشي تاني ….
كانت سيلا تتكلم والدموع تغرق وجهها ….
كان جورج ينظر إليها دون تصديق…حسنا ما تفعله الآن لا يمكن أن يصدقه خاصة بعد محاولاتها للحصول عليه …بعد ما حدث بينهما …انه ما زال يشعر بالقرف من نفسه…يشعر انه تلوث …لقد ظن ان عندما يحدث شئ بينه وبين سيلا سوف ينهار ويستسلم لها …ولكن على العكس تماماً..بعد ما اقترب منها وكاد ان يخطأ ويخون زوجته ويخل بوعوده لزوجته ..شعر بالقرف من نفسه ….مهما غسل نفسه فإنه يشعر انه مُدنس ….
-انا عايزاكي تسامحيني يا ماريانا …
كانت ماريانا ترمقها بذهول…
لتستعد سيلا لتغادر وتقول بإبتسامة ؛
-مش لازم دلوقتي يعني أنا عارفة اني جرحتك …بس حاولي تسامحيني….أنا كده كده هختفي من حياتك ….
ثم ابتسمت دامعة وهي تنسحب من حياتهما….
بعد ان ذهبت نظرت ماريانا لجورج بذهول وقالت:
-هو ايه ده ؟!
هز كتفيه وقال ببرود :
-معرفش وميهمنيش بصراحة …احسن حاجة انها هتمشي من حياتنا …
ابتسمت ماريانا وهي تقترب منه وتضمه إليها بقوة وهي تقول :
-انا بجد مش مصدقة يا جورج ….هي بنفسها قالت أنك بتحبني …هو حبك ليا واضح بالشكل ده !
ابتسم لها وهو يربت على شعرها وقال:
-عندك شك في ده ؟!
نظرت إليه لتجد عينيه الزرقاء صافية تماماً مملوءة بالعشق لا ….
هزت رأسها وقد بدأت دموع السعادة تحتشد بعينيها ثم انسابت ….
مسح دموعها بشفتيه لتتمسك به وتقول وهي تتنهد :
-أنا بحبك يا جورج….
-وأنا كمان يا سكرتي ….
ثم كاد ان يقترب ليقبلها ولكن انتفضا على صوت والدة ماريانا وهي تقول:
-ليه فاتحيين الب…يا دي الكسوف يا ولاد …لا مؤاخذة هو أنا قاطعت حاجة ….
ضحكت ماريانا وهي تدفن نفسها بصدر جورج …ليقول جورج ضاحكا لحماته:
-لا عادي هي جات عليكي …..ادخلي يا حماتي …
…..
كانت تسير بالطريق و الابتسامة تزين شفتيها …يجب أن تعترف انها ماهرة للغاية في التمثيل …الآن سوف تتخذ دور الحمل الوديع لكي تحصل على جورج …لا يهم عدد قلوب الاشخاص التي سوف تكسرها …هي لا تهتم ابدا…هي تريد جورج وسوف تحصل عليه …هو حبيبها …ملكها هي فقط …ماريانا هي الدخيل هنا ..صحيح انها فازت بنقطة عندما جعلته يحبها ولكن لا بأس …هي ستحاول بقدر امكانها ان تجعله يعود اليها…فسيلا هي حب جورج الأول …والحب الأول لا يُنسى بسهولة …
ضحكة صغيرة خرجت من بين شفتيها وهي متحمسة لما ستفعله كي تفرقهما !!
………..
نظرت إليه للحظات تحارب دموعها كي لا تنهمر امامه وتبدو مثيرة للشفقة …بدلا من ذلك نظرت إليه وهي ترفع رأسها وتقول ببرود شديد :
-مبروك فرحتلك …حاول تعمل الفرح في أقرب وقت …واهو تلاقي ست تلبي احتياجاتك اللي أنا مش قادرة ألبيها…او مش عايزة ألبيها بمعنى أوضح
توسعت عينيه بصدمة وقال:
-نعم!!!
-زي ما سمعت …اتجوز براحتك ده حقك…مادام احتياجاتك مهمة كده ….
