رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثالث والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثالث والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثالثة والأربعون
«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك والمُلك، لا شريك لك»
فصل يوم الوقفة مع عيلتنا قراءة ممتعة
___________________
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا
وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا إله إلا الله وحده صدق وعده
ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد
وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد
وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد
وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
كانت أصوات التكبيرات تلك نابعة مِن التلفاز بصوتٍ عا.لِ تغسـ ـل القلوب وتُريح البال ويعُـ ـم السلا.م المكان، تلك الأيام المباركة المحببة إلى القلب تجعل المرء يشعر وكأنه وُلِدَ مرةٍ أخرىٰ، تلك اللحظات التي نتمنىٰ أن يقـ ـف عندها الوقت وتظل تتر.دد دون توقـ ـف وكأن القلب وجد ضا.لته وأرتوَّ.ت الرو.ح بعد طعـ ـتشٍ، صوت التكبيرات مِن الحـ ـرم هي الأفضل دومًا، صوت شيخُ الحـ ـرم العذ.ب في التكبيرات وإقامة الصلاة وتلاوة آيات الذِكر الحكيم هي التي تُسـ ـكِن الطمأنينة دا.خل القلوب
تعا.لى صوت رنين هاتف “يزيد” الذي كان يجلس في غرفتهِ يختـ ـلي بنفسه وهو يقرأ القرآن الكريم بخشـ ـوعٍ، توقـ ـف “يزيد” عن القراءة ونظر إلى هاتفه ليرىٰ مكالمة فيديو عبر التطبيق الشهير “مسنجر” ليضـ ـغط هو على زر الإيجاب ليرىٰ صورة أخيه تظهر مبتسم الوجه وهو يرتدي ملابس الإحر.ام يحمل صغيره “عـدنان” على ذراعهِ، خفـ ـق قلبه بقو.ةٍ واعتدل في جلستهِ وظهرت أبتسامة واسعة على ثغره وحاوطته السعادة فجأ.ة حينما رأىٰ أخيه أخيرًا قد حقق أمنيته وأستجاب ربه لدعواته المتوسلة ليقف الآن يؤدي مناسك الحج مع هذا الحشـ ـد الكبير المتواجد بمختلف الجـ ـنسيات
لطالما كان هذا الشعور الأفضل على الإطلاق، أن تُحقق أمنيتك وتقف الآن أمام الكعبة المشرفة تُلامسها وكأنها كانت حُلم بعـ ـيد وقد قمت بتحقيقه ولامسته لهو الأفضل على الإطلا.ق، سقـ ـطت عبرات “يزيد” بسعادةٍ وهو ينظر إلى أخيه دون أن يتحدث فهو شعر بالعجـ ـز عمَّ يُريد هو التفوه بهِ، ألتزم الصمـ ـت وهو يشاهد فرحة أخيه التي كانت ظاهرةً وبشـ ـدة على محياه حينما أبتسم إليه والتمعت العبرات دا.خل مُقلتيه، أبتسم “يزيد” وهو يُطالع أخيه طوال الوقت دون أن يتحدث وهو يتذكَّر هذا اليوم الذي جاء إليه خطابًا يُعلنه عن قبوله ليكون واحدٍ مِن هذا الحشـ ـد المحظوظين لزيارة الأرض الطا.هرة
[عودة إلى أسبوعين مضوا]
كان “حُذيفة” جالسًا في بهو القصر يشاهد المنشورات على التطبيق الشهير “فيسبوك” ليقوم بالعودة إلى بداية الصفحة والضغـ ـط على هذا المستطيل لكتابة منشورًا جديدًا يضيفه على صفحته، أخذ نفسًا عميقًا ثم كتب تلك الكلمات بقلبٍ متمني
أقصـ ـىٰ أُمنية بتمناها مِن صُغري ونفسي تتحـ ـقق بجد هي إني أكون واحد مِن ضمن الحشـ ـد الكبير دا مؤديًا مناسك الحج معاهم، يمكن متعودتش أحلم أحلام أكبر مِني بس المرة دي مش عارف ربنا كاتبلي أكون موجود هناك السنة دي ولا لا، الدعوة دي يمكن الوحيدة اللي بدعي بيها لحد دلوقتي ولسه ربنا مأذا.نش إنها تحصل بس انا عشـ ـمي كبير أوي فـ ربنا وعندي إيمان كبير وقنا.عة تا.مة إنه مستحـ ـيل يخذ.لني وهيجبر بخاطري
ولو مَكُنتش مِن ضمنهم السنة دي أتمنىٰ أي حدّ هيكون هناك ويعرفني يدعيلي بـ أي حاجة تيجي على باله، أو يدعيلي يكون ليا نصيب المرة الجاية وأكون هناك
اللهم قلبي وما أتمناه.
أنهـ ـىٰ كتابة منشوره ثم قام بنشره وهو يشعر بالحز.ن الشـ ـديد فـ هذه الأمنية هي الوحيدة التي يتمنىٰ أن تتحـ ـقق وبعدها هو لا يُريد شيء، تلقـ ـىٰ في غضو.ن ثوانِ تعليقات وتفاعلات لا بأس بها، الجميع يدعون إليه بتحـ ـقيق تلك الأمنية ليشعر بالحُبّ النا.بع مِن قلوبهم إليه وقد شكر ربه على هذا الحُبّ الذي زُرِ.عَ في قلوبهم إليه
[وبعد مرور أسبوع آخر]
فتـ ـح هاتفه كالمعتاد وقرر كتابة منشورٌ آخر متمنيًا ما في قلبه مثل كل ليلة تمضـ ـي، لا يعلم أهو يُبا.لغ، ولَكِنّ هل هُناك مَن يُبا.لغ بكثرة إلحا.حه على الشيء ذاته، بالطبع ليست مبا.لغة بل هو قلبٌ مشتـ ـاق، ور.وحٌ مُـ ـرهفة ويقيـ ـنٌ تام في أن هُناك رب العالمين يُجيب الدعوات ويُجبـ ـر القلوب، قام بكتابة تلك الكلمات البسيطة مع وضعه لصورة مكة المكرمة قائلًا:
” لبَّيكَ والقلبُ السَجينُ بَأضلُعِي
يَشتاقُ مَكة و المَآذنَ و الحَرمْ ”
قام بنشرها وهو مبتسم الوجه فور أن رأىٰ صورة مكة المكرمة، قلبه يتمنىٰ أن تخطو قدميه أولىٰ خطواتها إلى الأرض الطا.هرة، وأن تكون سجدته الأولىٰ على سطح هذه الأرض الطا.هرة، وأن تلا.مس أنامله الكعبة المشرفة، وأن يشاهد الحُجاج يطوفون حولها يُلبون بصوتٍ يطر.ب الآذان، يتلهـ ـف لأن يكون أول أذان على هذه الأرض المباركة يكون بصوت الشيخ محمود الدوسري، لطالما كان هو المُحبب إلى قلبه بصوته العذ.ب، زفـ ـر بعـ ـمقٍ بعد أن قام عقـ ـله بتصوير كل تلك الأشياء التي يتمناها ليُقرر الإنتظار حتى منتصف اليوم علّه يكون بينهم في اليوم التالي
[بعد مرور القليل مِن الوقت]
كان “حُذيفة” جالسًا في غرفتهِ يُكبر بعد أن بدأ شهر ذو الحجة وبدء العشر الأوائل، نظر إلى ساعة معصمهِ وشعر بالإحبا.ط واليأ.س الشـ ـديد حينما أيقن أنه لم يتم قبو.له حتى الآن، أستو.دع حلمهُ الذي لن ييأ.س مِن الإلحا.ح بهِ إلى ربه وقرر تخطـ ـي الأمر حتى سَمِعَ هاتفه يعلنه عن وصول رسالة نصية تقول:
نهنئ السيد/حُذيفة عبد الله وأفراد أسرته بقبول تقديمه لأداء مناسك الحج لهذا العام، كل عامٍ وأنتم بخير
تهـ ـللت أسار.يره فور رؤيته لهذه الرسالة حتى أنه تأ.كد مِن المُرسل ليرىٰ أنهم بالفعل مَن راسلوه، ألتمعت العبرات داخل مُقلتيه سر.يعًا ليترك هاتفه على فراشه وينهض ساجدًا لله شكرًا على تقبل دعوته وأخيرًا سيصبح فردًا مِنهم هذا العام، دلفت “أيسل” في هذه اللحظة لتنظر إليه متعجبة، أغـ ـلقت الباب خلفها واقتربت مِنهُ بخطىٰ هادئة لتراه ينهض والعبرات تسـ ـقط على صفحة وجهه، أصا.بتها الدهشة الشـ ـديدة ليأتي في خاطرها بأنه لربما مر.يضًا، ولَكِنّ كيف وهو كان ساجدًا لربه الآن؟.
«مالك يا “حُـذيفة” أنتَ كويس يا حبيبي؟» نطقت بها وهي تجـ ـهل ما أصا.به لتراه يبتسم إليها حتى تحولت إلى ضحكة سعيدة مليئة بالحياة والراحة لتتعجب هي مِن أمرهِ أكثر وأكثر، ولَكِنّها لَم تستفيق إلا عندما وجدته يعانقها بحُبٍّ وسعادةٍ كبيرة وهو يقول:
«حلمي أتحقق يا “أيسل”، حلمي أتحقق خلاص وربنا أستجاب وهنكون وسط الحجاج السنة دي بنأدي مناسك الحج سوىٰ»
تفا.جئت وبشـ ـدة ولَكِنّ لَم يمكث ذلك كثيرًا لتعانقه فورًا وهي سعيدة وبشـ ـدة والصد.مة مازالت تحاو.طها، فأخيرًا سيذهبان إلى تلك الأرض الطا.هرة معًا ويُحقق “حُـذيفة” حلمه بعدما ظل يدعو ربه كل يوم وكل ليلة بقلبٍ مـ ـشتاق متمنيًا
«بجد يا “حُـذيفة”، بتتكلم جَد ولا بتهزر؟» سألته بقلبٍ سعيد وعد.م تصديق لتراه يبتـ ـعد عنها ويأخذ هاتفه يعـ ـبث بهِ قليلًا ثم أعطاها إياه لتأخذه هي وتقرأ ما هو مكتوب لتلتمع مُقلتيها سريعًا بسعادةٍ طا.غية وهي تشكر ربها، أبتسم إليها “حُـذيفة” أكثر قائلًا:
«هروح أفرَّح “يزيد” و “بابا” و “ماما” وانتِ جهزي حاجتنا مش هطول عليكِ» أنهـ ـىٰ حديثه ومِن ثمّ تركها وخر.ج ذاهبًا إلى أخيه كي يُخبره بهذا الخبر السعيد أسـ ـفل نظراتها التي تابعت أثره لتبتسم بهدوءٍ وتبدأ بضـ ـب الحقيبة بقلبٍ يتر.اقص فرحًا وسعادة
[عودة إلى الحاضر]
«إيه رأيك، بكلمك أهو وانا قدام الحر.م زَّي ما وعدتك، دعيلتك كتير أوي، دعيلتك بـ حاجات كتير نفسك فيها إن شاء الله ربنا يتقبل وتكون معاك وتوصلها، مش قادر أوصفلك يا “يزيد” قد إيه الأجواء هنا جميلة ومُريحة أينعم أداء المناسك صعـ ـبة ولسه فـ البداية بس حقيقي لذ.ة الفرحة إنك فـ المكان لوحده بمليون شعور، وطبعًا معايا أصغر حُجاج مكة أهو دعالك هو كمان و “أيسل” بُص إحنا دعينالك أوي، ودعينا لكل واحد فيكم ربنا يجعل الدعاء مِن نصيبكم ويرزقكم لذ.ة الفرحة»
«دعيت لي بـ إيه يا “عـدنان”؟» هكذا نطق “يزيد” بصوتٍ مضـ ـطرب والعبرات تلتمع في مُقلتيه فرحةً برؤية هذا المشهد وتواجد أخيه هُناك، شعر بالعديد مِن المشاعر وكم تمنىٰ أن يكون بجوار أخيه في هذه اللحظات السعيدة والمريحة
«زَّي ما “بابا” قالي، بس قالي مقولكش دعيت بـ إيه» نطق بها “عـدنان” مبتسم الوجه ليبتسم إليه “يزيد” للحظات قبل أن يقول:
«ماشي يا عم، ربنا يتقبل مِنكم، رايحين على فين دلوقتي؟»
«حاليًا رايحين لمشعر عرفات لتأدية الركن الأعظم، المشهد ملهوش وصف يا “يزيد” واللهِ، انا مِن جمال المشهد مش قادر أقول حاجه بس انا مبسوط أوي وعايز أعيَّط، لسه مش مصدق إني هنا، ربنا يرزق كل مشـ ـتاق واللهِ»
هكذا نطق “حُـذيفة” وهو مبتسم الوجه والسعادة تغمـ ـر قلبه والدمع يفيـ ـض مِن عينيه، أبتسم “يزيد” وأتسعت أبتسامته أكثر وهو يرىٰ سعادة أخيه الوا.ضحة أمام ناظريه
«ربنا يتقبل يا حبيبي، السنة الجاية نكون انا وانتَ مع بعض بقىٰ، أبعتلي صورة ليكم بقىٰ انتَ قولتلي هتبعت ومبعتش انتَ بتخد.عني ولا إيه يا “حُـذيفة”؟»
«واللهِ أبدًا إحنا أتصورنا فعلًا قبل ما نتحرك على مشعر عرفات وقولت أكلمك الأول أوريك جزء مِن اللي بعيشه هنا، هبعتلك الصورة حاضر يا “يزيد”، حلو كدا يا سيدي؟» نطق بها “حُـذيفة” مبتسم الوجه ليبتسم إليه “يزيد” ويقوم بتو.ديعه، أنهـ ـىٰ المكالمة والعبرات تلتمع دا.خل مُقلتيه فرحةً لرؤية أخيه بهذه السعادة.