كان مصدوم وهو ينظر إليها …لقد اراد اثارة غيرتها ولكنه اكتشف انها عبارة عن تمثال من الجليد ….هي لا تشعر ..ليس لديها مشاعر !! …مؤكد ان ليس لديها مشاعر نحوه …هل اذن ضعفها في تلك الليلة واعترافها بحبها كان كذب….كيف يمكنها ان تدعي هذا الحب وتنكره أيضا بتلك المهارة!!أما انها ممثلة جيدة او تعاني من انفصام في الشخصية …يقسم انها لو اتت بذكر رجل آخر على لسانها بعد الذي حدث معهما كان ليقتلها !!!..
كادت ان تذهب من امامه…ان تهرب كي لا تنهار وتترجاه الا يكسرها بتلك الطريقة …فخبر زواجه هذا سحق قلبها بالفعل …اشعرها ان عالمها يتهاوى من حولها ولكن قبل ان تهرب امسكها أمير جيداً ثم شدها نحوها …
شحب وجهها وهي تقول بفزع وقد خافت من افتضاح مشاعرها نحوه وهي تقول :
-امير بتعمل ايه ؟!!ابعد …
ولكنه لم.يبتعد بل اصبح يقترب بوجهه منها حتى لفحت أنفاسه وجهها بينما كانت عينيه على شفتيها بتركيز..ارتجفت شفتيها وهي تقول بتوسل :
-عمر يا أمير…ممكن يصحى يطلع في أي وقت … ..مينفعش يشوفنا بالوضع ده
وكأن ذكر ابنه جعله يتعقل قليلاً…بالفعل كان وضعهما غير لائق …لذلك ابتعد قليلا ولكنه لم يتركها بل جذبها نحو غرفتهما …ادخلها واغلق الباب !!!
تحررت من ذراعه وهي تتراجع وتقول بينما تنظر إليه وهو يرمقها بتلك النظرات الغريبة …كانت نفس النظرات في عينيه يوم امتلكها:
-انت عايز ايه …ابعد يا أمير أنا ورايا شغل …أنا مش فاضيالك !!
-انتِ عارفة اني ممكن اعيد أول ليلة دلوقتي لينا وهتستسلميلي برضه….وهتعترفي بحبك ليا تاني…عارفة اني ممكن أعمل كده كويس !!
ابتلعت ريقها بفزع وقالت بنبرة مهتزة :
-مستحيل…الليلة دي كانت غلطة ومش هتتكرر …
اقترب منها وعصر ذراعها وقال بغضب :
-مكانتش غلطة …ده الطبيعي اللي مفروض يحصل بين اي اتنين متجوزين …ليه مش فاهمة أنك مراتي…ليه بتعملي كده يا سما …أنا عايز أبدأ من جديد….عايزك….ليه بتوفقي حياتنا بالشكل ده ….
كان بالفعل غاضب منها …من غباءها وبرودها…لما تتصرف بذلك البرود بعد ان اشعلت به النيران ….لما تبتعد الآن بعد ان جعلته عاجز عن التوقف عن التفكير بها …لما هي قاسية بتلك الطريقة…أكمل وقد فاض به :
-انا حتى عشان اخليكي تغيري عليا قولتلك اني هتجوز واحدة تاني وانتِ مش مهتمة…انتِ عارفة. لو كنتي جبتي سيرة راجل تاني على لسانك كنت قطعته….
رفعت رأسها وهي تقول بنبرة باردة :
-جوازنا كدبة …مسرحية …مش هتستمر يا أمير …أنا هبعد لما عمر يقدر يعتمد على نفسه ….انت تقبل ده ولو عايز تتجوز ربنا معاك….
نظر إليها بتعب وقال:
-ليه بتعملي.كده؟!…ليه يا سما …أنا لأول مرة من زمان اكون مبسوط…أول مرة افكر بجدية اكمل حياتي بعد مريم واهو عايز اكملها معاكي انتِ…ليه مش عايزة تدينا فرصة نبقى سوا …ليه بتعقدي الأمور…أنا مش عايز اتجوز غيرك ….أنا عايزة أعيش معاكي…انتِ…انتِ وبس …
-وانا مش عايزاك.يا أمير…هي مش عافية ..
كانت، تتكلم بسرعة ودموعها تطفر من عينيها ليقترب منها وهو يرفع وجهها ويمسح دموعها برفق ويقول :
-طيب ليه بتعيطي …لو فعلا مش عايزاني مش هتعيطي كده …لو مكنتيش بتحبيني مش هتعيطي بالشكل ده …
-ده كدب…
قالتها بإختناق ليرد
-طيب ليه بتعيطي ؟!
-عشان انت بتخنقني …مش راضي تفهم !!!
قالتها وهي تشهق بالبكاء ليقول بصبر…
-مش قادر افهم ايه …نوريني طيب ….
انهمرت دموعها اكثر وهي تحاول اخراج الكلمات من فمها ولكنها كانت تختنق بالفعل …صدرها بضيق ….كان هو يمسح دموعها بلطف وقال :
-اتكلمي ….
-انا بحمي نفسي منك…
نظر إليه بدهشة وقال:
-ليه هو أنا عفريت يا سما !!
-انت بتعرف تجرحني كويس يا أمير …وانا مش عايزة اتجرح تاني …أنا راضية بالحياة دي …راضية ابقى مربية لعمر …انت ليه بتحاول معايا اني انسى دوري …
-مين قال ان ده دورك …يمكن في الأول كان عشان عمر …بس أنا دلوقتي عايز جوازنا يكون كامل ….عايزك تنامي في حضني كل يوم …عايز يكون عندنا اطفال …عايز اكمل حياتي معاكي …ليه مش قادرة تفهمي …
ابعدته عنها وهي تبكي وقالت:
-لانك في كل مرة نقرب من بعض تجرحني وتقول أني عايزة اخد مكان مريم وانا مش كده ..أنا مش ببص لمكان اختي …أنا مش عايزة اخليك تنساها …أنا مش وحشة كده …انت كنت بتجرحني وانا …
ثم صمتت وهي تنفجر بالبكاء …اقترب منها مرة أخرى ثم ضمها اليه بقوة وهو يربت على ظهرها …تركها تفرغ كل حزنها حتي ترتاح ..وبعد أن هدأت قليلا ابعدها عنه وهو يعانق وجهها ويقبل رأسها ويهمس :
-اديني فرصة واحدة وانا هعيشك في الجنة …فرصة واحدة وانا هراضيكي واداوي جروحك مني ..فرصة واحدة يا سما…
ابتعدت وهي تمسح دموعها وقالت :
-محتاجة وقت عشان اثق فيك يا أمير ..
ابتسم وقال:
-وانا هديكي الوقت اللي عايزاه …زي ما زعلتك بنفسي هصالحك …اللي عايزاه هو اللي هيحصل
………
-عشان كده مش هقولك هو مين يا سيف !
قالها جلال بهدوء …
نهض سيف وقال بعنف :
-يعني حضرتك عارف هو مين…عارف اللي دمر حياة مياس وساكت …
-انا مش ساكت يا سيف …أنا هندمه بس مستني الوقت المناسب ….
احمر وجه سيف بغضب وقال:
-والوقت المناسب ده هيجي امتى ان شاء الله …أنا مش مصدق يا بابا …بعد ده كله وبعد ما اتخلينا عنها لسنين بسبب مشاكل على الورث بينك وبين عمي دلوقتي بدل ما تندمه على اللي عمله بتقولي مستني الوقت المناسب ….
أسبل جلال عينيه وهو يشعر بالذنب يتصاعد داخله …هو أراد تعويض مياس عن كل ما عاشته ولكن ما يفعله دوما منقوص …
تنهد جلال وقال:
-مش معايا دليل حاليا …يكون معايا دليل بس وانا هربيه …هخليه يتعفن في السجن …خليك واثق من ده……
-مفيش داعي …
قالها سيف بنظرات غامضة ليرد والده ويقول بتوجس :
-مفيش داعي ايه يا سيف …
رد سيف وقد بدأت النيران تتصاعد بعينيه وقال؛
-قولي بس اسمه وانا هتصرف معاه…
هز جلال رأسه وقال:
-لا يا سيف مش هقولك هو مين …أنا عارف انت ممكن تعمل ايه …وانا مش مستعد اخسرك …ولا كمان مياس مستعدة تخسرك ….المسكينة عانت كتير مش هتفرح لما تدخل السجن بسببها …
حك سيف رأسه بعصبية وقال:
-انا عايز اعوضها…عايز افرحها يا بابا …عايزها مبسوطة ..