________________________
ولج برفقة زوجته وطفله إلى القصر يُلقـ ـي على الجميع السلام ثم جلس بجوار أخيه ليرىٰ والدته تقترب مِنهم ترحب بهما مطمئنةً على حفيدها
«كويس إنكم جيتم هنفطر كلنا مع بعض» نطقت بها “كارما” مبتسمة الوجه لترىٰ ولدها يُجيبها بنبرةٍ با.ردة وهو ير.مق زوجته بطر.ف عينه قائلًا:
«دا أكيد، “روزي” مبتعرفش تطبخ أصلًا وأكلنا كله مِن بره»
«لا واللهِ، أتقـ ـي الله وقول كلمة حـ ـق دا انتَ صايم حتى وفـ يوم مفـ ـترج، أما إنكا.ر الجميل بصحيح، أقولك بقىٰ على حاجه أبقىٰ تعالى يا حبيبي كُل عندهم هنا ومتمـ ـدش إيدك على حاجه بعملها طالما انا مبعرفش أطبخ وأكلك كله مِن بره» هكذا ردّت عليه “روزي” بنبرةٍ حا.نقة وهي تنظر اليه تتحـ ـداه بقولها بعد أن أغضـ ـبها حديثه، فيما تعا.لت ضحكات “طه” الذي نظر إلى أخيه الجالس بجواره وقال:
«عاجبك كدا يعني، أديها قَـ ـلَبت عليك، ليه يا ابني تعـ ـرنا معاك انتَ إنسان د.بش ومعد.وم المشا.عر انا مال أُمّي أتد.بس معاك فـ الليلة ليه وأتاخد بنفس الصورة، إيه يا عمنا مش كدا الواحد عايز الدنيا تمشي خـ ـف شويه وبعدين صحيح بمناسبة إن “روزي” مبتعرفش تطبخ مين نَسـ ـف طاجن البامية بتاع أول إمبارح لوحده، مكانش انتَ برضوا؟»
ر.مقه “ليل” نظرةٍ قا.تلة بطر.ف عينه ثم أستعاد ثبا.ته مرةٍ أخرىٰ وأعتدل في جلسته وهتف بنبرةٍ با.ردة وقال:
«لا، انا عشان كُنت جعان بس وز.هقت مِن أكل بره مش أكتر، وبعدين انا كلته مِن هنا وجالي تلبو.ك معو.ي على طول طعمه كان و.حش بس مضـ ـطر ما انا راجع مِن الشغـ ـل وجعان أعمل إيه يعني»
أبتسم “طه” بزاوية فمهِ ونظر بعدها إلى “روزي” التي كانت تر.مق “ليل” نظراتٍ حانقة ليقول مبتسم الوجه:
«ولا تز.علي نفسك يا “روزي” أخويا وا.طي ونا.كر الجميل عادي خُدي على إنه وا.طي طول عمره وتأ.قلمي، معلش نصيبك و.قع فـ واحد أقسم بالله انا لو كُنت مكانك وقتها كُنْت أديته بأي حاجه فـ د.ماغه جبت أ.جله وخلصت، بس انتِ واللهِ تستاهلي تتكرمي على صبرك مع واحد زَّي اخويا، بجد انتِ Strong Woman»
نهض “ليل” بعد أن أستمع إلى حديثه الذي بالطبع لَم يروق إليه ليجذ.به مِن تلا.بيبه متو.عدًا إليه ليبدأ سر.يعًا العـ ـراك الطا.حن بينهما، حركت “روزي” رأسها بقلـ ـة حيـ ـلة ثم تركتهم وصعدت إلى غرفتها رفقة صغيرها الذي كان يرافقها في أي مكان تذهب إليه
في شركة الدمنهوري الأم
كان “علي” جالسًا على مقعده في مكتبه وهو يضع كفه على جبينه مستندًا بمرفقهِ على سطح المكتب يشعر بالتعـ ـب ينتظر قدوم الآخر، لحظات بالفعل وسمع عدة قر.عات على باب مكتبه سمح حينها إليه بالولوج، ولج “عُـمير” إليه وهو يحمل حقيبة يد مقتربًا مِنهُ قائلًا:
«في إيه يا “علي” مالك خـ ـضتني يا عم، إيه اللي حصل مالك؟»
«معرفش، تـ ـعبت فجأ.ة ومقدرتش أكمل حاسس إن نَفَسي مكتو.م ومش قا.در أعمل حاجه» أنهـ ـىٰ “علي” حديثه وهو يشعر أن الأمر يز.داد سو.ءًا ليرىٰ “عُـمير” ذلك ويقوم بإخر.اج الجهاز مِن حقيبته تلك أسفـ ـل نظرات “علي” الذي كان يتابعه
«هقـ ـيسلك الضغـ ـط شكله مش تمام عندك، وبعدين انتَ إيه اللي نزلك فـ الجو دا الشغـ ـل وانتَ صايم يا “علي” انتَ بتموّ.ت نفسك» أنهـ ـىٰ “عُـمير” حديثه وهو يقوم بقياس ضغـ ـط الآخر الذي كان مازال يتما.سك ويتحـ ـدىٰ هذا التعـ ـب الذي يُحاول النَـ ـيل مِنهُ، تابع “عُـمير” الأرقام التي كانت تتغير بشكلٍ مستمر ليسمعا قرعات على باب المكتب يليها ولوج “أحمد” الذي أغـ ـلق الباب خلفه واقترب مِنهما مسرعًا والقلـ ـق والخو.ف باديًا على معالم وجهه لابن عمه الحبيب وصديقه المقرب
«في إيه، مالك يا “علي” انتَ كويس إيه اللي حصل؟»
«تعِـ ـب شويه ومقد.رش يكمل شغـ ـل وكلمني أجيله وأديني بقيـ ـس له الضـ ـغط، انا وا.ثق إنه السـ ـبب» أنهـ ـىٰ “عُـمير” حديثه ليرىٰ الأرقام قد تو.قفت لينظر إلى شاشة الجهاز للحظات قبل أن يقول:
«ضغـ ـطك وا.طي أوي يا “علي”، هو انتَ بتاكل كويس الفترة دي؟»
حرك “علي” رأسه برفقٍ يؤ.كد حديثه ليتعجب “عُـمير” كثيرًا وينظر إلى “أحمد” الذي كان يقف بجواره يمسّد على كتفيه برفقٍ ليقول:
«طيب أومال إيه، بُص هو انتَ آه بتاكل بس أكلك مش بالكمية الطبيعية اللي أي إنسان بياكلها يعني هما يادوبك معلقتين وشكرًا ودا السـ ـبب آه بتاكل بس أكلك مش بالكميات الطبيعية، وغير كدا صيام والجو حـ ـر جدًا كل دا أصَّـ ـر عليك، لازم تفطر يا “علي” كدا مش هينفع ولسه فاضل سبع ساعات على المغرب مش هتتحمـ ـل، أفطر أحسنلك وربنا يتقبل»
ر.فض “علي” هذا الإقتراح ر.فضًا قا.طعًا ليقوم “أحمد” بمعا.رضتهِ بقوله الحا.د:
«يعني إيه لا دي، انتَ مش شايف نفسك تـ ـعبان أزاي ومش قا.در لسه فاضل سبع ساعات مش هتقد.ر يا “علي” تتحمـ ـل لحد المغرب أفطر وإن شاء الله يكون فـ ميزان حسناتك انتَ مش هتفطر مِن فرا.غ انتَ واحد تـ ـعبان دلوقتي وحالته متـ ـسمحش لإنه يكمل صيام، أسمع كلام “عُـمير” وافطر»
«مش هفطر، خلـ ـص الكلام» نطق بها “علي” بنبرةٍ حا.دة حا.زمة وهو ينظر إلى “أحمد” الذي بالطبع لَم ينال هذا الحديث إعجابه ليسمع “عُـمير” يُحا.دثه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«يا “علي” أسمع، ضغـ ـطك وا.طي أوي وهتفضل كدا لحد ما تفطر مش هينفع هتتعـ ـب أوي ضغـ ـطك لازم يعـ ـلىٰ دلوقتي عشان تقدر تقف، انا عارف إنه صعـ ـب عليك متصومش يوم زَّي دا مبيجيش غير مرة فـ السنة بس في حالات بضـ ـطر تفطر وربنا كبير وعارف نيـ ـة كل واحد فينا، “حُـذيفة” لو كان هنا كان خلّاك فطرت دلوقتي، أسمع الكلام يا “علي” ومتعا.ندش معانا وربنا يتقبل مِنك، وعندك حاجات كتير تعملها غير إنك تصوم يعني تسبيح، ذِكر، صدقات، دعاء، قراءة القرآن، عندنا حاجات كتير أوي نقدر نعمل بيها، صلِّ على النبي كدا ووحد الله واسمع الكلام وافطر يلّا، هاتله يا “أحمد” إزازة ميَّاة»