ابتسم جلال وقد شعر ان مياس تلج لقلب سيف وقال:
-عوضها بإنك تكون جمبها…تديها الحب والاحترام…تحسسها انها اجمل واحدة في العالم كله
ابتسم سيف وقال:
-أظن عارف هعمل ايه!
………
-آه….آه ميااااس …
قالها معاذ وهو يبكي بعنف بينما زجاجات الخمر تحيط به …كان في منزله …لم يفعل شئ منذ اسبوعين …منذ زواجها …غير انها يشرب حتى يفقد وعيه …كانت عهد تحضر له الطعام ثم تلوذ بالفرار لغرفتها …تحتمي ببابها المغلق بإحكام …بينما تشعر بالرعب ان يُصاب بالجنون يوماً ما ويفرغ احباطه وغضبه بها !!…
-ليه عملتي كده يا مياس …ليه…أنا بحبك … بحبك زي المجنون…ترفضيني وتتجوزيه هو …بس أنا مش هسكت يا مياس …مش هسكت …
كان يتكلم وهو يمسك صورتها بيد واليد الآخري يمسك زجاجة الخمر ويشرب منها مثل المجنون..بينما يكمل :
-مياس انتِ هتبقي ليا…حتى لو اضطريت اقتل جلال الحسيني وابنه …هيبقالك أنا في الاخر وهتجوزك …زي ما بعدت عمر عنك هبعد سيف لإما اقتله …عشان انتِ ليا يا مياااس…سامعة انتِ ملكي أنا وبس …كلك ملكي …ممنوع راجل تاني يلمسك …ممنوع !!!!…
ألقى زجاجة الخمر على الأرض لتنسكب محتوياتها على الأرض ونهض وهو يترنح…يريد ان يفرغ غضبه وإحباطه ….يريد أن يفعل أي شئ ليخرج هذا الغضب والا هو سوف يموت …ومن غيرها ليتحمل فورة غضبه …لا أحد غيرها …
اتجه لباب غرفتها وهو يطرق عليه بعنف :
-افتحي الباب …افتحيه…
انتفضت عهد من فراشها واتجهت نحو الباب وهي تقول بتوسل ونبرة مخنوقة :
-معاذ عشان خاطري …
ولكنه قاطعها وهو يضرب الباب بقوة ويقول :
-قولتلك افتحي الباب ….افتحي الباب والا عقابك هيكون شديد لما اكسره …..
ارتعشت بقوة والدموع تطفر من عينيها ….فتحت الباب وهي ترتعش …. ابتلعت ريقها بعسر وهي نجده امامها…عينيه حمراء …يبدو عليه نفاذ الصبر ….اقترب منها لتتراجع بقوة …شدها فعلا من شعرها ثم اسقطها على الأرض وهو يصرخ:
-بترفضيني يا مياس ….أنا…أنا …
ولكنه لم يستطع ان يكمل وفقد وعيه …نظرت إليه عهد وهي تشعر بالرعب …رباه سوف تموت لو ظلت هنا اكثر من هذا ولكن لا يمكنها الهرب…هي لا تمتلك تلك الشجاعة ابدا…دموعها انهمرت من عينيها وهي تجلس جواره وهي تفكر ماذا تفعل لكي تتخلص منه …ماذا تفعل كي تمتلك الشجاعة وتهرب منه …الى متى سوف تتحمل هذا العذاب !!!
اغمضت عينيها وهي تشهق بقوة وتقول :
-يارب …يارب أنا مليش غيرك يارب …يارب ساعدني عشان اقدر ابعد عنه يارب …يارب اقدر اهرب منه …يارب احميني من شره ….