تركهما “أحمد” وخر.ج لجلب زجاجة المياه تاركًا “عُـمير” رفقة “علي” الذي زفـ ـر ووضع كفيه على وجهه وهو بالطبع حز.ينًا وبشـ ـدة فهذا اليوم كان ينتظره بفرا.غ الصبر ولا يأتي سوىٰ مرةٍ واحدة ولَكِنّ لَم يكُن لهُ النصيب في صوم هذا اليوم المبارك، ربت الآخر على ظهرهِ موا.سيًا إياه وهو يعلم كم هذا صعـ ـبًا عليه ولَكِنّ لَم يكُن أمامه أية حلول أخرىٰ سوىٰ هذه
ولج “أحمد” إليهما مرةٍ أخرىٰ ممسكًا بـ حقيبةٍ سو.د.اء اللو.ن بلا.ستيكية ليضعها على سطح المكتب أمام “علي” ثم بدأ يُخر.ج محتوياتها مِن زجاجة مياه با.ردة وبعض الجُبن والخبز أسفـ ـل أنظار “علي” ومعه “عُـمير”، نظر إليه “أحمد” وقال بنبرةٍ هادئة:
«يلّا أفطر، وشويه وعم “ربيع” هيجيبلك فنجان قهوة، يلّا أخلَّـ ـص عشان تفو.ق شويه بدل ما الموضوع يو.سع مِننا، يلّا يا “علي”»
ربت “عُـمير” على ظهرهِ برفقٍ ليأخذ “علي” زجاجة المياه بهدوءٍ وهو ينظر إليها ومازال هُناك صوتاً بداخله يد.فعه لإكمال صيامه وعد.م الخضو.ع إلى ضعـ ـفه، نظر إليه “عُـمير” نظرةٍ ذات معنىٰ ثم ربت على كتفه يحسه على الإفطار حينما رأىٰ أن الوضع يز.داد سو.ءًا مِن أنظار “علي” الزا.ئغة ووتيرة أنفا.سه المضـ ـطربة لينظر إلى “أحمد” الذي تحرك وأخذ زجاجة المياه وقام بفتـ ـحها وإعطاءها إليه يد.فعه إلى الإر.تشاف مِنها
وبالفعل أرتشف مِنها “علي” بعد أن شعر بالتـ ـعب يدا.همه بقو.ةٍ أكبر وبدأت أعـ ـراض الإ.غماء تظهر عليه، أرتشف الكثير مِن المياه ليتر.ك الزجاجة ويقوم بإلقا.ء جسـ ـده على المقعد ينظر إلى سقف المكتب بأنفاسٍ لا.هثة ووا.هنة، ولج “سامح” في هذه اللحظة عندما أخبره أحد الموظفين بحالة “علي” ووجود “أحمد” وعُـمير” بجواره
«في إيه، إيه اللي حصل، ماله “علي”؟» نطق بها “سامح” بنبرةٍ يظهر عليها الخو.ف والقـ ـلق حينما رأىٰ حفيده بهذه الحالة، وقف بجواره يضم رأسه ممسّدًا على وجهه وخصلاته ليسمع “عُـمير” يُجيبه قائلًا:
«ضغـ ـطه وا.طي جدًا وكان را.فض يفطر وعايز يكمل صيامه وفين وفين لحد ما سمع الكلام وفطر»
نظر “سامح” إلى حفيده الذي كان بين الو.عي واللا و.عي ليُحاول معه في جذ.ب إنتباهه حتى يبدأ العـ ـقل في إعطاء الإشا.رات إلى جميع أعضا.ء الجسـ ـم ليستعيد عمله مِن جديد
«”علي”، “علي” صحـ ـصح وفوَّ.ق، قوم يلّا كُل عشان ضغـ ـطك يتظبط تاني، يلّا يا “علي”» نطق بها “سامح” لينظر إلى “أحمد” الذي تحرك بمساعدة “عُـمير” ليقوما بمساعدته في إطعام علي الذي كان لا يـ ـعي ما الذي يحدث حوله
________________________
كان يجلس في غرفته بعد أن أنهـ ـىٰ أداء فريضته داعيًا المولى عز وجل بما يتمناه قلبه، يدعو لزوجته أولًا قبل نفسه، تلك التي جعلها الله ونيسةً إليه ونصفه الآخر الذي سيسير معه حتى نها.ية الطريق، ظلَّ يدعو إليها حتى ولجت هي لتراه على سجادة الصلاة يدعو إلى الله سرًا، أبتهـ ـج قلبها لرؤيته هكذا وكأنها المرة الأولى لرؤيتها في هذه الوضعية، رفع كفيه ومسح على وجهه لينظر إليها وتعلو الإبتسامة ثغره
أغـ ـلقت الباب خلفها ثم أقتربت مِنهُ وجلست على المقعد الذي كان يقبع أمامه وهي مبتسمة الوجه، نظر إليها والتمعت مُقلتيه بو.ميضٍ سا.حرٍ وجذ.اب، مدَّ كفه وأمسك بكفها الدا.فئ لتتسـ ـع أبتسامتهِ ويقول:
«تبدين كالدجاجة المصا.بة بالدو.ار، إن كُنْتِ لا تستطيعين إكمال الصيام “تكوى” يمكنكِ أن تفطرين»
«لن أفعل ذلك، سأُكمل صيامي، أخبرني الآن، بماذا دعيتَ؟» نطقت بها “تقوى” مبتسمة الوجه وهي تنظر إليه بتخا.بثٍ ليضحك هو بخفـ ـةٍ ويقول:
«دعيتُ لكِ كثيرًا قبل أن أدعُ لنفسي، ظللتوا أدعوا لكِ ومِن ثمّ دعُتُ لنفسي ولأخي كذلك، أنتما الأقربون لقلبي ولذلك كانت دعواتي أجمعها لكما قبل أن تكون لي، وأيضًا شكرتُ ربي لأنه أعطاني زوجةً مثلكِ “تكوى”، أنتِ أكبر نعمة قد أعطاها ربي لي وستظلين الأجمل على الإطلا.ق»
ألتمعت مُقلتيها بحبٍّ شـ ـديدٍ إليه، هذا الرجُـ ـل الأ.جنبي الذي يُعلن كل يوم سيطـ ـرته الكا.ملة على قلبها الذي أصبح لا يقبل بأخرٍ غيره، هذا هو الذي دعىٰ بهِ وقد رزقه الله بحُبّه، أبتسمت إليه أكثر ومِن ثمّ وضع هو رأسه على قدميها لتضع هي كفها على رأسه تمسّد على خصلاته الكثيـ ـفة البُنية الدا.كنة مبتسمة الوجه، صدحت قرعات عا.لية على باب غرفتهما لتسمح “تقوى” إلى الطارق بالولوج لترىٰ “خـالد” هو الطارق
«جيت فـ وقت مش مناسب ولا إيه؟» نطق بها “خـالد” مبتسم الوجه لتبتسم إليه “تقوى” وتُجيبه بنبرةٍ هادئة قائلة:
«لا يا دوبك “إيثان” كان بيصلي ولسه مخلَّـ ـص وقعد، تعالى»
«لا انا بس جيت أقولك إن الأضـ ـحية جت أكمني عارفك بتحبّي تتفرجي على الحاجات دي وبالمرة هاتي “إيثان” معاكِ هينفعنا» أنهـ ـىٰ “خـالد” حديثه مبتسم الوجه لتضحك “تقوى” حينما تفهمت مغزىٰ حديثه لتُعطيه موافقتها في الحال ويتركهما هو ويذهب، ر.فع إيثان رأسه ونظر إليها بعدما رحل والدها ينظر إليها وهو لا يفهم ما الذي يحدث خصيصًا حينما سَمِعَ أسمه يُذكَر
«ماذا يحدث ماذا قال والدكِ أنا لم أفهم شيئًا» نطق بها “إيثان” وهو ينظر إليها ليراها مازالت تضحك لتجيبه قائلة:
«لقد وصلت الأضـ ـحية ويطلب مِنكَ أن تكون رفقتهم لأنك ستنفعهم كثيرًا»
ضحك هو عندما تفهم مغزىٰ حديثها وخصيصًا عندما تذكَّر ما حدث في العيد الماضي لينظر إليها بقـ ـلة حيـ ـلة مبتسم الوجه دون أن يتحدث.
في بهو القصر حيثُ هذا التجمع والمشا.جرات المعتادة
كانوا جميعهم يتشا.جرون على مَن سيتكـ ـلف بإنزا.ل تلك الأضـ ـحية خصيصًا أن “حُـذيفة” لن يشاركهم هذا العيد تلك اللحظات، نظر “إيثان” إليهم بذهولٍ تا.م وفمٍ مفـ ـتوح وهو لا يُصدق ما يراه، ضحكت “تقوى” وهي تنظر إليه لينظر هو كذلك إليها وهو لا يصدق ما يراه
«وربنا المعبود اللي ما هيسكت ليكون هو اللي منَّز.ل كل الأضـ ـحية لوحده، إيه مبتحر.موش كل عيد نفس الموا.ل، طب إيه قولكم بقى كله هينز.ل محدش هيقعد عشان تجعـ ـروا حلو أوي»
أنهـ ـىٰ “ليل الجد” حديثه بنبرةٍ حا.زمة وهو ينظر إلى الجميع الذين ألتزموا الصمت فجأ.ة حينما صا.ح بهم جميعًا وهـ ـددهم، صدحت صيحا.ت الإعترا.ض وعد.م الرضا مِنهم ردّاً على حديثه، ولج في هذه اللحظة “علي” برفقة “أحمد” و “عُـمير” اللذان كانا يسا.ندانه، شعر “عادل” بالخو.ف على أخيه ولذلك تحرك مسرعًا إليه يقوم بإسنا.ده وهو يسأله عمَّ حد.ث إليه بتلـ ـهفٍ شـ ـديدٍ وخو.فٍ
«في إيه يا “علي” مالك، إيه اللي حصل؟» أنهـ ـت “لارين” حديثها تتسأل بخو.فٍ وقلـ ـقٍ على زوجها بعدما سا.ندتهِ رفقة “عادل” الذي كان ينتظر إجابته على أحـ ـر مِن الجمـ ـر، وكالعادة تكلف “عُـمير” بالرد عليهم يطمئهم
«متقلقـ ـوش هو بس الضغـ ـط و.طي جا.مد ومقد.رش مع الجو، فطرناه بالعا.فية هو بس ياكل معانا وهيبقىٰ زَّي الفُل»
أجلسته “لارين” رفقة “عادل” على أقرب مقعدٍ مِنهما ليُسرع “عادل” إلى المطبخ يجلب إليه كوبًا مِن الماء المثلج، جلست “لارين” بجواره تمسّد على صدره وهي قلـ ـقة عليه، أنشغـ ـلوا جميعهم مرةٍ أخرىٰ فيما كانوا يتحدثون بهِ تا.ركين “علي” يرافقه “لارين” التي نظرت إليه حينما نظر هو إليها وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
«خا.يفة عليا ولا إيه؟»
«أكيد طبعًا خ.ايفة عليك هو انا يعني لمَ أشوف جوزي دا.خل عليا تـ ـعبان وولاد عمه سا.ندينه هعمل إيه يعني أكيد هخا‘ف واقـ ـلق عليك كمان، دا انتَ حبيبي يا “علي”» نطقت بها “لارين” بصد.قٍ تا.م وهي تنظر إليه مبتسمة الوجه، لتغمـ ـره السعادة ويبتسم لها قائلًا:
«انا طول عُمري أقولهم مليش غير “لارين”»
«لا واللهِ؟، بجد واللهِ؟، وانا إيه بقى إن شاء الله كوز درة ولا شفا.ف مش متشا.ف؟» نطق بها “عادل” الذي جاء في هذه اللحظة واستمع إلى حديث أخيه الذي بالطبع لَم يروق إليه وهو ير.مقهُ بسـ ـخطٍ واضحٍ وضـ ـيقٍ يظهر على معالم وجهه الجميلة الشـ ـرقية
«لا دا انا كُنْت بقولها مليش غيرك يا “لارين” انتِ و “عادل” انتَ اللي جيت وقطـ ـعتني» نطق بها “علي” مـ ـبررًا مو.قفه أمام أخيه الذي أبتسم سا.خرًا وهتف بنذ.قٍ:
«لا واللهِ؟، شايفني عيـ ـل بريا.لة يا “علي” ولا لابس حفا.ضة وبتعلم أ ب ت، “علي” أسـ ـلك شويه، وخلّيني ساكت عشان صايم مش عايز أ.قل أد.بي عليك، مش عشان فاطر هتفطرني بقـ ـلة أ.دبي»
كان “علي” متفا.جئًا بر.دّ فعل أخيه الذي جعله يطا.لعهِ بذ.هولٍ وعد.م استيعا.ب، تفا.جئ أكثر حينما رآه يصر.خ بأولاد عمومته حينما ذكروا أسمه في تلك المعر.كةِ الطا‘حنة قائلًا:
«إيـه، يـخـر.بـيـت “عـادل” وسـنـ ـيـنـه سـيـبـو.نـي فـ حـا.لـي»
نظر “علي” إلى “لارين” التي ضحكت ر.غمًا عنها وهو مازال مذهولًا مِمَّ رأىٰ ليراها تربت على كتفه تحسه على شرب الماء وهي تُحاول كتـ ـم ضحكاتها تشاهد أولاد عمومتها وهم يتشا.جرون مع بعضهم البعض وتد.خل جدها “ليل” للفصـ ـل بينهم جميعًا وهو يصر.خ بهم لتتعا.لى ضحكاتها أكثر فقد كانت مشا.جرة مضحكة للغا.ية بالنسبة إلى الجميع وليست وحدها فقط.