كانت تدعو وهي تبكي …تتمنى ان تحصل على السعادة في النهاية مع رجل محترم يحبها ويقدرها وليس مع شخص مثله لا يعرف الا الضرب والانتهاك وسيلة للتعبير….تتمنى ان تجد الرجل الصالح الذي سوف يخلصها من حياتها تلك ويسحبها لحياة افضل …حياة لا تُهان فيها ….هي تثق بالله وتعرف انها سوف تنجو …صحيح انها ضعيفة ..لا تملك الجراءة لكي تهرب…ولكنها ستنجو…هي تعرف هذا …مسحت دموعها أخيرا ونهضت بتثاقل ثم اتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه …على الاغلب سوف ينام لساعات ثم ينهض ويقوم بضربها ويصرخ بها لتظل هي طوال الليل تعاني من الجروح …هذا روتينها الذي اعتادته ….هذة هي حياتها سلسلة متواصلة من العذاب ….ولكن الحمدلله على كل حال ….فربما عذابها ينتهي قريباً….
……
كانت تجلس على الفراش وهي تمسك احد الروايات الأجنبية تقرأ بها عندما طُرق الباب …
وضعت نقابها سريعا ليفتح الباب ويظهر سيف وعلى وجهه ابتسامة رائعة …نظر إليها وقال:
-انا مش قولت متلبسيش النقاب وانتِ في الاوضة متقلقيش محدش هيدخل هنا غيري …
اقترب منها وهو يضع الصندوق الصغير الذي معه على الطاولة ثم رفع النقاب الخاص بها لتقول بضيق :
-سيف لو سمحت …
-لو سمحتي انتِ يا مياس …متخنقيش نفسك بالشكل ده …قولتلك شكلك مش مضايقني …
زفرت بضيق ليبتسم لها ويقول:
-أنا جاي اعرض عليكي صفقة حلوة اووي …
نظرت إليه بدهشة وقالت:
-صفقة ايه؟!
-انا حابب ابقى صديقك …
-صديقي !!
قالتها وهي ترمقه بذهول…ليهز رأسه ويقول :
-ايوة عايز ابقى صاحبك …ابقى الكتف اللي بتبكي عليه الانسان اللي بتقوليله كل اسرارك ومخاوفك …عايز أكون الشخص اللي بيسعدك.دايما….
ثم نهض واحضر الصندوق الصغير وقدمه لها وقال بإبتسامة لطيفة :
-افتحيه….
بالفعل فتحت الصندوق لتجد مفكرة كبيرة باللون الزهري منحوت على غلافها اللامع (أمنيات مياس )..عليه قلم جميلة على بينهي اخره ببجعة. بيضاء رائعة الجمال …
-ايه ده ؟!
قالتها مياس بحيرة فرد سيف بنبرة مشاكسة:
-شبيك لبيك سيف من ايديكي اليمين لإيديكي الشمال هيحققلك كل امنياتك البسيطة فيها والمستحيلة…
نظرت إليه بدهشة وهي لا تستوعب ما سيقوله ليمسك كفها ويقول :
-ده.يا ست البنات كلهم اجندة وصيت عليها …الاجندة دي زي الشاطرة تكتبي فيها امنياتك واللي نفسك فيه وبعون الله العبدلله اللي هو أنا هحققها ليكي …شوفي عامليني كأني مصباح علاء الدين ….
لم تسيطر على نفسها وضحكت لأول مرة امامه…صمت بذهول وهو ينظر إليها …ثم ابتسم بحلاوة وهو يراها تضحك بكل هذا الجمال…
توقفت عن الضحك وهي تراه ينظر إليها بتلك الطريقة فتوترت ليبتسم هو لها ويقول :
-ضحكتك حلوة اووي يا مياس …ياريتك.تضحكي كده دايما..بجد شوفت كتير بس مشوفتش اجمل من ضحكتك ….
ثم اقترب وهو يقبلها على خدها لترتبك وهي تبتعد عنه فيقول ببراءة:
-ايه دي والله قبلة اخوية ..اعتبريها عربون صداقة …
لم تتحمل لتنفجر مجددا بالضحك…وتلك كانت ثاني مرة تضحك من قلبها بعد كل ما حدث معها
………..
-كفاية كده يا مرات عمي تقلت عليكم أنا هروح اعيش في بيتنا …
قالتها جيلان وهي تفرك كفيها بتوتر …عبست دلال وهي تقول :
-تعيشي فين يا جيلان يا بنتي ؟!!ما انتِ قاعدة هنا مع نوران ورحيق …هو فيه حد فيهم ضايقك.!!