_________________________
قام بفتـ ـح صفحته كالمعتاد لبدء كتابة منشورٌ جديدٌ يقوم بتو.عية الإناس على شيءٍ يرونه عاديًا بينما هو في الأصل غير عادي ومِن ضمنهم أولاد عمومته فهم يفعلون هذه العا.دة دومًا ولذلك كان ذلك مجرد منشورٌ لتو.عية الإناس وليس أكثر
بمناسبة العيد بس و للتنبـ ـيه لمَن لا يعلم هذا الحُـ ـكم لأن فيه أمـ ـران
أولاً/ د.م الأضـ ـحيه أو الذبـ ـيـحة عمومًا هو د.م مَسـ ـفُوح نَجِـ ـس ولا يجوز لمـ ـسُه أو وضع اليدّ فيه.
ثانيًا/ من يعتقد أن علا.مة اليدّ والخمس أصا.بع هذه تَمـ ـنع الحسـ ـد أو تُبـ ـعده فهذا من الشـ ـرك بالله.
نصيحة صغيرة يمكن تكون عارفها وغيرك لا شارك البوست دا عندك لعلك تكون سـ ـبب فـ تو‘عية أخيك المسلم ويكون فـ ميزان حسناتك، عيدكم مبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
قام بنشـ ـر منشوره ذاك وهو يعلم أن أولاد عمومته سيرونه وفي داخلهِ يتمنىٰ أن يفعلوا مثلما قال، لحظات وتلقـ ـىٰ رسالة خاصة مِن “فاروق” الذي مازحه حينما أرسل إليه صورة الكـ ـف الملـ ـطخ بالد.ماء على الجدار وكُتِبَ أسفـ ـله
«كل سنة وانتَ طيب وحج مبرور وذ.نب مغفور يا “برقوق”» أنهـ ـىٰ كتابة هذه الرسالة برمزٍ يضحك ليبتسم “حُـذيفة” ويُجيبه حينما كتب إليه
«ماشي يا “فاروق”، براحتك»
تفاعل مع رسالته برمزٍ يضحك ليقوم “حُذيفة” بكتابة رسالة أخرىٰ إليه قائلًا:
«مش عاوزني أدعيلك دعوة كدا ولا كدا»
كانت رسالة تحمل الخـ ـبث في ثنا.ياها ليقوم الآخر بالردّ عليه ضاحكًا حينما قال:
«عايز أتجوز تاني مِن ور.ا “ليالي” أدعي تفضل معـ ـمية متعرفش حاجه عايز أعملها وخا.يف مِنها»
ضحك “حُذيفة” وتفاعل مع رسالته بالرمز “الضاحك” ثم كتب إليه تلك الكلمات وهو مازال مبتسمًا:
«يا راجـ ـل عـ ـيب عليك يعني أبقىٰ على مشعر عرفات وبدعي للكل بالخير وتيجي تقولي أدعي “ليالي” تفضل معـ ـمية عشان تلعـ ـب بد.يلك انتَ، أتقي الله بقى يا أخي إحنا فـ أيام مباركة أتقوا الله بقى مـ ـليتوا البلد»
ضحك “فاروق” هذه المرة وقام بالردّ عليه مبتسم الوجه يشا.كسه كالمـ ـعتاد كما يُحبّ أن يفعل هو دومًا:
«هتكسب فيا ثواب يا “حُـذيفة”، بدل ما تلاقيني باعتلك الصبح صورتي وانا شايل را.س البقـ ـرة وابقىٰ “بو.حة” رقم أتنين»
«لا انا عايزك تعمل الأحلىٰ تصوَّر اللحظات دي يمكن عجل يهـ ـرب ولا حاجه وتفو.تني اللقـ ـطة انتَ توثقلي اللحظات عشان بحبّها و “عـدنان” نفسه يتفرج فـ تبقى أبو الرجـ ـولة لو عملت كدا بجد»
هكذا راسله “حُـذيفة” مبتسمًا ليتلقى رسالة جعلته يضحك مِن قلبه حينما كتب إليه “فاروق” يقول:
«أصوَّرلك إيه صلِّ على النبي في حر.ب قايمة هنا على مين ينز.ل الأضـ ـحية ومين يهر.ب انتَ بتقول إيه، انتَ نَفد.ت يا.ض المرة دي يا بختك يا ابن المحظو.ظة»
أنهـ ـىٰ كتابة رسالتهِ وهو يضع الرمز الذي يقوم بالغمز ليضحك “حُـذيفة” وزفر بهدوءٍ وقال شاكرًا لله:
«دا الحمد لله بجد، ربنا يرزق كل مشـ ـتاق واللهِ»
عاد يكتب مرةٍ أخرىٰ ليسأل “فاروق” عن أولاد عمومته وخصيصًا “علي” الذي كان مختـ ـفيًا منذ أمسٍ لا ظهور إليه:
«أومال “علي” مختـ ـفي فين مش ظاهر مِن إمبارح ماله؟»
«”علي” تِعِـ ـب النهاردة فـ الشغـ ـل وضغـ ـطه و.طي جدًا وفطر وكان مو.ال يا عمي»
تفا.جئ “حُـذيفة” كثيرًا حينما قرأ رسالة ابن عمه التي كانت بمثابة مفا.جئة غير متو.قعة بالنسبة إليه ليكتب مطمـ ـئنًا عليه
«طب طمني عليه هو كويس دلوقتي ولا لسه تـ ـعبان؟»
«لا أحسن الحمد لله شويه عن الصبح إحنا يا دوبك لسه مخلّـ ـصين فطار أهو وقاعدين مع بعض، ما تيجي تكلمهم فيديو كول تفا.جئهم»
وافق “حُـذيفة” على أقتراحه ليرىٰ “فاروق” يهاتفه ليجيبه فورًا ويرىٰ عائلته وأحبَّتهِ، أبتسم فورًا حينما رأى الشجا.ر الحا.د بينهم ومِن بينهم “حمزة” و “سامح” الذي كان يجلس هادئًا حتى بدء “حمزة” بإثا.رة غيـ ـظه ليد.فعه إلى الصر.اخ بهِ والولوج في عـ ـراكٍ طا.حنٍ، ضحك على غضـ ـبهم وصرا.خهما ليراهما فجأ.ة ينهضان ويجـ ـذبان بعضهما البعض مِن قمصان بعضهما
«بقولك إيه خـ ـف تعو.م، هتز.عل فـ الآخر» نطق بها “سامح” بنبرةٍ غا.ضبة وهو يُمسك “حمزة” مِن تلا.بيبه والذي جذ.به أيضًا مِن تلا.بيبه مثلما فعل معه الآخر يقول بنبرةٍ مسـ ـتفزة:
«طب ما تعو.م»
أثا.ر غيـ ـظ الآ.خر الذي صر.خ بهِ ود.فعه ليعو.د “حمزة” على أثرها عدة خطوات سر.يعة إلى الخلف ولَكِنّهُ تو.قف وحافظ على تو.ازن جسـ ـده واقترب مِنهُ مرةٍ أخرىٰ مبتسم الوجه حتى وقف أمامه وعقد منـ ـكبيه أمام صدره ير.مقه بسخر.يةٍ واضحة قائلًا:
«ما تعو.م»
وهكذا أخذ ير.دد “حمزة” وهو يتر.اقص أمام الآخر وهو يدندن بتلك الكلمتان ليُثيـ ـر أستفـ ـزاز الآخر الذي عـ ـض على شفته السفـ ـلىٰ ونظر إلى أخويه الكبيران “ليل” و “أشرف” الذي أبتسم إليه وقال:
«قطـ ـع أ.مّه»
«أهو “أشرف” جاب مِن الآ.خر، وربنا المعبود يا “حمزة” ما هسيـ ـبك الليلة دي غير وانا مقطـ ـعك فعلًا» أنهـ ـىٰ “سامح” حديثه وقبل أن يقترب مِنهُ صدح صوت “حُـذيفة” في المكان يقول:
«صلوا على النبي يا أجداد ووحدوا الله دي ساعة شيـ ـطان»
نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض حتى و.قع بصر “أشرف” على هاتف “فاروق” الذي كان يوجه شاشته إليهم ليبتسم سريعًا ويقول بنبرةٍ ضاحكة ممازحة:
«شيخ العيلة جه يا قو.م، هـ ـللوا»
تعا.لت الضحكات وانتشـ ـرت السعادة والبهـ ـجة فو.ر أن و.قعت أبصارهم على شاشة هاتف “فاروق” حيثُ كان ينظر إليهم “حُـذيفة” مبتسم الوجه
«بسم الله ما شاء الله، حُبّ العيلة حلو وجميل ومُـ ـهم، بس الأ.هم برضوا التقدير، وإحنا منعرفش يعني إيه تقدير أقسم بالله انا حاسس إننا بلطـ ـجية بس عاملين نفسنا ولاد ناس وعا.يشين دور مش دورنا أصلًا»
«انتَ طول عُمرك بتقول حِكَـ ـم وموا.عظ أقسم بالله، إحنا محتاجينك تر.بينا مِن أول وجديد عشان الوضع بقى خا.رج عن السيطـ ـرة»
أنهـ ـىٰ “طه” حديثه وهو ينظر إلى ابن خاله الذي أبتسم إليه وقام بالإطمئنان عليه، تحدث “يزيد” في هذه اللحظة وهو ينظر إلى أخيه عبر شاشة هاتف الآخر قائلًا بمزاحٍ:
«بقولك إيه “شيخي” ما تدعيلي بتيسير الأمور شويه، انا عايز يتكو.يلي الحتة البيـ ـضة أشمعنىٰ أنتم يعني وانا لا»
«يا حبيبي متقـ ـلقش بكرا تضـ ـرب نفسك بالجز.مة ألف مرة وهتتمنىٰ إنك تكو.يها لنفسك بعد كدا»
«هي “أيسل” فين يا حُبّ مش حاضرة ليه اللي بيتقال دا؟» نطق بها “شريف” الذي كان مبتسمًا ليرىٰ “حُـذيفة” يُشهـ ـر الهاتف على وجه “أيسل” التي كانت تجلس بجواره وبأحضا.نها “عـدنان” تنظر إليه نظراتٍ حا.رقة لتعـ ـلو ضحكات أولاد عمومته حينما رأوا نظراتها إلى الآخر
«لو سمعتوا عن حالة و.فاة أعرفوا إن “أيسل” عملتها» نطق بها “حُـذيفة” مبتسم الوجه لتعلـ ـوا ضحكاتهم مرةٍ أخرىٰ وهم ينظرون إليه ويشـ ـفقون عليه
«كُنت طيب أوي يا خويا» نطق بها “يزيد” بتأ.ثرٍ وحز.نٍ زا.ئف ليضحك الآخر ثم نظر إلى زوجته للحظاتٍ ثم قال مبتسمًا:
«بهزر واللهِ دا انا محظوظ بيكِ هو انا هلاقي زَّيك فين يعني يا “أيسل” عيـ ـب الكلام دا بقى»
«يبدو أن أحدهم هيتشـ ـيع النهاردة» نطق بها “عـز” ضاحكًا ليأتيه ردّ الآخر قائلًا:
«السـ ـت دي قا.درة هتاخد حاجتي بعد مو.تي أحذ.روا حاجتي أمانة فـ رقـ ـبتكم»
«توكل على الله بس انتَ ومتشـ ـيلش هـ ـم حاجة ولو على حاجتك أعتبرها فـ البلا.لة عشان هبيـ ـعها واخد فلوسها اتجوز بيها البـ ـت دي»
أنهـ ـىٰ “يزيد” حديثه بكل بساطة ليبصـ ـق “حُـذيفة” في وجهه عبر الشاشة وهو يشعر بالإحتـ ـقار مِنهُ قائلًا:
«أسفو.خس عليك عيـ ـل ند.ل ووا.طي، طب إيه رأيك إني مش مسا.مح وانا رايح دلوقتي المِنى هـ ـبيت هناك هستلمك محتوى يا “يزيد” وهشتغـ ـل دُ.عا عليك لحد ما أقول يا بس ولو جر.الك حاجه أعرف إنها د.عواتي عليك»
«الأخوة فـ ذ.مة الله إيش حال يا خويا لو مكنتوش أخوات كُنتوا عملتوا إيه فـ بعض» نطق بها “عبد الله” الذي نظر إلى ولديه ليأتيه صوت “حُـذيفة” يُجيبه قائلًا:
«واللهِ يا “بابا” العيلة دي بتد.فعني أقول كلام وأعمل أفعا.ل مش بتاعتي صدقني انا طيب وبحبّ الكل بس هما اللي أعوذُ بالله مِنهم»
«ما انا عارف يا ملاك، عارف مِن غير ما تتكلم، بقولك إيه أقفـ ـل وكمل لو فضلت معانا هتاخد سيئـ ـات جا.رية أقفـ ـل ومتنسا.ش تدعيلي مش بعد دا كله أتنـ ـسي» أنهـ ـى “عبد الله” حديثه وهو ينظر إلى ولده الذي أبتسم وأجابهُ بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«مقدرش يا “بابا” أنساك لا انتَ ولا “ماما”، أنتوا أول ناس دعيتلهم قبل أي حدّ حتى قبلي انا شخصيًا ودعيت لـ “يزيد” وليكم كلكم بدون أستثناء حتى العيال الصغيرة دعيتلهم وربنا يجعله مِن نصيبكم ويتقبل»
«ابن با.ر بوالديه ومتر.بي خمسين مرة وشيخ ومؤ.دب وفيه كل القيـ ـم والأخلا.ق الحسنة انتَ قطـ ـعة لؤلؤ منوَّرة وسط شلـ ـة فا.سدة» نطق بها “عادل” ممازحًا إياه ليضحك الآخر بخـ ـفة ويقوم بتود.يعهم هو و “أيسل” وصغيره نا.هيًا المكالمة بـ قْبّلة هو.ائية إلى الجميع، دام الصمـ ـت والسكـ ـينة للحظاتٍ قبل أن يقطـ ـعها “سامح” حينما و.قع بصره على “حمزة” الذي قام بقـ ـرصه وهو مبتسم الوجه والخـ ـبث يحو.م نظراته ليقوم “سامح” بضـ ـربهِ بعـ ـنفٍ على ذراعه ومِن ثمّ ركض خلفه إلى الأ.على وهو يصر.خ بهِ ويأ.مره بالتو.قف أسفـ ـل أنظار الجميع الذين شعروا باليأ.س مِن أفعا.ل “حمزة” الصبيا.نية.