هزت جيلان رأسها وهي تمسح دموعها وتقول:
-لا والله ابدا يا مرات عمي ..بس كفاية كده أنا لازم اعتمد على نفسي …هعيش في البيت لحد ما …
-لا مفيش.منه الكلام.ده !!
قالها أمجد وهو يلج.للمنزل …نظرت إليه جيلان بتوتر ليكمل بنبرة جدية:
-أنتِ هتعيشي هنا لحد ما تتجوزي وتروحي لبيت جوزك…مش هتعيشي لوحدك …
احمر وجهها وقالت بإنفعال :
-دي حياتي ومتخصش حد …
-لا حياتك.تخصني !!!
قالها بإنفعال مماثل واكمل ؛
-أنتِ تخصيني …بنت عمي ومن دمي وكلمتي واحدة مش هتخرجي من هنا لحد.جوازك ومتتكسفيش بسببي أنا هعيش فوق .!!
ثم استدار وخرج ليصعد شقته حيث يسكن ….
………..
في احد المقاهي العامة….
كانت تجلس ماجدة وهي امام صديقتها سمرا التى تهز قدميها بتوتر …كانت عيني ماجدة مشبعة بالدموع ….تشعر وكأن عالمها الهش ينهار…تلك الأدلة كانت الطريق لخروجها من حياة لطيف …الطريق لكي لا يعترض طريقها مجددا …ولكن الآن …الآن ماذا تفعل …لطيف سوف يعود لحياتها بالقوى….سيجبرها ان تعود اليه..سوف يهددها بطفلها….شعرت بالإختناق وهي تضع كفها على عنقها…التفكير في.هذا جعلها تفكر في الموت ….رباه انها تريد الموت الآن ..اخذت دموعها تنهمر دون توقف …كانت تحاول السيطرة على نفسها كي لا يعلو صوتها بالبكاء وتحدث فضيحة هنا …..نظرت سمرا الى صديقتها وهي تشعر بالذنب …هي لم تحافظ على الامانة التي اعطتها اياها صديقتها….لقد اعطتها ماجدة مفتاح تحريرها من سجن لطيف ..والآن ماجدة في موقف لا تحسد عليه…كانت تحاول ان تتكلم معها …ان تعتذر منها ولكن ماجدة بدت بعيدة عنها ودموعها تنهمر بقوة …كانت تفكر في ماذا سوف يحدث معها … لطيف سوف يعود بالقوة لحياتها…سوف تعود زوجة لتاجر المخدرات هذا مجددا …مجرد الفكرة جعلت معدتها تتلوى بألم رباه…ليتها تموت قبل ان يحدث هذا !!
-ماجدة…ماجدة أنا بجد اسفة سامحيني ؛!!
قالتها سمرا وقد أحرقت الدموع عينيها ثم أكملت :
-صدقيني حاولت امنعه بس مقدرتش عليه …غلطي الوحيد اني وقعت بلساني وقولت لمدحت على الأدلة دي لكن والله مكنتش افتكر في أحلامي حتى أنه يخونني وياخد الاوراق دي عشان يديها للطيف ويقبض تمنها….
كانت ماجدة ما زالت تبكي وهي تشعر بالإختناق…رباه لما يحدث معاها هذا …نظرت لصديقتها وهي تشعر بالجرح منها وقالت:
-ليه….ليه يا سمرا بتقوليله…أنا سلمتك حياتي …وثقت فيكي من دون كل الناس …ادتلك الحاجة الوحيدة اللي هتحميني من لطيف وانتِ ببساطة قولتي سري لجوزك….قضيتي عليا …
كانت سمرا تطرق برأسها وهي تشعر بالخجل من تصرفها ……ماجدة سامحيني ابوس ايديكي أنا والله بتعذب ….
انهمرت دموع ماجدة اكثر وهي تقول :
-صعب يا سمرا…انتِ دمرتيني …سلمتي اهم حاجة في حياتي لجوزك وجوزك سلمها للطيف …عارفة أنا هيحصل فيا ايه دلوقتي …غصب عني هرجع واعيش معاه …هعيش مع الراجل اللي قتل ابني…بعد ما بعدت عن بيئته الحقيرة هرجعله برجلي تاني !!!
-ماجدة أنا …
ولكن ماجدة لم تكن تتحمل أي كلمة منها لذلك غادرت المقهى سريعاً…
…..
كانت تتمشي في الطريق ودموعها تنهمر دون توقف …تفكر في مصيرها الآن …هل سوف تعود له ….ماذا ان اجبرها واخبرها انه سيأخذ ابنها منها …هل ستترك ابنها يتربى مع تاجر المخدرات هذا …هل تترك ابنها للموت كما مات الأول …شهقت وهي تمسح دموعها…كانت تشعر حقاً بالدوار…تشعر انها على حافة الإنهيار ….رباه ماذا تفعل …
توقفت قليلا وهي تنظر للسماء وتقول وهي تدعي ربها :
-يارب أنا والله ما ليا غيرك ….يا رب أنا ضعيفة وهو قوي بس أنت اقوي من الكل …يارب خليك معايا ….يارب ساعدني مليش غيرك …
ثم أطرقت وهي تمسح دموعها عندما رأت المارة ينظرون إليها بفضول ….
نظرت الى ساعتها وهي ترى أن.محاضراتها سوف تبدأ بعد عشرون دقيقة ….هي حتى لو استقلت سيارة أجرة لن تصل بالموعد المحدد… ولكنها فعلا قد تغيبت كثيراً…هكذا كانت تقنع عقلها…ولكن السبب الحقيقي انها تريد بشدة رؤيته ……
…..
وصلت لباب قاعة المحاضرات وهي تجد انها تأخرت عشر دقائق ….ابتلعت ريقها بعسر وخافت الا يدخلها …توقفت امام القاعة وهي تجده.يشرح…قفز قلبها بعنف وهي لا تصدق ان رجل مثله قد نظر لها هي …رجل بتلك الوسامة يحبها هي !!!
هزت رأسها وهي تخرج من شرودها وطرقت الباب بتردد لينظر هو اليها وقد تغيرت تعابيره تماماً….للغضب!!
.-نعم !!
قالها بحدة …
لتبتلع ريقها. وهي تجد انه ينظر إليها وقد عاد إليه بروده …وجدت نفسها تقول بإرتباك :
-ممكن ادخل…بعتذر عن التأخير …
-تدخلي فين يا ماما …هو أنا مش نبهت ان محدش يدخل بعدي…مين انتِ عشان تخالفي القاعدة دي …شايفة نفسك احسن من زمايلك يعني…هما يجوا بدري وحضرتك.تيجي بمزاجك …
بهتت وهي تنظر إليه …أحرقت الدموع عينيها وهي تقول بصوت مختنق :
-انا …
-انتِ واحدة مش ملتزمة ….مش بتحترمي اللي قدامك …بتستغلي ظروفك عشان الواحد يتعاطف معاكي…ماشي مررت ده ليكي مرة واتنين فمتسوقيش فيها …أنا كل الطلبة هنا عندي واحد وكلهم عندهم ظروف زيك وأسوأ منك كمان بس مفيش حد فيهم مهمل زيك …مفيش حد بيستغل ظروفه كده زيك !!!
-انا اسفة…اسفة …
قالتها وهي تنفجر بالبكاء امامه…
شحب وهو ينظر إليها لتستدير هي وتركض هاربة!!!
……
خرجت من الكلية بأكملها وهي تبكي …توقفت وهي ترى لطيف امامها ينظر إليها بتسلية …اندفعت نحوه بعنف وهي تضربه على صدره هي مدركة تماما انها تسبب فضيحة لهما …
-انا بكرهك …بكرهك انت دمرت حياتي….
فجأة شعرت بالإنهاك وكادت ان تسقط …جذبها نكون بفزع حتى استكانت على صدره…حاولت الابتعاد لكنه منعها ….
وضع كفه على ظهرها ثم نظر الى يوسف الذي خرج من الكلية ليرى ماجدة وصُدم وهو يراها بين ذراعيه …ابتسم بتشفي وقال:
-اخيرا رجعتي لمطرحك يا حبيبتي !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)