________________________
«بابي حبيبي» نطقت بها “يارا” صاحبة الخمس سنوات التي ركضت إلى والدها تر.تمي دا.خل أحضانه، بينما أستقبلها هو بحبٍّ ضاممًا إياها إلى د.فء أحضانهِ بعد أن لثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة ممسّدًا على ظهرها بحنوٍ
«وحشتيني يا قلب “بابي”» نطق بها بنبرةٍ رخيمة بعد أن نظر إليها ليراها تبتسم إليه وتُلثم وجنتهِ بـ قْبّلة حنونة قائلة بنبرةٍ رقيقة:
«وانتَ كمان وحشتني أوي»
«أومال “ماما” فين؟» سألها بعد أن أبتسم إليها ليراها تُشير إلى المطبخ قائلة:
«جوه ومعاها “تيتا”»
«هي “تيتا” هنا؟» سألها بد.هشةٍ لتؤكد إليه ذلك بعد أن حركت رأسها برفقٍ مبتسمة الوجه، لثم هو وجنتها الصغيرة مرةٍ أخرىٰ ومِن ثمّ تركها وتوجه إلى المطبخ أسفـ ـل نظرات صغيرته ليرىٰ والدته تجلس رفقة زوجته تتحدثان سويًا
«متجمعين عن النبي إن شاء الله» نطق بها بنبرةٍ “هادئة” لتنظر إليه كلتاهما ويتقدم هو مِن والدته أولًا يُلثم رأسها ويديها بـ قْبّلاتٍ حنونة مُرحبًا بها، فيما ربتت هي على ظهرهِ بحنوٍ مبتسمة الوجه إليه، تقدم مِن زوجتهِ يُلثم جبينها ويدها مثلما فعل مع والدتهِ ليرىٰ أبتسامتها الحنونة والمُحبة تستقبله مثل كل يوم
«كُنْت فين يا “عـزام” انا قولت مش هشوفك النهاردة؟» نطقت بها والدته وهي تنظر إليه ليبتسم هو إليها ويقول بنبرةٍ هادئة بها بحـ ـة رجو.لية:
«كان عندي شغـ ـل واللهِ يا حبيبتي ويا دوب خلّـ ـصت وأتمشيت شويه وجيت، بس قوليلي إيه المفاجئة الحلوة دي»
«شوفت، على العموم انا جيت أقعد معاكم شويه وامشي، أكمني عارفه إن صحابك عايزينك معاهم بكرا بعد الصلاة فـ قولت ليه متجيبش مراتك وبـ ـنتك وتروحلهم عشان ميقعدوش لوحدهم هنا»
أنهـ ـت “حديثها” وهي تقترح عليه هذا الاقتراح تنتظر إجابته لتراه ير.فض ذلك بقوله الهادئ:
«لا متقلـ ـقيش هاخدهم معايا مش هسـ ـيبهم هنا، هقعد معاهم شويه كدا وهجيلك على طول تكوني أرتا.حتي شويه عشان انا جا.ي وناوي على إني أبا.ت عندك»
«يا حبيبي تنوَّر بيتك ومطرحك وكمان أهو تملـ ـوا عليا البيت شويه»
أبتسم إليها “عـزام” ليضمها إلى أحضانهِ برفقٍ قائلًا:
«طب أقولك على حاجه؟، “حُـذيفة” بيحج السنة دي ودعالك كتير أوي وليكِ فـ ذ.مته مصحف مِن هناك وإزازة ميَّاة مِن زمزم وسبحة»
«بجد يا “عـزام”؟» نطقت بها والدته بسعادةٍ غير عادية وهي تنظر إليه ليؤ.كد هو على حديثه حينما حرك رأسه برفقٍ إليها لتغمـ ـرها السعادة فجأ.ة وظلت تدعو إليه دون تو.قف بقلبٍ مغمو.ر بالسعادة والراحة لهذا الشا.ب الذي يُدخل البهـ ـجة والسـ ـرور على قلبها دو.ن سـ ـبب
«ربنا يكرمك يا “حُـذيفة” يا ابن حوا وآدم ويرزقك ويجعلك فـ كل خطوة سلامة ويجعلك مِن أهل الجنة ويفرَّح قلبك زَّي ما بتفرَّح غيرك ويزيدك مِن نعيم الله ويحفظك مِن كل شـ ـر ويباركلك فـ عيلتك ويجبر بخاطرك زَّي ما جبرت بخاطري»
«هيشوف بقى الفيديو الجميل دا وهيفرح أوي بـ ر.دّة فعلك، أكتر حاجه بيحبّها “حُـذيفة” اللي يدعيله بظهر الغـ ـيب» أنهـ ـىٰ “عـزام” حديثه بعد أن أرسل هذا الفيديو إلى “حُـذيفة” وكتب عدة كلمات أسفـ ـله ثم أغـ ـلق هاتفه وألتفت ينظر إلى صغيرتهِ التي جـ ـذبت طر.ف حِلته بخفة ليجذ.بها إلى أحضانه وبدأ يلاعبها أسفـ ـل أنظار والدته وزوجته المبتسمة وكذلك أسفـ ـل ضحكات تلك الصغيرة التي رنت عا.ليًا.
________________________
«يا “سامح” خلاص قلبك أبيـ ـض إيدك تقيـ ـلة يا جد.ع مش كدا» نطق بها “حمزة” الذي كان يقف في إحدىٰ أركان الغرفة ينظر إلى توأمه الذي كان يقف أمامه على بُعد سنتيمترات يتر.قب ردّات فعل أخيه الذي أبتسم أبتسامة سو.د.اوية إليه وقال:
«جبت و.را يعني»
«لا يا رو.ح أُ.مّك أتعد.ل بدل ما أعد.لك انا» نطق بها “حمزة” بكل و.قاحة وهو يتر.ك مخبأ.ه ووقف أمام الآخر الذي أتسـ ـعت أبتسامتهِ وقال:
«ليلتنا طو.يلة يا “حموزة” النهاردة، أوعدك هتروح بكرا الصبح صلاة العيد مكـ ـسح»
«الردود أفعا.ل مش كُتـ ـر كلام وانتَ أستاذ فـ الكلام» نطق بها “حمزة” سا.خرًا وهو ينظر إلى أخيه الذي تقدم مِنهُ خطوة واحدة ثم وعلى حين غـ ـرّة جذ.به “سامح” مِن تلا.بيبه أسفـ ـل ذراعه وهو يتو.عد إليه بالو.يلات حتى شعرا بشيءٍ سائلٍ يسـ ـقط على ثيابهما مِن الخلـ ـف، ترك “سامح” أخيه “حمزة” وألتفتا خلفهما ليبصرا “معاذ” يقف أمامهما وبيده زجاجة مياه مثلـ ـجة قد سـ ـكب جزءًا مِنها عليهما
«خـ ـف انتَ وهو متضـ ـيعوش مفعو.ل بر.شامة الصد.اع اللي لسه واخده بسـ ـببكم»
«دا انتَ عيـ ـل ابن..» بـ ـتر “سامح” حديث أخيه حينما وضع كفه على فم “حمزة” يمنـ ـعه مِن التفوه بما يطيـ ـح بهما إلى الهلا.ك وهو يقول:
«لسا.نك دا ابن اخوك اللي مبير.حمش، خـ ـف كلام وخلّيك أفعا.ل»
تركه ليستقـ ـيم “حمزة” في وقفتهِ وهو ير.مق ابن أخيه بشـ ـرٍ، ثم وعلى حين غرّ.ة كان ينقـ ـض عليه لينشأ بينهما حر.بًا طا.حنة ترا.كم عليها تد.مير ما حولهما، بينما جلس “سامح” بأ.ريحية على فراشه مبتسم الوجه وهو يشـ ـفي غـ ـليله مِن أخيه عن طريق ابن أخيه ليشعر في هذه اللحظة بلذ.ة السعادة والانتصا.ر البا.دية على معالم وجهه
_____________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)